عرض مشاركة واحدة
قديم 13-05-09, 01:39 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" لست في حاجة لتأكيداتك, وأنا كفيل بألا تتطوَر صداقتك مع هذا الرجل. أن سلوكه مشين, وهو لا يؤتمن على أمرأة . وفي المستقبل لن يجد ترحيبا في هذا المنزل وقد أعطيت الأوامر للخدم لمنعه من الدخول اذا ما حضر".
نظرت اليه ساخطة وهي تقول:
" كيف تفعل هذا يا دو****و؟ ماذا فعل جيفري ليستحق معاملة كهذه؟ كان دائما سيدا مهذبا, ولم يفعل ما يستدعي صدَه. أما عن سمعته فلعلَي أذَكرك بأن ابنة عمك هي التي قدمته اليَ. يبدو أنك لا تمانع في أن تراه وتجتمع به؟".
نظر دو****و اليها في تأمل اذ كانت غاضبة من أجل جيفري, وأخرج سيكارة أخرى وأشعلها قبل أن يرد عليها:
" كنديدا ليست مسؤولة أمام أحد لكنك زوجتي وسلوكك ينعكس عليَ. اذا كنت عاجزة عن التصرف بحذر فيجب عليَ بوصفي زوجك أن أحدَ من نشاطك".
وبدت الحيرة على وجهها واضحة وهي تتساءل عما يعنيه بالملاحظة الأخيرة التي أبداها.
" ومتى تصرفت بغير حذر؟ هل لك أن تشرح لي ما تعنيه؟".
وبدأت الهواجس تنتابها فهي لم تكن تتوقع أن يتطرق الحديث الى هذا الموضوع. قررت أن تقدم اليه غصن الزيتون طالبة منه الهدنة بطريق غير مباشر وتخفيفا من حدة التوتر بينهما. ولكنه كان كعادته عنيدا وشعرت وهي تتأمل وجهه المتجهم بأنه لن يتراجع. وأخذت تنتظر منه ايضاحا لكلامه دون أن يبدو منه أي استعداد لذلك.كانت تدق الأرض بقدمها في نفاذ صبر, وكانت لهجتها تنمُ عن كبرياء وتعال.
ويبدو أنه أعجب بها وهي تدق الأرض بقدميها وتخاطبه في استعلاء, فابتسم , أو على الأقل انفرجت شفتاه قليلا, أما عيناه السوداوان فقد زايلهما المرح. قال:
" هل تنكرين أن ما قمتي به من استعراض مع السيد غراهام في الحفلة كان جريئا؟".
" الأستعراض الذي قمت به؟ ماذا تعني؟ لا يمكن أن تكون جادا يا دو****و, لقد رقصنا ولم يكن هناك أي استعراض".
ثم خانتها عباراتها وضحكت ضحكة رنانة للوصف الذي أطلقه على تصرف لا يعدو أن يكون رقصة ممتعة.
لكن هذا الكلام لم يعجب دو****و, وبعد لحظات اختفت ضحكاتها وحلَ الغضب مكانها. وقالت في هدوء:
" هل تعني ما تقول من أنني تصرفت باستهتار يا دو****و؟".
واكتفى بأن ألقى بعقب السيكارة في المدفأة , ولم يهتم بأن ينظر اليها وازداد غضبها لأن صمته أكدَ صدق حدسها. كان يظن بأنها لا تستطيع الثورة لكرامتها ولكن اتهامه لها دفعا الى الأنتقام.
" زوجة قيصر يجب أن تكون فوق كل الشبهات. أهذا ما تريده يا دو****و؟ أمَا قيصر نفسه فلا بأس اذا تخلَف عن القيام بواجباته, بينما تبقى زوجته بعيدة عن أي اتهام".
" ما معنى ذلك بالظبط؟".
" يعني أنني ربما كنت مذنبة لاستمتاعي برقصة مع رفيق ممتاز الاَ أنني لم أفقد صوابي بين ذراعيه كما فعلت أنت مع كنديدا! ولعلك لم تلاحظ أن هناك متفرجين في هذه المناسبة. أو لعل سحرها هو الذي جعلك لا تبالي".
واستطاعت بكلماتها أن تنال منه لأن لونه بدأ يتغير واستدار ليواجهها وعلى شفتيه المرتجفتين سيل من الكلمات الغاضبة. ثم تماسك بعد جهد كبير وابتلع ما كان يوشك أن يقوله. وبذل جهدا ملحوظا لاستعادة رباطة جأشه وبدا من عباراته أنه قرر تجاهل اتهاماتها واعتبارها كأن لم تكن.
" ستبقين في هذا المنزل حتى أسمع لك بمغادرته. هذا جزء من المخطط الذي وضعته لكي تتعلمي كيف يتصرف القوم النبلاء الذين يعيشون في شرف وتبقى تحركاتهم فوق الشبهات".
وتجاهل شهقة الفزع التي بدرت منها واستطرد:
" لست أجد لك معلما أفضل من عمتي, وأتمنى أن تدركي من العيش معها جطأ تصرفاتك, وربما انطبعت فيك بعض صفاتها. ومتى تأكدت من أنك تستطيعين أن تحتلَي مكانك في المجتمع دون أن تجلبي العار على الأسم الذي تحملينه, فعندئذ أسمح لك بأن تأخذي مكانك الى جانبي تستقبلين الضيوف وتتصرفين كما ينبغي على الزوجة أن تفعل. وستكونين خاضعة للتجربة فاذا تعلمت الدرس سريعا كان أطلاق سراحك أقرب ممَا لو حاولت المقاومة".
استمعت كارولين الى هذا القرار الفظ في دهشة. وعندما ظلت جالسة في هدوء عاجزة عن الأهتداء الى الكلمات المناسبة . فقد أخرستها الصدمة واستبدَ بها الغضب. أمَا دو****و فقد تأملها في عدم مبالاة ثم انفجرت قائلة:
" أيها المتزمت المتعجرف! كيف تجرؤ على مخاطبتي بهذه الطريقة؟ لن أغفر لك هذا الموقف أبدا!".
وهزَ كتفيه في عدم مبالاة واستدار قائلا:
" ليست عندي رغبة في منافشتك. ولكن ثقي بأنك لن تغادري المنزل الاَ بعد ما تصبحين ما أريدك أن تكوني".
" هل تعرف العمة رينا هذه الخطة الشيطانية التي وضعتها؟".
وانتظرت رده في لهفة, فقد شعرت بأن الحياة لا تطاق اذا كان لدى العمة رينا هذا الرأي الوضيع عنها. كانت تحب السيدة العجوز وكانت تشعر بأنها الحب نفسه وأرادت أن تعرف ما اذا كانت شريكة في هذه الخطة التي يراد بها اذلالها. وشعرت بارتياح عندما رد عليها قائلا:
" لا بالطبع انها تحبك الى درجة أنها سدت أذنيها عن كل ما يقال ضدك ولا رغبة لي في ازعاجها".
وأضاف:
" لا بد أنها تعرف شيئا لأنها ليست حمقاء, وقد دارت بيننا لحظات عصبية أخيرا بسبب ما سمته بأهمالي لك".
" هل تظن أنني سأدعك تملي عليَ ارادتك بهذه الطريقة يا دو****و؟ أعدك بأنني سأقاومك حتى النهاية". وفي غضب واستطردت:
" هل تظن أننا في روما العتيقة وأنك قيصر وأنني جاريتك ؟ لا بدَ أنك مجنون!".
ثم جمعت أطراف ثوبها وأسرعت من غرفة الاستقبال الى السلم دون أن تنظر اليه.
وخيل اليها أنها سمعت ضحكة ساخرة رافقتها الى أن أغلقت الباب وراءها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس