عرض مشاركة واحدة
قديم 19-10-15, 11:17 PM   #3

محمد حمدي غانم

أديب وشاعر مصري


? العضوٌ??? » 209474
?  التسِجيلٌ » Nov 2011
? مشَارَ?اتْي » 772
?  نُقآطِيْ » محمد حمدي غانم has a reputation beyond reputeمحمد حمدي غانم has a reputation beyond reputeمحمد حمدي غانم has a reputation beyond reputeمحمد حمدي غانم has a reputation beyond reputeمحمد حمدي غانم has a reputation beyond reputeمحمد حمدي غانم has a reputation beyond reputeمحمد حمدي غانم has a reputation beyond reputeمحمد حمدي غانم has a reputation beyond reputeمحمد حمدي غانم has a reputation beyond reputeمحمد حمدي غانم has a reputation beyond reputeمحمد حمدي غانم has a reputation beyond repute
افتراضي

(2)

أيقظ (ماهر) من ذكرياته صرير عجلات القطار وهو يتوقف في إحدى المحطات.
سبع سنوات مرت على ذلك اللقاء، و(هالة) الآن في الحادية والعشرين من عمرها.. لا ريب أنها في ذروة جمالها وتألق أنوثتها الآن.
ولكن هل حافظت على تألق شخصيتها وصقلت ذكاءها؟
تنهد وهو يرمق لافتة المحطة.. نفس المحطة التي صعدت إلى القطار منها منذ سبع سنوات.
سبع سنوات وهو يمر عليها يوميا في رحلته من وإلى كليته، ثم من وإلى عمله.. دون أن يلمحها ولو مرة واحدة!
لماذا لم يعرف اسمها بالكامل، أو يأخذ رقم هاتفها أو بريدها الالكتروني؟
لماذا لم يعرف أين تسكن؟
لماذا استغرقته لذة الحوار معها حتّى فوجئ بها تودعه في إحدى المحطات وتختفي للأبد؟!
كانت هذه الأسئلة تراوده كلما عاودته ذكراها.. والحقيقة أنها كانت تعاوده كثيرا، كلما نفر عقله من الإقتناع بأي فتاة يقابلها في الحياة.. لكنه كان يقول لنفسه دائما إنها كانت مجرد فتاة تعبر الخط الفاصل بين الطفولة والمراهقة، ولم يكن يومها ليفكر فيها بأكثر من هذا.
تنهد محبطا وتمتم لنفسه:
- فلماذا إذن لم أصادفها بعدها ولو مرة واحدة في القطار أو ألمحها على رصيف المحطة بعد أن تكون نضجت ثلاثة أعوام أو أربعة واتضحت معالم أنوثتها وخطوط فكرها؟!
تنهد مرة أخرى في حسرة.
لعلها استخدمت القطار يومها كتجربة ولم يَصِر ركوبها له عادة.
أو لعلها سافرت مع أسرتها إلى الخارج.
أو لعلها.. ماتت!
آلمه هذا الخاطر، فسارع ينفضه عن ذهنه.. الحياة قاسية حقا، لكن لا يظنها تصل في قسوتها إلى هذه الدرجة!
أستغفر الله العظيم.. ما الموت إلا قدر، وهو لا يفرق بين شخص وآخر، ولا يأبه بذكاء هذه وتفاهة تلك!
زفر وتمتم في نفسه:
- ما الذي فعلته بي هذه الصبية بالضبط؟.. وهل كانت موجودة حقيقة، أم أني صنعتها في خيالي في أحد أحلام يقظتي؟
أيام تمر وراء أيام، وهي لا تبرح ذهنه، بملامحها البريئة وشجن عينيها.
ليالي وراء ليال وهو يحاورها في ذهنه ويناقش معها في خياله ما يعجز عن مناقشته مع أترابه وزميلاته في الدراسة والعمل، حتّى صارت نموذج فتاة أحلامه التي ظل يبحث عن شبيه لها بلا جدوى، بعد أن تبخرت هي كالسراب!
حتّى إنه واظب على ركوب نفس عربة القطار التي التقيا بها كل يوم، على أمل أن تعود إليها يوما!
وحتى بعد أن أنهى دراسته وانتفت الحاجة لركوب القطار.. ظل يستقل القطار من بلدته إلى المدينة التي يعمل بها، رغم أن ركوب سيارات الأجرة أسرع وأسهل.
لكنه ذلك الأمل المراوغ، لم يترك نفسه يوما، فظل يحلم بلقائها.
آه يا هالة.. أين أنت؟.. أين أنت؟
***



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 26-10-15 الساعة 11:08 PM
محمد حمدي غانم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس