عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-15, 05:17 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1 - ممنوع الدخول
تلألأت أبراج قصر "بكلاند" الطويلة بالأنوار الغريبة، نتيجة أنعكاس اضواء سيارة كارولا وارندر التي أوقفتها وبسرعة فائق، بعد عبورها الطريق الداخلية للقصر الذي تستخدمه كطريق مختصر للوصول إلى منزل عمتها. سادت العتمة المخيفة، بعد إطفاء مصابيح السيارة، وكذلك الصمت الرهيب مما جعلها ترتجف خاصة عندما سمعت نعيق الشؤم ينبعث من بين الأشجار.
قصر "بكلاند"َ كان فارغا منذ أكثر من سنتين ... أبراجه المرتفعة تناطح السماء، أرضه الواسعة المهجورة مليئة بالعشب والأشواك الضارة. خلال عطلة الصيف، منذ ستة أشهر، جابت كارولا حديقته الموحشة مفكرة بإستئجار عمال لإصلاحها وتنظيفها، لكن عمتها إيما منعتها بشدة من التدخل.
القصر الآن، للغرابة مسكون من جديد، أنوار تتلألأ ساخرة في وجه كارولا وهي جالسة في سيارتها تحدق عابسة ... يا للغرابة! إن العمة إيما لم تذكر هذا في رسائلها... أدارت محرك السيارة تواقة إلى إستبدال هذه العتمة المخيفة بدفئ منزل عمتها... وهبطت الطريق أمامها هبوطا حادا أخفى جدارن القصر المرتفعة والذي تم إصلاح مزاليج أبوابه الصدأة، المهجورة منذ سنوات، وقد أقفلت الآن وللمرة الأولى، وعلقت لوحة كتب عليها "ممنوع الدخول".
إبتسمت كارولا في نفسها... سيكون من المسلي معرفة المزيد عن شاغلي القصر الجدد، وعمتها إيما لا شك قادرة على تنويرها فهي تمتلك "قاعة الشاي" الوحيدة في القرية، تلك القاعة التي طالما أسمتها كارولا "قاعة الاخبار" فمعظم الشائعات والفضائح تنتقل عبرها من شخص لآخر خلال تناول فنجان الشاي.
- كارولا يا أبنتي ... كنت أتوقع وصولك منذ نصف ساعة... لم تعجبني أبدا فكرة القيادة ليلا خاصة لإمرأة وحدها.
- توقفي عن القلق... لقد وصلت سالمة.
إيما نورد،بنفسيتها الوقورة وطبيعتها المدققة كانت الأم والأب لـ كارولا منذ كانت في الثانية عشرة، بعد فقدانها لوالديها إثر حادثة غرق يختهما. كانت الحادثة ضربة موجعة للطفلة، لكن العمة المترملة حديثا آنذاك، سارعت لضمها تحت جناحها لتعويضها عن الخسارة بحنان رائع أنسى كارولا مصابها، حيث عاشت مع العمة حياة ملؤها السعادة الهناء.
وضعت العمة طبقا من الحساء أمام كارولا.
- إشربي الحساء، قبل أن نتحدث.
نبرة الصوت هذه تعرفها كارولا منذ نعومة أظافرها، نبرة تعبر تماما عن حالتها النفسية عندما تكون منزعجة من شيء ما وانزعاج العمة الآن يبدو واضحا. والسبب واضح كذلك. إنه استالقة كارولا من وظيفتها كمدرسة بعد خدمة خمس سنوات.
- لماذا فعلت هذا؟ لماذا ضيعت تعب خمس سنوات؟
- ليس الأمر وليد الساعة عمتي... منذ وقت طويل وأنا أحس بأنني مخنوقة... فقررت منح نفسي إجازة طويلة قبل أن أبحث عن عمل في مجال آخر يكون أكثر إثارة للاهتمام.
- وما هو أكثر أهمية، أو مكافئة من التدريس؟ لا تبتسمي لي بهذا المتسامح!
بلعت كارولا ريقها، ودفعت خصلة من شعرها الحريري وراء أذنها وقالت :
- ألا تعجبك فكرة وجودي في المنل لفترة؟
هجوم كارولا اللطيف على عمتها كان من أفضل وسائل الدفاع عن نفسها لذا ابتسمت منتصرة عندما شاهدت تعابير وجه العمة توحي بالهدوء والسكينة.
- بل من الرائع أن تعودي للعيش معي في المنزل مجددا... أنت الآن في الخامسة والعشرين وأعتقد أنك تدركين ما هو المناسب لك؟
أرتاحت كارولا لاقفال الموضوع خاصة وأن عمتها لم تصر على طلب تفسير للأمر... واخذت تراقب العمة وهي تحضر الشاي... وغرقت في ذكريات الماضي. ذكريات الطفولة، يوم دخولها هذا المنزل الريفي وهي طفلة. بل وقبل هذه الفترة أيضا عندما تركت لوحدها في رعاية خدم بسبب إصابة والديها بجنون التجول والسفر الدائم بهدف استكشاف أجزاء العالم المختلفة. وبعد موتهما ترك الامر لعمتها ايما لتعلمها معنى النظام والتقيد به. الى جانب أشياء اخرى، منها إحترام خصوصية افكار ورغبات الآخرين... ((لا تقتحمي خصوصية غيرك ما لم يدعك تفعلين)).
وضعت العمة إبريق الشاي وفنجانا أمامها
- عند مروري بقصر "بكلاند" رأيته مضيئا. لم أكن أدري أنه عاد مسكونا، لذلك عبرت طريقه الخاصة لأصل الى هنا.
هزت العمة رأسها الرمادي بحزن:
- اوه يا عزيزتي ... بلدة لونغفيلد لم تعد كما كانت منذ قدوم هاري موريل وإبنته إلى القصر منذ ثلاثة أشهر مع مجموعة من الخدم.
حب الفضول والاستكشاف حركا ذهنها لكنها لم تجد الصدى لذلك فأسرعت تقول:
- موريل؟ اسم غير عادي! ربما ليس أمريكيا، هل جاء الى هنا بعد أن تقاعد عن العمل؟
- لا أظن هذا. لمحته يوما، وبدا لي شابا. إنه رجل أسمر... شرس المنظر يسير في الشارع وكأنه مالك له.
- إبنته؟
- إنها في السابعة من عمرها. سمراء جميلة، مثيرة للشفقة.
- هيا الآن عمتي... أية إشاعات استخلصتها من "قاعة الأخبار"؟
- القليل... ما عدا البعض منها تسللت من القصر الى البلدة. حصل حادث من سبعة أشهر، قتلت فيه زوجته وابنه البالغ عشر سنوات. هذا كل ما لدي لك من أخبار. كما أن السيد موريل لم يفتن رجال القرية بسبب إقفاله الدائم لأبواب القصر، ووضع لوحة كتب عليها ممنوع الدخول.


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس