عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-16, 06:18 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصــــــــــــــــل الاول



- " ماذا تعتقدين انك فاعله بحق السماء؟؟ " استدارت ايلين متوتره ,فور سماعها الصوت الخشن الذى أنى من خلفها ناثرة مجموعة الاوراق التى كانت تحملها على شكل قوس , التف حول قدمى الرجل الطويل الواقف ف الرواق.

-" لقد أجفلتنى ..." وتوقفت عن الكلام عندما رأت الغضب الملتهب يحول العينين الرماديتين الى عينين داكنتين ضيقتين ,وكان التهديد واضحا فى كل زاويه من زوايا جسده المشدود

- " سوف أقوم بأكثر من ذلك ! " تقدم خطوه نحوها, فتراجعت ايلين لتستند الى طاولة تيم, وقد اصبحت عيناها البنيتان الداكنتان متسعتين من شدة خوفها :" أنت شقيقة تيم ؟ ألست كذلك ؟" اختلس نظره الى الصوره الصغيره التى تظهرها ضاحكه فى وجه الكاميرا , وتظهر ايضا شعرها الاشقر الكثيف المتطاير فى كل الاتجاهات

- "نعم .." واعتدلت فى وقفتها وهى تجيبه فى شىء من المرح . وفكرت أنه لابد وقد اعتقد فى البدايه انها لصه , فهذا يفسر سبب عدائه لها .

- " وأين شقيقك العزيز؟ " لم تخف حدة الغضب عن هذا الوجه الوسيم ولا حتى مقدار ذره :" هل أرسلك لتقومى بالمزيد من عمله القذر ؟" .

- " لا اعرف عما تتكلم ! " انتصبت ايلين بكل قامتها البالغه مترا وخمسة وسبعين سنتيمترا وحملقت به بوجه شاحب , أصبح على شكل قلب :" طلب تيم منى ان أحضر له بعض الاوراق , هذا كل ما فى الامر ولكن ليس لك علاقه بالموضوع حتى أنى لا اعرف من تكون , رئيسه المباشر أخذ علما بمرضه , وهنالك بعض الامور التى عليه ان ينهيها فى المنزل ",

- " انه ليس ف المنزل " قال بصوت بارد حازم : " صدقينى ان الناس يحاولون الاتصال به هناك منذ أيام".

- " حسنا,هذا ليس جريمه أليس كذلك ؟" بدأت تشعر بالغضب, تساءلت بصمت من يعتقد نفسه هذا الشخص الثقيل ؟! - :" فى الواقع انه يقيم عندى , وليس هذا من شأنك , لقد أخبرتك أنه ليس بخير ".

- " ليس بخير .." ردد كلماتها ببطء وبسخريه لاذعه : " وانت بالطبع ليس لديك أى فكره عما أصابه" .

- " انه فيروس من نوع ما.. " نظرت الى وجهه القاسى بحيره وبدأت تشعر بالاضطراب يسيطر عليها وكأنه يلطف غضبها بأنامل وهميه , فأردفت : " أعتقد أنها أنفلونزا ".

- " انفلونزا .." قال بصوت خشن وفيه ضحكه رنانه جعلتها تجفل :" سوف اصيبه بالانفلونزا عندما أمسك به ..أخوك العزيز يا انسه مارسيل فى ورطه كبيرة, واذا تبين لى أنك متورطه معه , كما أعتقد ,سوف أجعلك تتمنين لو أنك لم تخلقى ".

- " حقا , من انت ؟" بدأت تشعر بالوهن فى ركبتيها , فلم يمض على عودتها من رحلتها الى اليونان التى استغرقت شهرا غير ساعات قليله , لتجد ان تيم يقيم فى شقتها , الصغيره , متذرعا بأن البيت الكبير الذى يشترك ف السكن فيه مع ثلاثه من أصدقائه , قد طلى حديثا والرائحه التى تفوح من هذا الطلاء تجعله يشعر بالمرض أكثر , لقد صدمت فى أعماقها عندما رأت لونه الشاحب الذى يدل على المرض , شعرت بالقلق عليهفأخذت تهتم به وسمحت له بالبقاء فى شقتها حتى يشعر بتحسن , فيما هى تنام على الاريكه الصغيره فى غرفة الجلوس .

- " كورد لاشونى , هل ذكر تيم الاسم على مسامعك ؟" نطق الصوت العميق هذه الكلمات بحده

- راحت تتساءل , هل ذكر هذا الاسم ! كورد لاشونى . هوايت تشيف الكبير . انه ذائع الصيت , معروف بقساوته وهدوء اعصابه فى العمل مما جعله يتحول من رجل مغمور الى صاحب ملايين كبير فى أقل من عشر سنوات . من مجرد مقاول بسيط الى رجل مقاولات كبير فذ , يكرهه انداده ويخافونه , ولكن فى الوقت نفسه له احترام فائق بينهم . انه فى السابعه والثلاثين من العمر ويملك العالم تحت قدميه , زواج منهار ,وعرف عنه هوسه باقامة علاقات قصيره ومتلاحقه مع العديد من النساء , انه رجل عملاق بين الرجال , يتبع اسلوبا معينا فى الحياه لا يضاهى

- قال بصوت قاس متحجر : " حسنا ؟ ماذا فى عقلك الصغير ؟ اننى أكاد أسمع صوت هذا الدوران ".

- " اسمع يا سيد لاشونى , انك لن تصدق هذا ", وبدأت تقول ببطء :" ليس لدى أية فكره عما تتكلم",

- سمعته يشتم بصوت خافت رقيق وبلغه اجنبيه , ولكن كان المعنى واضحا : " أنت محقه , أنا لا أصدق هذا"وتحرك قليلا ليقف فى مواجهتها . جسمه الضخم فوق حجم جسمها الصغير , أرعبها طوله بشده , ست أقدام , ست على الاقل , كان جسده مصقولا وكتفاه عريضتين مثل كتفى رجل رياضى يسمو الى الكمال .
وفكرت ايلين بأن كثيرا من النساء قد يجدن فى قوه رجوليه كهذه شيئا جذابا , لكن كان فى ذلك الوجه الغاضب المكفهر لمسه من القسوه جمدت الدماء فى عروقها . كان مثل قط كبير مدهش من بعيد ولكنه مروع مؤثر على الاعصاب عن قرب

- " لقد أخبر تيم رئيس القسم الذى يعمل فيه أنه كان مريضا .." قالت يائسه وقد شعرت برجفه من الخوف تسرى فى عمودها الفقرى . ثم أضافت :" أنا متأكده من أنه سيعود لمزاولة أعماله حالما يشعر بتحسن . ان عمنا يعمل هنا . وقد قال ل ....".

- " هل تظنين أننى غبى ؟ " ان وجود اللكنه الغريبه فى مخارج بعض كلماته بالاضافه الى بشرته البرونزيه القاتمه , أثبتا انه ليس انجليزيا . حاولت عبثا أن تتذكر كل ما قاله لها تيم عن هذا الرجل , وهى جالسه على طاولة المكتب , وقد جعلتها النظره الر ماديه المحدقه اليها , تتجمد مثل فراشه فوق قطعة ورق مقوى

- " كلا لاأعتقد انك غبى يا سيد لاشونى ..." ومررت يدها فوق عينيها وهى تشعر انها حائره : " كل ما فى الامر اننى لا أفهم ...".

- " أنت لا تفهمين ؟ " أتت كلماته لاذعه بشكل واضح : " حسنا ربما باستطاعتى جعلك تفهمين ", حدقت به بعينين واسعتين , عندما تراجع للخلف , ووقف عاقدا يديه حول جسمه يراقبها , قفز قلبها , ولم يكن الخوف سبب ذلك , فقد كانت جاذبيته شديده , وكادت تشعر برجولته تخترقها

- " أنا متأكد من أنك على علم بأن اخاك قد منح مركزا فى شركتى بتوصيه من عمك .." فهزت رأسها وهى صامته ثم أضاف : " لانه خريج جامعه من دون خبره , فقد أعطى مركز مسئول فى القسم الذى يديره عمك , وقد كانت الفكره المأخوذه عنه أنه رجل شريف ويمكن الوثوق به ".

- اتسعت حدقتا ايلين البنيتان وهى تستوعب تدريجيا كون خطب ما قد حصل

- " اكتشفت منذ اسبوع فقط , ان مبلغا من المال فقد من صندوق الشركه . عمك المسئول المالى , فتح تحقيقا فى الحال , وجاءت نتيجة التحقيق صدمه له .." تحرك فجأه ليصبح وجهه على مستوى واحد مع وجهها , وتحركت شفتاه الجميلتان بحركه تنم عن غضبه :" هل تعلمين ماذا فعلتما انتما الاثنان بعمكما؟" كان صوته يهتز بالغضب المكبوت فى داخله وأردف :" ان عمك واحد من أفضل الرجالالذين عرفتهم , ولا يوجد الكثير من هذا النوع فى المحيط هنا صدقينى . انه صديق حميم وموظف ممتاز . ان المال امر ثانوى ..." ولوح بيده باشمئزاز ثم تابع :" ولكن الجرم الذى لا يمكن ان يغفر , أنكما استغليتما ثقة عمكما ورميتما بها الى التراب ".

- " أرجوك ..." شعرت ايلين وكأنها تنزلق فى هاويه مظلمه :" هل تعنى أن تيم هو الذى أخذ المال ؟".

- " هذا يكفى .." وضرب أعلى المكتب بقبضته وهو يستدير بقوه مبتعدا , ووجهه ملىء بالاحتقار :" توقفى عن المضى بهذه اللعبه يا انسه مارسيل , والاسوف أجعلك تندمين على ذلك , هذه الحركات البريئه لن تنفع معى , قد تعتقدين انه من السهل استغباء عمك , ولكن ليس استغبائى انا . لقد التقيت الافا من أمثالك فى حياتى و أستطيع أن أحطمك هكذا .." وضرب أصابعه ببعضها بعضا محدثا صوتا حادا ثم أردف:"مامنعنى من أعلام الشرطه بالامرحتى الان هو صداقتى لرونالد , فقط ".

- " ألم تعلم الشرطه ؟ " وشعرت براحه استقام معها ظهرها وأبعدت الغشاوه عن عقلها المضطرب :"وكيف لك ان تعلم على وجه التأكيد أن تيم هو الشخص الذى سرق المال ؟ لابد من وجود خطأ ما . فالشركات الكبيره عادة تخطىء فى حسابات مبالغ كبيره من المال ....والحاسبات الالكترونيه تخطىء أحيانا , وهكذا دواليك".

- " مازلت تريدين اللعب ؟ " اكتسى الوجه الجميل البارد بالحقد :" حسنا سوف أجاريك فى لعبتك لبرهه ". أصبح صوته هادئا الان , وكانت هذه النعومه الحريريه البارده ترعبها أكثر من صيحات الغضب :" قبل أسبوعين من اتخاذك قرار مناسبا بقضاء عطله باهظه الكلفه خارج الحدود , اختفى خمسون الف جنيه من صندوق الشركه , لم تكن قد دونت فى الحسابات . وفى صباح اليوم التالى , وضع فى حساب شقيقك المبلغ نفسه , ثم سحب من الحساب بعد خمسة ايام . ثم تبين فى اليوم الذى بدءوا مدققوا الحسابات عملهم ان تيم وقع مريضا بشكل غامض وقد اختفى وكأنه تبخر فى الهواء ولم يعرف عمك أين يمكن الاتصال بأى منكما ..".

-" لقد تركت عنوانى مع تيم .." اعترضت ايلين بحده , ولكنه تابع كلامه وكأنه لم يسمعها .

- " كان كل شىء مدروسا بدقه أليس كذلك ؟ حبكت ونفذت بذكاء , ما أدهشنى هو ان لديك الجرأه لتعودى الان الى هنا ...." ضاقت عيناه حتى أصبحت على شكل خط ثم تابع : " إلى ماذا تحتاجين ؟".

- " لقد طلب تيم أن أجمع له بعض الملفات , وقال انه يريدها لينجز مهامه بعد أن أجتاز مرحلة المرض الشديد".

- " أنا واثق من أنه كذلك .." قال فيما كانت عيناه مثبتتان على وجهها الشاحب البياض :" ولكن الاسوأ سوف يحدث قريبا , يا عصفورتى الصغيره , أكان من الضرورى أن تحضرى لاخذ الملفات فى منتصف الليل ؟ ألم يكن من الممكن الانتظار حتى الصباح؟".

- " انها ما تزال الساعه العاشره والنصف , وكان تيم قلقا يريد أن يبدأ عمله , لقد وصلت من اليونان هذا المساء "

- " أنا لست طفلا , ولذلك أرجوك ألا تعاملينى كطفل ..." مشى ليقف فى موجهتها من جديد ثم أردف قائلا:" لقد حضرت فى هذا الوقت من الليله لاعتقادك بعدم وجود أحد , هنا , أو , واذا وجد أحد تصورت ان بامكانك أن تستغلى سحرك ليسهل لك الطريق . انها الغلطه الاولى ..." لمعت عيناه وهو ينظر الى بشرتها الانكليزيه الشاحبه . وشعرها الفضى الكثيف : " لا يؤثر بى السحر بسهوله ..." ونظرت الى الوجه القاسى القاتم وشعرت برجفه تسرى فى أعماقها وتساءلت عما قد ورطت نفسها فيه ؟؟

- " أما غلطتك الثانيه فكانت حركاتك التى تظهر البراءه , أنا لا أحبها .." ثبت نظره للحظه على شفتيها الرقيقتين :" لقد علمت من عمك أنك وتيمك توأمان , وقد أقر انكما متقاربان الى أبعد حد بين شقيق وشقيقته . فهل انتى حقا تتوقعين منى أن أصدق أنه قد يفعل شيئا ما بهذه الخطوره من دون أن يطلعك عليه ؟؟".

- زم شفتيه بحركه تنم عن الاشمئزاز :" وماذا عن اجازتك ؟لقد أخبرنى عمك أنك تبحثين عن عمل كمدرسه دائمه منذ عدة شهور , وانك فقط تشغلين بعض الوظائف المؤقته فى الوقت الحالى وبأجر لا يستحق أن يذكر فى معظم الاحيان , فكيف استطعت تدبير أمر الرحله لمدة أسابيع ؟".

- " صديقه سددت لى بعض الديون المستحقه عليها ..." لكنه عبس بشىء من الاحتقار .

- فنظرت اليه وكأنها تناشده : " انها الحقيقه ! لقد قتل والدانا عندما كنا فى السنه الاولى فى الجامعه وقام عمى رونالد بتوظيف الميراث لحسابنا وبعدما تخرجنا انتقلنا للسكنى فى لندن , اشتريت شقتى فى الوقت الذى اشترك فيه تيم فى شراء منزله الحالى , وكانت صديقه لى فى الجامعه قد وقعت على فواتير كثيره و أغرقت نفسها بالديون , فزودتها بما تبقى معى من أموال . لقد قدمتها لها بمثابة هديه وليس دينا , لكنها أصرت على ان تعتبرها دينا , ولم أعلم عنها شيئا منذ سنتين , ثم عادت وهى متزوجه من مزارع اوسترالى ثرى , واعادا لى الاموال مع كامل الفائده ...انها الحقيقه".

- " هى بالطبع تستطيع أن تثبت صحة روايتك ؟" سألها وهو غير مصدق , وكانت نظراته تراقب كل حركه من حركاتها

- " بالطبع .." أحنت رأسها وتابعت : " انها تستطيع خلال اسبوعين على الاقل , لانهما ذهبا فى رحله طويله ولن يعودا الى اوستراليا حتى نوفمبر/تشرين الثانى , لقد حصلت على عنوانهما و .....".

- " وفرى عليك يا انسه مارسيل ..." كان صوته باردا خاليا من أى أحاسيس :" أنا الان ولد كبير , والقصص الخرافيه لا تؤثر بى كما فى السابق , انك غبيه حقا لتسرقى أموالى , غبيه بالفعل , سوف تأخذيننى الى المكان الذى يختبىء فيه تيم " . ولم يكن ذلك طلبا...

-" انه ليس مختبئا ..." توقفت عن الكلام فجأه , فقد اتضحت لها الامور التى حيرتها فى السابق . شعور تيم الغامض بالفرج لدى عودتها من اليونان قبل موعدها المحدد بعدة ايام واصراره المطلق على أن تذهب وتحضر له الملفات فى تلك الليله بالذات , ووجهه الشاحب وعيناه المضطربتان ...أصبح كل ذلك الان نظره مختلفه . لقد اعتقدت انه كان قلقا على عمله من دون اى داع لذلك , ولكن للحظه خلت , رأت كل تصرفاته تحت ضوء جديد . هزت رأسها وتساءلت عما كانت تفكر ؟ فيجب الا تسمح لهذا الغريب القاسى البارد أن يقنعها بأن تيم هو لص , أنه شقيقها , شقيقها التوأم المحب, واكراما للحب والموده سوف تثق به وتأتمنه على حياتها

- رفعت ذقنها بحركه ثابته وعزمت على أن تنهض عن المقعد , ولكن كورد أمسك ذراعها بيد فولاذيه وقال بصوت كالجليد :" الاوراق ؟ لاتقولى انك نسيت ما أتيت لاجله ؟ أو ربما انك اكتشفت انه لا ضرورة لهذه الاوراق الان ؟".

- التقطت ايلين الاوراق التى طلبها تيم بيدين مرتجفتين , وأخذها كورد منها ,ثم نظر بسرعه الى محتواها . كان عابسا: " تماما كما اعتقدت .." لم يوضح ونظرت اليه صامته بائسه : " انه الان وقت الحساب , يا انسه مارسيل , انت وتيم لهوتما بما فيه الكفايه والان يجب دفع الثمن , كم بقى من ذلك ؟".

- " ماذا ؟" حدقت به وهى لا تستوعب ما يرمى اليه

- " المال , كم بقى منه ؟" قال ببرود.

- " أنا لا أعلم شيئا عن أموالك ".

- شتم من جديد بتلك اللكنه الاجنبيه وأمسك بذراعها بعد أن رمى بالملفات على المكتب , وتناثرت محتوياتها على الارض وقال : " خذينى اليه".

- " ماذا تنوى أن تفعل ؟..." كان صوتها هامسا.

- اختلس نظره اليها , ثم من دون أن يوجه اليها اى كلمه , أخذ مفتاح مكتب تيم من بين أصابعها المرتجفه , وغادرا الغرفه , وأقفل الباب بمفاتيحه الخاصه , ثم أدار جهاز الانذار فى بهو المبنى , ولم يتكلم الى ان أصبحا فى الخارج فى شارع لندن الهادىء , حيث لاطف هواء الصيف الناعم وجهها الملتهب , ولكن كان الدخان العابق من عادم السيارات يضفى لونا خاصا على ذلك الجو وبدت الامسيه كما فى كل المدن الكبرى

- " سوف تكتشفين قريبا ما يجول بخاطرى , قد يكون الجهل به الان أفضل ..." كان يمسك بذراعها بقبضه محكمه وهو يسير بها الى حيث تقف سياره بنتلى رائعه , كانت بانتظارهما فى الشارع المحاط بالاشجار ,

-" أدخلى..." نبرة صوته لم تترك مجالا للمناقشه وفعلت كما أمرها , جلست على الجلد الثمين وهى تحدق مندهشه .

- جلس كورد على مقعد السائق برشاقه, مختلسا نظره الى وجهها الشاحب , وعبس قبل أن يدير المحرك : " لاتطلبى الرحمه ...أنت تعلمين أنك جلبتى هذا لنفسك .." ولم تستطع أن تجيب لان تفكيرها كان مضطربا , هز كتفيه غير مبال عندها بدأت السياره بالانطلاق .

- لقد كانت خائفه , حقا خائفه الان , ولكن جزءا صغيرا فى داخلها كان مايزال على أمل أن يكون كل ذلك خطأ , وأن تيم قادر على توضيح الامر بابتسامته المؤثره ونكاته العريضه , انها تثق به , تثق به مهما يقول هذا الوحش القابع الى جانبها .

- مات الامل عندما توقفا أمام بوابة شقتها فى الطابق الارضى .وقف كورد الى جهه واحده من الممر , وثم دفع نفسه أكثر ليحتجب بظلام الليل فى الظل عندما فتح تيم الباب : " أين مفاتيحك ؟ " بدا تيم وقحا وغاضبا ثم ظهر كورد حاملا المفاتيح بين أصابعه

- " هل تعنى هذه؟".

- تحول وجه أخيها الى صوره ممسوخه بفعل الصدمه المروعه والخوف والذعر , كذلك عانت ايلين من طعنة ألم حاده ومميته , قطعت أنفاسها . لقد كان ذلك صحيحا ! ان شقيقها التوأم الحبيب لص . انه أمر لا يصدق.

- " هنالك ما يجب أن يقال , يا شاب و أنا أريد الحقيقه .لقد راوغتنى شقيقتك ما يكفى , وهى تتجنب اعطائى الجواب الصحيح وحاولت أن تؤخرنى طيلة هذه الليله . لقد نفد صبرى , فلا تراوغ".

- " سيد لاشونى ..." أتى صوت تيم همسا ضعيفا , ولكن العينين العنيدتين القاسيتين كالصوان كانتا عديمتى الرحمه.

-" هو بعينه , تكلم ..".

- كانت الساعه التاليه كابوسا . استطاعت ايلين من خلالها أن تصل الى خلاصه : لقد كرهت كورد لاشونى بحيث أنها لم تتصور , أنها ستكره , يوما ما , كائنا حيا الى هذه الدرجه

- كان وكأنه قد من حديد , بينما كان تيم يشرح متلعثما كيف انه تورط مع مجموعه من المقامرين , وخسر مئات الجنيهات فى ليله واحده مشؤومه وكيف استمر باللعب مره بعد مره كالاغبياء , ثم أسبوعا بعد أسبوع وهو يحاول أن يستعيد المال الذى خسره , وكان ما جناه , أنه رزح أكثر وأكثر تحت عبء الديون

- أظهر الوجه القاتم الخالى من التعابير بعض التأثر عندما أخذ تيم يبكى ويطلب الرحمه , ثم تحول ذلك الى احتقاروسخريه

- " مابك ؟ أنت لست رجلا ! ان الاولاد فى قريتى فى سن العاشره يظهرون شجاعه أكثر منك ! كيف تجرؤ وتطلب منى أن أكون متسامحا ؟ هل تعلم ما فعلت بعمك ؟ هل تعلم ؟ ولكنك لا تكترث له . كل ما يهمك هو نفسك فقط".

- نظر تيم الى رب عمله يرجوه ورفع يديه بتوسل : " ولكنهم قالوا انهم سوف يكسرون قدمى , كى أبقى مشلولا طيلة حياتى ".

- " لذلك خنتما ثقة الشخص الذى أحبكما وعاملكما مثل ولديه ..." وراحت عيناه الضيقتان تنتقلان بين وجهيهما الصغيرين المضطربين فى اشمئزاز واضح : " أنتما تشعراننى بالاشمئزاز . لولا صداقتى القويه لرونالد لكان أسعدنى أن أرمى بكما الى الذئاب . وربما الان قد أفعل ذلك".

- نظرت اليه وقد أدركت ما الذى يحصل . لقد كان يلاعبهما كأنهما فأرتان صغيرتان أمام قط كبير , وقوى

- " افعل ذلك الان...." لم تعد ايلين تتحمل غرور هذا الرجل أكثر من ذلك ولا اعتراض تيم الشفوى المتلعثم:"اتصل بالشرطه و أنهى الموضوع . لانستطيع اعادة الاموال , ولا خيار لديك . أليس كذلك ؟ ".

- كانت تواجهه الان عبر الغرفه الصغيره وعيناها البنيتان تلمعان فى وجهها الشاحب وزاد لون شعرها الفضى من شحوب بشرتها

- " اهدئى يا عصفورتى . لا تستعجلى الكارثه ..." أتى صوته ثابتا كالفولاذ.

- " لا أكترث ! توقف عن تعذيبنا بهذه الطريقه .أنت تمسك الاوراق الرابحه . لقد أوضحت ذلك تماما".

-" تشبيه غير مناسب فى هذه الظروف ..." كان صوته ساخرا الان وبدا وكأنه يستمتع بحالتها الغاضبه

- " أنت ... " واختفى صوتها اثر التعبير الذى بدا على وجهه.

-" أنت ذكيه جدا يا انسه مارسيل , وأنا لا أسمح لاحد أن يشتمنى ".

- " لابد أن الامر يبدو ....رائعا عندما تشعر أنك نقى وتقى وفوق مستوانا نحن البشر".

- كان تيم ينظر اليها مشدوها وهى تنطق بتلك الكلمات فى وجه كورد , فتقدم وأمسك بذراعها وهزها بعنف قائلا :" توقفى عن هذا يا ايلين , أنت لا تدركين ما تقولين".

- " بل أنا أدرك ذلك ..." استدارت لتواجه شقيقها مثل أمرأه سليطه و أردفت : " أصمد فى وجهه وقاومه يا تيم , !ان بقى عندك القليل من الكبرياء . لا تجعله يتغلب عليك . حتى السجن أفضل لك من أن تخسر احترام نفسك".

- " لا أستطيع يا شقيقتى ..." قال وكأنه يهمس همسا وتابع : " هذا الامر قد يقتلنى . أنا لست مثلك , لا أستطيع مواجهة الامر ".

- " تماما كما أعتقدت ..." قطع ذلك الصوت الساخر معاناتهما المشتركه , مما جعل نظراتهما تلتقى بنظراته المحتقره , وأردف قائلا : " لقد شككت فى كونك أنت كنت العقل المدبر خلف كل الامور . هل كان الامر يستحق فعلا تحطيم قلب عمك من أجل قضاء عطله خارج البلاد أو شراء بعض الملابس الجديده ؟".

- كان يوجه كلامه الى ايلين مباشرة , ولاول مره بدا ان تيم قد أدرك أن شقيقته التوأم متهمه معه . حفر هذا الادراك خطوط ملونه فوق وجهه الشاحب

- تكلم من بين شفتين باردتين :" مهلا لحظه . ليس لايلين أية علاقه بالموضوع يا سيد لاشونى . أنا وحدى المسؤول ".

-" لا تبدأ بالكذب الان ! فأنت ليس لديك الاعصاب لذلك ..." بدا الصوت وهو ينطلق فى الهواء كأنه سياط.

- " أنا أعنى ذلك ..." بدا تيم حائرا وهو يضيف :" لم تعرف شيئا عن الموضوع . ولم تلمس فلسا واحدا من أموالك , كل المال ذهب لتسديد ديونى . أنا أعدك ....".

- صدرت عن كورد ضحكه فاتره ساخره جعلتهما يجفلان وقال : " أنت تعدنى ؟".

- " أرجوك ..." كان تيم يرتجف لدرجة بدا وكأنه يجد صعوبه فى الوقوف على قدميه : " اصغ الى ..ليس لها علاقه بالموضوع . وسوف أحاول أن أسدد أموالك بطريقة ما ..." لقد كان يائسا ينطق بكلام غير واضح مما جعل قلب ايلين يفيض بمزيج من الغضب والشفقه والحب . ثم تابع : " سوف أفعل أى شىء".

- " هل تفعل ؟" سأل كورد ذلك ثم حول نظره الى ايلين :" وأنت هل ستفعلين أى شىء ؟ " عندما نظرت ايلين الى قامته القويه الكبيره الواقفه أمامها ,ترك نظراته تزحف ببطء من وجهها الى كامل جسدها وهى تشير الى اقتراحات مهينه . بدا لها الامر وكأنها تقف عاريه أمامه . تطلب الامر قوة اراده شديده منها حتى لا تتشنج تحت وطأة نظراته المدركه :" كيف تسدد الفتيات مثلك ديونهن ؟".

- صفعته قبل أن يدرك أحد منهما ذلك , وكانت قد رفعت قدميها قليلا عن الارض لتصل اليه واستجمعت كل قواها حتى تصفعه

- مال رأسه الى الخلف بفعل الصدمه , ثم بقى جامدا وكأنه منقوش فى حجر , بينما أخذت اثار أصابعها تبرز بلون أحمر فوق خده

- " سوف تندمين على ذلك ..." أتى الصوت ناعما , ولكن شيئا ما فى العمق , جعلها تشعر بأن جسدها قد خدر

- " سوف أجعلك تركعين على قدميك قبل أن تدفعى الثمن ..." لقد نسى تيم الذى كان يقف متجمدا من الخوف خلف ايلين , كل قواه وغله وحقده كان مركزا على الفتاه الطويله القامه , النحيله والجريئه الواقفه أمامه , نظرا الى بعضهما بعضا مثل شخصين يقاتلان حتى الموت , كانا وكأنهما سوف يتعاركان , حتى استدار ومشى بسرعه الى الردهه الصغيره.

-" أنتما الاثنان ...فى مكتبى ! غدا فى الساعه العاشره ..." بدا ظهره صلبا وهو يفتح الباب ثم قال :"ولا تعتقدا أن بامكانكما الفرار ..." استدار للحظه بينما كان يهم بالخروج والشرر يتطاير من عينيه ويقول :" سوف أجدكما . فالعالم ليس كبيرا , كفايه , ليخفيكما ".

- بعدما أغلق الباب خلفه , بقيا واقفين فى صمت مطبق , مشدوهين للحظه طويله , ثم سقطت ايلين أرضا فوق السجاده, بعد ما سمحت لها قدماها المرتجفتان بذلك

- " ايلين ..." ركع تيم بجانبها , وراح يربت على وجهها الشاحب من دون جدوى , عندما بدأت دموع حاره تسيل فوق خديها

- " أنا أسف يا ايلين ..." وتمسكا ببعضهما بعضا وهما يتشاركان مأساه واحده لعدة دقائق ثم ساعدها تيم لتقف على قدميها وكان وجهه متجهما وهو يقول : " ما كان يجب أن أرسلك هذه الليله , لم يكن لدى أى شك فى احتمال وجوده هناك".

- نظرت البه مندهشه : " ما كان يجب أن تأخذ هذا المال فى المقام الاول ! " وكان صوتها حادا وهى تضيف:" لا أستطيع أن أصدق أنك فعلت ذلك . مابك يا تيم ؟ هل جننت ؟".

- توهجت وجنتاه وأصبح وجهه الوسيم مثل وجهها تعلوه حمره من الخجل والحيره وقال :" أنا أعرف يا أختاه , أنا أعرف , لا يمكنك أن تقولى أى شىء أنا لم أعترف به لنفسى حتى الان ".

- حدقت فى عينيه ذواتى الرموش الكثيفه , ولاول مره شاهدت الضعف الموجود فيهما , والذى طالما رفضت أن تراه من قبل . مادامت تستطيع أن تتذكر , فهو شىء طبيعى لكل منهما أن تكون هى فى الطليعه ولم تتساءل يوما لما ذلك. قفزت الى ذاكرتها مئات المحطات الزمنيه التى أوصلتها لهذه المحطه التى ترهق الاعصاب . لو أنها فقط أعطت نفسها لحظه للتفكر , لاستطاعت أن تدرك كل شىء . ولربما استطاعت أن تساعده كى يكون قويا أكثر .

- " ماذا سنفعل ؟.." انها المساله نفسها كما فى السابق . هو يسألها ما العمل , وهى تتخذ كامل القرارات

- " سوف نذهب الى مكتب رب عملك كورد لاشونى غدا ونوافق على العقوبه , أنا متأكده من أنه سيسر جدا بتعنيفنا ".

- " ولكنه قد يستدعى الشرطه أيضا ..!".

-" واجه الامر , يا تيم , لديه كل الحق فى ذلك ..." ارتجف صوتها بخفه ولكنها أخذت نفسا عميقا لتهدأ. بينما رفعت يدها لتلمس وجه أخيها الشاحب فى حركه لتطمئنه : " لا تقلق يا تيم , سوف أكون هناك معك".

- " ولكن لست انت من سيذهب الى السجن , أليس كذلك ؟ " كان صوته لاذعا.

- " أعتقد ذلك . أنت تعرف هذا ..." نظرت له نظرات بارده وغامضه وأردفت : " لن يصدق أحد منهم اننى لست متورطه , فليست لدى أية وسيله لاثبت أن جينى أعطتنى المال من أجل العطله , أو على الاقل ليس فى المستقبل القريب , عندما يكون الامر ذا أهميه . لقد كنت فى مكتبك الليله وأنا أحمل ملفات تثبت ادانتى ...أعتقد أنها تديننى , اليس كذلك ؟" هز رأسه موافقا ويائسا , ثم تابعت : " حسنا , ها أنت ذا . لا يبدو الامر حسنا . هل يبدو كذلك ؟".

-" أنا أسف يا أختاه ..." وبدا لها أخاها الصغير مجددا مع أنها تكبره بعشر دقائق فقط : " لم أقصد أبدا أن أورطك فى هذا الموضوع . أنت تصدقين ذلك , أليس كذلك ؟".

- " أعتقد ذلك ...أجل , بالطبع أنا أصدقك ..." عانقته بعفويه , وعندما التقت عيناه البنيتان الذابلتان بعينيها , سيطر عليها شعور من الشفقه , فكرت فى أنه قريبها الوحيد بالاضافه الى العم رون وزوجته , وهى تحبه مهما فعل , لقد كان نصفها الاخر وكان باستطاعتهما أن يقرا أفكار بعضهما بعضا بدأت تفكر بأسف على نفسها أكثر من تفكيرها بالشفقه !

- " تعال يا تيم , لنحاول أن ننال قسطا من النوم ..." ودفعت به الى الاريكه التى كانت تنوى أن تنام عليها تلك الليله :" أنت باستطاعتك أن تنام على ذلك الشىء , لا يوجد أى خطب بك سوى تحطيم كبير فى خلايا عقلك الصغير ".

- " حسنا ..." أجاب مستسلما , غير متذمر .

- " يوجد مرتبه فى الخزانه فى الردهة وليس عليك الا أن تتناولها لنوم هذه الليله . الاريكه ليست مريحه ,ولكنها أفضل مما سنجد أنفسنا عليه فى ليلة الغد".

-" لا تفعلى يا أختاه , انا لا أقوى على ذلك ..." كان وجهه أبيض شاحبا.

-" أنا أسفه ... " شعرت بطعنه , اثر شعورها بالشفقه , عندما استدارت لتنظر اليه قبل أن تغلق باب غرفة نومها : " مهما يحدث , سوف نواجه الامر معا , يا تيم . هذا كل ما باستطاعتنا ان نفعله الان . لا يوجد شىء نستطيع القيام به , ولا يوجد مكان لنختبىء فيه , يجب أن تواجه المشكله بجرأه".



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 12-01-16 الساعة 07:16 PM
Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس