عرض مشاركة واحدة
قديم 24-08-15, 11:01 PM   #6

دينا عبدالله*

نجم روايتي ومصممة بمنتدى قلوب أحلام وشاعرة متألقه في القسم الادبي وعضوة فريق الكتابة للروايات الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية دينا عبدالله*

? العضوٌ??? » 307045
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,990
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دينا عبدالله* has a reputation beyond reputeدينا عبدالله* has a reputation beyond reputeدينا عبدالله* has a reputation beyond reputeدينا عبدالله* has a reputation beyond reputeدينا عبدالله* has a reputation beyond reputeدينا عبدالله* has a reputation beyond reputeدينا عبدالله* has a reputation beyond reputeدينا عبدالله* has a reputation beyond reputeدينا عبدالله* has a reputation beyond reputeدينا عبدالله* has a reputation beyond reputeدينا عبدالله* has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Elk الفصل الاول

الفصل الأول
لاحظ روبن الزوجين الجالسين في احد زوايا المقهي المحتشد بالناس فقال(أليست تلك صديقتك باتي جالسة هناك)
كانت لورين منشغلة بالنظر الي النادل لتذكره أنها طلبت منه الفاتورة .فالعامل هناك بمفرده ويحاول أن يقوم بأكثر من عمل في ذات الوقت. فهو حتي لا ينظر ناحيتهما ، مع أنه في العاده ،وعندما تتناول طعامها هنا ،كان يحوم حولها كالفراشة حول وعاء العسل.
من الصعب ان تواجه مشاكل في إثارة انتباه النادل،فهي شقراء الشعر،خضراء العينين وذات جسد رشيق وجمال،مع انها تفضل ان لا تثير انتباه احد،لكن الليلة هي علي عجل،ولم تنهي عملها بعد.عليها العودة الي المكتب لتنهي المقالة الطويلة عن الملابس النسائية عبر العصور،وفي الوقت المحدد قبل تسليم المقالة عند الساعة العاشرة،لأن الصحيفة ترسل الي الطباعة تمام الساعة العاشرة والنصف،والآن تجاوزت الساعة الثامنة.
قالت وهي تستدير ناحية روبن وتبتسم (باتي أين؟) فهي وباتي صديقتان مقربتان،عملتا معاً في ذات الصحيفة حتي الأشهر الستة الماضية،حيث انتقلت باتي الي عمل آخر،لكنهما مازالتا صديقتين،وتتقابلان في النادي وتمارسان الرياضة معا،كذلك في الحفلات أو علي الغداء.فعالمهما صغير،لأن معظم الصحافيين في لندن يعرفون بعضهم،أن بالأسم او بالشكل،ولو كان ذلك غير حقيقي،لأن هناك صداقات كثيرة تفقد بسبب المهنة او الولاء لصحيفة ما.
قال روبن(وراء تلك الشجرة الاصطناعية إلي يمينك)نظرت لورين وأصيبت بالصدمة علي الفور.
قالت بدهشة(لا اصدق ذلك)
سأل روبن متفاجئا (أليست هي؟)
هزت برأسها مقطبة الجبين وقالت(آه،بلي انها هي.)
(هذا مااعتقدته! ومن هو هذا الشاب برفقتها؟انه ليس زوجها أليس كذلك؟)
(لا)حدقت لورين بهما وكأن هناك خناجر في عينيها وتابعت (لا،ليس هو.)
قار روبن(كنت متأكداً من ذلك)وهو يشعر بالسعادة من نفسه.انه يعلم كم هو ضعيف الذاكرة،مع انه يقابل العديد من الناس كل يوم،ومن المتوقع ان يتذكرهم جميعا. تابع (اتذكر لويس سافيل جيدا.التقيت به مرات عدة،واعتقدت انه ليس هو،مع ان هذا الشاب أسمر وبطول قامته،لكن تعلمين كم انا ضعيف الذاكرة،لذا اعتقدت ربما كنت مخطئاً وهذا زوج باتي)
قالت لوران (لا، ليس لويس)وهي تراقب إبتسامة باتي المتوهجة وعينيها المليئتين بالحماسة والفرح،فتابعت(لابد ان باتي فقدت عقلها)
سأل روبن باهتمام واضح (ألديك ذات الاحساس الذي اشعر به؟أن هناك شيئاً ما بينها وبين هذا الشاب،اتساءل من يكون؟)
قالت لورين وكأنها تتكلم عن موضوع سام(اعلم من يكون،انه سام هاردي)
اندهش روبن وقال(سام هاردي؟المصور المشهور؟)
اجابت لورين بضيق وانزعاج(هناك سام هاردي واحد)
حدق روبن عبر الغرفة بالرجل وقال بتعجب(إذاً هذا هو سام هاردي.لم التق به من قبل.فقط اتابع صوره في الصحف بين الحين والاخر.والدي فخور جداً به.لقد فاز بجائزة أفضل مصور لسنتين متتاليتين،ودائماً يتفوق علي الصحف الباقية بسبب فقدانها لما يعرضه.يقول ابي ان لديه انف يشتم به الاخبار،ويعلم اين ستحدث ويصل الي هناك في الوقت المناسب.ولا يمكن ان يتخلي عنه ولو مقابل ملاين الباوندات.عندما اصيب في لبنان ارسل له طائرة خاصة مع فريق طبي ماهر جدا لمعالجته.انه لا يستطيع ان يفعل ذلك مع أحد افراد العائلة،ويعتقد ان سام هاردي رجل مميز بالفعل)
لم تتأثر لورين بكل ما سمعته بل كانت غاضبة،قالت(حسنا،اعتقد انها اكثر نضجاً.فهي تعلم تماما من هو.انه مشهور بعلاقاته السطحية مع النساء.ولم يأتي الي انكلترا الا من ستة اشهر،ومع ذلك فقد عمت شهرته كالانفلونزا .فلا علاقة له تدوم طويلا،ليست مميتة بالطبع،لكن تترك النساء حزينات ويائسات،هذا ما اخبرت به عنه)
ضحك روبن بصوت عال،ثم نظر اليها بفضول وقال(تعلمين،تتحدثين عنه بصورة شخصية،هل تعرضت لتلك الانفلونزا،لورين؟)
أخفضت جفنيها قليلا،ثم رفعتهما وابتسمت قائلة(آه،شعرت وكأنني سأصاب به،لكنني اخذت احتياطاتي،وتمكنت من الهرب قبل ان اصاب)
بدا روبن مندهشا،فهو ليس من الاشخاص الذين يشعرون بالغيرة،وهو ليس بحاجة ليفعل،انه وسيم جداً،ولم يشعر يوما بالتنافس مع احد،او بعدم الثقة،وفي الواقع انه ملئ بالثقة بالنفس،ولديه اسباب لذلك،فقد ولد وفي فمه معلقة من ذهب،لأنه يملك كل شي الجمال والجاذبية والمال الذي ولد وهو محاط به من كل صوب،وقد شعرت روبن بالحيرة لأنه اختارها من بين كل النساء الجميلات.
لسوء الحظ كان ذلك سبب غامض لوالده ايضاً.فقد رفض ان يلقاها،فكيف وان يتقبلها كزوجة لإبنه الوحيد،وهي لا تستطيع ان تلومه،فهي ليست سوي فتاة عاملة،لا ثروة لعائلتها ولا معارف مهمة.في حين ان تشارلز كورنول يعمل في عالم الصحافة و ذو شهرة في البلاد كلها،ولا شك انه أمل وخطط ليزوج ابنه من وريثة تملك المال والسلطة.
تنهدت لورين،لكن روبن واثق انه قادر علي التحدث مع والده وإقناعه فهو لم يفشل بعد من الحصول علي ما يريده من والده حتي الان،لكنها تشعر بالقلق ان تسبب أي خلاف بين الاب وإبنه.ولكن هناك غير هذا الامر المقلق والذي يقف في طريق سعادتها.فلم تكن سعيدة هكذا منذ سنوات،وتخاف ان يحدث شيء ما ويبدد هذه السعادة.
(إذا ،أنت الوحيدة التي تمكنت من الهرب)
وافقت وهي تبتسم(بالكاد استطعت ذلك،وأفضل ما حدث انني بأمان منذ ذلك الوقت)
رفع روبن حاجبه ساخراً وقال(حسناً،هذا ما اتمناه،عزيزتي)
بالطبع هو لا يخاف ان يخسرها،فهو لم يفقد أي شيء في حياته،فقد تم تدليله وإفساده طوال عمره.
قالت لورين بهدوء(لا يمكن ان يلاحق سام هاردي أي امرأة مرتين،وانا لا ارغب ان اكون الاولي في ذلك)نظرت الي باتي وتابعت (لا اصدق ان باتي حمقاء الي هذه الدرجة لتتورط معه)
قال مقترحا(ربما التقيا صدفة وتشاركا في مأدبة غداء او هما في ذات العمل ويناقشان التفاصيل)
(ربما،لكن لا يبدو الامر وكأنهما يتحدثان بالعمل)إذا تبدو باتي منشغلة جداً مع الرجل الذي يجلس امامها.
(حسنا،إن كنت علي صواب،لنأمل ألا يكتشف لويس الأمر) قال روب ذلك وهو يمسك محفظته ما ‘ن اقترب النادل من طاولتهما أخيراً.
تجهم وجه لورين، فهي تحب لويس سافيل،تماما كما تحب زوجته.وهي لازالت تعمل معه،لأنه المدير المسؤول لتسويق مجلة اولترا،ولهذا السبب قررت باتي ان تبد مكان عملها.فليست بفكرة جيدة ان يعمل الزوجان معاً،واعترفت للورين انها تري زوجها كثيراً طوال النهار،لأنهما لا يبتعدان عن بعضهما ، وهذا مايصيبك بالملل حتي ولو من الامور الجيدة .
ربما زواجهما كان مهدداً قبل ظهور سام هاردي؟ ومع ذلك مازالت تشعر بالسوء لأن زواجهما سينهار، خصوصا بسبب رجل مثل سام هاردي..كانت تظن انهما زوجان مناسبان جداً فباتي رقيقة،جميلة،وحساسة ولويس ذكي ، صاحب عزيمة وتصميم ، لكن وكما يبدو الزواج المثالي ليس بمثالي ابداً ،وإلا كيف تمكن سام هاردي من الوصول الي باتي؟
سأل روبن(هل نذهب؟)
توقفت لورين عن التأمل والتفكير بصديقتها ، اخذت حقيبتها وأقفلت ازرار سترة بدلتها السوداء.
انه يوم ربيعي دافئ وقد سارا عبر الطريق نحو المقهي من مبني كورنول الوطني للصحف والمجلات.ولا يستغرق الامر اكثر من دقيقتين،لذا فلم يكن هناك حاجة لمعطفها.
نظر اليها روبن وقال(تبدين انيقة جداً)
ضحكت وقالت(شكراً،وانت ايضاً)
ضحكا معاً لأنها طريقة يستعملانها مع بعضهما.وضع روبن يده عي خصرها وسار معها نحو الباب،وفي تلك اللحظة التقيا بباتي وسام.
لم تلاحظ لورين انهما نهضا عن الطاولة.وقفت مكانها وكذلك باتي،التي اضطربت ولم تتمكن من النظر الي لورين.
علمت لورين ان باتي تفضل الهرب،لكن سام كان يمسكها بمرفقها،فهو لا يشعر بالضيق من التواجد مع اشخاص يعرفهم جميعا.فلا شيء يؤثر به،وفخور بذلك حتي لو بساحة المعركة.
هكذا اصيب برصاصة في لبنان،كان في مكان خطر يلتقط الصور،حيث أي رجل عاقل يختبئ وراء الجدران .حسناً انه بحاجة لهذه المرأة عندما يعلم زوج باتي انه يقابل امرأته.
قال(حسناً،حسناً، انظروا من هنا !) تأملها بعينيه الرماديتين ثم تابع (مضي وقت طويل لم اركِ.كيف حالك)
قالت لورين(بخير)ولم تسأله عن صحته. فابتسم بسخرية.
(تلك البذلة رائعة عليك)
قالت لورين من بين اسنانها (شكرا) وشعرت بالضيق من نظراته الي ذراع روبن حول خصرها.
رفع سام هاردي نظره الي عيني لورين الخضراوين قبل ان تبعد نظرها تعلم انها عندما تواجه سام هاردي عليها ان تتجاهله ،فأدارت نظرها نحو باتي التي كانت تراقبها .وقالت (مرحبا باتي)
تمتمت باتي ( مرحبا) وأبعدت نظرها الي روب، الذي ابتسم لها مرحبا.
(مرحباً ، اتذكريني؟)
بدت باتي اكثر إحراجا، وقالت (اجل،بالطبع.روبن كورنول ، أليس كذلك؟ التقينا في حفلة لورين منذ عدة اشهر )
اجاب روبن (هذا صحيح .كنت من يسكب الشراب ويغسل الاكواب بعد ذلك)
قالت لورين(وتقوم بالشرب بين سكب كوب وآخر)
(لا تبالغي يا امرأة ، لما تقام الحفلات إذاً؟ )ابتسم لسام ومد يده الاخري مصافحاً وهو يتابع (النساء هن كالشرطة، دائماً تضعن القوانين وتطلبن منا الخضوع )
لم يقابل سام ابتسامته بمثلها ولذا تابع (لا اعتقد اننا التقينا من قبل .انا روبن كورنول .وسمعت الكثير عنك ، بالطبع والدي يعتقد انك اشهر مصور في العالم)
قال سام (إذا عليه ان يضاعف اجري)
ضحك روبن متفاجئاً من رد فعله ، لذا قرر تبديل الموضوع علي الفور (كيف تشعر وانت تعيش هنا في لندن معظم الوقت؟ اتوقع انك تفتقد التجول كالسابق ، أليس كذلك)
اجاب سام بضيق (اجل)
(قال والدي ان جراحك هي سبب بقاءك هنا0 فأنت بحاجة للذهاب الي المستشفي للعلاج كل اسبوع ، صحيح؟)
هز سام رأسه فهو يكره التحدث عن حياته الشخصية وتسألت لورين كم يحتاج روبن ليفهم ذلك ؟ لكن المشكلة ان روبن مدلل والده ، واي تصرف من قبله يعتبر اهتمام وهذا ما يكرهه سام.
حدقت به وأدركت لماذا يتحدث روبن عن مرضه. فقد بدا شاحباً ونحيلاً وهناك بقع سود تحت عينيه ويبدو بالفعل مريض.
قطبت جبينها وحدقت بباتي قائلة (هل تسرين الي الطريق معي باتي ؟ اريد ان اتحدث معك قليلاً )
بدت باتي منزعجة ، لكنها بدأت باجتياز الطريق معها ،مشي الرجلين وراءهما ، تاركين مسافة كافية لتتمكن لورين من ان تسألها بصوت منخفض (هل انت مجنونة ؟ما الذي حدث معك لتخرجي برفقة سام هاردي ؟)
قالت باتي تدافع عن نفسها (كنا نتناول العشاء ، فلما لا نأكل معاً ، نحن نعمل بذات المؤسسة ، اتذكرين ؟)
(اعلم ،لكني لست بعمياء ،رايتك كيف تنظرين إليه هناك)
تورد وجه باتي واجابت (لم أكن)
(لا تحاولي السخرية مني ، ولا تسخري من نفسك ايضاً. هل حقاً انت مستعدة للقضاء علي زواجك السعيد من اجل رجل مثله؟)
توقفت باتي عن متابعة سيرها وانفجرت قائلة (زواج سعيد ؟ من رجل لا يأتي الي المنزل ابداً ، ولا يراني ؟ يعيش لويس من اجل عمله ،ولا يهتم لأجلي ابداً)
عضت علي شفتيها قبل ان تتابع (وبكل الاحوال ،ماذا يعنيك الامر؟ ولا تحاولي اعطاء النصائح ورين بيل )
وصلا الرجلان قربهما وقد سمعا ما قالته باتي.
رفع روبن حاجبيه سائلا، لكن سام ابتسم لها بسخرية وقال (لورين تعطي باتي نصيحة؟)
وضع ذراعيه حول باتي وسألها (هل ستفعلين، باتي ؟)
اتكأت الي صدره واجابت (اشك بذلك ، لست بحاجة للورين لتخبرني ماذا يجب ان افعل ! استطيع ان اقرر بنفسي)
ادار وجهه نحو لورين وقال معلقا باستياء (امر مؤسف ،يبدو وكأنك كنت تضيع وقتك ،أليس كذلك؟)
اقتربت سيارة اجرة منهم. رفع سام يده فتوقفت السيارة علي الفور. فتح الباب الخلفي وساعد سام باتي لتصعد .حتي انها لم تنظر الي لورين وروبن ، او ان تقول لهما عمتما مساءً .جلست وقد ظهر الضيق بوضوح علي وجهها.
نظر سام اليهما ، هز رأسه وقال وهو يمر امامها (ستعملين بنصيحتك ، اليس كذلك ؟)ثم صعد الي جانب باتي .
ضغطت لورين علي اسنانها بقوة. لكن لديها عمل لتقوم به .وماحدث الان لا يعنيها ، وهذا ما اوضحه سام جيدا. كما وان وضعها مع روبن مختلف جداً. فهي وروبن سيتزوجان ، بينما باتي متزوجة من رجل آخر. وسام هاردي سيعمل علي تدمير زواجها ،ولن يهتم لذلك .فهو لم يكن يوما جاداً بشأن أي إمرأة في حياته ، ولا يهتم الا لنفسه.
ابتعدت السيارة وهي لا تزال تشعر بالغضب في اعماقها ،فقد سمعت العنوان الذي اعطاه سام للسائق ، وهي تعرفه جيداً .انهما ذاهبان الي شقة باتي في نايتبريدج ،وهذا يؤكد ما فكرت به لورين
سأل روبن (اين زوجها بكل الاحوال؟)
اجابت لورين (مسافر في رحلة عمل .ولن يعود قبل يومين)
كانت متأكدة ان لويس لا يشك بشيء كانت باتي لتخبرها بذلك .لكن كم من الوقت سيمضي قبل ان يعرف ؟عاجلا ام آجلا احد ما سيخبره .صفر روبن وقال (المسكين لويس) كانت نبرته ساخرة اكثر منها تعاطفا . لابد انه يعتقد ان زوج باتي احمق وضعيف. وهذا ما يجعلها تخرج مع رجل مثل سام هاردي.
تابع وهو ينظر الي لورين (افهم ماقصدته بشأن هاردي . انه رجل قاس حقاً. لقد اخبرني انه مازال هناك شظية في ظهره ،والاطباء تركوها لتخرج بنفسها ،ويقول انها مؤلمة جداً في الليل عندما يستلقي لينام)
قالت لورين (هذا خبر جيد)
(انت حقا تكرهينه ، أليس كذلك)
(لااحبه بالفعل)
لم يكن روبن احمق ، حدق بها وقال (عزيزتي انت لا تكنين له أي عواطف، أليس كذلك )
تفاجأت من سؤاله، حدقت به بعينين متسعتين من الصدمة والغضب، قالت (لسام هاردي؟ لست بمجنونة!) وضعت ذراعيها حو عنقه وابتسمت له قائلة (العواطف التي اكنها هي لك روبن)
ضمها اليه قائلا (يسعدني ذلك حبيبتي ،لا اريد ان ابحث عن سام هاردي لأخنقه )
(هل يمكننا التوقف عن الحديث عنه؟)
(بالطبع،لكن هل انت بحاجة للذهاب الي العمل ؟الا تستطيع تلك المقالة الانتظار الي الغد؟)
(لا تحاول اغوائي)هزت رأسها وأبعدت يديها وهي تجيب (احب ان افعل ذك،لكن لدي عمل ، وان لم انهه في الوقت المحدد سأجد نفسي من دون وظيفة يوم الغد . انت تعرف آني جونز ، كاتبة التحرير القاسية وهي لا تسامح ابداً عن اي خطأ )
قال روبن بشيء من التفاخر (ستتزوجين ابن صاحب المؤسسة ، تذكري ذلك) انه عادة لا يفعل ذلك وهذا ما جعلها تقطب جبينها . لقد تفاجأت بقدرته علي التعامل مع الجميع وكأنه احد الموظفين مثلهم، وذلك منذ اليوم الاول للقائهم في حفلة اقامتها اني جونز نفسها .ذهب روبن الي هناك ممثلا والده. علم الجميع من يكون بالطبع ، لكنه تمكن من خلال التحدث مع الجميع بلطف وخفة من جعلهم يشعرون بالود له ، وهكذا اصبح محبوبا من الجميع ، لذا شعرت بالاستياء الان لانه يتحدث هكذا.
قال بفقدان صبر (اخبريها انك كنت معي ، ولن تجرؤ علي قول اي كلمة)
لا شك انه علي حق لكن اني جونز ستكون في وضع لا يحتمل.راقبت وجهه الوسيم وهي تفكر .ثم قالت بلطف (لا يمكنني ان افعل ذلك حبيبي .ليس من العدل ، فهذا عملها وعليها الاهتمام به ، وانا لا اسأل عن معاملة خاصة لأنني اتواعد مع ابن رئيس الشركة) رأت الضيق علي وجهه فقالت (ماذا اذا ذهبت الي والدك وأخبرته؟ هل تعتقد انه سيدافع عني ؟ بل سيرغب في اقتناص الفرصة ليتخلص مني)
لمعت عيني روبن وهو يقول (عندها عليه ان يتعامل معي )
علمت انها نجحت فيما تقوله ، فهي تعلم ان والده سيعود الي رئيسة التحرير وليس لها ، وهذا عمل صحيح مئة بالمئة .فكرت لورين بنزاهة ،لماذا عليها ان تحظي بمعاملة خاصة لأنها ستتزوج احداً من عائلة كورونول ؟وهذا ما يسيءاليها في كل الشركة ان فعلت ذلك ،والناس ستتجنبها في المستقبل ،معتبرين انهم لا يستطيعون الثقة بها ولا الاعتماد عليها.
بالطبع لدي تشارلز كورنول اسباب اخري لطرد اني جونز،وسيشعر بالسعادة،لانه وجد عذراً كافيا ليفعل ذلك.
قالت وكأنها تتوسله (لا نريد ان نشعل حربا مع والدك ،أليس كذلك، روبن؟)
حدق بها ثم تنهد قائلا (حسنا ،عزيزتي ،افعلي ما تشائين ،لكن غدا لا تتأخري، لدي خطة لتمضية السهرة ،فلا تنسي ذلك)
لمعت عيناها بالسعادة وقالت (لن افعل )
ابتسم لها وقال (لا استطيع الانتظار)
افترقا ،هو اتجه نحو المرآب ليستقل سيارته ولورين سارت عبر المدخل الرخامي للمبني حيث يعملان معاً.حتي في مثل هذه الساعة المكان ملئ بالموظفين، فريق الليل للصحف المختلفة قد بدأ عمله ومازال بعض الموظفين من فريق النهار يعملون ولم يغادرو.
صعدت لوري نالي مكتبها، وبعد لحظات قليلة كانت امام جهاز الكمبيوتر تضغط علي زر الشاشة لتعيد المقالة وتقرأها وتعمل علي انهائها.
انها تعمل في مجلة اولترا منذ سنتين، وبدأت تعلم ان الروتين يقضي علي كل شئ .انهم يعملون لعدة اشهر مقبلة منذ الان ،ليتمكنوا من مرعاة جدول النشر ،وهكذا في تشرين الاول (اكتوبر) يعملون علي مقالات عيد الميلاد ،والان في نيسان (ابريل) يعملون علي مجلة شهر حزيران (يونيو) والتي هي لهذه السنة ،مجلة تهتم بالعروس ،الثياب،الاحتفالات،الزينة ،الديكور،وكل ما يتعلق بالمناسبة . مقالتها عن ثياب المرأة عبر العصور تناسب هذا الموضوع ،خصوصا انها تعمل علي ما كانت العروس ترتديه فقط ،وقسم الفنون اعطاها رسوما رائعة لتلك الثياب في الماضي . إضافة الي صور ،بعضها مضحك بالفعل . فالنساء في الايام الغابرة كانت ترتدي ثياباً غريبة .وجدت لورين نفسها في السنة الاولي في المجلة سعيدة يملؤها الحماس ،لكن بعد ذلك ادركت انه يعاد طبع ذات المقالات في السنة التالية ،مع بعض التغيرات .
تخلت عن حماسها ،وارادت الانتقال الي احدي صحف كورنول فبدأت البحث عن عمل من خلال الاعلانات عن عمل ما .فموظفي كورنول لديهم فرصة التقدم لأي عمل في المؤسسة قبل ان يوضع الاعلان في الصحف.
هذا امر سهل علي الإدارة ان اخذوا موظفاً يعمل لديهم في مكان آخر ،بدلا من التعاقد مع شخص جديد ،ولهذا قرب المصعد في كل طابق من المبني هناك لوح كبير يحمل دائما بطاقات اعلانية عن اعمال متوفرة لمن يرغب . حتي الان لم تحظي بأي فرصة رغم عدد الطلبات المقدمة ،لكن يوما ما ستصل الي ما تصبو اليه .فهي طموحة وتؤمن بنفسها ،وتريد التقدم في عملها ،ولا تريد الاستعانة بـ روبن او عائلته ان يساعداها في الحصول علي ذلك العمل ،ولهذا السبب مازالت تعمل بجد في اولترا رغم فقدانها للحماسة للمجلة .فهذا هو العمل الذي تأخذ اجرا عليه.
احتاجت لأكثر من أربعين دقيقة لتنهي مقالتها ، اعادت قراءتها ثم ضغطت علي الزر الذي يخولها الوصول الي مساعدة رئيسة التحرير قبل ان ترسل وبشكل نهائي الي قسم الطباعة .
تمددت وهي تتثاءب ، نهضت عن مكتبها ونظرت الي الساعة المعلقة علي الجدار ،انها التاسعة و النصف ، لكنها تشعر بالتعب الشديد وكأنها عملت حتي منتصف الليل.
سألتها احد الزميلات التي لازالت تعمل (ستغادرين الآن )
جوني نيل فتاة ودودة وتتعاطف كثيراً مع الجميع ،ولورين تسعد برفقتها ، بالرغم من انها لا تربطهما صداقة .
فجوني متزوجة ومنشغلة جداً بحياتها العائلية ، وليس لديها اصدقاء في المجلة ، ومن الواضح انها ستترك العمل ما ان يولد طفلها ، وقبل ان تنتهي السنة.
هزت لوري راسها وقالت (أخيراً، وحظا سعيداً لهذه الليلة)
ابتسمت جوني وقالت (شكراً، وعمت مساءً)
وصلت لوري نالي المصعد ما ان فتح الباب . وخرج رجل مسرعاً وهو يحمل حقيبة عمل بيده ،وحقيبة سفر باليد الاخري .
حدقت لورين به وشعرت بالتوتر علي الفور (لويس !)
نظر اليها وابتسم قائلاً (مرحبا ،لورين. تعملين لساعة متأخرة الليلة؟ هل آني في مكتبها ؟ اريد التحدث اليها قبل الذهاب الي المنزل لأرتاح)
قالت لورين وهي تشعر بالارتباك (اجل ، آني هنا . اعتقدت انك مسافر لعدة ايام لويس ؟ هل هناك خطب ما ؟)
(آه ،هناك بعض المشاكل بسبب مقالة التعرض للأطفال ،قلت لآني ان تلك الصورة فاضحة ،وكنت علي حق)
بدا شاحب متوتر ،وقالت (تبدو متعباً ،كان يجب ان تذهب الي المنزل مباشرة .رأيت باتي عند المقهي المجاور اثناء فترة العشاء ،ولم تقل لي انها تتوقع عودتك . هل اخبرتها انك ستعود الليلة ؟ )
تأوه لويس ومرر يده عبر شعره البني الداكن
قال (اردت ان افعل ،لكن كنت في عجلة للحاق بالطائرة ،لذا نسيت ،سأتصل بها عندما اتحدث مع آني )وسار مبتعداً.
ما ان غاب لويس حتي عادت الي المكتب المجاور والتقطت الهاتف .
سألتها جوني ، من الجهة الثانية من الغرفة وهي تحدق بها (هل نسيت شيئاً ما ؟)
هزت لورين رأسها و هي تجبر نفسها علي الابتسام .
بحثت عن رقم باتي واتصلت بها .ما ان رن جرس الهاتف وفتح خط الاتصال حتي فتحت لورين فمها لكنها سمعت صوت باتي يقول (هنا باتي سافيل .انا لست في المنزل ،لكن سأعود قريباً ، لذا إذا اردت ان تترك رسالة...)
تمتمت لورين وأنهت الاتصال .آلة تسجيل ، حدقت بالسماء من النافذة وتساءلت ماذا ستفعل الآن؟
شعرت بغضب لا يوصف ،تباً لها ولسام هاردي ليحصلا علي ما يستحقانه .ربما سيعمل لويس علي قتلهما معا ،ولورين لن تذرف الدموع عليهما .
انها تحترم لويس ،فهو رجل صادق ونزيه .يعمل بجد ويهتم كثيرا بزوجته ،لكن باتي اصغر منه بعشر وأكثر .
تزوج لويس من قبل ،عندما كان في الثالثة والعشرين ،وانتهي زواجه بطريقة سيئة جداً .فقد تخلت عنه زوجته .ويبدو الان ان القدر يعيد ذات التجربة.
خرجت لورين من المكتب وهي لا تدري ماذا تفعل
إنهيار زواجه الأول حطم لويس تماماً .وتقول الثرثرات في المكتب انه امضي خمس سنوات من دون ان يخرج برفقة فتاة .
عملت باتي كثيرا لتجعله يلاحظها ، وهذا ما اعترفت به للورين . لأنه لا يثق بالنساء ، ومن الذي يستطيع القاء اللوم عيه.
لكن باتي تمكنت من تحطيم دفاعاته لأنها اصرت علي ذلك وكانت مصممة علي ذلك ،ولأنها لم تكن تشبه زوجته المثيرة.
فباتي نحيلة الجسم، رقيقة وكأنها لعبة صغيرة مع صوتها الرقيق وعينيها الكبيرتين.
لقد احبت باتي لويس ،فما الذي حدث ؟ هل تريد انهاء زواجهما ؟هل تريد سام هاردي الان ؟ من الصعب قراءة افكار الشخص الاخر ، ولورين لا تفهم باتي بداً
ترددت خارج المبني ،ثم اتخذت قرارها ، لا تستطيع ان تترك لويس يعود الي منزله ليجد زوجته مع سام هاردي .عليها ان تأخذ هذه السيارة الي مايتسبريدج لتحذرهما.



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 01-09-15 الساعة 03:10 PM
دينا عبدالله* غير متواجد حالياً  
التوقيع
منذري ياكايدهم
رد مع اقتباس