عرض مشاركة واحدة
قديم 15-05-09, 09:43 PM   #14

ماندو
 
الصورة الرمزية ماندو

? العضوٌ??? » 85350
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » ماندو is on a distinguished road
افتراضي

5.أريد عملاً
********

((أنا آسف, آنسة هولي. إنني مضطر إلى تركك تذهبين.))
أطبقت روز فكيها , وأدارت رأسها , وراحت تحدق خارج النافذة من دون ان ترى مشعهد هايلاند الساحر المغطى بقشرة من الثلج, ضغطت عينيها بقوة ,هزت رأسها يميناً ويساراً. لم تكن لديها أدنى فكرة عما سيحدث بعد هذه الكلمات, لكنها لم تكن تتوقع ان تؤمر فجأة بمغادرة المكان.
((تركي أذهب؟))
((أعتقد إنه لم يعد بإمكانننا العمل معاً.))
((هل تصرفني من عملي؟))
طغى الشعور بالإندهاش على شعور روز بالغضب, وعلى الأرجح أن هذا الأخير سيأتي لاحقاً...... وهذا ما حصل فعلاُ. تابعت تقول
((لكنني لا أفهم. هل لديك أي شكوى على عملي؟ أتقول ذلك بسبب قضائي بقية النهار في لبسرير البارحة؟ في الواقع, كنت لأعمل لو.........))
أقر روبيرت سميث بصرامة
((كان عملك جيداً((
ثم أردف
((إلا ان أموراً اخرى لفتت إنتباهي.))
((أي أمور؟))
بدأ روبرت يحرك أشياء على طاولته من دون ان يوجه نظراته إليها.
وأجاب
((فكرت بالآمر قليلاً البارحة.))
ثم تنهد ورفع رأسه وأردف
((ولسوء الحظ, أستنتجت انه من غير الملائم لإمرأة مثل......))
توقف روبيرت عن الكلام وتنحنح
((لإمرأة مثل ماذا؟))
زم روبيرت شفتيه, وأخفض نظراته الخالية من الحماسة وراء نظارتيه ذات الإطار العظمي, وقال
((هذا مجتمع صغير, وليس ثمة أسرار تخفى, إن مغامراتك الباهرة روز , ستصبح شائعة على كل لسان.))
كررت روز وهي لا تزال جاهلة عما يتكلم
((مغامراتي الباهرة؟))
اعترف روبيرت
((إن الناس هنا ذو أفكار قديمة الطراز, وبما إنني أخترت السكن هنا, علي ان احترم قيمهم, ساورني بعض القلق في البداية بالنسبة إلى بقاء فتاة يافعة مثلك هنا......))
فكرت روز , يا إلهي, هل يظن كل رجل ألتقي به أنني أنوي أغواءه؟ فيما تابع روبيرت
((لكن بما انكِ كفوءة ازحتِ قلقي جانباً. أما الآن , أصبح هذا غير ممكن مع تاريخك المشكوك فيه.))
ضحكت روز ولم تتمكن من كبيت نفسها, إذ بدت الفكرة مثيرة للضحك حصقاً, وما لبثت ان صعقتها بومضة ساطعة, ضاقت عيناها وسألته بصوت هادئ خطير
((هل تحدثت الى ماثيو ديمتريوس؟))
لم يكن من داع لقوله""سرك محفوظ عندي"" فهو لم يُطق إنتظاراً لينشر أكاذيبه الوضيعة.
يا له من حقير ! لم يكتفِ بإهانتها شخصياً, بل عقد النية على التصرف بخبث متعمد ليقضي على سمعتها, أو بالأحرى سمعة ربيكا. يا له من مغفل مخادع حقود.
((بالطبع سأدفع لكِ أجركِ حتى نهاية الشهر))
إلا ان روز وجدت نفسها غير قادرة على الإمتناع عن إخبار رب عملها السابق انها لن تمس ماله , ولم يُبدِ روبرت إستعداداً لتكرار العرض عليها, لا سيما بعد ان صارحته برأيها فيه.
******
طلبت روز من سائق السيارة ان ينتظر, وبدا ذلك قراراً متهوراً نظراً إلى وضعها المالي لكنها لم تشأ ان تلتمس من احدهم ان يوصلها الى المحطة بعد ان تفجر قنبلتها في الداخل.
من قتح لها الباب الضخم المصنوع من خشب السنديان لم يكن خادماً مرتدياً زيه الرسمي , بل شقيقة جايمي ماكغريغور التي تمضي إجازتها المدرسية في المنزل . تحولت نظرة الصدمة في عيني الفتاة الى إبتسامة حذرة. وقالت بإرتباك.
((آه مرحباً, رأيتك البارحة, ربما انتِ لم ترينني.))
كانت روز منشغلة البال جداً لتسأل عن سبب تصرف المراهقة الغريب.
((لا , لم أركِ))
((تعملين للسيد سميث؟))
((لم أعد كذلك.))
((هل تريدين جايمي؟))
((أريد ماثيو.))
لاحظت الفتاة الصغيرة عزم روز من خلال خديها المتوردين وعينيها الغاضبتين , وأسنانها المطبقة بقوة , فأطلقت ضحكة متوترة
((انا آسفة....... الأمر إنه..... لا أظن ان......))
قاطعتها روز
((لا أكترث إذا كان مشغوزلاً او غير مستعداً أو أي شيء آخر, لآنني أنوي رؤيته سواء أراد رؤيتي أم لا.))
((انا حقاً.....؟ إنهما....))
((أريد ماثيو.))
((كم أشعر بالإطراء!))
استدارت روز على عجل وهي تدير رأسها مستعدة للجدال لدى رؤية قامة ماثيو الطويلة تظهر فجأة بالقرب من كتف الفتاة, ارتفعت نظراتها من حذائه المصقول المصنوع يدوياً إلى شعره اللامع, كانت هذه المرة الآولى التي تراه فيها بثياب رسمية جداً عبارة عن بذلة وربطة عنق, عليها ان تعترف بأن ماثيو ببذلته هذه بدا رائعاً وشديد الوسامة, فقد بدا طويل القامة جذاباً. وأبرزت الخياطة المتقنة لسترته الداكنة ذات القصة الأنيقة عرض كتفيه الواسعتين كما ان سترته المفتوحة أظهرت تحتها قميصاً بيضاء مصنوعة من قماش رقيق.
((ما الذي تقصده من وراء إختبائك بهذا الشكل؟))
رفع ماثيو أحد حاجبيه بسخرية , ثم أرخى عقدة ربطة عنقه, وسمح لعينيه ان تجولا فوق ثنايا جسدها, ففي الواقع هو لم يستطع ان يكبح نفسه عن هذا الآمر, قال شارحاً
((انا في طريقي إلى إدنبرغ.))
وبما ان ماثيو يملك النفوذ الإقتصادي, الذي يتماشى مع اسم ديمتريوس , استطاع ان ينظم لقاء مع المصرف الذي يهدد بآلا يمد جايمي بالمال , خلال بضع ساعات فقط.
أعترض أصحاب رؤوس الأموال على الفكرة في بادء الأمر, ولكنهم أحبوا خطته بعد حين, وأعتبروها مبتكرة وجريئة.
وضع ماثيو شرطاً واحداً فقط, وهو ألا يعرف جايمي مطلقاً هوية المستثمر الجديد.
نظر بحرص إلى وجه زائرته المحمر غضباً ولوى رأسه , ثم قال من دون ان يصرف نظره عن روز ,
((أفيونا أظن ان جايمي كان يبحث عنكِ))
بعد لحظة من الإمتناع وبعض النظرات الفضولية , أنصرفت الفتاة اليافعة.
((هل يمكنني ان ادخل ام علي ان التف كي أدخل من مكان أخر؟))
انحنى ماثيو قليلاً وخطا بضع خطوات إلى الوراء ليسمح لروز بالدخول, ثم دفع أحد الأبواب التي تؤدي إلى الردهة ليفتحه قائلاً
((يمكننا ان نحصل على بعض الخصوصية هنا.))
همهمت روز وهي تتبعه الى داخل الغرفة
((أصبحت تقدر الخصوصية فجأة , اليس كذلك؟))
راقبته وهو ينحني ليرمي حطبة من كومة الحطب الموضوعة قرب الموقد الحجري الكبير على النار , ما أعطى بريقاً إلى الغرفة المعتمة, قرقعت الحطب في النار الملتهبة , كذلك فعل مزاجها حين إستدار ماثيو, اسند كتفيه إلى رف الموقد الحجري الناتئ , ثم قال بتهذيب
((كيف يمكنني ان أساعدك؟))
((اتركني وشأني.))
أطبقت روز على شفتيها لتمنع انفلات المزيد من الردود الطائشة التي أعطته فرصة لينظر اليها بتلك الطريقة القوقية.
تحسّر ماثيو وعيناه تلمعان بسخرية , بينما راح يفك ربطة عنقه بلا مبالاة
((كم تتغير الأمور.))
ثم أضاف
((ظننت بأنكِ مختلفة روز.))
نظرت الى وجهه بحقد متجدد
((كنتِ معجبة بي أكثر فيما مضى, لكن المرء يعرف من هم أصحابه الحقيقين حين يخلف وراءه سحر حلبات السباق.))
((أنا متأكدة من انه ما زال لديك جمهور من الطفيلين المستعدين ليعتبروا كل رأي أحمق لك ذكياً ورائعاً, فالرجال أمثالك محاطون دائماً بأشخاص كهؤلاء.))
((هل عرفت رجالاً كثؤاً مثلي؟))
((لا لحسن حظؤي! لو أحسست بأحدهم يقترب من جهتي , لأبتعدت للجهة الاخرى.))
زم ماثيو شفتيه وأصدر صفرة خافتة وقال
((أحدهم يعاني من مزاج سيء هذا الصباح.))
((هذا الصباح كان لدي مكان آوي إليه.))
ابتعد عن رف الموقد الحجري, وخطا بإتجاه روز
((والآن ألم يعد لديكِ واحداً ؟))
((لا, لامكان آوي إليهِ ولا عمل.))
(( هل استقلتِ؟))
((لا, تم صرفي من العمل.))
((هل صرفكِ سميث؟))
بدا على تعابيره الإذدراء وهو يفكر فب الرجل الأخر ثم أضاف.
(( لم أتوقع حصول هذا.))

هذا الأمر يفسر مزاجها السيء بالطبع, لكنه لا يفسر وجودها هنا.
أغضبتها نبرة التسلية في تعبيره وقالت
((كاذب.))
تجمد ماثيو. سألها
((بماذا نعتيني؟))
رفعت روز ذقنها وهي مستعدة لمحاربته , ووضعت يديها على وركيها , لن تسمح له بأن يخيفها , بالرغم من تلك النظرة التي أوحت بأنه أشبه بحيوان غاب مفترس على وشك الإنقضاض.
رفعت ذقنها أكثر. وردت
((سمعتني.))
ثم أضافت
((لديك صفات كثيرة لكنك لست أحمق.))
أجاب ماثيو وصوته يقطر سخرية
((شكراً))
((كان يجب عليك ان تفكر بالنتائج حين أخببرت الجميع أنني إمرأة مستهترة.))
((لم أقل شيئاً من هذا النوع لأي كان))
توقف ماثيو وبدا على وجهه ملامح فهم مؤلمة , بينما صفع جبينه بيده وشتم.


رفعت روز رأسها بعنف وقالت
((حسنا أفترض انه نوع من الكلام الذي يمكن ان ينساه اي كان.......))
نظر اليها وهو مقتطب الجبين قلقاً وقال
(( لا أصدق إنه صرفك.))
أجابت روز
((ولا أصدق انك مهتم.))
ثم تابعت
((لكنني لا اعرف حقاً لما يصعب عليك تصديق الفكرة , ماذا توقعت ان يفعل رب عملي حين أخبرته أنني إمرأة فاسقة ........أن يزيد راتبي؟))
ارتجفت شفتاها , وأنزلقت دمعة من زاوية عينها, همهمت روز وهي تزيلها
((اللعنة,))
انخفض رأسها وهي تكافح لتستجمع قواها , بينما تأمل ماثيو انحناء رأسها وراقب كتفيها النحيلتين المحدودتين وهما ترتجفان :احس بحاجة غريبة حثته ليأخذها بين ذراعيه , تبعتها حاجةمماثلة قوية جداً ليخنق رب عملها الغبي.
((أنا لم أخبره القصة.))
توقع ماثيو ان تقاوم روز حين وضع يداً عند أسفل ظهرهها ووجهها تجاه الكرسي الأقرب , لكنها لم تفعل , قال
(إجلسي قبل ان تسقطي على الارض.))
نفاذ صبره اخفى القلق الذي لم يشأ ان يحس به, لم عليه ان يشعر بالمسؤولية ؟ ليس خطأه أنها عملت عند شخص محدود النظر الى الأمور وغير متسامح, مهما كان ظنه بها, فماثيو لم يختلق حكايات بشأنها, ظهر الشك على وجهه ثم قال
(( لم أخبره القصة قط, أفترض انه سمع شيئاً مما قاله جايمي.))
ازالت روز شعرها عن وجهها بساعدها , ونظرت عالياً الى ماثيو, غير مصدقة ما تسمع, وصاحت
((يا إلهي , هل من احد لم تخبره بعد؟))
((كان جايمي في الفندق تلك الليلة . سمعني أتذمر من أمن الفندق وأنتزع الخبر مني بالحيلة حين رآكِ خمن......))
قاطعته روز
((لا بد انك اخبرته ببعض التفاصيل.))
((جايمي لا يفوته شيء, وإذا كان يريحك , فقد سقطت منزلتي من عينيه منذ رأكِ))
مع إبتسامة جافة, رفعت روز رأسها وقالت
((أشك في هذا.))
((أعتقد أنني انا.....المذنبة.))
التفت الأثنان في وقت واحد بينما تأرجح الباب إلى الداخل لتظهر منه فيونا, وقد بدت على وجهها إمارات الشعور بالذنب.))
انتفض ماثيو في إستنكار وسألها
((فيونا! هل كنتِ تسترقين السمع؟))
((نعم......لا, الآمر هو انه..... لم يكن الآمر مقصودا في تلك المرة.))
ارتفع حاجبا ماثيو تعجباً
((تلك المرة.))
انزلقت عينا فيونا من عيني ماثيو , بينما مشت متثاقلة بائسة وهمهمت
((سمعتك وجايمي تتكلمان عن موناكو وعن الفندق و.....))
ثم رفعت عينيها بإتجاه روز ةتابعت
((....عنكِ ....قالت غرايس....))
مرر ماثيو يداً على فكه وتساءل
((من هي غرايس؟))
كررت فيونا وهي تبدو ناقمة
((من هي غرايس؟))
وتابعت
((انت تعرف من هي , لطالما كانت صديقتي المفضلة , منذ كنت في سن الرابعة , على اي حال.... يدير أبوها مركز التسلق. أخبرتها بالآمر عبر رسالة إلكترونية , وهي راسلت إيلي, وعلى الأرجح ان إيلي ارسلت ارسلت بريدا إلكترونيا الى بضعة أشخاص اخرين.))
تنفست روز بإرتجاف وقالت
((آه , يا إلاهي, ليس سميث وحده من عرف بهذه القصة.))
سمع ماثيو النبرة الهستيرية في صوتها لأنه نظر اليها بغرابة قبل ان يهز رأسه بعنف بإتجاه المراهقة ويصيح
((اخرجي))
خرجت فيونا من الغرفة بسرعة, فيما ارتفع صوت روز وهي تقول
((طالما انني اعمل جاهدة, فحياتي الخاصة لا تعنيه, هذا المتزمت المنافق, قال إن الناس قد يأخذون فكرة خاطئة عن علاقتنا, هي تتخيل ذلك؟))
ثم أضافت مع ضحكة مريرة
((علاقة مع ذلك الغريب البارد ..... يا إلاهي.))
وهمهمت
((أفضل العلاقة معك.))
((آه , اشعر بالإطراء.))
فكرت روز ان المقابلة لا تسير كما هو مخطط لها.
نصحته قائلة
((لا تشعر بهذا.))
وأردفت
(( إن كان من شخص أحتقره اكثر من متزمت منافق, فهو رجل يتباهى بفتوحاته امام الرجال الأخرين.))
ارتفع حاجبا ماثيو الداكنان , وسألها مستغربا
((فتوحات؟))
وتابع
((لا شك ان ذاكرتك للمناسبة مبهمة, لكننا في الواقع , لم......))
((لآنني لم اكن مناسبة كفاية.))
على الرغم من إحساسها بالمذلة لرفضها بإسم أختها, أحست بالإرتياح ايضا لأن ماثير قاوم تقرب ريبيكا, لأنه لو لم يفعل لشعرت بالغيرة!
خطفت روز نظرة الى الرجل المسؤول عن إحساسها الغريب هذا, لم تشعر قط بالغيرة من شقيقتها التأم بالرغم من وجود سبب لذلك. لطالما كانت ريبيكا هي الموهوبة , والنحيلة والشغوفة . وهي التي ينجذب اليها الرجال. إلا ان ماثيو لم يكن واحدا منهم.
((كنتِ ثملة.))
بغضب شديد قالت روز من وراء صرير أسنانها
((لم أكن انا.))
وتابعت
((كم مرة علي ان اقول لك ذلك؟ يا الهي ! ألم يخطر ببالك انه ربما كان هناك سببا لتصرفها ذاك؟ سبب لا علاقة له بكونك لا تقاوم. ما دفعها لتفعل ما فعلته تلك الليلة؟ ألم يخطر ببالك أنها ربما كانت تمر بوقت حرج في حياتها؟ ربما اكتشفت ان خطيبها الرجل الذي تخلص منها في المذبح , شاذ.)
راقبها ماثيو بينما توقفت عن الطلام لتحبس أنفاسها, فكر ان استعمال روز صيغة الغائب هو على الأغلب نوع من إنكار الذات.....
((أكنتِ مخطوبة وعلى وشك الزواج؟))
ظهر تغير في صوت ماثيو العميق لم تسطع روز ان تفهمه تماما. لكنها عرفت فورا انها ارتبكت خطأ تكتيكيا.
أغمضت عينيها يقوة, وهمهمت ساخرة في سخط مطلق, بعدئذ رفعت صوتها عاليا وقالت
))لست انا. لسنا نتكلم عني.))
لكن بدا على ماثير انه يتكلم عنها.
((بالطبع , لا.))
قال هذا بطريقة غير صادقة ما حثها على الصراخ, أخفض ماثيو بصره لينظر الى يديه, فوجد انه مشدودتان في قبضتين من كلا الجانبين, أخذ نفساً عميقاً وأجبر عضلاته المتوترة ان ترتاح.
من كان خطيبك؟))
((اسمع لا اريد حقاً مناقشة حياتي الخاصة معك.))
((على الأقل تعترفين الآن انها حياتك الشخصية.
قلبت روز عينيها في سخط , ما نفع نكرانها ما دام ماثيو لن يقتنع؟
أما هو فأردف
((لا بد انها كانت صدمة لك,و أفهم هذا, لكنني متأكد من انك لو تأملت في الاحداث الماضية , ستوافقين على ان الثمالة وإغواء الغرباء ليس رد الفعل الآذكى.))
((من الواضح انك لم تقع في الحب قط))
تأملت روز وجهه في نفور, وفكرت بأنه رهان آمن بوجود حشد من النساء اللواتي يحمن حوله مبهورات بإرثه, وملامحه الداكنة الجذابة وإبتسامته الساحرة.
زم ماثيو شفتيه وومضت عيناه الداكنتان بطريقة لا تثق روز بها. وقال,
((لا يجدني البعض لا أقاوم كما تجدينني انتِ.))
((شخص مثلك يمتلك القوة والمركز والمال , يجد الكثير من النساء المستعدات ليتغاضين عن عيوبه الكثيرة.))
((لست مترفقة في الحكم على النساء.))
((أشك في ان يكون لدي اي قاسم مشترك مع معجباتك.))
التفكير بهؤلاء المعجبات لم يحسن مزاجها على الإطلاق. ذعرت روز حين بدر من ماثيو ضحكة خالصة وجذابة, شعرت بالحذر بسبب شعور التوتر الذي أصاب معدتها.
سارعت الى القول
((قلت ما جئت لأجله, انا ذاهبة الآن وسوف.....لا....))
توقفت روز عن الكلام ورفعت عينيها المتوهجتين إلى عينيه قبل ان تضع حقيبة كتفها بثبات شديد قرب الكرسي, وقالت
((لست ذاهة الى اي مكان.))



لا مجال لذلك . رات الان انه من السخيف ان تتوقع منه حتى القليل من الندم. هذا الرجل بعيد كليا عن الرآفة.
((قلبت حياتي رأسا على عقب , ويمكنك ان تصلح الآمور.))
انجلت الإبتسامة على وجه ماثيو وأجاب
((وكم سيكلفني إصلاح الأمور؟))
حدقت روز بماثيو بحيرة
((يكلفك؟))
وبعد ان إستوعبت ما قصده , اضمحل اللون من وجنتيها, في الوقت الذي إجتاحتها موجة من السخط الثائر, هذا الرجل الكريه لا يتفوه بكلمة من دون اهانتها.
صرخت بصوت مرتجف
((أتظن انني اطلب منك مالا؟ لن أخذ المال منك ولو كنت مايتة))
نظر ماثيو اليها اخذا بعين الإتبار وقال.
((في هذه الحالة لن ينفعك المال, لكن بما انك على قيد الحياة....))
انتقلت نظراته من الغيظ المتوهج في عينيها المشعتين لتتأمل ملامح وجهها الناعمة.
أعلنت روز
((لا اريد مالك, اريد عملا.))
بدا على ماثيو الإرتباك قبل ان يردد خلفها
((عملا؟))
((نعم اريد عملا , اريد ان استعيد ما كان متوفرا لي قبل ان تقرر تشويه سمعتي امام كل من يستطيع الاستماع اليك.))
((لم افعل هذا, قلت لك....))
قاطعت روز شرحه المضجر بتلويحة من يدها تنم عن مللها قائلة.
((نعم, نعم, يبدو لي في ظل الظروف الراهنة ان هذا اقل ما يمكنك فعله, تشويه سمعة الآخرين يعبر جريمة.))
هزت كتفيها ةابعدت نظارتها عن وجهه , وفكرت ان وسامته الخطيرة المغرية التي لا تقاوم ينبغي ان تعتبر جريمة ايضا.
تابعت قائلة
((وانا متأكدة ان لديك فريقا من المحامين الذين يهمهم الا يقال او ينشر عنك كلام لا تحبه.))
أقر ماثيو
((ليست بقفكرة سيئة جدا.))
سألت روز متأملة تعبيره المهيب بإرتياب
((هل تسخر مني؟))
تقدم ماثيو خطوة من روز ونظر اليها وهو يميل برأسه الداكن الشعر الى جهة واحدة, اقترح بنعومة.
((يمكنك مقاضاتي.))
لازمت روز مكانها بالرغم من ان كل غريزة تملكها راحت تصرخ في داخلها وتدفعها للركض,فالتواجد بهذا القرب منه جعلها تشعر بوخز خفيف في أصابع رجليها وبإرتعاش في معدتها.
((لا تظن انني كنت لا اتوانى عن فعل ذلك لو.....))
توقفت روز عن الكلام وهي تعض شفتها .
((لو.....ماذا؟))
صرخت
((إذا كنت تملك ذرة من الأخلاق فإنك لن ترضى بأن تسبب في قطع ارزاق الآخرين, يجب ان تقر بأن خسارتي وظيفتي هي خطؤك, وأن تفكر بتسوية الآمر.))
راقبها ماثيو وهي تتنشق بغضب ما سبب لها رجفة لا يستهان بها. راحت العينان الذهبيتان المتوهجتان اللتان التقتا عينيه تلمعان تحت تأثير دموع الغضب , ابتلع ريقه وكرر بصوت اقل ارتفاعا من المعتاد
((تسوية الآمر؟))
في تلك اللحظة بالضبط, الشيء الوحيد الذي اراد ماثيو فعله هو سحبها الى ذراعيه ومعانقتها.قبل اربع سنوات, قدر ماثيو جمال المرأة التي قدمت نفسها له , لكنه لم يشعر بالإغواء,, لم يكن من انسجام بينهما, والآن هو لا يحتمل ان يتواجد في الغرفة نفسها معها. او حتى يسشم رائحة عطرها من دون ان يشعر برغبة جامحة تجاهها.
ظهر بين حاجبيه الداكنين المحددين ثلم مذهل, وانجرفت نظرته المتأملة بإتجاه ملامح وجهها الناعمة. لقد اشتهرت عنه قدرته على السيطرة على نفسه, ولطالما التقى نساء اكثر جمالا , فما هو سر هذه المرأة؟ ما الذي يجعلها قادرة على التأثير فيه؟ ولماذا الآن, وبعد اربعة اعوام؟
((لكن بالطبع شخص مثلك لن يفهم ما عنى ان يخسر المرء مهنته.))
ازدادت نظرة روز الغاضبة حيرة وهي ترتاح على وجه ماثيو الداكن, تابعت تقول بحدة,
((انت شخص يعرف معنى خسارة مهنة ما, ليس لكل منا دخل خاص يعتمد عليه.))
((لديك عائلة تعودين اليها, لن تموتي جوعا.))
((لدي عائلة. ولدي مدخرات , لكن لا يكمن لب الموضوع هنا , انا في السادسة والعشرين من عمري , ولا اريد ان اترك اهلي ينفقون علي, ))
كذلك لم تكن روز تريد ان تسمع من احدهم: الم نقل لك هذا؟.
((تفترضين اني عشت غنيا مدللا اليس كذلك؟))
من الصعب ان تتخيل أي شيء اقل دلالا من حياته الى حد بلوغه الخامسة عشر من عمره, إلا ان تلك السنوات حين كان ماثيو وامه فحسب يعيشان الحياة التي يعتبرها البعض حياة محرمة كانت الفترة الاكثر سعادة في حياته.
لم تكن لدى ماثيو اية طموحات مادية حين ادرك اندريوس انه ابنه, لكن في السنة الاولى بعد إدراكه هذا , مرت مناسبات عديدة تمنى فيها ماثيو ان يعرض عليه احدهم فرصة الرجوع الى الحياة التي عاشها قبل معرفة اندريوس , ولو حصل ذلك لقبل العرض دون تفكير.
شعرت روز بفورة غضب . تشدقت بكلامها ساخرة
((سأفترض هذا وانت تقف ببذلتك المزخرفة الفاخرة وحذائك الإيطالي اليدوي الصنع.))
وأضافت
((ر افترض انك قضيت الليالي قلقا بشأن دفع الفواتير.))
أقر ماثيو معترفا
((لا, لكنني كنت بحاجة الى....... ما هي العبارة؟ أن اقترض من شخص ما لآرد ما أقترضته من شخص اخر.))
نظرت روز اليه بإنزعاج وقالت
(( آه, نعم, انا متأكدة ان هذا كان عسيرا جدا.))
لمعت في عيني ماثيو ومضة لهو ساخرة, فيما رفع كتفيه في هزة خفيفة جدا لكنها معبرة وقال
((ربما انتِ متفاجئة.))
نظرت روز إليه بإشمئزاز , فبادلها النظرة مع إبتسامة خافتة وثقة جذابة تغلغلت الى داخل عظامها.
رفعت رأ
سها اليه فجأة وردت
((متفاجئة بالطبع لآن رجلا يضع ساعة يد تكفي لشراء بضعة منازل يعرف ما معنى ن تمتلك القليل من المال.))
ثم عقدت ذراعيها فوق صدرها وتابعت بسخرية
(( بصراحة, نعم , انا متفاجئة.....متفاجئة جدا..... فأنت وريث لثروة ضخمة......لثروة خيالية.))
عادت تقول بمرارة
((أتفاجأ اذا كانت معلقتك الفضية مغطاة بالماس.))
ثم سألته بحنق كردة فعل على ضحكته الجافة
((ما المضحك في الآمر؟))





اختفى البريق الساخر من عيني ماثيو تاركا تعبيره كئيباً وهو يقول.
((لم تكن لدي ملعقة فضية دائماً يا روز.))
قذفته روز بنظرة ساخطة ومالت بعيداً, او انها كانت ستفعل لو لم يمسكها ماثيو من كتفيها
((هل تمانع؟))
اجبرت نفسها على ألا تنظر الى الصورة المزعجة لآصابعه النية الملتفة حول الجزء الأعلى من ذراعها. طالبته بالرغم من ان جسمها الخائن بكليته كان يقوم بأفضل ما لديه ليكذبها
((لا استمتع بلمسة يدك علي.))
لحسن الحظ ان ماثيو لن يعرف عن الشعور بالدفء والليونة والخفقان التي راح يتخبط في معدتها.
((ولدت في شقة مكونة من غرفة واحدة في منطقة في باريس لا يزورها السياح.))
الكلمات التي صدمتها حرفياً وأسكنتها انفجرت من بين شفتي ماثيو بقوة جعلتها تخطو لا إرادياً خطوة الى الخلف, في جزء من الثانية , رأت روز ومضة من الصدمة في عينيه , بدا تقريباً منفاجئاً مثلها بما تفوه به من كلمات
((في الواقع لا يقوم احد بزيارة تلك المنطقة إلا إذا لم يجد خياراً اخر.))
لم تبلغ إبتسامته القلقة عينيه, فيما أضاف
((لكن هذا لا يمت الى الموضوع بصلة.))
اشارت الكلمات وكذلك تصرفه ألى نيته بإقفال الحديث عن ههذا الموضوع , مع انه هو من أثاره.
اشتد فكا ماثيو على خلاف جسده, لم يفهم اي نبض حثه على ان يتفوه بمعلومات شخصية بهذه الطريقة.
بدا الآمر غريباً , لقد قال أندريوس ما هو اسوأ , ومع ذلك فشل تماماً في ان بحصل على إنتباهه. لكن لسبب ما , ذكرها الملعقة الفضية ضايقه ودفعه الى هذه الإعترافات , منذ متى يعطي ماثيو اهتمامه لما يفكر عنه الآخرون ؟ ما الذي يهمه إذا إعتبرته روز هول ولداً غنياً مدللاً شُب ليصبح رجلاً مدللاً فاسداً؟
ارتفعت رموشه عن عظام خديه البارزين وقال
((لا شيء. انسي ما قلته.))اعترضت روز
((لا تستطيع ان تقول شيئاً كهذا وتتركه معلقاً ))
هز ماثيو كتفيه هزة فرنسية الطابع وأجاب
((لم لا؟ أنا لست موضوع هذا الحديث.))
من المحتمل ان تكون صحته العقلية هي الموضوع, للمرة الأولى في حياته شعر ماثيو بالقلق كم انه بدأ بالكلام , فلن يهعرف متى يتوقف, أعطى هذه المرأة لمحة عن نفسه كان يجب ان تظل خاصة.
((أبوك هو أندريوس ديمتريوس ,أليس كذلك؟))
الرجل الأغنى تقريباً في أوروبا, وماثيو هو وريثه, كيف يمكن ان يكون ما يقوله صحيحاً.
صدر عن شفتي ماثيو المطبقتين بإحكام همهمة , ثم كشف عن أسنانه بإبتسامة مفترسة, وأخفض بصره نحوها,أما روز فلم تكن لديها فكرة عما فعلته لتستحق غيظاً كهذا.
((أرتيدين التفاصيل المشوقة؟))
ضرب الهواء بقبضته في حركة تنم عن إحباط . وأضاف
((أندريوس هو أبي. لدي نتائج الحمض النووي كإثبات , لكن امي ......))
وتابع بنفس الطريقة العازمة
((.....لم تكن زوجته, كانت امي فتاة يافعة أنجبتني بعد تسعة أشهر من ليلة عابرة.))
((إذاً انت.......))
((ولد غير شرعي, نعم))
احمرار وجنتيها خجلاً جعلت إبتسامة ماثيو الساخرة تظهر على وجهه.
علقت روز
((ألم تكن على اتصال معه.....مع ابيك..... حين كنت صغيراً؟))
برزت ثنية على جبينها الناعم وأضافت
((لا شك انه أعطى امك دعماً مادياً؟))
((لم أعرف من هو ابي إلا بعد وفاة أمي.))
((ألم تسأل ؟ ألم تكن فضولياً؟))
لم يتكمن عقل روز من تقبل فكرة ان طفلاً مثله لم يكن يود معرفة جذوره.
هز ماثيو رأسه الداكن الشعر مجيباً بالنفي وأجاب
((كنا على ما يرام , نحن الاثنين فقط.))
((هل كان يعرف؟))
((عني؟ من الواضح انه لم يعرف , انتقلت للعيش معه بعد وفاتها بستة اشهر.))
قال ماثيو هذه المعلومة بنبرة جافة غير معبرة, لكن ما أفصح عنه حتى الآن جعل من الصعب عليه ان يكبت مشاعره. يا الله ! ما السر الكامن في تلك المرأة كي تجعله يتفوه بأسرار إحتفظ بها طويلاً؟
علقت بحزن
(( من المحزن ان تكون امك لوحدها......))
((لم تكن وحيدة, كنت معها..))
((كم كان عمرك حين توفيت؟))
((خمسة عشر عاماً تقريباً.))
((واين كنت خلال الستة اشهر قبل ان تنتقل للعيش معه؟))
مرر ماثيو يداً على فكه وهز راسه.
((بقيت في الشقة وعملت كعامل بناء لأدفع الإيجار.))
لم يتلفظ بهذه الكلمات لأحد قبلها, ولا حتى لجايمي , صديقه المفضل.
صاحت روز وقد اتسعت عيناها من الصدمة
((لكنك كنت في الخامسة عشرة من عمرك فقط.))
((كنت طويلاً بالنسبة الى عمري.))
((ليس هذا ما عنيته, كنت صغيراً..... ما كان يجب ان تترك وحدك هكذا, كان يجب ان تتواجد في المدرسة.))
((حين مرضت امي لم أعد اذهب الى المدرسة, ثم.....))
هز ماثيو كتفه هزة تنم عن الإستهتار ,ثم قال مغيراً الموضوع فجأة ,
((إسمعي ! سواء صدقتِ ام لم تصدقي, أنا اسف لأنكِ خسرتِ عملك لكن ليس لدي مكان شاغر يناسب اهليتك.))
((انا امينة مكتبة كفوءة , لكنني لم أعمل في الكتب دائماً.))
لم تستطع روز ان تزيل صورته من رأسها وهو حبي صغير وحيد مجبر في بادئ الأمر على الإهتمام بأمه التي تحتضر , ثم على إعالة نفسه بنفسه , آلمها قلبها الرقيق فكرت بالأمر.
علق ماثيو وعيناه تتمهلان فوق ملامح وجهها الرقيقة, فيما غمرته حاجة قوية زالى معانقتها
((اعرف ما انتِ بارعة فيه.))
وتابع
((يمكنني ان أخذه مجاناً.))
أمل رأسه الى الجهة الاخرى قبل جزء من الثانية فقط من وصول صفعة يدها الى خده, التقط رسغها, وفاجأها كما فاجأ نفسه برفع يدها الى فمه وتمريرها على شفتيه.
اطلقت روز صرخة قصيرة وأندفعت الى الوراء, ازال ماثيو قبضته وراقبها وهي تضع يدها على صدرها اللاهث.
((آسف , كانت هذه هفوة.))
وقد قام بها ليزيل عن وجهها نظرة التعاطف, إن كان هناك شيء لا يستطيع تحمله , فهو الشفقة.
ارتفع رأس روز وبدا صوت ماثيو ندماً خاصاً فيما تابع.
((وما قلته ليس صحيحاً , لا شيء يعطى مجاناً في هذا العالم.))
دفعت يدها بعيداً , لكن بشرة يدها الحساسة استمرت في وخزها,
((أتقدم لي إعتذاراً وانت مرغم؟))
ذلك كثير على ماثيو ديمتريوس , الذي عاش حياة لا يلام عليها بمختلف المقاييس.
تابعت روز مع إبتسامة تنم نفاق مذهل
((هذا عظيم منك حقاً. لكن لمعلوماتك, لم أفعل شيئاً اندم عليه قط..... حسناً! ليس ذلك الشيء الذي تكلمت عنه على اي حال))
توقفت روز عن الكلام وسألته
((هل تسمعني؟))
ارتعشت زاويتا شفتي ماثيو من جراء إبتسامة روز المزعجة, فيما هز رأسه يمناً ويساراً واعترف
((لا, لأنني أهتديت الى المناسب.))
((لم تنظر الي بهذه الطريقة؟))
((فكرت في مركز يناسبك...... نعم, كلما أفكر فيه اكثي.....))
سرحت عينا ماثيو الضيقتان من رأسها ذي الشعر الاشقر اللامع الى اخمص قدميها, ثم عادتا الى رأسها مجدداً . هز رأسه الى الأمام والى الخلف ببطء, وقال
(( نعم يمكنك فعل هذا.))
((فعل ماذا؟ ما الذي تتكلم عنه؟))
((انتِ تريدين عملاًوانا اريد.....))
توقف ماثيو مظهراً إبتسامة اشعرتها بعدم الثقة بسبب التفكير العميق الذي ينتش في ملامحه النحيلة, ثم أردف
(( لدي مكان شاغر.))
((مكان شاغر....لآي عمل؟))
طلبت روز عملاً بسبب إندفاعها, ولم تتوقع للحظة ان ينزل ماثيو عند طلبها, لم تكن متأكدة بعد اذا ما كان يعبث معها.
((أريد زوجة.))
كانت روز تزيل خصلة من شعها عن خدها, لكنها في تلك اللحظة تجمدت كلياً . كررت بنبرة جافة
((أتريد....... خطيبة؟))
قالها ماثيو بالطريقة نفسها التي يقول فيها شخص اخر انه بحاجة الى المزيد من البترول او المعدات الصناعية.
((الوظيفة مؤقتة بالتأكيد))
لجزء من الثانية , سمحت روز لنفسها ان تأخذ عرضه بعين الإعتبار . لكن التفكير بالموضوع بأي طريقة كان يقلقها.))
((إذا كنت تريد زوجة اقترح عليك ان تضع إعلانا في الصحيفة ضمن العمود الذي يعرض الوظائف الشاغرة او ان تضع إعلاناً في اي زاوية على الطريق, وسوف تتجمهر النساء حولك, ))
فكرت روز بذلك وهي تشاهد شفتيه تلتويان في إبتسامة خطيرة. لا يقل خطرها عن ذلك البريق الذي ظهر في عينيه الرائعتين ذات اللون المعدني, فيما تباطأت نظرتها على قسمات وجهه الوسيم, انفجرت الحرارة في احشائها.
لم تستطع روز إخفاء موجة اللون التي إجتاحت بشرتها , بل جل ما استطاعت فعله ان تأمل ان يسند ماثيو تغير لونها الى الغضب.
((دعيني اشرح الآمر.))
لم ترغب روز بسماع شروحاته, كل ما ارادته هو تهدئة ذلك الإضطراب في معدتها الذي سبب لها التوتر وسبب الجفاف لفمها.
نصحته بإيجاز
((لا تكلف نفسك عناء الكلام, فأنا لا استمتع بالمزحة))
((هذه ليست مزحة, ثمة فتاة يرغب ابي في تزويجي اياها.))
نظرت الى ماثيو بغضب شديد, لم يكن يحاول حتى ان يجعل الآمر مقبولاً.
قالت وهي تحمل حقيبتها
((لا....))
وتابعت
((لا تقل كلمة اخرى, انا راحلة.))


ماندو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس