عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-09, 08:04 PM   #8

عيون المها
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 11706
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,990
?  نُقآطِيْ » عيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond repute
افتراضي الإيمان .. الأمل ، والحب

-" هل تحتاج إلي شيء من التمريض ؟"
-" في الحقيقة لا. لقد ساعدتها الممرضة علي شرب بعض العصائر، لقد شربت بسهولة، ويتكون بخير طالما انتظم إمدادها بالسوائل. حرارتها لم ترتفع ولم يظهر أي نوع من التدهور في حالتها. هذه البطاقة الصحية التي تجدها مع جواز سفرها مدون بها أنها أخذت كل جرعات التطعيم الضرورية. إنني أؤكد أنها لا تحتاج إلي شيء سوي الراحة . إذا كان لديها مكان تذهب إليه، أو شخص يهتم بها يمكننا الإفراج عتها في الحال.وإلا فمن المحتم أن أبقي عليها هنا."
أخيراً أقر لوك : " أنا أتحمل مسؤوليتها ، إني أمت لها بصلة القرابة". فليعنه الله.
لم يكن استيقاظها من النوم مريعاً . لقد اعتادت أن تصحو من نومها لتجد نفسها في أماكن غريبة.... حامل خشبي، خيمة، أرضية فناء إحدى المدارس.
غالباً ما تصحو من اصطدام حواسها بأشياء كصراخ أطفال، أو صياح صائح، أو جلبة أناس اعتادوا الكلام في وقت واحد. ما أثار انتباه راشيل هذه المرة أنها لم تكن بمكان غريب قذر ، نتن الرائحة ذي جلبة ، لا يليق بآدمي . أو بمكان غريب، نظيف، هواءه متجدد، مرتب، تتوفر به الأبهة.
أماكن من هذا النوع أو ذلك، كتلك التي كانت تعرض عليها في الأعوام القليلة الماضية.
كانت في فراش أنيق واسع، فخم، مهيب، ستائر بيضاء تحجب سماء برتقالية اللون. أهو الشروق ؟ أم الغروب؟
نضرة وورود علي أرضية خضراء تغطي الجدران، كأنما استمدت ألوانها من الوادي. ألوان السجاد تتمشي بتناسق مع ورق الحائط.
ثمة تسريحة خشبية أنيقة تلمع مرآتها بجوار أحد حوائط الحجرة وثمة صوت بالخارج، أنه يتحدث بالأسبانية. وصوت امرأة تضحك . نشط هذا الصوت ذاكرة راشيل . لا يمكن أن تكون هذه حجرتها بالموتيل ، لقد تفحصتها تماماً . أدارت رأسها، رأت وجها ينظر إليها متطلعا: لقد أفاقت، أسرع بالحضور، لقد أفاقت........."
وقامت الفتاة التي كانت جالسة علي المقعد بأحد أركان الحجرة، كانت قوية البنية، وقامت تجري إلي خارج الحجرة.تجمدت راشيل . لم يكن قيامها من نومها أبداً بالذي يثير كل هذه السعادة . هل هذا خيال؟
سمعت صوت أقدام تدق علي الأرضية الخشبية خارج الحجرة مسرعة، وانفتح الباب. وبرز منه فجأة رجل طويل. عريض. كأنه يحيط بالعالم كله . زالت منها الرهبة عندما دنا منها متلهفاً كما لو كانت شيئا ثميناً.الانفعالات الجياشة التي طافت بها جعلتها تظن أن كل ذلك مجرد حلم .
-" كيف تشعرين الآن ؟"
جال بخاطرها لأول مرة أن تفكر بحالها. أخذت تتفحص نفسها من تحت الأغطية. يبدو أن كل شيء علي ما يرام . هذا واقعا وليس حلماً.
-" بخير".
اقترب منها . فجأة أخذت تتذكر كل شيء. البرقية، رحلة العودة إلي الديار. مشهد المحكمة. هذا ليس بكابوس .هذه هي نفسها . لقد فقدت جوردي. لم تحصل عليه أبداً . وأغمضت راشيل عينيها .. امتدت يده إلي زر أعلي الفراش فأضاء الحجرة .
-" هل تشعرين بألم".
ثمة يد أخذت تتحسسها. دافئة، تشعرها بالراحة. بالحماية. الفائز يحصل علي كل شيء .آخر مرة رأته فيها كان يختال بصحبة امرأة أسكرتها نشوة الانتصار. محاميته، مؤكد أنها امرأة متعددة المواهب.
-" أين أنا؟"
أخذت تتذكر ما دار بينهما في قاعة المحكمة . ما جري منه وما فعله معها . في هذا الموقف لم تعر ما حدث اهتماما حقيقيا. ولكنها لا تستطيع تجاهل ما يحدث الآن. اليد التي تتحسسها تهدئ كل عصب في جسدها.
-" في دياموند بار. "
اعتدلت راشيل في الفراش . أحست أن رأسها يسبح. وأحست أن حالتها أفضل مما مضي . كان ضعفها شاقاً .
-" مزرعتك؟ كيف أتيت إلي هنا؟"
-" أنا نقلتك إلي هنا".
كيف تنقلني ؟ هل أنا كيس ورقي؟ الأسوأ أن السكينة لم تدخل قلبها بعد.
-" كيف؟" كست الدهشة صوتها: "أعني كيف ؟ من دقيقة واحدة أنام في حجرة بالموتيل ، وفي الدقيقة التالية أجدني أفيق هنا."
لم تكن لتمتلئ بالثورة بسهولة . امتلأت بالتطلع مما جعلها تجهد نفسها بالتركيز فيما يحدث. أخذت راشيل تتمني أن يكون ما بها من حمى الملا ريا جعلها تهذي . لا يمكن أن يكون هو هذا الرجل.لا يجب.
-" يجب أن أتحدث معك " ،قالها لوك بهدوء . أحس أنها غير ****ة عما قام به.
-" لقد تتبعتك عند خروجك من المحكمة حتى وصولك إلي الموتيل ، أصابك الإغماء . وفي المستشفي قال الطبيب إنه يتحتم عليك إما البقاء أو الذهاب إلي مكان يتوافر به من يقوم علي رعايتك. فأتيت بك إلي هنا".
لم يخطئه ما شاهده من مسحة حزن في عينيها. دخلت إلي أعماق قلبه . لا ينبغي أن يبقي أحد وحيداً كل هذه الوحدة.
لقد أصبح هذا واقعاً ، هذا ما أخذت راشيل تقنع نفسها به ، لا يجب أن يؤلمها ما حدث لكنها لا تستطيع أن تنكر ما أحس به قلبها من سعادة من دخل الجنة ، مما سمعته منه لتوها . الغلاف الخارجي لم يكن بالقوة والصلابة التي تخيلتها.
-" منذ متى وأنا نائمة ؟"
-" أكثر من أربع وعشرين ساعة . إنها الخامسة مساء الآن . طبيب المستشفي التي نقلتك منها قال إن ما بك هو من تأثير إرهاق زائد عن الحد."
-" كان يجب أن تتركني هناك "، ثم قالت منكرة "لماذا لم تتركني حيث كنت؟"
وفضحته العيون الزرقاء . وأدرك لوك أنه لا ينبغي أن يطلعها علي الحقيقة، ليس الآن . لم تكن لتحتمل المزيد من المعاناة . كما كان يتحتم عليه أن يتأكد من حقيقة مشاعره أولاً، ثم جنح لوك إلي شيء من الدبلوماسية :
-" لقد رأيت أنك ربما تفضلين قضاء بعض الوقت مع جوردي، لكي تتعرفي عليه عن قرب".
أفقدها سماع الاسم رباطة جأشها. لا. لا تريد أن تتعرف علي الطفل عن قرب وليس الآن تتعرف عليه، ثم يتحتم عليها أن تتركه وتذهب، هذا سوف يحطمها حتماً. لا يمكنها المخاطرة بذلك. فالقلب لا يستطيع تحمل آلام أكثر مما تحمله وحدة موحشة وقاسية. ربما علاقة عن بعد، كما كان بينها وبين كريس. شيكات، خطابات، هدايا من مناطق بعيدة. عدم احتكاك شخصي أقل ألم، أسهل. هذا النوع من العلاقات الذي اعتادته راشيل كارستيرز وباقتدار.وأعادها صوت فتح الباب إلي الواقع فجأة . دخلت امرأة متقدمة في السن. لابد أنها خادمة المنزل التي ذكرها لوك في المحكمة بالأمس.
-" هاأنتذي مستيقظة أخيراً !"
ونظرت إليها بوجه ملائكي ذهبي دافئ ودود، محاط بشعر بني مطعما بهالات من البياض. نظرت إليها بعيون عسلية تنطق بالبشر. تعيش الدعة وتتمتع براحة البال . مرتدية زياً بسيطاً عليه مريلة بها خطوط بيضاء وزرقاء .لهجتها ذكرت راشيل بتلك المتطوعة الأوربية التي التقت بها في العام الماضي .
-" مرحباً بك في دياموند بار . هل تعلمين أنك نمت أربعاً وعشرين ساعة متصلة؟. هل أخبرك لوك إننا الآن قد أصبحنا يوم السبت مساءً؟. الفتاة التي كانت جالسة بجوارك هي أنجيلا ابنة زوجي. إنها فتاة طيبة، انتهت لتوها من فترة مراهقتها حيث المبالغة في العواطف سمة للتعامل في كل شيء. أرجو أن لا تكون أزعجتك ". غمرها من حديث حنا رود ريجز ذلك الشعور بالأمان والطمأنينة . إنك بأمان الآن سوف نعتني بك ونرعاك جيداً.
-" لقد أتي لوك بك إلي المنزل لأن الطبيب أخبره أن أهم ما تحتاجين إليه هو الراحة التامة. لا أحد يحتمل تلك المستشفيات اللعينة..... ولا إزعاجهم المتوالي للمرضي للتأكد من سلامتهم والكشف عليهم . لقد طلب الطبيب ألينا التأكد من إمدادك بالسوائل باستمرار، وهذا هو ما قمنا به دون إبطاء أو تهاون. أظن أن الوقت قد حان لكي تتناولي طعامك. آتيك بشيء خفيف الآن . وسيكون العشاء بعد ساعتين من الآن".
-" هذه هي حنا التي تعني بكل أمورنا هنا في دياموندبار ". قالها لوك معرفاً تلك المرأة التي نادته لتوها " هي التي ساعدتني علي وضعك بالفراش مساء أمس".
أخذت راشيل تتحسس نفسها . كانت ترتدي شيئا سميكا يدفئها جيداً ويغطي حتى رقبتها تماماً. أمان. شعرها مصفف. أخبرتها أصابعها عندما مررتها عليه أن ثمة شخصاً قد صففه لها. يجب أن تعثر علي شيء تعقص به شعرها في جديلة واحدة كما اعتادت. هل يمكن أن تعيش هذه الحياة ؟ رفعت يدها عن شعرها واستدارت تجاه حنا:


عيون المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس