عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-16, 04:22 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


في صباح اليوم التالي، توقفت سيارة الدكتور لوموان الرمادية امام منزل فال، كانت قد انتهت لتوها من تنظيف المطبخ لأن السيدة دافي اضطرت للبقاء في بلادونز روك لمراقبة الخدم، كان د. لوموان يبدو بغاية الحيوية وهو يرتدي بنطلون جينز وجاكيت خفيفة من الجلد، ما إن سمعت هدير سيارته حتى خرجت فال لاستقباله.
- لقد قضت الآنسة بلادون ليلة جيدة.
قال لها عندما لاحظ قلقها:
- لقد نامت جيداً.
-هل كنت قد أعطيتها مهدئاً؟.
- كانت بحاجة لذلك فطبيب البلدة وافق على ذلك ايضاً، ان اعصابها متعبة منذ عدة أشهر ولكنها ستسعيد عافيتها شيئاً فشيئاً، ان عودتها الى منزل الطفولة أثر كثيراً عليها، الآن ارتاحت ويبدو انها موافقة على البقاء حيث هي.
- مستحيل أن تبقي في منزل ريتشارد! صرخت فال.
- ماذا ستظن خطيبته؟ ووالدتها؟.
- ما أهمية ذلك؟ فهما لن تلاحظا وجودها حتى في هذا المنزل الكبير الذي يعج بالخدم، كما وأن ريتشارد لن ينزعج من وجودها ، أما الآنسة بلادون، اعتقد بأن هذا المكان الوحيد في العالم الذي يمكنها أن تجد الراحة فيه.
استغرقت فال في أفكارها وهي تنظر اليه بشرود.
- أيمكنني الدخول؟ لديك هنا منزل جميل...أزهار حديقة رائعة، هل تطل نوافذه الخلفية على البحر؟.
- بل تطل على الحديقة الخلفية المحاطة بالسور تفضل دكتور.
ابتعدت لتترك له مجالاً للدخول، فدخل الى الصالون، لكن عينيه جحظتا عندما رأى مجموعة التحف الصغيرة.
- رائع!..
قال بإعجاب كبير:
- يالهذه القطط الجميلة! أتمنى أن تكوني دائماً تتذكرين إقفال النوافذ جيداً ليلاً... كلها من صنع يديك؟.
  • - نعم.
    - أنت فنانة موهوبة...
    كانت فال ترغب بأن تفتح معه الموضوع الذي يشغل بالها كما ترغب بمعرفة سبب زيارته هذه.
    - دكتور...
    - نادني غيل .
    قال مبتسماً :
    - نحن لسنا في المستشفى، ولا في العيادة ، على كل حال نحن نعرف بعضنا منذ تلك السهرة.
    - ربما ولكنك عندها لم يكن يبدو عليك انك ترغب برؤيتي مرة ثانية.
    - هيا.
    قال ضاحكاً:
    - هذا لأنني كنت اعتبر أن فرص لقائي بك ضعيفة جداً.
    - بالتأكيد اذا تركنا للصدفة أمر تدبير الامور... لو أنك أردت ، لطلبت مني رقم هاتفي مثلاً...
    اقترب منها وضع يديه على كتفيها ونظر اليها مبتسماً.
    - اذا استمريت على هذا النحو، سأقتنع بأنني أسأت بتصرفي معك ذلك المساء.
    احمر وجه الفتاة فأدارت رأسها ، اوه كم تبدو كتلميذة صغيرة امام هذا الرجل ! يصعب عليها تمالك نفسها ، ان عينيه قادرتان على قراءة افكارها بكل سهولة.
    صحيح بأنها شعرت بخيبة كبيرة ذلك المساء لأنه لم يشر الى احتمال رؤيتها من جديد ولم يحاول القيام بأية خطوة لذلك...
    - لا اقصد ذلك.
    وابتعدت عنه متجنبة النظر الى عينيه ثم اضافت:
    - عل كل حال لن تلتقي كثيراً فأنت بالتأكيد لن تبقي طويلاً في مكان منعزل كهذا، اعمالك تضطرك للعودة الى المدينة، اليس كذلك؟.
    - في الواقع ، أفكر بالبقاء هنا لمدة اسبوع ، أنا أستحق اجازة كما وأنني أحب البحر كثيراً.
    - ولكن أنت لن تقضي وقتك بمعالجة روكسان؟ يجب ان تترك هذه المهمة لطبيب البلدة.
    - لقد اتفقت معه . روكسان لا تعاني فقط من ضعف جسدي ، ان حالتها تستدعي ايضاً علاجاً عصبياً
    - انها تتناول حبوباً.
    قالت له بقلق:
    - تبدو وكأنها بحاجة دائمة لها. أتعلم ذلك ، د. لوموان؟.
    - غيل لو سمحت لا تخشي شياً ، صديقتك بين أيدٍ امينة.
    - يسعدني سماع ذلك.
    قالت وهي ترافقه الى الباب:
    - اعتقد انكم ستذهبون جميعاً الى الشاطئ اليوم ، ريتشارد يهوي السباحة...
    - هو نعم، لكن الآنسة جورغنسون لا، سيقومان بنزهة بعد الظهر في السيارة، آه لدي رسالة شفوية لك من ريتشارد: أعدي حقيبتك سأصطحبك معي الى بلادونز روك.
    رغبت فال بالقبول على الفور لكنها قالت:
    - ليس لطيفاً من جهتي أن افرض وجودي أنا ايضاً على ريتشارد، هذا لطف منه لكني لا أريد استغلال حسن ضيافته.



·
· -اذاً على الأقل تعالي وتناولي الغداء معنا.
كان ينظر اليها بابتسامة رقيقة وقال:
- هيت بدلي ملابسك ، سأنتظرك في الحديقة.
كانت روكسان ممددة في سريرها فانقبض قلب فال عندما لاحظت ملامح الضعف على وجهها ، انها اشبه بورقة ترتعش مع ريح الخريف.. كانت ترتدي قميص النوم الذي ارسلته لها روكسان مساء امس.
- هل أنت مرتاحة الآن؟.سألتها فال بقلق.
- افضل ، لكنني كنت افضل تلك الغرفة الخضراء.
قالت بنظرة خيبة :
- ولكنها الآن للآنسة جورغنسون.اضافت بحزن.
- هل زارك ريتشارد؟.
- اوه ، نعم.
قالت وقد أشرق وجهها فجأة :
- زارني مساء امس وهذا صباح ايضاً، وكان لطيفاً معي وأكد أنه بإمكاني البقاء هنا قدر ماأشاء، حقاً انه يعيرني اهتمام وهو مستعد لتلبية كل رغباتي .
- انت حتى الآن لم تتحدثي مع خطيبته؟.
- لا.
قالت لها باستخفاف:
- لكني متأكدة انها لن تتأخر بزيارتي، انها تشبهني، ألم تلاحظي ذلك؟ مسكين ريتشارد! حاول ان يواسي نفسه.
يبدو أن روكسان تعتقد انها لا تزال تحتل المكان الأول في قلب ريتشارد، لكنها مخطئة تماماً لأن ريتشارد نسي الماضي كله ويعتبر مسألة خطوبته من دانا مسألة جديدة، ربما لا يحبها كثيراً لكنه ينوي الزواج منها ، لقد قطع كل علاقة له مع الماضي، فالرجل لا يمكنه ان يحبس نفسه في احزانه ويبكي حبه الضائع.. تساءلت فال كيف يمكنها ان توضح هذه الامور لروكسان دون أن تجرحها ، ولكن صديقتها غيرت الموضوع وانتقلت للكلام عن الدكتور غيل لوموان.

- انه طبيب لامع سبق وسمعت عنه.
- انت ..انت لم تلتق به من قبل؟ سألتها فال وهي تنظر اليها بانتباه.
- لا، لا اذكر ، لماذا تسألين ، هل كلمك عني؟.
- لا، لكنك بالأمس ماإن رأيته حتى فقدت وعيك...
ارتبكت روكسان ورمت رأسها على الوسادة.
- أريد أن أنام قليلاً الآن ياعزيزتي.
نزلت فال الى الطابق السفلي فالتقت بدانا في المدخل.كانت ترتدي ملابس خفيفة وتعود من الحديقة، سلمت على الفتاة ببساطة وابتعدت، من الواضح انها غير موافقة على وجود روكسان وفال هنا، لكنها عاجزة عن طردهما الآن.
اثناء الغداء جلست فال بجانب د. لوموان ، كان قد بدل ملابسه واكتسب بعض السمرة، تأملته بطرف عينها ، انه فاتن حقاً!
- مارأيك لو جئت غداً لاصطحابك الى الشاطئ، انت بالتأكيد تعرفين زوايا هادئة للإستمتاع بالسباحة. سألها غيل بلطف.
تفاجأت من دعوته.
- يمكننا الذهاب جميعاً.هذا اذا رغب الآخرون.
أدنى رأسه من رأسها وأشار الى دانا ثم قال هامساً.
- الناس يتمنون احياناً البقاء وحدهما خاصة اذا كانوا مخطوبين.
- حسناً ، موافقة. اجابته وقد احمر وجهها.
عظيم ، سأمر لاصطحابك في الصباح الباكر في الساعة السابعة ، واذا لم تكوني مستيقظة سأرمي الحجارة على نافذتك، في أي غرفة تنامين؟. سألها بمكر.
- في الطابق العلوي تماماً فوق الصالون، لن تخطئ فمنزلي ليس كبيراً! اجابته مبتسمة بمرح.
في صباح اليوم التالي، استيقظت فال على صوت قبضة حجارة رميت خلف النافذة، فتحت النافذة بسرعة فرأت د. لوموان ينتظرها في الاسفل مرتدياً روب السباحة ويحمل منشفة تحت ابطه.
ارتدت ملابسها بسرعة وانضمت اليه في الحديقة.كانت قد ارتدت روب السباحة فوق المايوه وتحمل القبعة الواقية من البلل بيدها. كانت لا تزال تشعر بالنعاس وتجد صعوبة في فتح عينيها لأنها كانت قد قضت نصف الليل مستيقظة تعمل على احدى تحفها الفنية.
- ألم انصحك بالنوم باكراً؟.
سألها عندما لاحظ اثار السهر على وجهها:
- لاشيء يضظرك للعمل حتى وقت متأخر.
- يجب أن أكسب رزقي!.
نظر اليها بطرف عينه.
- والزواج ؟ الاتفكرين به؟ الا يخطر ببالك أن تكرسي لزوجك هذا الوقت الذي تقضيه في العمل؟ سيكسب المال بدلاً منك وتتفرغين أنت لشؤون منزلك ولراحتك.
انطلقت راكضة نحو الممر الضيق الذي ينحدر نحو الشاطئ.
- الوقت لا يزال باكراً على مثل هذا الحديث.
أخذ غيل يضحك ويتأملها بعين الحالم.
- أنت محقة، هناك أوقات معينة ومناسبة للتفكير بالزواج ، على كل حال ليس في صباح عندما يتجه الناس لاعمالهم ، بل في الليل...

التقت نظراتهما فأحمر وجهها من الارتباك ، خلعت الروب وأسرعت نحو الماء ، رمت نفسها في الأمواج، رأسها أولاً وابتعدت بحركات سريعة وبارعة.
كانا كلاهما سباحين ماهرين وغيل يملك حقاً طريقة مميزة في السباحة، في بداية هذا النهار الهادئ، كان الهواء منعشاً والبحر دافئاً، أغمضت فال عينيها وبدأت بالسباحة نحو الأفق مستسلمة لإحساس جميل بالحرية.ناداها صوت رفيقها القريب منها .
- لا يجب أن تسبحي بهذه السرعة! ستتعبين! أم انك تودين أن تقطعي المانش سباحة؟.
التفتت نحوه ونقط الماء على رموشها تحجب عنها الرؤية.
- لم لا؟.
- اذاً سأرافقك.
- وجاء يسبح بجانبها ثم تقدم عليها ، كانت ضربات ساقيه تفوق ضربات ساقيها قوة ، لكنها مع ذلك حاولت مساواته وضاعفت من طاقتها رغم تحذيره، احست بأن موقفه أشبه بالتحدي فاضطرت لمجاراته بأي ثمن لا تريد ان يهزمها رجل لا يعرف هذا الشاطئ ومياهه مثلها، كما وأنه اذا فاز عليها فإنه سيتبجح متباهياً بمواهبه وقدارته ومن يدري قد يقترح عليها أن يعطيها دروساً ايضاً!.
وهكذا استعملت كل قواها وإرادتها كي تصل اليه فوصلت أخيراً لاهثة.
- الأول من يصل الى الجزيرة! قالت له وهي تتابع تقدمها.
- لكنها لا تزال بعيدة!.
لكنها تابعت تقدمها فتبعها على الفور بعد لحظات احست بألم في قدمها اليسرى مالبث أن ازداد وامتد الى ساقها اليمنى فاضطرت للسباحة على ظهرها ، فهم غيل لوموان على الفور ماحصل لها انه نوع من التشنج.
- لا تقلقي.
صرخ غيل :
- سأخرجك من هذه الورطة.

ثم نصحها بالامتثال لأوامره وبعدم بذل أي جهد ، مرر ذراعه تحت كتفيها وبكل ثقة واطمئنان أعادها الى الشاطئ، اطاعت اوامره بدقة لأنها كانت تثق به ودعته يجرها ماإن وصلا الى الشاطئ حتى حملها بين ذراعيه ووضعها على الرمال الساخنة ثم جلس على ركبتيه بجانبها.
استعادت شفتا الفتاة الزرقاوان لونهما بعد لحظات لكنها ظلت ترتعش، فغطاها رفيقها بالمنشفة واخذ يدلك ساقيها ببطء، بعد قليل عاد الدم يسري في عروقها واستعادت عضلاتها مرونتها . ابتسمت فال له وقالت:
- كم يكون المرء محظوظاً عندما يجد طبيباً بين يديه! كنت اريد ان اتخطأك ، لكن يبدو انني لم أراع قدرتي على المقاومة.
- لماذا فعلت ذلك؟.
سألها عابساً ودس ذراعه تحت رأسها فارتعشت من ملامسته وأحست إحساساً لذيذاً بالدفء.
- لست ادري.
اجابته بدهشة:
- خفت من الخسارة.
- خاصة امام رجل! رجل أظهر عدم مبالاة تجاهك ذات مرة!.قال بابتسامة ماكرة .
تراجعت ، لكنه رفض ان يتركها وظل ينظر اليها حتى نسيا العالم وبدا لهما الوقت وكأنه يتوقف ، فجأة دفعه ميل نحوها ليداعب خدها حيث لا تزال تتلألأ بعض قطرات الماء.
- كان يجب أن نلتقي.
قال بصوت ضعيف .
- كنت اشعر بذلك...
- وانا ايضاً.
- والآن إياك أن تنطلقي مرة أخرى بمثل هذه السرعة.
قال مشيراً نحو المحيط:
- وألا فأنت تجازفين بحياتك .مرة واحدة تكفي.. الحمد لله انك سليمة ومعافاة...
ثم انحنى ولامس شفتيها بقبلة دامت لبضع لخظات ثم تأخر فمه عند وجهها وفجأة عاد يقبل شفتيها بحرارة غريزياً بادلته القبلة وبنفس الرغبة، عاشا لحظات من السعادة وشفاههما المتعانقة تتمتع بطعم ملح البحر.
- اعذريني ، لم يكن علي أن....
قال غيل معتذراً وهو ينهض فجأة :
- ارتدي ثوبك سأعيدك الى المنزل إلا اذا كنت تفضلين تناول الفطور معنا في بلادونز روك؟.
- لا، أفضل العودة الى منزلي .
قالت وهي تهز خصلات شعرها المبلل، لكنه في منتصف الطريق توقف وقال لها بجدية:
- لماذا تبقين وحيدة وترفضين رفقتنا؟ بعد هذه الوعكة انت بحاجة لشراب منعش ، تعالي معي الى بلادونز روك.
- لا ضرورة لإزعاج ريتشارد ، يكفيه الآن أنه يأوي روكسان!.
- حسناً، في هذه الحالة أدعو نفسي الى منزلك ، سأعد الفطور اذا اردت ، انا أجيد فن الطهي!.
ابتسم لها فاجتاحتها موجة من السعادة، للحقيقة لم تكن ترغب بالعودة الى منزل ريتشارد الذي كان حتى وقت قصير شمس أحلامها .. لطالما كانت تكن لريتشارد اعجاباً لا حدود له، ولكن بما انه يبقى حلماً مستحيلاً، كانت قد قررت ان تعيش بدونه مستقبلاً حزيناً وقاتماً.

الآن يبدو لها العالم بمنظار آخر ، وبهذه السرعة! ببضع ثوان فقط، قبلة بسيطة قلبت حياتها وأنهت انتظارها الطويل العقيم ، بعد الآن لن تقف أبداً امام ريتشارد كالمستعطية الفقيرة تتوسل منه نظرة أو ابتسامة.
قلما يهمها الآن معرفة اذا كان مغرماً بدانا أو بروكسان أو بأية امرأة اخرى، لم يعد ريتشارد يهمها ، لقد جاء رجل آخر وقبلها ، طويل وسيم ساحر العيني وتمكن من ان يرمي في الظل كل مابقي في هذا العالم ، ان وجوده يمنحها حياة وأملاً وملامسته تدفئ قلبها...
انها في السادسة والعشرين من عمرها وتضج بالحياة، فلماذا لا تتمتع بهذا الهوى الجديد؟
اعادتها نظرة غيل الى الواقع ، لمعت عيناها واحمرت وجنتاها فابتسمت بسعادة واجابت على اقتراحه:
- حسناً، انت تعد البيض المسلوق وأنا اعد القهوة ، هكذا يمكنني الحكم على مواهبك!.
لن تنسى ابداً هذا الفطور، لقد وجدت نفسها تحمل المقلاة بيدها وتهتم بتحميص الخبز، لكن غيل هو الذي اعد القهوة الممتازة وهو يتحدث عن حياته عندما كان لا يزال طالباً، كان يشرب الكثير من القهوة في تلك الفترة لأنه كان يعمل غالباً في الليل، خاصة عند الاستعداد للإمتحانات، وكانت والدته الفرنسية الأصل قد علمته إعداد القهوة اللذيذة، عندما جلسا حول الطاولة ، حدثها عن تلك المرأة المستبدة التي كانت تسكن في قصر في الفورماندي، في طفولته كان غيل يقضي فيه كل اجازته منذ وفاة جدته ووالده ، اصبح المالك السعيد لهذا المنزل.
- اتقصد غالباً؟ سألته فال.
ان يبدو فرنسياً ويعبر احياناً بلهجة فرنسية تسحرها، كان يلفظ اسمها ، مثلاً بنبرة خاصة غريبة عن لغتها الانكليزية.
- احياناً .
اجابها مبتسماً ثم اشعل سيجارة واخذ يتأمل وجه الفتاة من خلف سحب الدخان .
- ذلك المنزل يمنح الرغبة بالعيش فيه اياماً هادئة... ليس وحيداً ولكن مع امرأة واولاد...
- انت لم تتزوج حتى الآن؟.
كانت تعرف الجواب مسبقاً إلا انها لم تجد شيئاً آخر تقوله.
- لا، حتى الآن لم ترغب اي امرأة بالزواج مني.
اجابها بابتسامة مشرقة :
- يبدو انني اصبح مملاً بسرعة.
- و...
دق قلبها بسرعة :
- وأنت ألم ترغب بالزواج من احداهن؟.
تردد لحظة ثم اطفأ سيجارته بحركة بطيئة.
- لا ، ليس تماماً .
اجابها اخيراً :
- الا مرة واحدة ، ربما... ولكني انتظرت طويلاً جداً.
- هل فات الأوان؟.
- لا.
ثم نهض ونظر اليها طويلاً .
- يجب ان اذهب الآن مريضتي تنتظرني بالتأكيد بفارغ الصبر!.
رافقته حتى سيارته:
- اوه كدت انسى ، ريتشارد يدعوك للعشاء هذا المساء، ايمكنني ان امر لاصطحابك في الساعة السابعة؟.
- اذا كان هذا لا يزعجك...
- لم أكن لأقترح اصطحابك لو كان هذه الأمر يزعجني.
- شكراً.
قالت وهي تضع يدها على باب السيارة.
مد غيل يده ووضعها عل يدها وكالسحر نقل اليها كل الدفء والراحة.
- لا تكوني ساذجة جداً ياصغيرتي!.

تمتم هامساً ثم ابتعد خلف مقود سيارته الرمادية الجميلة.
هذا المساء كانت روكسان بمزاج متعكر كئيب وكانت فال قد اتصلت بعد الظهر للإطمئنان عنها، ولكن بما ان كل شيء على مايرام فقد رأت عدم ضرورة قطع هذا الممر الوعر المؤدي الى بلادونز روك، على كل حال ستراها فيما بعد.
ولكن يبدو ان روكسان اعتقدت بأنهم تخذوا عنها بالرغم من اقل رغباتها كانت تنفذ على الفور ، الكتب والمجلات وسلة الفاكهة بجانب سريرها وكذلك باقة زهر جميلة تزين الغرفة.
بالطبع كان ريتشارد يغمرها باللطف ، ربما يشعر ببعض الذنب نحوها ويحاول تهدئة ضميره؟ لابد ان يعتبر نفسه مسؤولاً عن حالتها اعتقاداً منه ان خبر خطوبته سبب لها هذه الصدمة.




Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس