عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-09, 12:44 AM   #6

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
1111

1
-صيد الأزواج



ما استرعى انتباه جينيفر سانكروفت وخطف أنفاسها لم يكن خليج المكسيك الرائع أمامها، إنما عضلات ذاك الشاب وكتفيه العريضتين. كان الشاب الطويل القامة، الأسمر البشرة والعاري الصدر يدهن باللون الأبيض سياجا حديديا يفصل بين حديقة مشذبة وشاطئ نضيف.
أرغمت جين نظراتها على الابتعاد عن ذلك المشهد الجذاب ثم أطفأت محرك سيارتها المستأجرة، وهي تفكر في التعقيدات التي قد يشكلها وجود ذاك الرجل.
ـ كيف يفترض بأن أجري مقابلات سرية بحثا عن زوج بوجود رجل يراقبنا؟
كانت روثي توتل مساعدة جين قد فتحت باب السيارة وهمت بالخروج عندما سمعت تعليق جين، فاستدارت إليها مستفهمةهل قلت شيئا؟)
هزت جين رأسها نفيا: لا كنت أفكر بصوت عال
ثم أشارت باتجاه الرجل عاري الصدر قائلة: آمل أن ينتهي عمله مع انتهاء العطلة الأسبوعية. لا أريده أن يبعد المتقدمين للوظيفة.
نظرت روثي بالاتجاه الذي تشير إليه ربة عملها، فتحولت تعابيرها من الفضول إلى الذهول، بقيت صامتة لبرهة إلى أن استطاعت أخيرا أن تقول بتعبير إعجاب: عجبا...عجبا
لم تر يوما مثل هذا التعبير على وجه مساعدتها. فضربت المرأة الأخرى ممازحة،موقظة إياها من دنيا الأحلام: (توتل،زوجك رائع اقفلي فمك)
أجلت روثي حنجرتها وحولت نظرها إلى رئيستها قائلة:"إذا كنت مرتبطة فهذا لا يعني أنه لا يمكنني التكلم. ثم ألم أقل لك إن وكيل الإيجار قال إنه من المحتمل أن يكون عامل الصيانة في المكان؟"
ـ لا، لم تقولي لي ذلك
أجابت جين بذلك بصوت حاد، بينما روثي تنظر بلا ملل إلى ذلك الرجل الغريب:"بصراحة إنه مثال رائع عن عامل الصيانة الممتاز!"
حملقت جين بمساعدتها. وإن يكن ممتازا؟ هذا الأمر لا ينفي أنه حجر عثرة تعيق مخططاتها.
حولت نظراتها عن روثي لتحدق إلى يديها المتشبثتين بمقود السيارة.
لم لا تسير الأمور كما يجب؟ هذا المنزل الذي تملكه الشركة حيث تعمل والذي استأجرته لثلاثة أسابيع كان معزولا جداً ولكن لا يمكنها الاشتراط وهذا المكان هو الوحيد المتوفر حاليا. لقد أُثيرت مسالة رئاسة شركة المحاسبة بشكل فجائي وسريع فاضطرت لاتخاذ بعض القرارات السريعة وربما المتسرعة.
لم تجرُأ على القيام بالمقابلات للأزواج المرشحين في دالاس. فمن المحتمل جدا أن تعرف الشركة أنها ليست في شهر العسل. واتهامها بالكذب سيسلبها كل فرصة لترؤس الشركة، ناهيك عن أنها قد تضطر للتخلي عن عملها!
لا! لن تدع ذلك يحصل! لقد عملت طويلا وبجهد لشركة دالاس للمحاسبة ووهبت نفسها جسدا وروحا لتلك الشركة طيلة عشرة أعوام، وبالتالي فهي تستحق منصب الرئاسة فيها. وللحصول عليه، قررت أن تقلب الدنيا رأسا على عقب إن اضطرت لذلك.
تمتمت قائلة"الأجدر بهذا الرجل ألا يقف في طريقي، لدي أقل من شهر لأجد زوجا مناسبا وأتزوجه، لا أريد لأجير ضخم أن يفسد جدول أعمالي"
ونظرت إلى مساعدتها المكتنزة الجسم التي كانت سابقا في البحرية:" قد اضطر إلى أن أحرضك عليه، توتل"
أطلقت روثي ضحكة سريعة :" انه ضخم الجثة سأحتاج إلى المزيد من جنرالات البحرية"
ثم ضغطت على شفتيها وعقدت حاجبيها:" أو قد اضطر للإرسال في طلب أهل زوجي، حيث بإمكانهم إن يطردوا أيا كان بعيدا"
ثم كشرت بسخرية:" لو أن حماي وحماتي أو كما أحب أن اسميهما الساحرة الشريرة والرجل الضفدع، لم يقرروا غزو مسكن عائلة توتل في زيارة مطولة لما تمكنت من إبعادي ثلاثة أسابيع عن راي والأولاد"
نزعت جين يدها عن المقود وربتت على ذراع مساعدتها " أحتاجك في الالتزام بالبرنامج وفي حفظ السرية التامة"
ألقت جين نضرة سريعة على المكان ثم تابعت قائلة:" وبما أن المكان منعزل جدا هنا وبما أنني سأقابل الكثير من الرجال العازبين، يُحتمل أن أحتاج مهارتك في الفنون القتالية"
فتحت جين باب السيارة وترجلت قائلة:" وبما أننا نتكلم عن الرجال سأذهب لاكتشف ما خطب هذا العامل"
صفقت باب السيارة واجتازت الحديقة متجهة نحو طريدتها. كانت تسرع نحوه بينما بدا غافلا عن وجودها. وحيث أنها كانت مسرعة, بالكاد لاحظت المنزل البحري المؤلف من طابقين. حتى أنها لم تلحظ الكوخ الأبيض والأزرق إلى يسارها ولا الأحواض المزينة بالأزهار الحمراء والصفراء.
جين بطبيعتها امرأة ايجابية منطقية وواثقة من نفسها، غير أنها في الوقت الحاضر عكس ذلك تماما، إذ مقيدة ببرنامج زمني، كما أنها غاضبة بعض الشيء، لن تقبل بان يتم إبعادها عن الترقية التي تستحق ليس هذه المرة!
كانت رائحة البحر تعبق في الجو لكن جين لم تشعر بها، إذ كانت حواسها كلها منصبة على المهمة التي أمامها.
زاد التوتر من عدائها إزاء دلك الدخيل الذي تجرأ على اقتحام مكانها السري لم تكن بحاجة إلى غريب يدس أنفه في شؤونها الخاصة، فهي لا تظن نفسها قادرة على تحمل شخص آخر ينظر لها وكأنها غبية.. أو حتى مجنونة.
لم يكن من شان احد كيف تختار زوجها! لقد تبعت قلبها مرة ووقعت في حب طوني حتى الجنون.
تملكها الارتباك لهذه الذكرى لكنها تمالكت نفسها حتى بعد مرور سنوات على تلك العلاقة ، ما زال التفكير باسمه يؤلمها
عُين طوني لاند في شركة دالاس للمحاسبة، الرئيس المباشر لجين ومنذ اللحظة الأولى التي انفتح فيها باب المصعد وخرج طوني، دخل قلب جين فأحست بالضياع كان وسيما رقيقا ولامعا، يعرف تماما ما عليه قوله ليحرك أحاسيسها، حتى ابتسامته العادية وهو يجتاز ممر الشركة كانت تدير رأسها.
استغرق من جين ستة أشهر لتلفت انتباه طوني، كامرأة وليس كمجرد زميلة عمل، وحصلت تلك اللحظة السحرية في حفلة عيد الميلاد التي تقيمها الشركة وقد جاهدت كثيرا لتختار ما ترتديه إلى أن استطاعت أخيرا أن تتألق من اجل رجل بدلا من أن تتألق من اجل النجاح قبل طوني، كانت منشغلة جدا بمهنتها، لكنها وجدت نفسها فجأة تقوم بشتى الألاعيب النسائية لتجذب انتباه طوني إليها.
كان طوني معروفا كزير نساء في الشركة، لكن جين كانت تكره الثرثرة فتجاهلت كل الأقاويل
كانت ليلة رأس السنة موعدهما الرسمي الأول وكان طوني قمة في اللباقة والاحترام خبيرا بما يكفي ليشعر بانسجامها كلما حاول الاقتراب منها.
بعد شهر من التواعد والخروج معا، اعترف طوني بحبه لها وعلى الرغم من حذرها وتحفظها الشديد، كانت جين مستعدة أن تهبه كل ما عندها، وجل ما أرادته في الدنيا هو أن تكون زوجة طوني وأم أولاده
في يوم عيد العشاق، شعرت جين بأنها أسعد امرأة في تكساس وبدت في فستانها الجديد، أشبه بمراهقة طائشة، كانت تنتظر طوني ليصطحبها في أمسية رومانسية ستغير مجرى حياتها عل حد قوله، عندما رن جرس الهاتف، سمعت جين أمها تجهش بالبكاء وكانت تتصل من المستشفى باكية مضطربة فاتصلت بطوني لتلغي موعدهما.
انتهى عيد العشاق بشكل مأساوي عندما توفيت خالة جين إثر حادث، كان الحزن يمزق جين، فوجدت نفسها تقود سيارتها في الليل لتعود إلى دالاس إلى شقة طوني، إذ كانت بأمس الحاجة إلى التعزية والمواساة
عندما فتح لها الباب، عرفت على الفور أن ثمة خطب ما. كان طوني عاري الصدر، لا يرتدي سوى بيجاما حريرية سوداء، منحها تلك الابتسامة السحرية، فوجدته رائع الجمال حتى وهو نصف نائم
غير أن شيئا في عينيه أخافها فأنبئها حدسها أن تتخطاه وتدخل مباشرة إلى غرفة نومه، مرتعدة مما قد تجده فيها. وإذا بها ترى امرأة أخرى ارتبكت عند دخولها. وبينما كانت المرأتان تحدقان إلى بعضهما أمسك طوني جين من ذراعها هامسا في أذنها بلهجة ناعسة أكثر منها نادمة "لقد حصل الأمر من تلقاء نفسه"
تذكرت بألم حاد كيف أدارها بين ذراعيه، محاولا أن يخرجها من الغرفة ويقفل الباب خلفه، كان هادئا رغم أنها فاجأته بالجرم المشهود.



na3no3a غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس