عرض مشاركة واحدة
قديم 13-04-15, 02:53 PM   #7214

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 21.4

<b>


لو أنّ أصوات الليل الصامتة تعلو لملأت بحسّها سعة الكون، ولو أنّ آلامه التي لا تصحو إلّا كالوطاويط في العتمة ترقد لقرّت العيون هانئة مرتاحة... كانت غزل تمشّط أرض الغرفة بأقدامها الصغيرة في تكرار دام لساعة وسبع من الدقائق... دقّة لم تدركها غزل من فراغ، إنّما من عيونها التي لم تكلّ ولن تملّ بمسح الساعة الجدارية المعلقة في غرفة المعيشة حيث مرقدها... ساعة وسبع... بل ثمان الآن... قد مرّت مذ دخل كرم الشقة متجها نحو غرفته متجاهلا المرور عليها مطمئنا كما هو معتاد في تمام الساعة الواحدة وثلاثة دقائق... دقيقة هي في الوقت من جديد ولكنّ الساعات كانت رفيقتها البليدة المملة مذ غادرها كرم تاركا إيّاها خلفه تنفض عنها عناء قبلته ووعثاء كلماته
ساعات أمضتها غزل... ساعات... لم تفكّر فيها لدقيقة في حالها... في مأساتها وآلامها، فآلامها وبطريقة عجيبة اضمحلت وبهتت أمام ما أصبحت تعانيه الآن من آلام يكابدها هو... فعلى الاقل باتت هي تعترف بأنّ ما حدث قديما لم يكن حقّا أمره بيدها... كلّ ما عليها الآن هو أن تعتاد على تلك الفكرة... يبدوا أنّ هناك الكثير من الأشياء التي عليها الاعتياد عليها هذه الفترة
توقفت خطوات غزل فجأة عاجزة كعجزها أمام أفكارها المضطربة... ترى أيأتي يوم حقا تعتاد فيه على قربه كما يطالبها أن تفعل... كرم... مرة أخرى... زفرت غزل بهمّ وحروفه وكلماته التي قذفها بها في منجنيقات ألمه تعاود ضربها بقسوة من جديد...
" لإني مغرور أناني هربت وما تحمّلت... لإنّي كنت بدّي إيّاكي إلي لحالي ما تحمّلت... لإنّي كنت أجبن من إنّي أواجه اللي صار هربت... لإنّي تافه ما قدرت أدافع عن نفسي لمّا أبوي تهمني هربت... لأنّه كرامتي كانت بالنسبة إلى الأهم هربت"
لا تعرف غزل كيف وجدت نفسها فعلا تدافع عنه أمام نفسه وهي التي لطالما لامته في بواطن عقلها حتى انفجر ذلك اللوم على شكل غضب لمرتين... تلك المرة التي جاء بها بتلك الأميريكية الساحرة إلى بيتهم، وأمس... حين قامت بمهاجمته بحدّة دون داعٍ... كيف إذا وجدت نفسها وعلى غفلة منها تنفي عنه تهمه...
في الحقيقة هي لازالت تذكر في إحدى جلسات علاجها عندما تطرقت بالحديث مع الطبيب عن كرم، تذكر أنّه سألها يومها: شو اللي بيمنعك تقوليله كل اشي وتريحي حالك
بوقتها صمتت قليلا تفكّر في اجابة مناسبة لهذا السؤال الصعب... لا ليس صعبا بل معقدا... معقدا جدا في الحقيقة حتّى لتكاد هي بنفسها أن لا تفهم!!
سمعت الطبيب عندها يقول لها: غزل انتي صرتي بتعرفيني منيح هلأ وبتعرفي انك ممكن تقوليلي أي شئ بيخطر ببالك
تذكر أنّهما بيومها و بفضل الجوّ اللطيف قرّرا استغلال الحديقة والجلوس فيها بجوّ من الاسترخاء، هامت بوقتها قليلا مع صوت تغريد العصافير قبل ان تقول: ما بعرف... كنت بعرف... بس هلأ مش متأكدة... يمكن بس تعوّدت انّه اتجنب الحوار بهاد الموضوع!
اجابها الطبيب بعتب: غزل كم مرة قلتلك ما في شي إسمه ما بعرف ومش متاكدة... بدّي إجابات واضحة وصريحة... شو في بقلبك قولي
تنهدت غزل وقالت: في البداية أوّل ما صارت القصة كنت بحالة صدمة ومو قادرة أبدا أبدا أحكي بالموضوع ولا معه ولا مع غيره و... بس رجع... رجع بيهدّد وبيبهدل و... بيتّهم مفترض إنّه اللي صار لا بدّ صار برضاي وإنّه سكوتي مجرّد حماية للي عمل العملة
سألها الطبيب بصوت طغى عليه حضور المكان بهدوءه: و أنتي ليش ما حكيتي؟
تحشرج صوت غزل وقالت: خفت... كان بخوّف متل الغول... وأنا كنت سبب إنهم يتهموه وما دافعت عنّه بوقتها... بعدين أنا ما بعرف... مش متأكدة لو لازم أحكي أصلا... لو بيحقلي أحكي... ولو حكيت أصلا كان راح يصدقني؟!!
هزّ الطبيب رأسه قائلا: وبس؟!!
ارتبكت المقل في عينيها وقالت: شو قصدك دكتور؟!
هزّ الطبيب كتفيه قائلا: يعني إنتي كان ممكن تخافي تحكي التفاصيل زمان لكرم مو واثقة كفاية فيه أو العلاقة ما بتسمح، لكن حاليا إنتي عارفة منيح إنّه ممكن كتير توثقي فيه وبالعكس الحقيقة ممكن تريحه شوي من فكرة الإنتقام اللي مسيطرة عليه!
إبتلعت غزل ريقها وقالت: شو قصدك دكتور... أنا.. أنا..
قاطعها الطبيب قائلا بطريقة استفزازية مؤمنا بصدق ما ينطق: إنتي ما بدك تريحيه!!
هتفت غزل بجزع: لأ طبعا!!!
ليهتف بها بالمقابل: لأ طبعا زي ما بقوللك... كرم تركك وأنتي بأمسّ الحاجة أله... بعد ما أهانك واحتقرك وظنّ فيكي ظنّ السوء... رجع فارد عضلاته عليكي ورجعك لبيته غصب عنّك وبنيته يهينك ويبهدلك ويشربك كاسات المرّ ويورجيكي نجوم الضهر... كرم خذلك بوقت إنتي كنتي بأمسّ الحاجة فيه إله!!
بكت غزل يومها... قهرا... وقسوة الخذلان تعاود صفعها من جديد، بألم متجدد، ولكن هناك في عمق قلبها كان هناك محام صغير له متحفزا بهيئة معترضة، لكنّها أخرسته، فحالها لم يكن يسمح بتبنّي أيّة قضية بخلاف قضيتها...
لكنّها تذكر أيضا أنّ الطبيب بوقتها نصحها قائلا: بس إنتي لازم تحكيله يا غزل... كلّ شي صار وبالتفصيل... مش عشانه... رغم إنّه بيحقله يعرف بعد ما انكتبت على إسمه زوجة... بس أنا بدّي إيّاكي تحكي عشانك إنت... لإنّه بعمرك ما راح ترتاحي إلّا لو حكيتيله
هزّت رأسها برفض فوري هامسة بعنف: صعب... الحكي بالموضوع بحدّ ذاته صعب... كيف لكرم... الحكي ما راح يطلع... شو راح أقوله... كيف راح... ما راح أقدر... صعب.. صعب!!
أجابها الطبيب بعنف: لإنّك لسّة مو مقتنعة تواجهي اللي صار بشجاعة... مو راضية تطلعي من برّة الدائرة وتحكي بالموضوع برؤية تانية
انهمرت دموعها وقالت له بعجز: بس أنا بحكي... كلّ مرة بحكي
هزّ الطبيب لها رأسه وقال: بس ما بتسمعي... ما بتعيشي التفاصيل... بترويها كأنها قصة قرأتيها بكتاب، ولو ما عشتيها بعقلك بتفاصيلها من جديد أبدا أبدا ما راح تقدري تطلعي منها... يلا يا غزل إحكي... إحكي شو صار معك بهديك الليلة... غمضي عينيكي وإرجعيلها... إحكيلي شو صار وبالتفصيل الممل... المكان... الوقت... المفاجأة... الوجع
وحكت غزل... حكت عن ذلك الظلّ الذي رأته في تلك الليلة وراءها مباغتا بينما تعدّ لنفسها كوب النسكافيه تريد به إراحة صداعها وتبعد نعاسها الذين كانا يدعوانها لنوم لم يكن هناك وقت له وقد باتت الإمتحانات تطرق بإلحاح على الأبواب... حكت عن مفاجأتها وقد ظنّت انّه أحد إخوتها قد عاد لأيّ سبب كان إلى البيت أو ربما أسوأ... كرم... فتخشى الإنفراد به وحيدة تماما وهي التي لم تفعل يوما... وهو الذي كان فارسا لأحلامها لليلة كاملة... حكت عن تلك النظرة الحيوانية التي رأتها وذلك اللهاث الصاخب بقرفه... عن تلك الكلمات المادحة الذامّة... المثيرة للاشمئزاز في فجاجتها... تلك اللمسات التي أحرقت جسدها وأثارت غثيانه والتي أراد بها إثارتها كما يبدوا، فما إن أحسّ بالرفض الفزع حتى باتت أكثر إلحاحا وقسوة، بينما يشدّها ساحبا ايّاها لغرفة الضيوف راميا إيّاها فوق الأرض ليغتالها هناك... مكبّلا إيّاها بسهولة منهالا عليها بعدد لا يحصى من الصفعات مقبلا وجهها عنقها شفتيها بوحشية... حكت له عن ذلك الخوف الذي قد يكون أوهن عزيمتها... عن ضعفها مقابل ضخامته... عن محاجر عينيه التي جحظت ودفق الدماء فيها وقد مزّق لها ملابسها ينظر لعريّها برضى وانتشاء شوّه لها فيها طهارة جسدها وبراءته، مخبرا إيّاها أنّ ظنّه لم يخب وقد وجد فعلا ما يستحق المغامرة بكلّ شئ لأجله... حكت له.. حكت عن ذلك الرعب الخالص الذي شلّ عقلها بينما تشعر ببنطالها الصيفي الخفيف ينسحب بسهولة من بين قدميها... عن تلاطم الافكار المبتورة والمجهود الذي أنهكه انقسامه ما بين مقاومة لا تجدي وألم يحرقها مكان كلّ صفعة وما يفترض بها أن تقول قبلة... وما بين رعب مذهول ليقينها بقرب إنتهاك مرعب لا بدّ محقّق... رعب غامض لشئ لم تعرف بوجود ما يشبهه بثوب حلال إلّا من فترة بسيطة لم تتعدّى الشهور ولا زال عقلها يرفض الفكرة كواقع الحدوث وإن كان بالتراضي فكيف بهذا... حكت له وحكت... حتّى وصلت لتلك اللحظة التي تمزّقت فيها ألما... منتهكة بوحشيّة حيوانية... وكأنّ بنصل سكّين تحزّها وتشقّها وتشطرها مرارا وتكرارا دون توقف... بمتعة جلّاد فيه من الإضطراب الجنوني الكثير... حكت له كيف هدّها التعب فبات كلّ ما حولها أسودا غامضا غير مفهوم، لا تميّز من تفاصيله إلّا تلك النظرة التي فاضت رغبة واشتهاءا ونشوة حيوانية خالصة تثير غثيانها كلّما ذكرتها وهكذا... وما إن انتهت حتّى ركضت حينها إلى الحمّام تقذف كلّ ما كان في معدتها بينما تذكر ذلك الوجه الذي لا زال دوما يزاحم خيالاتها كلّما تذكرت ما حصل وقد أقحم نفسه في بشاعته عنوة!!
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..................................

</b>



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-04-16 الساعة 11:49 AM
bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس