عرض مشاركة واحدة
قديم 13-06-16, 03:31 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني

فرصة عمل ذهبية ! هذا لاشك به لكن ماذا عن الأمر الآخر ؟ ذكرى لقائها الاول بآرثر ميللر لا تزال محفورة بتفاصيلها داخل ذاكرتها لقد ذهبت ومارك الذي كان لاعب كرة سلة في طريقه الى الاحتراف لحضور حفلة شقيقته بمناسبة عيد ميلادها العشرين , فور وصول آرثر ميللر ورغم المسافة كانت لآرثر تلك المغناطيسية و الجاذبية التي جعلت كارول تركز نظرها على ذلك الرياضي الساحر والماهر جداً.
لحظات واقترب منهم , كانت تقف قرب مارك ونسمة الهواء الخفيفة تداعب تنورتها الموردة الواسعة وتلصقها بساقيها الطويلتان وتداعب خصلات شعرها الذهبي , لقد وقفت هناك كأنها مسمرة ونظرها متعلق بصاحب العيون الزرقاء الغامقة كأعماق المحيط الذي كان يقترب منهما , للحظة نسيت كل شيء , كل شيء ولم تشعر الا بالشخص البرونزي الوجه صاحب العيون الزرقاء الداكنة الساحرة , يد بنية صلبة صافحت يدها وابقتها في راحته لثواني اكثر من المعتاد بدا وكأنه هو ايضاً شعر بتأثيره عليها وأراد بالتالي المزيد من المعلومات حول هذا التأثير .

لكن من الواضح ان تأثيره هذا لم يكن محصوراً بها هي فقط فبعد لحظات احاطت العشرات من الفتيات بآرثر كما تحيط الفراشات بالنور واختفى هو وسط الجموع , وادراكها لتلك اللحظة لم يكن شيئاً امام ماحدث لها لاحقاً بتلك الليلة.
لكن المنطق الآن هو الذي سيطر عليها! متحدث سابقاً قد حدث وسامايا على حق بالتأكيد , لاداعي لكل شكوكها السخيفة , هل ستدع شعورها الخاص بالذنب حول ما حدث في الماضي يحرمها من فرصة العمل الذهبية هذه التي يعرضها عليها آرثر بتجرد وعقلانية ؟ هل ستكون مجنونة كفاية برفضها لأسبوع رائع تحت اشعة الشمس لمجرد مخاوف وتخيلات حول حقيقة شعورها نحوه ؟ فبعد كل شيء هما يتحركان بعالمين مختلفين كلياً عن بعضهما البعض , هو بدائرة الشهرة والثراء والمعجبين والمعجبات.
الاضواء والبريق يغلف كل شيء يختص به وهي مجرد فتاة عادية تعمل بمجال التصوير وتصعد السلم درجة درجة والله يعرف متى ستصل الى وسط هذا السلم , عالمها وعالمه بعيدان بعد الأرض عن السماء فلماذا اذن تقلق من تشابك طرقاتهما المؤقت لفترة من الوقت ؟
هو لن يكون هناك , فكما سمعت عنده مباراة في التنس في اسبانيا , الاتصال الوحيد بينهما سيكون عبر اتصال هاتفي فقط يطمئن به على وصولها فلاداعي لقلقهما هذا مطلقاً.
صباح اليوم التالي خلص كارول من كل توترها واخذت تنظر الى عرض العمل هذا من وجهة ايجابية بحنة وشعرت بالسعادة لذهابها الى هاواي جزر السحر والاثارة , ذهبت مع سامايا للتسوق واشترت ماتحتاجه من الألبسة القطنية المكونة من سيكليست وبلوز وشورتان مشجرة ومنقطة .
"
اعشق ثوب البحر الزمردي هذا " قالت سامايا وهما يوضبان حقيبة كارول لسفرها صباح اليوم التالي .
"
هذا لأنك انت من اختاره " ردت كارول فوراً بمرح " على الأقل لن تكوني بجانبي لحثي على ارتدائه "
"
سأشنقك اذا لم تصوري نفسك به عشرة لقطات اسمعت "
"
آه , رجل " ردت كارول بضحك " والمصورون اياهم الذين سيصوروني به "
"
ستعرفين ذلك بنفسك حين تصبحين برونزية اللون ايتها الأخت العزيزة "
"
يا لتنبؤاتك"
"
سيكون هذا الثوب الذهبي مثالياً للرقص تحت نجوم هاواي على الشاطئ الرملي برفقة شاب ساحر طويل القامة قد تلتقيه هناك "
"
اعيرني سكوتك سامايا بحق الله " قالت كارول بضحك " انا ذاهبة للعمل أتذكرين ؟"
"
لكن ليس لطوال الوقت ! و ألن يكون آرثر الرائع هناك؟"
"
بالطبع لا فعنده مباراة تبدأ اليوم بالذات في اسبانيا , ستصل بي لاطلاعي على تفاصيل العمل لكنه سيكون بعيداً آلاف الامتار عني "
"
تمتعي بوقتك من اجلي كارول واشعر با لأسف لعدم وجود آرثر هناك فهو شخص رائع ورفقته ستكون السعادة بعينها لأي فتاة "
"
لا لي " قالت كارول بنفسها وتابعت حزم الثياب وبقية الاشياء .
ذهبت كارول سامايا للعشاء في الخارج ليلة ماقبل سفرها وذهبتا الى السينما وحين عادتا كانتا لا تزالان تقهقهان على احداث الفيلم الطريفة و المضحكة التي شاهدتاها .
"
تصبحين على خير كارول تمتعي برحلتك واتصلي بي لاخباري بوصولك بسلامة "
"
سأفعل سامايا وانت انتبهي للجامعة ولا تكثري من مخالطة الشبان "
"
الا الشبان " قالت سامايا بمرح " انهم الشيء الوحيد الذي لا تقوى على البقاء بدونه "
"
ماذا ؟"
" اجل واين يذهب كل المرح واللعب والعبث والتسلية ؟"
"
يالك من فتاة جميلة سامايا اخشى ان يصل فارس احلامك ويخطف قلبك الرائع هذا ولا تشعري الا وقد اصبحت بلا قلب"
"
عندي شعور ان هذا ماسيحدث لفتاة تدعى كارول بوكنيه ذاهبة الى ارض السحر حيث ستقابل على الرمال الذهبية فارس ساحر سيخطفها ويغرقها ببحر هواء وتكون الجزر ارض الحب لتلك الفتاة الحازمة والعاملة المجدة "
"
نامي الآن ودعي اذناي تستريحان فقد حصلا على كفايتهما من الكلام لهذا اليوم "
اوصلت سامايا شقيقتها الى المطار صباح اليوم التالي ووصتها مجدداً بالتمتع بوقتها , اخذت كارول تنظر عبر النافذة الى الغمام الكثيف في الاسفل ستذهب الى الشمس والبحر وستمتع بكل لحظة لها هناك.
وصلت الى مطار هاواي وشعرت بالحرارة الحارقة فور نزولها من الطائرة , تنشقت هواء الجزيرة وشعرت بثوبها القطني يلتصق بجسدها من شدة الحر.
حملت حقائبها واتجهت نحو مركز السيارات حين رأت احدهم يقف بين جمهور المستقبلين وبيده يحمل لافتة مكتوب عليها اسمها .

اقتربت من هذا الشخص باستغراب وقالت :
"
لم يخبرني احد ان احدهم سينتظرني في المطار!"
"
آه , آنسة بوكنيه اهلاً بك " قال الشاب ذو الشعر الاسود المجعد والعيون السوداء الواسعة والبشرة الداكنة ثم ابتسم مظهراً صف اسنانه البيضاء الناصعة :
"
انا بيدرو كالز بخدمتك , لقد ارسلني السينيور ميللر لاصطحابك الى الفيللا التي ستبقين بها "
"
السينيور ميللر " رددت بدهشة .
"
وهل هو هنا؟"
"
اجل هو سيوافيك الى الكاترز اي الفيللا بعد ساعة من الآن "
"
ولكن ... اليس من المفترض به ان يكون في اسبانيا؟"
"
لا اعرف سينيوريتا هو فقط امرني باصطحابك من المطار الى الكاترز حيث سيوافيك لاحقاً"
ودون كلمة اخرى حمل بيدرو حقيبة ملابسها وحملت هي ادوات التصوير وتبعته نحو سيارة المرسيدس البيضاء الفاخرة التي انطلق بيدرو بها فور جلوسها مكانها .
انشغل عقل كارول بكل الافكار والمشاعر , ماذا؟ لم يكن بحسابنها انها ستلتقي بآرثر ؟ ماالذي ابقاه هنا ؟ هي واثقة ان عليه ان يكون في اسبانيا فهذا مانشرته كل الصحف الاسبوع الماضي , كانت لاتزال افكارها مشوشة , بهذه الافكار حين وصلا الى فيللا صغيرة رائعة الحجم بحديقة واسعة غناء.
ترجل بيدرو وفتح لها بابا السيارة قائلاً:
"
الكاترز سينيورا آمل ان تكون اقامتك في جزيرتنا سعيدة وقد سعدت بالتعرف اليك "
" شكراً لشعور متبادل بيدرو " قالت بلطف وسارت نحو مدخل الفيللا .
فتح بيدرو الباب وقادها الى غرفة صغيرة رائعة المنظر بأثاثها الملون وكنباتها المنخفضة .
"
كأني اسمع صوت امواج " استفسرت كارول .
"
اجل الشاطئ خلف الفيللا تفضلي سينيورا وسأريك البحر"
سار بيدرو امامها وقادها الى شرفة خلفية واسعة تؤي درجاتها الحجرية الخمسة الى الشاطئ الرملي الذهبي الساحر .
المنظر كان اروع من الوصف وشهقت كارول بلهفة لروعة المنظر .
"
سأستأذن انا الآن و ..."
صمت بيدرو لسماعه صوت خطوات خلفه وحين استدارت كارول وجدت آرثر خلفهما .
"
اهلاً سينيور سأنسحب انا الآن " قال بيدرو ورحل تاركاً كارول بمفردها مع آرثر.
حدقت كارول به بذهول جاذبيته قد ازدادت وسحر نظراته تعمق وكل هذا يهدد تماسكها الداخلي .
"
ما الامر تبدين وكأنك ترين شبحاً " قال بابتسامة خفيفة .
"
لم اتوقع ان اراك ..انا .. انا اقصد انك ستكون في اسبانيا "
"
صحيح " قال ببرود.
"
لكني قررت اخذ قسطاً من الراحة لقضائه هنا "
البريق الكهربائي للعيون الزرقاء كان كالعادة صعب التفسير لكن محطم تماماً لسيطرتها على اعصابها .
"
اردت التأكد من مجيئك " اضاف وطيف ابتسامة تظهر على شفاهه وعيونه الزرقاء تنتقل عليها بتفصيل واضح من رأسها حتى اخمص قدميها مما دفع بالدم الى وجنتيها .
فهزت رأسها بارتباك وقالت :
"
لقد ... لقد تحدثت عن عرض عمل فهل ظننت انني سأخذلك ؟"
هز رأسه وقال :
"
انت تعشقين عملك لكن علي الاعتراف انني استعملت هذا كطعم لاحضارك الى هنا"
"
ماذا ؟ طعم ؟" رددت برعب .
"
اجل , فكرت انك ستحبين بعض التغيير "
"
آه .. يالك من مفكر رائع .. كيف حالك وماهي اخبار التنس ؟"
"
بخير انا لا ازال اربح , كيف عملك ؟"
"
جيد .. صدقاً آرثر ما الذي دفعك لاحضاري الى هنا؟"
"
المفاجأة اردت ان اقدم لك هدية عيد ميلاد ولم افكر بهدية افضل من قضاء اسبوع كامل في هذه الجزر"
"
والعمل ؟"
"
هناك حفلة افتتاح لفندق بخمسة نجوم على الشاطئ الغربي وسيحضره كل المشاهير والاثرياء الموجودين هنا الآن وهكذا فستكون هذه فرصتك لاثبات وجودك ومهارتك في مجال التصوير وهناك العديد ممن سيرفعونك الى اعلى السلم بمساعدتي لك بالطبع "
" آه , طبعا ومتى سيكون هذا الافتتاح ؟"
"
بعد ستة ايام "
"
بعد ستة ايام واحضرتني منذ الآن ؟"
"
اجل فأمامك شوط كبير لتقومي به "
"
وماهو ؟" سألته بلهفة .
"
غدا عليك اكتساب لون برونزي غامق باستلقاك على الشاطئ واحتسائك الشراب المثلج , وفي الايام اللاحقة ستقومين بالشيء نفسه بالاضافة الى الجولات السياحية وحضور الحفلات والمهرجانات التقليدية و..."
"
آرثر بحق السماء هل هذه مزحة ؟"
"
مزحة , لا ابداً , لقد ارهقت نفسك بالعمل طوال السنة السابقة , فلماذا ترفضين فرصة الراحة؟"
"
أنا اعشق عملي " قالت بصدق.
"
واذا اعتقدت اني سأقبل .. احسانك هذا ياستلقائي بكسل على الشاطئ لاسبوع كامل على حسابك .. فهذا سيكون دون شك مجرد مزاح , نكتة مضحكة لا؟"
"
لا ابداً , هذه هي هديتي لك بمناسبة عيد ميلادك الذي يصادف هذا الاسبوع "
"
لكن هذا الاسبوع "
"
لكن ..."
"
انت الآن في منزلي وعليك اتباع شروطي كارول و إلا .."
"
وإلا ماذا .. " سألته بتحدي.

"
سأترك ذلك لمخيلتك" قال واتجه نحو المطبخ لإعداد الشراب .
حين عاد تناولت كارول منه كوب العصير وقالت:
"
آرثر اسمعني ارجوك انا لست مسرورة لهذا .. قد تعتقد ان هذا امراً مسليا لكني .. لكني اجده.. مهيناً"
"
مهيناً؟" ردد آرثر بدهشة كارول ؟ بأية طريقة تجدين هدية عيد ميلادك مهينة؟"
التمعت عيونها الخضراء وقالت بمنطق:
"
آرثر .. انت وانا بالكاد نعرف بعضنا البعض .. صداقتنا استمرت لفترة قصيرة .. اثناء خطوبتي لمارك .. لكنك منذ تركي لمارك وانت .. تقوم بدور عرابي! لقد استعملت نفوذك وارتباطاتك لمساعدتي بعملي .. وها قد احضرتني الى هنا مدعياً ان هناك عرض عمل بانتظاري فيما في الواقع هذه مجرد اجازة وتتوقع مني الاستلقاء بكسل وخمول طوال اسبوع كامل على الشواطئ الذهبية واحتساء الشراب المثلج ؟ بحق السماء آرثر اين التسلية بكل هذا الهراء؟"
"
التسلية هي انت " قال ببساطة وهو يحدق بها .
"
معظم الإناث من معارفي كانوا ليصابوا بالاغماء من شدة الفرح والسعادة اذا ماقدمت لهن ما أقدمه لك"
ارتفع الدم الى وجنتيها واجابته فورا ً:
"
نظراً لمعرفتي بنوع النساء اللواتي تعاشرهن فقولك هذا لا يدهشني البتة "
شعرت بالندم لتهجمها هذا وتعمقت نظرته الزرقاء وقال بسخرية مبطنة:
"
تعرفين نوع النساء التي أعاشر وتقولين اننا بالكاد نعرف بعضنا البعض كارول اذن من اين اتتك هذه المعرفة هل لي ان اسأل ؟"
"
الدوائر الاجتماعية التي تتحرك عبرها تعشق نشر الأخبار عن كل تحركاتها , الا تعرف ذلك؟"
قهقة آرثر بمرح لتعليقها هذا ثم نهض واتجه نحو الباب الزجاجي المطل على البحر.
"
آرثر " بدأت بارتباك.
"
أنا لا اقصد ان اكون غير ممتنة وناكرة للجميل .. لكني اعرف لماذا تفعل هذا ولا حاجة بك لذلك حقاً.."
استدار وعاد اليها وغصبا عنها واتجهت نظرتها الى جسده الرياضي المكتمل الرجولة والى اكتافه العريضة الصلبة قبل ان تتركز نظرتها على عيونه الزرقاء الداكنة التي لا تقل خطورة عن كل شيء فيه .
"
لكن بالكاد تعرفيني " قال برقة وفمه يلتوي بسخرية خفيفة " اذن فكيف تعرفين لماذا افعل ذلك؟"
"
هذا واضح , الدافع هو .. هو شعور بالذنب " قالت بتلعثم .
امتدت فترة من الصمت المتوتر بعد كلماتها هذه وانتظرت كارول رده بصبر نافذ واعصاب متوترة .
تعابير عيونه كانت غامضة وغير مقروءة وهو يقول :
"
الذنب؟ هل هذا ماتعتقدينه فعلا؟"
"
اجل بالطبع ! ماهو الدافع الآخر الممكن لك لتفعل كل هذا.. كل هذه المساعدات و الأعمال الخيرية ! ما اقصده انه معرفتنا القصيرة اثناء فترة الخطوبة لا تدفعك لفعل كل هذا لي .. لا تجعلك تهتم بي كل هذا .. الا هتمام الابوي !"
دكنت عيون آرثر وقال " الاهتمام الابوي؟ انت في الرابعة والعشرين كارول ! الرابعة والعشرون تماماً هذا اليوم وانا في الثانية والثلاثين من العمر وهكذا فوق حساباتك انا كنت والداً في الثامنة من العمر فهل هذا معقول ؟"
"
آه توقف عن هذا , تعرف ما أقصد .. " قالت بارتباك " تشعر ان عليك ان تعرض .. ان تعرض علي بوصفي كنت خطيبة أعز اصدقائك نظراً لأنك خنت ثقة هذا الصديق بك واستغليت خطيبته بطريقة .. بطريقة غير لائقة "
فترة صمت متوتر اخرى سيطرت على جو الغرفة قبل ان يقطعها آرثر بقوله " تقصدين ماحدث بيننا في الحديقة تلك الليلة ؟"
"
اجل!"
"
واتساءل من منا لا يزال يشعر بالذنب من جراء ذلك ؟"
" هذا غير عادل آرثر!" قالت و الدماء تلون خداها وتساءلت بسرها ما الذي احضرها الى هنا ؟ لماذا لم تستجيب لحدسها وتصرف النظر عن هذا الفخ المعسول ؟ .
"
حسنا " قال آرثر باختصار " دعينا نتفق على شيء واحد , لطالما كنت اشعر انني أدين لمارك بأن اتأكد من عدم اصابتك بأي اذى كارول "
"
لكني لست من اقاربي ولا حتى من اعز اصدقائي فلماذا شعور الاهتمام هذا؟"
"
هل انت جائعة ؟" قال بعد ان رماها بنظرة طويلة غامضة لم تفهم معناها وشعرت هي بالغضب لتغييره للموضوع بهذه الطريقة قبل ان يرد على سؤالها لمعرفتها بعناده وتصلبه فقد ادركت انه لن يجيبها اذا لم يرغب هو .
"
لا شكرا لست جائعة , انا فقط مرهقة واشعر بالنعاس عن اذنك سأخلد الى النوم فوراً"
لاحظت بريق الاستمتاع داخل عيونه الساحرة وسمعته يقول " هل ستفعلين حقا كارول ؟ افترض ان هذا تصريح وليس دعوة ؟"
ازداد بريق عينيه حين تعمق اللون على وجهها وتدبرت ان تقول ببرود " تصبح على خير آرثر " وتتجه الى غرفة نومها وهي تقاوم رغبة عميقة بصفع وجهه الوسيم هذا..

"
كارول" ناداها فالتفتت اليه وعيونها لا تزال تلمع بحدة من الغضب الذي كان يتأكلها , ياله من رجل متكبر وواثق بنفسه لأبعد حدود , تذكرت ماحدث السنة الماضية وقالت انه بالتأكيد لا يبيت لها اية نية !
"
لا تكوني قاسية جدا كارول " تابع " انا لن احاول ان اثبت اي شيء هذه الليلة , تصبحين على خير كارول "
"
من الأفضل لك الا تحاول اثبات اي شيء , لا هذه الليلة ولا في اية الليلة اخرى آرثر اذا كنت تهتم فعلا لسلامتك "
رده كان قهقهة عالية زادت من غيظها وجعلتها تغلق باب غرفتها بقوة خلفها .
الغضب , الحنق من بروده وتكبره .. بالاضافة لشعور غامض قوي داخلها لم تستطع تحليله جعلا من الصعب جداً عليها الاستلقاء والنوم كما ارادت , استحمت بالحمام الفاخر الخاص بالغرفة وجعلت نفسها تسترخي بالمياه المعطرة لساعة كاملة حتى تتخلص من كل توتر هذا النهار .
لماذا قرر آرثر ان تحضر هي الى هنا في هذا الوقت بالذات؟ لماذا يصر على حصولها على الراحة والاسترخاء ؟ الاسترخاء كان آخر شيء تريده , فالعمل والانشغال يبعدها عن كل هذه الافكار والتأويلات .
لم تعرف متى غرقت بالنوم بالضبط لكنها استيقظت في الصباح وضوء الشمس يغرق الغرفة الواسعة , تمطت كارول في السرير الواسع الفاخر وادرات نظرها حولها لتستمتع بما حولها .

الجدران كانت مغطاة بورق ابيض نافر والسرير له ستائر ضخمة تنسدل من الأعلى الى الاسفل بطريقة ساحرة , ارض الغرفة كان من البلاط المحجر وقرب السرير كان هناك خزانة ضخمة تكاد تلامس السقف وفي وسطها مرآة كبيرة تعكس كل الغرفة ومحتوياتها , كرسي هزاز في الزواية الغرفة وعلى الجدار المقابل كان هناك باب زجاجي كبير يؤدي الى شرفة واسعة خاصة موضوع فيها طاولة بيضاء صغيرة وكرسيين صغيرين .
تمطت مجدداً بسريرها وشعرت بأنها لا تزل تشعر ببعض الحنق من جراء تكبر آرثر وثقته الزائدة بنفسه , لكن النوم كان له دوما مفعول السحر على اعصابها وهدؤئها,
وشعرت بالاسترخاء الكامل وقررت الاستمتاع بوجودها في هذه الجزيرة الساحرة وقررت ان تكتشف كل الجمالات المحيطة بها , قفزت من السرير وكانت اصوات الامواج خلف الفيللا تداعب أذنيها بموسيقى ساحرة فأسرعت بارتداء ثوب البحر خاصتها وارتدت فوقه تي - شيرت بيضاء فضفاضة وانتعلت حذاءاً رياضياً ثم ذهبت الى غرفة الجلوس.
فتحت باب الشرفة الخلفية بطريقها الى الشاطئ الساحر حين تسمرت مكانها لرؤيتها آرثر الجالس باسترخاء على الكرسي الكبير وسط الشرفة .
كان يرتدي شورتا ابيض اللون وحذاء رياضيا وامامه طاولة عليها صينية من الفاكهة الاستوائية اللذيذة وصينية اخرى تحتوي على الشاي والقهوة و المربى والجبنة والزيتون.
التفت لدى سماعه لخطواتها الرقيق وقال دون ان يتحرك من مكانه.
"
صباح الخير كارول , كل عام وانت بخير "
"
صباح الخير " ردت بابتسامة مصطنعة فيما قلبها تتسارع نبضاته بقوة , شعرت بالترقب الشديد , هل كانت هذه طريقته بالاغواء ؟ هل ينوي آرثر ميللر توسيع رقعة معرفته بها والتي كانت حتى الآن مجرد علاقة صادقة بعيدة وعمل غير مباشر ؟
تذكرت ماقاله البارحة انه لن يحاول ان يثبت شيئاً بعد.. هل بدأ منذ هذا الصباح بإثبات مايريد إثباته ؟ والذي هو دون شك تأكيده لنفسه ان عليه فقط ان يشير بأصبعه حتى تسرع هي إليه وتركع تحت اقدامه ؟سعادتها السابقة باكتشاف هذه الجزر الرائعة تبخرت وادركت انها لن تتمكن ابدا من المخاطرة بتورط من اي نوع مع آرثر ميللر هذا .. خاصة نوعه من الرجال الذين يهتمون فقط بالعلاقات المؤقتة السطحية والتي يحكمها الهوى وتحركها النزوة و الرغبة الجسدية فقط.
سحب لها كرسيا وقال " لا تزالين على ظهر الحصان العالي اليس كذلك كارول؟"
هزت كتفيها بعدم اكتراث وهي تتناول إجاصة لذيذة وقالت بطبيعية " بالطبع لا " وسرحت بنظرها بعيداً عنه.
" بماذا ترغبين ايضا ؟" سألها.
فاضطرت لإعادة عيونها اليه وفوراً شعرت بجاذبيته الخارقة وتحركت الاحاسيس داخلها والتي كانت تدعوها للإقتراب اكثر منه , لكنها كتمت مشاعرها وشعرت بالغضب منه هو لأنه السبب يفرض هذا التأثير الغريب عليها .
"
الفاكهة ممتازة" قالت بسرعة .
"
اترغبين ببعض القهوة؟"
"
حسناً, اجل من فضلك .. شكراً لك"
"
كيف كانت ليلتك ؟" سألها وعيونه تضحكان لها بخطورة .
"
جيدة.. لكنها حارة قليلاً" قالت وتذكرت كيف انها نامت فقط بملابسها الداخلية من شدة الحر.
كأنه فهم ماكان يدور بخلدها فقط ابتسم بخبث وقال " من الصعب النوم بالملابس حتى ولو كانت خفيفة ورقيقة"
عنفت نفسها لاحمرار خديها وتجاهلت تعليقه هذا وقالت " هل استيقظت منذ فترة طويلة "
غمز بعيونه متفهما تغييرها للموضوع وقال " اجل انا معتاد على الاستيقاظ باكراً لقد مارست رياضتي الصباحية وهي الركض على الشاطئ ثم اتيت لأنتظرك هنا لتناول طعام الفطور "
"
وماذا لو لم احضر لتناول الفطور ؟"

هز كتفيه وقال " كنت سأتناسى الفطور وأرسل لاحقا بطلب الغداء "
"
لكن لماذا تفعل كل هذا" سألته باندفاع وهي تشعر بقرارة نفسها ان هذه هي خطواته المعتادة للإغواء .
"
لاتمنى لك عيد ميلاد سعيد كارول , عيد ميلاد اسعد من كل اعيادك السابقة .."
"
كان بإمكانك إرسال بطاقة ميلادية " قالت بهدوء الذي استطاعته وهي تحدق به " ولو اردت ان تكون كريماً جداً فكان بإمكانك إرسال باقة ورد او هدية رمزية "
لم يتحرك جفنه وعيونه الزرقاء تحدق بعيونها ومرة فترة صمت قبل ان يقول " هل يزعجك التكلم عن مارك ؟"
تفاجأت لسؤاله الغير متوقع هذا ووضعت السكينة جانبا بيد ترتعش .
"
كلا.. بالطبع لا.. مارك كان مرحلة في حياتي ومرت وأنا لم احاول ابداً تناسي اية مرحلة مررت بها "
كان آرثر يحدق بها بصمت وتأوهت كارول داخلياً لمسحة النقد والسخرية التي ظهرت للحظة داخل عيونه , ام هل كانت هي تتخيل هذا؟ لعل حساسيتها المفرطة بهذا الموضوع هي التي تهيؤ لها هذه الامور.
"
مارك كان ولا يزال صديقاً عزيزاً لدي" قال اخيراً " لقد سبق له وساعدني بفترة عصبية جداً مرت علي وانا لن انسى دعمه هذا لي ابداً"
ظلت كارول صامتة والفضول يتحرك داخلها مترافقا مع الامتعاض , ماالذي يرمي اليه آرثر الآن من فتحه لموضوع مارك وهو يصر على مدى تعلقه بصداقة مارك ورغم ذلك فقد استغل صداقته هذه وحاول إغواء كارول خطيبة صديقه الحميم كما يدعي.
"
كان مغرماً بشدة بك" تابع بغموض " لكنك كنت تعرفين ذلك , اليس كذلك ؟"
طأطأت رأسها بتصلب , واللون الاحمر يلون خديها الى ماذا يرمي بحديثه هذا ؟
رفعت نظرها اليه وقالت " ماهي النقطة التي تحاول الوصول اليها آرثر ؟"
تجاهل سؤالها وقال " لقد اخبرني مارك عن الحادثة المأساوية التي ذهب ضحيتها والديك معاً"
"
ولهذا فقد شعرت انت بالشفقة علي خاصة بعد إنفصالي عن مارك , شعرت بضرورة اهتمامك بالفتاة اليتيمة ؟ اخبرني هل عرفت بخبر موت والداي قبل او بعد محاولتك لإغوائي في الحديقة تلك الليلة ؟"
"
محاولتي لإغوائك كارول؟ هل نسيت المثل القائل ( التانغو بحاجة لشخصين ؟) سألها وبريق عينيه يزداد استهزاء .
"
انت لم تجيب على سؤالي"
"
وهل سيشكل هذا اي فرق ؟ هل انت مصرة لتعرفي إن كنت اجدك لا تقاومي ؟ ام اني كنت اختبرك لمعرفة حقيقة مشاعرك نحو مارك ؟"
موجة من الغضب العارم اجتاحت كارول لإزدراء آرثر الغير مخفي , اذن هذا كان السبب ! رأي آرثر بالنساء كان سيئاً لدرجة انه وجد من الضروري اختبار حقيقة مشاعر خطيبة صديقه العزيز , هذا امر يثير الاشمئزاز حقاً, حين تفكر بكل ماسمعته عنه اثناء فترة خطوبتها لمارك وخاصة علاقاته بالنساء وطريقة معاملته القاسية جداً لزوجته السابقة تجعل من الصعب عليها التصديق انها هنا الآن معه وانه كان فعلاً الصديق الأعز لمارك الهادئ المستقيم .
فتحت فمها لتقول له رأيها به بصراحة لكنها عادت وابتعلت كلماتها حتى لا تقول شيئاً ستندم عليه لاحقاً, فمن هي حتى تحكم على تصرفات آرثر ميللر؟ لقد شعرت بموجة هائلة من الانجداب الجسدي نحوه , ولا تستطيع تناسي ماحدث بينهما في تلك الحديقة السنة الماضية, هي لم تسامح نفسها ابداً على ذلك لكن تلك الحادثة اثبتت لها انها لن تكون ابداً الزوجة المناسبة لمارك لأنها لو كانت تحبه بعمق وجدية لما تمكنت من الاستجابة لعناق وقبلات آرثر بتلك الطريقة , لقد انسحبت من حفلة شقيقة مارك لتنشق بعض الهواء النقي في الحديقة نظرا لاكتظاظ القاعة بالضيوف و الزوار , وحين اتكأت على شجرة البنغوليا احست بوجود احدهم قربها ففتحت عيونها قليلاً ووجدت آرثر ميللر قربها وعيونه رغم الظلام تبرقان بجاذبية لها, لقد شعرت بانجذاب نظراتها نحوه منذ لحظة وصوله الى الحفلة ولم تتسطع ان تتجنب رغبتها بالاقتراب منه , هي لم يسبق لها واختبرت هذا الانجذاب الهائل لأي رجل من قبل .
وحين رقصت مع آرثر شعرت وكأنها ترقص على غمام السعادة والاثارة , هربت الى الحديقة لتحاول ان تحلل مشاعرها الغريبة هذا لكن سبب هذه المشاعر كان قربها الآن وينظر اليها بطريقة شلت تفكيرها ومنعتها من الابتعاد عنه حين اقترب منها واحاطها بذراعيه ثم انحنى لملامستة شفتيها بفمه مسكتا احتجاجها بمهارة جائعة تركتها ترتعش من الرغبة الجامحة ..
كان عليها ايقافه , مقاومته لكنها عوضاً عن ذلك احاطت رقبته بذراعيها وغرزت اصابعها بشعره الاسود الكثيف وغرقت معه مجدداً بأمواج النشوة و المتعة التي كانت تحركها داخلها ذراعيه وقبلاته ..
اصوات الضيوف التي ارتفعت عند إطفاء الشمعات اعادت كارول الى الواقع وجعلتها تنسحب من بين ذراعيه وشعور الاشمئزاز من نفسها يطغي عليها , شهقت بحدة لما حدث وهربت منه الى غرفة التواليت ..

عادت الى القاعة واقتربت من مارك الذي كان يقبل شقيقته متمنياً لها عيداً سعيداً وظلت ملتصقة بمارك طوال الحفلة دون ان تنظر ابدا الى الجهة التي يتواجد بها آرثر ميللر , تجاهلته كليا طوال الاسبوع اللاحق وظلت تقضي لياليها ساهرة وهي تفكر بماحدث هناك وادركت ان حبها لمارك لم يكن كافياً لمنع ماحدث فقررت بالتالي فصل خطوبتها لمارك وتناسي ماحدث هناك كلياً , فأرثر كان معروفاً بوصفه زير نساء معروف ومشهور وله طرقه واساليبه بإغواء النساء وجرهن معه بعلاقات مشبوهة مؤقتة تنتهي مع انتهاء جذوة الرغبة.
عادت من افكارها هذه لتجد آرثر يحدق بها بعيون مستمتعة فهزت رأسها وقالت :
"
اجل! انت على حق لا فائدة من ذلك! لقد انتهى كل شيء وذهب الى حاله من الافضل لي تناسي كل ماحدث"
"
لكن يبدو انني قد ازعجتك مجدداً " تمتم بصوت عادي " لم يكن هذا ابداً ما اردته حين فكرت بدعوتك الى هنا للاحتفال بعيد ميلادك"
"
وماالذي اردته إذن؟"
"
اردت ان تقوم بالغطس هذا الصباح , المياه رائعة و...."
"
انا لا اجيد الغطس " قاطعته.
"
انه ليس بالأمر الصعب , سأعلمك وهذا المساء الاختيار هو لك, نستطيع حضور المهرجان الذي سيقام في فندق بلازا او نستطيع زيارة بورنوبلاتا وجبالها الرائعة او قد نحضر حفلة نادي السباحة الليلة " حدق فيها قليلاً قبل ان يتابع " او بإمكاننا الابحار بقاربي الجاهز و المعد لرحلة بحرية طويلة وغداً ..."
"
توقف ارجوك" قاطعته ولم يعدباستطاعتها التحمل لاكثر من هذا " إنس أمر الغد ! سألقي بنظرة سريعة على الجزيرة اليوم وغداً سأعود الى موطني"

ضحك آرثر لنظرتها الغاضبة وقال " لا اعتقد ذلك كارول , إهدأي من فضلك , ندين لمارك بأن نكون اصدقاء وننسى الماضي.."
"
فقط كيف توصلت الى هذا... الاستنتاج الرائع؟" سألته بارتعاش غاضب وحدة " لا نية لدي بنسيان الماضي , الماضي علمني درساً لا ينتسى! لا ازال اشعر بسوء كبير اتجاه ماحدث بيننا تلك الليلة "
"
هل هذا صوت ضمير معذب ؟" قال وعيونه تتقلص.
شعرت كارول برغبتها بركله لشدة تحكمه بنفسه وبأعصابه التي كانت باردة تماماً.
"
انت لا تملك مايسمونه ضميراً" ردت بصوت حانق منخفض " وادرك الآن ان كل مافعلته وتفعله من اجلي هو نوع ملتوي من دين الشرف الذي تدين به لصديقك العزيز! ويالك من صديق عزيز ! كان مارك ليكون بأفضل حال لولا صداقتك له وكذلك أنا !"
"
هل تشعرين بعذاب الضمير والذنب لأنك لم تقاوميني كما كان عليك ان تفعلي؟" سألها بإصرار وصوته يتصلب " او لأنه وللحظات قليلة , ادركت انك تريدين مبادلتي الغرام والحب , فيما انت مخطوبة وعلى وشك الزواج من مارك؟"
"
هذا غير صحيح " قالت بحدة .
"
كلا ؟" سألها بتحدي وهو ينهض ويقترب منها كالنمر المتونب الذي يوشك على الانقضاض على فريسته . لكنه بوقفته هذه جعلها تشعر بوجوده اكثر بجاذبيته ورجولته الفائقة ورائحة البحر التي كانت تنبعث منه والمختلطة مع رائحة عطره , كل هذا كان يضغط على اعصابها ويزيد من توترها وحنقها على نفسها وعليه .
"
كلا , هذا غير صحيح " قالت فوراً وهي تمسك اعاصبها بصعوبة .
"
فقط لأنك تملك تلك النظرات التي ترسل بالاناث الى اعماق البحر فأنت تعتقد انك لا تقاوم , انت تتخيل ان كل امرأة تلتقيها سترمي بنفسها تحت اقدامك..."
"
انت تعتقدين هذا عني حقاً؟"
تمتم وفمه يلتوي قليلاً وعيونه الزرقاء مركزة على فمها الشهي " هذا خيال ممتع ومسلي "
"
لقد اخذتني على حين غرة تلك الامسية ! هذا كان كل شيء !" قالت بحدة " لم اشعر بشيء حيالك حينها وانا لا اشعر بشيء؟"
سألها والبريق يتزايد داخل عيونه .
"
اجل لن اشعر بشيء كما لن تشعر انت ايضا بأي شيء !" ردت بصوت مخنوق.
" اذن لنبعد اشباح الماضي يجب ان نتأكد من هذه النظرية , اليس كذلك ؟" سألها بصوت يغلفه الاغواء المعسول.
"
كلا , آرثر , لا اعتقد ان هذا ضروري ..."
"
حقاً؟"
كانت قد اقترب منها اكثر لاغياً المسافة القصيرةالتي كانت تفصل بينهما وبلحظات إنحنى وكان فمه يرتشف رحيق شفاهها الشابة , اخذ يلامس شفتاها برقة واختبار مفتشا ومرسلا الشرارات عبر شراينها من رأسها وحتى اخمص قدميها لكنها تماسكت وتسلحت بالبرود والجليدية وادركت ان هذه كانت أكبر واصعب معركة خاضتها في حياتها بمحاولتها لكبح جماح الاحاسيس التي كان يثيرها بها .
"
راضي ؟"
سألته بصوت ملحوح حتى ابتعد عنها وخفف من ضغط ذراعيه عليها .
"
اكثر من راضي " قال بنعومة وعيونه غامضة كلكلماته وعيونه تسرح على جسدها المتناسق المياس وتابع " بما اننا قد اثبتنا عدم اكتراثنا المتبادل .. وبوضوح " نطق الكلمة الاخيرة بسخرية مبطنة واكمل بعد ان عاد الى كرسيه " لنتخلص فوراً من شعور الذنب وتعقيداته , لا حاجة لإظهار هذا الغضب المتكبر والامتعاض , لن تعودي الى منزلك غداً, لأنك إذا فعلت هذا فتخسرين عطلة ذهبية وهذا سيحرمني من التمتع بمواهبك الماهرة بالتصوير و ...."

"
سأعود الى منزلي حيت اختار انا ذلك أفهم !" قاطعته بحدة " بخبراتك في الجزيرة سكانها فلاشك انك تعرف مئات المصورين الموهوبين الذين بإمكانك الاستفادة من خبراتهم ! هذا وضع هازئ.
انهى آرثر فنجان قهوته ونهض وعيونه اللامعة مركزة عليها وقال بتصميم " طالما انك هنا الآن فستبقين , الجزيرة ستسحرك " اشار بتكاسل الى الرمال الذهبية اللامعة والمياه المترقرقة الرائعة قبل ان يتابع وهو يتجه نحو الداخل " انهي فطورك ولاقيني عند الشاطئ بعد نصف ساعة , سأريك الحد المرجاني, بنهاية الاسبوع ستعلقين هنا الى الابد"
الامتعاض والحنق منعاها من النطق وجعلاها فقط تحدق به بعيون متوسعة وهو يدخل الفيللا ويختفي داخلها وابتسامة الواثقة تلون وجهه وكأنهما افضل صديقين , انهت فطورها وصعدت الى غرفتها لإحضار نظارتها الشمسية ثم لحقت به الى الشاطئ .
"
انك دقيقة بالمواعيد كارول " قال بمرح " هيا الى درس الغطس الاول سنبحر بالزورق بعيداً عن الشاطئ حيث سترين اعماق البحار الرائعة "
"
لا اعرف لماذا اسمح لك بجري لتعلم الغطس " قالت وهي تشعر بالشمس تحرق ظهرها وهي تضع ادوات الغطس .
" اذا اردت إمضاء اي وقت على هذه الجزيرة فمن الافضل لي التنقل في الاسواق والمهرجانات والتقاط اكبر عدد ممكن من الصور , لربما سأفتتح معرضاً لهذه الصور حين اعود الى اوستراليا , فحينها سأستفيد قليلاً من زيارتي هذه و..."
"
إنسي أمر العمل ولو قليلاً كارول " قال لها بابتسام وهو ينتقل ببصره على جسدها الرشيق بثوب السباحة الابيض الجميل وقد بدأ يكتسب لونها اللون البرزنزي الساحر.
امتعضت لنظرته وابتعدت عنه عمداً وقالت " لا احب ان تنظر الي بهذه الطريقة لو سمحت !"
"
اردت فقط التأكد من انك قد استعملت زيت البحر الحامي فبشرتك الرقيقة بحاجة للحماية "
"
لست غبية لقد دهنت الزيت قبل مجيئي الى الشاطئ "
"
لربما انت لست كذلك, في الواقع استطيع القول انك بالغة الذكاء " قال بابتسامة خبيثة " لكن مشكلتك هي عدم الاسترخاء مع ان هذا هو سبب وجودك هنا اتذكرين ؟"
"
هذا ماتردد على مسمعي دوماً"
"
هذا ماتنسيه دوماً"
"
سأسعى لاستجئار سيارة تاكسي بعد الغداء والف بها في الجزيرة لالتقاط الصور فالمناظر هنا رائعة وستشكل دون شك معرضاً رائعاً و ..."
"
رويدك كارول ! " قاطعها بضحك " هذه هي جزر الاسترخاء والمرح , كل شيء يسير هنا ببطء واسترخاء والناس يستمتعون بكل لحظة من حياتهم واستكشافك لكل الجزيرة سيستغرق وقتاً اكثر مما تتصورين , فهناك العديد العديد من الاماكن الممتعة وستحتاجين لعشرة ايام على الاقل لتتعرفي عليها بأكملها"
"
لست بحاجة لأستكشفها كلها سأكتفي فقط بالسوق المحلي وبالمهرجانات المقامة في فندق .. بلازا الذي ذكرت "
"
اذن لا داعي لاستئجار سيارة فأنا تحت تصرفك سينوريتا , سأكون دليلك السياحي وسائقك "
"
شكراً , لكني افضل الذهاب بمفردي , لاداعي للإزعاج "
"
لايوجد اي إزعاج , انا اعرف الجزيرة جيداً, فأنا اقضي بها كل العطل والاستراحات , اذن هل نكتشف الجزيرة هنا ام نبحر الى هونولولو لمشاهدة الكرنفال ؟"
"
الجزيرة هنا ستكون افضل " قالت بسرعة وهي تبعد عن فكرها إبحارها معه بمفردها في البحر الشاسع وما يتلو هذا من تصورات .
"
سنكتشف الجزيرة إذن اليوم ثم سنتناول العشاء في مطعم سانتا لو تشيا احتفاءاً بعيد ميلادك "
قطبت كارول وقلبها ينتفض لفكرة قضاءها اليوم كامل برفقة آرثر وقالت .

" آرثر - اليس عندك اي عمل آخر تقوم به ؟"
"
كلا " رد بابتسامة واسعة وتابع بمسحة سخرية خفيفة " انا تحت تصرفك كلياً سينيوريتا بوكنيه "
نظرته اليها كانت تحمل تحدياً مباشراً وادركت كارول ان مايقصده فعلا هو انها تحت رحمته كليا .
ابتعدت عنه وهمت بالقفز بالماء وقالت له " يا لحظي "
وغطست تحت المياه رغم امتعاضها لم تعتقد حقاً انها ستستمتع بالغطس لهذه الدرجة , المناظر في الاسفل كانت اكثر من ساحرة وشكرت السماء لأنها احضرت معها الكاميرا الخاصة بالتصوير تحت الماء والتي كانت مع معداتها , واخذت تصور بمهارة كل الحيوانات المائية الغريبة والساحرة من مستعمرات المرجان الاحمر الى الطحالب العديدة والمختلفة الاشكال والألوان الى فصائل الاسماك الذهبية والحمراء والصفراء والزرقاء الدقيقة التي كانت تنتقل بسلام تحت المياه اللازوردية الرائعة . نسيت كارول كل شيء إلا سحر المنظر حولهما والصور التي كانت تلتقطها وكان آرثر يمسك ويتوضح امامها بشكل مضحك ومسلي فكانت تقهقه وتلتقط له الصور بمرح.

صعدا الى الزورق وخلعت كارول ادوات الغطس وعيونها تلمع بإثارة وقالت بحماس " لم اعتقد فعلاً ان الغطس سيكون ممتعاً ورائعا بهذه الدرجة , ياله من عالم ساحر مليء بالألوان والجمالات من كل الانواع "
"
الفضل اذن لايمت بصلة الى المعلم الذي دربك على الغطس فالمسكين لا حصة له بكل هذا السحر"
ضحكت كارول وقالت " حصته هي تلك الصور الرهيبة التي ستكون مصدر ضحكه وقهقهته حين اظهرها لاحقا"
"
حسنا سيكون لكل حادث حديث حينها اما الآن فقد حان وقت تعليمك طريقة الغطس السكويا " قال وحين التمعت عيونها بحماس ابتسم وتابع " بإمكانك رؤية المزيد من الاعماق , حين تقضين ساعات في عالم آخر, وانت تنتقلين كالسمكة الخفيفة الوزن وتراقبين اشعة الشمس وهي تتحرك بصمت على موجات المحيط فستنسين كل مشاكل العالم الحقيقي وقد تصبحين مدمنة مثلي , هيا الآن لكن بدون كاميرا هذه المرة "
سبقها الى المياه ولحقت هي به واستمتعت بالغطس والتنقل من كهف رملي الى آخر مكتشفة عالماً جديداً فعلاً عنوانه السحر وصورته الجمال.
صعدا الى الزورق مجدداً وقد زال توتر كارول كلياً وتغلغل نسيم بعروقها وزاد من بريق عيونها .
"
سننطلق الآن لتناول طعام الغداء في مطعم كارسي ستحبين الطعام هناك كما وان المطعم يقدم افضل الحلويات في الجزيرة "
" انا فعلاً اشعر بالجوع , الغطس هذا قد ارهقني"
"
لربما علي ارهاقك دوماً لأنك تشعين بالحماس وتتخلين عن كل هجوماتك وتوترك"
لم تعلق كارول على كلامه وتشاغلت بالتخلص من ادوات الغطس وهي تدرك ان كلماته كانت صحيحة فأمتعاضها قد تبخر كلياً ووجدت نفسها تستمتع برفقته وهذا ماعاد ليوترها.
المطعم كان فعلاً رائع المنظر وكانت كارول قد ارتدت سيكليست ابيض منفط بالاسود وبلوزة بلا أكمام سوداء وحمراء وتركت شعرها الذهبي منسدلاً على كتفيها بتجعيداته الطويلة الجميلة , البحر كان امامهم و التلال الخضراء خلفهم والطاولات الممتلئة كانت تعج بالحركة والاصوات الهادئة .
الطعام بدوره كان أكثر من شهياً وتناولته كارول بمتعة ثم اخذت تحتسي الشراب بعد الانتهاء من الطعام وقالت " اتمنى لو اصور تلك الطاولة هناك انظر الى السعادة الواضحة داخل عيون تلك السيدة العجوز لاشك انها تراقب الشباب وتتذكر شبابها هي وانظر الى زوجها انه بدوره يبتسم وهو يرمق النادلة الفتية , الله يعلم ماهي الافكار التي تدور برأسه , صورتهما ستكون اكثر من معبرة و ..."
"
ارجوك كارول " قاطعها وهو يناولها الحلوى " توقفي عن التحدث بشأن العمل , فالعمل ممنوع هنا "
نظرت اليه بتفكير وقالت " اذا اعتقدت للحظة انني سأتغاضى عن التصوير وعن فكرة اقامة معرض صور كامل حول الجزيرة وهذه الرحلة فأنت تحلم دون شك ! عملي هو حياتي آرثر تماماً كما التنس هو حياتك"
رفع حاجباه باستغراب وقال " بالكاد يشكل التنس كل حياتي كارول "
"
حقاً! وكيف ذلك ؟" سألته بفضول .
"
انا اعشق التنس ورغم المرتبة التي وصلت اليها الا انني لا ازال اعتبر نفسي مجرد هاوي , لكني اقوم بالاعمال التجارية وعندي شركة خاصة بي للمقاولات واعمال البناء , هل اخبرتك اننا سنبني ناديا عالمياً هنا في هاواي يحتوي على كافة انواع الرياضات في العالم ؟ لقد انتهينا من تصميم الخرائط وسنبدأ المشروع بعد شهر كامل من الآن "
"
هذا يدهشني " قالت بصدق .
"
يالسطحية فكرتك عني هل اعتقدتي مجرد لاعب مشهور لا هم له سوى الربح و .. مصاحبة النساء الجميلات؟"
شعرت بالخجل قليلاً لتفكيرها هذا لكن هذا كان ما اعتقدته فعلا وارتاحت حين بدل هو هذا الموضوع , سألها " هل اعجبتك الحلوى ؟"
"
آه اجل انها لذيذة جداً .. لكني من سيدفع الحساب "
نظرته الغاضبة التي رماها بها جعلتها ترتعش داخلياً وقال بحدة " انت ضيفتي كارول "
"
اجل لكني لن اتحمل ان تدفع عني كل المصاريف واذا لم تخبرني عن الحفلة التي دعوتني لأصورها فأقسم انني سأرحل عن هذه الجزيرة الليلة وليس غداً"
تهديدها لم يؤثر به ابداً كما يبدو فقد قال بتصميم " لقد سبق واخبرتك انك هنا وانك ستبقين هنا اما فيما يتعلق بالحفلة فهي بعد ستة ايام كما اخبرتك وستكون فرصة عمل رائعة لك , فلا تستعجلي كارول وإياك ان تأتي على ذكر الدفع او ماشابه مرة اخرى "
"
لكني لن اتقبل منك ان تدفع كل شيء عني عليك ان ..."
"
اهدأي كارول وتذكري انك هنا للإسترخاء " قال مقاطعاً اياها " انت شديدة التصلب و التوتر , اين حسن الفكاهة خاصتك ؟"
"
لقد تركته في اوستراليا " اعترفت وهي تبعد عيونها عن وجهه وتحدق بالبحر .
سألها فجأة ونبرة مختلفة " هل هناك رجل ما في اوستراليا ترتبطين به بطريقة ما ؟ هل سحبتك انا من علاقة حب جديدة؟"

كان من المستحيل لها ان تفهم معنى تغير نبرته بدأ عادياً وشعرت انها لن تتحمل اكثر تدخله هذا فتماسكت وقالت بعد ان اصطدمت ابتسامة صغيرة " ان هذا ليس من شأنك ودعني اقول بصراحة انني لا اعتقد اننا اصدقاء كفاية لأطلعك على تفاصيل حياتي الشخصية .. احضارك لي الى هنا وعلى نفقتك الخاصة لا يعطيك الحق باالتجسس علي..."
هي لن تخبره ابداً عن ستيف باركرز النحات الشاب الذي يسكن قرب منزلها والذي يحلاقها بتودداته ودعواته وباقات ازهاره طلباً لودها وصداقتها , لقد خرجت معه لبعض المرات تبعاً لإلحاحه وكان هو لطيف المعشر وجذاب المظهر وكان مرحاً ورقيقاً لكنها لم تشعر برغبتها بتشديد اواصر الصداقة بينهما واكتفت بأن تعتبره مجرد صديق عادي تقضي معه بين الحين والآخر بعض الوقت المرح والسعيد.
"
التجسس ؟" ردد آرثر باستغراب .
"
آسفة لم اقصد هذا التعبير بل اقصد التدخل بشؤوني لقد .. لقد استمتعت بهذا اليوم , هل نستطيع التحدث عن أمر آخر ؟"
"
بالطبع , لنعقد بيننا هدنة اخر , اجل ؟ اذن فقد احببت الغطس؟"
"
كثيرا جدا, واتحرق شوقا لتطهير الصور التي التقطتها "
"
سآخذك الى استوديو للتحميض يخص احد اصدقائي غداً" قال ونهض من مكانه وقال " هيا الآن الى الاستكشاف "

امسك بكتفيها ليديرها الى باب المطعم الخارجي حين انتفضت هي من جراء ملامسته العادية لكتفها العاري وابتعدت عنه , حيت غادرا المطعم وضع آرثر يداه على كتفيها وادراها لمواجهته , قال " كارول .. لقد اتفقنا انه لا يوجد اي شيء ولا حتى ذرة انجذاب بيننا لكنك رغم هذا تنتفضين بشدة كالحصان الهائج كلما لمستك , هل انا منفر لهذه الدرجة ؟"
"
منفر ؟" رددت بدهشة وسرعة ثم توقفت لإدراكها انه قد يفهم سبب انتفاضها كلما لامسها , فأخذت نفساً عميقاًُ ثم قالت بهدوء الذي استطاعته " كلمة منفر قد تكون درامية جداً .. لكني افضل ان تبقى يداك بعيدتان عني"
تركها آرثر ببطء رافعا يديه امام وجهه بحركة استسلام هازئة وقال " سأبذل قصارى جهدي لاتذكر هذا كارول " وعيونه تدرسان وجهها المحتقن بإدراك غير مغلوط داخل عيونه الزرقاء .
هل هناك سبب ما للإنجذاب الهائل الذي تشعر به اتجاه هذا الرجل ؟ تساءلت بحيرة وهما ينتقلان لاكتشاف الجزيرة لكن حين بدأت كارول بأخذ اللقطات لما حولها انسجمت بالجو الساحر وعادت الى مرحها وطبيعتها وتلاشى توترها .
كانت هذه حقاً جزيرة الاحلام , كل شيء هنا كان ينضح بالسعادة والالوان والحيوية , الملابس الوجوه , الضحكات , الاسواق , المحال كل شيء كان ينبض بالفرح والحياة , وكانت كاميرا كارول تنقل كل هذا السحر وتشرق الابتسامة على وجه المصورة الفتية المتحمسة .
عادوا الى الفيللا في المساء واستأذنت كارول آرثر بالصعود الى غرفتها للإستحمام .
"
لا تتأخري كارول سنذهب لتناول العشاء بعد ساعة كاملة من الآن , أنا اكره الانتظار فلا تدعيني افعل "
"
سأنزل بعد ساعة بالضبط"
"
وسأطلب من ماريا مدبرة المنزل تحضير الشراب البارد لنا بهذه الاثناء " قال وهو يتجه نحو المطبخ .

نهاية الفصل


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس