جالت بعينيها في ارجاء المكان وكـأنها تعتذر عن حالته العامه التى . لاحظت اندريا بتهكم انها لم تكن خير دعايه لمقدرتها على ادراة شؤون البيت .
ولكن تابعت اندريا تفكيرها . هل كانت مدبرة منزل بمفردها لتجترح المعجزات ؟
كان هذا المكان بحاجه الى جيش من مدبرات المنزل .
توقفت المرأتان امام باب ضخم بدا ان الدهر اكل عليه وشرب وترك عليه اثارا لا تمحى من الخدوش والنقر .
طرقت السيدة بريسون الباب طرقات خفيفه ومتلاحقه بيدها وهي تتنحى جانبا مفسحة المجال لاندريا لان تتقدمهادخلت اندريا الغرفه بحلق جاف وقلب مرتجف .
بدت الغرفه الصغيره بجدرانها المغطاه بالستائر من السقف الى الارضمريحه الى حد ما . وكان في وسطها طاوله كبيره عليها مفرش ناصع البياض وفوقه بعض اواني المائده الفضية .
وكانت النار المشتعله في الوقد تبعث في الغرفه دفئا مريحا . بجانب الموقد وقف رجل طويل القامه نحيل لدرجه الهزال تقريبا.
كان ينتعل جزمه سوداء لماعه من النوع الذي يستعمل في ركوب الخيل ..
شعره الاسود اطول بقليل من الزي السائد . وبدا بانفه الاقنى وفمه القاسي ووجه المتكبر مختلفا تماما عن ذالك الخصم الذي كانت قد رسمت له صورة في ذهنها لاتمت الى هذا الواقف بأي صله .
شعرت بارتباك واختلطت مشاعرها . فالخصم الذي رسمته في رأسها رجل متقدم في السن غليظ القامه وجلف بخلاف هذا الرجل الواقف امامها الذي بدا في الثلاثين من عمره وعلى قدر لا يستهان به من الجاذبيه .
ادار الرجل رأسه فكتمت اندريا شهقه كادت تفلت من بين شفتيها .
كانت فوق خد الرجل الايسر اثار جرح عميق امتد من اسفل العين الى منتصف الفك . لم تكن كلير قد ذكرت لها اي شي عن ندبه فوق وجهه ولكن كيف لها ان تعلم بها؟
هل كان هذا السبب الذي جعله يختار زواجا بالمراسلة ؟
مسكين هو اذن . اوقفت نفسها عن الاسترسال في هذا الشعور فالشفقه لرجل مثله مذلة .
ظهرت على وجهه ابتسامة ساخرة وكـأنه قرأ ما كان يدور في رأسها من افكار وما يختلج في نفسها من مشاعر .
شعرت بعينيه الثاقبتين تخترقانها واخترقتا وتنفذان الى اعماقها .
وبصوت عميق وأجش قال :
( وصلت اخيرا يا حبي) ولم تغب عن اندريا رنه الاستهزاء في صوتهوفي لحظه كانت بين ذراعيه وكـأنها في حلم ولم تجد في نفسها القوه على دفعه عنها او الابتعاد عنه.