عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-09, 02:54 PM   #6

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت الخامس

في غرفته، ظل يراقب صورة جيني وعلى شفتيه ابتسامة لا شعورية، رأت كلير ذلك بوضوح ثم قالت:
- إن "جيني" جميلة جدا ..
- حقا؟
- أجل، إن لديك ذوق رفيع ..
- كلير .. لا أعرف كيف أشكرك ..
ابتسمت كلير وعدلت من وضعية قبعتها مجددا ثم قالت وهي تتأمل لوحاته الأخرى:
- أنت فنان بارع ..
- أنت تحرجينني ..
ضحكت كلير تلك الضحكة الرقيقة وهما يخرجان من الغرفة وقالت:
- سمعت أنك غريب الأطوار ومنعزل ..
- أنا منعزل ولكنني لست غريب الأطوار .. هل هذا لأن لدي عالمي الخاص ..؟؟
- إنهم يحقدون عليك حتما، لا داعي لتصديقهم يا رودلف ...
- شكرا كلير .. يعجبني الحديث بلا ألقاب ..
- أنا أيضاً ..
من آخر الممر لمح رودلف خادما يقترب، وعندما وصل كفاية إليهم قال بتهذيب:
- لقد جهز الغداء يا سيدي ..

بعد أن انتهى الغداء، وانتهت جلسة الشاي كذلك، كان هناك – كالعادة- الكثير من الحضور، وقالت كلير وهي تصافح رودلف مودعة:
- لقد حدثت والدك بالأمر .. ويبدو أنه ارتاح لحديثي ..
ابتسم رودلف وقال:
- شكرا كلير، لن أنسى معروفك ..
انصرفت كلير واقتربت الملكة وهي تقول لابنها رودلف :
- ما رأيك في كلير؟
- إنها فتاة شجاعة ورائعة ..
- لم أسمعك تقول ذلك على فتاة من قبل ..
نظر رودلف إلى والدته وقال بهدوء:
- أمي، لا تحاولي أن تجعليني أفكر بها كزوجة .. لأنها الآن تعلم بأمر "جيني" وسوف تساعدني..
- أتقصد تلك القروية من فيرديور ..
- أجل ... إن كان هذا يريح جلالتك!
انصرف رودلف بهدوء شديد ونظرت الملكة متابعة ابنها بنظرات قلقلة ..

في المساء كان الملك والملكة يتحدثان بشأن رودلف .. وقال الملك :
- تعلمين يا إليزابيث أن النبيلة كلير مناسبة جدا لرودلف، وهي متفهمة ..
- أعلم ذلك لكنه أحب أحداهن وانتهى الأمر .. أخشى أن ينتهي ذلك نهاية سيئة! أنا في الحقيقة لا أود ذلك ..
- اسمعي يا عزيزتي،، لقد أبلت كلير حسناً، إننا الآن نقوم بمحاولة ليقترب رودلف من أفكار كلير، والعكس .. أما تلك القروية فقد دبرت لها أمرا آخر .. ولسوف استدعيها غدا بمساعدة من كلير .. طبعا لأن رودلف أخبرها عن اسمها ..
- هل عرفت اسمها ..
- أجل إنها تدعى جينيفر.. وأيا كان!! المهم أن تبتعد من طريقه!! لا بد من أنها فاتنة لكي تلفت نظره بتلك الطريقة ..

هزت الأم رأسها معترضة وقالت:
- يبدو أنك لا تعرف رودلف جيدا حتى اللحظة،، إن لديه عالمه الخاص، الذي لن يسمح لأحد بدخوله إلا إذا كان يرغب بذلك حقا، أما عن فكرة الجمال تلك فربما تكون واردة .. ولكنها ليست الشيء الذي أثر عليه هكذا بالتأكيد ..

*******

في اليوم التالي، استيقظت جيني من نومها غير مصدقة ما حصل بالأمس، فهي أمضت اليوم في توبيخ شاب لطيف، اتضح فيما بعد أنه ولي عهد المملكة ..

ارتدت ثيابها وتناولت إفطارها مع والديها ثم حملت سلتها وتوجهت إلى حقول التفاح التي تعمل بها وهي متشوقة لأن تقص ما حصل معها البارحة إلى صديقتها الوحيدة "سيندي" ..
عندما وصلت إلى حقل التفاح، كان هناك الكثير من الفتيات يعملن أعمالاً مختلفة، أما هي وسيندي فقد كانتا تعملان في قسم فرز التفاح ..

عندما دخلت جيني إلى المصنع كانت سيندي وبعض الفتيات يتحدثن وعندما اقتربت جيني ووضعت سلتها على الأرض قالت إحدى الفتيات باندهاش:
- هل سمعت يا جينيفر بذلك الخبر؟؟
- ماذا؟
- يقولون أن الأمير رودلف ضل طريقه في قريتنا ودخل حرس الملك لإعادته ..
ابتسمت جيني وقالت:
- أجل لقد ضل طريقه في بيتنا ..!!
- ماذا؟
التفت الفتيات حول جيني وسألت أخرى:
- أتقصدين أنك رأيته؟؟
- أجل!
- كيف يبدو؟
- شاب عادي .. يمكنه العمل في قسم العصير!
- بربك! إنه أمير هيا ..
ضحكت جيني ثم قالت:
- لقد ضربه أخي ولوثه بالوحل ..
شهقت الفتيات مستنكرات في نفس واحد فعادت جيني تقول:
- لكنه كان متسامحا وخاصة بعد أن علم بمرض أخي .. ولذلك فقد استضفناه وأعطيته أفضل ملابس أخي وبقي عندنا لليلة و.... لم نكن نعلم أنه أمير ..
- ألم تلاحظي؟؟
- لم يتصرف بغرابة ..
ثم أردفت:
- إلا في بعض المواقف فقط ..
ثم تركت الفتيات وهي تحمل سلتها مجددا وقالت:
- سنتناول الغداء معا .. ما رأيكن؟

في اليوم التالي استيقظت جيني كالعادة وكانت صديقتها بانتظارها عند باب حديقتهم عندما اقتربت كوكبة مهيبة من منزل جيني ..
قالت سيندي مستغربة:
- إنهم فرسان الملك!
أدركت جيني من فورها أنهم يقصدونها وتساءل أحد الفرسان مخاطبا سيندي:
- نبحث عن الآنسة جينيفر أوكن ..
أشارت سيندي إلى جينيفر ونزلت النبيلة كلير من إحدى العربات ثم ابتسمت وقالت:
- أنت تشبهين اللوحة التي رسمها الأمير رودلف فعلا!
شعرت جيني بالخجل ولكن ذلك لم يظهر على ملامحها وعادت كلير تقول:
- إن جلالة الملك يريد لقائك ..
- أنا؟
- أجل وفي أمر هام جدا .. فهلا تفضلت معي؟
أعطت جيني السلة التي كانت تحملها إلى سيندي وقالت مخاطبة كلير:
- حسنا يا آنسة، لكن انتظريني حتى أتجهز، لأن هذه ثياب العمل ..
- حسنا ..
عادت جيني تركض إلى المنزل وقلبها يدق بسرعة، وركضت سيندي خلفها وهي تقول:
- ماذا نقول لصاحب المزرعة إذا سأل عنك؟
- قولي أنني مريضة ..
- لا، حتما سيعرف الحقيقة ..
- حسنا ما الداعي للسؤال إذا؟ أخبريه بالحقيقة!
ارتدت جيني ثوبا جميلا وأنيقا وساعدتها والدتها على تصفيف شعرها بسرعة ثم عادت إلى كوكبة الفرسان والعربات الملكية ..
ذهلت كلير عندما رأت جيني وقد تحولت فجأة إلى أميرة حقيقية، جميلة جدا!
كان الحشد من أهل القرية ملتفا حول العربة وراقب الجميع جيني بعيونهم وحسدنها الفتيات الأخريات ..
ثم انطلقت الكوكبة عائدة إلى القصر ..
وصلت جيني إلى القصر تتبع الآنسة كلير ..
نظر رودلف من الشرفة وقال لـ " بيل" بتذمر :
- زوار في كل لحظة ..
ثم تابع القراءة ونظر بيل من الشرفة لكن كلير وجيني كانتا قد دخلتا إلى القصر في تلك اللحظة ولم ير بيل سوى الحرس الخاص ..

وقفت جيني أمام الملك والملكة، كانا مهيبين وابتسمت جيني برقة وحيتهما على الفور ..
كان الذهول قد ملأ عيني الملك والملكة وهما يحدقان بجيني التي ظنا أنها سوف تكون أقل جمالا وأناقة مما هي عليه الآن ..
تنحنح الملك وأشار لها لتجلس عن يمينه ثم إلى كلير لتجلس إلى جانبها ..
كانت كلير مستاءة جدا من جيني حتى أنها تمنت أن تموت فجأة، قال الملك بهدوء:
- آنسة أوكن، تعلمين جيدا، أن على الإنسان أن يحب من هم مثله .. ومن هم في مثل مستواه ..
لم تفهم جيني وتابع الملك وهو يدخل في الموضوع مباشرة :
- إن الأمير رودلف، ولي العهد .. شاب مهم، ولذلك لن آمرك، بل أطلب منك بتهذيب أن تبتعدي عنه، لأنك غير مناسبة له ، وأمامك وقت كمثل ما مضى من عمرك كي تصبحي مناسبة له ..
احتقنت دماء جيني في عروقها وارتفعت إلى خديها من الغضب والخجل ولكنها تماسكت وقالت بتهذيب:
- سيدي، لقد كان يوما عابرا، لم أتقرب منه ولم يفعل، ولا أعتقد أنك تحتاج إلى كل هذا لكي تخبرني بذلك .. كما أنني مرتبطة بشاب آخر .. وأنا أحبه ..
- هذا يريحني ..
- لكن جلالتك، لم اعتقدت ذلك؟ هل هذا لأنه قام برسمي؟
- أ .. أجل .. ربما ..
ابتسمت جيني باستخفاف وقالت:
- لقد ظننت أن حكمتك كملك، ستخبرك أنه من المستحيل أن يحصل بيننا أي انجذاب .. وليس مجرد رسم ..
أعجبت الملكة كثيرا بـ جينيفر ، بدت عاقلة جدا وجميلة ... ونبيلة ... ولديها ردود قوية ومحسوبة .. ولذلك فقد قالت بلطف :
- آنسة أوكن، ليست الصورة وحسب هي من جعلنا نقلق، تعلمين أنك لو كنت مكاننا لفعلت ذات الشيء، لأنه تحدث عنك بالفعل .. لم يقل شيئا محددا لكنك لفتت نظره بالتأكيد ..

لم تقل جيني شيئا وظلت تنظر إلى يديها اللتان ترتجفان بقلق وتابعت الملكة كلامها :
- أنت فتاة جميلة جدا، وأتمنى لك السعادة ..
- شكرا يا جلالة الملكة ..
خرجت جيني بصحبة كلير التي تنفست الصعداء وقالت كلير بعد ركوب العربات:
- آنسة أوكن، هل أنت حقا مرتبطة؟
- ولماذا تسألين؟
- لقد أخبرت الملك بذلك للتو ..
- حسناً، أجل ..
نظرت كلير بشك إلى وجه جيني الجميل وقالت:
- ألم تفكري في رودلف؟ إنه شاب خيالي ..
ابتسمت جيني وقالت بعد أن بدأت العربة بالتحرك :
- إنه فعلا خيالي، جدا .. ويعيش في عالم من الخيال البحت ..
- لا أقصد هذا .. أقصد أنه .. ر .. رائع ..
- إنه ليس الشاب الذي حلمت به!
تعجبت كلير وقالت باستخفاف:
- ومن هو ذلك الشاب الذي يتفوق على رودلف في أي شيء!
أسندت جيني رأسها على كفها وهي تتطلع من النافذة وقالت بخفوت:
- إنه شاب بسيط ، لطيف، مثالي .. يحبني لأنني أنا ،، يأخذني إلى كوخ صغير، أمامه حديقة كبيرة .. نعيش معا في سلام، بعيدا عن الناس، والزوار ... بعيدا عن الرسميات والألقاب،، نركض وقتما نشاء، نمرح ونضحك عندما نريد، نتشاجر بدون أن يسمعنا أحد ... سنفعل كل ما يحلو لنا وسنمضي في حياتنا العادية .. حتى النهاية ويدينا ممسكتان بعضهما وبين قلبينا جسر حديدي لا يمكن لأحد اختراقه أو زحزحته ..

كانت كلير مشدودة إلى هذا الكلام وبدا عليها التأثر ولكنها انتبهت وهي تقول:
- هذا جيد .. بالنسبة إليك ..
- وما هو الجيد بالنسبة إليك أنت؟
- أن تعيشي حياتك مع أمير وسيم يحبك، ويلبي كل ما تريدين!
- وهل تظنين أنه يحبك؟
صدمت كلير من هذه الكلمة وتمتمت بتلكؤ:
- ولمـ .. ولماذا تسألينني هذا؟
- أليس هذا ما تريدينه؟ أليس هذا الوسط الذي تعيشين فيه؟ نبلاء وأمراء تتزوجون من أجل أن يقول الناس تزوجت الأميرة من الأمير والنبيلة من النبيل وأقيم الحفل الرائع ..

ألجمت كلير الصمت وتابعت جيني النظر من النافذة بهدوء .. ولكن كلير تساءلت بعد دقائق:
- لكن، يا آنسة أوكن .. هل الشاب الذي أنت مرتبطة به حاليا .. يحبك؟؟ وهل تعتقدي أنك ستعيشين تلك الحياة التي تمنيتها ..
- أتمنى ذلك!




maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس