عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-16, 03:58 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس


ما أن ذهب حتي أدخلت ايزابيل الولدين المرتجفين الي قرب النار, كانا باردين وموحلين ولكنا لبلل الذي كان في ثيابهما كان يبدو بسبب الضباب وليس بسبب البحر. تبعتهم جوانا وهي ترتجف أيضا, وأمرت الولدان بأن يصعدا ليخلعا ملابسهما ويستحما.
وما أن غطسا في الماء الساخن حتي استعادا روحهما المرحة وسمعتهما جوانا يضحكان, فدخلت المطبخ وبدأت تحضر لهما الحليب الساخن, ولحقت بها ايزابيل قائلة" واو...! انه لا يراعي كلماته أبدا, أليس كذلك؟"
فردت جوانا باختصار" لا"
"أهناك شيء أستطيع فعله؟ أقطع الخبز؟ أو أي شيء؟"
"سيكون هذا لطف منك, ولكن لا تحمصي الخبز"
"من السخرية أن يضبط الولدين يفعلان ما طالما متعتيهما من فعله يوم أن استطاعا الهرب منك, فهما عادة طيبان"
وتقدمت منها لتضع ذراعها حول كتفي جوانا" والآن لا تقلقي مما قاله ذلك الرجل الغير محتمل, علي كل الأمر لا يعنيه"
فهزت جوانا رأسها" كان يمكن أن يغرقا...."
"هراء, كان يمكن أن يبتلا ولكن حتي هذا غير مؤكد, فالأطفال لديهم إحساس مرهف لحماية أنفسهم, فلم يغرق أحد من أولاد مردوك حتي الآن"
"ولكنهما أكبر سنا وأضخم جسما, وعاشا هنا طوال حياتهما, ومونيكا لا زالت صغيرة...."
"وهل هذا سبب لتمضي وقتك تتوقعين أحداثا مأساوية؟ ستكبر, ولن يصيبها أكثر مما يصيب الأولاد في سنها, حاولي أن تكوني منطقية"
"ليس من السهل أن تكوني منطقية مع أولاد الآخرين"
"وهذا سبب إضافي للمحاولة, والا فسوف تعقدي المساكين"

وتوقعت تماما أن تري برايان مرة أخري بعد أن يهدأ, ويقرر ما هي الخطوات التالية, وحضرت نفسها للقاء آخر بكل ما تستطيع جمعه من شجاعة, وعندما لم تسمع عنه أي شيء, ازدادت خوفا, ولم تستطع أن تخلص نفسها من الشعور بأن أزمة حادة تملكت علاقتهما وأنه لن يسمح لوصايتها عليهما أن تمر هكذا دون اعتراض, وفي صباح يوم الجمعة الذي تلا..... وقع الانفجار.
أعلمتها رسالة من محامي ريتشارد أن علي بوب أن يذهب الي مدرسة داخلية ويمكن له أن يبدأ الدراسة في مدرسة الكاتدرائية المحلية في المنطقة في شهر كانون الثاني القادم, وهو محظوظ جدا لحصوله علي مقعد في منتصف السنة الدراسية, ومما لا شك فيه أن عليها شكر السيد برايان تورنبول الذي كان تلميذا سابقا في تلك المدرسة لأنه هو من رتب الأمر.
وذبلت جوانا فتصرف بوب الملائكي لم يغب عن ملاحظتها وهي تعرف السبب, فهو أنه يعرف أنه قد أساء التصرف, وخائف, ليس من العقاب ولكن من الإساءة اليها, وإرساله الي مدرسة داخلية قد يبدو كالعقاب الأكبر.
الولدان يعيشان فقط علي أمل عودة والدهما الي المنزل, وهي تقدم لهما كل مساعدة تستطيعها. بامكانها دائما أن تقول لهما ....انتظرا قدوم والدكما لتعرفا رأيه, مثيل...مونيكا تريد كلبا, انها تحب الكلاب وتلتصق دوما ب بونتي ولكن بونتي كلب ضخم وخشن التصرفات بالنسبة لها, ولكنها لا تستطيع أن تأتي لها بجرو تربيه لأنها لا تعرف ما اذا كان ريتشارد سيوافق أم لا؟؟
وقالت لها ايزابيل وهما تتحدثان بالموضوع يوما" ولكن ريتشارد لن يمانع لقد كان دائما يحب الحيوانات"
"أعلم هذا ولكن لو أتي في الربيع وأراد أخذ الولدين معه في ترحاله فلن يحب أخذ كلب أيضا, فالأمر مكلف جدا"
"وهكذا لن تحصل المسكينة علي كلب"
"اذا لم يحصل شيء غير متوقع, سأهديها جروا في الميلاد "
ابتسمت جوانا لهذه الفكرة, يجب أن تجد طريقة تعلم أخاها أنها قررت إدخال كلب في حياة ابنته, وأنها لن تستسلم لرغباته دون مقاومة.
"ومن أين ستحصلين علي الجرو؟"
"لم أفكر بهذا بعد, لقد قررت لتوي, والأفضل أن أحصل عليه من شخص أعرفه بدلا من محل بيع الحيوانات...سأسأل آرثر."
قالت ايزابيل بحماسة" اتصلي ب آرثر الآن"
ولكن جوانا ترددت" لا...شكرا لك, سأذهب بنفسي الي هناك قريبا"
الأسبوع الذي تلا كانت منشغلة تماما, فقد طبعت الدعوات وسلمت وقبضت ثمنها طوال النهار, وخيطت أزياء الأطفال وزيها في الأمسيات.
أحد زبائن آرثر وجد لها جروا لكلب صيد ذهبي اللون, وما عدا ذلك فقد تخلت عن مشتريات العيد.
وطوال ما مر من وقت لم تلتق أبدا برايان , ما عدا مرة أو اثنين وبالصدفة, وكان دائما مع مجموعة من الناس أو يتأبط ذراع سامنثا, ولعلمها أنها جبانة, فلقد كانت دائما تتجنب المواجهة معه, وكتب لها مرة واحدة عندما اعترضت لدي المحامي أنها لا تملك المال الكافي لتغطية مصروف بوب في المدرسة الداخلية, وباختصار أرسل لها صورة حكمين من المحكمة يقضيان بأنه المسئول عن مصاريف الولدين....
وانتابها رغبة في أن تذهب وتصرخ في وجهه قائلة انهما ليسا بحاجة لإحسانه, ولكن الاقتناع الكامل لديها بأنه سيقول لها أن لا شأن لها بالموضوع قد منعها أن تفعل.
ولم تشاهده ثانية قبل يوم الحفلة الراقصة, فقد وصلت جوانا الي العزبة لتجد برايان يتصارع مع شجرة ميلاد عملاقة, فصاحت" ماذا تفعل....؟"
وركضت نحوه لتمسك ببعض الأغصان وتوازن له الشجرة, وأوقفا الشجرة مستقيمة وقال لها" شكرا لك, لقد بدأت فجأة تتصرف لوحدها, انها الأخيرة والأصغر, وفكرت أن أساعد بإدخالها.أوه...لقد علق بي الصنوبر فأصبحت كالقنفذ الأخضر"
سحبت جوانا يدها عن الشجرة وقالت" أري هذا, ما الذي دهاك لمحاولة حملها لوحدك؟"
"لقد كان الأمر علي ما يرام ثم بدأت تترنح, أستطيع القول انها جميلة, لم أحصل في حياتي علي شجرة ميلاد مثلها"
وأحست بشفتيها تنفرج عن ابتسامة بالرغم من استيائها منه" أنا سعيدة لتمتعك بها, لقد توقعت أن أجدك بحالة هستيرية"
"صحيح؟ وهل أبدو من النوع الهستيري؟"
"لا, ولكن خطط ايزابيل تهز أصلب الأعصاب, ولقد هرب منها زوجها الي المقهي"
"رجل متعقل, ولكنني لن أفعل مثله, سأتمتع بوقتي...يبدو المكان في الداخل وكأنه غابة استوائية, وهناك كهربائيان يحاولان وضع الأنوار علي كل الأشجار, ادخلي وانضمي إلينا, هناك سيدة من الجمعية ترش الرذاذ الأبيض علي كل شيء...تعالي...."
وتغلب علي ارادتها فتبعته... ولم يكن قد بالغ في وصفه, فاخترقت طريقها بين الأشجار والأغصان, وأكوام من الزينة والكابلات والشرائط, وأحست بالامتنان ليده التي تقودها
ونظرت اليه" هذا فظيع...ماذا فعلنا لمنزلك؟"
فابتسم بخبث" لم يكن منزلا بعد, وربما هذا كله سيجعله منزلا, علي كل الأمر لا يهم وهي ليست غلطتك, فلا تبدين كالمذنبة هكذا"
"لا أستطيع...ولدي في السيارة أكوام من أزياء التمثيل وأكواب الشاي والله يعلم ما غيره"
فضحك" حسنا هذا لا يبدو لي غير ممكن التصرف فيه, الشاي وأغراضه تدخل المطبخ, والأزياء في الطابق العلوي, فالسيدة بدفورد قد أفردت بضع غرف للملابس, سوف أرشدك اليها وأوصل الأزياء الي فوق, هل جئت بآلتك معك؟"
"لا"
بدا علي وجهه الضحك ولكنه لم يعلق "تفكير راجح منك"
وبدا لها كم هو أكثر ودا وأقل ترهيبا عندما لا يرتدي نظارته فسألته" هل تشعر بتحسن عينيك؟"
واحمر وجهها بعد أن تذكرت آخر مرة تحدثا فيها عن عينيه وبدا أنه هو تذكر أيضا ما حدث, فأجاب بمرح" بالكاد أحتاجها الآن, مع أنني لازلت لا أحتمل الضوء الساطع"
وأحست أنه يداعبها فرفعت رأسها وقالت" كم هذا أمر غير ملائم, اذن فلتحضر تلك الأزياء, هذا اذا كنت تستطيع تحمل ضوء النهار"
وسارت أمامه خارج الردهة وهي تسمع صوت ضحكته الخفيفة...
الأمسية كانت باردة ورطبة, وبدأت العتمة عند الثالثة, وتصاعد الضباب البارد حول التلال, وبدا لها أن بوب ومونيكا لن يخيبا أملها بهما, فلقد أخذ بوب دور صاحب الفندق في تمثيلية الميلاد ومونيكا دور الملاك, وكلاهما لم يعانيا أبدا من رهبة المسرح, وصلت بهما الي العزبة, ولم يكن برايان هناك....ولكن سامنثا كانت تقوم بتقديم الخدمات للمشتركين الواصلين ومال آرثر الي أن يغلق المطعم تلك الأمسية تاركا غرفة الاستقبال والمقهي فقط للزبائن الدائمين, وشارك مع الطاهي وسامنثا بالطبع في العمل في العزبة, وقال آرثر ل جوانا" الحقيقة أن هذا كله قد خرج من أيدينا ولا أعتقد أن ايزابيل تعرف ما سيكلفها, وليس فقط أنها لن تجني المال منه بل هي ستخسر أيضا, هل تعلمين كم تذكرة باعت؟"
"
لقد طبعت لها ستمائة بطاقة, ولكنني لا أعلم اذا كانت قد باعتها كلها, أنت تعرفها أكثر مني"
"
بالطبع أعرفها, انها تقدم تذكرة مجانية لكل من يقرضها مفك"
"
تقريبا"
"
انها محبوبة ولكنها مجنونة"
موضوع حديثهما صعدت السلم ودخلت الي الغرفة يتبعها برايان الذي التفت الي جوانا وقال مخاطبا آرثر" أوه..لقد وجدتها أخيرا يا آرثر, انها مجنونة تماما,أوافق معك"
فاحمر وجه جوانا"من ...أنا؟"
فضحك آرثر" لا يا حبيبتي, ولكن عمتي, أنا مستعد لأن أراهن علي خسارتك يا ايزابيل"
"
صحيح؟ حسنا...لقد كلفتني أكثر مما توقعت ولكن لابد أن نكسب مالا ما لا يقل عن خمسمائة الي ستمائة دولار, والسيد تورنبول نبرع أن يرفع أي مبلغ نكسبه الي الألف, وهذا هو هدف الجمعية"
قالت جوانا مذهولة" ماذا؟"
وقال آرثر"هذا ثمن مرتفع يدفعه المرء لقلب منزله رأسا علي عقب"
مرت لمحة انزعاج علي وجه برايان" أوه..هذا هراء, انها تجربة فريدة من نوعها, متي تظنون أن العرض سيبدأ؟"
فقال آرثر ساخرا" أو اذا أردت التأكد, متي سينتهي؟"
فزجرته عمته" لست مضطرا للبقاء, تستطيع أن تأكل وتشرب فالحفلة غير رسمية بالمرة, أريدها أن تكون حفلة حرة, ستجد أنني وضعت المقاعد في مجموعات صغيرة بدل وضعها كأنها في باحة كنيسة, فالهدف هو تمتع الناس بالحفل"
فضحك" لا بأس اذن, متي سنبدأ بالتمتع؟"
تدخل برايان" كما عرفت...ستخلي القاعة لأجل الرقص عند التاسعة والنصف, علي الأقل هذا ما قاله شباب الفرقة الموسيقية"
قال آرثر وهو ينظر لساعته" جيد..سأتذكر هذا, لقد أصبحت الآن السادسة...الأفضل أن أذهب لأغير ملابسي"
فقالت ايزابيل" وكذلك أنت يا جوانا...هل أحضرت ثوبك معك أم ستذهبين الي المنزل؟"
"
ثوبي معي, فأنا أساعد في تمثيلية الأولاد, ولا أظن أنني سأرتديه قبل نهاية البرنامج"
"
اذن لن تتمكني من بيع كتيبات البرنامج"
تدخل برايان" أنا واثق أن سامنثا سيسعدها مساعدتك, انها تموت شوقا لعرض نفسها في ثوب التنكر منذ أن وصلت"
ضحكت ايزابيل" أنا واثقة من ذلك"
بحلول السابعة والنصف أصبحت التمثيلية جاهزة للعرض, ورافقت جوانا و أفريل الأطفال الي المسرح في منتصف القاعة وأطفأت الأنوار ما عدا نور المنتصف وزينة أشجار الميلاد, وجلست جوانا قرب أحد المداخل تراقب بوب ومونيكا, وأحست بحركة خلفها وقال برايان من فوق كتفها" مساء الخير...أطن أن ولدينا في هذه التمثيلية"
"
انهما ليسا( لنا)"
"
انهما لنا بالطبع"
"
هذا شيء يجب أن نناقشه, مع أشياء أخري...مثل أمر دفع تكاليف مدرسة بوب"
"
ليس الآن يا فتاتي الطيبة, تعالي لنتحدث في أي وقت....أهلا وسهلا بك"
"
حسنا سأفعل"
وأضيئت الأنوار بعد انتهاء الرواية بنجاح وسارع الأطفال للصعود الي غرف الملابس وحاولت جوانا التخلص من يد برايان التي منعتها من اللحاق بالأولاد
"
يجب أن أذهب...."
"
لا, لا يجب عليك أن تذهبي"
"
بلي, يجب...أنا وعد أفريل أن أساعدها في خلع ملابس الأطفال وتنظيف كل شيء"
فترك يدها وقال وهو ينظر اليها "أوه...اذا كان هذا كل شيء...سوف تعودين؟ ولن تهربي مع الأولاد؟"
"
أعدك"
"
بوب ولد رائع وعلي أن أعرفه أكثر, أعتقد أنه يشبهك...أوه, هيا اذهبي والعبي دور المربية , ولكن أحذرك لو حاولت الهرب....سألحق بك وأعيدك الي هنا"
فلمست كتفه برقة" لا تقلق...سنفشل معا متحدين, وأعتقد أن أمامنا فشل كثير هذه الليلة"
"
صحيح؟ يا الهي, ماذا يخبئ لنا القدر بعد في هذا البرنامج؟"
"
حسنا....الكورس الغنائي هو التالي, ثم تمثيلية الهواة ثم أنا, وبعدي الهواة مرة أخري"
"
لن أفوت دقيقة من البرنامج, اذهبي الآن وأنهي عملك"
وفكرت جوانا أنها ستكون محظوظة لو استطاعت ارتداء ثوبها في الوقت المحدد, فابتسمت له وتركته.
كانت ايزابيل محقة, فالثوب بدا رائعا عليها, وضعت قليلا من الزينة علي وجهها وعينيها وحملت قيثارتها متوجهة للطابق السفلي.
لقد حضرت لنفسها ثلاث قطع موسيقية من القرن الثامن عشر فكانت معزوفات صغيرة شجية, أسرت لب المستمعين بشكل ظاهر, ولتنهي وصلتها لعبت لحنا سريعا جعل الحضور يصفقون مع النغم.....
ثم وقفت نحني رأسها شاكرة وبينما كان التصفيق والاستحسان يتصاعدان انسحبت من الغرفة....ولكن برايان كان بانتظارها, وضع يده علي ذراعها
"
أظن أنك كنت ستهربين, لماذا؟"
"
لقد استنفدت طاقتي, ولم أتحمل أن يطلبوا مني المزيد"
فضحك" حسنا سأقبل بهذا القدر, تعالي لنتكلم معا"
"
نتكلم؟"
"
أنت قلتي أنك تريدين التكلم معي, واذا كنت لست راغبة في أن تغطسي في بحر من التهنئات والإعجاب, فتعالي لنجلس في مكان هادئ ونتكلم, اذهبي وضعي آلتك في كيسها وانضمي الي في المكتبة"
وحدقت به ثم دون كلمة أطاعته, وعندما وصلت للغرفة وجدت أن دموعها قد انهمرت دون أن تحس بها, فمسحتها بسرعة....فمن الغباء البكاء الليلة, بعد أن كان لأول مرة لطيفا معها ولم تشعر بالخوف منه.
وانضمت اليه بعد خمسة عشر دقيقة وبعد أن كبحت بجهد نفس الدموع وأضافت رشة من البودرة التي قدمتها سامنثا للمشتركين في الحفلة, وكانت المكتبة في ظلام ما عدا الضوء البرتقالي المنبعث من النار, وكان برايان يقف في العتمة قرب الطاولة....ولدهشتها, لاحظت أنه ملأ صينية بالطعام.
ونظر اليها للحظة وهي واقفة في الباب ثم قال وكأنه نسي" آه...أجل, جوانا....تفضلي بالدخول, لابد أنك جائعة"
"ليس كثيرا"
"لندع الطعام قليلا اذا, فهو بارد وبحاجة للتسخين"
فردت بصوت منخفض" أتظن أنني بحاجة للتسخين أيضا؟"
"فعلا, تقدمي واجلسي قرب النار, وأخبريني ماذا تريدين قوله"
تقدمت لتغرق في سجادة سميكة علي الأرض قرب المدفأة ثم قالت" لا أظن أنني أستطيع...ليس هكذا, فأنا لدي جدل كبير معك أحفظه في رأسي ولكن لا يبدو أنني أستطيع اخراج ذلك الجدل من رأسي عندما أتحدث معك"
"لن تخرج لوحدها!"
"لماذا؟"
"لأنني أقول وأنا أتحدث اليك نفس ما تفكرين به في رأسك"
فكرت بالأمر قليلا "أجل....أعتقد أن هذه هي المشكلة"
"حسنا هذا صدق كافي, ما عدا أنني لا أذكر أنني تجادلت معك"
"هذا لأنني أخاف منك"
"ماذا؟"
"حسنا...ربما أخاف مما قد تفعله ....للطفلين"
"يا فتاتي العزيزة, قد أكون ساكنا في قصر دراكولا ولكنني لم أصل بعد الي مرحلة الاستيلاء علي الأطفال"
"لا, أعني فقط طفلي, ظننت أنك ستجبرني علي التخلي عنهما"
"ولم أفعل هذا يا فتاتي العزيزة؟ أتريدين التخلص منهما والانطلاق حرة في حياتك كما يحاول ريتشارد أن يفعل؟"
"أوه....لا, لا...بالطبع لا, أقصي سعادتي أن يبقيا معي للأبد"
"آه...الآن هنا تكمن الصعوبة"
"أتعني أنك مصمم علي ارسال بوب الي مدرسة داخلية"
"حسنا, لا أظن أن سيتناسب بعد الآن مع صفوف الآنسة فورستر, انه أوعي من أن يتوافق مع أولاد أصغر منه وأقل ذكاء بكثير...وحيث ينجح هو ستتبعه الفتاة, كما رأيت بنفسي"
"مونيكا ستكون علي ما يرام هنا, سأحضر لها كلبا هدية الميلاد"
"وهل ستفعلين هذا؟ أم أنه لم يبدر في ذهنك استشارتي"
"لقد فكرت في هذا ولكنني قررت أن لا شأن لك في الأمر, فأنت لست عضوا في العائلة, فأنت تمثل دور مأمور تنفيذ لمصلحة ريتشارد الي أن يعود الي منزله"
فصاح بها بغضب" كيف تجرؤين علي التحدث معي بهذا الكلام؟"
فردت عليه بإصرار وبصوت مرتفع"
أنت لا شأن لك بالعائلة ولن أقبل بك, كل ما أريده هو أن تتركني والأولاد لشأننا, كل هذا الاملاء و ارسال بوب الي المدرسة ودفع تكاليفه بمالك اللعين ومنع الولدين من فعل بعض الأشياء, هذا كله ليس من شأنك!"
وبشهقة توقفت عن الكلام عند تحرك متوحش منه...وحاولت النهوض فمنعها, وللحظة ظنت أنه سيضربها, ولكنها بخوف أدركت أن نواياه مختلفة تماما, وحاولت الهرب منه ولكنه أمسكها بكلتا يديه
في العتمة حيث هما لم تستطع ملاحظة تعبيرات وجهه... ولا حتي ملامحه, وبجنون...كان غريبا, يتنفس بصعوبة في العتمة وكأنه السارق الليلي وأمسك بها بقوة اليه...وخدش قماش معطفه الخشن خدها الناعم, وحدقت به بعينين متسعتين, محاولة ايجاد شيء مألوف أو مطمئن في طيفه المنحني عليها, وأخذت جوانا ترتجف وهو يعانقها ولكن الرجفة هذه المرة كانت تنبع من عظامها وأغمضت عينيها باستسلام....
ماذا تفعل هنا في العتمة مع رجل لا يرغب بها؟ بل يريد, اذا كان يريد شيئا, أن يمرر لحظة عابرة؟
وأقفلت أصابعه علي رقبته من الخلف وبادلته القبلة بالقبلة....
وتوقفت أنفاسها, نصف من العجب ونصف من الاحتجاج, ولاحظ هذا فرفع رأسه ونظر اليها وكأنه يستطيع رؤيتها في هذا الظلام, وقال بصوت أجش" هذا كان يجب أن يحصل قبل أسابيع"
وارتفعت يدا جوانا الي وجهها وقالت ببؤس" ولكنه لا يسوى شيئا"
"هناك طرق أفضل لحل الخلافات بالكلام الذي تستسيغيه, الأمر بسيط, الطفلان بحاجة للأمان والاستقرار...."
فقاطعته بسرعة" والحب"
فتنهد" حسن جدا, والحب الذي تعطينه لهما, ولكنهم بحاجة للاستقرار وأنت, كما سمعت عدة اتهامات, مجنونة, لذلك فهما بحاجة الي شخص آخر يوفر لهما الاستقرار, وأنا شخص لا يمكن زحزحته.....فتزوجيني, وعندها سيحصلان علي كل ما يحتاجان اليه"
فشهقت" كيف تجرؤ؟"
وبدا لها الأمر كإهانة, ولكن مع الصوت الناعم الهادئ لم تستطع معرفة ما اذا كان يداعبها للإزعاج أم لا.
"أوه...لكنني أجرؤ, أجرؤ يا حلوتي السخيفة جوانا, أجرؤ كثيرا...."
وجذبها اليه ثانية وعانقها بقوة...ثم وعلي حين غرة وبشكل مستحيل حدوثه....فتح الباب لتظهر ايزابيل بدفورد وهي تقول "برايان...الأولاد يصدرون ضجة فظيعة ويبدو أن جوانا اختفت ومونيكا تصيح بهستيرية...."
وصمتت.... بعد أن تعودت عيناها علي الظلام ولاحظت وجود فتاة بين ذراعي مضيفها وقد احتواها بينهما, فقالت بخجل" سامحني...."
ولم ينظر برايان اليها فتابعت "سأصعد الي فوق لأفتش عنها, لابد أن تكون في مكان ما, أنا آسفة يا برايان ويا..." وكانت تغلق الباب خلفها عندما أضافت "سامنثا"
أجفلت جوانا وأحسبها وقبلها بسرعة لكنها انسلت من بين ذراعيه واختبأت وراء المقعد, ركبتاها تصطكان وهو لم يعترض ولم يلحق بها, واعتقدت أن ألسنة النار تلامس وجهها فوضعت يديها علي خديها وتمتمت وهي تحتقر نفسها" أوه ...يا الهي...أوه ....لا"
"جوانا"
"لا...أرجوك, أظن أننا أنهينا كل ما نريد قوله لبعضنا"
"ولكنني لم أنته بعد"
فقالت بحزم" ولكنني انتهيت, كم تظن أن مالك سيسمح لك بالتمادي يا برايان؟"
وأحست بالطيف أمامها يرتجف" لن يصل اليك, كما هو واضح, لم أكن أدرك أن المال القذر له هذه الأهمية في حياتك, لست مدينة لي...مهما صرفت علي الولدين...فلا شأن لك به, ولا تحاولي أبدا رد المال لي بطريقتك"
شعرت وكأنه يصفعها, أين ذهبت تلك الضحكة المشتركة, ذلك التفاهم الأفضل الذي هنأت نفسها عليهما منذ قليل؟
وتنفست باضطراب وسيطرت علي الدمع الذي هدد بالتدفق... واكتشفت أنها تريد أن .....تغضب.....أن تصرخ......وأن تبكي
تريد قبل كل شيء أن تهينه بعمق وايلام كما أهانها....
فردت عليه بعنف" كم أنا سعيدة لسماع هذا" وخرجت من الغرفة.


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس