عرض مشاركة واحدة
قديم 15-05-09, 09:50 PM   #15

ماندو
 
الصورة الرمزية ماندو

? العضوٌ??? » 85350
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » ماندو is on a distinguished road
افتراضي

.مكالمة هاتفية وقرار
******************

همهمت روز وهي تقفل بابا سيارة الأجرة بقوة
((المحطة من فضلك.))
بدت نصف الساعة الماضية امراً يفوق التصةر , لا تزال روز غير متأكدة كلياً ما اذا كان ماثيو جدياً في عرضه ذاك, إذ إن أحداً لا يطلب من الآخر التظاهر بالزواج.
أبعدت نظرتها العابسة عن واجهة البيت الحجرية الرمادية الكالحة, وتناولت هاتفها النقال من داخل حقيبتها.
((هل هذا وقت مناسب للحديث؟))
((روز....؟ طبعاً! كنت افكر بكِ لتوي, كيف تسير الأمور في سكوتلاندا الجميلة؟))
لم تضيع روز ةقتاً في أخقاء ما حصل, وقالت
((فظيعة, انا عائدة إلى المنزل, بما انكِ ونكِ باقيان في نييورك حتى شهر آذار , هل يمكنني ان ابقى معكما لبضعة اسابيع؟))
عم السكون برهة, ثم طال اكثر
((توقعت ان تقولي :"قلت لكِ هذا""تتبعها فوراً"لا استطيع الإنتظار لرؤيتك""))
((بالطبع لا استطيع الإنتظار لرؤيتك.))
((لكن......؟))
((الآمر هو انني كنت سأتصل بكِ, لكن نك قال انه يجب ان ارحل وحدي, والأمر هو.......زوجة ستين تطلقه.))ضيقت عينيها وهي تقوم بمجهود لتتخيل وجهه , هل على الإنسان ان يقوم بمجهود لتذكر وجه الإنسان الذي قرر أنه يحبه من طرف واحد؟ حتى وهي تتخيل صورة ذهنية تتوافق واسم ستين, بقيت عينان تتأرجحان من الأزرق الى الرمادي المائل الى الفضي وبقي فم آخر أنيق في وجه وسيم يفرض نفسه عليها.
((هل ما زلتِ على الخط روز؟))
هزت رأسها قليلاً وأجبرت نفسها على الإبتسام بالرغم من انه لم يكن هناك من يراها, وأجابت
((نعم إذاً ستين على أبواب الطلاق؟))
هذا الأمر يجعله متوفراً , كما ينبغي ان يجعلها شديدة الفرح, إلا انها لم تكن كذلك, وهذا يعني ان ربيكا كانت محقة طوال الوقت, مهما كانت المشاعر التي تكنها روز لستين لاثيمر فهي ليست حياً.
((زوجة ستين تطلقه لأنها اكتشفت انه على علاقة غرامية مع مربية الأطفال.))
هبط فك روز , وسألت متعجبة
((مربية الأطفال؟))
((الأمر هو روز......حسناً! الأمر هو ان تلك العلاقة بدأت منذ سنتين , ما كنت لأخبرك , لكن بما انكِ عائدة الى لندت , فسوف تكتشفين الأمر بنفسك.))
أغمضت روز عينيها
((لقد حذرتماني , ولم أسمع, ألم تفعلا؟))
بدأت تستعيد في ذاكرتها إحدى المحادثات التي أجرتها مع نيك وربيكا قبل ان تغادر.
كانت ريبيكا ونك يريان حقيقة ستين طوال القوت , قالت
((حسناً! من السهل فهم سبب إبقاء يديه بعيدتين عني.))
إذ كانت متشبثتين بمربية الأطفال تلك, أغمضت روز عينيها وأحنت رأسها الى الأمام , ثم أردفت
((((ظننت ان حبه كان خالصاً. قولي لي ريبيكا, هل من الجنون يفوق هذا الجنون في العائلة؟ يا الهي , حين افكر انه كان يسخر مني.......))
اشتدت عضلات وجه روز وضاقت عيناها وهي تبتلع شعورها بالملل الذي يحترق في حنجرتها,
قالت ريبيكا من الجهة الاخرى للخط
((استطيع ان اقتله.))
اطلقت روز سراح ضحكة مخنوقة , ورفعت راسها فيما ضغطت الهاتف الى اذنها , ودفعت بشعرها بعيدا عن وجهها بمرفقها, قالت ملقية براسها على السنادة الخلفية
((ليس اذا وصلت اليه اولا.))
((لا تفعلي اي شيء مجنون , سأستقل الطائرة التالية الى هناك , الا تصل الطائرات الى هناك ؟ سأسأل نك. نك......))
استطاعت روز ان تسمع صوت حديث مكتوم, فيما أردفت ربيكا
((يقول نك.......))
قاطعتها روز قائلة.
((إهدائي ! لا حاجة لأن تسافري الى هنا من نيويورك. انا بخير))
((كاذبة, لكن اذا كان ما ستسمعينه يشعرك بالتحسن, فقد صرف من عمله....حتى قبل ان يعرف عن امر العلاقة.))
ارتكب خطأ اساسيا ومكلفا , ولم تكن روز موجودة لتغطي هذا الخطأ.
ردت روز بزمجرة, وهي تفكر بالوقت الإضافي غير المدفوع الذي صرفته لتتأكد من انه يبدو ماهرا في عمله,
((لطالما غطيت أخطاءه, اليس كذلك؟ ))
وتابعت
((لا بد انك تفكرين انني حمقاء.))
((من تعتقدينني لألوم, روز؟ وكأنه ليس لي سدجل حافل حين يتعلق الأمر بالرجال.))
هي لم تحب ستين, في الواقع ستين الذي احبته لم يتواجد الا في مخيلتها الخصبة. لكنها لا تستطيع ان تقول هذا لريبيكا, اذ سيذهب مجهودها عبثا , كلامها لن ينفع البتة , والشفقة والتفهم هما اخر شيئين نحتاج اليهما الآن, فهما سيذكرانها بالحماقة التي تصرفت بها.
لكن إلام تحتاج فعلا؟ هذا السؤال الأهم.
((ما اذي ستفعلينهالآن؟))
((لا استطيع البقاء هنا, فقد صرفت من عملي.))
بالكاد لاحظت روز شهقة اختها من جراء صدمتها, فقد اخذت تفكر بخيارتها التي بدت محدودة جدا, فهي اجرت شقتها كما انها لا ترغب بأن تعود اختها من الولايات المتحدة بسببها, بالإضافة الى عدم رغبتها بالتعرض لأسئلة اهلها الدقيقة, من جهة اخرى هي لا تستطيع الاعتماد على مدخراتها القليلة.
هل كانت اللحظة المناسبة لان تتجاهل المخاطر. حسنا, ان وعيها وقيامها بالفعل الصحيح لم يجذيها نفعا حتى الان.
ثمة مخرج لها لاح لهما في الافق الغريب, هو ذاك الذي قدمه ماثيو اليها, لكنه مخرج مجنون جدا.
تنشقت نفسا حاسما وقالت
((سأقوم بالآمر.))
((تبدين غريبة, ليس لدي فكرة عما ستقومين به , روز, ماذا.....))
هتاف روز غير المتوقع جعل اختها التوأم تبعد الهاتف عن اذنها بإجفال, وتابعت
((انت محقة بيكي . انا جبانة , لكنني لن ابقى كذلك بعد اليوم.))
عارضت اختها التوأم.
((لم أقل شيئا.))
((حين تفكرين أكثر بالامر يمكنك ان تقومي بعلاقة مع شخص لا تأبهين لأمره البتة لانه لا يستطيع ان يجرحك.))
زمجرت ربيكا من الطرف الآخر للخط
((آه, يا إلهي.))
ثم نصحتها بحذر.
((اسمفي روزي, ربما ليس الوقت الأفضل لإتخاذ القرارات الأفضل.....انت مجروحة المشاعر و.....))
((انا لست مجروحة المشاعر.))
((بالطبع لست كذلك؟))
اطبقت روز أسنانها بتكشيرة محبطة, ما من شيء ستقوله يمكن ان يقنع ريبيكا.
((صحيح....... انا لست محطمة القلب, انا غاضبة فحسب,واشعر انني حمقاء كليا.))
((اسمعي, لا تدعي امامي انك سعيدة, فقد مررت بهذا قبلك, ان اشياء كهذه تأخذ وقتا قبل ان تصبح على النسيان.))
((ليس بالنسبة لي, لقد التقيت شخصا اخر,))
في اللحظة التي خرجت الكلمات من فم روز, ندمت لانها افصحت عن وجود عاشق يحفظ لها ماء الوجه, حتى ولو اتيحت لها الفرصة لذلك, فلن تصدقها ريبيكا على اي حال.
(( لم تذكرينه سابقا.....؟))
((لا يزال الوقت مبكرا , لم اشأ المخاطرة.
ارتجلت روز هذه الكلمات عن ذكاء, مدعية انها لم تسمع نبرة الشك في صوت اختها.
((اذا صفيه لي.....))
((أصفه.....؟))
((نعم..... أهو طويل, قصير القامة, أسمر , ابيض البشرة؟ متزوج ام اعزب؟))
اغمضت روز عينيها واتأكت على مقعدها, لوت شفتيها بإبتسامة خافتة, ثم قالت
((طويل القامة , وأسمر جدا مع عينين رماديتين ودائرة داكنة حول القزحتين ورموش طويلة جدا , اما فمه... حسنا, لديه إبتسامة رائعة..... حين......يبتسم....اي....))
((اوه , هل لديه اخ؟))
السؤال المضحك جعل روز تجفل وتصحو من تأملاتها.
((اسمعي ريبيكا , علي القيام بشيء ما, ولا تقلقي, ليس بشيء جنوني.....حسنا, انه كذلك, لكنه جنون جيد كما اظن, سأعاود الإتصال بك.))اعادت روز الهاتف الى حقيبتها مجددا, وانحنت الى الأمام كي تكلم السائق الذي كان يسترق السمع من دون خجل ثم قالت
((هل تستطيع ان تستدير وتعيدني الى المنزل الريفي , من فضلك؟))

مفاجأت غير متوقعة
****************

((اذاً هل تريدينني ان انتظرك؟))
تناولت روز ما تبقى من نقود من محفظتها وسلمتها للسائق مجيبة
((لا, شكراً))
كانت تقوم بشيء , لا تستطيع الرجوع بعده الى وضعها السابق , ولم يكن من مخرج يسمح لها بأن تتراجع عن قرارها. وقفت وحقيبتها بجانب قدميها, ةراقبت سيارة الأجرة وهي تختفي عن الأنظار , حين توارت السيارة بقيت مكانها محدقة بإتجاهها .
بعد لحظات إستدارت واضطرب قلبها حين نظرت الى ماثيو......انه يجسد الجاذبية التي تجنبتها طوال حياتها.
((لقد عُدت......))
((هل من مشكلة؟))
((ليس تماماً.))
إلا اذا كنت تعتبر ان إصابتي بالجنون هي المشكلة, كررت
((لقد عدت.))
((أيعني هذا انكِ ستغيرين معاملتك الفظة لي؟))
((هل تجدني جذابة؟))
بدا ان السؤال اربكه على خلاف العديد من الأسئلة الاخرى كما لاحظت روز.
شألها ماثيو
((هل هذا نوع من الاختبار المتعدد الخيارات, ربما؟))
((لا يهم, فقط فكرت....))
تمهلت قليلاً ثم تابعت كاشفة عما في داخلها
((هل كنت جاداً؟))
اعترف بوقار
((الى اقصى حد))
وتابع
((لكن قلة من الناس يقدرون روحي المرحة))
رمته روز بنظرة غاضبة وقالت
((بالنسبة الى الوظيفة.))
((هل ستقبلين بها؟))
((افكر بالامر.))
راقب ماثيو شعر روز يتطاير في الهواء, وقاوم كي يسيطر على دافع مسيطر ومفاجئ ليمرر اصابعه في خصل شعرها الذبية, فيستطيع عندها ان يرفع راسها اليه و..... اخذ نفساً عميقاً.
((اتفكرين بحسب؟ لِم غيرت موقفك فجأة؟))
هزت روز كتفيها وأجابت
((أفترض انها تدر مالاً وفيراً.))
ضحك ماثيو ضحكة مفترسة كاشفاً عن اسنانه البيضاء, وقال
((هل تتوقعين ان اصدق ان دوافعك منية على الطمع المادي فقط؟))
((وما المضحك في هذا؟))
((التقي كل يوم اشخاصاً مستعدين ليبيعوا انفسهم في سبيل المال, اشم رائحة الجشع على بعد اميال.))
لم يكن ماثيو مدركاً الا لرائحة الشامبو الخفيفة التي تستعملها روز. تجعد جبينه وهز راسه ايجاباً قائلاً
((لا, لا يتعلق الامر بالمال))
((لتأثرت لو انك لم تتهمني بمحاولة خداعك لسرقة مالك منذ عشرين دقيقة.))
اقر ماثيو فيما مرر يده على فكه.
((انتقلت الى الاستنتاج الخاطئ))
((يبدو ان الاستنتاج الخاطئ هو اسلوبك في الحياة, اسمع, هل تريدني ان افعل ام لا؟))
لمع شيء ما في عينيه لم تستطع روز تحديد ما هيته, توقف ماثيو برهة ثم اجاب
((اريد.))
ابتلعت روز ريقها, وحذرته
((سأضع شروطا.))
ومضى بريق اللهو في عيني ماثيو, لكن تعبيره بدا كئيبا فيما هز راسه الى الامام والخلف , وتساءل من او ما الذي وضع البريق الطائش في عينيها الذهبيتين , اجاب
(( حسنا.))
ردت روز
((لا تستطيع ان تجيبني هكذا وانت لا تعرفها.))
((حين يرغب رجل في شيء بكل جوارحه, يكون مستعدا تماما ليقبل القساوة والليونة معا.))
((وهي لينة ورقيقة , رقيقة جدا , وهو يتوق اليها ,نظر ماثيو الى ساعة يده واجرى حسابات سريعة, وقال
(( علي ان اكون في ادنبرغ هذا المساء, وانت عليك ان تذهبي الى لندن , سأحجز لك على الطائرة و.....))
((اليوم؟ لكنني فكرت....))
ذكرت نفسها, لا روز , لم تفكري وتلك هي الفكرة الاهم في الموضوع, انتِ متهورة.
قال ماثيو ممسكاً مرفقها ما اجبرها على التقدم نحو المدخل,
((ومن ثم الى نيكسياس في غضون اسبوعين , سأحضر الخاتمين ودليل الرحلة.))
عارضت روز فيما راح يدفعها بقوة الى الأمام.
((ماذا؟ لكن؟))
وأضافت
(( ما هي نيكيساس؟))
((هي المكان الذي سأتباهى فيه بعروسي الخجولة امام عائلتي.))
((لكن اسبوعان, ظننت.......))
دس ماثيو حقيبتها الثقيلة تحت ذراعه, فيما امسك الباب الكبير الذي تأرجح للداخل بصرير قوي وقال وهو ينظر اليها متسائلاً عن التعبير الذي قد يراه في عينيها حين يلامس بشرتها برقة ويعانقها.
((تتمتعين بعينين معبرتين جداً.))
قالت روز, متقدمة خطوات نحو الممر المرصوف
((يبدو كل هذا سريعا جدا.))
واردفت
((لم اتوقع ان تجري الامور بتلك السرعة.))
((ماذا يمكنني القول , الرجل العاشق لا يرضى باي تاخير.))
همهمت روز وهي تشعر بفورة الدم في خديها
((حسناً , حاول الا تقول هذا مجدداً.))
ضحك ماثيو ثم قال
(( على الاقل, لن يكون لكِ متسع من القوت كي تعيدي التفكير بالأمر.))
وكان محقاً بالفعل.
مرت الساعات التالية بشكل غير واضح بدءاً من الرحلة الخاصة الى لندن, حيث نزلت روز في جناح في فندق فخم وصولاً الى إجراءات الزفاف التي لم تستغرق وقتاً طويلاً, حيث اختفى ماثيو بعدها ليعود الى ادنبرغ ويتركها كي تتناول العشاء.
في الصباح التالي , بدت ذكريات احداث النهار السابق كالحلم, إلا ان احساسها بالحلم اختفى حين حمل لها موظف الفندق علبة حمراء صغيرة مع ظرف كتب عليه اسمها بخط يد مخربش لكنه واضح, فتحت الظرف اولاً, فوجدت فيه كتابة موجزة ومباشرة.
::""كوني جاهزة للعشاء عند الساعة التاسعة والنصف, ضعي هذا,.""
وضع ماثيو توقيعه في الاسفل , بدا ما كتبه رسميا مثل الشيك , ولم يشكل هذا لها مشكلة, اذ انها لم تتوقع منه ان يرسل لها القبلات, لكن اسمه كان ليبدو اجمل من خربشة توقيعه.
كانت لا تزال تعبس بغير رضا حين فتحت العلبة, وأرسلت شهقه تركت رئتيها في لهثة مرتعشة.
على الحرير الأحمر رقد خاتم, وهو ليس مجرد خاتم عادي, غذ تتوسطه قطعة زمردة مربعة الشكل محاطة بالماس وقد بدت ساطعة ورائعة الجمال.
شعرت برجفة صغيرة في أصابعها وهي تضع الخاتم الذي ناسب مقاس إصبعها بشكل مثالي. بدت الدموع التي ملأت عينيها سخيفة, وكاأنها تخدع نفسها بالتمني لو ان الأمر حقيقي.
المرأة التي ستصبح زوجة ماثيو ديمتريوس ستتركز عيون العالم على كل خطوة تخطوها, ولن تفاجأ روز اذا واجهت محاولات لإلتقاط صور لها تباع بألاف الدولارات.
لقد امضت حياتها على نظام غذائي عادي, وانتابها خدر في وجهها وهي تراقب النساء اليافعات اللواتي يجوعن انفسهم بغية إرتداء تصاميم رائعة.ولم يبد هذا امرا مناسبا لشخصيتها.
اتصلت روز بريبيكا , الا انها لم تصارحها كلياً خشية ان تحجز شقيقتها تذكرة على الطائرة التالية القادمة اليها, اما والداها , اللذان يتمتعان بشهر عسل اخر في سفينة خاصة بالعطل خارجاً , فيمكنها ان تتعامل معها لاحقاً.
***********



اظهرت روز حماستها قائلة
((هي فرصة مدهشة.))
((لكن ما الذي ستفعلينه على الجزيرة اليونانية؟ ما اسم تلك الجزيرة؟))
بدت ريبيكا مرتابة جداً. فقد قاطعت شقيقتها عدة مرات خلال حديثها المشتت, ووصفها الغامض المتعمد لفرصتها الجديدة الشيقة.
((لمن قلتِ انكِ ستعملين بالتحديد؟))
لم تقل روز لمن ستعمل, ولم يكن هذا صدفة, كشرت على الهاتف وقالت
((آه, ربما لم تسمعي به..... اسم العائلة هو جيمتريوس.))
((ديمتريوس ! انتِ تعملين لعائلة ديمتريوس؟))
((هو اسم شائع على الارجح في اليونان؟))
((هل يملكون الجزيرة التي ستذهبين اليها؟))
اقرت روز بعدم ارتياح
((اظن انهم يملكون.))
((ولأي فرد من افراد العائلة تعملين , روز؟))
قالت في عجلة
(( الابن على ما اعتقد, علي الذهاب حقاً, ريبيكا.))
وأضافت بذكاء
((لكنني سأظل على إتصال.))
غمرها الرعب والصدمة فيما قالت ريبيكا بكآبة
((يا إلهي, روز, انتِ تعملين لصالح ماثيو ديمتريوس, الذي كان يعرف باسم ماثيو غوثيير.))
اقرت روز بعدم إرتياح
((اظن ان ذلك كان اسمه.))
سمعت على الهاتف تنهيدة ارتياح, وأضافت ريبيكا
((اذا انتِ لم تلتقيه بعد..... لو إلتقيته لما نسيتِ اسمه او اي شيء اخر عنه.))
همهمت ريبيكا ذلك التعليق, الساخر, واردفت,
((الامر انه..... روز , ثمة شيء علي ان اقوله لكِ.....))
كانت روز في حاجة ماسة لتجنب اختها الخجل, فقاطعتها قائلة,
((في الواقع التقيت به, لكنني حقاً لا اظن اني اثرت انتباهه, اشك ان اراه كثيراً حين نصل الى هناك.))
((أحقاً؟))
بدا الإرتياح في صوت ريبيكا.
اقفلت روز الخط راغبة في الخلود الى النوم في وقت ابكر من المعتاد, وكانت ترجع الهاتف الى حقيبتها حين سمعت ضربة قوية على بابها.
((هل انتِ مستعدة.؟))
استدارت ورأت ماثيو واقفاً في الممر,كان يرتدي سروال جينز فاتح اللون, وقميصاً سوداء وسترة جلدية بالية, اندفعت الأحاسيس الهائجة في جسدها بأكمله بقوة, ما تركها للحظات غير قادرة على التنفس والكلام.
تعمق الفراغ بين حاجبيه الداكنين المحددين وهو يراقب وجهها الشاحب, ثم سألها
(( هل انتِ مريضة؟))
اخذت روز نفساً عميقاً ,آه, ليس لديك فكرة كم انا مريضة! لكن جسدياً فحسب, قالت ذلك في نفسها مصممة على ان تبقى موضوعية في ما يتعلق بإرتجاف ركبتيها وتسارع نبضها اللذين تعاني منهما في وجوده.
تلون خداها بسبب إحساسها بالذنب الذي انتابها, فأشاحت بصرها عنه.
زحفت عينا ماثيو اللتان احتجبتا عن روز خلف رموشه الكثيفة فوق جسدها في مسح شامل, ثم نبذ على الفور فكرة ان يشرح لها انها من نوع النساء اللواتي يبدون جميلات مهما كان ما يرتدينه.
وكأنها لا تعرف مسبقا ما سيقوله , لا بد انها سمعت ذلك من رجال اكثر قبله...... إن تفكيره بأن هؤلاء الرجال تمتعوا قبله بإقامة علاقة حميمة معها جعله يعبس بغير رضا.
((إنها مناسبة, فكرت ان نتناول العشاء في مكان غير رسمي في الليلة الأولى, اما بقية ايام الاسبوع, فكرت...... في الواقع .... انظري, حضرت لكِ نسخة عن دليل الرحلة.
كررت فيما راحت تنظر الى الورقة التي سلمها ماثيو لها وهي تخطو نحو الممر من بعده,
((دليل الرحلة))
((لسوء الحظ , لدي فكرة مكتظة بالمواعيد للأيام العشرة القادمة. لكن يجب ان نشاهد العرض الاول للمسرحية, بالإضافة الى تناول الغداء لثلاثة ايام , وهناك بضع وجبات عشاء.))
سألته فيما اقفل باب المصعد وراءهما
((لكن الم يرانا الناس؟))
ثم اخذت نفساً عميقاً , يا الهي, ان الاماكن المغلقة تبدو اكثر انغلاقاً.
نظر ماثيو الى روز من الاعلى مستفيدا من طول قامته وهز كتفيه مجيباً.
((الفكرة هي ان يرانا الناس, هذا يقدم فرصة لإلتقاط الصور التي ستظهرنا زوجين رائعين قبل ان تقابلي افراد عائلتي.))
((آه.))
((غذا ما الذي ظننته؟ كي تعرفينني على حقيقتي؟))
تلون خداها بلون الغضب, وردت
((ولكن اذا كنت سطحياً كما تبدو , فيجب الا يستغرق هذا الآمر وقتاً طويلاً.))
((حسناً إذا بذلت جهداً ستجدين على ظهر الصفحة وقئع وثيقة الصلة بالموضوع.))
علقت روز بسرعة
(( انت تفكر بكل شيء.))
بدا من الجيد ان تبعد روز فكرة الإغواء عن ذهنها, لأن ماثيو بدا مهتما بهذه الوظيفة بطريقة رسمية جداً وتجارية الأهداف من دون إعطاء فرصة لأي فعل أكثر عفوية , اشارت وهي تضارب ضربة خفيفة بسبابتها على طرف الورقة التي سماها ماثيو دليل الرحلة.
((لكنك في الواقع لا تفعل, اذ ليس لدي ما أرتديه لهذا النوع من الأماكن.))
((حجرة الملابس سوف ترسل اليكِ في الصباح.))
ارتفع ذقن روز واستفسرت
((حجرة الملابس؟))
بدا كأن ماثيو لم يلاحظ النبرة الخطرة في صوتها.
((ان كان هناك شيء اخر تحتاجينه , فلا تترددي في طلبه .... في الخارج , أخذت روز نفساً عميقاً ليساندها, وعدت الى العشرة, آه , سوف تبقى غاضبة حتى لو وصلت الى العشرة آلاف.
قالت
((إسمع , لأنني سأقول هذا لمرة واحدة فقط , لن أقبل الثياب منك, لن اخذ اي شيء منك.))
ارجع ماثيو راسه بقوة الى الخلف وضحك, ثم تشدق قائلاً.
((لم لا, أيتها الحلوة القديمة الطراز؟ يا صغيرتي, هذه الثياب ليست هدية , إنها ثياب العمل, لا تفهميني بطريقة خاطئة , احب مظهر امينة المكتبة المثير, لا يملك الجميع مثل مخيلتي الواسعة.))
ثم أضاف موضحاً
((سيتوقعون منكِ ان تظهري على شكل معين كونك زوجتي العتيدة, حين نكون وحدنا , يمكنك ان ترتدي ما يحلو لك.....او لا شيء على الإطلاق..... بالرغم من اننا سنحظى بالقليل من الوقت لنا وحدنا قبل ان نغادر الى نيكسياس.))
تمكنت روز من سماع ضحكته فيما صعدت الى السيارة التي تنتظرهما, أطبقت اسنانها ولم تتوقف عن فعل هذا طوال الأمسية ألى ان تمنى لها ماثيو ليلة سعيدة على باب جناحها.
قال ماثيو
((لا, لن أدخل.))
تعمقت إبتسامته الساخرة في تعبير وجهها واضاف
(( اريد ان يدرك ابي انك لست إمرأة عادية للعلاقات العابرة , بل المرأة التي اريدها ان تكون زوجتي.))
((لا تنوي إقامة علاقة حميمة مع المرأة التي تزوجتها؟))
((بعد فترة تودد ملائمة, انوي ان استمتع بالأمر مطولاً.))
توهج وجه روز خجلاً. وقبل ان تدفع الباب بقوة في وجهه الضاحك زمجرت قائلة
((ليس معي..... لن تفعل.))
اكتشفت روز ان ماثيو لم يكن يمزح, بالكاد تمكنت من رؤيته, وفي كل المناسبات كانت اعين الصحافة مسلطة كلياً عليهما. ولم يكن الآمر مريحاً تماماً.
ذات صباح جاء موعد رحلتهما الى نيكسياس وكانت تلك المناسبة الوحيدة التي رات فيها احد وجوه الرجل الحقيقي, ام ان ذلك كان تمنياً بالنسبة لها,))
كان ماثيو وروز يصعدان الى السيارة بعد تناولهما وجبتهما, والمصور الذي يلاحقهما يلتقط الصور فرحاً حين ظهر كلب تائه فجأة, حاول احد المصورين ان يبعد هذا المخلوق الأجرب عن طريقه, فكان هذا على الأرجح اخر شيء عرفه قبل ان يسحبه ماثيو بعيداً ةيلقيه ارضاً, وقد غابت إبتسامته, وهو يقول شيئاً ما جعل اللون يختفي من وجه الرجل الآخر.
اعاد ماثيو إهتمامه الى روز وإبتسم بشراسة, ثم قال ببساطة
((أكره الرجال الذين يبعدون عنهم كا ما هو ضعيف وغير قادر على المقامة.))
لو اقترح ماثيو تلك الليلة ان يدخل الى جناحها حين رجعا الى الفندق لما مانعت , لكنه لم يفعل.
وصلا الى المطار في الساعة العاشرة صباحاً تقريباً. ارتفع حاجب ماثيو فيما القى نظرة شاملة على وجه روز بعينيه اللامعتين قبل ان يمسك يدها اليسرى ويعلق
(( لم تضعي خاتمك.))
((ليس خاتمي..... بل الخاتم. لو أنه خاتمي , لأحتفظت به حتى بعد انتهاء العقد , لم أضعه خلال الرحلة لانه ثمين..... ماذا لو أضعته؟))
قال ماثيو, مرشداً اياها الى المبنى الآخير
((ستمضين بقية حياتك وانتِ تردين لي الثمن.))
هرولت بكعبيها اللذين يبلغان اربعة انشات كي تستطيع اللحاق به, وقالت
((انا أتكلم بجدية ماثيو , أولئك الذين يتجولون بحلى كهذه يستعينون بحراس.))
((ما الذي يجعلك تظنين انني لست جدياً؟))
التقت نظرات روز نظراته الامعة مأحمرت وجنتها , وتوترت معدتها , تذمرت بغضب
((آلا تتفو مطلقاً بجواب مباشر عن السؤال؟))
((إستريحي , فهي مجرد حلى))
((اتعني انها ليست حقيقية.؟))
لم تعرف روز ان كان عليها ان تشعر بالإرتياح ام بخيبة الأمل.
((يستطيع ابي ان يكتشف المزيف عن بعد عشرين قدماً))
((يبدو ابوك مخيفاً.))
إذا أخذنا بعين الإعتبار , تبدو هذه نتيجة معروفة مسبقاً.
قال ماثيو
((هذا يمكنه ان يساعدك.))
نظرت روز بعبوس الى الملف الذي وضعه في يدها, وسألته
((ما هذا؟ أهو دليل آخر.))
((بعض المعلومات عن أبي..... ما يحبه وما يكرهه , معلومات قد تجدينها مفيدة.))
هزت رو رأسها الى اليمين والى اليسار. وقالت بطريقة فظة
((هل انت متأكد من انك لا تريدني ان اتعلم اللغة البونانية أثناء الرحلة ايضاً؟ لو كنت زوجتك, لما كنت مهتمة بأن أرضي أباك أو أؤثر فيه.))
((ستهتمين بي فحسب.))
ادعت روز انها لم تسمع تعليقه الماكر, وردت
((الأمر الىكثر إفادة على الأرجح هو ان اعرف شيئاً عنك, ةلا اعني فقط كيف تحب ان تأكل زوجتك ومدى جمال إبتسامتك امام آلات التصوير, فكل هذا......سطحي جداً.))
قال ماثيو وهو يبدو غير مهتم
((أهذا ما يبدو سطحياً ام انا؟))
وأردف
((انا آسف اذا كنت تشعرين بأنني أتجاهلك, لكن يمكنك تمضية بقية النهار وانتِ تكتشفين اعماقي التي لم يسبر اغوارها بعد.))
قلبت روز عينيها فيما قلب قلبها مرتين, ثم قالت بصوت اجش.
((بالكاد استطيع الإنتظار.))
ما الذي ورطت نفسها به؟
قبل ماثيو الملف من دون اي تعليق حين اعادته اليه روز بإشمئزاز بالرغم من انه بدا جديا حين قال
((الديكِ وجهة نظر. ربما من الأفضل ان تكوني على سجيتك قدر المستطاع.))
((حسناً اذا.....))
توقفت روز كلياً حين رات الطائرة النفاثة الخاصة التي كانت بإنتظارهما, وهمهمت
((آه , يا إلهي.))
وأضافت
(( هذه ليست انا, لن انجح في القيام بذلك, لست اصلح كعروس لبليونير.))
ضحك ماثيو من خوفها. وهز رأسه محيياً الرجل الذي حياهما, ثم قال لها
((لا تتخلي عن شيء قبل ان تجربيه , صغيرتي.))
رمته روز بنظره ساخطة, وقالت
((كما تعلم, بعض الأشياء لا تلائمك , فلم عليك ان تجربها.))
((آه, اعتقد اننا نلائم بعضنا تماماً))
كامعتاد,صمتت روز وقد احمرت وجنتاها بفعل تعليقه المثير, وهو صمت لم يكن ماثيو مستعجلاً لمقاطعته.
بعد خمس ساعات, استدارت المروحية الخاصة حول الجزيرة, ولم يكونا قد تبادلا اكثر من اثنتي عشرة كلمة, فقد انشغل ماثيو بكومبيوتره النقال طوال الرحلة, غافلاً كلياً عن حنق روز.
في الواقع , توقعت ان يأخذها بيدها, لكنها لم تتوقع قط ان يتجاهلها, ف كل مرة كانت تحاول ان تبدأ حديثاً كان يرد بأجوبة أحادية المقاطع, بنظرها, اي شخص يملك ولو مقداراً قليلاً من الإحساس سوف يفهم انها متوترة وتحتاج الى القليل من الإطمئنان.
رفع ماثيو نظره اليها, وكأنه تذكر وجودها اخيراً.
((إذاً ها نحن هنا))
نظرت روز الى الجهة التي اشار اليها ماثيو, فرأت الفيلا الفخمة الرابضة بمحاذاة الرصيف الحجري الممتد بموازاة البحر, والمحاطة بمساحات واسعة من الأ**** المزروعة بعناية.
الطائرة الخاصة التي اوصلتهما الى اثينا والإنتقال بالمروحية, ولأن الجيرة الخاصة , هذا كله جعل روز تدرك حقاً مدى الثروة الطائلة التي تملكها عائلة ديمتريوس.
غضنت جبينها, فيما أخذت شفتها السفلة بين اسنانها, وبدأت تقضمها بتوتر, فهذا العالم الذي يعيش فيه ماثيو يختلف تماماً عن العالم الذي عاشت هي غيه.
كافحت لتحافظ على هدوئها فيما اخذ الرعب ينهش رباطة جأشها رويداً رويداً.
رمقت رفيقها بنظرة جانبية, فلاحظت انه ترك الكومبيوتر وراح ينظر من النافذة كذلك, افترضت روز ان امر امتلاكه لهذه الثرة كان يجب ان يؤخذ بعين الإعتبار, لم تفكر بالأمر مسبقا لآن ماثيو خلافاً للعديد من الناس الذين يتباهون بغناهم وموقعهم لم يجهد نفسه في الإفصاح عن ثروته المذهلة.
لا, ماثيو ليس بحاجة الى تذكير الناس بموقعه لأنه من هؤلاء الاشخاص النادرين الذين يتمتعون بالثقة المتغلغلة في العظام. تلك الثقة التي كان ليتمتع بها حتى ولو لم يكن يملك فلساً واحداً.
((استطيع ان افهم الآن لما لا تقول لأبيك ان يهتم بشؤونه الخاصة...... الصدق هو السياسة الأفضل من حيث المبدأ , لكن اي رجل ذي عقل راجح لن يخاطر بفقدان كل هذا.))
قال ماثيو بصوت عال يكفي لتسمعه روز فوق كل الضجة المحيطة بهما
(( لا مجال لأن أخسر الجزيرة, فأنا املكها.))
استدارت روز وامالت براسها الى الخلف لتنظر الى وجهه , كررت وقد جردت الصدمة صوتها من اي تعبير
((أتملك الجزيرة......))
انزلقت عينا روز الى المشهد البادي بين صفي الأشجار من تحتها وابتلعت ريقها من الدهشة, ثم أضافت بوهن
(( كلها.))
هز ماثيو راسه ايجابا وشرح
(( لم تكن قط ملك اندريوس, بل ملك عائلة زوجة ابي, نوت من الأصل ان نتشاركها انا والكس, لكنه....))
توقف عن الكلام مبتلعاً ريقه ثم تابع
((انتقلت الملكية الي فوراً بعد وفاتها.**
تصرف اندريوس بشراسة, فقد اعتبر هذا الآرث إاهانة له, بدأ راس روز يدور, وسألته
((الم يخطر ببالك ان تذكر هذا لي من قبل؟))
رفع ماثيو حاجبيه وبدا متفاجئا قليلاً بالحماسة التي ظهرت في سؤالها , وسألها
((لم علي إخبارك؟لا علاقة لهذا الأمر بموضوعنا.)
((أستغرب ذلك, مع العلم انك ظننت انه يجدر بي ان اعرف لون ابيك المفضل لكنك لم تفكر انه من المفيد ان تذكر انك تملك جزيرة كاملة اشبه بالجنة.))
اشارت روز بيديها عاليا بسخط شديد ونظرت الى ماثيو
تشدق هذا الاخير بكلامه وهو يضع يداً واحدة على صدره بطريقة لافتة
((أصبحت جنة الان لأنكِ موجوجه فيها يا قلبي.))
وجهت روز اليه ضربة عنيفة حانقة. تملص ماثيو منها بضحكة, وحذرته
(( اذا استمريت بهذا , كيف يمكنني ان احترمك؟))
فضلت من كل قلبها ان تتصرف معه بتلك الطريقة على ان تشعر بالضعف الشديد في جميع اطرافها , تجاه تحببه الساخر.




ماندو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس