عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-16, 04:23 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


كان قد قضى معها بعض الوقت في غرفتها ، بالنسبة لروكسان ، هي تعتبر في علاقتهما، وان علاقته بخطيبته سطحية جداً، إلا ان روكسان لا تبدو مغرمة جداً ، ولولا وجود دانا جورغنسون لكانت مستعدة للزواج من ريتشارد.
- ماذا فعلت طوال النهار؟.
سألتها عندما وصلت فال مرتدية ثوباً من الموسلين الأزرق:
- كنت انتظرك بعد الظهر.
- كنت مشغولة.
- وهذا الصباح؟.
- كان لدي عمل.
اجابتها فال وهي تدير رأسها بسرعة متظاهرة بأنها معجبة بباقة الأزهار:
- في الواقع انا لااحب ان افرض على ريتشارد زياراتي المتكررة.
- هذا سخيف، وانت تعرفين ذلك جيداً.
اجابتها روكسان بجفاف:
- لقد حصلت مشكلة اليوم مع الخدم فالخادمة الجديدة حرقت نفسها بالماء المغلي واخذت اجازة، بينما السيدة دافي مشغولة جداً، صحيح انها تخطت الحدث لكنها بحاجة لمساعدة بديلة ، من الافضل ان تأتي للإستقرار هنا، فال. ريتشارد نفسه اقترح هذا الحل.
- هل حرق الخادمة خطيرة؟.
- لقد عالجها د. لوموان ، يبدو انه مكتوب عليه ان يعمل اثناء اجازته !
قال بسخرية :
- اولاً انا ثم اوديت....
راقبت رفيقتها قليلاً ثم اضافت فجأة:
- انت ذهبت معه الى الشاطئ صباحاً، اليس كذلك؟.
احمر وجه فال لشدة ارتباكها ودون ان تفهم لماذا ازعجها سؤال صديقتها.
- نعم، ذهبنا بوقت مبكر.
- ثم تناولتما الفطور في منزلك.
- وكيف علمت انت؟.
سألتها بدهشة مع انها لا ترى سبباً يجبر غيل على الصمت عن ذلك ، فليس سراً ولا جريمة اذا قضت وقتاً ممتعاً برفقة هذا الرجل الفاتن.
- ريتشارد اخبرني.

شرحت لها روكسان بضحكة ساخرة:
- ولقد بدا متفاجئاً لأن د. لوموان يتمتع كثيراً مع النساء، فهن تشعرن بالضجر ، ربما لأنه يلتقي بالكثيرات منهم بحكم مهنته.
اخفضت فال عينيها ولم تجب، منذ الصباح وهي تضم في قلبها كنزاً ثميناً، حتى جاءت صديقتها الآن وتحاول افساد فرحتها.
- انا لا اريد التدخل بما لا يعنيني ياعزيزتي.
قالت روكسان بهدوء ورقة ، وكانت تعرف جيداً كيف تتحكم بموجات صوتها لتجعله رقيقاً وعميقاً، وكيف تلعب بالكلمات لإقناع محديثها.
- على العكس د. لوموان.
اضافت:
- انت لا تملكين اية خبرة ، احذري، ولا تعلقي اهمية كبرى على مغامرة لا تعني له شيئاً.. اتسمعنني؟.
- لا ابداً . اجابتها فال بجفاف.
- اذاً اسمعي ياعزيزتي . انه رجل فاتن جداً - لابد انك لاحظت ذلك - ولديه الكثير من النساء حوله، لكن لم تتمكن اية واحدة حتى الآن في اكتسابه انا متأكدة ، انه عازب يكره الزواج و لايفكر به ابداً.

- وماادراك انت؟.
للحقيقة، روكسان تبالغ! بأي حق تسمح لنفسها بالحكم على الناس؟ واولاً ماذا تعتقد ؟ فال لا تفكر بالزواج بهذه السرعة!
هزت روكسان كتفيها.
- اعلم ذلك، هذا كل مافي الأمر، من خلال الخبرة.. هناك من يتزوجون وهناك ايضاً من لا يتزوجون، غيل لوموان ينتمى للمجموعة الثانية.
- تبدين واثقة جداً من كلامك!.
- تماماً! انه رجل بارد وبعيد ولا يرتبط ابداً بالمقابل كطبيب ، هو محترم جداً ومتحفظ مع مريضاته ويعاملهن برقة وطيبة حتى انه عالج مجاناً كثيراً من المرضى المعدمين، انه كريم متسامح ، ذكي وصبور ، ومتحفظ لكنه بالمقابل ايضاً حازم ولايغير مبادئه!.
- من اين حصلت عل كل هذه المعلومات ؟ من ريتشارد؟.
- بالتأكيد لا!
اجابتها روكسان بارتباك:
- فالرجال لا يفضحون انفسهم بسهولة، يجب ان تعرفهم جيداً كي تكتشف حقيقتهم.
- اذاً انت تعرفين د. لوموان جيداً؟ سبق وتعرفت عليه اليس كذلك؟.

في هذه اللحظة، فتح الباب بهدوء ودخل غيل وقد حلق ذقنه ويبدو انيقاً جداً بملابس السهرة , فحصها الطبيب، جس نبضها باهتمام كبير.
- لا ارى ضرورة للبقاء في السرير.
أعلنت المريضة متأففة:
- لقد تحسنت حالتي ، اتسمح لي بالنهوض من السرير غداً؟.
- بعد غد ربما. قال بحزم.
- لم اكن اتوقع ان اجد نفسي في بلادونز روك يوم مجيئي لإعداد المنزل لاستقبال ريتشارد، وأنا لم اطلب منك شيئاً دكتور!
صرخت وقد لمعت عيناها:
- لكنني الآن بين يديك ويدي د. أستاش ومحكوم عليّ انتظار اذنك! انت تتخذ قرارت عني وكأنني بهذا السن امرأة عاجزة.
- لا تتفوهي بالسخافات. قال لها بجفاف.
- انا واضحة بكل بساطة، انظر الى الواقع بدون مرواغة.
قالت وهي تعقد حاجبيها.ثم نظرت بحسد الى فال المشرقة بثوبها الأنيق واضافت بحدة:
- هيا اذهبا وتسليا انتما الاثنان ، اذهبا لتناول العشاء، ثم اعتقد انكما ستذهبان بنزهة على ضوء القمر، فال تعرف المتبقي جيداً تكونان وحدكما قرب البحر تمتعان بسحر الليل، لكن انتبه دكتور، فصديقتي لا تزال ساذجة، برئية سيكون من المؤسف ان تستغل..
اقترب غيل من السرير وامسك بعلبة الحبوب وتفحص محتوياتها.
- اتنامين جيداً ؟. سألها
- نعم بفضل هذه الحبوب التي تعطيني اياها.
- اتتناولينها بانتظام؟.
- طبعاً.
اكدت له بابتسامة ماكرة :
- انا اتبع تعليماتك بدقة.
- سأمر لرؤيتك مرة اخرى في آخر السهرة. اعلن غيل.
- بكل سرور. اجابته روكسان.
- هذا اذا تمكنت من التخلص من رفقة هذه الفتاة الرقيقة!.
اثناء تناول العشاء، لاحظت فال شرود غيل وانشغال باله، بينما كان ريتشارد بمزاج مرح وبجانبه دانا تشع بجمالها الرائع وبثوبها الضيق الأنيق، عندما رأتها ، لم تتمكن فال من منع نفسها من مقارنتها بروكسان ، الا ان روكسان بالاضافة لسحر نظراتها كانت تعرف ايضاً كيف تأسر قلوب مستمعيها بحديثها الشيق، وهذا ماتعجز عنه دانا التي لن تكون ابداً سيدة بلاودنز روك كما بإمكان روكسان ان تكون.

الآنسة دانا جورغنسون كانت قد تلقت تربية مختلفة تماماً عن تربية روكسان ولكنها تتابع دروسها الجامعية.
كانت والدتها تراقبها طوال الوقت ولا تبدو سعيدة جداً، ربما تتساءل بقلق اذا كانت ابنتها الوحيدة ستتزوج حقاً من ريتشارد ستون...
لاحظت فال عصبية السيدة جورغنسون ، فاقترحت ان تقدم هي القهوة بدلاً منها، وقد قامت بهذه المهمة على اكمل وجه فابتسم غيل لها بإعجاب كبير.
- لماذا لم تتم خطوبتكما، انت وريتشارد؟
سألها غيل بصوت منخفض وهو يتناول فنجانه منها :
- كان بإمكانك ان تكوني زوجة مثالية له.
ارتبكت واحمر وجهها فرفعت نظرها ، كم مرة طرحت على نفسها هذا السؤال ؟... بعد اليوم ، لن تشعر بأية رغبة للزواج من ريتشارد.
- ياللفكرة الغريبة!
اسرعت بالاجابة وهي تراقب ريتشارد وخطيبته بطرف عينها وهما يشربان القهوة في الزواية الأخرى من الغرفة :
- هذا لم يخطر ببالي ابداً ولا ببال ريتشارد ايضاً.
- هل انت متأكدة؟.ألح بابتسامة ماكرة.
- كان من المقرر ان يتزوج من روكسان وليس مني.
- اتخيل تماماً الآنسة بلادون في تلك الفنرة عندما كانت في اوج عزها.
قال متنهداً:
- لابد انها كانت تمارس استبداداً على الجميع وكأنها ملكة! ولكن لو لم يكن الناس دائماً يخضعون لأقل رغباتها ربما لم تصل الى هذه الدرجة من اللامبالاة والهوائية، الآن ، لقد افسدت حياتها.
- لايحق لك ان تقول مثل هذا الكلام!.
قالت فال بجفاف واللوم:
- لا يزال امام روكسان اعوام عديدة وطويلة من السعادة ، انا متأكدة من ذلك.
تأملها بنظرة غريبة ثم غادر الغرفة على الفور ولم تره بقية السهرة ، لقد ذهب للتنزه وحيداً ولا يبدو انه يرغب بوجودها الى جانبه ، وهكذا اقترح ريتشارد عليها ان يوصلها الى منزلها وكانت الساعة العاشرة تقريباً.
كان القمر بدراً تلك الليلة والسماء رائعة بنجومها التي تعكس نورها الفضي على البحر، أوقف ريتشارد سيارته عند الشاطئ الصخري ليتأمل البحر المتلألي حيث تتكرر المواج بزبدها البيض بهمس رائع وسط سكون الليل.
- دانا لا تحب البحر كثيراً .
قال فجأة:
- حتى انها لا تتحمله وتكره هذا الشاطئ الصخري المتعرج، ربما سأقرر يوماً بيع هذا المنزل لأشتري آخر في الريف، ما رأيك ، فال؟.
- اوه، لا يجب القيام بذلك.
صرخت بتأثر:
- الا اذا... كانت سعادة الآنسة جورغنسون تتوقف على ذلك.
اشعل ريتشارد سيجارة واخذ يتأمل وجه رفيقته، كان شعرها الطويل يكون هالة فضية حول وجهها تحت ضوء القمر وتنبعث منها رائحة عطر انثوي جميل.
وضع يده على يدها .
- اخبرني غيل بنزهتكما هذا الصباح.. كوني حذرة في المرة القادمة عندما تسبحين، لا تبتعدي كثيراً عن الشاطئ.. غيل لا يفهم لماذا لم اتزوج منك أنت!.

ارتعشت الفتاة ، هذه المرة الثانية التي يطرح فيها هذا الموضوع امامها هذا اليوم والآن من ريتشارد نفسه! انها لا تصدق اذنيها.
- هذا واضح على كل حال.
اجابته وهي تسحب يدها من يده :
- لطالما كنت مغرماً بروكسان!.
- اما الآن ، فلا. اجابها بهدوء.
لاحظت فال انه يبدو متعباً وبائساً.
- حقاً؟.
- نعم، حتى انني نسيت تماماً ، اندم فقط لأنني اضعت كل تلك السنوات وتعذبت من اجلها، في الواقع روكسان لا تناسبني كامرأة ولما كنا سنسعد معاً... ولكني كنت مولعاً بها، والجميع لاحظوا ذلك...
- نعم.
اكفهر وجهه.
- احياناً كنت اشفق على نفسي.
اعترف بشرود:
- فيما بعد قررت الرحيل لأتحرر من ذكراها ، لقد كانت قاسية جداً معي، انت تعلمين بأنها استغلت صبري وطيبتي، كنت اغمرها بالهدايا ولم اتلق منها شيئاً بالمقابل... لا شيء.
- الآن ، ستكون سعيداً مع الآنسة جورغنسون، وستنسى روكسان.
اعترافات ريتشارد اربكت الفتاة قليلاً ،بعد كل هذا الوقت ، يكلمها اليوم بقلب مفتوح ويكشف لها عن اسراره...
- لن انسى روكسان ابداً.اكد لها اخيراً.
- لقد اثرت عليّ تأثيراً مطلقاً لوقت طويل.. كم يؤلمني رؤيتها معدمة! انا مستعد لأهبها أي شيء كي تستعيد عافيتها وجمالها، ولكن لا يمكنني ان افعل لها شيئاً لسوء الحظ...
ثم امسك بيدها من جديد واضاف:
- اتعلمين متى اتخذت قراري بالزواج؟.
- لا...
- بعد حفلة الوداع تلك في شقتي في لندن عندما قدمتك الى د. غيل، اتذكرين ؟ عندما رأيته مرة ثانية قال لي بأنك فاتنة ولطيفة، غيل لا يمتدح النساء عادة .. في تلك الفترة بدأت افكر بك، بفال الجميلة الفاتنة التي كانت دائماً في الظل...
ثم سكت لبرهة ليتأمل شعرها وحواجبها المرسومة جيداً.
- انت جميلة جداً، وتغيضين انوثة! جميلة جداً ببساطتك! كم سيكون سعيداً الرجل الذي سيتزوجك....
- هكذا، أنت الآن خطيب الآنسة جورغنسون. قالت بصوت ضعيف.
- نعم... هذا حقاً امر لا يصدق ، كنت افكر بك واخذت امرأة اخرى.. لم يعد بإمكاني ان اطلب يدك، لأنني مرتبط مع دانا، انا لست حراً.
شعرت فال برغبة كبيرة بالضحك، ريتشارد يتكلم جدياً لكن اعترافه لم يعد يهمها، لقد تغيرت كثيراً... كم يبدو بعيداً ذلك الوقت الذي كانت تموت حباً به! كما وان ريتشارد يدرك انه ارتكب خطأ جسمياً، ولكن ماذا ينتظر منها؟ أيأمل بحل سحري لمشاكله؟

على كل حال، هي عاجزة عن اقتراح اي حل عليه، ايدرك لأية درجة كان بإمكان هذا الاعتراف أن يعذبها؟ من الآن وصاعداً يجب أن يقبل بنتائج اعماله، سحر دانا جورغنسون غلبه في البداية، فهو المسؤول الآن اذا كان سحرها قد زال، على كل حال، فال لم تعد تحب ريتشارد.
بعد كل هذه الأعوام من اليأس، لم تعتد بعد على هذه الحقيقة التي اكتشفتها حديثاً ، الا انها متأكدة مما تريده.
- انا آسفة .اعلنت اخيراً.
- انت لديك خطيبة الآن، ولا يحق لك ان تكلمني بهذا الكلام ، عندما ستتزوجان ستصبح سعيداً معها، انا متأكدة من ذلك، اذا اردت ذلك حقاً ، لقد جبت العالم لوقت طويل ويحق لك ان تستقر اخيراً في مكان ما حتى لو لم يكن في بلادونز روك، فحاول مهما كان الامر ان لا تبيع هذا المنزل الرائع.
كان تائهاً في احلامه ، عيناه تنظران الى البحر.
- لم اكن ابداً سعيداً في هذا المكان، كنت اعيش ضمن حلقة من النيران يصعب عليّ اطفاؤها، لم اطرح على نفسي من قبل اية تساؤلات عن هدف بحثي، ولهذا كنت مخطئاً، كنت مخطئاً بالاستسلام للأحلام!.
التفت نحو فال وقال بشيء من الكآبة:
- لقد تركت فرصة الحظ تفوتني ويبدو انني انتظرت طويلاً...
- لنذهب.
قالت بهدوء بعد صمت قصير:
- لقد تأخر الوقت.
عندما نزلت من السيارة امام باب منزلها، كان ريتشارد يبدو حزيناً وبائساً.
- اعدي حقائبك ولنعد الى بلادونز روك معاً.
قال متوسلاً:
- نحن صديقان قديمان اليس كذلك؟ انا بحاجة لك، انت تشعرين بذلك بالتأكيد، اشعر بأنني على وشك الاختناق هناك بين روكسان ودانا ووالدتها، ستحملين معك بعضاً من الاسترخاء على ذلك الجو الثقيل الملبد، وإلا سينتهي بي الامر للهرب! وهذا لا يليق برجل نبيل مثلي... ارجوك ، فال عودي معي، ثم ستقضين بعض الوقت مع روكسان، هي ايضاً ستكون سعيدة بوجودك قربها.
ترددت الفتاة.
- لااحب ان اترك منزلي. اعترضت.
- انه لن يهرب! قال مبتسماً، سنطلب من السيدة دافي ان تلقي عليه نظرة من وقت لآخر، اذا كنت قلقة ، ستأتين كل يوم يوم للإطمئنان على المنزل.
- كم سأبقي هناك؟ سألته بتردد.
- الى ان تتعافي روكسان، كل الصيف، قدر ما تشائين.
- في هذه الحالة سآخذ معي عدتي الخاصة بالنحت، لدي طلبان يجب ان اسلمهما بسرعة، ولكني بحاجة لغرفة خاصة كي اتمكن من العمل بهدوء.
- ستكون لك الغرفة الشرقية ، غرفة روكسان القديمة، ستعملين فيها بهدوء ولن يزعجك احد، اعدك بذلك.
قال بحماس امام هذه الفكرة:
- سيكون ذلك رائعاً، ستقيمين وتعملين تحت سقف منزلي بجانبي فال انت لطيفة وهادئة ياصاحبة الشعر الذهبي.
ادارت المفتاح في قفل الباب.
- سأطلب من جيم اندرسون السائق ان يقلني غداً صباحاً الى منزلك لأنني بحاجة لبعض الوقت لأحضر اغراضي واقفل منزلي.
- بل سأمر انا صباحاً لاصطحابك.
ثم نظر حوله وعقد حاجبيه:
- ان منزلك منعزل! لا احب فكرة بقائك وحدك هنا ليلاً، ستأتين معي هذا المساء بالذات.
لكن فال رفضت، فكم من ليلة قضتها هنا او في لندن وحدها! والآن، جاء ليقلق عليها؟ لا هذا كثير، فأصرت على موقفها.
- حسناً كما تشائين.
رضخ اخيراً رغماً عنه وخرج ليعود بين لحظات فوجدت نفسها بين ذراعيه، ابعدت رأسها لكنه نجح بطبع قبلة على شفتيها.
- اعذريني.
تمتم بابتسامة خفيفة:

- انت رائعة جداً لم اتمكن من المقاومة، كما وانه كان علي ان اقبلك منذ زمن طويل!.
قال بلهجة التحدي.
عندما اختف صوت هدير محرك سيارته، اخفضت فال رأسها واسندت جبينها على الباب.
رجلان قبلاها اليوم.. لكن القبلة التي لطالما كانت تنتظرها لم تثر في كيانها اية مشاعر ، اما القبلة الأولى التي تبادلتها مع غيل في النهار فكانت قد اربكت كل كيانها وبدلت كل وجودها معه، ولدت امرأة جديدة.
في صباح اليوم التالي ، انشغلت فال في ترتيب منزلها وحزم حقائبها، كانت على وشك الاتصال بسائق التاكسي عندما توقفت سيارة ريتشارد امام حديقة منزلها.
حمل ريتشارد الحقائب والعدة ووضعها في صندوق سيارته واقفل بنفسه باب المنزل واعطاها المفتاح.
لم تكن دانا برفقة خطيبها ، لكن فال لم تتفاجأ لذلك، في الواقع مجيء فال لن يعجب الآنسة جورغنسون ابداً، كما وان السرور البادي على وجه ريتشارد سيوقظ شكوكها ومخاوفها ، عندما وصلا نقل ريتشارد عدة النحت الى الغرفة الشرقية وخصص لفال الغرفة المجاورة.
بعد قليل ظهرت دانا، فسلمت على الضيفة الجديدة بدون أي حماس، دعاهما ريتشارد الى غرفة المكتبة وقدم لهما الشراب.
لابد ان غيل علم بمجيء فال ، لكنه لم يظهر حتى الآن.
- نخب صحة، فال.قال ريتشارد وهو يرفع كأسه .
- ونخب تحفك الجديدة! انا متأكد ان جو المنزل هنا سيمنحك الإلهام...
- لماذا؟ سألته دانا بدهشة.
-كم من الوقت ستقضي الآنسة شاو هنا؟ هل ستعمل هنا؟
- نتمنى ذلك.
اجابها ريتشارد بحزم، ثم داعب شعر خطيبته، لكن هذه الحركة ازعجت دانا، بدون شك هي تخشى ان يفسد تسريحة شعرها.
- ربما تفكر فال بنحت تمثال نصفي لك.
- ستكون سعيدة جداً اذا وجدت امامها مثل هذا الموديل الجميل.

لكن هذا الإطراء لم يكفي ليطمئن دانا ، ان وصول الآنسة شاز يزعجها كثيراً ، انهت كأسها وغادرت الغرفة على الفور، لم يحاول ريتشارد اللحاق بها لأن فال تستولى على كل انتباهه.
- ستأتي والدتي لقضاء بضعة ايام في نهاية الاسبوع القادم، وسيسعدها لقاؤك. قال ريتشارد.
لابد ان السيدة سترن ستندهش كثيراً عند رؤية كل هؤلاء الضيوف في بلادونز روك، فإبنها لايبدو يتشوق لقضاء اوقات هادئة وحميمة مع زوجة المستقبل، ولم يتردد بتحويل المنزل الى دار للنقاهة ومشغل للنحت.
عندما صعدت فال لرؤية روكسان ، علمت لماذا لم تر غيل لوموان هذا اليوم.
- لقد استقل أول قطار الى لندن هذا الصباح، سيغيب لبضعة ايام. قالت المريضة.
لمحت فال بريق سخرية في عينيها.
- ألم يخبرك مساء امس؟ هذا ليس لطيفاً من جهته، خاصة وانه يبدو معجباً بك...
- لا تتفوهي بالسخافات!.
صرخت فال وهي تقترب من النافذة.
- لكن هذه الحقيقة .
الحت الاخرى بنظرة مكر
- يكفي ان ينظر اليكما المرء حتى لايكون مخطئاً! لقد كلمني عنك، انه يجدك متزنة ولطيفة ومنعشة كنسيم امسية صيفية.
رغم هذا الاطراء، شعرت فال بالخيبة لأنه رحل دون ان ينذرها.
- ريتشارد ايضاً معجب بك كثيراً. اضافت روكسان.
- لقد كان مرحاً جداً هذا الصباح لأنك اقتنعت اخيراً بقبول دعوته، اذا سحرت خطيبها فإنك ستثيرين غيرة الآنسة جورغنسون.
حاولت فال الصراخ لكن صديقتها منعتها واضطرابها للإستماع الى المزيد:
- احياناً يأتي النجاح متأخراً، خاصة بالنسبة للنساء ، فهن لا يعرفن كيف يجذبن الانتباه في صغرهن فبرائتهن وسذاجتهم، انت حقاً لم تكوني تأسرين الرجال في فترة مراهقتك، الآن وأنت في سنة السادسة والعشرين،لا يمكن مقاومتك! اذا فسخ ريتشارد خطوبته من دانا بسببك ستكونين اذكى النساء! على كل حال، كم قلب حطمت حتى الآن؟
غضبت فال كثيراً فخرجت وصفقت الباب وراءها تاركة روكسان وحدها.
في شبابها كانت روكسان تقيم في هذه الغرفة الواسعة المطلة على الحديقة وكانت تستقبل فيها اصدقاءها وتقيم الحفلات الصاخبة ، لكن ريتشارد عندما امتلك المنزل، غير ديكور الغرفة كله، وفي صباح هذا اليوم امر بترتيبها وبوضع الزهور فيها.

تفاجأت فال كثيراً عندما رأت باقة الأزهار الحمراء على الطاولة ، لماذا اختار ريتشارد هذه اللون؟ هل دخلت الآنسة جورغنسون هذه الغرفة ورأت الأزهار؟ تساءلت فال عن ردة فعل هذه الخطيبة المسكينة....
ظل غيل غائباً طوال الاسبوع ، في البداية كان ريتشارد ينزل كل يوم مع الفتاتين الى الشاطئ، ليستحموا بمياه البحر.
كان الطقس رائعاً وريتشارد يهتم كثيراً بفال ويمنعها من الابتعاد عنه اثناء السباحة وهددها بقسوة كي لا تخالف اوامره، لأنه يدرك جيداً مخاطر البحر.
بعد الظهر ، كانوا يقومون بنزهة ، غالباً في السيارة ، وفي المساء تقسم فال وقتها بين النحت وبين روكسان.
احياناً كانت تلعب الشطرنج مع السيدة جورغنسون لأن لا احداً كان يهتم بتسلية هذه السيدة المسنة في المنزل غيرها.
لكن فيما ، تغير الطقس وهبت العاصفة فلم يعد بإمكان السيدة جورغنسون الخروج واخذت تقضي الوقت في المنزل كالإنسان بدون روح، اما ابنتها فكانت تبدو سعيدة لهبوب العاصفة وتقضي وقتاً طويلاً في غرفة المكتبة مع ريتشارد امام نار المدفأة، فهي تكره الازعاج ولا تتقبل وجود الدخلاء.
اما روكسان فلم تكن تظهر أي صبر ولازمت السرير دون مناقشة أوامر طبيبها، كان دكتور استاش يزورها يومياً وكانت معجبة به وتحب الثرثرة معه، عندما كان يخرج من غرفة المريضة، كانت فال تلاحظ شرود وانشغال باله، لكن عندما كانت تسأله عن آثار صحة صديقتها، كان يجيبها بعبارات سخيفة وبابتسامة واهية:
- ان صحتها تتحسن يوماً بعد يوم، الراحة تفيدها كثيراً، أنت تعلمين انها بحاجة للنوم، ابقي برفقتها ، فهذا يريحها، المهم أن لا تدعيها تنهض من السرير قبل عودة د. لوموان.
- ولكن ماهو مرضها؟ سألته فال ذات يوم بقلق.
كان الطبيب يتأمل لوحة معلقة على الجدار في الممر، فالتفتت نحوها وأعاد نظاراته الى فوق انفه.
- اوه، انها ضعيفة جداً.. بسبب سوء التغذية، بدون شك وبسبب عدم الاستقرار، لقد اهملت صحتها وتدخن كثيراً، كانت رئتاها ملتهبتين ، لكنها تحسنت الآن وقد انتظم نبضها لكن قلبها لا يزال ضعيفاً قليلاً..
- قلبها!.صرخت فال بقلق.
- لكنها في الثانية والثلاثين فقط من العمر!.
هز كتفيه.
- كل شيء يتوقف على نمط الحياة التي نحياها...ثم عاد يتأمل اللوحة باهتمام.
- اهي لأحد افراد عائلة بلادون؟ سألها الطبيب.
- أهي لعم روكسان الكبير. سمعت انه كان لروكسان عم اميرال.ان البحر سحر كل افراد هذه العائلة، لابد انهم باعوا اللوحة مع المنزل.

رافقته حتى الباب وعادت الى غرفة روكسان، فوجدتها ممدة على السرير تدخن سيجارة ، نظرت الى فال بمكر وسألتها:
- حسناً، ماذا روى لك هذا العجوز الفاتن؟ ألا تعتقدين انه من الافضل له ان يتقاعد؟
- لقد ابدي اهتماماً بعمك الكبير كما يهتم لصحتك.
- عمي كل اسلافي! ولكن ماذا قال عني أنا؟ سألتها بإلحاح.
- لاشيء، الا انه يجب عليك ملازمة السرير حتى عودة د. لوموان، وقال بأنك تدخين الكثير من السجائر.
قالت فال وهي تمسك علبة السجائر عن السرير:
- من الأفضل ان اخفي هذه العلبة.
- متى سيعود غيل؟اتمنى ان لا يتأخر ، لا يمكنني الانتظار طويلاً ، لقد وعدني ان يهتم بي .سألتها روكسان بصوت حاد.
- لماذا قطع لك هذا الوعد؟ وماهي العلاجات الجديدة التي سيقدمها لك؟
سألتها فال وهي تقف بجانب السرير.
يبدو ان روكسان ندمت لأنها تكلمت كثيراً.
- لا تهتمي لكلماتي. قالت بنفاذ صبر.
- بعد كل شيء، انا لم اطلب معالجتي! لا شيء يجبره على ذلك.
كان بإمكانه ان يوكل امر معالجتي للدكتور ( استاش، لكنه اراد ان يراقب حالتي بنفسه، الآن يجب عليه ان يستمر بما بدأه، لا يحق له التخلي عن مريضته ).
-اي طبيب آخر كان سيتصرف مثله، في نفس الظروف كما وان د. استاش يزورك يومياً.
- طبيب البلدة هذا لا يقوم بأية مبادرة بنفسه ، انه فقط ينفذ اوامر غيل هذا كل شيء.
- انت تنادينه باسمه فقط .قالت فال.
- يبدو انك معتادة على مناداته هكذا.
بدت روكسان مرتبكة للحظة لكن سرعان مااستعادت عيناها مكرهما:
- انا أنادي الرجال بأسمائهم. قالت بساطة.
- هذا أفضل.
هذه الليلة كان الهواء يعصف بدون توقف والبحر هائجاً ، فلم تتمكن فال من النوم جيداً.
كذلك روكسان، لم تنم جيداً هذه الليلة، ففي صباح اليوم التالي كان وجهها شاحباً واثار التعب حول عينيها.
- اشتكت لأول مرة من الأدوية التي وصفها د. غيل لوموان.
- هذه الحبوب المنومة ليست قوية، لو كان لدي علبة لنمت جيداً هذه الليلة، لكنهم خذوها مني.
- من؟ د. لوموان؟
- بالتأكيد ، ومن غيره؟ قالت هذا وبلهجة تدل على الحقد والكره.

- هذا عمل شرير من ناحيته..على كل هذا لم يدهشني ، وبإمكانه ايضاً ان يكون .. شريراً جداً احياناً.
بعد الفطور خرجت فال بنزهة في الحديقة ولاحظت آثار العاصفة التي اقتلعت بعض الاشجار الصغيرة، عندما عادت الى المنزل، لمحت على الفور سيارة د. غيل لوموان متوقفة في الخارج.
قفز قلبها في صدرها فأسرعت الى غرفة روكسان وفتحت بابها بسرعة، لكن كانت دهشتها كبيرة عندما رأت ممرضة بزي التمريض تتقدم نحوها.
الممرضة طويلة ، شقراء وجهها بيضاوي وشعرها مالس تبدو حازمة وكفوؤة، لكنها على مايبدو لا تنوي السماح لفال بدخول الغرفة.
- لدي الآن ممرضة تهتم بي ياعزيزتي.
أعلنت روكسان بسخرية:
- لقد جاء بها د. لوموان معه، اذا رغبت برؤيتي من الآن وصاعداً عليك اولاً ان تطلبي الإذن منها.
هذه المفاجأة اذهلت فال، فهي لم تكن تتخيل ان حالة روكسان صعبة لهذه الدرجة وتستوجب وجود ممرضة خاصة بدوام كامل الى جانبها ، ومن سيدفع التكاليف ؟ ليس روكسان على كل حال، لكن ريتشارد سيتكفل اكيد بكل المصاريف، وربما هو الذي اقترح وجود ممرضة خاصة.
- لا تقلقي ياعزيزتي.
أضافت روكسان هذه ، لدي الآن من يهتم بي ليلاً ونهاراً ولن اجازف بعصيان اوامره! الآنسة تيبو فرنسية.انها جميلة ، أليس كذلك؟ ماري تيبو! كم يعجبني هذا الاسم!.
- ايمكنني مساعدتك؟
سألت الآنسة تيبو فال بكل تهذيب، ثم تأملت معطفها المبلل:
- اذا كنت ترغبين بالبقاء مع مريضتي لبعض الوقت، انصحك اولاً بأن تنزعي عنك هذه الألبسة الرطبة وإلا اسمح لك بالاقتراب من السرير.
تراجعت فال الى الخلف ، لكن صوت روكسان ارتفع من جديد.
- د. لوموان ليس هنا! وليس مختبئاً تحت السرير ولا في الحمام، أؤكد لك ذلك، لابد انه مع ريتشارد.
اتجهت فال الى غرفة عملها كي تنسى كلام صديقتها الجارح، لكن ما ان فتحت الباب حتى رأت غيل يقف يتأمل التغييرات التي احدثها على هذه الغرفة.
ابتسم لها وقال:

- يبدو انك مرتاحة هنا، كان ريتشارد قد اخبرني عن رغبته باسيضافتك ويبدو انه يدلك ! اكثر من الآنسة بلادون ايضاً! غرفة، حمام، صالون! لا ينقصك شيء! حتى انه تخلى عن هذه الطاولة التي كانت في غرفته ووضعها في غرفتك ، وهذه السجادة الجميلة الثمينة... اما هذه الساعة الكبيرة، فلقد كانت تحتل مكاناً بارزاً في مكتبة، أهو من ارسل لك كل هذه الأزهار؟
- ماذا تقصد؟
سألته بحدة وهي تنظر مباشرة الى عينيه.
ابتسم بوقاحة اكثر وقال:
- اذا كان هذا يعجبك فلابأس ، يبدو ان الأمور تغيرت كثيراً منذ ان كنت تلك الفتاة الصغيرة التي كان يعاملها الشقيقة له.
- لكن يبدو انك اهملت عنصراً اساسياً في هذه المسألة.
اجابته بنبرة باردة:
- ريتشارد لديه خطيبة وهو على عتبة الزواج.
- بل انت، ياعزيزتي من يبدو عليه انه نسي هذا الأمر..
عندئذ شعرت الفتاة بالاهانة الكبيرة واخذ صوتها يرتعش من الغضب.
- انت تعلم جيداً انني وريتشارد نعرف بعضنا منذ سنوات طويلة، فإذا رغب بوجودي في منزله فذلك فقط بسبب روكسان، ولقد كان لطيفاً جداً عندما أمر بترتيب الغرفة والسماح لي بالعمل فيها، العمل بالنسبة لي ضرورة وهو لا يجهل ذلك.
- بدون شك كنتما تنتاقشان بأمر عملك ذلك المساء، عندما اصطحبك الى منزلك في آخر السهرة؟ كنت اتنزه على الشاطئ الصخري عندما رأيتكما تتوقفان عند جانب الطريق تحت ضوء القمر ، كان يبدو عليكما انكما تنشدان الوحدة...عندما عدت الى المنزل، لم يكن ريتشارد قد عاد بعد،وخطيبته كانت قلقة عليه لأن غيابه طال...


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس