عرض مشاركة واحدة
قديم 24-04-09, 07:59 AM   #7

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


والتى بدت بيوتها كأنها شيدت من الحمم الطبيعيه من حولها تنطق القساوه والبأس وكان عليها ان تذكر نفسها بانها لن تعيش في هذا المكان كل حياتها .


وعلت نفسها ابتسامه ماكرة وهي تتخيل كلير مكانها ماذا كانت ستفعل وهي ترى الوادي السحيق وهذه الطرق الضيقة الوعره ؟
كانت بدون شك ستفقد اعصابها وتحرن في وسط الطريق رافضه التقدم .

اعادتها الخريطه الى الواقع المؤلم . كان امامها بضع كيلومترات قبل ان تصل الى حيث تقصد علا صوت في داخلها يطلب اليها العوده من حيث اتت .

يمكنها ان تترك السياره في كليرمون فران وتستقل القطار الى باريس.
ولكن ماذا سيحل بعمها ماكس وبأمرأة عمها ماريان ؟
امن اجل كلير وحدها اقدمت على هذه المغامره ؟
حبذا لو استطاعت ان تشاطر كلير رأيها فيما يتعلق بالاوراق . اذ كانت على قناعه تامه بان اندريا سوف تعثر عليها حالما تصل .
ولكن لم يكن هذا شعور اندريا ابدا .

ولم تملك الا التسليم بما قالت كلير . كانت تحفظ كلمات رسالة لوفالييه الاخيره عن ظهر قلب لكثرة ما قرأتها .
من يظن نفسه هذا الرجل ؟ وهل كان ليرضى ان تشاطره الحياه زوجه لا تكن له اي عاطفه ولا يربطها به الا وعد سخيف قطعته على نفسها في لحظه طيش ؟ لم تكن تذكر الا انه بحاجه الى زوجه من اجل تسويه قانونية .

كانت كلير قد اتلفت جميع رسائله الاولى ولم تحتفظ الا ببعضها وكانت هذه خاليه من اي ذكر لهذا الموضوع كما انه لم يأت فيها على ذكر مارتين وعائلتها ابدا .

وفي اي حال كيف يرضون عنه وهو لا يتورع عن الابتزاز؟
كانت اندريا كلما تقدمت شبرا يزداد قلقها ويشتد الاضطراب في نفسها .

انه ضرب من الجنون هذا العمل الذي كانت مقدمه عليه .انها لا تعرف شيئا عن هذا الرجل الذي كان بانتظارها . ربما كان مجرما فارا اختار هذا المكان النائي للابتعاد عن الناس .

وان لم يكن كذلك فهو بالتأكيد شخص منبوذ لا يقوى على مواجهة الناس لذلك فضل العزله في هذة الارض المقفره والا لماذا يرضى بزواج بالمراسله .

لقد قال هو ذاته لكلير بانه يكتفي بزواج صوري . فلماذا ياترى ؟
بدا المطر يتساقط ويحجب الرؤية امامها ولم تكن المساحات لتساعد كثيرا واكتمل المشهد : طقس عاصف وسماء ممطره وطريق مجهوله !

حاولت اندريا ان تتصور رده فعل بليز لوفالييه عندما وصلته رسالة كلير الاخيرة التى تعلمه فيها بعزمها على المضي في الامر وتخبره عن موعد وصولها . توقعت كلير واندريا ان تصلهما رساله منه ربما فيها تبجح وشماته .

لكنه خيب ظنهما ولم يبعث باي رسالة ولذلك راود اندريا امل بأن يكون قد اهمل ايضا ارسال السيارة وفي تلك الحالة ستجد اندريا العذر المقبول لتعود من حيث اتت .خاب ظنها للمره الثانيه .

ربما اهمل لوفالييه الاجابه عن الرساله تلقاها ولكن ترتيباته كانت بدون ريب غايه في الدقه .
اكفهر الجو فجأه وغابت الشمس وراء الغيوم واسودت السماء وارعدت ولو كانت اندريا تؤمن بالخرافات لاعتبرت ذلك نذير شؤم.

عندما وصلت اندريا اخيرا الى سان جان دي روش كان المطر ينهمر بغزاره وهي تشعر بألم في اكتافها وتشنج في عنقها وساعديها من قيادة السيارة على تلك الطريق الكثيرة الانحناءات والانعطافات غير المألوفه.

لم تكن القريه تختلف عن غيرها من القرى التى مرت بها في طريقها . مجموعه من البيوت شيدت حول ساحه مربعه في وسطها ينبوع ماء.

واستوقف نظر اندريا برج ابيض ارتفع بشموخ فوق كل البيوت وبدا كانه يناطح السحاب .وكانت الطريق من الساحه تتجه صعودا بشكل حاد .

لم يخطئ من اطلق على هذة القريه اسمها . قالت اندريا لنفسها
اذ بدت وكأنها نحتت في الصخر ورأت في خيالها صورة القصر كجسم كبير جاثم فوق اعلى قمه. تحته البيوت كلها .

تابعت طريقها والف فكرة في رأسها وفجأة رأت في الضوء المنبعث من سيارتها بناء متداعيا.

تمهلت قليلا ومدت رأسها من النافذة لتتبين المشهد بوضوح اكثر .
بدا كأحد البيوت التى تشيد عاده قرب بوابات القصور وتخصص للحراس وخيّل لاندريا انها لمحت وجهها في احدى النوافذ .

ولكن مالها ولهذا البناء المتداعي . تابعت تقدمها وفجأة اوقفت السياره واطفأت المحرك وحدقت مشدوهه بالمشهد الذي ارتسم امامها قصر في افيرون !

هذا ما قالته كلير . ولم تكن الصورة التى رسمتها اندريا في ذهنها لتطابق في اي شيء هذه الخربة المتداعية التى ينطق كل حجر فيها بسنوات من الاهمال .

كان البناء ضخما ومؤلفا من عدة اجنحه وفي وسطها برج جميل .
وكان المشهد اشبه بصورة في احدى اساطير القرون الوسطى.
وبدت جميع الاجنحه ما عدا واحد مهدمه وفي حال يرثى لها . حتى ذالك الجناح الوحيد الذي بدا صالحا نوعا ما للسكن كانت ابوابه مخلعه وسطحه تنقصه الحجاره ونوافذه مكسره .

بدا المكان مهجورا تماما واوشكت اندريا ان تعود بسيارتها لولا انها رات خيطا من الدخان يتصاعد من احدى مداخن القصرغمرها شعور بالاسف . كيف وصل هذا القصر المهيب الى هذة الدرجه من الاهمال ؟

وهل كان يظن لوفالييه ان ترضى كلير وهي من اعتادت حياة الرفاهيه والترف ان تمضى فصل الشتاء في هذه المنطقه وفي هذا القصر بالذات .

سوف تكون بدون شك كزهره الاوركاديا التى انتقلت فجأة من خط الاستواء الى القطب الشمالي .
اطفأت اندريا اضواء السياره على امل ان يبدد الظلام صورة واقعها الاليم .
استرسلت في تأملاتها وهي جالسه داخل السيارة .

هل كان يعلم ياترى بليز لوفالييه لان كلير كانت الوريثه الوحيدة لماكسويل ويستون ولذلك كان يصر على الزواج منها بأي ثمن ؟
لعله كان يحسب ان الاموال التى ستؤول الى كلير وفي يوم من الايام سوف ترد له المجد الذي غاب ؟

اجتاحها موجه من الغضب هزت كيانها . ستعرف كيف تتغلب على هذا الرجل الذي كان يهدد استقرار آل ويستون . ضغطت بيدها
على بوق السياره واختزن السكون صوت الزمور معلنا قدومها
انفتح الباب الكبير وظهرت على عتبته امرأه تحمل مظله سوداء كبيره.

تاملتها اندريا وهي تجتاز الساحه المفروشه باوراق الخريف وتسرع لملاقاتها .رفعت اندريا رأسها بشموخ وتناولت حقيبه يدها .
تقدمت المرأة من باب السياره وفتحته .

وما ان وطئت قدما اندريا الارض . حتى حمل الريح الوشاح الذي كانت تلف به عنقها وشعرها وكان عليها ان تتمسك بباب السياره لئلا تقع.

( اهلا بك في سان دي جان ورش )
قالت المرأه مرحبه وهي تحاول ان تقيها بمظلتها من المطر المتساقط بغزارة .

شكرتها اندريا بصوت خافت وكانتا قد وصلتا قرب الباب عندما تذكرت اندريا فجأه حقيبتها فهتفت :
( نسيت حقيبة ملابسي )

وارادت العوده الى السيارة لاحضارها لكن المرأة اوقفتها وافهمتها ان شخصا اسمه غاستون يحضرها في وقت لاحق وان ( السيد) هو الآن في انتظارها .

( وهذا بالطبع امر فظيع ان ينتظر السيد ) قالت اندريا في نفسها وهي تعبر الباب .
كان حدس اندريا في محله اذ كانت القاعه التى دخلتها اسوأ حالا من البناء الخارجي .

وفي الصدر موقد كبير بدا خامدا لا نار فيه ولا دفء ينبعث منه .
وفي الجهة المقابلة استرعى انتباه اندريا قنديل قديم فوق طاولة من خشب السنديان وعلى الحائط فوق الطاوله رأت اندريا صفوفا من الرفوف على شكل خزانه وعرضت فيها مجموعه من البنادق المختلفه الانواع .

وعلى الارض بضع قطع من السجاد لم تغب جودتها عن اندريا
برغم القدم الذي اعتراها






* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس