- حبيبتي انك تبدين رائعة .
- ورمقت ليزا والدتها بابتسامة .. واختلست نظرة الى المرأة .
كانت مرتدية ثوب الزفاف المطرز والمغطي بالدانتيل على كميه وأطرافه .
واخدت ليزا نفسا عميقا تحاول ان تهدي من اضطرابها ... بلا جدوى ... فاليوم هو يوم زفافها ... والليلة هي ليلة زواجها .
وقالت والدتها : روايتي الثقافية
- لا يمكنني التعبير عن مدى سعادتي لذلك الزواج ... انه معجزة لن يمكنني نسيان تلك النظرة التي بدت في عيني دافيد عندما اخبره مايكل بأنه والده .
ولم تكن ليزا تعبا بذلك ... فــ مايكل كان يأتيها يوميا لاصطحاب دافيد من المدرسة وكان يحتفظ بصحبته حتى تعود ليزا من عملها .
وقد غمره والده بالهدايا الرائعة ليعوض ثمانية أعوام من عمره لم يره فيها وكأنه يعتذر لابنه عن ابتعاده عنه وبصفة عامة أمام الناس كان مايكل يتصرف كخطيب محب يحتوي كفها بين يديه ويبتسم في حنان .. وعندما يكونان بمفردهما يلتزم الصوت والصمت العميق .
وتعالى صوت . جيمس . من الردهة :
- أوه ... هيا ان الحفل سيبدأ ... والمدعوون ينتظرون .
وابتسمت ليزا وسارت بجوار والدتها وجيمس اللذين كانا يرمقانها بنظرات متطلعة . وكانت سيارة جيمس .الفاجن تنتظرهم وبدت رائعة مزدانة بالشرائط والديكورات الجميلة وكادت ليزا تبكي عندما شاهدت الدمية الجميلة المرتدية ملابس الزفاف في ركن السيارة .أنها رمز لأجمل شيء في الزواج ... كل ما فقدته .
وكان دافيد في السيارة يقفز ويصرخ في مقعده :
- تعالي يا ماما ... لا نريد ان نتأخر .
وقالت جدته بينما الجميع يركبون السيارة :
- ان العرائس من المفترض ان تتأخرن دائما . لماذا ؟
- لكي تعطي الفرصة للعريس المسكين لينسى ما الذي سوف يفعله .
وأحست ليزا بتقلصات في معدتها .
- متى ستعودين من سيدني يا ماما ؟
- يوم الجمعة ... ولا تنس ان جدتك سوف تتزوج يوم السبت التالي .
- اتعنين انه يجب ان ارتدي تلك الملابس الفظيعة من جديد ؟
وسرحت بخيالها ... ففي خلال ساعات سيكون زواجها من مايكل نهائيا ... وأحست بالانزعاج ... تسعة أعوام هل سيكون كل شيء كما كانت تتذكر ؟ هل نقص الحب سيجعل الأمر مختلفا ؟
وعادت ليزا لأرض الواقع وجفلت .
- انظري ها هو بابا قادم ... انه رائع اليس كذلك ؟
- بلى ... بلى . روايتي الثقافية
وكان مرتديا حلة رمادية اللون وقميصا حريريا ابيض . ورباط عنق من اللون الأحمر ومنديلا من نفس اللون .. وكان شعره مصففا لأعلى . معطيا انكشافا رائعا لوجهه وملامحه الوسيمة .
ولكن لم تكن السعادة بادية في عينيه .. وبدا مرهقا مضطربا وهو يتجه نحوهم الى السيارة .
وابتلعت ليزا لعابها بعصبية ... كانت في غاية الانزعاج والاضطراب .
وأثارتها أفكارها ... فربما ان مايكل قد بدا يشك في حكمة الزواج من امرأة لا يحبها .
ولم تنظر ليزا الى وجه مايكل عندما فتح باب السيارة ومد يده إليها وأمسكت بيده وخرجت من السيارة وسارت على قدميها ترتكز على ذراعه دون ان تنظر اليه .
وسرحت ليزا ... أنني أحبه ... ها قد أتى الإدراك الحقيقي الفظيع فقد أحببته دائما.
واستدار مايكل متماسكا ومسيطرا على أعصابه .
- تعالوا جميعا ... ان الاحتفال سينتظرنا في جازيبو تعالي يا ليزا .