عرض مشاركة واحدة
قديم 24-04-16, 01:23 AM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6 - دقائق الامور .



اخبر نيكولاس كاترين ان زيارات اثينا بيدوبولوس ووالدها المتكررة الي الجزيرة شيء غير عادي و شعرت كاترين بالارتياح و تساءلت اذا كان السبب وجودها في المنزل .
وكان ستيفان يبارك هذا الزواج بقلبه وليون بيدوبولوس يتمني ان يري ابنته زوجة لأحد افراد عائلة ميدوبوليس الواسعة الثراء ، ولذلك حرص الجميع علي ان يتم هذا الزواج و ان يتلافوا فشله بكل الطرق .
ومن يدري رما كان السبب تعدد هذه الزيارات اقتراح ستيفان نفسه . الذي كان يود الا ينسي اخوه الاصغر نيكولاس واجباته حيال خطيبته ، وايا كان المسؤول عن ذلك فإن نيكولاس لم يكن يستيغ هذا الامر اطلاقا ، فمنذ فاجأ ستيفان نيكولاس وكاترين علي الشاطيء زارت اثينا ووالدها الجزيرة مرتين في مدة تزيد قليلا علي الاسبوع ، و هذا ليس كثيرا علي شخص يحب خطيبته و يسعد لرؤيتها ولكن نيكولاس لم يكن كذلك .

و اشتاقت كاترين الي صحبة نيكولاس الذي كانت تقضي معه معظم وقتها ، ومن دونه شعرت بالضياع خصوصا ان الولدين اصبحت في رعاية كاسيا معظم الوقت و لم تلق كاترين اي تشجيع من هيلين لتكون قريبة منها .
اما غريغوري فكان يمضي وقته مثل ستيفان طائرا من جزيرة الي اخري مشرفا علي مكاتبهم العديدة .
لمحت كاترين في طريقها الي غرفتها بعد الظهر السيدة ميدوبوليس ،
فالتفتت اليها بابتسامة و كانت كاترين قد احبت هذه السيدة العجوز لطيبتها و رقتها ، لكنها دهشت عندما وجدتها تشير اليها بالاقتراب و سمعت وقع خطوتها علي ارضية البهو الكبير عندما استدارت و اتجهت نحوها حتي بعد مضي خمس اسابيع قضتها في الجزيرة ، كان البهو يوحي بانه متحف يوناني وكان بيث في نفسها شعورا بالرهبة و تقدمت الي السيدة العجوز قائلة :-سيدتي .
قالت كاترين هذه الكلمة وهي تنظر اليسدة متسائلة فتفرست فيها السيدة ميدوبوليس و ابتسمت قائلة :
- هل تسمحين لي ان اخذ من وقتك قليلا يا كاترينا ! ؟
وكانت مدام ميدوبوليسكأبنها نيكولاس ينطقان اسمها باللغة اليونانية و تساءلت كاتين اذا كان هذا اسهل لها ام لأنها لا تتكلم الانكليزية بطلاقة عكس اولادها فردت كاترين قائلة :
- بكل تأكيد يا سيدتي .
ودشت كاترين لكنها تبعت السيدة الي غرفة جلوسها الخاصة التي كان دخولها وقفا علي الصفوة من افراد العائلة كما اخبرها نيكولاس مرة و شعرت بالارتباك و خفق قلبها ريعا بلا سبب واضح .
كانت الغرفة اصغر من اي غرفة رأتها كاترين في المنزل ، لها طابع تركي صرف ، وكانت ارضية الغرفة مغطاة بأفخر السجاد و المساند مصنوعة من الاقمشة الفاخرة و رائحة الزهور تملأها و نكهة القهوة التركية تعطيهاطابعا غريبا .
وتدل النجف البرونزي الفخم من السقف ولم يكن يتسرب الي الغرفة شوى قليل من اشعة الشمس من خلال نوافذ الخشبية المغلقة و كان الجو ساخنا خانقا لكنه رائع ، و راحت كاترين تنظر الي محتويات الغرفة بعينين بدا فيهما الفضول .
- هل راقت لك غفتي ؟
سألتها السيدة ميدوبوليس برقة وهي تبتسم كأنها تعرف الجواب مقدما فأومأت كاترين و عادت السيدة العجور تسألها :- هل تشربين القهوة معي ؟ .
فهزت كاترين رأسها بسرعة نافية لأنها لم تستيغ طعم القهوة التركية ابدا بل ما اردات ان تشعر السيدة ميدوبوليس بذلك فقالت بسرعة :
- لا شكرا يا سيدة ، ولكني اجد غرفتك رائعة و اشعر بفخر لدعوتك .
ظهر شبح ابستامة في عيني السيدة السوداوين و قالت لها :
- اولاديلا يتعبرون وجودهم فخرا فيها يا ابنتي ! كانو يأتون اليها لينالو حظهم من التأنيب ! .
وكانت الغرفة تحتوي علي عددا من المقاعد لكن كاترين خحذت حذو مضيفتها فتربعت علي المساند المتنفخة و ثنت قدميها تحثها وقالت وهي تبتسم :
- اتمني الا انال انا ايضا حظا من التأنيب .
في الغرفة المعتمة اكتسي وجه المرأة بشيء من الجديةرغم ابتسامتها العذبة فشعرت كاترين بالخوف و التقلص في معدتها ، كانت تتصور انها اختطفت ووضعت مع الحريم برغم ان هذه الفكرة بدت مضحكة ، فردت السيدة ميدوبوليس بصوت خفيض و لكننها الاجنبية القوية :
- ربما لا تنالين عقابا بالرغم منك انك فتاة بلهاء يا صغيرتي ، الست كذلك ؟
فنظرت اليها كاترين بقلق فوجودها في الجزيرة منذ اكثر من شهر علمها ان تتقبل كل ما تتوقعه ومالا تتوقعه ، لكنها شعرت في تلك اللحظة بالقلق لجهلها سبب استدعاء من قبل السيدة ميدوبوليس ثم قالت :-
لا افهم ما تقولين يا سيدتي .
فنظرت اليها مدام ميدوبوليس و كانت نظرتها ثابتة ذكرتها بنظرات ستيفان ثم قالت برقة :- اظن انك تفهمين كل شيء يا كاترينا .
و تضاربت الافكار في رأس كاترين هل هو نيكولاس و اهتمامه بها ؟ هل لاحظت السيدة العجوز ذلك وكان يجب الا تشجعه ابدا اذا ارادت ان تبرئ نفسها و تؤكد للسيدة انها لا تنوي ايقاعه .. فبادرت بالقول :
- اذا كنت تقصدين نيكولاس .يا سيدتي .. في وسعي ان ...
قاطعتها السيدة العجز وهي تهز رأسها بهدوء قائلة :- لا اتكلم عن نيكولاس بل عن ستيفان .
- ستيفان ؟
لم يكن احد غيرها هي و ستيفان يعرف شيئا عما دار بينهما علي الشاطيء منذ اسبوع ومع ذلك احمر وجه كاترين عندما تذكرت ما حدث يومها مما جعل السيدة ميدوبوليس تدقق النظر فيها و تتعجب لذلك فسألتها مدام ميدوبوليس بهدوء : الا تعرفين ماذا اعني ؟
فأشاحت كاترين عينيها و لم تقو علي النظر الي السيدة و قالت :- لا يا سيدتي .
ومرت لحظة صمت سادت الغرفة الساخنة الخانقة و تمنت كاترين من كل قلبها لو انها تذرعت بأي سبب ولم تطع المرأة و تحضر معها الي هذه الحجرة ، لكن مدام ميدوبوليس ، كانت عازمة علي معرفة سبب اضطراب كاترين مما جعل الدم يصعد الي وجنتيها كالتلميذه الغيرة عندما تذكرت هذا ، و اخيرا قالت لها برقة :
الخجل يبدو عليك يا كاترينا و يضفي عليك جاذبية ، انا لا ادري لذلك سببا عندما اذكر اسم ولدي امامك .
اعترضت كاترين قائلة :
- سيدتي انك تبالغين في الامر ، لا اشعر بالخجل بل اجد ان جو الغرفة حارا جدا هذا كل مافي الامر .
- فهمت الآن .
وراحت يداها تنسقان زهور الميمورا في انية الفخار الكبيرة الي جانبها ثم استطردت تقول :
- لابد ان نيكولاس هو الذي يجذبك اليس كذلك ؟ .
وقالت كاترين بحذر :- اني اعجب بنيكولاس و لكنه مرتبط بالآنسة ميدوبوليس فهو خطيبها بالطبع .
و كررت السيدة العجوز كلمتها الاخيرة و قالت :- طبعا و اثينا فتاة لطيفة مع ان نيكولاس لم يقتنع بعد بهذه الحقيقة .
- اذا كان ...
و عضت كاترين شفتها بسرعة و لم تكمل كلامها فلن تجرؤ علي انتقاد اسلوب زواجهم اما السيدة ميدوبوليس فهي لا بد ان تؤيد ستيفان و كفاها ما بدر عنه عندما انتقدت ذلك الاسلوب و سألتها السيدة ميدوبوليس برقة و عيناها الداكنتان تبرقان عندما رأت ما خمنتخ صحيح .
- الا تؤمنين بتقالدينا في الزواج ؟ ولكني اري انها الطريقة الافضل يا كاترينا .
واجابت كاترين :- ربما كانت الطريقة المثلي للذين اعتادوها .
و طمأنتها السيدة العجوز برقة قائلة :- انا متأكدة شخصيا انها تجلب السعادة الي الجميع .
و دخلت الريبة قلب كاترينا فجأة تقلقها و نظرت الي السيدة العجوز بخوف و حذر و قالت لها :- اتمني الا يحاول ستيفان التدخل في تدبير امر زواجي انا ايضا .
و مرة اخرة ظهرت في عيني المرأة نظرة فاحصة فأرادت ان تطمئنها فقالت لها :- لا اظن انه سيفعل ذلك برغم انه قد يؤثر علي اختيارك .
و اجابت كاترين بحسم : مستحيل .
ثم نظرت الي السيدة العجوز بقلق فابتسمت السيدة كاترين كلامها : ولكن ليس هذا ما اردت التحدث معي عنه اليس كذلك سيدة ميدوبوليس ؟ .
فجأة خفق قلبها وصممت ان تهرب من الجزيرة بأي طريقة اذا اصر ستيفان علي يختار لها زوجا بنفسه .
- لا يا صغيرتي ، هذا بيس ما اردت التحدث معك عنه .
فسألتها كاترين : لماذا اذن يا سيدتي ؟ .
وبتعلي سمات المرأة صرامة ذكرتها بستيفان فنظرت بقلق و اكنت قسماتها داكنة التي تشبه الصقر تجعلها تشعر بضالة وهو الاحساس الذي اعتادته وهي مع ستيفان ثم قالت السيدة بتمهل :
- انك تملكين بعض الاسهم في شركة ميدوبوليس .
فشعرت كاترين بالدم يصعد وجهها وكانت تشعر بالغضب هذه المرة و قالت موافقا : نعم .
وباتت في عينيها الخضراوين نظرة تحد لاحظتها السيدة علي الفور .
لا تعتزمين بيعها الي ستيفان .
و اقرت كاترين بعناد :- لن ابيعها .
وفكرت كاترين ان تدوس علي كرامتها و تبيع الاسهم الي ستيفان و لكنه سأل والدته المساعدة و حاول السيطرة عليها بطرق ملتوية لذلك لن تلين او تطاوعه .
ومدت المرأة يديها و اخذت يدي كاترين بينهما . كانت اليدين صغيرتين جافتين برغم ذلك حاسمتان في قبضتيهما . وقالت لها وجهها المجعد بقسماته التركية تقترب من كاترين في محاولة لأقناعها و التأثير عليها .
الاسهم لن تفيدك بشيء فلن يمكنك حضور اجتماعات مجلس الادارة كما كان يفعل والدك .
وقالت كاترين تجادلها :- لا اري ما يمنعني من ذلك .
فهزت السيدة رأسها و ارتسمت ابتسامة صغيرة ساخرة علي شفتيها و قالت :- انك لا تتكلمين اليونانية او تفهمينها يا صغيرتي ، فكيف يمكنك متابعة ما يدور في المجلس ؟ .
وضغطت باصابعها النحيلة علي يديها في محاولة لاقناعها و استطردت قائلة :- وافقي يا صغيرتي و دعي ستيفان يتولي هذه الامور بنفسه .
- تقصدين بدلا مني ؟
ولم تخطر هذه الفكرة لها من قبل ووجدت كاترين الطريقة مثلي للخروج من هذا المأزق فهي تحفظ كرامتها و كرماة سيتفان في الوقت نفسه .
وقالت السيدة : هل ستوافقين اذا كان هذا هو الحل الوحيد ؟ .
نظرت كاترين اليها بثبات و سألت نفسها في دهشة كيف يقبل سيتفان هذا الحل الوسط و سألت السيدة :- وهل يقبل ستيفان هذا الحل و يوافق علي الشروط .
ابتسمت السيدة ميدوبوليس فبدت علي وجهها الاف التجاعيد و برقت عيناها السوداوان و قالت :- انها خطوة علي الطريق السوي .
ومرة اخري جاءت اثينا بيدوبولوس ووالدها اتناول العشاء مع الاسرو و مرة اخري اتيحت لكاترين فرصة لرؤية الفتاة التي سوف يتخذها نيكولاس زوجة له و التي اختارها ستيفان له .
كانت اينا فتاة عادية كما قال سايفان مع ان كلمة عادية وصف ظالم لها اذ كانت تتمتع بلطف يجعلها محببة الي النفس و كانت متوسطة الطول يميل قوامها الي الامتلاء ، عينيها سودواين جميلتين .
كان ستيفان علي حق عندما قال انها تحب نيكولاس بل كانت في الواقعتعشقه و شعرت كاترين بالعطف عليها لأنها تعرف نيكولاس جيدا و فهمت لماذا قال ستيفان ذلك اليوم علي الشاطيء انه لا يريدها ان تعود الي المنزل مع نيكولاس حتي لا ترهما اثينا معا فينتابها القلق ، ولكن اذا تزوجت اثينا فلا بد ان تعرف ان يتجذب الي الجنس الاخر و لن يكون امامها الا ان تستسلم لهذه الحقيقة .
و كان من العادة اذا جاء ضيوف لتناولالعشاء اان يتغير مظام جلوسهم حول المائدة فلم تجلس كاترين بجانب نيكولاس كالمعتاد لكنها وجدت نفسها جالسة بين غريغوري و السيد بيدوبولوس ، اما نيكولاس فجلس في مواجهتها بجانب اثينا الامر الذي لم يكن يرتاح له .
وكان من العادة اذا جائهم ضيف ان يرتدي الجميع ملابس رسمية فبدا ستيفان ببدلته السوداء و قميصه الابيض قوي البنيان لم تر له كاثرين مثيلا ولا حتي في نيكولاس نفسه . وكانت ملابسه تضفي عليه مسحة من الرومانسية برغم غطرسته او ربما بسبب غطرسته ، وبدا كعملاق شرقي مهيب فـاثرت كاترين بهيته كثيرا .
وكان السيد بيدوبولوس لا يكلمها الا قليلا في المرات السابقة عندما تلاقيا . وذلك بسبب انشغاله في الحديث مع مضيفه الذي جاوره علي رأس المائدة . ومع ذلك انتبه نيكولساس اكثر من مرة يحاول لفت نظر كاترين اليه . الامر الذي اعتبرته كاترين متهورا . بينما كانت هي تعمل كل ما في وسعها لتتصرف بحكمة ولا تشجعه علي التحديق بها .
جو غرفة المائدة ازداد فخامة في وجود الضيوف ، فقماش المائدة ناصعة البياض و الاواني الفضية تعكس الضوء و الزهريات تملأها الزهور ذات الريحة الزكية .
وحتي بعد هذه الاسابيع العديدة التي قضتها في الجزيرة كانت تشعر انها في جو خيالي حالم . الطعام خليط من المآكل اليونانية و التركية قدم بكميات وافرة و تخلله مشهيات مثل الفيتا وهي جبن قريش لها طعم يميل الي الحموضة قليلا و محشو ورق عنب و الضولما وهي مجموعة من الخضروات المحشوة بالارز و اللحم و المسقعة و الكفته و كرات اللحم المتبل التي احبتها كاترين كثيرا .
و اعقب ذلك كله الحلوي من الفطائر و الملبن التركي و الفاكهة الطازجة بجميع انواعها ، انا القهوة التركية القوية فرفضتها كاترين عندما قدمت لها لأنها لا تستيغ طعهما .
وعلي عكس اليوم الاول من وصولها الي الجزيرة حين كانت ترتدي ثوبا بسيطا شعرت بالحرج لأرتدائه و كانت كاترين ترتدي الليلة ثوبا طويلا ذا اكمام واسعة اخضر اللون كلون الزمرد مظرزا بأسلاك ذهبية ناسب بشرتها و شعرها الاحمر .
ذلك الثوب اهداء نيكولاس لها بعد حادى زياراته الي قبرص لأشرافه علي مكاتبهم هناك ، وترددت في قبول الهدية لكن اغراء الثوب كان اقوي من ترددها و ارتدت كاترين الثوب لأول مرة وهي تشعر انه لم يكن من الحكمة انها ارتدته فنيكولاس لم يكف عن النظر اليها طوال السهرة و من الظاهر انه استشف معني خاصا من وراء ارتدائها الثوب الذي اهداه لها .
كذلك لم تفت كاترين نظرة ستيفان .. كانت نظرة خاطفة تدل علي اعجاب واضح لا يمكن ان تخطئها ، وذلك عندما نزلت لتنضم الي بقية افراد الاسرة لتناول المشروبات قبل العشاء و الواقع ان النظرات الفاحصة المتيمة من هاتين العينين السوداوين جعلت نبضها يسرع علي نحو اثارها و اخافها في الوقت نفسه ربما كان ذلك راجعا الي تأثير الثوب الجميل
الجديد ، ولكن لابد ان تعترف بانها احست بالارتباك و السعادة عندما وجدت ستيفان يحملق مرة او مرتين اثناء لعشاء . ومن المؤكد ان نظراته التي كانت تتم عن الفضول من ناحية وعن عدم التشجيع من ناحية اخري بعثت في نفسها شعورا عميقا بالفرح وسمعت ليون بيدوبولوس يقول لها فجأة :- هل تروق لك بلادنا يا انسة غرانجر ؟ .
فظلت برهة تحدق فيه بغموض قبل ان تجيبه وهي تبتسم قائلة :- لم ار شيء في اليونان نفسها بعد يا سيد بيدوبولوس . كل ما هناك اني هبطت من الطائرة في نيقوسيا و من يومها لم اغادر داكوليس ابدا .
وخيل اليها ان ستيفان لم يبد مرتاحا الي قولها هذا وكأنهاعتبره انتقادا موجها لكرمه و ضيافته . اما هيلين فنظرت اليها و كأنها تقول لها حذرتك سابقا من القضبان الخفية التي تحيط بالجزيرة و تجعلها سجنا ، لكنها لم تكن نقصد وجيه اي انتقاد و نظرت الي ستيفان و تساءلت اذا كانت تستطيع اقناعه بذلك .وقال ستيفان بصوت البارد الهادئ :- لم ادري انك تودين السفر خارج الجزيرة . و اذا اردت الذهاب الينيقوسيا لمجرد التغير و الترويح عن النفس فليس هناك ما يمنعك من ذلك .
ابتسمت كاترين له و الامل يملأها و لمت عينيها الخضراوان لحماسها و خفق قلبها مرة اخري عندما طالت نظرته اليها و التقت عيناهما و لم يؤثر علي ذلك اي احساس يكون قد انتابها بالسخرية من نفسها و ربما كانت مجرد فتاة حمقاء ...
لكن تأثير هاتين العينين السوداويين عليهها كان يثير ارتباكها ، ولم يخطر في بالها لحظة واحدة انها شخص حر يستطيع مغادرة الجزيرة في اي وقت وقالت له :
- اووه ... كم اود الذهاب يا ستيفان اذا امكن ترتيب ذلك .
وبدأ نيكولاس يقول :- يمكنني ان ...

ولك يكمل حديثه بلاسكتته نظرة خاطفة ماهرة من اخيه الذي قال لكاترين :- لدي بعض الاوراق تحتاج الي توقيعك ، فاذا استطعت الاستعداد لسفر غدا وقت ذهابي الي قبرص يمكنك ان تأتي معي و هكذا ...
هز كتفيه العريضتين وهو يتذكر المثل القائل :- تضرب عصفورين بحجر واحد .
و نظرت كاترين اليه بتعجب و قالت :- اي اوراق ؟ .
ورفع ستيفان حاجبيه و رد عليها بهدوء :- بعض التنازلات بخصوص الاسهم .. علي ما اعتقد .
- اوه - نعم بكل تأكيد .
وكانت قد نسيت تماما مقابلتها مع مدام ميدوبوليس منذ يومين و النتيجة التي توصلنا اليها ، لكن يبدو ان ستيفان يريد اعطاء الاتفاق صيغة رسمية نهائية بأسرع وقت و سألها و عيناه السوداوان تتحديانها ان تغير رأيها :- لم تغيري رأيك ؟ .
وبسرعة هزت كاترين رأسها بالنفي و نظرت الي السيدة ميدوبوليس فرأت نظرات العجوز هادئة مسالمة ، لكن كاترين اضطربت بلا سبب واضح .
وكان ليون بيدوبولوس يتابع المناقشة بفضول و اهتمام قم التقت الي كاترين وعلي وجهه ابتسامة خاطفة مهذبة و سألها :-
- هل تملكين اسهما في شركة ميدوبوليس للملاحة يا انسة غرانجر ؟ .
ولاحظت كاترين ان هذا السؤال قد ساء ستيفان الذي قطب حاجبيه بسرعة فردت كاترين قائلة وهي تتعلثم :- نعم ترك والدي بعض الاسهم .
- نعم - طبعا والدك تركها لك و هذا يخالف العرف فالنساء هنا لا تهتم بتلك المائل يا مس غرانجر .
قال ذلك بهدوء وهو ينظر الي ستيفان نظرة متسائلة .
ضحكت السيدة ميدوبوليس برقة وهي تلمس كاترين بيدها النحيلة و تقول بلكنها الاجنبية القوية :
- كل شيء يتغير في هذه الدنيا يا ليون و كاترين فتاة عاقلة .
- يبدو ذلك .
قالها ستيفان مستندا رأي والدته غامضة و مرة اخري التقت نظراتها فشعرت كاترين برجفة ثم اردف يقول :- ارجو ان تكوني مستعدة صباح غد .. يا كاترين ..
و اكدت كاترين بسرعة :- نعم سوف اكون مستعدة . متي ننطلق ؟ .
ثم لتقت نظراتهما ثانية وقال :- بعد العاشرة بقليل و انصحك ان ترتدي ثوبا خفيفا فالجو يكون عادة حار في المدنية هذا الوقت من لسنة .
- نعم بالطبع .
كانت فرحتها كبيرة لمجرد فكرة ذهابهت الي قبرص مع ستيفان و عبثا حاولت تقنع نفسها ان سبب فرحتها هو مجرد التطلع الي رؤية مكان جديد بل كان يسعدها فعلا ان تمضي ولو بضع ساعات في صحبة ستيفان ، ولم تحاول اخفاء هذه الحقيقة عن نفسها .
لك نيكولاس لم يخف غضبه لعدم تمكنه من اصطحابها في تلك الرحلة و عندما غادر بدوبولوس و ابنته الجزيرة بعد العشاء خرج ليبحث عنها في الحدائق وهي تسير بين اشجار السرو الرابضة علي جوانب البحر قبض علي ذراعها بشدة و قرب وجهه الاسود من رأسها كانت انفاسة الدافئة تلفح اذنها عندما تحدث و تمنت كاترين الا يقترب منها علي هذا النحو ولم يمض علي مغادرة خطيبته الجزيرة سوي بضع دقائق فقط .. شعرت بالذنب عندما تذكرت اثينا ومدي حبها العميق لخطيبها .
- قولي لي يا كاترينا انك تفضلين الذهاب معي الي قبرص .

قال ذلك و عيناه تبرقان في ضوء القمر فردت عليه كاترين قائلة :
- ولكن لا يضايقني الذهاب مع ستيفان وهي في اية حال رحلة عمل يا نيكولاس ، رغم انني سوف اروح عن نفسي كذلك .
وضحكت برقة عندما قرأت في عينيه نظرة عتاب وود و قد بدا العبوس واضحا علي وجهه :- مع ستيفان ! لا بد ان احذرك من اخي البكر فهو يختلف عني كثيرا يا كاترينا .
- ولكنه اكثر منك جدية بالتأكيد .
ولكن كاترين لم تفهم المعني المستتر وراء قوله فحذرها مرة اخري قائلا :- هو ايضا لا يهتم بالفتيات الصغيرات مثلك .
ولمعت عينياه في ضوء القمر و شعرت كاترين انه يريد مصارحتها بشيء وتمنت الا تشعر بأي ذرة من القلق لذلك و سألته :- لست صريحا معي ؟ وكلامك لا يعني لي شيئا .
ثم خرجت من ظلال الاشجار الي ضوء القمر الكبير الذي كان يسبح في سماء بنفسجية اللون . وتقلصت اصابع نيكولاس علي ذراع كاترين و قبضت عليها بشدة ثم قال لها برقة :
- اتظنين انني لم الاحظ تلك النظرات التي كنت تلقينها الي ستيفان عندما ظنت ان احدا لا يراك يا جميلتي ؟ .
كان قريبا منها و احست كاترين بالدم يتدفق الي وجنتيها وهي تبتعد عنه بسعة و تخلص ذراعها من قبضته و قالت له بصوت خافت لاهثة :
- لابد ان لك خيال واسع يا نيكولاس ، فلم انظرالي ستيفان نظرات ذات معني خاص ، لماذا تعتقد انني كنت افعل ذلك ؟ .
فهز نيكولاس كتفيه العرضاين و قال :-النساء تجدنه جذبا انا اعرف هذا . وكلن ليس نوعك من النساء يا كاترين فأنت لست من دنياه .
وهل تعني اني من دنياك ؟ هل هذا ما تقصد !.
وكان في صوتها رنة عدم التأكد عندما ادركت ان ما قاله كان صحيحا ثم قال لها :
وكان في صوتها رنة عدم التأكيد عندما أدركت إن ما اله كان صحيحا ثم قال لها :- بكل تأكيد يا جميلتي .
و سألته وهي تعرف إنها تقسو عليه و لكنها كانت تشعر بذلك في تلك اللحظة حتى لو تألمت خطيبتك من النظرات التي كنت تصوبها إلي ، فأنت لست عادلا في معاملتك لأثينا يا نيكولاس ، لست عادلا علي الإطلاق .
ومرة أخري بدت علي وجه نيكولاس الوسيم إمارات الغضب و ضغط تكرارا علي ذراعها قوة وهما يسيران علي ذلك الشاطئ الجميل و قال لها :- إنها من اختيار ستيفان دعي ستيفان يتزوجها .
أثار رده السريع القاسي الشكوك في ذهن كاترين فلم تلتفت إلي المناظر الخلابة المحيطة بهما ، بل راحت تركل الرمال البيضاء بقدمها و قالت بهدوء :- ظننت انه سيتزوج إلينا اندرياس ، هكذا أخبرتني ماريا بعد كل شيء ايلينا موجودة هنا .
فرد عليها باقتضاب قائلا :
ولكن أيا منهما لا تجرؤ علي التفوه بكلمة واحدة في وجوده ، فستيفان ينظم حياة غيره ولا يسمح لأحد بالتدخل في خططه الخاصة .
لم تجد كاترين أي سبب منطقي لما شعرت به في تلك اللحظة ، لكن قلبها بدأ يخفق بشدة و نظرت فجأة إلي القمر الاصفرالكبير في السماء و شعرت بالفرحة تغمرها ثم قالت له :
وهل يعني هذا إن ستيفان لن يتزوج الآنسة اندرياس ؟ .
فقال نيكولاس وهو يهز كتفيه و الكآبة علي وجهه :
- من يدري ما الذي يدور في خلد ستيفان أحيانا أتمني أن يتزوج حتى لا يجد الوقت الكافي للتدخل في حياة الغير و أحالتها إلي الجحيم .
وتذكرت كاترين ثانيا هيلين و المرارة التي تشعر بها نحو ستيفان و كان واضحا إنها لم تكن ترغب في الزواج من غريغوري الذي كان في نظر كاترين أكثر الأشقاء طيبة و نبلا بين الثلاثة ثم سألت نيكولاس :
هل تعتقد إن هيلين سعيدة ؟ أنا لا أجدها سعيدة دائما .
قالت ذلك بلهجة حذرة فقط كانت كاترين غير متأكدة من ردة فعل نيكولاس اتخاذها حياة هيلين و غريغوري كمثل فنظر إليها نيكولاس بعينين داكنتين ولم يقل شيئا ، وتساءلت فعلا إذا تضايق من هذه الإشارة . ثم وضع ذراعا حول كتفيها و ضمها هامسا .
الم تعرفي شيئا عن هيلين .
ومرة أخرى تذكرت كاترين ليلة وصولها إلي الجزيرة و تلميح ستيفان عن شيء بين والدها و ستيفان وسلوك هيلين بعد ذلك معها و جازفت بقولها :
- اعتقد إن هناك شيئا لدي هيلين يجعلها تبدو تعيسة ولا ادري ماهو لكني اعتقدت انه يتعلق بوالدي .
وأخيرا باحت كاترين بما أرادت وفي وسع نيكولاس أن يبخرها بكل شيء الآن أو يقول لها إنها مخطئة و ينتهي الشك الذي يساورها . وبدا علي نيكولاس التفكير العميق برهة علي نحو لم تعهده من قبل ثم ظل صامتا و خافت كاترين أن تبدد ذلك الصمت إلي أن قال أخيرا بهدوء :
- لا ادري كيف علمت ولا أظن أن هيلين أخبرتك بشيء و أنا متأكد أن ستيفان لم يبح لك كذلك بالسر .
فقالت له بصوت هامس :

لاحظت أشياء كثيرة .
فابتسم و أسنانه البيضاء تضيء وجهه الأسمر الوسيم مهننا كاترين علي فطنتها قائلا :
إذن فأنت علي حق يا جميلتي فقد كانت هيلين علي علاقة بوالدك .
ولم تكن تصدق أو تتوقع رد نيكولاس الذي لم يراع شعرها فنظرت إليه و سألته بعد لحظة :
علاقة بينهما ؟
هالك هذا الخبر يا كاترينا ، لكنك لم تعرفي والدك جيدا .
اعترفت كاترين بذلك قائلة :- أكاد لا اعرفه بالمرة إلا قليلا .
ولكن لابد انك تعلمين انه كان يمضي معظم أوقاته في اليونان ؟ .
وارمات كاترين قائلة : - نعم اعلم ذلك إذا كان يحب البلد و أهله .
ثم حكي نيكولاس لهل هذه القصة :
قابل غريغوري والدك في منزل احد الأصدقاء ، وفي أحدى الأمسيات دعاه غريغوري لتناول العشاء في الجزيرة ، وكانت هيلين باعتبارها خطيبة لغريغوري وقتئذ ، ومن أول لحظة وقعت في حبه مما جعله يتيه بهذا الحب .
و ابتسم نيكولاس ابتسامة تدل علي الأسف وهو يشير إلي نقائص والدها :
- كانت هيلين جميلة ولم تتجاوز الثانية و لعشرين من عمرها بعد ، ولكنها كانت جادة في حبها أكثر من والدك .
فقالت كاترين بصوت خافت :- كان اصغر من والدي في ذلك الوقت بحوالي عشر سنوات .
فأومآ نيكولاس و قال :- لابد انه أحس بفخر لوقوع تلك الفتاة الجميلة الصغيرة في غرامه .
و قالت كاترين بلهجة تنم عن الآسي :- مسكينة هيلين .
ووافق نيكولاس علي كلامها و استطرد قائلا :- فعلا ... مسكينة هيلين ولكن كان يجب عليها أن تعرف إنها الخاسرة لأنها كانت مخطوبة لغريغوري وكان لا يسمح لأحد بالتدخل لفك هذا الارتباط .
وردت كاترين : تقصد مشاريع ستيفان ؟ الآن فهمت لماذا تتحدث بمرارة شديدة .
قال نيكولاس وقد بدا عليه الولاء لأخيه علي غير توقع :
ليست مشاريع ستيفان فقط بل كانت العادة أن يبدأ ليون بيدوبولوس بالخطوة الأولي ثم ينفذ ستيفان الباقي ، أما هيلين و غريغوري فلم يعترضا علي هذا الزواج في بادئ الأمر وألا ما كان ستيفان يوافق عليه .
وتذكرت كاترين زوجة أبيها الشابة الجميلة الحزينة و قالت :- ولكن ماريا ؟ كيف تزوج والدي من ماريا ؟
فهز نيكولاس كتفيه و سرح قليلا كأنه يستعرض أيضا ذكرياته مع شقيقته ثم قال ببساطة :- أحبته ماريا و اعتقد إن جورج أحبها ولكن علي طريقته الخاصة .
ولأول مرة في حياتها شعرت كاترين بالمرارة الحقيقية في قلبها لسلوك والدها ثم أردفت تقول :
وطبعا آلت إليه الأسهم في شركة الملاحة أيضا .
وهز نيكولاس رأسه موافقا :
من العرف أن تهدي العروس زوجها بيتا كجزء من هدية العرس ولكن بما إن ماريا عاشت بعيدا عن وطنها أعطته الأسهم بدلا من البيت .
يا الهي !! .
وأغمضت كاترين عينيها مثقلتين بالدموع وبكت علي مصير زوجة أبيها الحبيبة التي تركت وطنها و قالت :
الوضع .. الوضع ليس أفضل كثيرا من وضع العبيد . أليس كذلك ؟
ونظر إليها نيكولاس في فضول و راحت عينياه الداكنتان تتفرسان في ملامحها التي بدت صغيرة شاحبة في ضوء ذلك القمر الكبير ، وكانت عيناها لا تزالان ممتلئتين بالدموع ووضع نيكولاس يده برقة علي خدها وقرب وجهها منه و كانت ذراعه لا تزال تحيد بكتفيها و قال بصوت هامس :
انك تتأثرين كثيرا بمثل هذه الأمور يا جميلتي . ماريا في أي حال تزوجت الرجل الذي أحبته رغم إنها لم تكن تراه كثيرا بعد الزواج .. وكان زواجها بمن تحب أكثر مما يمكن أن تفعله فتيات كثيرات .
نيكولاس .
قالت كاترين وهي تتطلع إليه بعينيها الخضراوين اللتين بدا فيهما القلق واضحا في ضوء القمر
انه ... اقصد ستيفان لن يفعل أي شيء مماثل بالنسبة إلي !
تقصدين يتدخل في زواجك ؟
زبدا نيكولاس كأنه يفكر مليا في الأمر ثم قربها منه و ضمها بين ذراعيه و أخذت أنفاسه الدافئة تلفحها ثم قال بصوت هامس :
إذا حاول ذلك يا جميلتي فسوف نهرب معا و نتحداه .. إنني اقسم لك علي ذلك ! .






التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 24-04-16 الساعة 01:49 AM
Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس