عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-15, 11:50 AM   #267

سامراء النيل

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية سامراء النيل

? العضوٌ??? » 313048
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 931
?  نُقآطِيْ » سامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت السابع عشر
فى المساء........ بعد الرجوع من الجولة فى المزرعه بدأ حفل الشواء... كان احمد يقف امام المشواه لاشعال الفحم وضبط الحرارة وبجواره انفاس تقوم بتتبيل اللحوم ومساعدته كانا يتحركان بتناسق وانسجام عجيبين كانهما معتادان على العمل معاً منذ زمن ......من يراهم يظن انهما زوجان من شدة تفاهمهما وتنظيمهما والحوارات اللطيفة التى تحدث بينهما اثناء الشوى ..كان الجميع بدون استثناء يلاحظ ما يحدث بينهما ويباركه بينه و بين نفسه ولكن لم يعلق اى منهم ..حتى فيفى استمعت الى نصيحة جدها وامتنعت عن مقاطعتهما لان وجودهما معا اثلج صدورهم جميعاً
.......امسك احمد بقطعه لحم واتجه لانفاس قائلاً:انفاس دوقى كده شكلها استوت تمااااام
اخذت القطعه منه وتذوقت جزء منها وتنهدت باستمتاع :ممممممممم تحفه يا احمد طعمها جميل اوى
ابتسم احمد بسعاده :بالهنا والشفا
اعطته القطعه التى ما زالت بيدها وقالت وهى تضحك :دورك تدوق بسرعه قبل ماتيجى فيفى وتقول اكلنا الشوى
ضحك وتناولها :وقتها هتاكلنا احنا .......كان يمضغ القطعه التى اعطتها له بتروى وهو ينظر لوجهها الجميل الذى احمر من حرارة الشوايه وقال باهتمام عميق :انفاس ارتاحى شكلك تعبتى
انفاس وهى تنظر له بشقاوة :انا مش تعبانه لو تعبت اقولك ...ولا انت مش عايزنى اساعدك ؟؟؟
كاد احمد ان يلمس خدها الناعم المحمر فكبح نفسه وهو يقول لها بوله شديد :احممممم ......انا مقلتش كده بس..... واضاف هامساً:انا خايف عليكى
اطرقت براسها بخجل وعادت تشغل نفسها بالعمل حتى تهرب من هذه الاحاسيس التى تنتابها بمجرد النظر الى عينيه او سماع صوته
بعد العشاء .....الذى كان صاخبا سعيداً مليئاً بالضحكات .... دخل الكبار ليناموا وتركوا فيفى وانفاس واحمد فى الخارج ....كانوا يتجاذبون الاحاديث ويتكلمون بمنتهى الاريحيه
فيفى باعتراض :لا ياحمد انا مش معاك ان الخطوبه مش بتظهر حقيقة الاثنين ...لا طبعا بتظهر ولا ايه يانونا ؟؟؟
انفاس بهدوء:الحقيقة انا مع احمد يا فيفى ان فتره الخطوبه كل واحد فيهم بيتجمل يعنى بيظهر احسن مافيه محدش فيهم بيظهر طبعه الحقيقى ......الطبع الحقيقى والصفات الحقيقيه بتظهر بعد الجواز والاحتكاك المباشر
احمد باهتمام :ايوه صحيح ..عندى صديق بيقول انا معرفتش طبع مراتى الحقيقى غير بعد الجواز ولما سالته عن طبعها فى الخطوبه كان ايه ؟...ضحك وقال لى :يا راااجل ده كله تمثيل.
ضحكت انفاس وفيفى و استمر الحديث بين احمد وانفاس وكل منهم مستمتع بحديث الاخر اكتشفا انهم متفقين على اشياء كثيره كانت فيفى تستمع لهم بشغف ودقائق واسندت راسها وتمددت على الاريكه ...لحظات ونامت ..... الغريب انهما لم يشعرا بنومها لان كل منهم كان منصتاً لحديث الاخر وكأن حياتهما معلقة بالكلمات التى ستخرج من بين شفاههم .
.......................
.فى صباح اليوم الثانى والد انفاس باعتراض :يا احمد يا ابنى اقفاص المنجه والفاكهة دى كثير قوى دى العربيه مش راضيه تقفل
الجد :يا حاج مصطفى لا كثير ولا حاجه دى حاجه بسيطه
فى هذه اللحظه همست فيفى بالحاح لجدها :جدو خلى انفاس تيجى معانا فى العربيه
الجد بهدوء:طيب عمك مصطفى كده هيكون لوحده فى الطريق !!!
صمتت قليلا وقالت وهى تطرقع اصابعها :شوف انت تركب مع عمو مصطفى وانا ونونا وماما نركب عربيه احمد
الجد اعجبته الفكره وقال :موافق احتضنت جدها بفرح :ربنا يخليك ليا يا احلى جد و اسرعت لصديقتها الواقفه بجوار ابيها وقالت:عمو مصطفى نونا هتركب معانا وجدو هيركب معاك وقبل ان يجيب والد انفاس قالت فيفى وهى تشد ذراع صديقتها وتتجه لسياره احمد:شكرا ياعمو ربنا يخليك ليا ضحك ابو انفاس هو والجد والتفت الجد لاحمد وقال:احمد انا هاركب مع عمك مصطفى والبنات وخالتك هيكونوا معاك اما عربيتى خلى منصور يرجعها هز راسه بالموافقة وشعر بسعاده تغمره انها ستقضى معه الساعات القادمة فى مكان واحد
وقال :حاضر ياجدو
استقل سيارته وقال وهو ينظر للمرآه لانفاس الجالسه خلفه : وانا اقول العربيه منوره ليه
ساميه وهى تربت على كتفه:منوره بيك ياحبيبى فيفى وهى تضحك :قلبك ابيض ياماما...... احمد وهو مازال ينظر لانفاس من خلال المرآه:يارب تكونى قضيتى يومين حلوين
انفاس وهى تنظر له وهى تشعر بخفقات قلبها :كانوا يومين حلويين اوى حستهم عدو بسرعه احمد بصدق:دول احلى يومين عدوا عليه ...تصدقى انا ما حستش بيهم من جمالهم ..ونظر لعينيها كانه يأخذ وعداً منها وقال :بس ان شاء هيتكرروا يا انفاس
هزت راسها وابتسمت بخجل :ان شاء الله يا احمد
ابتسمت ساميه وقالت فى نفسها "فينك يامها يا أختى تشوفى احمد ..احمد بيحب بنت زى القمر انتى شفتيها قبل كده يا مها.... انفاس صاحبه فيفى وهى كمان واضح انها بتحبه اوى .....آآآآآآآه يا مها يا حبيبتى ..الله يرحمك ودمعت عيناها وهى تتنهد بألم
اشار الجد لهم بتحرك ..فتحركت سياره احمد خلفهم ........ بعد ساعه نظر احمد لخالته فوجدها نائمه وقال لفيفى :فيفى معاكى ترمس القهوة؟ اجابت انفاس :احمد فيفى نامت ...عايز قهوه ؟ احمد وهو ينظر لها فى المرآه:ايوه انا طلبت منها تجهز ترمس قهوه شفيه جنبها يا انفاس
انفاس وهى تلتف حولها وقالت :ايوة لقيته ..فتحت الترمس وسكبت له فى كوب ورقى ومدت يدها له وقالت :اتفضل مد يده وتلامست اناملهم وشعر احمد وكأن تياراً ضرب يده وامتد لقلبه فارتعشت يده وهو يتناول الكوب ويحاول ان يخفى مشاعره عنها ......اما عن انفاس فكان حالها لا يختلف كثيراً عن حاله فقد خفق قلبها بشدة من لمسته حتى كادت ان تسقط الكوب من يدها .....كان كل منهم يحس بالآخر ويحس بالتيار الجارف من المشاعر الذى يسرى بينهما ويلامس قلوبهما
تنحنح احمد ليغير من الجو المشحون فى السيارة قائلاً:شكراً ....تعبتك معايا
ارتشف من القهوه و هو يردف قائلاً:انفاس بتحبى السفر ؟
ابتسمت وقالت:جدا ...بس بحب السفر فى العربيه قال وهو ينظر لها من المرآة :هو جميل بس متعب خاصه للى بيسوق
انفاس وهى تضع يدها تحت ذقنها:اكيد ...جربته ؟
هز راسه :كثير مع اصحابى وجدى
سالته :سافرت برا قبل كده ؟
اجاب وهو يرتشف من القهوه :ايوه مع جدى.. واكمل وهو يبتسم :كل سفرى برا مع جدى حج و عمرة او كشوفات
ابتسمت :جدو عمر ده ربنا يحفظه انا بحبه اوى احمد بضحكة صافية :وهو كمان بيحبك اوى
سالها :سافرتى سويسرا ؟
قالت بشوق:نفسى اوى اسافر هناك واشوف جبال الالب وازور مدينه زيوريخ
قال باهتمام : انا رحت الاماكن دى وعجبتنى زيوريخ واكتر حاجة شدتنى بحيره جنيف
انفاس وهى مبهوره:دى اللى نصها فى فرنسا والنص الثانى فى سويسرا
احمد هز راسه موافقاً:ايوه برافو عليكى دى بقى روعه يا انفاس عارفة انا رسمتها ورسمت جبال الالب....عملت لوحات كتيير قوى للطبيعة فى الاماكن دى .
انفاس باهتمام :وزرت ايه ثانى ؟؟
ابتسم لها:شوفى ياستى
........ وجلس يحكى لها عن البلدان التى زارها واعجبته وهى تستمع بشغف شديد .....لم يشعرا بالوقت ...لان كلاً منهما كان مستمتع بصحبه الاخر لاقصى حد .
..............
اوقف والد انفاس سيارته وخلفه سياره احمد خرج من السياره واتجه لسياره والد انفاس وفتح الباب لجده وقال باهتمام:جدو يارب ماتكون تعبت
الجد :ابدا انا محستش بالوقت وانا بتكلم مع الحاج مصطفى
اقترب البواب وبدأ يحمل الحقائب وصناديق الفاكهه التفت اليها وجدها تحتضن فيفى وخالته ثم اقتربت منهم وقالت :جدو شكرا جدا على الرحله دى
الجد بحنان:والله الرحله حلوه عشان انتوا فيها ونظر لوالد انفاس :شوف يا حاج مصطفى اعمل حسابك لو رحنا المزرعه هتكون معانا.
ابتعد احمد عنهم قليلا و اقترب منها كأن هناك مغناطيساً يجذبه اليها فبادرته بالسؤال باهتمام :هتروح المكتب؟
احمد و هو يفكر:مش عارف احتمال
انفاس باهتمام:مش لازم خد النهارده اجازه عشان تعبت فى السواقه
احمد وهو يخترق تلك الغابات:انا مش تعبان انا مرتاااااااااح ومبسوط جداا وبفكر اروح ارسم
انفاس وبدلع عفوى:اعمل حسابك اى رسمه هترسمها اشوفها
ضحك وقال :طلباتك اوامر
ابتسمت بخجل وردت برقة :ميرسى .....سلام وتحركت و دخلت العماره واختفت من امام عينه ظل احمد واقفاً حتى بعد ان غابت عن نظره ....سمع فيفى وهى مخرجه راسها من السياره:مشيت خلااااص يلا احنا كمان نمشى
نظر اليها كانه افاق من غيبوبه والتف حول السيارة ومجرد جلوسه فى السيارة حتى قال لجده:انا قررت ياجدو اسفر فيفى لمهاب واخلص منها
الجد وهو يضحك :هى عملتلك ايه يا احمد
فيفى بمكر:بقطع مزاجه بس ياجدو
ضحك الجد وقال :مفيش فايده فيكى اصلا مع انى موصيها بس اعمل ايه
احمد باستفهام :موصيها على ايه ؟
الجد :موصيها تكون عاقله وهاديه ..بس هى مش بتسمع الكلام
............
فى الليل مستلقيه على الفراش تحاول ان تنام ولكن لاتستطيع اعتدلت واضائت الاباجوره بجوارها ووضعت الوساده خلف ظهرها وسرحت فى اليومين الماضيين وفى الاحاديث التى كانت تدور بينهم وامسكت هاتفها وفتحت على صور المزرعه تشاهدها وهى تبتسم وفجاءه ظهرت صورته اتسعت ابتسامتها وسرحت فى ملامحه ومررت اصابعها على وجهه فى الصورة واغمضت عينيها واطلقت تنهيده
وقالت بهمس :ااااااااااه لو كل الايام تكون كده ......................
بعدها بيومان :
اخذ نفس عميق واخرجه بهدوء وطرق الباب سمع صوت ياذن له بالدخول ...ما ان راه حتى قام من خلف مكتبه وابتسامه تملئ وجهه وقال
:ازيك يا احمد اخبارك ايه يا ابنى ؟
احمد بابتسامه هادئه:الحمد لله ...اخبار حضرتك ايه؟
اشار له بالجلوس وقال :الحمد لله ..تشرب ايه ؟ احمد وهو يجلس :لا شكرا ولا حاجة
مصطفى بإصرار:لاااا ..لازم تشرب حاجه دى اول مره تزورنى فيها
ابتسم احمد :طيب ...قهوة مزبوط
رن الجرس للساعى وطلب منه القهوه
احمد بهدوء يشوبه التوتر: استاذ مصطفى انا جاي لك النهارده واتمنى مترفضش طلبى
ابتسم مصطفى لانه كان يعلم سبب حضور احمد
:قول يا احمد يا ابنى و عنيا الاتنين لك .
صمت دقائق يشعر انه فى امتحان ......لا بل اشد .......بداخله توتر شديد وخوف ...خائف ان يرفض طلبه ...بالرغم من ان جده بالامس طمئنه وشجعه على هذه الخطوة عندما اخبره ...ولكنه ليس خائفاً من الرفض من ابيها بل خوفه منها ..ان ترفض وتحطم قلبه ولكن شىء بداخله يخبره انها تحمل له مشاعر خاصه ...تشجع احمد و اخذ نفساً عميقاً وهو يقول
:انا جى ...اطلب ايد الدكتورة انفاس واتمنى مترفضش طلبى وسامحنى انى جاى لوحدى وما جتش انا وجدى..بس انا حبيت انى اتكلم معاك وابعد اى احراج او ضيق لاقدر الله عن جدى
ابتسم مصطفى على أدب وذوق احمد :لا يا احمد ان شاء الله مفيش اى احراج او ضيق .. واكمل انا عايز اقولك ان جدك فتح معايا الموضوع احنا وفى المزرعه وانا مش هأخبى عليك يا بنى انا اول مارجعت صليت استخاره وسألت عليك والكل ماشاء الله بيشكروا فيك وانا ما اخبيش عليك ارتحت لك واكمل وهو يبتسم :يعنى انا موافق .
علت الابتسامة وجه احمد وطغى عليه البشر والفرح فى هذه اللحظه وهو يشعر انه يقترب من تحقيق حلمه ..
اردف الاب مضيفاً :زى ما قلت لك انا موافق بس موافقتى ملهاش معنى الا بعد رأى انفاس وانا اوعدك انى افاتحها فى الموضوع النهارده ...وما اكدبش عليك انى متفائل المرة دى...وان شاء الله تسمع اللى يرضيك .
سمعا الطرق على الباب ودخل الساعى يحمل القهوه ووضعها امامهم وانصرف
قدم الاب لاحمد فنجانه قائلا فى نفسه"يارب يا انفاس ماتكسفينى وتكسرى قلبه واضح انه بيحبك اوى....... ده ما استناش حتى اسبوع على رجعتنا من المزرعه وجاى يتقدم يارب فرح قلبى بيهم"
.........
فى نفس اليوم فى المساء
خرجت من العياده وخلفها نبيله ولكن سمعت صوت استوقفها يقول :دكتورة انفاس
التفتت وجدت امامها رجل فى بدايه العقد السابع تبدوا عليه علامات الشرود وشحوب الوجه وتكسو وجهه ابتسامه هادئه مطمئنه قال لها بصوت خافت تعلوه نبرة شجن :معلش يابنتى اعطلك شويه ...بس انا وعدت الشيخ عبدالرحمن انى اجيلك وهو قالى اقولك انى من طرفه وانتى مش هتتأخرى عليا.... وانا اسف اتاخرت شويه وانا مش هاخد من وقتك كثير
ابتسمت وقالت :ما دمت من طرف الشيخ عبد الرحمن امام المسجد ده صاحب بابا وده انسان نحسبه على خير واشارت له ناحية العيادة :اتفضل.... والتفتت لنبيله قائله :افتحى العياده
نبيله باعتراض:بس مواعيد الكشف انتهت
اجاب الرجل بصوت متعب:معلش يابنتى سامحينى التفتت لها انفاس وقالت بصرامه:افتحى الباب يانبيله وبلاش كتر كلام .
دخلت العيادة ومن خلفها الرجل يتبعها فى صمت
.....
انزل كوب الليمون من فمه ووضعهه امامه على الطاولة
فقالت انفاس لتشجعه على الحديث بالهنا والشفا يا عم يوسف قولى اقدر اعرف ايه مشكلتك ؟
ساد صمت قطعه الرجل انا هادخل فى الموضوع على طول علشان وقتك يا بنتى انا جايلك بناء على طلب يشمله الرجاء من صديقى واخى الفاضل الشيخ عبدالرحمن لانه قلقان عليا من وقت فقدى لزوجتى ههههههه اصله فاكرنى مجنون وبيقول انى محتاج علاج ...بس هو يابنتى ميعرفش النعمة اللى انا فيها ان ممكن ربنا يجمعك مع حبيبك فى الدنيا قبل الاخرة ودة حصل معايا.
بمجرد ان سمعت هذه الكلمات عرفت ان الجلسة ستطول وضغطت على زر بجانبها وحدثت نبيلة عبر السماعة من فضلك قهوة مظبوط
الرجل : انا كنت فى البكالريوس وهى كانت فى السنة الثانية وكنا فى نفس الكلية وبدا الموضوع بالمكتبة ثم بنظرة والكافتيريا ثم برحلة ...... وصار بيننا حب كبير تكثر فيه التفاصيل وبمجرد تخرجى عملت ليل نهار واول ما كونت فلوس معقولة اسرعت لبيت ابيها طالباً يدها ومشى الموضوع بمنتهى التيسير الالهى واتقفل علينا باب واحد وكان قلبى يكاد يطير من الفرحة ونظرت الى عينيها اللى امتلئت بالدموع شكرا وامتنان لله الذى جمعنا فى يسر من غير عناء ومرت الايام جميلة واسرعت بنا الشهور....... وغافلتنا السنين .......ونظرنا حولنا وفوجئنا اننا نسينا شيء ............ لقد نسينا اننا لم ننجب
على الرغم من كلام الاهل الذى لم نلقى له بالاً ولكن حتى اكبر حب فى الدنيا يحتاج شاهد عليه ولاسيما اذا كان هذا الشاهد ولد او بنت من رفيق دربك يملىء علينا الايام واليالى واذا بنا قد مرت سبع سنوات وقررنا الذهاب الى الطبيب وبعد الفحوصات والتحاليل والاشعه خرج علينا الطبيب واخبرنا ............ انه احد منا لديه مانع يستحيل الانجاب معه ؟
وسمعت صوت متحشرج يقاطعه مستحيل متأكد يا دكتور هز الطبيب رأسه بأسف قطعه صوتها مرة اخرى: ارجوك توقف
وقامت مسرعة منهارة وقمت وراءها بدون تفكير واعدنا نفس المشوار عند اكثر من طبيب ولكن كل مرة يكون نفس الرد من كل طبيب ويكون نفس الرد منا وفى اخر مرة وقد اتفقنا ان تكون اخر زيارة لاى طبيب وكان نفس الرد .... وخرجنا من تلك العيادة يكسونا الاحباط وخيبة الامل واثناء عودتنا قلت لها :اية رايك ممكن نتمشى على النيل ولكن لم تسمعنى فكررت العرض عليها هزت راسها بالايجاب وهى صامتة وكنا دائما نمشى متشابكى الايدى مشينا حتى وقفنا فى نفس المكان الذى كنا دايما نجلس فيه ونظرت لها وقلت :حبيبتى انتى ممكن تتركينى بسبب ال.....
قاطعنى صوتها :انا مش ممكن اسيبك مادمت حية انت روحى وحياتى لم اطمئن يوما الا فى جوارك ..... طيب وانت ممكن .... ؟؟؟؟
اسرعت قائلا: انا عمرى مافكرت فى ست غيرك ولاااا حبيت غيرك وانت فى نظرى تغنينى عن جنس النساء كله .
وهدأت حبيبتى . ورجعنا الى المنزل وقد خفف الحوار من روع حبيبتى ونمنا مطمئنين..... واستيقظت كالعادة على اذان الفجر وايقظتها وما ان عدت من صلاتى واحضرت الخبز وجدتها لم تعد الفطور كعادتها فاقتربت منها :مالك حبيبتى قالت انت عارف ليه انا كنت باقاطع كل طبيب قبل ما يقول العيب فى مين فينا؟
قلت :لماذا صغيرتى ؟
أجابت: حتى لا اسمع فيك ما يضرك ولا تسمع فى ما ينقص قدرى عندك ....واظل بصورتى عندك ولكن الان وقد فكرت فأنا اسامحك إن تزوجت و اسامحك ان تركتنى...... قاطعتها :وانتى بتتكلمى وكأنك تعرفى العيب عند مين فينا ......هونى على نفسك حبيبتى انا ممكن او انت ننجب اولاد ولكن مش ممكن اجد حبيب مثلك يا رفيقة الدرب وملئ السمع والبصر ....اما عنكى فأنا اقبل لكى اى امر ..... وضعت كفها على فمى. وانتهى مجلسنا هذا على اتفاق ورضا بما هو مقسوم ومحتوم .
وقد ارضانا الله ولم نشعر يوما بعدها بهذا الامر وقد رايت مع زوجتى طوال عشرتى الطويلة السريعة.كيف تفرغ مشاعر الامومة فى جميع اطفال العائلة وكيف انها تجمع اطفال الجيران وتطعمهم واحيانا تشترى لهم ملابس الاعياد ومرت بنا الحياة هادئة وجميلة كانت تخرج من عملها مسرعة تسبقنى الى المنزل تعد طعامها وتهذب هندامها تسارع فى رضائى . منتظرة عودتى وعندما افتح باب المنزل اجد فى انتظارى طفلتى مبتسمة الوجة ونقضى معاً اجمل الاوقات وكنت دائما اعلم ان الهت قد منّ علىّ بزوجتى الحنون التى لم تدخر جهداً فى اسعادى واعتقد انى فعلت ما بوسعى كذلك ولم يغيب عن بالى يوما رضائها بدخلى البسيط وهداياي المتوضعه التى تطير فرحاً بها ..... ...............
ساد صمت فى غرفة الكشف ارتفع معه صوت دقات الساعة وانفاس تترقب كلماته بلهفة منتظرة قدر الله فيه. لدرجه انستها فنجان القهوه التى طلبته
دمعت عيناه واستطرد مقاطعا السكون قائلا :وفى يوم رجعت للمنزل وفتحت الباب فلم اجد صغيرتى بحثت عنها فلم اجدها جلست انتظرها لعلها ذهبت تشترى شيئا ما وطال الانتظار. واذا بالهاتف يرن رفعت السماعة سمعت صوت يقول :الاستاذ يوسف اجبت نعم مين معايا؟
: مستشفى الشفا معك ....زوجتك محجوزة عندنا تم نقلها بالاسعاف من امام عملها.
...ركضت الى المستشفى لا ادرى كيف وصلت ودخلت الغرفة مسرعا وقد نظرت فى وجهى فرأيت الاطباء يملئون الغرفه وكأنها تودعنى وطغت على وجهها ابتسامه يملؤها الضعف فرحة بقدومى ومودعة لى .
سمعت احد الاطباء يقول لقد توقف القلب ولاقت ربها
كل شىء كان بمنتهى السرعة كما دخلت حياتى خرجت بمنتهى السرعة ولكن سرعان ما رأف الله بحالى بعد العزاء رجعت الى منزلى فى البداية سمعت ذلك الصوت ينادى يوسف ..يوسف هل عدت حبيبى ثوانى الاكل هيكون جاهز لم اصدق يااااااه مش ممكن ولكن المعجرة حصلت لقد عادت رجعت .....هما بس كام يوم اللى غابت وبعدين رجعت وكل يوم تيجى تقعد شوية معايا
سألته انفاس باهتمام:انت بتسمع صوتها بس؟؟
يوسف:ايوه بسمع صوتها واشم رائحتها واشعر بها و لكن كام يوم وبقت تيجى توقظنى من النوم ونقعد نتكلم ونشرب الشاى واحيانا نتمشى ...... واكمل قائلا :دكتوره انا معنديش حاجه ولا مجنون زى ما هم متخيلين وصمت واخذ نفس واكمل بكل اصرار ولو فرض انى مش طبيعى ميهمنيش كل اللى يهمنى انى اشوفها واحس بوجودها ومتسبنيش
اعرضت بوجهها عنه وقد اثار حديثه مشاعرها وحزنها ولقد ازاح حديثه الغبار من على عقلها وقلبها وفجر ذاكرتها على فقد زوجها .....وكادت ان تنفجر فى البكاء ...... اخذت نفس عميق وقالت بصوت مخنوق عليه اثار البكاء ماشى يا عم يوسف : انا بس هستاذن منك انك تيجى يوم الاثنين الجاى الساعه سبعه ممكن
عم يوسف :لية يا بنتى
انفاس :معلش علشان نكمل دردشة.
.........
كانت تمر حياتها امامها وهى تقود السياره ودموعها تذرف من عينيها لا تدرى كيف وصلت البيت ولكن ما ان فتحت باب المنزل اسرعت الى غرفتها واغلقت الباب بقوه افزعت والدها الجالس فى الصاله يشاهد التلفاز قام الاب منتفضاً وقد اربكه ما حدث وقف الاب اسرع متجهاً الى غرفة ابنته طرق الباب ولم ينتظر الرد دخل مفزوعاً على وحيدته قائلا :نونا حببتى مالك فى حاجه؟
جلست تبكى بشدة وتهز راسها وتقول :انا ولا حاجه ...انا انسانه وحشه... خالد سامحنى يا خالد.........خاااااااااالد ...انت فين ...هو السبب ياخالد....هو السبب .
ارتعب الاب على ابنته واحتضنها محاولا ان يهدئها وهى تبكى :نونا متخوفنيش عليكى ردى عليا جرى ايه مالك ؟؟؟
دفنت وجهها فى حضن والدها وهى تردد انا ازاى نسيته ازاى ...هو السبب ...هو السبب .
.........................
وضع يده على قلبه وقطب بحاجبيه وقال بهمس:اعوذ بالله من الشيطان الرجيم نظر اليه الجد :فى حاجه يااحمد؟ قال وهو مازال واضعا يده على قلبه:مش عارف ياجدى حسيت بقبضه فى قلبى ...واضاف كإن قلبى بيتعصر
الجد بقلق:اسم الله عليك ياحبيبى اذكر الله يابنى
فيفى باهتمام:احمد مالك انت حاسس بإيه؟
قاطعها صوت هاتفها التقطت هاتفها وقالت بدهشه:ده عمو مصطفى
الجد باستفسار:خير يابنتى ؟؟
فيفى بقلق :مش عارفة ياجدو ...اكيد فى حاجه
اجابت بقلق :السلام عليكم ...ازيك ياعمو اجابت الحمد لله بخير وصمتت تستمع ووجهها يبدو عليه الخوف والقلق سالته:امتى حصل ده .....لا انا جايه حالا ...متقلقش
واغلقت الخط وقبل ان تنطق
سألها احمد بقلق وبدون وعى:مالها انفاس يافيفى
قالت بقلق شديد:مش عارفة يا احمد بس عمو مصطفى بيقول انها رجعت من العياده منهاره اوى .ومش مبطله عياط وعمو مصطفى مش فاهم منها حاجه .....
انا لازم اروح لها.......... واتجهت مسرعه لغرفتها
الجد بضيق:لطفك يارب ......والله البنت دى مش عارف مالها
قام احمد واتجه لغرفته وارتدى ملابسه مسرعا وتناول هاتفه ومفاتيح السياره وخرج من الغرفه مسرعا وجد فيفى قد ارتدت ملابسها وقالت لجدها:جدو تبقى تقول لماما لماتصحى انى عند انفاس واحتمال ابات معاها
هز الجد راسه:فيفى تبقى تطمنينى عليها
هزت راسها:حاضر ياجدو والتفتت لاحمد :يلا بينا خرجا من البيت واستقلا السياره بهدوء يشوبه التوتر وبدا يقود السياره.
سالها :فيفى معرفتيش هى منهاره ليه اجابت وهى تتنهد بضيق:لا كل اللى عرفته انها رجعت تبكى وبتقول كلام غريب
احمد بخوف:كلام غريب !!!!!!زى ايه؟
فيفى :مش عارفة يا احمد هو عمو مصطفى اللى قالى كدة .
صمت بتوتر وخوف شديد عليها وبدات الوساوس تلعب فى راسه ايعقل ان هناك من ضايقها من ؟؟؟؟...حسام لا لا ..لا اظن ...........اذن من تجرا على طفلتى من؟
عم الصمت على السياره لايقطعه الا اصوات السيارات المجاورة لهم .............بعد فتره.
قالت فيفى:الحمد لله وصلنا
اوقف سيارته واسرعت فيفى بالنزول
اوقفها صوته : فيفى انا هنا مستنى مش هاتحرك طمنينى
هزت راسها وابتعدت مسرعه وهو يتابعها ويتمنى ان يكون هو مكانها ليطمئن عليها ........على تلك المعشوقه التى اقتحمت حياته دون اذن منه وعبثت باوتار قلبه تلفت حوله وبلا وعى منه انطلق خلف اخته كالمجنون وقبل ان يغلق المصعد على فيفى فوجئت بيد تمنع غلق الباب ودخول احمد ووقوفه بجانبها نظرت له باستفهام :فى حاجه يا احمد ؟
قال وهو يمثل الهدوء:الوقت متاخر و مينفعش اسيبك تطلعى لوحدك فى عماره غريبه هاوصلك لفوق وامشى. ابتسمت بحنان واحتضنت ذراعه :ربنا يخليك ليا ويسعد قلبك
ابتسم وسالها :الدور الكام
فيفى:الرابع
عم الصمت بينهم قطعه صوت باب المصعد وهو يفتح وخرج الاثنين ...اسرعت فيفى الخطى لشقه صديقتها اما هو فظل يراقبها وهى تطرق الباب ولحظات وفتح الباب وكان والد انفاس اغلق الباب خلفها ظل احمد ينظر للباب واقترب من الباب بلا وعى ووضع يده على باب شقتها واغمض عينيه وتسارعت دقات قلبه .
كانت جالسه على فراشها تحتضن ركبتيها مسنده راسها على ركبتيها وتسيل دموعها من عينيها ..فجاءة شعرت برائحه تسلل اليها وتقتحمها دون اذن منها تلفتت حولها وقالت بلا وعى احمد....
......
رحب والد انفاس بفيفى :اهلا يافيفى اتفضلى سامحينى يابنتى جبتك فى الوقت المتاخر ده
فيفى :لا يا عمو انا احمد وصلنى ......متقلقش طمنى انفاس عامله ايه
الاب بحزن اشار لغرفتها :والله يابنتى لسه بتعيط.
فيفى وهى تتجه لغرفة صديقتها :طيب عن اذنك ياعمو اشوفها

كان قلبها يخفق بقوة لاحساسها بوجود احمد عن قرب .......عندما سمعت طرقات على الباب وقبل ان تاذن بالدخول دخلت فيفى و اقتربت منها وهى تقول بهلع شديد:نونا حببتى مالك يا نونا ايه الى جرى لك ؟؟
ما إن رات فيفى:حتى احتضنت صديقتها وازدادت حالة البكاء وهى تقول من وسط دموعها
:فيفى انا .... انا مش عايزة انساه ...بس هو السبب كل ما اغمض عينى عايزه اشوف خالد هو اللى يظهر انا مش عايزه اكون كده ....... عم يوسف احسن منى فضل عايش على ذكرى مراته اللى عاشت معاه ........وانا ايه ...انا ولا حااااجه ....ولا حاااااااااااااجه ..مش عارفة اطلعه من دماغى..... تعبت مش عارفة اعمل ايه...واخذت تردد بهيستيريا ..مش عارفة اعمل ايه.....مش عارفه اعمل ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فيفى تحاول ان تفهم اخذت تربت على ظهرها فى حنان وقالت بهدوء:اهدى وفهمينى بالراحه ايه الى حصل.
...........................
فتح عينيه يشعر بالم فى كل جزء فى جسده وضع يده على عينيه ونظر حوله وفجاءه تذكر ما الذى جعله يقضى ليلته فى سيارته نظر لساعته انها السابعه ...لم ينم ظل جالساً امام منزلها حتى اذان الفجر ذهب للمسجد القريب من منزلها صلى وجلس فى السياره ينتظر...وبعدها غلبه النعاس فى سيارته ..... التقط هاتفه ونظر فيه لم يجد اى اتصال من فيفى او رساله وجد فقط اتصالات من خالته وجده
بدا يكتب رساله لفيفى وبعدها حرك سيارته متجهاً للبيت

انتظرونى البارت القادم


سامراء النيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس