عرض مشاركة واحدة
قديم 19-10-15, 11:18 PM   #4

محمد حمدي غانم

أديب وشاعر مصري


? العضوٌ??? » 209474
?  التسِجيلٌ » Nov 2011
? مشَارَ?اتْي » 773
?  نُقآطِيْ » محمد حمدي غانم has a reputation beyond reputeمحمد حمدي غانم has a reputation beyond reputeمحمد حمدي غانم has a reputation beyond reputeمحمد حمدي غانم has a reputation beyond reputeمحمد حمدي غانم has a reputation beyond reputeمحمد حمدي غانم has a reputation beyond reputeمحمد حمدي غانم has a reputation beyond reputeمحمد حمدي غانم has a reputation beyond reputeمحمد حمدي غانم has a reputation beyond reputeمحمد حمدي غانم has a reputation beyond reputeمحمد حمدي غانم has a reputation beyond repute
افتراضي

(3)

أزعجه عن خواطره رنين هاتفه المحمول، فنظر في شاشته.
كانت خطيبته (سلوى)!
شعر بانقباض وتثاقل عن الرد لحظات، ثم حسم أمره وفتح الخط ليجيب:
- مرحبا يا سلوى.. أنا في الطريق.. نعم أستقل القطار كالعادة.. لا لن أغير هذه العادة، وكفّي قليلا عن تأنيبي.. حسن حسن.. لن أتأخر.
وأغلق الخط وهو يزفر في حدة.
سلوى فتاة طيبة وتحبه.. وهي جميلة فعلا ويحسده أصدقاؤه عليها.
لكنه ليس سعيدا معها.. لقد ارتبط بها منذ أربعة أشهر، لأنه كان يجب أن يرتبط بفتاة مناسبة، بعد أن تقدم به العمر ويئس من الانتظار.
وهي كانت الفتاة المناسبة في محيطه.. مدرّسة اللغة الإنجليزية في المدرسة الخاصة التي يعمل بها مدرسا للتاريخ منذ عامين، بعد أن حصل على دبلومة تربوية بعد تخرجه من كلية الآداب.
كانت (سلوى) مولعة به بجلاء لم يَخْفَ إلا عنه، فقد كان قلبه وعقله مع صبية مجهولة في مكان مجهول!
صبية ذكية تذكّره بكنز مخبوء بداخله، تراكم عليه تراب السنين ورتابة المناهج الدراسية السقيمة، وغباء التلاميذ الذين لا يفهمون لماذا يتعلمون أصلا ولا يريدون، وملل الدروس الخصوصية التي اضطر إلى اللجوء إليها ليوفر لسلوى ثمن حلقة من معدن تسمى إسورة ذهبية، كانت تمثل لها أمنية عزيززة لم يشأ أن يحرمها منها، رغم أنها لا تمثل له أي قيمة على الإطلاق!
وهكذا وجد نفسه في النهاية عاجزا عن إيجاد وقت حتى لقراءة التاريخ الذي يهواه ويستخرج منه وقود أفكاره وتأملاته، إلا في الساعة التي يستقل فيها القطار في ذهابه وعودته يوميا!
لم تكن سلوى تافهة.. لكنها لم تكن بنفس ثقافته، ولا تشغلها تأملاته كثيرا، خاصة أنها كانت مثله مستهلكة في المدرسة والدروس الخصوصية.. أي أن أيّ محاولة للنقاش معها في أي شيء غير توفير نفقات زفافهما كانت مجرد صداع إضافي!
فهل يلومها؟!
***



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 26-10-15 الساعة 11:09 PM
محمد حمدي غانم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس