عرض مشاركة واحدة
قديم 13-05-09, 12:25 AM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

"ولكن ماذا به؟".
" أؤكد لك أن التزامه الراحة بعض الوقت مع الهدوء كفيلان باعادته الى حالته الطبيعية. لا تنزعجي يا عزيزتي فانه مجرد صداع نصفي أصيب به منذ كان في السابعة من عمره بعد وفاة والديه. وكثيرا ما تساءلت عما اذا كانت هناك صلة بين الأمرين".
فرددت كارولين كلامها قائلة:
" صداع نصفي؟ مسكين يا دو****و".
" هل عانيت منه يا كارولين من قبل؟".
" كلا ولكني كنت أمرًض والدي عندما تعتريه النوبة فقد كان ضحية هذا المرض وكثيرا ما كان يطلب الموت اذا اشتد عليه الألم. وكنت أخفف عنه وطأته بوضع منشفة باردة على جبينه وتدليك رقبته. وبعد ساعتين من النوم يصحو ممتلئا حيوية".
" أود لو تفعلين الشيء نفسه مع دو****و يا طفلتي, لكنه لا يسمح لأحد بدخول غرفته عندما تعتريه هذه الحالة, ويظل ملازما الغرفة حتى يزول الألم لكنني أسمع أحيانا يتجول في الغرفة. وصف له الأطباء أقراصا ولكنه يرفض تناولها لأنها لا تخفف من آلامه. ويرى الأطباء أن هذا الصداع النصفي قد يكون عائدا الى حساسية خاصة أو الى اجهاده في العمل. ولكن أيا كان سبب , فالطب عجز عن علاجه".
أرادت كارولين أن تذهب اليه ولكن العمة رينا منعتها قائلة:
" سيغضبه ذلك فهو يفضل أن يبقى وحيدا الى أن يزول الألم".
اتجهت كارولين ألى غرفتها وبدأت تخلع ملابسها, لم تسمع صوتا صادرا من غرفة دو****و , فتمنت أن يكون استسلم للنوم. وسارت على أصابع قدميها حتى الباب الذي يفصل غرفتيهما واسترقت السمع لكن كانت الغرفة هادئة تماما. نظرت الى الباب وتمنت لو تفتحه, ولكنها تذكرت كلمات العمة رينا فسحبت يدها.
كانت تعل أن في وسعها التخفيف من آلامه, فقد كان أبوها يقول أنه لولا وقوفها الى دانبه عند اشتداد الألم. لكن الصلة بينها وبين أبيها كانت قوية. أما دو****و فلن يسمح لها بأن تراه وهو في هذا الوضع الذي يبدو فيه ضعيفا, متخاذلا!وهكذا انسحبت عائدة الى غرفتها!
8- الخطة!
مرًت ساعات منذ أن اتخذت كارولين قرارها. جلست في فراشها تحدًق في السقف الزخرفي دون أن ترى شيئا. ولم تستطع أن تستسلم للنوم بسبب تفكيرها في الألم الذي يعاني منه دو****و في الغرفة المجاورة.
وسمعت جسما يرتطم بالأرض في الغرفة المجاورة فنهضت من فراشها لعلًها تسمع ما يدلها على أنه ما زال مستيقظا. وأخذ قلبها يخفق بسرعة عندما وثبت من فراشها وذهبت الى الباب الذي يفصل بينهما. لكن الصمت كان سائدا. فلم تحتمل الأنتظار وارتدت ثوبا ثم عادت الى الباب وأدارت المقبض.
كانت الغرفة مظلمة تغطي الستائر نوافذها لتحجب أكبر قدر ممكن من الضوء. خطت الى الأمام لتسأله اذا كان يريد مزيدا من الماء. وشهقت اشفاقا عليه عندما فتح عينيه وهي تتأمله, فقد عكستا ما في داخله من ألم, كان مقطب الجبين شاحب الوجه. وبدا شعره الأسود الذي اعتاد أن ينسقة بدقة أشعث رطبا بعد أن مر بأصابعه خلاله محاولا التخفيف من ألمه. أما أغطية الفراش فقد تناثرت هنا وهناك.
وحاول أن يمزج صوته بنبرة آمرة ولكن صوته عكس ما في عينيه من ألم فقال لها في ضعف:
" اذهبي ودعيني وحدي".
تحركت كارولين اتجاه الباب قائلة:
" سأذهب الى الطابق الأسفل يا دو****و وسأعود".
وعادت بعد دقائق تحمل اناء فيه ماء ومكعبات من الثلج وضعته الى جانب الفراش ووضعت فيه منشفة نظيفة. وبرفق أعادت رأسه الى الوسادة عندما حاول الجلوس ليرفع صوته محتجا, واضطر الى الأستسلام أمام اصرارها.
لم تحاول ترتيب الفراش لأن أي حركة تسبب ألما. عصرت المنشفة ووضعتها على جبينه المقطب. فتنهد وجذب نفسا عميقا وقال:
" اني أشعر براحة الآن يا كارولين".
وفي صبر أعانته, فكانت تضع المنشفة على جبينه حتى اذا صارت دافئة استبدلت بها غيرها. وأغمض جفنيه دون أن ينام وكانت كلما رفعت الكمادة الباردة لتغيرها يمسك بيدها ليبقيها أطول مدة ممكنة.
جلست على حافة الفراش وتركت المنشفة مكانها ثم بدأت تدلك جانب رقبته التي انقبضت عضلاتها نتيجة للتوتر الناشىء عن الألم. وبدأ يسترخي تدريجيا وأخذ تنفسه يزداد عمقا واستغرق في النوم دون ألم , واستمرت تدلكه حتى تعبت يداها. فتوقفت عن التدليك لحظة لتتأكد من نومه.
وبينما هي تنتظر تمتم ببضع كلمات ثم تحرك وأحاط خصرها بذراعع, ولم تواتها الجرأة على التحرك خشية أن توقظه وتعيد اليه ما سكن من آلامه, فجلست في هدوء تنتظر حركته الثانية لتهرب.
الا أن دو****و كان مستغرقا في نومه. وبدأت تشعر بثقل ذراعه حول خصرها النحيل وبدأت التقلصات تخدًر أصابع قدميها وأخذت تحركها لتعيد جريان الدم الى قدميها وحاولت أن تتخلص من ذراعه لكنه حرك رأسه وتمتم بكلام غير مفهوم. ولم تجازف بالحركة الثانية فرفعت ساقيها الى الفراش وعندما استلقت على وجهها أخذت التقلصات تختفي فأراحت رأسها على الوسادة . وشعرات بزفرات دو****و على خدها واحتقن قلبها بالدم وهي تنظر اليه. كم يكره أن تراه وهو واهن كما هو حاله الآن.
عندما بدأت خيوط الشمس الأولى تتسلل عبر الستائر الى الفراش تحركت في هدوء وانسًلت الى غرفتها. وما أن وضعت رأسها على الوسادة حتى استغرقت في نوم عميق.
واستيقظت بعد ساعات على خشخشة صينية الفطور ودهشت وهي ترى أدلينا تتقدم نحو فراشها مبتسمة قائلة:
"صباح الخير يا سيدتي. هل نعمت بنوم هادىء؟".
"لماذا أحضرت فطوري الى هنا يا أدلينا؟ تعرفين أنني دائما أتناوله في غرفة الطعام. كم الساعة الآن؟".
" العاشرة يا سيدتي. وقد أصر السيد فيكاري على ألا نوقظك باكرا وأن تتناولي فطورك في الفراش".
احمر وجه كارولين وقالت:
" السيد فيكاري هل هو أحسن حالا؟".
" استيقظ باكرا وذهب الى العمل قبل الثامنة وكان يصفر طوال الوقت قبل خروجه. أحسن حالا؟ نعم لا بد أنه كذلك!".
كانت عينا أدلينا تتلألآن في سعادة وهي تجيب عن أسئلة كارولين التي ازداد وجهها احمرارا وهي في دهشة مما تعرفه الخادمة الوفية العجوز عن سيدها.
واستمتعت بفطورها الى أبعد حد, ولما فرغت منه أخذت دشا وارتدت ثوبا لونه زاه كضوء الشمس وذهبت الى الشرفة لتجلس مع العمة رينا. وتساءلت عن مدى ما تعرفه العمة عما حدث الليلة السابقة فشعرت بالخجل وهي تقترب من مقعدها.
ولكن لم يكن هناك داع لقلقها اذ أن عيني السيدة العجوز كانتا صريحتين وجاءت كلماتها الأولى لتبدد خجل كارولين.
" سيسعدك أن تعرفي أن الصداع النصفي زايل دو****و يا عزيزتي. ألم أقل لك انه سيكون في خير هذا الصباح؟".
" هل رأيته يا عمتي؟".
" لا ولكن أدلينا أخبرتني بأنه استيقظ باكرا وكان يغني وهو يستحم فلا بد أنه كان على ما يرام".
وأضافت:
"لم يسبق لي أن رأيت دو****و وهو يغني بعد نوبة من نوباته. لعًل النوبة لم تكن شديدة هذه المرة. نعم لا بد أن هذا هو السبب".
وابتسمت كارولين ابتسامة خفيفة وقالت لنفسها: اذا كانت تلك النوبة نوبة خفيفة. فلتترفق السماء بدو****و عندما تنتابه نوبة قوية!.
ومرَ اليوم بطىء وهي تنتظر عودته بفارغ صبر. وأمضت وقتها تلهو مع فيتو كما قضت بعض الوقت في المطبخ مع أدلينا التي كانت تحب أن يشاهدها أحد وهي تعمل. وكانت على استعداد لأن تقص على كارولين ما كان يفعله دو****و وفيتو في صباهما. وكانت كارولين من ناحيتها تنصت باهتمام. اذ راق لها أن تعرف كل شيء عن دو****و وبوجه خاص كم كان عدد الفتيات اللواتي أحضرهن الى المنزل قبل زواجه. كانت أدلينا منجما من المعلومات في هذا الصدد وبدأت كارولين ترسم لدو****و صورة لا تمتَ بصلة الى ذلك الرجل المتجهم الوجه, بل تشبه صورة دو****و الذي عرفته لساعات قليلة في باريس, وساءها أن تدرك أنه لم يتحول الى الأسوأ الآ بعد أن قابلها.ولكن لعلها تستطيع بعد الليلة أن تعلن الهدنة. لعله يعود من عمله ويطلب منها أن ترتدي أفضل ملابسها ليريها جانبا من الحياة الليلة في روما المدينة الخالدة! كم كان يحلو لها أن تكتشفها.
اهتمَت بارتداء الثوب نفسه الذي ارتدته في الليلة السابقة دون أن يراه وسمعت كارولين صوت العمة رينا وهي تتحدث الى أدلينا قبل أن تنزل الطابق الأرضي وأحست بقلبها يهبط. واختنقت الدموع في عينيها وابتلعت ريقها بصعوبة. منذ الليلة السابقة وهي تنتظر عودته ليأخذها الى الخارج. ولن تبالي حتى لو أراد أن يعاملها ببرود ويبتعد عنها. ستصارحه بأنها لم تعد تطيق الوحدة وستنتظر طوال الليل اذا دعا الأمر ؟
, ثم تخبرهبأنها لا ترغب في البقاء سجينة أكثر من ذلك.
كانت ترجو أن تصلها أخبار عن دورندا حتى اذا تمكنت من الأتصال بها رحلت من روما الى الأبد. ولكن ذلك لن يكون قبل أن تختزن لنفسها بعض الذكريات عن المدينة التي يعيش فيها دو****و كانت في حاجة ماسة الى ما يذكَرها به عندما تتركه الى الأبد, بعض الذكريات السعيدة التي تعيش عليها عندما تصبح حياتها مجرد فراغ.
كانت العمة رينا قد ذهبت لفراشها وكانت كارولين تستمع الى الموسيقى عندما سمعته يدير المفتاح في الباب. ثم هزَت نفسها لتنفض عنها ما استولى عليها من نعاس ثم نهضت.
وبدت خطوات دو****و تتجه الى الطابق الأول فأسرعت للحاق به قبل أن يغيب في غرفته وعندما وصلت الى الباب كان قد صعد الى منتصف الدرج والتفت مندهشا حينما سمعها تناديه باسمه:
" دو****و!".
" ماذا تفعلين في هذه الساعة المتأخرة؟".
ترددت للحظات ثم استجمعت شجاعتها وقالت:
" كنت أنتظرك يا دومنبكو فأنني أريد التحدث اليك".
واستوقف نظره ثوبها الذي بدت فيه وكأنها طفلة صغيرة جميلة وبدا الغضب في صوته وهو يبتعد قائلا:
" ألا يمكن أن نؤجل الحديث الى الصباح فأنا متعب".
" لا يا دو****و أريد التحدث اليك الآن".
فهز كتفيه واستدار ليتبعها الى غرفة الأستقبال. وجلست هي في الأريكة بينما سار هو الى المدفأة ووقف نافذ الصبر مترقبا ما تقوله.
خانتها كل العبارات والكلمات التي استعدت لقولها وأخذت تبحث في انفعال عن مقدمة تبدأ بها الكلام. فوفَر عليها المشقة عندما قال لها وهو يبحث عن علبة السكائر في جيبه:
" قبل أن أنسى , أحب أن أشكرك على رقتك معي الليلة الماضية".
حاولت ثانية أن تفاتحه في موضوع سجنها في المنزل ثم تنفست الصعداء عندما تذكرت أنها لم تشكره بعد على الملابس التي اشتراها وفي لهفتها تلعثمت وهي تقول:
" أريد أن أشكرك على الملابس التي اشتريتها , وصلت أمس وانتظرتك في المساء لأشكرك ولكنك كنت متعبا فكان عليَ أن أنتظر الى اليوم. انها رائعة يا دو****و. لم أصدق عينيَ عندما فتحت الصناديق انني عاجزة حقا عن شكرك".
أخمدت حماستها تلك النظرة الساخرة التي بدت على وجهه أثناء تدفقها في الكلام. ظلت تحلم بامكان قيام صداقة بينهما في الفترة القصيرة التي تعتزم بقاءها في المنزل لكن نظرته دلت صراحة على أن معاملته لها لم تتغير.
" أهذا كل ما تريدين قوله؟".
سحق سيكارته وكأنه أراد أن ينهي الموقف وسار في اتجاه الباب وكأن الحديث انتهى بالنسبه اليه.
" لا يا دو****و انتظر!".
فاستدار ورفعأحد حاجبيه في استفهام. فتلعثمت وهي تستطرد قائلة:
" أرجوك يا دو****و, أريد أن أخرج أحيانا".
وااختنق صوتها في سخط قائلة:
" هل أدركت أنني لم أخرج من المنزل أبدا منذ وصولنا؟".
" ها نحن وصلنا الى جوهر الموضوع! لقد سئمت الوحدة ولعلك تشتاقين الى ما يبديه نحوك صديقك الأنكليزي السيد غراهام من اهتمام؟".
" جيفري , لماذا أشتاق اليه؟ أنني لا أكاد أعرفه".
فأجابها غاضبا:
" يبدو أن معرفتك به وصلت الى حد مناداته باسمه الأول".
" طلب مني أن أناديه بجيفري منذ الليلة الأولى وقد اعتدت على ذلك ربما لأن كلينا مغترب عن وطنه".
ثم قالت واثقة:
" أو ربما لأنه ليَن العريكة, في أي حال لا شيء بيننا وأؤكد لك ذلك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس