عرض مشاركة واحدة
قديم 13-05-09, 07:48 PM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ولكن من أين لك أن تعرف مقاسي؟".
نظر اليها في مكر ليحدد مقاسها ثم أطلق ضحكة وهو يلحظ ارتباكها . وطلب اليها ألا تقلق لأنه سيختار ثوبا على مقاسها وسيكلف الشركة التي تؤجر الثياب ارساله الى منزلها.
وبعد أن وصلت العمة رينا الى المنزل بوقت قصير أحضرت الطفل وسلمته لأدلينا ليستحم ويتناول الطعام قبل أن ينام. وما كادت تفعل حتى دق التلفون فرفعته العمة لترد وسمعتها كارولين تقول:
" حسنا يا دو****و , اذا كان من الضروري أن تفعل ذلك فافعله . ولكني هيأت نفسي لأن أتناول العشاء في الخارج هذا المساء وهذا يعني اما تصحبني كارولين فينتابها الضجر من الاستماع لكثير من الذكريات عن صديقاتي الحميمات وأما أن تبقى لتتناول العشاء بمفردها . اني أعتقد بأن معاملتك لها سيئة".
وأغلقت التلفون بعنف تاركة دو****و على الخط مشمئزة من تصرف, والتفتت الى كارولين قائلة:
" هل سمعت؟".
" نعم ولكن أرجو ألا تقلقي من أجلي . اني مدعوة الى حفلة هذا المساء فيمكنك أن تخرجي وتمتعي نفسك".
" ان ذلك رائع يا عزيزتي. ولكن من سيكون رفيقك؟ ان دو****و مرتبط برفيق عمل كل السهرة".
" سيصطحبني السيد غراهام أتعرفينه؟ انه صديق كنديدا".
وعبرت وجه العمة رينا سحابة عند ذكر اسم جيفري وظنت كارولين بأنها ستسمع شيئا من الأعتراض على رفيقها. الا أن العمة ابتسمت وقالت:
"انه شخص ساحر. للأسف أن دو****و لن يكون في الحفلة . لن يتغيَر الا اذا شعر بالغيرة الحقيقية".
أسرعت اليها كارولين وقبلتها .
" انك حقا عجوز ماكرة يا عمتي . وأنا أحبك من أجل ذلك".
وبادلتها السيدة العجوز القبلة ودفعتها الى أعلى السلم لتستعد للحفلة.وفي طريقها الى الطابق الأعلى تقابلت مع أدلينا أثناء نزولها وطلبت اليها نقل الصندوق الذي كانت تنتظر وصوله الى غرفة نومها.
استمتعت كارولين بحمام طويل وعندما عادت الى غرفة نومها كانت سعيدة. ورأت صندوقا كبيرا فلما فتحته وقفت مشدوهة اذ اشتمل على بضعة خيوط من النايلون وزي على الطراز البكيني مرصع بالترتر وله حمَالتان للكتفين مرصعتان بالجواهر وخمار مع مجموعة كبيرة من الحلى الزجاجي البراق وحاولت ارتداءه وهي ممتعضة. ووقفت أمام المرآ’ وقالت:
" انه زي همجي لا بد أن يكون جيفري مصابا بجنون. لا يمكنني ارتداء هذا الزي؟".
وقفزت عندما رن التلفون ومضت نحوه لترد فدوى صوت دو****و يسأل:
" العمة رينا؟".
" لا , أنا كارولين. عمتك خرجت".
" ليس في الأمر أهمية. سأتصل بها في ما بعد. هل أنت وحدك؟".
"نعم".
وانتظرت متمنية أن يقول لها انه سيعود الى المنزل حتى لا تبقى وحدها هذا المساء الا أنها وهي تنتظر ذلك سمعت صوت كنديدا تطلب منه أن ينهي حديثه, فأثار كارولين ما بدا في صوتها مما يدل على أنها متمكنة منه , حاول دو****و أن يضيف شيئا الا أنها وضعت سماعة التلفون واتجهت الى منضدة الزينة.
وعندما فعلت ذلك لم تنظر مرة ثانية الى المرآة اذ أزعجها الثوب الذي كانت ترتديه ولم تشأ أن يعوقها أي شيء عن تنفيذ خطتها. ووضعت المعطف الذي كانت ترتديه وبمجرد أن رن جرس الباب نزلت الدرج وخرجت.
" هل كان الثوب مناسبا يا كارولين؟".
" طبعا يا جيفري. انه ممتاز".
" انك متحررة قليلا يا كارولين. لو كنت رفضت ارتداء هذا الثوب لما قلَل ذلم من قيمتك في عيني ليس لأنه زي غير ملائم وانما لأن بعض الفتيات يفتقرن الى الثقة بالنفس ولا يرتدينه. بالأضافة الى أنني قمت بعمل جبار حتى أجعلك تبدين هكذا".
وعندما وصلا الى المنزل الذي تقام فيه الحفلة وجداه متألقا بالأضواء فدق لب كارولين بسرعة اذ توقعت مفاجآت سعيدة عندما سمعت صوت الموسيقى والضحك.
سارا من خلال الباب الواسع المفتوح وحياهما مضيفاهما اللذان كانا يرتديان ملابس تمثل أنطونيو وكليوباترا. وعندما نظرت كارولين حولها شعرت بأن الخجل زايلها, فبالمقارنة بالأزياء التي رأتها في الحفل كان ثوبها أكثرها احتشاما.
واندفع حشد سعيد عاصف بكارولين ولم تر جيفري الا قليلا, اذ كان زيها الغريب وعيناها اللا معتان ووجهها المتورد مقصد ذلك الحشد من الحاضرين. وللمرة الأولى شعرت بأنها حرة تماما. بعد فترة جاء جيفري وقد بدت عليه علامات السخط لأنها كانت تبدَل الرجال في كل رقصة. فاتَخذ طريقه وسط المعجبين وقد ارتسمت على وجهه نظرة هادفة وقال:
" هذا كثير. فقد أحضرت الى الحفلة أكثر نساء روما جاذبية ومع ذلك لم أتمكن من الأقتراب منها. انصرفوا عنها وليبحث كل منكم عن رفيقته. الرقصة التالية ستكون لي".
رقصت كارولين مع جيفري. وأثناء دورانها في حلبة الرقص اصطكت الصنجات النحاسية في صوت مرتفع وتوقفت الموسيقى فجأة ثم سمع صوت قائد الفرقة الموسيقية:
"سيداتي سادتي الرجاء الأنتباه".
فصمت الجميع وهم في انتظار ما سيعلنه.
" الرقصة القادمة ستكون رقصة الغرامات".
هللت المجموعة في سرور وقام جيفري بشرح تلك الرقصة لكارولين الحائرة ومؤدَاها أن يسير رجل في اتجاهات معينة بين الراقصين وعند توقف الموسيقى يطلب من الراقصين اللذين عن يمينه الأجابة عن سؤال فاذا عجزا عن الأجابة طلب منهما تأدية غرامة.
وبدأت الفرقة الموسيقية تعزف وكان الراقصون الثائرون يحاولون تفادي الرجل الذي كان يخطو بخطوات كثيرة ناحية اليمين وخطوات أخرى ناحية اليسار.
وكان كارولين وجيفري غارقين في متعة الرقص حتى نسيا الحذر فكانا الراقصين اللذين استحقا الغرامة. وكان السؤال الموجه اليهما أصعب من أن يجيب عنه أستاذ في الجامعة. حاولا الأجابة وقد أخذتهما رهبة المفاجأة , لكنهما فشلا.
وسر أصدقاء جيفري عندما طلب منه أن يرقص الرقصة المزمارية وقد أدَاها بتقليد متقن. وكانت غرامة كارولين أن ترقص رقصة تتناسب مع الزي الذي كانت ترتديه. فاعترضت قائلة:
" لا أستطيع".
الا أن المجموعة صممت ودفعها جيفري الى وسط الحلبة. وأخذوا يصرخون تشجيعا لها ويصفرون بأصوات تشبه عواء الذئاب وهم يترقبون الرقصة. وبدأت الفرقة تعزف أو بالأحرى آلات النفخ. وكان الجو يذكَر بحياة جواري في القصور في أحقاب التاريخ القديمة.
وبهزة من كتفيها ثبتت كارولين الخمار على وجهها وخطت داخل دائرة المتفرجين الضاحكين وبدأت تتمايل مع الموسيقى التي تكاد تؤثر في الحاضرين تأثير التنويم المغناطيسي. وكانت وهي ترقص تتذكر صوت مدرسة الرقص القديمة يدوي في أذنها قائلة لها:
" استمعي الى الموسيقى. انسي نفسك في الأيقاع الموسيقي واجعلي جسمك يحكي القصة التي تريد الموسيقى أن تعبر عنها. استرخي يا فتاتي".
وجرفها سحر الموسبقى. ولما توقَف العزف فجأة استوقف انتباهها عينان سوداوان تنظران اليها في احتقار. فوقفت فجأة وكأنها تسمرت. ولم تقو على النظر في عيني دو****و الغاضبتين الذي سارع الى الأختفاء عن الأنظار بينما احتشد المهنئون من حولها, واندمجت في وسطهم شاكرة. وحاولت أن تخفي شعور الرعب الذي استولى عليها عندما علمت بوجود دو****و وحاولت أن تختفي في الزحام لكن لم يدهشها أن وجدت يد كالفولاذ تقبض على مرفقها وتدفعها نحو الباب في عنف. ولمحت الذعر في وجه جيفري عندما تبين أن دو****و هو رفيقها , ولكنها لم تجد فرصة للتحدث معه.
رافقها دو****و بتجهم الى سيارته وانطلق بها سريعا. كان الطريق طويلا وكانت واثقة من أنه ليس الطريق الى المنزل . وبدأ الذعر يتسرب اليها.
وفجأة توقف الى جانب الطريق وأخذ يتفحصها ولم يترك جزءا من زيها الذي بدا الآن رخيصا مبهرجا فخفضت عينيها وتوردت وجنتاها ألما عندما شعرت باحتقاره لها.
" هل تفضلين بأن تشرحي كيف نسيت نفسك وجعلتني أضحوكة أمام أصدقائي وموضوع اشفاق من جانب عائلتي؟ لماذا خالفت تعليماتي الواضحة التي نهيتك فيها عن مقابلة جيفري؟".
اغرورقت عيناها بالدموع فالتفت اليها قائلا:
" الدموع لن تفيدك الآن يا كارولين فاحتفظي بها لما هو آت . أنا واثق من أنك ستحتاجين الى صمام أمان عندما أنهي الأمر معك!".
وسألته مذعورة:
" ماذا تعني؟".
" أعني أن الوقت قد حان لكي تدفعي دينك يا كارولين! سآخذ منك شيئا مقابل العار الذي لحق بي بسببك وسآخذه الليلة".
واندفعت السيارة صاعدة بين الكروم والفيلات المنعزلة. خطر لها أن تدفع باب السيارة وتقفز منه وانتابتها قشعريرة من الخوف فحاولت أن تتحكم بأعصابها وأخذت تؤكد لنفسها بأن دو****و هو قبل كل شيء رجل نبيل.
وبدت السيارة تتباطأ ثم توقفت أمام فيلا محاطة بورود وشجيرات, وانتظرت في هدوء ولم تتحرك الا عندما فتح دو****و الباب وقادها الى الردهة. وتوترت أعصابها عندما قال لها في اقتضاب:
"أدخلي هنا واجلسي بينما أحضر القهوة".
تبعته الى غرفة مؤثثة تأثيثا ينم عن ذوق سليم. واستقرت ****ة في أريكة قرب نافذة كبيرة تطل على الحديقة.
فتح الباب ودخل دو****و الغرفة يحمل صينية القهوة ووضعها على منضدة وبدأ يسكبها. وجلس الى جانبها وقدم لها قدحها فانسكب قليل من القهوة على معطغها فبادرت الى نفضها قبل أن يلمسها, وتدفق الدم في وجهها عندما ابتسم ساخرا وقال:
" سنرى الآن اذا كنت قادرة على المقاومة"
كانت عيناه مثبتتين على وجهها تتقدان بضوء غريب فارتبكت وحاولت الوقوف لكنه مد يده ليمنعها فابتعدت عنه بعصبية وانزلق معطفها من فوق كتفيها لكنه أدركها وأمسك بها وجعلها عاجزة عن المقاومة وأخذ يجذبها الى ذراعيه. شعرت بيديه تقبضان على حلقها وانفتحت عيناها في الوقت المناسب لترياه وقد انتزع منها القلادة الزجاجية البراقة التي كانت تحلى بها.
وبدأت تقاوم والغضب الشديد يستولي عليها. وزايلتها موجة العاطفة التي استيقظت فيها عندما أدركت قصده.
ضاقت حلقة ذراعيه من حولها تمسك بها كأسيرة , ولم تؤد مقاومتها الاَ اصرارا على ابقائها في قبضته. قالت:
" أرجوك يا دو****و ألا تفعل".
" ولم لا أفعل؟ هل أنا من الحماقة بحيث أسمح لكل رجل آخر بأن ينعم بك أمَا أنا فمرفوض دائما؟ أنت زوجتي, هل تذكرين؟ هل توقعت حقا أن أقف مكتوفا وأنا أراقبك تغازلين أي رجل تميلين اليه دون أن تشعري بوجودي؟".
" لم أغازل أي شخص يا دو****و . ذهبت الليلة الى الحفلة الراقصة مع جيفري لأني شعرت بوحدة رهيبة ولأنك حاولت السيطرة علي بالفرمان السخيف الذي أصدرته بأن أكون سجينة البيت. قطعا لم تتوقع مني أن أحمل هذا القول محمل الجد؟ فنحن لا نعيش في العصور المظلمة, ولا بد أنك تتوقع مني الأمتثال لهذا الطلب السخيف".
" لا أريد أن أسمع أكثر من ذلك. كنت تعلمين أن ما تفعلينه يغضبني ويمكنك الآن أن تحصدي ثمار هذا الغضب. أنك مجموعة من المتناقضات يا كارولين! فمنذ اليوم الأول الذي قابلتك فيه وأنا عاجز عن معرفة حقيقة أمرك, وأي الفتاتين انت. فمن ناحية , أرى الأم الصغيرة السعيدة مع طفل يحبها ثم تزعجينني بقولك أنك لم تحبي فيتو وهو ما يوحي بالأعتقاد بأنك امرأة منحلة, وأدهشتني مرة أخرى عندما قلت أنك تقبلين هدايا من الماس من أصدقائك كتأمين ضد الفقر. وأصابني الخزي عندما رقصت كبنات الهوى أمام كل من يعرفني في روما. وأكثر ما يدهشني هو أسلوبك في الفوز بالحظوة لدى عمتي وكنت دائما أقول أنها وحدها هي التي ستدرك حقيقتك".
وفي اللحظة التالية رفعها وحملها الى الأريكة كانت في حاجة شديدة اليه وكان يريد بقوة وللمرة الأولى في حياته , أن يحظى بشخص يكون له وحده, شخص لا يشاركه فيه أحد كما شارك فيتو في أمه وكما شارك فيتو زوجته وطفله.
توقفت عن مقاومته وأغمضت عينيها.
وربتت على عنقه وهي تبكي وهمست وعيناها مغمضتان:
" فيتو يا حبيبي أني أحبك كثيرا".
كان دو****و ساكنا تماما حتى فتحت عينيها. وبدت عليه امارات الحيرة وهو يحاول أن يعرف منها الحقيقة كاملة. وسألها بفتور:
" هل كنت تحبين فيتو؟".
" نعم , وأظن أني سأحبه دائما"ز
ذعرت لصمته وأفزعها ثباته واغرورقت عيناها بالدموع والتفتت برأسها لتخفي عنه عينيها وهنا عرف الحقيقة. رفع يده الى خديها ومسح دموعها برفق. وأبعدت رأسها بعصبية عن ملمسه وصاحت:
" لا تلمسني".
وسحب يده بسرعة وابتعد عن الأريكة وحدق الى النافذة. وعندما التفتت اليه كان وجهه صارما.
" تعالي يا كارولين. سآخذك الى المنزل".
ولم يسألها لماذا كذبت عليه بالنسبة لشعورها نحو فيتو. اعتبر هذا الأمر حقيقة واقعة. وأدرك أنها نطقت بهذه الحقيقة في فورة العاطفة وهي بين ذراعيه مما ذكرها بفيتو باعتباره الرجل الوحيد الذي تحبه فعلا.
أعانها على الوقوف وأحاط كتفيها بالمعطف وفي أثناء ذلك مستها أصابعه برفق فسرت في جسدها رجفة اعتبرها من آثار رد الفعل المفاجىء ونظر طويلا الى عينيها المعذبتين وتنهد قائلا:
" لا داعي للقلق لن أفرض عليك عاطفتي ما دمت لا ترحبين بها. أرجو أن تقبلي اعتذاري لسلوكي في الماضي. ولو كنت أعلم أنك أحببت فيتو الى هذا الحد لما حدث ذلك أبدا. هل تغفرين لي؟".
لم يعد لديها من الثقة في النفس ما يسمح لها بالكلام وانهارت تماما . وأحاطها بذراعيه وقادها الى السيارة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس