عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-09, 08:06 PM   #9

عيون المها
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 11706
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,990
?  نُقآطِيْ » عيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond repute
افتراضي الإيمان .ز الأمل ، والحب

-" شكراً جزيلا. إني أعتذر عن الإزعاج الذي سببته ".
-" لا إزعاج مطلقاً يا طفلتي العزيزة " وربتت علي يد راشيل التي شعرت بالراحة والتفاهم بلا حدود . " إنه لمن دواعي السرور أن نستقبل ابنة عم كريستينا هنا. لقد أخبرتني بكل شيء عنك .. أخبرتني كم كانت تتوق إلي أن تقومي بزيارتنا. والآن لا تتعبي نفسك بالحديث. كلي واستريحي وإلا سينحني لوك عن هذه الحجرة ويمنعني من دخولها . إنه يسميني الثرثارة بلا حدود . سوف أعود إليك لأعينك علي أخذ حمام دافئ. ثم نعتني بكل شيء ولكن فيما بعد".
وابتسمت حنا ولملمت ملابسها ثم خرجت من الحجرة. تمددت راشيل مرة أخري . كانت تكتم دموعها أن تسيل فبدا ذلك عليها:
-" آسفة لما سببته لكم من إزعاج ".
-" لا إزعاج مطلقاً، حنا تحب أن تحاط بالآخرين".
ولم تحرك راشيل ساكناً. أنزلت ساقيها من علي الفراش الوثير،
-" أريد أن أستعمل...."
ولم تكمل جملتها أبداً . ساعدتها ذراعاه القويتان علي النهوض ، والاتكاء عليه ، أوصلها إلي باب الحجرة ، واصطحبها حتى الباب الخارجي حتى وصلت إلي الحمام، فأدخلها وظل واقفاً . ظل يحيطها بذراعه حتى تمالكت توازنها تماماً .
-" كل شيء قد تحتاجين إليه ستجدينه في هذا الدرج العلوي ". وداعبت أنفاسه خصلات شعرها. " سأنتظر خارج الباب." وبعد خمس دقائق كان يكرر معها الرحلة عبر الممر إلي الغرفة. وساءلت راشيل نفسها ـ دهشة ـ هل هناك قواعد معينة عند التجول في هذا المنزل ؟ ربما قد غسلوا السجاجيد لتوهم ولا يريدون أن تتسخ مرة أخري . فقد كانت أرضية الممرات من الخشب .ما إن دخلت راشيل إلي غرفتها حتى أغمضت عينيها . إنها الطريقة الوحيدة التي تتخلص بها منه . ذلك الذقن الصارم . وذلك الأنف الحاد ، تلاشي تأثيرهما من دفئ نظرته الطويلة إليها واستولت علي لبها . كان يبدو كالحجر الصلد في ملابس أنيقة ونظافة بالغة. كان كاندفاع الماء علي فراش من الرمال . سمعت شيئا عن أوامر الطبيب بضرورة الراحة التامة.
-" يمكنني الرحيل. "
قالتها راشيل كالمقرة بحقيقة لا ينبغي الفكاك منها، أنكرت نفسها، أين اعتدادها بنفسها واستقلالها ؟ أين كل ما اعتادته في السنين الأخيرة؟ لقد تعاملت مع رجال من كل الأنواع والأعمار . ليس هناك من سبب لكي يؤثر عليها هذا الرجل بهذا القدر. حاولت مرة أخري :
-" إنني بخير حال".
-" ليس قبل أن يقرر الطبيب ذلك ".
لم يكن لكلماتها أي معني.
-" أريد أن أخبرك أنك يجب أن تزوري دكتور كنتون غداً ، لإجراء بعض الفحوص . إنه طبيب العائلة. وإلي هذا الحين عليك البقاء هنا ".
وساعدها علي دخول الفراش ، وأخذ يساوي خصلات شعرها . أخذ يتأكد من تغطيتها كما لو كانت طفلة صغيرة، ثم أتي لها بصينية الطعام.
-" تناولي طعامك".
ونظرت راشيل إلي الصينية . ثلاث شطائر ساخنة خرجت لتوها من الفرن ، زبده طازجة، ثلاثة أنواع من المربي،وبالإناء المغطي ثلاث بيضات مطهوة. وكوب من العصير الطازج يفتن نظرها . إن كانت هذه هي الوجبة الخفيفة فليصبرني الله عندما يحين وقت العشاء.
تناولت العصير . بمجرد خروجه من الحجرة تعود بالصينية مرة أخري إلي المطبخ فتشرح لحنا أنها لا تستطيع أن تتناول كل هذا الطعام . لكن لوك كان لا يعتزم الانصراف علي ما يبدو . لقد جر مقعداً بجوار الفراش ، وجلس عليه . بعد قليل أخذ كوب العصير من يدها وكرر:
-" تناولي طعامك."
لم يكن يبدو عليه نية الذهاب ليباشر أياً من شؤونه. فأخذت قطعة من الشطائر وقضمت منها قضمة وأخذت تلوكها . وبدأ لعابها يسيل في فمها، وأخذت شهيتها تزداد. أخذ لوك ينظر إليها . تبدو كأنها تلوك قطعة من الجلد في فمها ، والتقط شطيرة فغطاها بالزبد ثم غمسها في مربي الخوخ وجيلي التين وقدمها إليها. فاتسعت عيناها ، لكنها تناولتها منه. أحس لوك عندما لمست يده أصابعها ، أنها تكاد تتجمد من البرودة . ثبتت عينا لوك علي شحوب لونها . أراد أن يرفع المقعد. فيلقه من النافذة .
ما هو الخطأ في هذه المرأة ؟ لا يمكن أن يكون لمخلوق هذه السيطرة علي نفسه. توقع أسئلة، جدالاً، استسلاماً ـ علي أقل القليل. لم تبدر منها أي بادرة . ما الذي يجعل راشيل كارستيرز بهذه القدرة علي ألا يهتز لها جفن ؟ كانت الإجابة علي هذا السؤال هي ـ حتماً ـ بداية الطريق لكي يفهمها .
لم تكمل سوي نصف الشطيرة التي قدمها لها . لم يواصل الضغط عليها :
-" هل تريدين شيئاً آخر؟"
-" هل أستطيع أن أشرب شيئاً من القهوة؟"
-" آسف ؟ الطبيب منع عنك الكافيين تماماً ."
لم يفعل الطبيب ذلك ، ولم يصرح به لكن لوك ظن أن عدم شرب القهوة أفضل لها حتماً.
-"هل آتي لكي ببعض شراب الأعشاب؟ إن حنا تحتسيه دوماً."
-" لا، أشكرك."
فرفع الصينية ومددت راشيل رأسها ثانية علي الوسادة وأغلقت عينيها . كان هذا أفضل هروب يمكنها القيام به.
وتحت ستار جفونها المسدلة أخذت أفكارها تتداعي. لماذا ـ أتي بها لوك سومرز إلي هنا؟ كلما أسرعت بمغادرة هذا الفراش والعودة إلي لوس انجلوس، كلما كان ذلك أفضل.
عندما دخل المطبخ حاملاً الصينية بادرته حنا قائلة:
-" وكيف تحصل علي قوتها؟ إن القطط التي تتضور من الجوع أفضل حالاًَ منها."
كانت حنا في الواقع. تعلم عن راشيل أكثر مما يعلم هو نفسه . وفي الحقيقة، هي التي حدثته عنها وأعطته كل التفاصيل عن ابنة عم كريس تلك قبل القضية، فمن الواضح أن زوجة أخيه تحدثت عن راشيل إلي باقي أفراد العائلة.
-" كانت الرحلة طويلة وشاقة من بنجلادش ."
فسر لوك الأمر محاولا الدفاع عنها علي غير العادة.
-" لقد تحدثت مع جنكز محاميها هذا الصباح .وطبقاً لروايته فقد أتت من المطار مباشرة.إنها منذ غادرت القرية التي تعمل بها وحتى وصولها إلي مطار لوس انجلوس الدولي قضت سبعين ساعة متصلة من السفر.وقد أخر الرحلة في هونج كونج حدوث عطل في أحد المحركات، دام لمدة اثنتي عشرة ساعة. كانت واقعة تحت ضغط رهيب، فهي كانت تعلم أنه يتحتم وصولها في الموعد المحدد للمحاكمة.فإذا أضفنا متاعب الرحلة إلي هذا الضغط العصبي ، فإنها تحتاج إلي فترة من الزمن حتى تعود إلي حالتها الطبيعية."
ساءلت حنا نفسها:
-" تري لماذا هي تريد جوردي؟" إن كانت تسعي وراء المال أكون أنا خليفة مارلين مونرو "، مرت فترة من الصمت وهي تشاهد لوك وهو يأكل كل البيض المطهو.
-" هل طلبت رؤية جوردي ؟"
-" إنها لا تزال متعبة ".
لماذا يدافع عنها؟ لقد تعجب هو نفسه أنها لم تبد أي اهتمام بخصوص الطفل. وهمهمت حنا فهي ليست بالغبية الخرقاء:
-" هناك شيء ما خطأ،يا سيد لوك سومرز . وإن قلت إنني علي خطأ فسوف يصيبني الجنون إلي الحد الذي يجعلني أن أطهو لكم جزراً مسلوقاً كوجبة للعشاء".
لكن لوك لم يحر جواباً عليها.إنه يطير سعادة وهو يري جوردي يلهو ويلعب ،عندما يستمع إلي صوته وضحكاته ، عندما ينظر إلي طفولته وبراءته، عندما يجلسه علي كتفيه ، لا يهمه إن كانت راشيل كارستيرز لا تبدي اهتماماً بمعرفة جوردي . سيظل الطفل دائماً غارقاً في حب دياموند بار. نصف أهالي المزرعة كانوا يهللون لدي عودته بالأمس. كان نبأ انتصاره قد طار إليهم . بعض من هؤلاء نشئوا معه هو وروب منذ الصغر . كانوا يشاركونه حب جوردي . لكن اصطحابه لغريمته فاجئهم جميعاً . بدا عليهم الاهتمام البالغ وهم يرونه يحملها إلي داخل المنزل. لكنهم كانوا يعلمون عنه جيداً بما يكفي لعدم سؤاله عما يفعل. كانت حنا آتية بشيء من ملابس النوم الخاصة بها إلي حجرة الضيوف حين كان جوردي قد بدأ في البكاء .نام لوك بجواره حتى يطمئن عليه ، وحتى يتأكد أن ضيفته غير المتوقعة علي خير حال في نومها ، كان قرار النوم في غرفتها أمراً لا بد منه . طوال النهار تنشغل حنا برعاية الطفل. ولم يمكنه أن يطلب منها أن


عيون المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس