عرض مشاركة واحدة
قديم 13-05-09, 10:23 PM   #16

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت العاشر



فتح رودلف عينيه أخيرا وقال بخفوت:
- بيل ..
نظر بيل إلى وجه رودلف ثم قال بسعادة :
- سيدي .. أنت بخير ..
جلس رودلف بصعوبة فعاد بيل يقول:
- لقد جاءت جيني عندما علمت أنك مريض .. إنها تحبك ..
نظر رودلف إلى وجه بيل للحظة ثم قال:
- حقا .. لكن ..
قال بيل باسما:
- أتعلم ذلك اليوم .. عندما أرسلت لها الرسالة معي ،، لم تحرقها، لكنني وعدتها بأنني سأخبرك بهذا .. إنها تحبك .. لقد أخبرتني بذلك ..
ابتسم رودلف والسعادة تشع من عينيه وهمس بلهفة :
- أريد رؤيتها .. هل هي هنا؟
- أجل ..
وقف رودلف بصعوبة ثم استند على الجدار وقال بانفعال:
- هيا يا بيل، أريد أن أتجهز .. أريد أن أبدو رائعا ..
- انت رائع فعلا يا سيدي ..

**********

جلست جيني في غرفتها الجديدة تبكي أمام المرآة ..
مضى يوم طويل لا معنى له سوى رسالة مزينة وصلت إلى غرفتها تخبرها بموعد زفافها على الأمير رودلف والذي تحدد في يوم السبت من الأسبوع القادم .. يعني انه بقي أسبوع واحد يبدأ في عد أيامه منذ يوم الغد ..

كانت تشعر بالاكتئاب، وتأخر الوقت لكنها بقيت جالسة حتى ذهبت في نومها وهي تضع رأسها على كفيها، شعرت فجأة بأنها ذهبت في نوم عميق لمدة لحظة وأفاقت .. فتوجهت إلى السرير الكبير وألقت بنفسها فوقه ثم أكملت نومها وما زالت دموعها تبلل خديها ..

استيقظت في الصباح وأول شيء شاهدته هي رسالة تحديد موعد الزفاف الأسطوري ، وكأنها استيقظت في عالم الكوابيس،، بدأت تشعر بالقهر و اغرورقت عيناها بالدموع وهي تردد :
- أمير .. أمير .. أمير .. تباً لك يا رودلف .. تباً لك وللمصادفة التي رأيتك بسببها ..

مضى على وجودها في القصر يومين ولم تر رودلف أبدا وقالت بصوت مكتوم وهي تشهق بالبكاء:
- إنه يذلني .. يظن أنه أفضل مني وأنه سيفعل ما يريده ..

فجأة سمعت طرقا على باب غرفتها فمسحت دموعها بسرعة وقالت :
- تفضل ..
دخلت إحدى وصيفات القصر وقالت بلطف:
- آنسة جينيفر،، علي أن أجهزك من أجل مقابلة الأمير رودلف ..
تمتمت جيني بسخرية :
- أخيرا تفضل وتعطف وقرر مقابلتي ..

لم تقل الوصيفة شيئا وبدأت جيني تتجهز بصمت وتحبس دموعها بكل ما لديها من قوة، ارتدت فستاناً جميلاً بني اللون مطرز بخيوط ذهبية جميلة وشرائط ذهبية أعلى أكمامها القصيرة ..
ثم خرجت خلف الوصيفة وسارت حيثما تسير ..

توقفت الوصيفة أمام البوابة التي تؤدي إلى حديقة جناح رودلف ودلفت جيني وهي تنظر حولها وتبحث بعينيها، من بعيد كان رودلف يسير بصحبة بيل قادما من نفس الاتجاه وتوقف عندما رآها من بعيد وهي تقترب متألقة جميلة وشعرها الأسود منسدل على ظهرها وكتفيها ..

قال بيل وهو يعود أدراجه :
- أراك لاحقاً سيدي ..
اقترب رودلف وكل تركيزه منصب على جيني وتوقف أمامها بقليل ونظر لوجهها وابتسامة تعلو شفتيه ثم اقترب أكثر وقال بصوته الحالم المعتاد:
- جيني .. لا أصدق انك هنا ... أنا ..
نظرت جيني إليه ببرود وقالت:
- أنت ماذا ؟؟
تعجب رودلف ولمس وجه جيني بأطراف أصابعه وهو يقول:
- ما بك ؟؟ أنت .. أنت لست جيني التي اعرفها ..
- هذا إذا كنت تعرفني حقا ..
شعر رودلف بأن هناك خطبا ما وقال وهو ينظر إلى عينيها :
- جيني .. هل انت بخير ؟؟
هبت نسمة هواء خفيفة فتحركت خصلات شعر جيني وغطت وجهها ومد رودلف أصابعه مجددا ليزيح شعرها بلطف ولكن بعضا منه التصق بدموعها ..

شهق رودلف بخفوت ثم قال بفزع:
- ما الأمر يا جيني .. لماذا تبكين؟؟ .. هل ضايقك شخص ما هنا؟
أبعدت جيني يد رودلف بقسوة ثم جففت دموعها وهي تقول:
- أنا سعيدة بمقابلتك حقا!!

لم يفهم رودلف شيئا وقال بلهفة :
- توقفي عن البكاء إن دموعك تمزقني .. أرجوك!!
- ألم تمزقك سيول دموعي في الأيام السابقة ..
قال رودلف محاولاً أن يفهم :
- هل كنت تبكين في الأيام السابقة؟؟

شعرت جيني بانهيار داخلي وحاولت حبس دموعها لكنها لم تستطع وخفضت وجهها وهي تقول:
- ألست مدلل أبيك الوحيد،، وولي العهد المجيد .. من يمكنه أن يرفض طلبا لك ولوالدك ؟؟

لمس رودلف ذقنها بأطراف أصابعه ورفع رأسها وهو يقول بحيرة وقد تقارب حاجباه :
- ماذا تقولين .. أنا لا أفهم شيئا مما تقولينه .. لا تقتليني مرات ومرات بهذا البكاء ..
ثم أمسك بيدها وقادها بهدوء إلى أحد الكراسي الجميلة وهو يقول:
- أخبريني بما ضايقك ..

نظرت جيني إلى وجه رودلف وشعرت حقا، بأنه لا يعلم شيئا عن هذا ولكن ذلك كان مستحيلا في رأيها فالجميع يعرف ... قالت بهدوء وهي تجفف دموعها:
- رودلف .. لا تتعب نفسك بمعرفة ذلك أنا بخير الآن ..
حدق رودلف إلى وجهها ثم همس :
- إنني أتمزق ..
نظرت جيني إليه باندهاش فتمتم :
- تبدين حزينة جدا،، لكنك حضرت بأي حال عندما علمت بمرضي ..
- مرضك؟؟
قالتها باستغراب فأمسك رودلف يديها برقة وقال هامسا:
- كنت أحلم بك طوال الوقت ..
اتسعت عينا جيني متعجبة وسحبت يديها بهدوء ثم قالت:
- أنا مسرورة أنك بخير ..
- لماذا تبكين؟؟
توقفت جيني عن الكلام خشية أن يعرف الملك بذلك وقالت بحزن:
- كنت أبكي .. لأنني كنت .. أود رؤيتك ..
نظر رودلف إليها وهو يشعر بأنها لا تقول الحقيقة ثم قال:
- حسنا .. سأقول أنني أصدق ذلك، لكن سوف أسألك سؤالا وسوف تجيبين عليه بصراحة ..
- موافقة ..
عاد رودلف يتأمل وجهها ثم سأل:
- هل ضايقك أي فرد من أفراد القصر أثناء غيابي؟؟ حتى لو كان والدي .. أخبريني ؟؟
حاولت جيني أن تبتسم مخفية دموعها بقوة وقالت:
- لا .. لم يفعل أحد ذلك لقد كانوا مهتمين بك كثيرا .. ولذلك اهتموا بي جيدا ..
دمعت عينا جيني فقال رودلف وهو يضغط على كفيها بلطف:
- أنت تخفين عني شيئا ما ..
- لا .. ولكن ..
- ماذا ..
حدقت جيني بوجه رودلف المحب ثم سألت:
- تقول انك كنت غائبا عن القصر؟؟
ابتسم رودلف وتكلم قائلا :
- لقد ذهبت في غيبوبة حقيقية،، كنت فيها طوال الوقت معك، لم يحصل لي أن عشت في عالم مختلف كهذا من قبل ..
تفاجأت جيني وظلت تنظر إليه بصمت ..
سألت نفسها .. أحقاً لم يكن له دخل بالأمر ؟؟ ألا يعرف ما الذي أصابني أم إنه مشترك في ذلك ؟؟؟
ظلت تسأل نفسها طويلا .. وقطع ذلك صوت رودلف العذب وهو يهمس:
- جيني ...
رفعت جيني وجهها وتقابلت عيناهما مجددا فقال رودلف :
- هل تحبينني؟؟
صمتت جيني وهي تود أن تقول " لا " لكي تفسد كل ما قام به الملك ولكنها آثرت الصمت وسحبت كفيها من بين كفيه الدافئين وظل رودلف منتظرا ولكنها لم تستطع قول شيء ...
نظر رودلف بخيبة أمل ثم قال:
- ظننت أنك تحبينني ... لكن يبدو أنني أفرض سلطتي عليك وأنا لا أريد ذلك .. أريدك أن تكوني حرة في اتخاذ قرارك .. لأن سعادتك تهمني أكثر من أي شخص آخر .. وإن كنت أحبك فعلاً ،، فعلي أن أتركك لتختاري ذلك بنفسك ..

قالت جيني بهدوء :
- ألم تحدد ميعاد زواجنا وانتهى الأمر .. ما الذي جعلك تقول ذلك الكلام الآن؟
تفاجأ رودلف وقال مستنكرا:
- أنا؟؟ حددت ميعاد زواجنا؟؟ أنا لم أستعد وعيي دقيقة واحدة لمدة أسبوعين ..

تعجبت جيني من ذلك ثم قالت وهي تقف:
- لقد تحدد ميعاد زواجنا وانتهى الأمر .. أراك قريبا يا رودلف ..
انصرفت جيني بخطوات بطيئة وظل رودلف يراقب ذلك الفستان الكلاسيكي الذي ترتدي .. وتمتم لنفسه:
" ما الأمر يا جيني؟؟ لقد تغيرت .. ما الذي حدث أخبريني ؟؟ "

ثم وقف وهو يفكر بموضوع تحديد الزفاف ذاك ..
إنه لا يفهم شيئا إطلاقا مما يحصل حوله، كل ما يعرفه أن جيني هنا من أجل معرفتها بأنه مريض .. ثم .. تخبره بميعاد زفاف وأشياء غريبة ..
توجه من فوره إلى جناح الملك ..
وقف أمام والده الملك ووالدته اللذان احتفيا به إلى أقصا حد، ابتسم رودلف لكنه كان متضايقاً جداً، وبدا ذلك واضحا جداً ..
عانقته والدته ثم نظرت إليه وهي تقول بسعادة:
- أنا مسرورة أنك بخير يا بني الغالي ..
نظر رودلف إليها للحظة ثم التفت إلى والده وهو يقول:
- كيف علمت جيني أنني مريض ..؟؟
تفاجأت الملكة من السؤال ولكن الملك قال ببساطة:
- لقد أرسلنا لها كلير وأخبرتها بذلك ..
صمت رودلف يفكر للحظة ثم سأل:
- ولماذا فعلتم ذلك ..؟؟
وضعت الملكة كفها على كتف ابنها ثم قالت:
- لقد أخبرنا بيل بكل ما جرى،، نعلم أنك أحببت جيني فعلا ..
- لكنكما أجبرتماها على الزواج ..
وقف الملك معترضا ثم قال:
- لم نجبرها .. إنها تحبك وهي من وافق على ذلك بكل هدوء ...

قال رودلف باستياء:
- لكنها حزينة ..
قال الملك ببرود :
- آه .. لقد توفي شقيقها الأسبوع الماضي ..

ذهل رودلف لدقيقة وبدا عليه الحزن وهو يقول:
- لكن .. لماذا لم تخبرني جيني بذلك؟؟
قالت الملكة مبتسمة:
- لم ترد جيني أن تجعلك حزينا ..

انصرف رودلف من المكان وتوجه إلى جناح جيني، سأل الوصيف عنها فقالت أنها في غرفتها .. ولذلك توجه رودلف من فوره إلى هناك وطرق باب غرفتها بلطف ..

كانت جيني تجلس على السرير بثوب قصير وهي تتذكر أشياء كثيرة،، وسمعت طرق الباب فأدركت أنها إحدى الوصيفات واعتدلت في جلستها وقالت :
- أدخل ..
دخل رودلف ونظر إليها،، رفعت جيني رأسها لترى القادم وتفاجأت برودلف .. فوقفت ونظرت لثوبها القصير وهي تشعر بالخجل ثم قالت :
- مرحبا يا رودلف ..
تقارب حاجبا رودلف وقال بحزن:
- لم تخبريني أن شقيقك توفي الأسبوع الماضي .. لماذا؟

كانت جيني تأمل في أن ينجو شقيقها ولكنها تأكدت الآن من وفاته فدمعت عيناها وقالت بصوت مهتز :
- أجل .. ألم تعرف ذلك ؟؟
اقترب رودلف وقال مواسيا :
- أنا آسف جدا .. لم أعرف سوى الآن، أخبرني والدي بذلك ..
نظرت جيني إلى رودلف ..
تأكدت بأنه لا يعرف شيئا عن الأمر وانهمرت دموعها فاقترب رودلف أكثر وضمـّها إلى صدره الدافئ،، تشبثت جيني بقميصه وبكت بكاء مراً..

مسح رودلف على شعرها ولم يقل شيئا،، دمعت عيناه وظل يمسح على شعرها برقة ..
مضت دقائق قصيرة فقال رودلف بصوت متأثر:
- جيني .. لا تبكي أرجوك .. أرجوك ..
تمنت جيني لو يضمها مدى حياته .. لكنها ابتعدت عنه بلطف وقالت :
- حسنا ..
مسح رودلف دموعها بأطراف أصابع يده، كانت جيني تتمنى لو أخبرته ولكنها خشيت أن يعرف الملك ويصيب والديها مكروها فآثرت الصمت وابتسم رودلف قائلا:
- سأتركك لترتاحي لبعض الوقت .. لكن .. تذكري أننا سنظل دوما مع من نحب،، يمكننا أن نعيش مع قلوبهم وأرواحهم التي تظل بقربنا، ويمكننا أن نتخيلهم معنا وأن نحدثهم و نشاركهم أفراحنا وأحزاننا .. أليس كذلك؟
خفف رودلف قليلا من حزن جيني فأجابت :
- صحيح ..
نظر رودلف إليها مجددا ثم قال:
- أنت جميلة جدا ..
- شكرا ... رودلف.

ابتسم رودلف ثم خرج بصمت بعد أن ألقى نظرة أخرى على جيني .. وأغلق خلفه الباب ..


maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس