عرض مشاركة واحدة
قديم 15-05-09, 09:38 PM   #13

ماندو
 
الصورة الرمزية ماندو

? العضوٌ??? » 85350
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » ماندو is on a distinguished road
افتراضي

4.إمرأة وثلاث رجال
**************

سأل ماثيو حين جلس الى مقعد السائق بجانب روز
((هل انتِ متأكدة من ان الطبيب طمأنك انك بخير لتغادري المستشفى؟))
لا بد من التساؤل عن جدارة ذلك الطبيب الذي ارسل إمرأة تبدو على وشك الانهيار الكلي الى المنزل.
هوت روز رأسها إيجاباً , لكنها لم تذكر له ان الطبيب سمح لها بالمغادرة على شرط ان يها احدهم في المنزل.المنزل...... يا للسخرة! بعد ان تخاصمت مع أفراد عائلتها بسبب إصرارها على المغادرة , هاهي تعاني من الاشتياق الى موطنها منذ وصولها الى هنا.
((هل انتقلتِ للعيش هنا ام انك تزورين احدهم؟))
لو ان المتحدث شخص اخر لظنت روز انه يحادثها ليمنحها وقتا تستجمع في قواها. رفعت يديها لتمسح الرطوبة من زاوية احدى عينيها , قائلة
(( لدي عمل هنا, فأنا أنظم مجموعة كتب السيد سميث في بيانات.))
((تنظمين كتباً في بيانات؟))
لم يتخيل ماتيو مطلقاً جواباً مفاجئاً كهذا.
((نعم حين لا انشغل بإغواء الرجال في غرفهم في الفنادق, أعمل أمينة مكتبة))
انفجر ماثيو بالضحك فشعت عينا روز الصفراوان الضاربتان الى الحمرة بضوء قوي.
((ما المضحك في الأمر؟))
نظر ماثيو الى روز نظرة جانبية سريعة.
((حسناً .عليكِ الإعتراف انه ليس..... حسناً! من يراكِ لا يتصور انكِ....))
أدار ماثيو رأسه مجدداً موجه عينية الى الطريق مجدداً, وهز رأسه الى اليمين والى اليسار, وقال
((....حسناً..... انكِ امينة مكتبة , صغيرتي))
بدت الكلمة الأخيرة حميمة لانه قالها باللغة الفرنسية مع انه قصد بها التهكم
((يبدو انك تمتلك فكرة سيئة عن امينة المكتبة! سيد ديمتريوس.))
ثم تابعت في سرها:حسناً روز! لن تعرفي ماذا يفكر به هذا الرجل بالتحديد, آه , سوف تحتاج الى علاج نفسي بعد لقائها بهذا الرجل.
((اتمانعين إن مررت بالمنزل الريفي لأخبر جايمي عما حدث؟))
من دون ان ينتظر إجابة روز , توجه بسيارته الى منعطف حاد, بدت بوابة المدخل التي مر بها كبيرة جداً, لكن الطريق الخاص المحاط بالأشجار من كلا الجانبين , كان مليئاً بالحفر.
قضت روز وقتاً كافياً في ذلك المنزل الريفي, لتعرف ان مليونيراً سكوتلندياً يملكه, ةهة شخص مهم جداً, افترضت ان شخصاً كماثيو يعرفه حق المعرفة.
((هل تقيم هنا؟))
هز ماثيو رأسه وهو يجتاز بصعوبة حفرة على الطريق, وقال
(( شارك جايمي في سباق واحد فقط.....))
((هل أصيب؟))
شرح لها ماثيو
((لا هو فقط يحتاج..... جايمي سائق ذكي, لكنه يفتقر....أفترض انه ليس قاسي القلب بما يكفي , جايمي.....))
توقف قليلاً ثم أردف
(( هو ألطف مني.))
((هذا الشرح غير ضروري , اؤكد لك.))
جوابها هذا أضحك ماثيو. ولم تستطع روز إلا ان تلاحظ مدى جاذبية ضحكته.
*******
قاد ماثيو السيارة الى منطقة مرصوفة بالحصى أمام المنزل. في الواقع , لم يتبق الكثير من الأعشاب الضارة,رغم ان المنزل نفسه, هو مبنى ضخم الطراز مبني من الحجارة المتراصف , بدا مؤثراً.
بدا كأن ماثيو يقرأ أفكار روز حين قال
((يعود الحجر الأصلي ألى القرن الخامس عشر’ وأعتقد انه تعرض للحريق, انتظري هنا , سأخبر جايمي.....آه ! ها هو......))
أدارت روز رأسها في الوقت المناسب لترى رجلين يمشيان حول المنزل, أحدهما طويل القامة, أشقر الشعر, أفترضت انه مالك الارض, أما الآخر فكان رب عملها. بدأت تشد بمقبض الباب كي تفتحه , وفي تلك اللحظة عرفت لماذا بدت لها السيارة المتوقفة في مكان قريب مألوفة.
انحنى ماثيو والتقط ذراعها ثم قال
((ماذا تفعلين؟))
ردت روز وهي تبتعد عنه أكبر مسافة ممكنة
((هذا السيد سميث.))
وأردفت
((أنا انظم كتبه))
أدار ماثيو رأسه في الإتجاه الآخر , صورة رب عمل روز التي تشكلت من قبل هي صورة رجل يكبر هذا الذي يتكلم مع جايمي بعشرين عاماً على الآقل.
((هل تقطنين لديه؟))
هزت روز رأسها إيجاباً. متفاجئة بالتغير الغريب في وتيرة صوته, إلا انها ارتاحت لأن ماثيو لم يعد يضغطها الى مقعدها بذراعه, لم يخطر ببالها قط ان ماثيو لربما يتساءل عن ترتيبات نومها, ولو أنها عرفت ما يجول بخاطره لضحكت بالتأكيد.
روبرت سميث, بالرغم من انه شاب وحسن المنظر , إلا انه ليس جذاباً على نحو مميز, كما انه غير ودود, ولا يملك حس الدعابة.
((ابقي هنا . سأشرح ما حدث))
حياة جايمي بمزاجه المرح الاعتيادي النابع من صميم قلبه.إلا ان ملامحه انقبضت حين شرح له ماثيو ما حدث.
((انت محظوظ لأنك ما زلت على قيد الجحياة , يا صديقي.))
وافقه روبرت سميث
((نعم , هذا من حسن حظك.))
وتابع
((لكنك تقول إن الآنسة هول لم تتأذى , وإن الطبيب أفاد أنها في حالة جيدة . أليس كذلك؟))
((من الواضح انها ما زالت تحت تأثير الصدمة.))
((انا متأكد انها ستنسى الآمر كلياً , حالما تبدأ بالعمل.))
((العمل؟))
توردت وجنتا الرجل الآخر من جراء النظرة التهكمية التي رمقه بها ماثيو))
((في الواقع.....اعتقدت.....لدي جدول أعمل و....))
((تحتاج المسكينة إلى فترة إستراحة.))
تراجع روبيرت سميث بوضوح من وهج الغضب في عيني الرجل الآخر.))
((آه, إن كان هذا ما أوصى به الطبيب , سأحرص على أن.....))
تشدق جايمي قائلاً وهو يضع يده برفق على ظهر الرجل
((روبيرت! لم لا تدخل وتلقي نظرة على تلك الكتب؟ تركتها على الطاولة في الرواق.))
قبل الرجل الآخر الدعوة إلا أنه أندفع نحو اللاندروفر برشاقة قائلاً
((سأذهب لأطمئن على الآنسة هول اولاً.))
قال جايمي بنبرة منخفضة ملؤها التسلية بينما بدأ الرجل الآخر يمشي بإتجاه اللاندروفر
(( أظن أنك أخفته))
قال ماثيو بإزدراء
((أظن أن الرجل ......غبي))
قال جايمي بنبرة جافة
((نعم, هذا ما يبدو))
ثم نظر الى اللاندروفر بفضول وقال
((هو غبي , لكنه جنى الكثير من المال في المدينة, وتقاعد وهو ما يزال شاباً أظن انني سأبيعه بعض الكتب القديمة كسباً للمال , إذ يبدو مهتماً بشأنها , حسناً ّ ماذا عن الفتاة ؟ هل عرفتنا ببعض؟))
استأنف كلامه فيما اقترب من اللاندروفر,
((لم لا احصل على فرصة كي العب دور الفارس المنقذ للفتيات في الأوقات الصعبة؟))
تبعت نظرة ماثيو اتجاه تحديق جايمي, فرأى رزظ تترجل من اللاندروفر بناء على إشارة من سميث, تجعد جبينه وهو براها تهز رأسها الى الأمام والى الخلف متحدثة الى الرجل الآخر , ثم بدأت تمشي بإتجاههما.
((تغيرت كثيرا...... منذ وجودها في موناكو.))
لم يدرك ماثيو انه تفوه بما فكر به إلا حين تكلم جايمي
(( أتعرفها؟ يا الهي, كم يبدو الآمر غريباً




اتسعت عينا جايمي تقديراً , ثم صفر بصوت منخفض بينما اقتربت روز منه , قال لصديقه
((هل من فرصة لتعرفني بها مات؟))
رمقه ماثيو بنظرة ملؤها السخط, ثم رد
(( بالكاد أعرفها ..... التقينا.....))
توقف بعد ان أصبحت روز على مسافة تسمح لها بأن تسمعه, بالرغم من لباسها غير المألوف وشعرها الاشعث, وقفت ونظرت اليهما بكرامة وجمال يكفيان لإيجاد عذر لإندفاع جايمي الطفولي.
قالت وهي تهز رأسها نحو جايمي فيما أضمحلت إبتسامتها حين نظرت الى ماثيو
((مرحبا.))
ثم قالت على نحو مرتبك
(( سيوصلني السيد سميث. أريد أن أشكرك .....لأنك أنقذت حياتي, وآسفة لأنني سببت لك الكثير من المتاعب.))
قاطعها جًايمي متقدماً بخطواته وماداً يده ليعرفها بنفسه
((إنقاذ حياتك؟))
ثم تابع
(( قللت من اهمية انجازك مات))
فيما روق صديقه بنظره جانبية ملؤها التسلية قائلاً
((لكن هذا ما عهدناه في ماثيو, البطل المتواضع.))
بدا هذا البطل المتواضع غاضباً وهو غير مرتاح على الآقل, فيما اتسعت إبتسامته,
أضاف جايمي
((بالرغم من تواجدنا في مكان بهذا الحجم , إلا اننا لم نلتق بسبب عامل الوقت فحسب, انا جايمي.))
((أعرف.....مالك الآرض.))
((في الوقت الحاضر. لكنني اتمنى ان يقوم مات هنا بعمل خارق, ويبقي وكلاء الأ**** بعيداً.))
صعب على روز ان تعرف من نبرته اذا كان يمزح ام لا,لكن ما بان بوضوح هو ثقته بقدرة ماثيو على تحقيق المعجزة . وجدت نفسها تتمنى ان يتمكن ماثيو من القيام بذلك, إذ وجدت ان من الصعب الا يحب المرء مالك الارض الشاب اللطيف,
القت نظرة معبرة على ثيابها قبل ان تحرر يدها. وتلف ذراعها حول جسمها قائلة
((انا روز.... أرجوك أعذرني..... سأذهب وأنتظر في السيارة انها اكثر دفئاً.))
ابتسمت روز للمرة الأخيرة قبل ان تدير رأسها وتنطلق.
قال جايمي بصوت منخفض وهي تعود الى السيارة في مكان قريب
((أظن انني أعجبتها.))
((إذاً ما نوع الكتب التي تود بيعها؟))
بدا للحظة ان تغيير ماثيو للموضوع ناجح, لكن جايمي توقف عن الكلام ووجه نظرة حادة الى صديقه قائلاُ
((موناكو....؟))
هز ماثيو كتفيه وتظاهر بتجاهله الموضوع
((يا الهي انها هي. أليس كذلك؟ الشقراء التي دخلت غرفتك ليلة الإحتفال في السفارة.))
لم تظهر تعابير ماثيو اي شيء زكذلك لسانه الذي امتنع عن الكلام, رغم انه شك في وقت لاحق ان يكون ذلك مجدياً .
((أأعتبر هذا السكوت علامة الرضى؟))
أطلق جايمي صفرة خافتة , أتبعها بضحكة متقطعة, وأقر بأسف
((إمرأة كهذه لا تبدو مناسبة للعمل مع سميث....لأكون صادقاً , لا تبدو روز من النوع الملائم له.))
وأضاف
((ليس لدي الكثير من التجارب فيما يخص النساء اللواتي يحاولن إغراء رجال لم يلتقينهم من قبل. هل كانت عارية تماماً.))
رمق ماثيو جايمي بنظرة جافة خاطفة, فرفع جايمي يده ليهدء من روع صديقه قائلاً
((حسناً! لا حاجة الى الغضب, هل انت متأكد من انه لم يحث شيء؟ أعني , ألم تنشأ بينكما مشاعر محمومة على الجليد؟))
اتسعت إبتسامة جايمي ورفع حاجبه متسائلاً.
لم يرد ماثيو الإبتسامة, بل قال بطريقة غير ودودة
((لديك خيال مفرط, جايمي))
هذه المرة قرأ جايمي مؤشر الإنذار في تعابير الرجل الآخر. فرد بطريقة هادئة
(( إن كان هذا ما تقول.....))
وأضاف
((لكنني أعتقد انك احد الرجال القلائل في الكون اللذين يغضبون كثيراً لرؤية إمرأة جميلة شقراء في سريرهم.))
تحول حاجبا ماثيو الداكنان الى خط مستقيم فوق أنفه المعقوف . ثم قال والسخط في صوته موجه على الأغلب الى نفسه
((لا أعرف ما الذي دهاني لكي أخبرك عن الموضوع؟))
ذكره جايمي
((لم يكن لديك خيار بعد ان سمعتك توبخ طاقم الفندق لتقصيره في حماية خصوصية غرفتك.))
وتابع
((ألم تشعر بالإغراء لتأخذ ما عرض عليك؟ أعني, تبدو روز جذابة حقاً.))
تبعت تنهيدته الطواقة إبتسامة وقحة؟ إبتسامة أثارت لدى ماثيو مشكلة ما, إلا ان جايمي استكمل تفكيره بالشقراء غافلاً عن حقيقة مواجهة صديقه لدوافع عنيفة
((أتساءل اذا كانت ترغب بأن تأتي وتنظم مجموعة كتبي بعد ان تنهي عملها مع سميث؟))
فجأة أضمحلت نظرة جايمي الماكرة الهزلية والموحية امام ومضة الغيظ الشديدة التي ظهرت على وجه صديقه.
في تلك اللحظة تنحنح روبرت سميث معلناً وجوده.
استدار الرجلان بإتجاهه في اللحظة نفسها
((انا متأسف جايمي , لآن الكتب.... حسناً ! ليست هي ما ابحث عنه.))
تقبل جايمي الخبر بهزة من كتفه تعبر عن هدوء باله وقال
((حسناً! ليس بالآمر المهم.))
((لدي صديق قد يبدي اهتماماً بها, سأذكر له الموضوع إذا احببت. بالرغم من ذلك اخشى انها غير قيمة حقاً))
سمع ماثيو نفسه يقول
((سسأشتريها؟))
تفاجأ جايمي بالعرض بقدر ما تفاجأ به ماثيو. فقال
((لا تعرف اي نوع من الكتب هي.))
((لدي رف كتب فارغ.))
((حسناً إذاً سأنصرف.))
تجعدت شفتا ماثيو في إبتسامة إزدراء وسأله
((ماذا بشأن الجدول؟))
كافح الرجل الآخير ليرد الإبتسامة
((سوف نرى....أشكرك مجدداً لمساعدتك الآنسة هول.))
ضاقت عينا ماثيو فيما راقب سميث وهو يركب السيارة قرب روز؟ وعلق قائلاً
((لا احب هذا الرجل.))
قاوم جايمي إبتسامة وقال مربتاً على كتف ماثيو
((وقد أخفيت هذا الآمر بشكل جيد.))
ثم تابع
((بما انك تحقق نجاحاً مع أصحاب رؤوس الأموال , ماذا عن وضعي المالي, هل ثمة بصيص امل؟
مدركاً هم صديقه الحقيقي, ذلك الهم الكامن وراء إستخفافه وطيشه, حوّل ماثيو مسار تفكيره عن أمينة المكتب , وهي احتمال بعيد, الى وضع صديقه المالي مجدداً.


ماندو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس