عرض مشاركة واحدة
قديم 25-04-09, 06:11 AM   #19

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


وبدا واضحا ان دلفين مدركة تماما انه لم تكن اندريا قادرة على السيطرة عليها لذلك أخذت حريتها تماما وما ان اصبحت خارج ساحة القصر حتى خرجت على الطريق العام وراحت تأكل العشب عن جانبي الطريق .


وعندما شدت اندريا الرسن قليلا حرنت ولم تعد تتقدم .
وكانت الطامه الكبرى عندما مر طائر فوق رأسها . صهلت بسخط واعتراض وانتصبت على قائمتيها الخلفيتين وكادت ان تقذف اندريا عن ظهرها .

وبدل ان تشكر ربها لوجود بليز بالقرب منها في تلك اللحظه بالذات لعنت حظها وهي تشعر بحرج عظيم .
أمسك بليز بالرسن وجذبة بطريقة جعلت دلفين تهدأ في الحال .

( شكرا لك )

( انه لا شيء)

أجابها وهو ينظر اليها بتأمل ثم أضاف :
( ما كان يجب ان ادعوك الى ركوب الخيل هذا النهار . فأنت ما زلت متعبة بعد عناء السفر ولم تنالي بعد قسطاً كافياُ من الراحة خاصة أن امضيت ليلة مؤرقة)

تباً لي قالت اندريا في سرها ولماذا لم تخطر هذه الحجة في بالي ؟
وبصوت جاف اجابته:
( ربما كان هذا صحيحا )

كان عليها ان تتمالك نفسها وان لا تدعه يراها يائسه وضعيفة .
أخذت الرسن بين يديها وتابعت طريقها .

كان الجو من حولها متألقا والطبيعة في أجمل حلة وبدت اوراق الخريف التي تشبثت بالاغصان لا تبارحها وكأنها تتحدى شتاء اصبح على الابواب ، جميلة وخلابه . كان كل شيء حولها يدعوها الى الأستمتاع بيوم جميل وكان من الصعب جدا ان لا تستجيب .

كانت اندريا في نشوة عارمة عندما اوصلتها دلفين اخيرا الى فسحة من الارض مغطاة بالعشب الأخضر .
نسيت خوفها تماما عندما بدأت تسرع قليلا ثم تخب ثم تجري مطلقة لساقيها العنان وكأنها في ميدان للسباق .

لم تعد دلفين في نظرها الوحش الذي اراد تدميرها ، بل تحولت الى مخلوق جميل اراد فقط وبطريقته المندفعة ، ان يشاركها بما كان يجيش في نفسه من فرح وسرور وحب للحياة .

توقفا اخيرا في مكان مشرف يطل على القرية . رأت اندريا البيوت كلها وبدأ القصر في وسطها مهجوراً وكئيباً .
اختلست نظرة الى رفيقها فهالتها مسحة الحزن التى اكتست وجهه والمرارة في نظرتة .

وقف بقربها ساكنا شارد الفكر وكأنه نسي وجودها تماما ثم جاءها صوته فجأة يقول :
( هيا )

لم يفارق العبوس وجه بليز ولا زمه مزاجه القاتم خلال كل المدة التى امضياها في تفقد الكروم .
عكس اندريا التى ابدت اهتماما صادقا بكل ما رأته .

ولم تحظ منه بأكثر من أجابات مقتضبة .

ضايقها صمته وأزعجها ان يتجاهل وجودها بهذا الشكل الصارخ فقالت :
( كانت فكرتك انت ان تقوم بهذة الجولة وعليك في المستقبل ان تحسن اسلوبك في التعليم اذا كنت تريدني ان احفظ شيئا )

رماها بنظرة جعلت الدم يقفز في عروقها ولم يجب بل ادار حصانه باتجاة القصر وانطلق وهي في اثره.

( وهكذا نأتي الى نهاية الدرس الأول )

قالت اندريا بتهكم وكانا قد وصلا اخيرا الى باحة القصر الخارجية .
جاءها الجواب هذه المرة وكان صوته جارحا وهو يقول :
( قد يكون الأمر بالنسبة الى فتاة مثلك مجرد مزحه ولكنه لي وللعديد من الناس مسألة حياة او موت . فأنت ترين الأمر بمنظار الفتاة الانكليزية سليلة العائلة النبيلة التى تنعم بالثراء والجاه .
هل تعلمين كم عائلة في فرنسا يقبع العجائز فيها وحدهم في بيوتهم لأن اولادهم نزحوا الى المدينة سعيا وراء الرزق ؟ هذا الأمر لا يهمك ولكنه يهمني أنا كما يهمني الأ أرى هذا البيت الذي تملكة عائلتي منذ مئات السنين ، ينهار من حولي . هل تعتقدين انني كنت أسمح بهذا الأهمال لولا ظروف قاهرة فوق طاقتي ؟ اسمعي جيدا يا آنسة ، ان ما ترينه من دمار وخراب هو نتيجة البغض والكراهية والضغينة وحب الأنتقام . انه جميلا ، ايه ؟)

( بغض من لمن ؟)

سألته اندريا مستفسرة :
(بغض والدي يا آنسة . كان أخي الاصغر هو المفضل لديه ولم يسامحني ابداً كوني ولده البكر ووريثه الشرعي . لم يكن ليرضى عن أي شيء مما اقوم به من الاعمال ولم يبق امامي الا ان ارحل عنه . كان بامكانه ان يمنع هذا الانهيار الذي اصاب القصر ولكنه لم يشأ . لم يكن ليهتم حتى لو تحول القصر الى ركام قبل ان يؤول الي بالوراثة . احتفظ والدي بكل قرش لبيل ريفيير وهي المزرعة التى كانت تمتلكها العائلة والتي خص بها أخي جان بول )

( وهل كانت المزرعة بادارة أخيك؟)

( نعم، كانت حصته من الميراث . والله وحدة يعلم انني لم أحسده ابداً عليها . وحدث ان صادفته صعوبات كثيرة وكان من سوء طالعة ان عرفت المزرعة سنوات قحط متتالية وتعرضت المواسم الى آفات عديدة أتلفت المحاصيل وضربت الزرع.
وفي النهاية اصدر والدي امره الي بأن أذهب الى المزرعة وأصلح ما استطيع اصلاحه . عندما وصلت كان جان بول على حافة الافلاس . لانه راهن بكل ما يملك عله يعوض الخسارة التي ترض لها .وأدركت اننا كنا بحاجة الى معجزة لتنقذنا مما كنا فيه)

توقف فجأة وكأنه شعر بما يخالجها من مشاعر وأحاسيس وهي تستمع اليه:
( لا ريب حديثي عن النزاعات التافهة في عائلتي يبعث في نفسك الملل . ولقد مضى على وفاة والدي رحمة الله سنتان وجان بول وزوجته هما الاخران في دنيا الخلود الآن . ولم يبق غيري . وعلي ان ارفع الانقاض وابني حياة جديدة لي ولفيليب )

كيف كشف لها بليز هذة المشاعر كلها ؟ وكيف سمح لها بأن ترى ترى هذا الجانب من شخصيته وتطلع على ما كان يعاني منه ويتألم لأجله ؟ بللت شفتيها الجافتين قبل ان تسألة :
( وماذا حل بالمزرعة بيل ريفير ؟)

( اتت عليها النيران . شب فيها حريق التهم البيت والمزرعة وكل شيء وبقيت الارض التي وضعت الدولة يدها عليها فيما بعد واصبحت تدفع لنا قيمة الايجار فقط )



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس