عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-09, 04:08 PM   #5

عيون المها
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 11706
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,990
?  نُقآطِيْ » عيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond repute
افتراضي الإيمان .. الأمل ، والحب

-"نعم ، لقد كنا في منطقة منكوبة . وقد أستغرق الأمر مني حوالي خمسة إلي ستة أسابيع أخري بعد علمي بالنبأ المفجع، حتى جاء من يحل محلي ، وغادرت عائدة بمجرد تمكني من ذلك ."
وشعر جنكز انه أكمل الصعود إلي قمة افرست .
-"لا أسئلة أخري للدفاع في الوقت الحالي يا سيادة القاضية المبجلة".
هذا المغفل الساذج، انه حتى لم يخدش السطح الخارجي للموضوع! وشبك لوك يديه بينما انتصبت ميرنا واقفة. وشابتها حمرة كمن يستعد للانقضاض علي فريسته :
-"آنسة كارستيرز ، هل كان ما بينك وبين ابنة عمك علاقة متصلة؟"
بعد فترة صمت
-"لا!".
-"متى كانت آخر مرة تلاقيتما فيها ؟"
-"عندما كنت في الثانية عشرة من عمري".
-"إذن أنت لم تكوني حاضرة حفل زفافها؟"
-"نعم."
-"آنسة كارستيرز هلا أطلعت المحكمة علي طبيعة عملك ؟"
-" أنا أعمل مساعدة طبية في منظمة م. ر. أ. التي تعني بتقديم المساعدة في مناطق الكوارث والنكبات بجميع أنحاء العالم ."
-" ومتى التحقت بالعمل في أل م. ر. أ. ؟"
-"منذ أربع سنوات".
-" ومنذ ذلك الحين لم تعودي أبداً إلي الولايات المتحدة ، حتى في الإجازات ، أليس كذلك؟"
-"بلي".
-"أخبريني يا لآنسة كارستيرز ، هل لديك أي ممتلكات في الولايات المتحدة ؟ شقة ، غرفة، أو أي مكان يمكن يطلق عليه : محل سكن؟"
-" لا".
-" آنسة كارستيرز ، هل سبق لك أن قمت بالعناية بطفل ، في غير ما يكون عملك اضطرك إليه ؟"
-"لا ."
وتحرك لوك بصعوبة في مقعده . كل سؤال كان بمثابة مسمار في نعشها. كان لعاب مارينا يسيل عسلاً وهي زاحفة إلي القتل:
-" إذن كيف تخططين للعناية بابن بنت عمك ؟"
-" أستطيع أن أتعلم."
كان هذا الرد كالقشة التي قصمت ظهر البعير.
-" ما الذي تتوقعينه بالنسبة للعمل آنسة كارستيرز؟ ما الذي سترتكزين عليه في المعيشة أنت والطفل حتى تحصلي علي الوقت الكافي من التدريب والتعلم؟ مع من سيعيش الطفل أثناء ذهابك إلي المدرسة أو إلي العمل ؟ هل تستطيعين تأجير مكان يؤويك أنت والطفل ، أم هل تنوين الاعتماد علي طلب المعونات الاجتماعية؟"
-"أستطيع التصرف في حدود المتاح ".
-" هل استقلت من أل م. ر. أ. يا آنسة كارستيرز؟"
-" لا، لم أفكر إلي الحد الذي..........".
-" تماما ،"قاطعتها ميرنا بانتصار،" إنك لم تفكري بما فيه الكفاية في أي شيء. لا أسئلة آخري يا سيادة القاضية المبجلة".
وتوقع لوك أن يري الغضب أو محاولة الدفاع والتبرير. لم يكن يتوقع هذه البلادة والجمود. لم يكن هناك أي تعبير علي وجه راشيل كارستيرز وهي تهبط من المنصة. وأخذ لوك يسأل نفسه :"تري ما الذي أكسبها هذه القدرة علي السيطرة علي نفسها ؟"
وقدم كل من المحامين تذكرته الكتابية. وأعلنت القاضية رفع الجلسة لمدة ربع الساعة ثم تعود للانعقاد للنطق بالحكم.
سمع محاميها عندما سألها إن كانت ترغب في الخروج من القاعة كي تشرب بعضا من القهوة. " لا، أشكرك" ضايقه صوتها . لم يكن متمشيا مع بقية هيئتها، كان ضعيفاً، يائساً، بائساً. وفي لحظات قليلة أصبحت تسري في دمائه ، معذبة محطمة ، تخيلها كفتاة راقية من مجتمع الخمسينات في الغرب الأمريكي!!
ضايقه الحال التي هي عليها. كانت تبدو أمامه ممزقة أشلاء.
لم تنظر مرة واحدة إلي ما يدور حولها بالقاعة، لم تبد أي اهتمام لما يحيط بها. اخذ يشعر بشغف إليها. اللعنة، لماذا لا تشعر هي الاخري بنفس الشعور؟
كان قرار القاضية واضحا لا يبعث أي شك:
-" آنسة كارستيرز إني اخشي أن الرغبة في طفل لا تعني القدرة علي القيام بالواجبات اللازمة له في أيامنا هذه . إن أسلوب حياتك لا يلاءم طفلا . لقد أخذت المحكمة في اعتبارها ظروف كل منكما ، السيد سومرز سيكون الأصلح لرعاية الطفل . إنه سيكون كريما. والمحكمة علي ثقة من ذلك . إلي الحد الذي يسمح لك بالحق في زيارة الطفل".
شيء ما في راشيل كارستيرز خفف من صرامة القاضية، فرق صوتها بعض الشيء.
-" أنا علي ثقة انك تشاركينني الرأي إن ما يحتاج إليه جوردي هو محل سكن امن. فلتنظري للموضوع من هذه الزاوية. وبدلا من أن يرعاه شخص واحد أصبح لدي جوردي الآن شخصان يهتمان به وبحياته ومصلحته. وإذا استطعتما أنتما الاثنان أن توحدا ما بقلبيكما من حب لهذا الطفل، فسيربح الجميع."
إن نظرة الانتصار علي وجه ميرنا والقبلة التي طبعتها علي فمه قد أصابت لوك بشيء من الدوار. وبعد برهة من الوقت بدأ يبتعد بمجلسه عنها، فقد بدأت القاعة تخلو من الناس حولهما. خرج من المكان مسرعا، كان الممر الخارجي خاليا لا ينبئ بوجودها ، وعلي درجات سلم المحكمة لمح ديان جنكز زائغ النظرات يلوح لسيارة أجرة بدت علي مرمي البصر . وربت لوك علي كتف الرجل .
-" نعم؟"
-" الآنسة كارستيرز ، أريد الحصول علي عنوانها ".
لم يكن ديان جنكز يتحلي بالروح الرياضية عند الهزيمة :
-" هذه معلومات سرية". قالها باعتزاز.
-" لدي أشياء تخص ابنة عمها الراحلة، قد ترغب في رؤيتها. تذكارات عائلية وما إلي ذلك. أعطني العنوان".
أخذ لوك يشرح الأمر ، وكان علي وشك أن يبدأ بالتوسل .
وزاد تردد وتشكك ديان . ولكن لوك سومرز لم يكن من النوع الذي يقبل "لا" كإجابة علي طلباته. وبدأ صبره ينفذ، ظهر ذلك جليا في عينيه الزرقاوان وأصبح لا يطيق أن يكظم غيظه أكثر من ذلك.
لم يدفع له أحد كي يصبح بطلاً.
-" هل تعلم أين يقع شارع ستيت؟"........
أدركت راشيل أنه لا ينبغي لها أن تتألم كثيراً لفقد شيء لم يكن أبدا ملكاً لها . ولما راجعت نفسها أدركت أن كل ما فعلته كان خطأ في خطأ ، من حيث ملابسها التي كانت ترتديها ، ومحاميها الذي استعانت به ، فضلا عن مظهرها ، وامتلأت بالندم علي كل ما حدث . وبدر عنها شبه ابتسامة عندما أخذت تتذكر كل ما مرت به من أوقات عصيبة في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة، وما توصلت إليه من نتيجة مخيبة للآمال في نهاية المطاف. لقد مرت بأشياء كثيرة . وخسرت الرهان . ولقد اعتادت دائما علي الخسارة ، ولكم واجهتها في هذه الحياة.
استرخت علي المقعد الأسود بالسيارة ، وأخذت راشيل تسترجع ما مر بها في الأسابيع الأخيرة ، إذ ما إن سمعت بالفاجعة التي حدثت حتى أرسلت برقية إلي لوك تخبره فيها أنها قادمة للعناية بالطفل. فوالدة كريس قد ماتت قبل ذلك بعامين . وكان أبوها يرقد بالدار يعاني من مرضه الأخير. إذن فهي تعتبر القريبة الوحيدة التي يمكننها رعاية الطفل . لم يشاركها لوك سومرز الرأي . ورد عليها ببرقية واضحة كل الوضوح :
-" لا حاجة إلي عودتك ، جوردي الآن مسئول مني ، خير له أن ينشأ ويكبر في دياموند بار . اعتزم القيام بتبنيه رسمياً ، شكرا علي عرضك اللطيف."
لكن لماذا أرادت جوردي بهذه القوة؟ إن نبأ المأساة قد ألقي بها في هوة مظلمة،
الإنسانة الوحيدة التي أبدت اهتماما بها قد فقدت من الوجود تماما. وانبلج شعاع من النور كأنما يخرج من غيابة قبرها ، أضاء لها طريقها، فإنها برعاية أبن كريس تستطيع أن ترد الجميل لهذا الجزء الوحيد المضيء في حياتها : صداقة وحب ابنة عمها . جوردي إذن سيحصل علي كل هذا الحب المختزن بداخلها طويلا ، أخيرا سوف يكون لها إنسان من نفس دمها لتعيش معه . تغلبت الابتسامة التي مرت علي شفتيها علي غلالة الحزن التي تلفها. كان قرار القاضية وينتورث كإعادة لشريط حياتها بالكامل . طردها القدر مرة أخري كما فعل بها دائما مع كل باب من أبواب الحب ، واحدا تلو الآخر. لقد اعتادت علي ذلك دائما وأصبح لا يؤلمها. ولكنه هذه المرة يؤلم!


عيون المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس