عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-09, 01:21 AM   #8

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
1111

قال لها إنه يحبها وأن ما حصل "مجرد علاقة عابرة"، وراح يبتسم لها محاولا تليين موقفها. ياله من مخادع!
وقفت هناك محطمة القلب مدمرة المشاعر كان الرجل الذي كادت تهبه حياتها يخدعها بكل برودة أعصاب في حين أن امرأة أخرى تحتل غرفته.
ابتعدت عنه، محدقة باشمئزاز وعدم تصديق إلى تعابيره المرتبكة لم يكن يتحلى باللياقة الكافية ليقر بخيانته، فشعرت بقلبها يهبط وبحزنها يبلغ أقصى درجاته. لقد أحبته لدرجة أن الحب أعماها عن أكاذيبه وخياناته، مع أن أصدقاءها حاولوا مرارا وتكرارا تحذيرها منه.
في تلك الليلة، شهدت جين حالتي موت مأساويتين، موت شخص عزيز من عائلتها وموت رغبتها في الوقوع في الحب مجددا! لقد فقدت السيطرة على نفسها مرة وحطمها ذلك، ولكنها لن تعيد الكرة مطلقا!
كان طوني من الوقاحة بحيث اتصل بها مرات عدة في وقت لاحق وكان كلامه معسولا، يقطر عاطفة جياشة، فقاومت جين الوقوع تحت تأثير سحره.
مر شهران طويلان كان على جين أن تحتمل فيهما وجوده في العمل ونظراته الساحرة وعينيه الدافئتين، تينك العينين اللتين بدتا وكأنهما تعدانها بالصدق مع أنهما كاذبتان، تينك العينين اللتين قد تُفقدان أي امرأة عاقلة صوابها وتحولان أي امرأة ذكية إلى مغفلة.
كانت توسلاته الماكرة في المكتب من الرقة والبراعة بحيث صعب عليها المقاومة. وبدأت جين تخشى أن تضعف أمامها. ثم رحل طوني فجأة كما أتى، عندما سمحت له فطنته في العمل وسحره ان يتبؤ أحد المناصب الكبيرة.
وجدت جين أن الألم والحس بالخيانة لم يخفّا للأسف بعد خروج طوني من حياتها. نكثه بالوعود واستغلاله ثقتها علماها درسا مؤلما لن تنساه. ولم يكن طوني الخائن الوحيد في تلك العلاقة، فقد خانتها أيضا مشاعرها وسمحت لها بأن تُغمض عينيها وتسد أذنيها عن حقيقة ذلك الرجل، لن تدع نفسها تطلق العنان لمشاعرها بعد اليوم...مُطلقا !
ولا بد أن العثور على شريك حياة يتمتع بالعقل والفكر بدلا من المشاعر والغرائز، ممكن جدا. فوالداها خير دليل على الثنائي المتناسق، فهما ينسجمان من حيث الأفكار، من دون أن يكون أحدهما شديد التعلق بالآخر.
كانت جين بحاجة إلى خطة وبعض المرشحين الجيدين وإلى شيء من الخصوصية، وهنا تكمن المشكلة الآن!
سارت في الحديقة المنحدرة ونظراتها شاخصة إلى الرجل الذي يدهن السياج وعندما كادت تصل إليه، أجفلها بالنظرة التي رمقها بها. كانت التكشيرة تعلو وجهه تماما مثلها، لكن اقترابها منه لم يفاجئه.
وقبل أن تصل إليه، وضع الفرشاة من يده ووقف واضعا يديه عل خصره، بدا من تصرفه غير الودود ذاك أنها هي الدخيلة
إنه وقح فعلا! من تراه المستأجر ومن هو الأجير هنا؟
قال لها:"إذا أنت المستأجرة؟"
بدا وكأنه كان يتوقع حضورها لكنه ما كان ليأسف البتة لو أنها لم تأت مطلقا
أجابت باللهجة نفسها:"نعم، أنا هي متى ستنهي عملك؟ في نهاية العطلة الأسبوعية على ما آمل، لأنني صباح الاثنين سأبدأ ببعض... الإجتماعات المهمة، ولا أريد ضجة في المكان أو... ما شابه".
بقي صامتا ونظراته المتشككة تنضح عجرفة وغطرسة. وعلى الرغم من انزعاجها لوقاحته، همس صوت في داخلها ينبهها إلى وسامته. كانت عيناه الفاتحتان مذهلتين وكأنهما من عالم آخر
ظنت جين أنهما زرقاوان ولكن تحت شمس حزيران المشرقة. ظهر فيهما بريق ألوان متلألئة، قطع حبل أفكارها وهي تحدق إليه
ضاقت عيناه الآسرتان اللتان تظللهما أهداب داكنة اللون. زم شفتيه وهز كتفيه بلا مبالاة قائلا بسخرية:"لا يسعني شيئا بالنسبة إلى الضجة ولكنني سأحاول أن أبقي صوت "ما شابه" منخفضا"
قطبت جين حاجبيها مضطربة. عم يتكلم؟
ـ عفوا؟
أفلت السؤال من فمها لاهثا أكثر مما ودت أن يبدو. أما هو فتنهد، جاذبا انتباهها إلى انفه المستقيم وتناسبه مع فمه الجميل الملتوي بسخرية
ـ اسمعي آنستي..
وعندما توقف لحظة عن الكلام، راحت تحصر أفكارها لتستعيد تركيزها عما جعلها تواجهه
وقبل أن يكمل فكرته، مال قليلا إلى الأمام. لو كان شخصاً آخر لما لاحظت جين تلك الحركة ولكنه ضخم للغاية وحركته هذه دفعتها خطوة إلى الوراء
قال لها:" شئت أم أبين، أنا هنا طيلة شهر حزيران ووكيل الإيجار ارتكب خطأًً".
ورمقها بنظرة سريعة وقحة ثم تابع:" بما أنك امرأة أقرت بنفسها أنها لا تحب الضجة، فأقترح عليك القيام بترتيبات أخرى"
حدقت إليه، آملة أن تكون ملاحظته مجردة من أي معنى مبطن. بالطبع لا! لا يمكن أن يكون حدقا لدرجة اللعب على الكلام.
سألته:"ماذا تعني بخطأ؟"
عقد حاجبيه عند سماع سؤالها وأجاب ساخرا:"أعني غلطة، سهو، زلة.."
قاطعته قائلة:" أفهم جيدا معنى الكلمة، ولكن أي خطأ؟"
ـ الشركة لا تؤجر هذا المكان أبدا في شهر حزيران.
ـ بلى، بالطبع، ما دمت أنا هنا
ـ هذا هوا الخطأ بالضبط
شعرت بقلبها يغوص ولكنها لم تجب، في حين كرر شرحه:"السماح لك باستئجار هذا المكان كان خطأ"
وإذ رفضت تصديقه، سألته "ولم علي أن أصدقك؟"
ـ اتصلي واسألي


na3no3a غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس