عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-16, 11:26 AM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
البـديـلـة
تزوج روى وفيونا فى قرية صغيرة وفى كنيسة صغيرة ما بين مكان سكنها وبلدة نورثم..صباح أول يوم سبت من شهر كانون الأول ،وكان روى سعيداً بهذا،تاركاً كل الترتيبات لها ..والتزمت بالبساطة ببرءاً من الفستان الأبيض الذى اشترته لحفل الإستقبال ،الذى كان سيجرى فى منزل جيم وايت لإصراره على هذا.
كان حفل تهنئة بسيط،لكن كل أصدقاء فيونا كانوا هناك إضافة إلى موظفى مؤسسة أبيها،و،لكل سعادتها قريبها الباقى على قيد الحياة توماس .كان قد وصل فى بعد الظهر اليوم السابق من"كانا قون" حيث يسكن ..ولم يحضر حمو روى الى منزل جدته ،الآن روى وفيونا كانا سيذهبان الى منزل "آلبنى".

مضت المراسم بشكل مكتمل رائع ..لكنها تكونت بشيء من الحزن لسببين ..وكانت فيونا تأمل بالمزيد من مشاعر زوجها لها ،إضافة الى شخصين إفتقدت لهما ،وهما من يجب أن يحضرا هذا الزفاف.
خرج العريس والعروس الى شمس كانون الأول الشاحبة ليجدا نفسيهما فى مواجهة المراسلين ومصورى الصحف ،اللذين كانت كاميراتهم تبرق وتفاجئهما معاً..ورفض روى الإدلاء بأى تصريح ،مرافقاً فيونا الى السيارة المنتظرة ،قبل أن يستطيع مصورهما الخاص إلتقاط بضع صور سريعة.
لاحظ روى حزنها ..وعلم أنها تفكر بأبويها ..فأمسك يدها بشدة طوال المسافة من الكنيسة الى منزل جيم ،ولم يقل شيئاً،ولم يحتج لقول شيء ،ضد عمه ،وتفهمه يكفى .وضعت رأسها على كتفه مرتاحة لانتهاء المراسم ،ومتوترة خائفة من المستقبل .

كان أمامها الكثير تنظمه ،لها ولزوجها ..المنزل..روسدايل ..طرح للبيع مجدداً ..حسناً هذه بشرى سارة للمحامين !وجيم سيدبر أمر البيع لصالح روى ،كاملاً مكتملاً، ومع شيء من الحظ ،كما اشتراه تماماً ..وفكرت فيونا عشرات المرات كم أن الحياة مجنونة ...وكيف تقلبت الأمور..ها هى،متزوجة للرجل الذى باعته منزل أهلها ،لتصبح زوجة وأماً فى مدة لم تتجاوز الخمسة أشهر ..وكم بدا لها شهر أيار بعيد ..ذلك اليوم المشمس حين دخل روى الى مكتبتها يطلب رؤية المدير.
على الأقل ليست مضطرة للقلق حول منزلها ،فهو مستأجر ..محتوياته كلها ،مع طابعة روى الألكترونية ،شحنت الى "آلبنى"فى الصباح السابق ،ليستقبلها هنا حماه ،فهناك مساحة كبيرة فى منزله لأشيائها ،فحجمه صدم فيونا ،وهى تنوى بكل تأكيد تحضير غرفة عمل لها .فالكثير من السياح يزورون آلبنى ومنتجعاتها ،ولن يكون هناك نقص فى محلات الهدايا لتبيع مصنوعاتها .التهانى والتمنيات الطيبة ، الحديث ،والتقاط الضيوف للصور .للطعام والشراب ،الذى أجبرت فيونا نفسها عليه ..المزيد من الصوروالضحك والمزاح ..وكان حفل الإستقبال عادياً بما يكفى وناجحاً ..هكذا غادرا منزل جيم ليغيرا ملابسهما ويأخذا معهما من روسدايل ،ويقفلا الأبواب ..ويستقلا سيارة روى أخيراً بشيء من الإرتياح والتنهيد ..ليتجها إلى الشرق نحو "كلغورى"ومنها جنوباً نحو "آلبنى"..ومرت بضع دقائق قبل أن يتكلم أحد منهما .
ضحكت فيونا قائلة:
لم أسمع من قبل بعروسان مرهقان خلال ساعات من زواجهما .
نظر إليها يرفع حاجبه :
أتحاولين قول شيء لى سيدة غارليس ؟إذا كان الأمر فقد أصبت بالصمم فجأة .
سيدة غارليس ...سيدة روى غارليس .
لم تستطع أن تضحك على ما قاله لتوه ..ولا بد أنه لاحظ تغيير تعابير وجهها ،فقد امتدت يده إلى يدها تطمئنها :
لا تقلقى ..سنهرب من كل شيء ولبضعة أيام ..استرخى قليلاً.
أين سنذهب ؟

هذا سري ..وسرى لوحدى ..سنذهب إلى مكان دافيء حميم وفخم .. إلى فندق بالطبع ..أظن أننا نستاهل العناية بنا ..ألا تعتقدى هذا؟ ما آسف عليه أننا لن نتمكن من هذا لأسابيع ..فهذا مستحيل ..
طبعاً.
فهى لم تتوقع شهر عسل من أى نوع ..ووعدها روى :
سأعوض لك فيونا.. فى السنة القادمة ..سنسافر إلى إنكلترا لنقض عطلة فى منزلى هناك..أريد أن ترى المكان وأن ترى ما إذا كان من الممكن ان نستقر هناك ،فبقدر ما أحب أوستراليا إلا أننى أشتاق إلى بلدى الأصلى !
والد باميلا ،هنرى جيفسون ،كان ساحراً مع فيونا لدى استقبالها فى الشهر الماضى ..اعتنى بها بشكل خاص ،وقام بأقصى جهده ليجعلها تحس أنها فى منزلها ومرحب بها ..وللإنصاف ،هكذا فعلت الأم ،إيلين ،لكنها لم تنجح ،فقد أحست فيونا باستيائها الدفين ،ولو أنه مفهوم الأسباب ،مخبأ بحذر ..فى حديثها مع فيونا ذكرت ابنتها عدة مرات ..كانت تذكرها عرضا دون أن تقصد الجرح ،لكنها كانت تجرح ،ومرت لحظة صعبة حين تبللت عينا إيلين وهى تروى :بالأمس كانت سنوية موت باميلا ..أربع سنوات ..أعتقد أنك تذكرت هذا روى ؟
منزل روى لا يمكن أن يكون أقرب مما هو إلى البحر،ولم يكن ما توقعته فيونا أبداً ..فبعيداً عن التفكير به أنه كان يوماً بيتاً لباميلا لم تفكر به مطلقاً ..كان يبعد بضعة أميال عن أبعد منزل من آلبنى مبنى على جانب جرف صخرى ،له ممر يقود إلى فسحة من شاطيء رملى ،وجون صغير ،خاص،وتابع للمنزل .بالقرب منه مساكب أزهار لم تستطع الإنتظار لتضع يدها عليها ..فى الخلف مرجة كبيرة تقطعها أجمات من شجيرات صغيرة ناضجة .
من خارج المنزل كان يبدو كوخاً من جذوع الأشجار ،لكن بحجم كبير،واجهته يغلب عليها الخشب.الغرف واسعة ،مهوية كلها بنوافذ كبيرة ومناظر رائعة ..الطابق الأرضي منقسم المستوى المطبخ فى الؤخرة ،غرفة الجلوس تصل إلى البحر ..فى الطابق الأول ،أربعة غرف نوم ،ومكتبة روى فى الطابق الثانى ،حيث غرفتان أخريتان ،وكلاهما كبير ،وكلاهما فارغ .كانا الآن يتركان الطريق الرئيسية ..وتمددت فيونا قدر ما تستطيع فى السيارة .

لا يمكن التوقف لفنجان قهوة فى مكان ما روى؟
بكل تأكيد فالفندق يبعد ساعة.
كان فندقهما منزل ريفي معزول،يقف لوحده ضمن مساحات واسعة من أراض معتنى بها ،تبدا بطريق خاصة بعيدة عن الطريق العام ..من الداخل كان مرحباً ،متمكناً بطريقة ما أن يكون أنيقاً ،بيتوتياً فى نفس الوقت ..وردت فيونا على ابتسامة موظفة الإستقبال ،بينما وقع روى بإسم السيدة والسيد غارليس.

صعدت فيونا الى غرفتهما ،ممتنة للدقائق التى حصلت عليها لوحدها .وتوقفت مذهولة أمام الفراش الواسع الذى يحتل الغرفة .لم يكن بحجم ملوكى فقط،بل كان سبعة أقدام مربعة ،داخل فجوة مقنطرة فوقها كليلة نصف دائرية من نفس قماش الغطاء الحريرى ..الحمام كان من النوع الذى يتناسب مع زاوية وكبير بما يكفى لإثنين ..وقفت تنظر إليه ومخيلتها تجرى بجنون .
مبتسمة،وجزعة معاً،رفعت غلالة النوم الحريرية اللماعة وروب النوم المماثل لها ،مع أعلاه الذى لا وجود له تقريباً مع الدانتيل الذى يغطيه ..أوه ..لا يمكنها ارتداء هذا ،فمن الأفضل أن لاترتدى شيئاً ..هذا كثير! ستحس وهى ترتديه إنها تقصد الإغواءفقط!

سمعت روى يناديها ،فقد انتهت الخمس دقائق التى أعطاها لها قبل أن يصعد الى الغرفة وقال:
تعالى واسترخى ..فلنشرب سيكارة وشيئاً من العصير .
كان ممدداً على كرسي طويل ففى غرفة الجلوس التابعة للجناح ،وقد تخلص من سترته وربطة عنقه ،وفك أزرار قميصه العليا وانضمت إليه:
ما بك هل كدرك شيء؟
أبداً..يا لها من فكرة رائعة ،أن يكون فى الجناح مدفئة بنار حقيقية !
أحاديث خفيفة،خفضت من توترها ،مع أن روى لم يلاحظ هذا ..شربا العصير ،وتحدثا عن الفندق ،عن حفلة الزفاف ،حفلة الإستقبال ،والطريق الى هنا..أى شيء ..وقال روى أخيراً..
حسناً..سآخذ دوشاً قبل العشاء .الساعة الآن السادسة ،ولقد طلبت تقديم العشاء هنا..أمل أن يكون مناسب لك؟
عظيم! يا لها من فخامة .
ماذا تستطيع أن تقول وقد أتعب نفسه إلى هذا الحد؟
أتريدين الإستحمام قبلى؟
لا ..أنت أولاً.
حين خرج من الحمام كان يرتدى روب الحمام ،وربما لاشيء تحته.
الحمام لك.
ألن ترتدى ثيابك ؟
ولماذا أزعج نفسي ؟سنتناول العشاء هنا .
لم تكن تمانع ،فهذا سوف يحل عقدة التوتر فى داخلها ،ويساعدها على رؤية الجانب المضحك من الورطة ..فى الوقت الذى دخلت الحمام كانت تضحك.
وكانت تضحك ثانية حين واجهت روى أخيراً ،وسمعها تتحرك فى غرفة النوم.
آه ..أخيراً خرجت؟اتصلت بخدمة الغرف منذ دقيقة ليأتوا لنا بالعشاء.
كان العشاء لذيذاً .نسق روى الطلبات قبل وصولهما ..كل طبق كان من المفضل لدى فيونا .وأخذ روى يتفرس بها وعيناه الرماديتان لا تظهران أى أثر للمرح ،ومد يده ليضعها فوق يدها .
أنت متوترة ..ولا داعى لهذا .
روى.
لا..لاداعى لشرح شيء ..لا جدال ،ولا عرض أسباب ..أنهى وجبتك وكونى مرتاحة معى.
شكراً لعشاء ..كلها أطباقى المفضلة ..لقد تمتعت كثيراً .حين انتهيا أعتذر!
عفوك لحظات ..لقد نسيت شيئاً.
عاد وعليه علبة مخملية صغيرة فى يده ،ودون قول شيء وضعها على الطاولة أمامها ..فتحتها باهتمام ،تشهش حين شاهدت إلويثير ..الألماسي الجميل داخلها .
روى ..لا يمكننى ..لا يمكنك ..
بل يمكننى ويمكنك ..إنها خاتم زواجنا ..لم تتح لنا فرصة الخروج لشراءه !
وكان يناسب أصبعها تماماً.
إنه جميل .. كيف عرفت ؟لم تكن معى حين اخترت الخاتم .
لا ،لكنهم عرفوا مقاسك فى المحل ..وهذا شيء آخر عرفته عنك .

عاد الساقى ليدخل لهما القهوة ويأخذ الصحون الفارغة بعد أن خرج ،اكمل روى :
هناك أشياء كثيرة لا أعرفها عنك .
صحيح؟ مثل ماذا؟
مثل ما إذا كنت تعرفين الرقص.
الرقص؟بالطبع أعرف ؟ قد اكون قد عشت حياة الناسك خلال السنوات الأخيرة ،لكن كان لى سنوات مراهقة ،وتمتعت بها كثيراً .
ضحك:
ولا زلت هكذا ..ما أعنيه أتعرفين الرقص على الطريقة القديمة ؟
وقفت تدفع كرسيها إلى الوراء:
أحب التحدى ..أرى أنك لا تصدقنى ..قف على قدميك!.
الموسيقى المنبعثة من غرفة النوم كانت مكتملة لرقص وسألته متحدية :
أفهم من هذا إنك تعرف الرقص .

قسبت أن رقصة كثيراً عليها ،فقد كان رائعاً جداً ..أمسك بها بطريقة عملية ،بقوة لكن ليس بقرب ،وقادها الى خطوات لم تستخدمها منذ سنوات ..وقال ممازحاً:
فيونا! ظننتك قلت أنك لن تستطيعى الرقص !
هاى ..أعطنى دقيقة !لقد نسيت ..وأنت قلت أن رقصك له طراز.
هذا صحيح !وأنا راقص ماهر !
ضحكت ،لكنه لم يتراجع :
أرقصي ..وأرينى ما تستطيعى !
لعدة دقائق توافقت مع رقصه تماماً،وتمتعت بنفسها كثيراً ...ثم خطر ببالها فكرة ،وهذه المرة لم تستطع منع نفسها من الضحك :
أدركت لتوى ،كيف يبدو منظرنا ،ونحن نرقص رقصات ارستقراطية وأنت فى الروب وأنا فى ثوب النوم؟
سنبدوا سعيدين ..كل من ينظر إلينا سيرى أننا سعيدان .
وهل أنت سعيد؟
توقف عن الرقص ،ليضمها قريباً منه ،ومد يده يداعب شعرها ..وهمس:
أجل..أجل يا فتاتى الحلوة ..أنا سعيد .
اقفلت ما بينهما من مسافة لتدس ذراعيها حو لعنقه ..كل ما تبقى من التوتر يتلاشى..إنها تريده الآن ،بالقدر الذى يريدها تماماً ..بعد لحظة رفعها بين ذراعيه وحملها إلى السرير.
لكنه لم يكن مستعجلاً ابداً ..أخفض صوت الراديو إلى أن أصبح بالكاد يُسمع ..وأطفأ الأنوارقرب السرير يقبلها ،واحست بالإثارة الفورية .لكنه تمهل معها ،يأخذ وقته يداعبها يداه تستكشفان جسدها حتى لم تعد تحس بالزمان أو المكان ،أو أى شيء آخر ،ما عداه وعدا حاجتها إليه ..لو كان فى مقدورها الكلام لسألت كيف تمكنت من العيش طوال هذه المدة محرومة من هكذا سعادة .

كان روى يضمها بشدة وهو يحس بإسترخاء جسدها ..ثم قبلها بخفة ،منتظراً إلى أن تنتهى ردة فعلها ..وهى مغمضة العينين .
بعد ساعات ،استيقظت ..الراديو كان لايزال يبث الموسيقى والمصباح منطفئ ..لكنها لم تتحرك ..نظرت إلى وجهها وابتسمت لتذكر الساعات التى مرت بهما ..لحظات وفتح روى عينيه ،فقبلته بخفة ،عينيه،خديه،عنقه..وابتدأ الأمر من جديد.
كان الوقت صباح الإثنين ،وهما متوجهان على الطريق الرئيسية إلى "آلنبى"إلى البيت ..وكان صباح يوم من أيام شهر كانون الأول المتجلد الممطر ...حتى ساعات مضت ،حين نزلا لتناول الفطار فى غرفة الطعام فى فندقهما ،لم يخطيا خارج الغرفة أبداً..
وابتسمت ..وكيف لها أن تمانع فى هذا؟بالطبع لم تمانع ..
لكن ..من المهم أن لا تدع أى وهم يبدأ بالتكوين .فحتى خلال نوبات الهوى المشبوب ،ذلك الهوى الرائع ،الذى تشاركاه ،لم يتلفظ روى بكلمة حب أو دلال ،كلمة واحدة ،لم يقلها فى مناسبات أخرى ..إذن فهو إغواء صادق..مخطط له ..مفبرك ،لكن مع كل النية فى إسعادها ،فى مساعدتها على الإسترخاء ،فى إبعاد توترها عنها ،كى تتمكن من الإنجراف ،ولقد انجرفت ،لأن تتجاوب معه .

الفرق بينهما وبين أى عروسان جديدان هو أن تخطيطه ضرورى ..فهو لم يكن متأكداً منها ،لكن فى ضوء زواجهما هذا التقدير خاطئ..بكلمات أخرى لم يكن لديهما الحب يتكلان عليه ،فالحب عنصر رابط،الحب يجعل من الأعمال وردات الفعل شيء آلى ..ويجعل من تخطيطه ومن توترها غير ضروريان ..حبها له غير معروف ..وسيبقى هكذا .انجذابه بها أمل يقع فى المستقبل ..وربما سيتعلم حبها فى يوم ما .أما الآن فلا وجود له ،لقد عاشرها ،وسيعاشرها مجدداً،ليس كتعبير عن الحب،لكن لمجرد حاجة جسدية ،وهذا واضح وبسيط.
هناك المنزل لتتدبر أمره ..والتفتت إليه تسأله :
روى ..سبق وقلت لك أننى أريد شغلى أن يكون فى الغرفة الكبيرة التى تطل على مؤخرة منزلك .
من هناك يمكنها مراقبة روبى حين يلعب بالأرجوحة وبإمكانها الإطلال على الغابة .
إنه منزلنا فيونا...منزلنا ،وأنت لم تغيرى رأيك فى هذا؟
لا..وكنت سأضيف أننى سأضع أثاث منزلى القديم فى الغرفة المجاورة لها ..سأجعلها غرفة جلوس أخرى ،موافق؟
لست مضطرة للسؤال ..أنت سيدة البيت الآن ،وبإمكانك فعل ما شئت.
فكرت بالكلمات :
سيدة البيت ..أظن أننى سأعجب بهذه الكلمات .
ماذا ..سيدة المنزل ؟
روى ..أحاول أن أخطط للمستقبل!
هذا ما كنت أفكر به،القليل من المستقبل ،مثل ماذا سأفعل بك حين نصل البيت.
لم يكن من السهل أن لا تضحك :
أنا أقوم بتخطيط جدى ..كنت ..
صمتت حين شاهدت وجهه مقطبا:
ما الأمر؟
كنت أفكر بحمواى ..هل لا زالا يحملان هذه الصفة بعد أن تزوجتك ؟أم أصبحا "السابقين"؟
لست أدرى، على كل حال ،ماذا عنهما؟
هنرى العجوز مغرم بك ..لكننى لست واثقاً من إيلين.
موقفها مفهوم .
لك هل هو مفهوم لها؟ هل هو مفهوم !باميلا ماتت ولقد تفهمت أن هذا .
أعرف ..لكن أمها ترانى كمتطفلة ،أكان هذا منطقى أم لا ..ولسوف آخذ منها حفيدها الوحيد ..لا تقل ،أنا نوعية مجهولة لها فى الوقت الحاضر ،وستكون على ما يرام حين تعرفنى وأنت تفكر منذ الآن بعيد الميلاد ..أليس كذلك؟.

أجل..وسيكون من الصعب رفض دعوتها بما أننا فى آلبنى .
كانت تعلم حين قبلت الدعوة إنها امتحان لها،فلو رفضت لاعتبر رفضها عدائياً ،ودليل على أنها ستتولى كل شيء كما تفعل أى عروس جديدة ..والأمر الثانى،البسيط أن إيلين تريد رؤية حفيدها ..والموقف لا شك صعب لروى كما هو صعب لإيلين .وما من شك أنه كلما رأى حماته سيفكر بباميلا .ولا بد أن يكون الأمر مؤلماً.وصلا المنزل مع المغيب ..منزلها الجديد، لدهشتها كان دافئاً ومرتباً فسألت:
كيف يمكن أن يكون دافئاً؟
هنرى فكر بالأمر ،وكان هنا لملاقاة الفان الذى يحمل أغراضك .
وأظن أنهم وضعوا أغراضي فوق ؟كما آمل؟
لماذا لا نصعد ونرى؟
كان هناك مفاجأة تنتظرها،نسخة مماثلة لغرفة عملها كانت هنا:رف العمل ،والرفوف على الجدران،الجوارير، والأقسام المنفصلة عن بعضها .
روى ..!لا أصدق !
ابتسم لها :
بل صدقيه ..طلبت من صديقى جيف أن يفعل هذا ..ميلاد سعيد فيونا .
وهل تذكرت ؟ لم أكن واثقة أنك ستعرف .
أكملت الثالثة والعشرين اليوم ..وبينما أنا يائس لفنجان قهوة ،يائس أكثر لآخذك إلى الفراش ،يا فتاة عيد الميلاد !
مرت أجيال قبل أن يتناولا فنجان القهوة ،والساعة تجاوزت السابعة ،فسألت :
متى ستأتى بروبي ؟
تجاوز الوقت موعد نومه ،وقلت لجدته إذا لم أكن هناك فى السادسة ..فستبقيه حتى الصباح .
تذكرت شيئاً فجأة :
كيف يكون هذا المنزل نظيفاً مرتباً بينما روسدايل كان قذراً وكله فوضى ؟
إنها السيدة داريل ،التى تنظفه ..إنها سيدة جيدة .وللأسف لا تأتى كل يوم ..فالمكان بعيد عن حيث تسكن ..تأتى مرة فى الأسبوع ،يوم الخميس ،وتمضي اليوم كله ..بإمكانك تغيير الموعد إذا شئت ،أو طردها إذا وجدت نفسك قادرة على العمل كله .
لم ترد عليه،علمت أنه يمزح ..إنه منزل كبير،والمساعدة مره فى الأسبوع أمر أكثر من مرحب به وقالت:
فى الصباح ،سأذهب لآخذ روبى ،والتسوق فى المدينة ،وعلى نطاق واسع ،فالمنزل فارغ من أى طعام .
ضرب روى جبهته :
المال ..أنه أمر لم أستطع يوماً تنظيمه ..سأحضر لك دفتر شيكات لحساب مشترك .
لدى مالى روى..

لديها دخلها الخاص،ليس من بيع الحلى فحسب بل من مدخول المكتب ،الذى سيستمر إلى أن يتمكن جيم وايت أن يدفع الثمن كاملاً ..وقال بخفة :
ألسنا محظوظان ..هذا يجعلنا اثنان ؟سأضع حسابي بإسمك وإسمى ،ويمكنك استخدامه لمصروف البيت وأى شيء آخر ترغبيه ..المال ليس عائقاً ..أقلت ما يكفى؟
هنرى وإيلين جيفسون ،كانا فى أوائل الستين .كلاهما رمادى الشعرمفعمان بالحيوية ،نحيلان،صغيرا الجسم ،مما جعل فيونا تتساءل عن باميلا ..لا بد أنها كانت صغيرة الجسم ،وربما أقصر من روى بكثير،سوداء الشعر ،فشعر روبى كان أسوداً كشعر أبيه .فهل ساهمت عوامل الوراثة بسواد شعره ؟
وجدت طريقها إلى المنزل ببعض الصعوبة وضاعت مرة بالرغم من الخريطة المكتملة التى رسمها لها روى ..واستقبلها هنرى :
هاه..هذا أنت فيونا ! بدأنا نعتقد أنكما قررتما تمديد شهر العسل!
لم نفكر بمثل هذا!
كانت إيلين فى أعقابه تبتسم بينما دخلت فيونا إلى الردهة ،وقالت:
أدخلى عزيزتى ،لا تشعرى بالإحراج لما قاله هنرى..شهر عسل حقاً!
نظرت إلى زوجها ساخطة .
زواج فيونا من روى زواج تناسب ،هى قالت لنا هذا بنفسها .
لكن لم يكن هذا بالضبط ما قالته ،ولم تستخدم أبداً كلمة زواج تناسب ،وأكملت إيلين قبل أن تتاح لفيونا فرحة الرد.
على أى حال عزيزتى ..كيف كان الزفاف ؟أرجو أن يكون كل شيء تم بنعومة ..أنت تفهمين سبب عدم وجودنا هناك،أليس كذلك؟إنها مسافة طويلة حتى نورثم .
أجل إنها مسافة طويلة ..وأنا أفهم ..ولقد تم الزفاف بنعومة شكراً لك ..أين توبى؟
إنه فى المنزل المجاور ؟فالسيدة غارديان لديها حفيدها وهو فى نفس عمر توبى ،وهما يلعبان معاً.

هذا جيد ..هل أذهب لأحضره أم تفعلين هذا بنفسك؟لقد تأخرت فى الوصول إلى هنا ،ولدى الكثير من المسواق للكثير من الأشياء .
سألها هنرى :
بكل تأكيد لديك وقت لفنجان شاى؟
أوه..أجل..شكراً .
إجلسي إذن ،وارتاحى.
جلست فيونا لا تستطيع منع نفسها من أن تنظر حولها ،واستقرت عيناها على صورة زفاف تحتل مكانها بفخر فوق رف المدفئة ،ولاحظت إيلين هذا على الفور.
هل ارتديت الثوب الأبيض فيونا؟
طبعاً ..بذلة بيضاء ،لا شيء فاخر .
وقفت المرأة لالتقاط صورة لباميلا وروى وأعتطها لفيونا قائلة :
ثوب باميلا كان فيه إثنان وعشرون يارداً من القماش ..لقد أوصت عليه خصيصاً ..وكان جميلاً ..ألا تظنى هذا؟
أجل ،جميل ..وهذه صورة رائعة .
أعادت الصورة ،غاضبة من نفسها ،اللعنة ،إنها تقارن نفسها ،بصاحبة الصورة الآن .وأضافت إيلين :
لقد أبعد روى كل صورة لباميلا بعد أن ماتت ، لم يتحمل أن ينظر إلى الصور ..لقد كانا سعيدين معاً.
عاد زوجها مع الشاي:
بماذا تهذرين الآن إيلين؟
فى صوته رنة تحذير بدت واضحة لفيونا..وأجابت زوجته وكأنها تدافع عن نفسها :
رغبت فيونا فى رؤية ثوب زفاف باميلا ..وأنت لن تفهم هذا هنرى ،فالنساء دائما ً فضوليات حول أشياء كهذه .خاصة فى ظروف كهذه .

تركت فيونا المنزل تحس بالكآبة ،وإلى جانبها روبى ،يهذر بسعادة ،يتطلع شوقاً إلى مغامرة المسواق معاً ،يسأل إذا يستطيع المساعدة فى دفع العربة فى السوبر ماركت مضيفاً :
جدتى دائماً تسمح لى بهذا .
ردت بحذر :
أجل،يمكنك دفع العربة ،وسأكون مسرورة لمساعدتك لى ..لكن ..روبى ،هذا لا يعنى أننى سأسمح لك دائماً بأن تفعل أشياء كانت تسمح لك جدتك بها .
أعرف هذا! وأنا أفعل معك أشياء كثيرة لم تكن تسمح لى بها..أوه..سيكون من الرائع أن تكونى لى أماً ! هل أناديك ماما الآن؟
هذا عائد لك حبيبى .لماذا لا تفكر بالأمر قليلاً؟
بدأت فيونا تعتاد على أن يخاطبها الناس أينما ذهبت بالسيدة غارليس ،خاصة خلال الأيام التى توصل إلى الميلاد ،عاملة التنظيف ،والناس فى المحلات فى القرية القريبة ،اللذين عرفوا من هى قبل أن تقول لهم...التبضع فى القرية لأشياء صغير عادية كان يناسبها أكثر من التبضع فى المدينة .

اعتادت على هذا كما اعتادت على مغازلة زوجها لها كل ليلة ..كان روى يخلد إلى الفراش بعد وقت طويل من نومها ،حوالى الثالثة أو الرابعة صباحاً ،ويوقظها ببساطة بأن يضمها إليه .ذات صباح استيقظت لتجده ينام على الأريكة فى مكتبته لكنها لم تكن مريحة كالفراش.
لامست كتفه ،توقظه،وقالت:
روى ..ستسبب لنفسك ألماً فى العنق وأنت تنام هكذا !
ولم يكن يجب أن تقول شيئاً ولا أن تصحيه ،فقد وصلتها بسرعة ،رسالة أنه يعتبر هذا تدخلاً.
هكذا أنا ..أنام ،أعمل وأعمل ولا أنام .أستلقى هنا لساعة ،ويجب أن تحترمى هذا فيونا ..أحياناً أتصرف حسب مزاجى ،لكننى فى الوقت الحاضر لاأملك خياراً ،ولا يمكننى توفير وقت كثير للنوم .
تراجعت بلياقة ،وفوراً ..وهما متفاهمان جداً فى هكذا أمور،ولا يحاولان الجدال ،ولا يتطفلان على خلوة بعضهما البعض ولا على حرية أو نظام حياتهما .
آسفة ..ظننت فقط..
أننى بحاجة إلى نوم مريح ..معك حق..
وأمسك بخصرها مبتسماً ،ومكرراً:
معك حق ! وسأحصل على نوم مريح حال أن أستطيع ،كم الساعة الآن؟
السادسة ،خمس دقائق بعد السادسة .
لهذا تبدو الدنيا ظلاماً فى الخارج!لم أنت مستيقظة باكراً؟
ابتعدت عنه مبتسمة :
لأننى أفتقدتك ..لم أر دليلاً على وجودك فوق الوسادة .
تعالى إلى هنا ..سأصلح هذا على الفور.
لا ..أنت مستيقظ الآن،ومن الأفضل أن تستخدم وقتك فى شيء مفيد !
قلت تعالى إلى هنا ،أنت أيقظتنى أيتها الخبيثة ،ولسوف أستغل الفرصة .تعرفين جيداً أنك دائماً تلهينى..لا يمكنك الدخول إلى هنا ترتدين قميصاً من قمصانى ،ولا تتوقعى أن يحدث أى شيء .
إذن سأشترى قميص نوم اليوم،وروب،لطيف ومعتدل.
من الفانيلا الأحمر؟
إذا كان هذا ما يثيرك.
لكننى أحبك بهذا القميص أكثر.

جاء الميلاد ،ورأس السنة ،ومضيا ،ليس بالسرع الكافية لفيونا ..يوم الميلاد مع أسرة جيفسون كان فظيعاً..كان روى هادئاً،واضح أنه متعب ومتوتر،بسبب الساعات الطويلة التى يقضيها فى وضع السيناريو لكتابه ..كان قريب الإنتهاء لكن لم ينته بعد ،وهذا ما لم يرضه .كان لازال بحاجة إلى بضعة أيام .
إيلين وهنرى ،كانا قد تجشما متاعباً للتحضير :زينة الميلاد،شجرة كبيرة ،ديك رومى ضخم مع كل المتبلات حوله..عملا معاً وبجهد على إتمام كل هذا ،وسارعت فيونا لذكر هذا والتعليق عليه ،وكان تقديها لجهدهما صادقاً.وكان يمكن ليومهما أن يسير على ما يرام ،لولا الدقائق القلية التى أفسدته فى مطلع بعد الظهر.
كان الرجلان فى غرفة الجلوس مع روبى ،وكانت فيونا تخرج من الحمام حين واجهت إيلين ،التى قالت باهتياج.
فيونا ..يجب أن أكلمك لوحدك ..الأمر حول ..حسناً ..يقول هنرى أن من الغلط أن أذكرباميلا أمامك ..يقول أنك قد تظنى أننى أقارنك بها ..وقلت له أن هذا أمر سخيف ..ولا يمكن أن تغارى من ..من إمرأة لم تعد حية ،وأنا افهم وضعك أكثر مما يفهمه هو ..وأعرف أنك لا تتصورى أن بإمكانك احتلال مكان باميلا فى عواطف روى ..أنت أكثر واقعية من هذا ..كما أنك فتاة عاقلة ..ولقد تشاجرت معه حول هذا ،وقلت له إذا كان يتوقع أن لا أذكر إسم إبنتى أمامك ،فهو يطلب الكثير ..
لم تحس فيونا بمثل هذا الإرتباك فى حياتها ..إيلين كانت تنظر إليها متوقعة رداً ..وتبدو متكدرة ...فماذا يمكن لفيونا أن تقول ؟إيلين كانت إمرأة لطيفة حلوة ،ولا تريد أن تكدرها ،فقد يحول هذا الجو إلى نكد فظيع .

أوافق معك !من غير الطبيعى أن أتوقع منك عدم ذكر باميلا..
وضعت إيلين يدها على ذراع فيونا :
ولا يزعجك هذا؟
لم يكن سؤالاً بل فخاً ..لكنها ابتسمت لها مطمئنة :
لا ..إنه لا يزعجنى .
وتنهدت بإرتياح لتقدم إيلين تنزل السلم وتسبقها إلى غرفة الجلوس..وبهذا انتهى الموضوع.
لكن آخر رد لفيونا لم يكن صادقا .فالأمر يزعجها ..لأنها فى أعماق قلبها كانت تشعر أن روى لا يزال يحب زوجته الأولى ،وأن ذكرى حب باميلا هو الذى يمنعه من حبها ..صحيح أنه توصل إلى تناسب مع فكرة موتها ،أكثر مما توصلت إليه أمها ،لكن هذا لا يشكل فارقاً لمشاعره ..فيونا مجرد بديل ،بديل يجده جذاباً .صحيح أنه لم يستخدم كلمة ،تناسب ،مع أن الكلمة بالنسبة إليه هى بالضبط ما هو هذا الزواج له ..ويجب أن تواجه هذا الواقع .



Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس