- لوليتا؟ عليك ان تعلم انني في العشرين ..
------------------------------
وسكتت في الوقت المناسب , لتضيف بكبرياء :
- إنني اكبر سناً مما يبدو علي , كما انني لم اكن قط جرئية العينين .ريحانة
حرك رأسه الى الخلف وانفجر ضاحكاً بصوت دافئ عال, وبدا لها وسيماً حقاً عندما لايكون متجهماً , وفجأة بدا ان شكوكه الساخرة من المرأة الغريبة التي اقتحمت عليه عزلته الشخصية , لم تكن ذات اساس هش.
- لا ادري لماذا تضحك , وبالنسبة لشخص حتم على نفسه الوحدة, فليس بالإمكان التخلص منه .
توقف عن الضحك بنفس السرعة التي ابتدأ فيها, وألقى عليها نظرة بطيئة متفحصة وهو يتجه متلكئا نحو الباب قائلاً:
- يالهذه الكلمات المهذبة تنطق بها فتاة قروية صغيرة الحجم.
- إن الحجم والمكان لا علاقة لهما بالذكاء .
اوصدت الباب في وجهه بلطف , ولكن رضاءها لم يكن تاما بعد تلك الابتسامة القاسية المتجهمة الأخيرة .
وكان عليها ان تبقى بعيدة عن طريقه , وتتأكد من عدم إعطائه الفرصة لذلك.
------ --------------------------
تأوهت آن وهي تنهار بحقيبتها الصغيرة على مقعد في باحة الجامعة , تأوهت قائلة :
- أظن انه كان عليهم ان يسموه اسبوع الاكتشافات .
فقالت الشقراء البدينة التي كانت جالسة على نفس المقعد , وهي تضحك :
- هل قررت ترك كل هذا والعودة الى المزرعة ؟
- هل تمزحين ؟ إنني امضى هنا وقتاً رائعاً , المسألة فقط هي ان ذلك استغرق من وقتي اكثر مماكنت اظن , وذلك لكي اعرف طريقي بين هذه المتاهات.
- لا تهتمي لذلك , حتى تلامذة السنة الثانية مثلي انا , يتوهون احياناً .
وكانت راشيل قد اعترفت بأنها تلميذة متوانية في دراستها , ولكن والديها الثريين كانا لا يبخلان عليها بالمال لكي تلهي نفسها في الجامعة قدر مايأخذه الوقت لكي تنال شهادة .. أي شهادة .
ولكن آن لم تشعر بالحسد وهي التي تعشق الدراسة إنما عليها ان تراقب كل قرش تصرفه , فهي لاتريد ان تضيع وقتها في مثل هذه المشاعر , إن هدفها هو الحصول على شهادة في اقرب وقت ممكن .
اضافت راشيل وهي تنظر بسخرية الى قوامها الممتلئ :
- إن لديك على الأقل القدرة على احتمال هذه المسيرات الطويلة , فأنتن يافتيات القرى , ربما اكتسبتن القوة من الركض في البراري متعقبات الأغنام في الجبال والوديان.
----------------------------------
- إن مزرعتنا غير قريبة من الجبال , كما ان الكلاب تقوم بمهمة الركض خلف الأغنام , فأنا إنما كنت اتكئ فقط على بوابة المزرعة واصفر بفمي.ريحانة
لقد ذكرها استعمال صديقتها لجملة ( فتاة القرية ) بجارها ذاك الذي حرصت , طوال الاسبوعين الماضيين , على تجنبيه , ماعدا قرعه الشديد احياناً على الجدار الذي يفصل بينهما عندما يحدث ان تنسى نفسها فترفع من صوت الموسيقى قليلاً, او لتسكت صراخ إيفان الذي كان نادراً ما يصدر عنه , فهو ايضاً كان حريصاً مثلها على تجنب ذلك.
ومهما كان نوع عمل هانتر لويس ذاك , فقد كانت ساعات عمله غير منتظمة, ماجعل مهتمها في وضع منهاج تتأكد منه من عدم الإلتقاء به عند خروجها غير سهلة , وعلى كل حال , إن بإمكانها التأكد من وجوده إذا هي وضعت أذنها على الجدار , وبالتالي من غير المحتمل ان تصادفه على السلم, لقد كان يمثل لها الخروج والدخول الى شقتها , مغامرة كانت تجعل قلبها يخفق.
وانتبهت من شرودها , الى راشيل التي كانت تسألها :
- وكيف يسير منهاجك الدراسي؟ لا استطيع ان اتصور انك تتعلمين اللغتين اليابانية والروسية في