فلم يهتم بكلامها وإنما عاد يسألها بأدب :
- هل تدرسين مادة إضافية في الجامعة ؟
آه هاهو ذا قد ابتدأ يدرك ان حياتها ربما لا تدور حوله كلياً , فحملقت فيه قائلة ببراءة :
- إنني في الواقع افكر في الالتحاق بالدراسات السياسية .
فلمعت عيناه لحظة ببارقة عطف نظر اليها بعدها طويلاً ماكان احرى بأن تحمر لها وجنتاها لو لم تكن في غاية الضيق , وقال اخيراً بلهجة ناعمة تبطن النفاق :
- آسف فإن الصف عندي قد امتلأ .
- آه , وأنا متأكدة من انني لن احصل على مكان شاغر بعد ان يدرك الطلاب مبلغ رقة طبعك المتواري خلف مظهرك الفظ هذا.ريحانة
وهنا , وكزتها راشيل بمرفقها في خاصرتها بعنف جعل آن تشعر بالندم لسماحها لطبعها بأن يخرجها عن حد اللياقة .
نقل هو نظراته بين آن وراشيل المتوهجة الوجه ثم سألها :
- هل تلفقين القصص خارج المدرسة ياراشيل ؟
- مستحيل ان افكر في شيء كهذا يا استاذ.
------------------------------
- كوني ضيفتي إذن , فأنا افضل فصل لب القمح عن قشرته قبل اول محاضرة .
- إن القشرة هم اولئك الذين لا يتلقون كل كلمة تنطق بها وكأنها لآلىء حقيقية كما اظن .
- إنني اعجب لفتاة قروية لاتعرف التمييز بين حيوانات مزرعتها , ربما معلوماتك هي اقل مما تظنين يا آنسة تريمين , المسألة هي لآلئ و قرود .
لقد ادركت ان تناوزه هذا كان متعمداً , ولكنها لم تستطع تجنب استفزازه لها , فقالت :
- ليس لدينا قرود , ولذلك كان عليّ ان آتي الى اوكلاند لكي اعرف ماهي تصرفات القرود.
فوقفت راشيل بسرعة , وهي تحتضن حقيبتها المدرسية , ثم تجر صديقتها قائلة :
- أليس من الأفضل لنا ان نذهب , يا آن ؟.
رفع حاجبيه الأسودين قال :
- آن؟ كنت اظن ان اسمك كاتلين .
كان يجب ان يحدث هذا , وشعرت آن بالزهو للطريقة التي واجهت بها الأمر دون انزعاج, إذ قالت :
- إن اسرتي تدعوني آني . مضيفة حرف الياء.
- إن كثيرين لا يحبون اسماءهم .ريحانة
كانت تدلي بأجوبتها بشكل عام تجنباً للكذب .. وتابعت تقول .
- ووجدت انني احب اسم آن , فهو بسيط وغير معقد .
ارتفع حاجباه مرة اخى ادركت منها انه كان يفكر في من تكون بالضبط,, ذلك ان اسماً عادياً غير معقد يناسب مظهرها , إذ مع ان عينيها كانتا واسعتين كثيفتي الاهداب إلا ان لونهما كان غير محدد ... فهو احياناً عسلي , وداكن الزرقة احيانا اخرى , وقد تكون معتدة بجمالها , اما انفها فقد ورثته عن اجدادها آل تريمين, وكان اخوتها لايفتأون يمازحونها بذلك , شيء آخر ورثته عن اجدادها , كانوا ايضاً يمازحونها بشأنه دوما , وهو اخلاصها الذي لا يهزه شيء لأولئك الذين تحبهم .
كان في حادث السيارة الذي اضر بظهر امها بشكل بالغ, عندما كانت آن في الخامسة عشر ة ,ما أسرع بتطوير شخصيتها الى شخصية امرأة ناضجة مفعمة بالحنان , دائما الرغبة في مساعدة من هم اقل حظاً منها . وقد كانت اختها كاتلين عديمة الجدوى بالنسبة لخدمة الاسرة , وفي الوقت الذي حدث فيه الاصطدام , كانت من الطبيعي ان يلقى كل شيء على عاتق آن التي وضعت جانباً احلامها في دخول الجامعة والسفر لتكون الأم الصغيرة لسائر افراد الاسرة .منتديات xxxxx
وقامت بذلك كما كانت تقوم بالاشياء الاخرى , بحماس ومزاج حسن ما طمأن أباها واخوتها ,