عرض مشاركة واحدة
قديم 13-04-15, 02:51 PM   #7213

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 21.3

<b>

خرج يوسف ومعتز من منزل أبو معتز صاخبان ضحكاً وحديثاً، من يراهما لا يستطيع إلّا التبسم لإنشراحهما، ومن تراهنّ لا تقاوم معاودة النظر والرجولة تمتزج في العبث فيهما بطريقة جذابة لافتة، كان يوسف يحدّث معتز عن عمله الجديد مع كرم ومخططاته الجادة للبدء بحياة عملية ناجحة يكون فيها عوناً لأخيه وعونا لنفسه لمستقبل زاخر بالرخاء وخاصة أنّه يعشق الرفاهية وتدليل نفسه بعدم الحرمان، كان يوسف مندمجاً بالحديث عندما لاحظ عيون معتز المتعلقة إلى الأعلى بشكل جانبي على سطح بيت جيرانهم، وقد كان وجهه يعبس بشدّة تهديدية
صمت يوسف وغضّ طرفه وسبق معتز لسيّارته، دخل معتز صافقاً الباب خلفه بشدّةٍ وجلس خلف المقعد بعصبية واضحة ووجهه الأبيض ينقلب إلى أحمر هو والأذنين، راقبه يوسف يمسك الهاتف ويضعه على أذنه ليهتف بعدها بصوت عالٍ يتفجّر غضباً: ولك يا حيوانة أنا كم مرة مفهمك السطح ما بتطلعي عليه آآآه؟ فهميني إنتي متى بدّك تصيري بتفهمي؟
صمت معتز قليلاً يصغي للطرف الآخر على الهاتف ليقول ناهراً: إن شاء الله عنّك لا شفتيني... من يومين لسّة كنّا مع بعضنا وما لحقتي تشتاقي... مي... مرة تانية لو بتنازعي وبدّك تموتي وشوفتي هي اللي راح تحييكي بتضلّك مضبوبة بالبيت وبتموتي وإنتي ساكتة... فااااهمة!!
وأغلق بعدها معتز الهاتف في غضب و زفر في حنق ليدير السيّارة ويبدأ التحرك، صمت يوسف قليلاً ولكنّ طبعه الصريح الذي لا يستطيع السكوت عن خطأ يراه جعله يقول: يا أخي حرام عليك... والله البنت لسّة صغيرة على كلّ هالبهادل... أصلاً حرام عليك تعلقها فيك هيك وتضيّعلها مستقبلها!
نظر له معتز في حنق وقال: ليش حرام... بحبها وبدّي أتجوزها وين الحرام بالموضوع
قال له يوسف بإنفعال: يا زلمة زواج إيش هاد اللي بتحكي فيه مش لمّا تكوّن حالك بالأوّل
أجابه معتز بعناد: الجامعة وخلصناها والشغل مأمن مع أبوي ليش ما أتجوز
فقال له يوسف بمحاولة لإقناعه: ومي... مش حقها تخلص دراستها.. تكبرلها شوي... يا زلمة هاي طفلة طفلة يعني اللي زيها لسّة بيلعبوا بيت بيوت
أجابه معتز بصوت قاطع منهياً الموضوع مبتلعاً الغصة التي خنقته وإسمها ينطق من بين شفتين ذكوريتين غير شفتيه: هي بتحبني وراضية ومستعجلة أكتر مني كمان... إنت بس خليك محضر خير ولا تتدخل!
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ................................................
لأوّل مرة منذ أسابيع تمرّغ أحمد في دفء فراشه الزوجي... فراش اعتاد ضمهما معا في جولات وصولات من الحبّ لا تنتهي، تلمّس المكان بجانبه بحنين ودفن وجهه فيه يبحث عن عطر قد يكون منسيا بين طيّات مكان احتضنها لأشهر... بل في الحقيقة احتضنهما معا... فهو ما كان أبدا ليجد راحته في النوم مبتعدا عنها وهي ما كانت لتنعم بهانئ الأحلام إن لم تتوسد ذراعه... فكان نصفها من السرير مستقرهما معا فيما يئنّ النصف الآخر منه في حسد وغيرة
فراشته الحمقاء تلك... خلال أسابيع بعيدا عنه باتت تعرف كيف تلاعبه وتأخذ ما تريده منه فتجعله يعطيها إيّاه صاغرا وإن دون رضى... فأيّ جنون هو ذاك الذي جعله يتركها في بيت أهلها مخلفا إيّاها وراءه تذبحه الحاجة والاشتياق، وهي التي أقرّت بأنّها على استعداد لترافقه إن أصرّ
كبرت صغيرته... هذا ما أدركه أحمد بسعادة وأسف... يعلم بأنّه قد قسى عليها كثيرا ولكن ما كانت حيلته وخوفه من فقدها يشلّه رعبا... طوال فترة زواجهما كان يظنّ أنّه يخشى الفشل ولكنّه الآن يدرك أنّ ما سلب له منطقه وركوزه لم تكن فكرة تجرّع علقم الفشل من جديد... فقط... إنّما فكرة فقدانها هي... هي صغيرته التي رافقته لسنوات مهاجرة معه لأميريكا... تدرس معه... تنجح معه... تعاني الوحدة معه... تشتاق لاهتمام حقيقي تبادله إياه دلال بدلا من الاكتفاء بالقيام بواجباتها بحرفية مغيظة... تستمع معه لشكواها المستمرة من شعورها بالملل والضيق وهي التي سافرت معه عالمة أنّه ما سافر إلّا ليدرس... ترتشف معه كؤوس الندم في كلّ مرة يدخل شقته الباردة الفارغة ممن مِن المفروض أن تكون ربّته وقد انطلقت إلى فضاء أميريكا سارحة تشقّ طريقها بشراسة دون استعمال إيٍ من مكابح التمهّل متناسية سبب وجودها في ذلك البلد... زوجها... تتذوق معه مرارة الخيبة والاستحقار وقد اختارت دلال العمل كخيار أول من بين سلّم الأولويات وإن عنى ذلك طلاقها!
سحب أحمد وسادتها من مكانها مبتسما برقة حالمة مدركا بسعادة بأنّ كلمات الحبّ التي كان يكيلها لها لم تكن مجرّد حروف على أيّ زوج محبّ أن يقولها... أدرك أنّه عاشق لها حتّى النخاع وأنّه كان يحبّها منذ الأزل وأنّ زواجهما أبدا لم يكن تقليديا بل عن سابق قلب مترصّد... وهي بصغر سنّها كانت أكثر ادراكا وتقبلا لتلك الحقيقة منه هو الذي لم يعرف حتّى اللحظة أنّ كل ما كان عليه أن يفعله قبل سنوات هو قليل من الانتظار، فسراب خلقت من أجله وهي عالمة جدا بذلك وراضية وكلّ ما تبغاه صغيرته الآن هو أساس جديد يبنيان فوقه علاقة أبدية سليمة... الثقة مركزها والحبّ وقودها، وهو وهي كيانها!!
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..................................


</b>



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-04-16 الساعة 11:49 AM
bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس