عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-16, 04:18 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

توقفت فال عن السير وجلست على احدى الصخور تستمع الى تلاطم الامواج. لا توال تذكر ايام الصيف البعيدة، حيث كانت مع صديقتها روكسان تعتقدان في طفولتهما انهما تستمعان الى غناء حوريات البحر...
التفتت نحو المنزل الكبير، تماماً كما لا يزال محفوراً في ذاكرتها، هذا المنزل بسحرها ويجذبها اليه كما في الماضي، نهضت وتركت الذكريات تقود خطواتها نحوه.
دخلت حديقة المنزل المهجور، لقد كانت أزهارها تثير اعجاب كل أهالي المنطقة، كما وأن البستان المحيط بها ، كان مشهوراً بتفاحه الاحمر وإجاصه الذهبي.
وقفت فال على درجات المدخل الرئيسي، لا ضرورة لقرع الباب فالمنزل خال، هي تعرف ذلك، أخبرتها السيدة دافي بأن حراساً سيأتون مع البستاني للإهتمام بالمنزل من أجل عودة ريتشارد المنتظرة قريباً.
اوه، ريشارد! هل غيرته رحلته الاخيرة الى البرزايل حيث قضى العامين الأخيرين؟ هذا الرجل الذي يهوي السفر غير قادر على التمتع بهدوء الحياة في ممتلكاته، ولطالما حصل على كل مايرغب به- باستثناء روكسان- روكسان التي صدمته عاطفياً ورفضت الزواج منه، لو انها تزوجت منه لما هجر منزله (بلادونز روك)
كان بإمكانه أن يستغل الهدوء لكتابة مسرحياته هنا وسط هذا الاطار الطبيعي الرائع وللأهتمام بزراعة أراضيه، لكن هذه العمال الزراعية لا تهمه أبداً، فهو رجل غني جداً وليس بحاجة لأن يشغل باله بمثل هذه الأمور، انه يدرس كل خطواته قبل القيام بها حتى أن قراره بالزواج من روكسان كان نتيجة تفكير طويل، للأسف كان لدى روكسان

مشاريع أخرى من الزواج
كانت روكسان قد لاقت نجاحاً كبيراً في أول مسرحية كتبها ريشارد، هذا النجاح والمجد دفعها للرحيل وحدها متنقلة من مدينة أوروبية الى أخرى.
آخر مرة رأتها فيها فال كانت منذ أكثر من عامين، وكانت روكسان متألقة الجمال كعادتها، ولكن ماذا حل بها منذ ذلك الوقت؟...
عندما عادت فال من نزهتها هذا كانت السيدة دافي قد اعدت الشاي.
- هل تمتعت بنزهتك؟ ..سألتها مدبرة المنزل وهي تقدم لها كوب الشاي.
- نعم، انا احب هذه المنطقة كثيراً، و
وقررت أن اترك لندن نهائياً وأقيم هنا.
هذا المنزل الجميل المنعزل ورثته فال عن عمتها التي أشرفت على تربيتها وهو مريح ومليء بالتحف الفنية
- وماذا عن عملك؟ لقد قرأت في احدى المجلات عن نجاحاتك في فن النحت.
- بإمكاني متابعة عملي هنا هادئ وجميل، لقد اصبحت الآن في السادسة والعشرين من عمري وحياة لندن تشعرني بالملل.
- أنت لطيفة، سيدة دافي، صحيح أن شعري جميل ولكنه الثروة الجمالية الوحيدة التي منحتني اياها الطبيعة، فعيناي ليستا زرقاوين ولا خضراوين كما وانني مضطرة حالياً لوضع النظارات اثناء العمل، اما بشرتي فتميل الى اللون الاصفر.. أتذكرين كم كانت صديقتي روكسان جميلة ؟ يال بشرتها وعينيها الخضراوين!.
- الآنسة روكسان بلادون كانت حقاً جميلة؟ لكنها ليست سعيدة بقدر جمالها، انها الآن في الثانية والثلاثين من عمرها تقريباً وحتى الآن لم تتزوج ، صحيح انها عرفت المجد في عالم المسرح، لكن هذا النوع من النجاح لا يؤثر بي. قالت السيدة دافي بانزعاج ظاهر.
- لكنها تخلت عن مهنة التمثيل منذ زمن طويل.. هل رأيتها من جديد؟.
- جاءت الى هنا منذ ثلاثة أشهر، كانت تريد رؤية منزل بلادونز روك، وقضت الليلة عندي.
- برأيك ، هل جاءت أيضاً لرؤية السيد ريتشارد ستون؟.
- ولماذا تريد رؤيته؟.
سألته غاضبة:
- بعد كل هذه السنوات! كان أفضل لها أن تتزوج منه بدل أن تتخلى عنه بسببها أخذ يجوب البلاد كمغامر حقيقي. الآن وبعد أن ذبل جمالها بأي حق تظهر من جديد في حياته.
- لكن جمال روكسان لا يذبل ابداً.
- لقد تغيرت كثيراً، عندما باتت عندي تلك الليلة، لاحظت انها نحفت كثيراً وتبدو بائسة، ثيابها رثة ولا تملك فلساً واحداً حتى انها اقترضت مني مبلغاً من المال ولم تعيده بعد.
- بإمكاني أن ادفع عنها اذا اردت.
- لا، لست بحاجة للمال فالسيد ريشارد يرسل لي المال شهرياً.
- متى سيعود بالضبط؟.
- في الرابع والعشرين من الشهر، انهم يرتبون منزله حالياً، لقد أوكل أحد مصممي الديكور ليعيد ترتيبه، وطلب مني أن أبحث له عن فتاتين للعمل في المنزل.
- السيد ريتشارد يدفع جيداً للخدم، لن تجدي صعوبة بإيجاد فتاتين.
- إن كل فتيات المطقة تفضلن العمل في المصانع حالياً، ليس من السهل ايجاد الخادمات.

أدارت فال وجهها نحو النافذة، إن نبأ عودة ريشارد أربكها كثيراً وان ماتخشاه هو ردة فعلها، من السخف انفعالها هكذا، طوال هذه الأعوام كانت تحاول نسيانه واعتقدت انها نجحت بذلك، يجب أن لاتنفعل عند رؤيته من جديد، فقد كان صديقاً لها ، لكنها حالياً ، عند مجرد التفكير به، تشعر بأن قلبها يدق بسرعة.
ماذا لو نظر اليها معادته بابتسامة الساخرة؟ ستشعر بالاضطراب وسيكتشف سرها ويضحك منها وماذا لو كان يصطحب معه امرأة من تلك البلاد البعيدة؟ بالتأكيد سيكون سعيداً برؤية فال، لكنها لن تكون إلا جزءاً من الديكور المحيط به.. وركسان وهي تنتميان الى الماضي.. لابد أن أهالي المنطقة يعتبرونهما غريبتين .
كم يبدو بعيداً ذلك الزمن حين كان ريتشارد يعيش هنا.
ظلت امام النافذة تتأمل البحر قبل أن تنام ، فتمكنت اصوات الامواج من تهدئة اضطرابها واخذت تتذكر تلك الليالي في بلادونز روك حيث كانت تقام الحفلات الصاخبة وترتفع الموسيقى والضحكات وتعج باحة المنزل بسيارات المدعوين، ثم تذكرت نزهاتها مع روكسان على رمال الشاطئ حافية القدمين أو على ضفتي النهر وسباقاتهما بين الاشجار.
في ذلك الزمن كان أهل روكسان لا يزالون مالكي بلاودنز روك لكن شيئاً لم يتغير عندما اشترى آل ستون المنزل منهم، فالسيدة ستون كانت تحب الاستقبالات وبفضل ثروتها الكبيرة توالت السهرات والحفلات، كانت تدعو روكسان غالباً لقضاء بعض الوقت هنا لأن ابنها منذ اللحظة الأولى التي لمحها فيها وقع بحبها بجنون.
كانت روكسان حينها في الخامسة عشرة فقط من عمرها، هذه المراهقة الرشيقة الرائعة الجمال التي احبها ريشارد ذو الملامح الاستقراطية الذي ينتقل خلف مقود سيارته الجكوار البيضاء والذي يدرس في جامعة اكسفورد، كان يقضي أوقات فراغه مع هذه المراهقة حتى أصبح عبداً لها.
كان مفتوناً بها لكن روكسان كانت تجد لذة في السيطرة عليه وجعله حزيناً دائماً أمام تقلبات مزاجها، وبالوقت نفسه كان مستعداً لتلبية كل رغباتها، فيصطحبها الى السيرك والسينما والى المحلات ويشجعها على شراء كل ماترغب به من ملابس غالية، وكان يغمرها بالهدايا الثمينة، علمها القيادة والسباحة وامتطاء الخيل وأطلق اسمها على المركب الصغير الذي كان يملكه. بمناسبة عيد ميلادها الواحد والعشرين، أقامت السيدة ستون حفلة كبيرة وكان الجميع ينتظرون الإعلان عن خطوبتهما لكن شيئاً لم يعلن.

كانت فال في التاسعة عشرة من عمرها وتعيش عند خالتها وكانت مستعدة لمنح أي شيء مقابل نظرة واحدة من ريتشارد لكنها لم يكن يلاحظ وجودها في عينيه، تبقى تلك الفتاة الصغيرة صديقة روكسان التي تتبعها كظلها.
كان يتصرف تجاهها كأخ أكبر ويقدم لها النصائح حول تسريحة شعرها وملابسها ويدعوها للسهر في منزله عندها هدية جميلة لا تزال تحتفظ بها حتى الآن.
شجعها ريتشارد على تنمية مواهبها الفنية لأنه وجد أنها موهوبة في فن النحت واشترى لها اول عدة للعمل.
آخر مرة رأته فيها كان يستعد للرحيل الى البرازيل، كانت قد التقت به صدفة مع بعض اصدقائه قدعاها لحضور حفل العشاء الوادعي في شقته فوافقت على الفور.
تلك السهرة كانت قد امتدت حتى الفجر، لكن ريتشارد كان مشغولاً بضيوفه فعرفها على احد اصدقائه الذي بقي برفقتها طوال السهرة، صديقه هذا طبيب ناجح ذكي ومرح ووسيم بالوقت نفسه.
- سمعت انك تعملين بالنحت، هل لديك ايضاً موهبة في الرسم؟.
- أتعلم من أنا.
سألته بدهشة:
- لكنني أنا لا أعرف اسمك بعد.
- ماأهمية ذلك؟ فنحن لن نلتقي مرة أخرى، اللقاءات في مثل هذه السهرات تكون عادة مصادفة وبدون غد ، الناس يلتقون كالسفن في الظلام، دون أن يروا بعضهم.
- ومع ذلك أحب أن اعرف اسمك.
سألته بإلحاح وهي لاتدري سبب ميلها نحو هذا الشاب، على كل حال, يشعر المرء احياناً بالحاجة للتعرف على بعض من يلتقيهم صدفة...
التفت الطبيب نحوها وتأملها باهتمام، كانت فال ترتدي ثوباً جميلاً وقد اهتممت كثيراً بزينتها.
- اسمي غيل لوموان.
- غيل لوموان؟ لكنه اسم فرنسي، اليس كذلك؟.
- تماماً، ولكني لست فرنسياً، ولدت هنا في انكلترا، من ام فرنسية.
- لدي صديقة تدعى روكسان بلادون من عائلة نعود في الأصل الى فرنسا، اشترى احد اجدادها منزلاً في منطقتنا.
- حسناً.قال بإنزعاج ظاهر
- هل أُشعرك بالملل؟
قالت معتذرة.ثم قالت:
-لقد كانت هذه الليلة طويلة، أليس كذلك؟.
لم يجبها فأضافت وكأن الموضوع لم ينته.
- لكن المنزل أصبح لريتشارد ، ربما زرته يوماً؟.
- لا.

في هذه اللحظة انضم اليهما ريتشارد واعتذر لأنه مضطر لحزم حقائبه لأنه مسافر في صباح اليوم التالي.
كان ريتشارد حيوياً ولايبدو عليه أي أثر للتعب. كان أنيقاً ببدلته السموكن السوداء ويبدو وسيماً جداً، أية امرأة قادرة على مقاومته؟ عيناه الرماديتان شعره الاسود، وجهه الجميلّ انه اجمل من دكتور غيل لوموان، كم من امرأة قهرها سحره؟ انه يملك كل شيء، الجمال والجاه والثروة والنجاح.
انقبض قلبها وهي تنظر اليه، ابتسم لها ريتشارد ووضع يديه على كتفيها.
- أجدك جميلة جداً ، فال، هذه الملابس تناسبك تماماً، كما وأن تسريحتك رائعة.
ثم التفت نحو صديقه وأضاف:
- اعرف فال منذ كانت طفلة صغيرة، تصور انها في سن العاشرة كانت أشبه بالصبيان!.
- لكنها تغيرت كثيراً، الاتلاحظ انها تضج بالانوثة؟.
- نعم، عندما أعود، فال.
أضاف وهو يضغط على حلمة اذنها بأصابعه:
- تعالي لزيارتنا في بلادونز روك، صحة والدتي تقلقني هذه الايام ستكون سعيدة برؤيتك لطالما كنت تعجبينها أكثر من روكسان.
أضاف بابتسامة منقبضة...
- الآن سأطلب لك سيارة أجرة توصلك الى المنزل الا اذا كان د.لومران يريد أن يطحبك بنفسه.
- يسرني ذلك. قال غيل مبتسماً.
في السيارة سألته فال عن اختصاصه.
- طبيب أعصاب.
- آه، اذاً أنت د. لوموان الشهير؟ أعرف احدى مريضاتك.
- حقاً؟.
- نعم، عالجتها اثر انهيار عصبي وهي الآن بحالة جيدة.
- كثير من الناس يعانون من اعصابهم في هذه الايام، وخاصة النساء، ذلك يعود لنمط حياتنا السريع.
- لست غنياً مثله، انه حر كالهواء ، ليس لديه أي ارتباط، وبإمكانه أن يتمتع بكل مايحلو له، أنا احسده، لكنني لا استطيع التحرر من ارتباطاتي وبالتالي علي أن أعمل كي اكسب رزقي.
- أليس من الافضل له أن ....يتزوج؟.
هز د. لوموان كتفيه:
- انه لا يتمنى ذلك حقاً، كما وأن الزواج ليس بالضرورة حلاً مثالياً.
نظر اليها بتحدٍ وكأنه ينتظر أن تعارض كلامه، لكنها نظرت اليه بسخرية ، انه عتراض آخر... وربما كان كريتشارد قد تلقى صدمة عاطفية كبيرة!.
عندما نزلت من السيارة ، نزل هو ايضاً ومد يده نحوها مودعاً.
- اتمنى أن نلتقي مجدداً.
أعلنت فال باندفاع أدهشها نفسها ، ارتسمت ابتسامة خفيفة على ثغره وأخذ يحدق بعينيها :
- ربما ، احياناً تأتي الصدف بلقاءات غريبة.. على كل حال لا اعتقد انني سأراك يوماً كمريضة من مريضاتي!
اعتبرت رده هذا كإطراء فنظرتها الصريحة تدل على طبيعتها السليمة وعلى توزانها في الحياة وفي الفن.
استلقت على سريرها وهي تفكر بالتعديلات التي ترغب وتعطي اكثر من قبل ، انها تشعر بذلك، فعملها هو الشيء الأهم بالنسبة لها، فهي تعيش منه وله وبدونه سيضيع كل معنى لحياتها.
حتى الآن لم يطلب أي رجل يدها للزواج على كل حال ، الزواج ليس همها الاول، كما وأنه طالما أن ريشارد في الوجود فلا يمكنها أن تقع في غرام رجل آخر، لابد أن ريتشارد سيسخر منها بالتأكيد اذا علم ذات يوم طبيعة مشاعرها نحوه.. ولكن لا يمكنها أن تفعل شيئاً نحو عاطفتها هذه.

هناك أنواع من الحب المستحيل الذي يحطم حياة الناس وبالمقابل هناك حب يمنح الناس الطاقة والحيوية، اما هي فإنها تكتفي بأن تفكر بأن حبها لريشارد هو السبب الوحيد لإلهامها الفني لأنه أول من لاحظ موهبتها وشجعها ولكن ماذا سيحل بها اذا لم تتزوج؟ ماذا لو فقدت القدرة على استعمال يديها في النحت؟.
تقلبت في فراشها بعصبية، واخيراً سيعود ريتشارد الى بلادونز روك ، الايزال يذكرها؟ قد يعرض عليها أن تعمل مديرة في منزلهه ياللفكرة الفظيعة ! واخيراً نامت لكنها استيقظت بعد وقت قصير على هدير محرك سيارة تقف للحظات امام بابها ثم تنطلق مجدداً لتسمع بعد لحظات طرقات على الباب.
هبت من سريرها مذعورة وأسرعت تلقي نظرة من منظار الباب، ياإلهي ! انها روكسان تقف أمام الباب حاملة حقيبة صغيرة في يدها، بالتأكيد فال كانت ستعرفها في اية ظروف، لكنها لم تكن تتوقع ابداً ان تراها بمثل هذه الحالة، ما ان فتحت الباب حتى لاحظت شحوب وجهها ووقفتها المترنحة.
- أرجوك فال دعيني أدخل ، انا متعبة جداً من السفر....
دخلت روكسان وصعدت الدرج تمسك حافته بيديها من شدة تعبها.
- هانحن قد عدنا الى نقطة البداية!.أضافت روكسان .
- بعد لهو وضحكات الطفولة وحب المجد والمغامرات عدنا مجدداً الى منزل خالتك، كم مضى على ذلك!...
بعد ساعة رمت روكسان نفسها على السرير ، كانت متعبة جداً وبحاجة لراحة فأطفأت فال النور وعادت الى سريرها ، لم تكن ترغب بالنوم مجدداً، فإن تبدل روكسان تركها بحالة ذهول وكانت قد أعدت لها قبل أن تنام كوب حليب ساخن مع قليل من الكونياك.
- من حسن حظي انني وجدتك هنا.
قالت لها وهي تشرب الكوب قبل ان تنام :
- فأنا لا أملك مالاً لأذهب الى الفندق.
- هل أنت مريضة؟.
- للحقيقة لست بصحة جيدة، كنت قد فقدت كل قوتي ، كما وأن المنزل الذي كنت اقيم فيه ليس مكاناًَ مثالياً أستعيد منه قواي بالنسبة لجوه الكئيب، بالاضافة الى مالك المنزل الذي كان يطالبني باستمرار بسداد الايجار.
- أنا لا افهم!.قالت فال بدهشة كبيرة.
- كيف سقطت الى هذا المستوى؟ وصحتك؟ لماذا تدهورت لهذه الدرجة؟.
- انها قصة طويلة ياعزيزتي.
قالت روكسان وقد فقدت نظراتها كل بريق وحيوية الماضي:
- ولا املك القوة لأسردها لك الآن.
- من حسن الحظ ان السيدة دافي ساعدتني اليوم بإعداد غرفة الضيوف.
- مسكينة السيدة دافي، لقد اقترضت منها مبلغاً من المال ولا يمكنني سداد.
- لاتقلقي ، سأدفعه عنك.
- يبدو انك ثرية الآن ياعزيزتي مع هذا المنزل الذي ورثتيه عن خالتك ومن بيع تحفك الفنية.
كانت روكسان ترتجف من البرد ، فأعدت فال لها أكياس المياه الساخنة ودستها في سريرها كي تستعيد قواها.
عندما وصلت السيدة دافي في صباح اليوم التالي كانت فال تحضر الفطور بينما روكسان لا تزال نائمة، فأبدت السيدة دافي دهشتها من هذه الزيارة الغير مرتقبة، كما أبدت قلقها الكبير .
- اذاً قصدتك بعد ان علمت بميراثك
وجاءت تستغل طيبتك ، يجب ان تحذري منها.
- انها تبدو مريضة جداً.
- هذا ماقلته لك بالأمس كما وأنها لا تملك المال، وقد فقدت شهيتها للطعام.
- نعم ، فهي لم تتناول العشاء بالأمس ، أليس من الافضل أن نتصل بالطبيب ليفحصها؟.
- انتظري لبعض الوقت فبضعة أيام من الراحة قد تعيد اليها قواها اذا أقنعتها بتناول الطعام جيداً والان سأعد لكما طعام الغداء.
قالت دافي وهي تحمل سلة الخضار التي اشترتها.
استيقظت روكسان في وقت متأخر. اليوم هو الرابع عشر من حزيران وريشارد سيعود بعد عشرة ايام.
- عزيزتي.
قالت روكسان وهي لا تزال في السرير:
- ايمكنك أن تعدي لي كوباً من الشاي؟.

بعد لحظات عادت فال مع صينية الشاي وجلست على حافة السرير، لقد أعاد النوم الى وجه صديقتها قليلاً من الحيوية. ياإلهي كم تبدو بشرتها جافة، الأكثر من ذلك مستحضرات التجميل السيئة التي تستعملها بسبب فقرها الى المال.
- أشعر ببعض التحسن لطالما كان طقس الشاطئ يناسبني . كل مرة أعود فيها الى هنا أشعر بأنني أصغر سناً.
- تناولي فطورك روكسان لقد اعدته السيدة دافي انت بحاجة للغداء الجيد.
- اوه، لا أشعر بالشهية ولكن اذا كنت تصرين
قالت متأففة ، ثم أضافت:
- أنا أنوي البقاء هنا، يا عزيزتي ، فليس لدي مكاناً آخر حالياً، وأنت لن تجدي الشجاعة على طردي لأننا كنا صديقتين في الماضي سأحاول أن لا أزعجك أعدك بذلك.
- بإمكانك البقاء قدر ماتشائين. هذا المنزل لي الآن أنا ايضاً أفكر بالبقاء فيه نهائياً، لقد مللت من لندن.
طلبت روكسان سيكارة وجلست في السرير تتأمل دخانها المتصاعد.
- ماأن استعيد قواي حتى أحاول أن اساعدك.
أكدت لها :
- بإمكاني الاهتمام بالحديقة أو بمساعدة دافي في المطبخ ،أعلم انها ليست امرأة سهلة ولكن الا تزال تهتم ايضاً بشؤون بلادونز روك من اجل ريتشارد؟.
- نعم وقد طلب منها البحث عن فتاتين للإهتمام بمنزله لأنه سيعود في آخر الشهر.
- آه حقاً؟ اذاً ريتشارد سيعود هو ايضاً ! كان في البرزايل أليس كذلك؟ يالها من رحلة مثيرة! أحسده على ثرائه ، فقط لو أنني أملك المال! لعشت بطريقة مختلفة.
أخفضت فال عينيها.
- ولكن كيف كنت تعيشين في السنوات الأخيرة حتى وصلت الى هذه الحال؟.
- سأخبرك بهذه القصة التعيسة، شرط أن تكوني صبورة وقادرة على الاستماع.



Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس