عرض مشاركة واحدة
قديم 24-04-16, 01:58 AM   #11

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




9- الغرقـــــــــــي




تلك الليلة المليئة بالاحداث التي فاجأ فيها ستيفان كاترين ونيكولاس معا في الحديقة و اظهر غضبه الشديد وهي تبذل كل ما في وسعها لتتفادي الاجتماع بنيكولاس .ولم يكن هذا الامر الهين اذا كان ينتهز فرصة غياب ستيفان فيحاول التقرب منها .
وقد نجحت في تفادي لقائه ، لكنه لمحها اليوم وهي تغادر المنزل الي الشاطئ للاستحمام ، فتبعها في السيارة بها في اول الطريق المؤدي الي البحر و اقنعها ان تذهب معه الي الطرف الشمالي من الجزيرة ، مكانه المفضل للسباحة ولم يعبأ نيكولاس مطلقا بسكوتعا و اضطربها حتي ولو كان قد لاحظه .
كان الطفلان قد ذهبا الي قبرص مع غريغوري و هيلين و البنتين الصغيرتين فوجدت كاترين نفسها وحيدة و كانت تود تلافي صحبة نيكولاس التي تجر عليها المتاعب دائما ولو انها في الحقيقة كانت تفقده .
كان نيكولاس يكره فكرة وجودها كل صباح مع ستيفان و الولدين وهو يعلمها ركوب المهرين و الاعتناء بهما ، ونظر اليها بشيء من الشك الآن عندما ابتسمت لنفسها لنادرة طريقة وحيدة خطرت لها . وكان صبر ستيفان مع الولدين يدهش كاترين وهي الصفة الوحيدة المحببة الي النفس التي اكتشفتها فيه كاترين حتي الآن ، كان يعاملها بحزم اذا اخطأ عن عمد او اساءة تصرف . لكنه لا يفقد الصبر معهما ابدا ، وكان واضحا جدا ان الولدين يعبدانه .
وفي الحقيقة كان الولدان مدللين لكثرة الاعجاب بهما فلم تدخر هيلين وسعا في تدليلها . وظنت كاترين ان سبب حب هيلين لهما كان يرجع الي حبها لوالدهما . وهي فكرة كانت لا تعيرها اي اهتمام . اما نيكولاس فلم يهتم بهما كثيرا وربما رجع ذلك الي احتلالها مكانه في قلب والدته ، الأمر الذي لم يعجبه .

كان طبيعيا ان شبع نيكولاس فضوله حول احداث تلك الليلة في الحديقة . ولكن كاترين لم تغفر له تركها تحت رجمة ستيفان و الذهاب الي المنزل ، ولو انها لم تنتظر ان يفعل شيئا اخر ، شعرت ان كرامتها اهينت عندما تخلي عنها وكانت تود لو بقى و دافع عنها .
ولم يصدق نيكولاس كاترين عندما اخبرته ان الموضوع الذي طرقه ستيفان معها في الحديقة كان موضوع لقائها به ولذلك قال لها :- اذا كان ستيفان يريد التحدث في هذا الموضوع فلماذا اراد رؤيتك علي انفراد ؟ .
و تمدد نيكولاس الي جابها علي الرمل ووضع يديه وراء رأسه و اغمض عينيه وراء نظاتره الشمسية . كان يبدو جذابا في زيه المكون من بنطلون ابيض ناصع و قميص ازرق فاتح يشف عن جسمه الذي لفحته الشمس . وتذكرت كاترين المرة السابقة التي فاجأها فيها ستيفان عندما كان يسبحان في هذا المكان بالذات .
وفجأة تمنت كاترين ان تكون اكثر صلابة مع نيكولاس فلا تقبل دعواته بعد اليوم . لكنها كانت عاجزة عن مقاومة الحاحه و تأكدت ان ستيفان سوف ينتبه اجلا او عاجلا انهما معا علي الشاطئ فيأتي للعثور عليهما .
كانت فكرة احتمال حضوره تثير قلقها ولم يكن في وسعها ان تفعل شيئا الآن .
وكان نيكولاس قد رأى اخاه يدخل مكتبه للعمل و انتهز هذه الفرصة ليلحق بكاترين علي الطريق المؤدي الي الشاطئ ، وكان واثقا انه سيجدها ولن تروغ منه في جزيرة بحجم داكوليس الصغيرة اذا اراد فعلا ان يبحث عنها و يجدها .
وعادت كاترين تقول وهي تبتسم :-
كان لدى ستيفان الكثير للتحدث به ، ولكنه لسبب او لآخر لم يحدثني عن كل ما يريد .
فتح نيكولاس عينيه و سألها وهو ينظر بفضول لبرهة قائلا :- هل تعاركتما ؟ .
فهزت كاترين رأسها بالايجاب وردت ان تغير الحديث كله ولا تدع نيكولاس يعرف نتائجه او ما حدث تلك الليلة ثم اعترفت لنيكولاس قائلة :- قد تسميه عراكا تبادلنا بعض الكلمات الجافة .
- ولكن كنتما قد تصافيتما عند رجعوكما الي الفيللا ، واني اقسم علي ذلك .
ثم خلع نظارته وظر اليها مفكرا و قال :- وهل عانقك بعد ذلك و صالحك يا كاترينا ؟ .
وكانت هذه الحقيقة لكنها ادارت وجهها عنه و شغلت نفسها باللعب في الرمل و قالت بهدوء : تصافينا ...
وقرب وجهه منها و اعاد سؤاله بالحاح : وهل تبادلتما القبل . هل تصالحتما .
فقطبت كاترين و قالت له :
- ولكن لا يخصك اطلاقا يا نيكولاس .
ثم رد عليها يقول و يضحك ضحكة صفراء :- اذن لقد قبلك و انت امرأة مثيرة حقا يا كاترينا الجميلة حتي تجعلي اخي ينسي نفسه و يقبلك في ضوء القمر كأي عاشق غرير .
وردت عليه بحده :
- انك تبالغ كثيرا يا نيكولاس فلم يكن في الامر شيء .
و التهبت وجنتاها و ارادت ان تقنع عبثا ان سبب خجلها و التهاب وجنتيها يرجع الي اشعة الشمس الساخنة وحدها ولكنها شكت في ان نيكولاس يعتقد الشيء نفسه .
فرد قائلا بتهكم :- لا لم يكن في الامر شيء انت لا تفهمين يا جميلتي ، فان ستيفان ليس بالرجل الذي يكتفي بالتنزه في ضوء القمر و تقبيل فتاة جميلة انه ..
و هز كتفيه ثم عاد يقول وهو ينظر اليها بعينيه الداكنتين و يبتسم ابتسامة ذات مغرى :
- ذئب ! هذه الكلمة التي كنت ابحث عنها للتعبير يا كاترينا ، وانت فتاة محظوظة اذ امكنك الهرب منه بعد قبلة واحدة فقط يا جميلتي .
وردت عليه قائلة :- لا تهمني الكلمة التي تبحث عنها و مهما كان رأيك في اخيك فأنا لست الفريسة السهلة التي تظنها .
نظر اليها مبتسما لأنه استطاع ان يغضبها وادار الحديث ثانية عن نفسه مزهوا : - وهل تعاركتما بسببي ؟ .
قال ذلك و عيناه تبرقان وجهه الاسمر يبتسم ليغيظها . كان يهمه ان يكون محور حديثهما و لذلك قابلت كاترين غروره بابتسامة غامضة ثم قالت معترفة :- الجزء الاول من العراك كان بسببك ولكن معظم العراك كان بسبب تدخله في شؤون حياتي و ترتيب مشروعات لي لا حق له فيها .
وغضب نيكولاس لقولها فقد تزعزع فيه غروره و عبس لذلك ، ثم نهض و جلس ينظر اليها و قد ملأ الاهتمام وجهه . كان واضحا ان كلامها هذا لم يعبق الراحة في نفسه فوضع يديه فوق ركبتيه وخلع نظاترته الشمسية و امسكها باحدى يديه : - ليتك لم تقولي له شيئا عن هذا الموضوعفهو سيعرف حتما اني مصدره .
دهشت لذلك و نظرت الي وجهه قائلة :- هذا بالضبط ما فهمه ، ولابد ان تعرف اني سوف اكلمه في هذا الموضوع عندما اراه يا نيكولاس و كان عليك ان تعرف اني لن ادعه يفلت بدون ان يعلم به .
وجلس برهة صامتا ثم اضافت عيناه وهو ينظر اليها بدهشة متسائلا :
- ولما عرف اني اخبرتك ماذا .. كيف .. طبعا انهيتما الموضوع بسلام .. اليس كذلك ؟ و مرة اخرى حدق فيها متسائلا .
وملأت كاترين كفها بالرمل الناعم و راحت تنتزه و تذكرت فجأة شيئا جعلها تقطب جبينها و قالت بهدوء :
- ضحك عندما اخبرته بالموضوع .
وكانت كمن يتحدث الي نفسه .
وبدا نيكولاس وهو غير مصدق ادنيه وقال :
-ضحك ! ولكا يضحك من موضوع كهذا ؟ .
وفكرت لحظة ثم قالت :- لا ادري اعتبر الموضوع مضحكا لأنني كنت غاضبة جدا وود ان يعرف ما اذا اخبرتني بمن هو الرجل الذي يفكر فيه للزواج مني .
ونظرت اليه لحظة ثم سألته :- انت لم تخبرني بذلك يا نيكولا هل تعرفه ؟ .
وهز نيكولاس رأسه نافيا ولكن عينيه برقتا وطهرت ابتسامة علي وجهه الوسيم جعلت كاترين تشعر بقلق .
وقال وهو يضحك ويهز رأسه :- لو انني لا اعرف ستيفان جيدا .. لو انني لا اعرف انه شيء لا يمكن ان يصدقه احد فظننت انه يعني نفسه يا جميلتي .
فنظرت اليه كاترين بوجه عابس وقالت :- نيكولاس !
ومرة اخرى ضحك وهو يهز رأسه بهدوء :- لو انني لا اعرف انه المضحك حقا ان يطرأ علي الذهن مثل هذا الشيء .
ومرة اخرى قالت غاضبة :- نيكولاس ! .
كانت تحس بغضب اكثر مما بدا في صوتها ولكن هذه الفكرة نفسها طرأت علي ذهنها فجأة و اخذت ترتجف كأوراق الاشجار في مهب الريح كانت بعيدة الاحتمال بينما ضحك نيكولاس وهز راسه عجبا وقال لها :-
انها مجرد دعابة يا جميلتي فهي فكرة بعيدة الاحتمال .
وقالت كاترين بهدوء :- لا .. لا ... بكل تأكيد فرجل مثل ستيفان لا يمكن ان يجدني عروسا مرغوبا فيها ، انها فكرة غير وادة علي الاطلاق .
وكان نيكولاس يبتسم و ينظر اليها بوجهه الوسيم الاسمر بثقة و قال بصوت رقيق :- قد لا يرى ستيفان انك عروس جميلة اما انا فأراك رائعة .
ومد يده فأخذ يدها ورفعها الي شفتيه ليلثمها و استطرد قائلا :- سوف تكونين عروسا رائعة الجمال يا كاترينا .
ونظر اليها و قد تألقت عيناه البنيتان و خفض صوته حتي اصبح عميقا مغريا وقال :- سوف تكونين عروسين جذابين انا و انت يا كاترينا ، اليس كذلك ؟ .
وابتسمت كاترين ابتسامة لا تدل علي شيء لأنها تعرف انه لا يأخذ الامور بجدية ولا حتي مثل هذا المشروع وقالت له وهي تهز رأسها :
- اشكرك يا نيكولاس ، ولكن الطريقة التي بها زوجتك المستقبلة تجعلني ارفض هذا الشرف بدون اي تردد .
وبدن كاترين غير مصدقة اقتراح نيكولاس بالنسبة الي ستيفان ولكنها لم تبد اي نية لمناقشته .
وضحك نيكولاس برقة فبدت اسنانه السوية ومال نحوها وهو يقول بحدة :- انك مخلوقة لا قلب لها ولسوف تدفعين الثمن غاليا لذلك يا جميلتي .
وقبل ان تنتبه لما يقصده ضمها اليه وهو يقبض علي كتفيها بعنف وقالت وهي تقاومه بشدة :- لا يا نيكولاس ، لا ...
واعتراها الخوف فجأة فراحت تقوامه و تقاوم يديه اللتين اطبقتا عليها بقوة فضحك برقة ولكنها لم تشعر في عناقه تلك الرغبة الضاربة التي جعلتها تخضع لستيفان ووجدت نفسها غير مستعدة علي عكس ما كانت تشعر من قبل .
ولما تركها اخيرا لم تبتسم كما اعتادت ان تفعل بل نظرت اليه وقد بدا الغضب في عينيها الخضراوين المتألقتين كما ان بدا الاستياء واضحا علي وجهها الامر الذي لم يكن نيكولاس يتوقعه .
كان واضحا ان ردة فعلها قد اذهله و قطب لحظة وهو ينظر اليها ثم قال :- كاترينا لماذا تغضبين مني .
فدفعته كاترين بعيدا عنها بكلتا يديها ثم جلست مرة وهي تهز شعرها لتزيل عنه الرمال و قال :- انت تعرف سبب غضبي ن فأنت خطيب اثينا وقد ناقشنا ذلك الموضوع طويلا .
وقال نيكولاس يذكرها وقد بدا الاستياء علي وجهه :- ولكنك تعرفين شعوري نحو اثينا فأنا لا احبها ، لا اشعر نحوها بأي عاطفة .
كان واضحا انه لا يحب احدا ان يرفض مغازلاته ولم يخف ذلك وردت عليه كاترين قائلة : - اذن اجمع شجاعتك و صرح بذلك ثم افسخ الخطبة قبل ان تحطم قلبها .
ثم سكتت لحظة اضافت بعدها بصوت رقيق :- انها تحبك كثيرا يا نيكولاس ، ولكنك سوف تجعلها تعسة جدا اذا لم تحسن معاملتك لها و تغير من اسلوبك نحوها .


وقال نيكولاس متسائلا :- ولماذا اغير اسلوبي اذا كانت هذه المخلوقة البلهاء تحبني كما انا ! هذا بالاضافة الي انني لا استطيع ان اغير اسلوبي .
كان لابد لكاترين ان تلحظ نوعا من المنطق العنيف في كلامه ، فقد قال كل شيء بصراحة و تناول احدي يديها في يديه وقبل اصابعها و اخذ يتطلع اليها بعينين داكنتين ، ثم قال :
- بل انا لا اتغير الا لأجلك انت فقط يا كاترينا الجميلة ، ولكن ماذا تفعلين اذا فسختي خطبتي ؟ هل تقبلين الزواج مني عندئذ ؟ .
قفز قلب كاترين هلعا وهي تتصور رد فعل هذا القرار الحاسم علي ستيفان و تنبهت انها قالت شيئا لنيكولاس اعتبره تشجيعا له و لذلك كان يجب ان تصلح الضرر الذي احدثه وان تتراجع فيما قالته ، ولم يكن في نيتها علي الاطلاق ان يتخذ خطوة واحدة لصالحها ، وكان مصلحة اثينا هي كل ما يهمها . واخذ يقبل اصابعها مرة اخرى ونظر اليها بعينين داكنتين متسائلا وهو ينتظر ردها و سألها مرة اخرى :
- كاترينا ، هل افسخ خطبتي ؟ .
وكان من العسير ان تعرف اذا كان جادا فيما يقول ام لا ، ربما كان يمزح معها كما مزح عندما قال ان ستيفان يريد اتخاذها عروسا له ، ولكن يجب علي كاترين الا تجازف بشيء فقالت :
- بالطبع لن تفسخ خطبتك بسببي ، لآن هذا اخر شيء اريده نيكولاس ، فلن يسمح ستيفان بذلك .
وسحبت يدها من يده و نظرت الي البحر الازرق المتلأليء و امواجه الهادئة علي بعد اقدام قليلة منهما ، وعضت شفتها في قلق وهي تنظر اليه من خلال اهدابها الطويلة و برقت عيناه و اصبحا مثل الفحم .. مثل عيني اخيه و قال :
- ستيفان لا بد ان ترضي ستيفان دائما حتي انت يا جميلتي ! فعندما حضرت الي الجزيرة كنت ثائرة الجميلة ، ولكنك الآن تشعرين بالخوف مما قد يقوله ستيفان لك .
و نفت ذلك قائلة :- اني لا اخاف .
ولكنها كانت تعرف انها لا تقول الحقيقة ، واضافت بصوت اهدأ بعد لحظة :
- انه ليس الخوف منه بالضبط ، بل لأنه دائما يبدو واثقا من كل شيء وهو مثلي لا يحب ان يرى اثينا تتالم .. قال هو نفسه ذلك .
- وهل تصديقينه .
وهزتكاترين راسها بالايجاب اذ كانت واثقة مما تقول :- نعم يا نيكولاس اصدقه .
- وهل تظنين انه ليس لي قلب ! .
ولاحظت انه يرفض تلك الفكرة و لكنها كانت فكرة صحيحة اذا واجهت الحقائق بصراحة ، نيكولاس لطيف و جذاب وله تأثير عليها ولكن الباعث علي تصرفه هو هدف معين في نفسه ، وهي تخدع نفسها اذا فكرت عكس ذلك ، ثم قالت بعد لحظة :
- اذا كنت تريد الاستمرار في خطبتك لأثينا حسب الترتيبات التي اعدت لها و لك ، فلا بد ان تراعي شعورها اكثر مما تفعله الآن ، هذا كل ما هناك .
وقال برعة :- هذا كل ما هناك ، انت تحدثيني وكأنك مدرسة وتلقين علي محاضرة كما يفعل ستيفان ثم تقولين لي ، هذا كل ما هناك ! .
- ارجوك يا نيكولاس ، انا لم اقصد القاء محاضرة بل وددت لأجلي ولأجل اثينا ايضا ان تكون اقل ...
ولم تكمل عبارتها ملأ وجهها الخجل فلم تنظر اليه بل راحت تعبث بالرمال البيضاء الفضية و تجلعها تنساب من بين اصابعها وتمنت لو رفضت الحضور معه هنا الي الشاطئ .
كان السكون يحيط بهما مناظر الجزيرة تبهرها و نيكولاس يروق لها ، ولكن معني هذا انها كانت تخدع نفسها و تتصور انها تحبه ، لم تكن عاطفتها نحوه بذلك العمق ، لكنها كانت تجدم ، مثل غيرها من النساء ، لطيفا جذابا كانت متاكدة انه سيحاول في اي لحظة الآن ان يقنعها ، ان ينسيها عدم اخلاصه الي اثينا و ينسيها ستيفان و عدم رضائه عن سلوكها حتي تخضع و تستسلم لسحره الذي لا يقاوم , ولكن لم يكن وجه اثينا الصغير المجرد من الجمال وهو الذي لاح لها الآن ، بل تخيلت وجه ستيفان القاسي الذي لا يلين ، فهبت واقفة فجأة وقد بدا انها مصممة علي رأيها ، وازالت الرمال عن ساقيها و ذراعيها العاريتين اللتين لفحتهما الشمس و قالت له بهدوء :
- سأرجع الي المنزل يا نيكولاس و ارجو الا تتبعني .وفي لحظة هب واقفا بجانبها ، وقد ظهر الغضب في وجهه و اصبح جبينه داكنا . وقبض علي ذراعها بشدة و قال بصوت حاد :
- لن تتركينني يا كاترينا ، ولا ادري سبب معاملتك لي بهذه القسوة ولكني اشعر ان اخي له يد في ذذلك فهو يحذرك من الحديث معي علي انفراد وانت خائفة من مخالفته .
ونظر الي وجهها بعينيه الداكنتين يريد جوابا ، وهو يرفض ان يصدق ان معاملتها له بهذا الجفاء لا ترجع الي سبب اخر غير ستيفان .
- كاترينا !
وجذبها اليه وهو يحاول اقناعها هامسا باسمها مرة اخرى رافعا وجهها اليه و يقول :
- كاترينا يا جميلتي .
ورفعت رأسها تنظر الي نيكولاس لكنها رأت وجهاا اخر قريبا جدا ينظر اليها ، وجه كالصقر بملامح جادمة قوية و عينين سوداوين تبرقان وفم صارم ينتزع منها كل مقاومة ، فهزت رأسها فجأة و انسابت من بين ذراعي نيكولاس .
ورأت نفسها تجري خوفا نحو الاشجار ، وتتجه الي الطريق ولم تحاول ان تنظر خلفها.. وسمعت نيكولاس يناديها وهو يتعحب من هروبها المفاجيء و سمعته يتقدم نحوها بين الاحراش وهو قلق مصمم ان يلحقها و يعثر عليها ، فزادت من سرعتها ثم تسلقت المرتفع الي الطريق ، وفي تلك اللحظة لم تدر لماذا اختارت ان تهرب من محاولات نيكولاس بتلك الصورة سوة ان هروبها الماجيء هذا كانت له صلة برؤيتها الخاطفة المخيفة لوجه ستيفان و لم تجد لذلك تفسيرا :
- كاتريناا.
وشعرت ان نيكولاس تقدم نحوها اكثر فمرت من امامه لاهثة وهي تحاول ان تزيد من سرعة خطواتها ، كان شعرها الاحمر مشعثا و قد عبثت به اغصان الاشجار الي ان رأت اخيرا الطريق يلوح امامها ن وفرت من الظلال الي ضوء الشمس الساطع الذي كان يعمي عينيها و شعرت بساعدين قويين يمسكان بها لتقف في مكانها وهنا ادركت انه ستيفان الذي يمسك بها وليس نيكولاس ، كانت تنتفس بصعوب ولم تستطيع الكلام فراحت تهز رأسها .
ونظرت كاترين الي وجهه فرأت خطوطا رفيعة حول عينيه و فمه و رأت نظرة عنيفة في عينيه السودوين جعلتها ترتجف خوفا ، ولكنها رفعت اصابعها ولمست وجنتيه بصورة تلقائية و قالت هامسة وهي تحاول تلتقط انفاسها .
- ستيفان ماذا حدث ؟
فرد عليها قائلا :- اين نيكولاس ؟ .
كان لصوته نيرة باردة و نظر نحو الاشجار فرأي نيكولاس يخرج من بيتها لأهثا وقد بان الغضب في عينيه وقال نيكولاس بصوت عنيف متقطع قبل ان ستطيع ستيفان الكلام .
- هكذا ! كان علي ان اعرف ذلك بالطبع ..
فهزت كاترين رأسها ولم تحاول ان تتحرك بعيدا عن الذراع التي احاطت كتفيها . كانت الاصابع القوية قد امتدت لتغطي كتفيها وبقيت بجانب ستيفان الذي قال لنيكولاس في صوت فاتر هادئ ارتجفت له كاترين :
- انا في حاجة اليك .
ثم اضاف بحسم عندما بدأ نيكولاس انه يريد مناقشته :
- ولا تناقشني يا نيكولاس شيء هام و عاجل اريدك من اجله . وفسر له ما يريد باختصار باللغة اليونانية بينما سار الثلاثة نحو السيارات الوقفة و رمق نيكولاس كاترين بنظرة خاطفة قلقة ، وشعرت كاترين ان هناك شيئا يحدث ، فقط نطق ستيفان اسمها مرات كما ان طريقة ستيفان فوجدته اكبر سنا و اكثر حزنا منه في اي يوم اخر كانت نظرة عينيه و صوته وكل شيء فيه يدل علي ان شيئا فظيعا وقع فاستحلفته ان يخبرها بما يجري وهو يقودها نحو السيارة بينما ركب نيكولاس سيارته بدون ان ينطق بكلمة واحدة .
ومرة اخرى توسلت اليه كاترين وهو يدير محرك السيارة و قالت :
- ارجودك يا ستيفان اخبرني بما وقع .
وظل صامتا لحظة و ظنت كاترين انه غاضب عليها لوجودها مع نيكولاس مرة ثانية لكنه وضع يده علي يدها بحنان وهو يقود السيارة علي طوال الطريق الضيق المتعرج الي المنزل .
- كنت اود اان يتسع لي الوقت لأقول لك برفق اكثر ولكن لا وقت لي فيجب ان اعود لأشارك في البحث .
ونظر اليها لحظة و تجمدت كاترين و اضاف قائلا :-
انتي تعلمين ان غريغوري و هيلين فكرا في مصاحبة الاطفال في نزهة علي ظهر المركب .
وأومأت برأسها و شعرت بقلبها يغوص بين ضلوعها و استطرد قائلا :
- وقع حادث لهم تحطم فيه المركب عثروا حتي الان علي غريغوري و هيلين وبول سالمين .
خيل الي كاترين انها تحولت الي تمثال من الثلج فبردت يداها و شعرت رأسها يدق بشدة و يكاد ينفجر وقالت في لهفة :
- هل هم ..
فهز راسه و قال لها :
- غريغوري فاقد الوعي و هيلين فقدت الوعي وهم ينتشلونها من الماء اما بول فلم يصب بشيء .
فأغمضت كاترين عينيها و شكرت الله علي سلامة بول و بعد عدة ثوان استوعبت تماما ما قاله ستيفان و تنبعت انه لم يشيرالي اليكس و البنتين الصغيرتين في هدوئه وجهه الصغير الجاد و صاحت تقول :- لا لا ، يا ستيفان ، لا ، لا ...
ومرة ثانية امسك ستيفان يدها بأصابعه القوية تضغط عليها و يريد ان يخفف من حزنها و كانت تشعر بالرغم من لوعتها انه يود ان يفعل الكثير لمواساتها يود ان يأخذها بين ذراعيه ويجعلها تدفن وجهها في صدره لتبكي ، اليكس ولكن لم يكن هناك وقت كما قال ، فالبحث مازال جاريا ولذلك يجب ان يشارك فيه مادام هناك اي امل في بقاء الاطفال احياء فمن واجب كل رجل قادر علي ان يبحث عنهم ، ثم فكرت فجأة في هيلين وكيف انها شعرت بالانانية بعد رد الفعل الاول ، فلم تميز ان طفلتي هيلين مفقودتان ايضا ، فنظرت الي وجه ستيفان الجامد الداكن بحنان ولا بد انه تاثر كذلك فهو يحب الاطفال كلهم و خصوصا اليكس و بول ، ومدت يدها لتغطي يده التي كانت تمسك بعجلة القيادة وتقود السيارة بمهارة و سرعة زائدة فوق الطريق المتعرج ثم قالت :
- اسفة ستيفان .
وادار راسه لينظر اليها و يقول برقة زائدة :
- لماذا تعتذرين يا صغيرتي ؟ .
ووجدت كاترين ان رقت جعلتها تميل اكثر الي البكاء ، لم تشأ ان تعقد الامور اكثر ببكائها فقالت :
- لاني كنت انانية ، فكرت في اليكس فقط و نسيت هيلين ، ولكن ما مدى اصابة كل من غريغوري و هيلين .
قالت ذلك بصوت حزين .. وقال :
- عندما علمنا بالخبر قيل لنا ان هيلين قد افاقت اما غريغوري فهو في طريقه الي الوعي . وعندئذ تنبهنا ان الاطفال الثلاثة مفقودون ، ولابد اان التيار جرفهم وهم متعلقون بحطام المركب .
وشعرت كاترين ان ستيفان يرفض مجرد التفكير في غرقهم ، لذلك احست فجأة انها عرفته افضل بكثير من قبل ، وانها اصبحت قريبة منه اكثر من قبل ، وقبل ان يصلا الي الفيللا التفت مرة اخري و نظر اليها وقال برقة :
- كاترينا لا يزال امل ..
فاستعذبت لفظة اسمها باليونانية حتي ذلك في الوقت الحالك و قالت :
- هل يظنون ان الاطفال يمكن العثور عليهم ؟
لم تجرؤ علي ذكر اليكس الذي عليها ان تتخيله غارقا في البحر و شعرت لرغبة ملحة في البكاء وقال ستيفان بصوت هادئ :
- هناك امل ولن اتخيل غير ذلك ، لقد خرج الجميع بالطبع للبحث عنهم ولكن هؤلاء الصغار الثلاثة ..
ثم اوقف السيارة ووصع راسه علي ذراعيه وكانت يداه تقبضان علي عجلة القيادة بشدة و راح يتلو صلاة يونانية بصوت هامس حزين .
وبرقت الدموع في عيني كاترينا وودت لو مدت يدها ولمست راسه المنحني و قبل ان تؤاتيها الشجاعة و تفعل ذلك رفع راسه و خرج من السيارة .
فنزلت كاترين وارءه ولم تنتظر ان يفتح لها الباب ووقفت اما الفيللا تنظر اليه بحنان و تقول متسائلة :
- ماذا يمكنني ان افعل ؟ .
وكانت عيناها واسعتين وقد بدا فيها الالم العميق و اللوعة علي الاطفال الثلاثة المفقودين وامسك ستيفان بيديها لحظة ثم قال لها برقة :
- صلي من اجلنا يا حبيبتي
ثم ذهب


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس