عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-09, 04:02 PM   #3

عيون المها
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 11706
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,990
?  نُقآطِيْ » عيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond repute
افتراضي الإيمان .. الأمل ، والحب

لقد تأخرت الطائرة القادمة من "بنجلادش" أثناء انتظارها في "هونج كونج" 24 ساعة كاملة. قيل إن السبب عطل في أحد محركاتها، وتناثرت إشاعات أن هناك تحذيرا بوجود قنبلة في الطائرة. ثم أخيرا هبطت الطائرة بمطار "لوس أنجلوس" الدولي ،في السادسة والنصف في صباح هذا اليوم . وكان موعد جلسة الاستماع في تمام الحادية عشرة في "سانت بار برا" لقد اتصلت بمحاميها "ديان جنكز" من مقر الشركة في "بنجلادش" قبل أن تغادرها.
أخذت تستفسر منه عن المكان عقد الجلسة في لوس انجلوس. فاخذ يشرح لها أشياء عن القانون والإجراءات القانونية ، وكيف آن دياموند بار حيث يعيش جوردي الآن تعتبر في نطاق مقاطعة سانت بار برا، مما يحتم عقد جلسة المحكمة العليا لمقاطعة سانت بار برا أي إن رحلتها لم تنته بعد بوصولها إلي مطار لوس انجلوس . أخذت راشيل تستفسر عن مواعيد الرحلات الداخلية إلي سانت بار برا ثم هرعت إلي صالة الخطوط الداخلية . لم تكن الأمتعة أو الحقائب تمثل لها أية مشكلة . فلم يكن معها أي شيء ولذلك مرت من الجمارك بيسر. كانت تحمل معها حقيبة يدها التي تحتوي علي بعض الملابس الخفيفة والعطور وأدوات الزينة.
استغرقت الرحلة إلي سانت بار برا حوالي الساعة إلا الربع . ألقت بنفسها في سيارة أجرة ، وأخذت تشرح للسائق سبب عجلتها ، والخطورة الكامنة وراء هذا الرجل المتعطش للمغامرة والحرب ، وبالفعل بذل السائق جهدا كبيرا ، ووصل بها إلي اقرب سوق تجاري بالطريق ووافق علي أن ينتظرها حتى تبتاع بعض حاجاتها. دلفت راشيل لأول محل قابلها بالسوق ، وابتاعت أول بلوزة وجدتها تناسب مقاسها وحذاء وزوجا من الجوارب ودفعت القيمة مستخدمة الشيكات السياحية التي تحملها معها ، واستبدلت ثيابها سريعا . وعلي الرغم من قصر الوقت إلا أنها كانت مقتنعة تماما بما تفعل ، فلقد أكسبتها هذه الملابس شيئا من الوقار هي في اشد الحاجة إليه ألان . ثم ما لبثت أن قفزت داخل السيارة التي تنتظرها، وأخذت تتنفس بعمق محاولة الاسترخاء قليلا. كانت الشوارع مكتظة بالسيارات في هذا الوقت ، وكانت كل ثانية تمر عليها تشعر بها مع خفقان قلبها المنهك وتذكرها بأخر حديث لها مع محاميها ، كان كلامه في غاية الوضوح رغم محاولته عدم الضغط عليها : إن لم تحضر الجلسة في الموعد المحدد فإنها ستخسر القضية . أوصلتها السيارة إمام درجات المحكمة في تمام الحادية عشرة إلا الربع، وقدم لها محاميها نفسه. وبنظرة سريعة لمحت دار المحكمة من الخارج، كانت أشبه بقلعة كالتي تصور في الكتب.
أخذت تنظر إلي ديان، واخذ الخوف يزيد تدريجيا. لم يكن حاله كحال هذه المرأة الواثقة التي بصحبة لوك سومرز . كان في حالة عصبية كالتي كانت تمر بها منذ برهة، وكانت خطواته المتعثرة وابتساماته الباهتة غير مشجعة بالمرة، ولا تعطيها هذه الثقة بالنفس التي هي في اشد الحاجة إليها الآن.
تأبطت ميرنا هاستنج وكان هذا يؤذن بوجوب الدخول إلي قاعة المحكمة . كان يتمني أن تتحول المرأة إلي كلمات لكي يستطيع التعامل معها. كان غير قادر علي فهم لغة الجسد ، مع هذه المصاحبة الجذابة لتلك المحامية التي تتأبط ذراعه والتي كان يتمني إن يتعرف علي الجوانب الاخري لحياتها الخاصة ، وأن يسبر غورها.
وبدخول قاعة المحكمة أصبح لوك مدركا تماما لما يدور حوله . ووافق القاضي علي عقد جلسة الاستماع في حجرة مغلقة، مما يعني أنهم لن يعانوا تطفل الجمهور حولهم وتطلعه لما يدور.
لم تكن الحجرة كبيرة. كان هناك حاجز خشبي يفصل صفوف الكراسي عن بقية الحجرة. كانت هناك طاولتان كبيرتان علي بعد أقدام من مواجهة المنصة الخشبية الموجودة في قاع الحجرة المخصصة للقاضي. وكان علم الولايات المتحدة الأمريكية وعلم ولاية كاليفورنيا يرفرفان علي الحائط خلف كرسي القاضي. وكان يلف الغرفة جلال الموقف وجو مهيب جعل لوك يبدو أكثر قلقا .
كان ما يحتاج إليه حقا هو استنشاق بعض الهواء . شعر بالضعف، شعر انه رجل عادي ذو أفكار عادية:"عش ودع غيرك يعيش".
لقد واجه وفاة أخيه وزوجته وما تبع ذلك من تغير درامي في أسلوب حياته، وهذه العلاقة الأبوية المباغتة التي اضطر إليها اضطرارا، لم تكن حياته في الصغر تهيئه لأي مما يحدث الآن له. ولكي يتقبل ما لا يمكن تغييره، كان يحتاج إلي النضج والعقل، وليس إلي العاطفة، إلي التصرف في الوقت الملائم، وعمل ما يجب عمله. فما بال هذه المرأة ، تتصور أنها يمكن أن تأتي وتأخذ جوردي ببساطة كأنه صندوق من الحلوى!!
وعلي حد علم لوك ، فإن كريس والدة جوردي لم تلتق بابنة عمها هذه إلا مرة واحدة عندما كانتا طفلتين . لم تكن لهم علاقة براشيل كارستيرز إلا عن طريق بعض البطاقات البريدية ، من آن لآخر . فهي لم تأتي إلي عرسهم، ولم تزر كريس بالمزرعة أبدا. ثم ... ما هو اسم تلك الشركة التي تعمل بها ؟ "م. ر. أ" ؟ أنها نوع من المنظمات التي تقدم المنح والهبات. إن الغرض من سعيها وراء المال لتحقق كل ما تصبو إليه هو السبب الوحيد لطلبها الوصاية علي جوردي . وأخذت خيالاته تصورها إليه كمخلوق في مهمة خاصة : بملابس كاكي وقبعة غريبة جاء لكي يغير العالم بأسره . جاء ليحيله جحيما .
ولم تكن راشيل في الحقيقة تبدو قادرة علي تغيير حذائها دون مساعدة أحد .
أخذ لوك يتخلص من هذه الخيالات المستغرقة . يجب أن لا يستغرقه شيء الآن ، يجب أن يبقي ذهنه صافيا وان يقول إلا ما ينبغي أن يقال . ولكن ترى ما وراء هذه الغريبة؟
وأغلق باب القاعة وبدأ يشعر بالضيق من ياقة قميصه القطني ، ومن الجاكت الصوفي، ومن العالم العين بأسره . أصبحت ربطة العنق الأنيقة كالطوق حول رقبته، أراد أن يتخلص منها لكن ميرنا أصرت علي أن المظهر عليه عامل حاسم، فانتصب وخرج إلي خارج القاعة.
كيف يتوقف مصير طفل صغير علي قرار لغريب ؟ ماذا يفهم ممثل العدالة المتشح بالأسود والأبيض عن المشاعر والأحاسيس ؟ ماذا يفهم عن طفل ينظر إلي نفس نظرة أخي رحمه الله؟ ماذا يعرف عن الشرف والأمانة ؟ عن الرغبات الأخيرة التي لم يفكر أحد في حينها أنه يجب كتابتها وتوثيقها كوصية؟ ماذا يعرف عن الحب ؟


عيون المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس