- أنني لم آت الى هنا لمناقشة حماقاتي وسلوكي في الماضي معك لقد جئت من اجل ... من اجل مناقشة ما يختص بــ دافيد ولا شيء أخر .
ونهض ودار حول المكتب ... وسار في اتجاه ليزا ... وانتفضت وتضرعت لله بالا يلمسها .
واتجه نحو مائدة عليها زجاجات المياه الغازية وتناول أحداها ثم قال لــ ليزا :
- أنني أسف لسلوكي معك .. ولكنني اعتقد ان الحبيبة التي عرفتها في الماضي
قد أصبحت تواعد واحدا وراء الأخر .
- توقف عن ذلك ولا تنس انه أنت الذي حددت ميعادك معي وأنت الذي طلبت حضوري .
- ان كل شيء يكون عادلا في الحب ... وفي الحرب
وتنهد بحرقة وعاد يجلس الى مكتبه . وشعرت ليزا بالرثاء له لقد بدا شاحبا للغاية.
- كيف أمكنك المخاطرة هكذا في الماضي ؟ لقد ظننت ان كل شيء بأمان .
وأدركت ليزا ان ما توقعت ان يحدث قد حدث ... وها هو ذا يعاقبها لمسؤولية حملها لــ دافيد ... وتذكرت أنها فقدت السيطرة على نفسها ... أنها لم تستطع السير على الطريق المستقيم كل ما استطاعت إدراكه ان مايكل يحبها . ومايكل يتملكها . و مايكل .... و مايكل ...
وقالت فجأة :روايتي الثقافية
ولمس خدها لمسة رقيقة حانية ... ففتحت عينيها عن أخرهما دهشة وفوجئت ان مايكل واقف أمامها كيف أمكنه ان يسير بنعومة دون ان يحدث جلبة أو تشعر به ؟ .. وحملقت اليه ... كانت تعبيرات وجهه تنم عن رقة متناهية ... وبحنان همس :
- لا ... لا حماقة ... فقط امرأة تحب .
- حب ؟ ماذا يا مايكل لا لم يكن حبا مجرد اشتهاء لا عواطف . لا أحاسيس .
وتأثر بشدة لكذبها وهتف في كبرياء جريحة :
- وهل أنت تشتهين رئيسك هذا ؟
كل ما كانت ترغبه ان تجعله يشعر بآلامها في الماضي وان تعذبه بشدة .
- لا ... ليست هذه هي الحقيقة .. أتعلمين لماذا ؟ ان روحك مليئة بالعذاب الناتج عن الحب ... وصدرك ملئ بالكراهية .
وامسكها بقوة ... ومست شفتاه شفتيها في عطش وجوع .
وجفلت وتساءلت في نفسها : لماذا لا أبعده عني ؟ لماذا لا ادفعه بعيدا ؟ لماذا استسلم له ؟
وهمس : يا زهرتي المنسية ...
- انك ترتجفين يا ليزا .. هل ترتجفين أيضا مع جيمس ... أم ان تلك الرجفة معي وحدي ؟
وارتعشت شفتاها ... وفتحت فمها ... وأرادت ان تقول ... فقط لك وحدك .. لك وحدك ... ولكن شيئا ما حبس صوتها .
وفجأة ... فتح باب المكتبة .
ولاح وجه شاب في العشرين من عمره .
- يا سيد روبرت .. لقد طرقت الباب . ولكن ..
وصمت فجأة ... وأردف في هلع :
- اووووه ... اووووه ... اووووه ... أسف . أسف كل الأسف يا سيد روبرت .
وشعرت ليزا بخجل الدنيا كله ... من نتطفل هذا الغريب .
ونظر اليه مايكل في غيظ . وصرخ في وجهه في غضب محموم .
- وأغلق خلفك هذا الباب الدموي ... أغلقه فورا .روايتي الثقافية