عرض مشاركة واحدة
قديم 25-06-16, 11:38 AM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصلين الثالث والرابع
ياالهي ،انه قبيح المنظر"فالها لاري كما لو انه يستمع لكلمتها له،ثم غام وجهه بالغضب،بغضب لم تراه تيش هكذا،وواصل انفجاره:"لماذا فجأة اشعر انك تتوددين لهذا الشيطان اكثر من رغبتك في الحديث معي؟"
للحظة تراجعت تيش تفكر في كيفية ردها،ليس له ادنى حق للافصاح عن غيرتته!!ليس خطيبهارسميا الااذا كان خياله صور له هذا الوهم،قالت:"لاتكن سخيفا فقط انا فضوليه لمعرفة الرجل،هيا،مجرد دقيقة واخرج هذا الفيلم واستلمه،كيف حال بيجي؟هل استعادت حيويتها،اهي بخير؟".
"هي بخير،لاتغيري الموضوع"وهو يجاذبها بينما هي تسرع الخطى :"منذ ليلة حفل الروك الملعون ووانت تتصرفين وكأن ثلثي عقلك مستغرق في شخصية مورجان وانا لااقتنع بتفسيرك وان الفضول هو فقط السبب".
توسلت اليه "لاري"لاتتكلم في هذا الموضوع الان.
فتحت الباب وسلمت الفيلم لاحد المساعدين الذين يعملون لديها لتخفيض نفقات الجريدة لحد ادنى،وطلبت منه"اطبع نسخ اضافية كثيرة لبيجي ويلسون من فضلك"ثم استدارت مسرعة عبر الشارع ومازال لاري يتبعها.
وألح:لاظن هذا الوقت ملائم للحديث،واريدك ان تأتي معي لمنزلي لتناول العشاء الليلة".
وافقته"وهو كذلك طالما ان هذا يبعده عن الحديث!!فهي لاتريد ان تفسد لحظة انتصار الفتاة المعوقة الشجاعة!!
لحسن الحظ كانت ابتسامة بيجي اللامعة كافيةلتبديد وحشة اي قلب حزين ، وكان الهاتف والتصفيق وهي تسلم شيك تبرع راعي سباقها بلانظير،همست تيش في اذنها "طلب مني ان اخبرك انه فخور جدا بك"
سألتها بيجي"هل شاهدني؟"
اومأت تيش مؤكدة لها واجابت بيجي"ان سعيدة جدا،،دائما كان يحزنني مجرد التفكير في وحدته".
"وانا ايضا".
ربما هذا الشعوور يفوق فضولها لمعرفة شخصيته الحقيقية ووربما هو السبب في مدى تصميمها للاتصال به ،على الاقل هذا هو السبب الذي قدمته لصديقها لاري في المساء،عندما دعاها لعشائه الخاص وماتلاه من خمر بالتأكيد من مصانع مورجان،وبعد العشاء قال لاري متنهدا"اعرف ان قلبك رقيق لكن واقعيا،ياتيش،ماذا بامكانه ان يفعل غير البقاء وحيدا؟بوجهه القبيح هذا،يخيف الاطفال،واتعجب ماذا يفعل عندما يريد مشاهدة خيوله الرائعة هل يرتدي قناعا؟"
"لااظنه يمثل القبح،في الواقع.."حاولت وصف نيكولاس مورجان ،لكن وجدت من الصعب عليها تذكر اي شيء بخلاف عيونه الزرقاء الصافيه وواصلت حديثها:"انه مضحك،لكن عندما تحدثت معه لم الاحظ تلك الجروح والندبات في وجهه،واظنه يخشى مما يظنه الناس عنه،لقد تأملت تلك الحكايات التي نشرناها عن سباق خيوله طيلة الاعوام الماضية وتعجبت انه لم يقم باستعراضها بنفسه ،هو الذي يرعاها ويدربها ،لكن شخصا اخر الذي يقودها في الاستعرااض".
هز لاري راسه "حسنا انها قصة حزينه ،لكني سمعت كثيرا ،ومايكفي عن نيكولاس مورجان واريد ان اتحدث عنا نحن"وطوقها بذراعه وهو جالس بجوارها على الاريكة امام المدفأة"حان وقت اتخاذ القرار تيش،اريد ان اتزوجك ونكون اسرة قبل فوات الآوان،ويجب ان تكوني قد فكرت ايضا،مارأيك؟هل ستوافقين على خطوبتي لك؟يمكنك المجيء ومقابلة عائلتي في عيد الشكر،ويمكننا الزواج في الكريسماس".
نظرت اليه وتأملت شعره الناعم ووجه اللطيف ونظرة القلق في عيونه البنيه الجميلة،وهو على حق حان وقت التوقف عن التلاعب به ،لكن كيف ستخبره برفضها،هذا سيجرحه،ولكن كيف تقول نعم وهي مازالت غير واثقة؟ وهي تضع يدها على خده"آه يالاري،انا.."
وهو يضمها اليه :"اش ش ش!!"وقبلها ببطء شديد.
بلاجدوى حاولت تيش ان تشعر بحلاوة قبلة الرجل او ما تظن ان القبلة تبعثه من احاسيس،خصوصا قبلة من يفترض انه سيكون زوجها،لكنها لم تشعر بشيء،رغم انها طوقت عنقه بذراعيها ،ولذا ابتعدت عنه وقالت له:"اخشى انني مرهقة قليلا ولايمكنني اتخاذ القرار الكبيرة الليلة،سأخبرك خلال اسبوع ان كان يناسبك؟".
"وهو كذلك،اسبوع واحد،في نفس الوقت ونفس المكان".
في اليوم التالي ،اخرجت تيش دراجتها من الجراج وغيرت اطاراتها باخرى جديدة،فلقد ذكرتها حكاية بيجي عند ركوب الدراجات،باعتيادها الاستمتاع بركوب الدراجات خارج المدينه ،وعندما انطلقت بدراجتها وعندما لفح الهواء المنعش وجهها كان كأنه ينظف ذهنها ويعيد اليه الوضوح ،وشعرت بحاجة قوية لهذا التمرين الجسدي والذهني،والآن تستطيع التفكير واتخاذ القرار الذي يطلبه لاري فهي لن تتخاذل في خيارها العاطفي حتى لاتندم،ولسوء حظها واصلت سيرها بالدراجة وتباعدت كثيرا تحت تأثير نسيم الخريف وهواء السماء المنعش،وبدأت تفكر في كل الصفات الايجابية لزواجها من لاري،ثم فجأة انقلب ذهنها وتحولت افكارها الى نيكولاس مورجان ماذا يفعل؟هل كان سيسمح لها باحضار صورة بيجي له ان لم يقاطعهم لاري؟ياللغرابه،تلك الابتسامة التي ودعها بها،هل هو خجول؟ام لندرة مايبتسم للناس؟ام انه يشعر بالأهانة لو ابتسم؟.
بحلول يوم السبت اليوم الذي وعدت لاري بالرد على عرضه واتخاذها القرار،كانت غير مستعدة كما كانت الاسبوع الماضي،استيقظت مبكرا وقررت ركوب الدراجة حتى وصولها احد خيارين اما الوصول لقرار نهائي او سقوطها مرهقة متعبة تماما،كان الصباح باردا فارتدت البلوفر البرتقالي،وعقصت شعرها وربطته للخلف،وقبل ان تنتطلق فتحت المظروف الذي به صور بيجي وتساءلت هل بامكانها الوصول الى قلعة بالدراجة والعودة ؟المسافة اكثر من عشرين ميلا،ان لم يكفي هذا المجهود على مساعدتها للوصول لقرار فلن يفلح معها شيء اخر.
سألت القطة"ماذا تفعلين ياروكي؟اعرف ستلعنيني ان لم ارجع في موعدي لأجهز لك الطعام"تناولت الصورة ووضعتها في جيبها وخرجت.
كانت بداية طريقها سهلة ،فالطريق منحدرفي معظمه لكن النصف الثاني كان صاعدا واحيانا غير ممهد،واضطرت مرارا النزول وسحب دراجتها،وعندما شاهدت الحائط الذي يحيط بالمنزل،قالت مؤكد ان عائلة مورجان تحب الخصوصية جدا،فالسور من الحجر وارتفاعه ثمانية اقدام،وعلى حافته العليا،قوائم مرتفعه ،وقفت امام الباب ونزلت بجوار الحجرة الصغيرة التي يقيم بها الحارس تيوسطرقت الباب بعد دقائق ظهر وقال مبتسما ومرحبا"حسنا،من هنا،منذ متى والصغيرة تركب الدراجة؟"
"منذ ان ذكرتني بيجي ويلسون بمتعة ركوبها"
اخرجت الصورة من جيبها وسلمتها له"هذه صورة التقطتها لها وهي تعبر خط النهاية،مستر مورجان طلب نسخة منها،وساتركها معك".
اومأ لها"ايمكنني رؤيتها؟"
اجابته"طبعا،اظنها جميلة"وتنهدت"كنت اتمنى ان يتيح لي مستر مورجان ان اسلمها له شخصيا،ولااعتقد بان هناك امل بان تدعني اقابله ثانية".
هز راسه"لن يكون حظي كالمرة السابقة،فضلا عن عدم وجوده بالممنزل الآن وهو يدرب خيوله".
عضت شفتها"آه،فهمت"شعرت بالاحباط"لااظن انه يسمح لاحد بمشاهدته اثناء ركوبه الخيل".
"لااظن ان هذه اجمل صورة لبيجي،تعرفين ان الحقل الذي يدرب فيه مستر مورجان الخيول على يمين السور او بعد ربع ميل"وهويشير لها"طبعا لايمكنني مساعدتك،لكن هناك شجرة صنوبر كبيرة على يمين السور،ليس صعبا صعودها،لكن يجب الا يجيء ذكري واني باعرف انك هناك"
"شكرا تيتوس،لاادري مدى قدرتي على التسلق الان،لكنني ساحاول".
شجرة الصنوبر التي ذكرها تيتوس لم يكن صعب الوصول اليها،لكن تسلقها هو المشكلة،الفروع القريبة منها كانت بعيدة عن متناول تيش،وفكرت في ايقاف دراجتها تحتها والوقوف على مقعدها،وهي تفكر في مغامرة صعود الشجرة وخوفها من سقوطها،سمعت صوت الخيل وصهيله،وصوت رجل يحثها،انه نيكولاس مورجان يقول"هيا الآن نجرب مرة اخرى"
تطلعت الى فرع الشجرة وقدرت المسافة التي تفصلها عنه،ليست بعيدة جدا،احنت ركبتها وقفزت بكل قدرتها وامسكت باطراف اصابعها الفرع،وتعلقت بققدميها بجذع الشجرة وزحفت لأعلى،بعد فترة كانت مستلقية فوق الفرع،ووصلت لفرع اعلى ،واصبحت الآن ترى ماخلف السور،مارأته جعلها تكتم انفاسها في اعجاب امتلك روحها،نيكولاس مورجان مرتديا جاكيت جلدي اسود يقود حصان اسود رائع،ينطلق بسرعة فائقة وهو يميل بصدره ورأسه للأمام ويقول:"هائل ،يارفيقي الجميل"خطا بالحصان لفترة وعاد به ليسرع من عدوه ثانية ،وهكذا.
زحفت تيش على الفرع حيث يتدلى بالقرب من السور حتى يمكنها المشاهدة بشكل اوضح،وبحذر مدت ساقها حتى لامست السور ووقفت عليه"آووووه"ثم جلست وهي تدلي ساقيها فوق السور ،وتلفتت متسائلة كيف ستهبط من هذا العلو الشاهق،آه حسنا،عندما يحين الوقت ستجد الوسيلة،حتى ذلك،عليها ان تجلس بهدوء وتشاهد نيكولاس مورجان وهو يركب الخيل،الامر الذي لايتاح لكثيرين،هي واثقة من ذلك لو رآها..حسنا،يجب ان لاتستبق حدوثه بالقلق،ومع ذلك،يبدو انه مركز تماما مع الخيل.
تقافز نيكولاس بالخيل قفزات مدهشة لم ترها ابدا من قبل،كانت خطوات الحصان سلسة انسيابية وبدا وكأن الحصان وفارسه منحوتان من نفس المادة في غاية الاتساق والهارموني،لاي مدى شااهدته تيش لاتعلم ،هي غير متأكدة لاكنها لاتريد مغادرة مكانها رغم حقيقة كون السور بارد وصلب،كان ممتعا لها مشاهدة نيكولاس مورجان ،كان رأسه شامخا باعتزاز مثل الحصان الذي يركبه ينحني فقط عندما يهمس له بكلمات مشجعه او يلكز رأسه الحريرية بيد عطوفة حانية،فكرت تيش وقالت لنفسها،فقط لويستطيع ان يرى نفسه مثلما اراه انا الآن،ربما لن يحجب نفسه ابدا عن العالم!!
على الاقل بدا ان درس التدريب انتهى،وقاد نيكولاس الحصان بعيدا عن المضمار ومنطقة القفز،وبدا يتمشى بالحصان حول المضمار ،همست لنفسها"آه،سيراني الآن".
نظرت الى الشجرة خلفها والى الارض البعيدة جدا تحتها ،ولم تجد ان امامها طريق سهل للهبط وبسرعة،الا اذا غامرت بكسر بعض عظامها،اوتقف لتتعرض للأهانة مرة ثانية ،شاهدته حتى عاد بالحصان ناحيتها في مواجهتها،في اي لحظة لمحها نيكولاس مورجان هي غير واثقة،لكن فجأة لمحت الحصان يسرع ناحية السور بكل سرعته،وصاح نيكولاس مورجان"انزلي من فوق السور!"وهو يتمطى للأمام فوق سرج الحصان"انزلي والا اقسم ان اقذفك من فوقه".
فكرت بأسى"آه ياربي لم يتعرف علي بعد،بينما كان الحصان يقترب كالرعد مقتربا منها،ربما في ملابسها هذه تشبه احد صبية المزرعة المجاورة،ارتفع ذراع نيكولاس الان كما لوكان يريد الاطاحة بها،انبطحت تيش وهي تتخذ وضع القفز،خارج السور الارض صخرية،داخله ناعمة ممهدة،لكن قد يسحقها الحصان،هناك شيء واحد امامها،استلقت على حافة السور ويداها ممسكة بجانبه وفجأة شعرت بلسعة السوط على مؤخؤتها صاحت"اخ اخ!!توقف عن ذلك!!رفعت مؤخرتها واعتدلت نصف جالسة في نفس الوقت الذي كبح نيكولاس مورجان جماح حصانه واوقفه واستدار عائدا وصاح:"انزل ايها الصغي المسكين..آه ياالهي"وماتت الكلمات على شفتيه للحظة،وهو يقترب،وككانت ملامحه متجهمة،وتدريجيا بدا يشتعل غضبه،وقال بلهجة حزينة خجولة"حسنا !حسنا،الآنسة هولمزورث،ماسبب هذا التطفل؟"
وجلست تيش وقطبت جبينها وهي ترى صورتها على مرآة النظارة وتساءلت الن يعتذر لها عن ضربه لها بالصوط،امن المستحيل ان يقول انا آسف ويكتفي بالنظارة الملتصقة على وجهه دائما.
سألته بتلقائية"ماذا تريد ان تعرف؟"وهي تضع يديها حول خاصرتها وتنظر اليه غضبه،وبسرعة خلع نظارته وكأن نظراتها اتت ثمارها"آه،يامستر مورجان،كم هو لطيف ان اراك ثانية،ياله من ترحيب حار".
بدا وكأن نيكولاس مورجان قد غرق في بحر خجله"واضح ياآنسة هولمزوث انني لو كنت اعرف انه انت ماكنت ضربتك،انا اسف ان جرحتك،على اي حال لااذكر اني دعوتك،ولم اخطأ طالما انك تلبسين ملابس صبية".
نظرت اليه مشفقة:"اعرف انك لم تكن تعرفني،لكنك فعلا دعوتني،بطريقة ما،لقد ركبت دراجتي لأحضر لك صورة بيجي،لقد تركت الصورة مع تيتوس ثم جئت هنا،عندما سمعت صوتك وصهيل الحصان توقفت وتسلقت الشجرة،ولم استطع القفز عندما صحت انت،سأحاول".
"وربما تكسرين عنقك،منذ متى وانت هنا؟"
"منذ وقت طويل،انا اسفة ان كنت قد ازعجتك".
"لااعتقد انك فعلا اسفة"
"لا لست كذلك،ربما كنت استحق الوقوع من فوق السور".
"اشك في هذا"وتوقف لحظة كأنه يقيم الموقف"افترض يجب ان اساعدك"
وترجل من فوق حصانه وهو يقول له"قف ياتيتيان"ثم وضع اللجام فوق رأسه والتفت الى تيش"اقذفي بنفسك ببطء،سأتلقاك".
بينما يقف متأهبا كانت تيش تتأمل ملامحه،ياللخسارة،قالت لنفسها،ليس قبيحا فعلا،انه وجه الرجل الذي لايمكن تخيل انه جبان.
لم تضيع ثانية واحدة جلست على ركبتيها ودفعت نفسها فوق حافة السور،وشعرت بيدين قويتين تتلقاها من حصرها،وصوته العميق يقول"هيا قفي الآن،ماذا حدث؟".
"لن استطيع الصعود بالدراجة فوق التلال ،ولم اعتد السير كل تلك المسافة "عندما جذبتها يداه شعرت بسريان خدر في جسدها واستقر في ركبتها.
هز رأسه"كان يجب ان تفكري قبل ان تغامري بالسير كل تلك المسافة،سأوصلك لدراجتك..ارفعي ذراعك"
"لماذا؟"
"سأرفعك على ظهر الحصان حتى اعيده للأسطبل،ثم اوصلك لدراجتك"
لم تدري ماتقول وبطاعه عمياء رفعت ذراعيها وشعرت انها تطير في الهواء،لتستقر فوق سرج الحصان،وبسرعة قفز نيكولاس مورجان ليجلس خلفها وامرها"اهدئي"وهو يطوقها بذراعه ويمسك اللجام بالأخر.
لأن الامر كله حدث بسرعة،شعرت هي بشرود اقرب للغيبوبة،كل شيء حولها كأنه حلم من احلام الظهيرة وتمنت الا تصحو منه،كان نيكولاس صامتا وعندما اقتربوا من بوابة الاسطبل قال"هاهنا!هيا يافتى"وترجل عن الحصان ثم نظر اليها"ايمكنط النزول بنفسك؟".
قالت "بالتأكيد"نظرت لأسفل زلفت نفسها بينما يسندها نيكولاس بيده،وعلق"جيد جدا".
بعثت مجاملته الدفء في جسدها وسألها"اتركبين الخيل؟".
"قليلا ،ليس مثلك طبعا"وتلفتت حولها للمنظر الجميل للتلال التي تشكل خلفية طبيعية رائعه وللفناء حول الاسطبل،هنا مملكته،شيء ملائم لهذا الفارس المدهش.
سألته"كم حصانا لديك"
"عشرون الآن،في موسم الربيع سيكون هناك اكثر".
"عشرون لن اظن ان بأمكاني رؤيتهم؟"وهي تنظر اليه.
اجابها ببطء"اظن طالما انت هنا.."نظرت اليه بسرعة تريد ان تشكره لكنها وجدته يضع اصبعيه في فمه ويطلق صفارته"اين هذا السائس الشيطان؟".
وكان يتطلع ناحية الاسطبل,
جاء شاب نحيل مسرع ناحيتهم وعندما لمح تيش تجمدت نظراته.
قال نيكولاس"هذه الانسة تيش ،هي هنا لتكتب موضوعا عن عملية تدريب وتربية الخيول.."
"نعم ياسيد "وانحنى محييا وتناول اللجام وقاد الحصان الى الاسطبل.
سألها نيكولاس"اليس هذا ماتفكرين فيه؟"بينما هي تحدق فيه وعلى فمها اتساعة من الدهشة.
اجابته"لا"كانت على وشك الاعلان عن انكار اقوى،ثم تراجعت،ايظن ان هذا السبب لتسلقها السور،ام انه يقنع نفسه بذلك بعد معرفته بانها لايمكن ان يكون لديها اهتمام بريء به وبخيوله؟لوقالت له الحقيقة،انها هنا لتحادثه مرة ثانية لن يصدقها اويسيء تفسير دوافعها ،هو حساس جدا من مظهرها لذا سيفترض انها مجرد شفقة او فضول،لذا الافضل ان تقول شيئا مراوغا وتحاول في نفس الوقت الاستفادة من فرصة غير متوقعه اتاحها لها،ايا ماكان السبب فقالت"اقصد ان هذا ليس مااريده عندماغادرت منزلي،لم اقصد فعلا"ثم دست يديها في جيوبها الفارغة"لم احضر ورقا اوقلما معي"
"يمكنك التصرف في ذلك
ولم يبدو انه كان قد صدقها ام لا"هيا"وقادها الى بوابة الاسطبل وتوقف لالتقاط سماعة التليفون المعلق بالحائط وقال"ارسل لي ورقا وقلما"ثم نظر الى تيش "ستكون جاهزة خلال دقيقة،اتريدين تناول شيء؟"
"انا..بالتأكيد"مازالت مندهشة من تحول مجرى الأحداث بهذه السرعة،اتبعته الى واجهة الاسطبل ودخلت خلفه ماظنته استراحه،كانت غرفة صغيرة فخمة الأثاث،بها اريكة تستعمل سريرا،ومائدة حولها مقعدينـومطبخ صغير،شرح لها"اعيش هنا،عندما تكون المهرات حبلى،وهذا يريحني من العودة الى المنزل لتناول الطعام عندما اكون مشغولا"احضر لها اطباق ورقيه ومناشف ناصعة ثم فتح الثلاجة واخرج انواع عديدة من لحم اللانشون والجبن وخبز "ليس جميلا ،لكنه يعني اخدمي نفسك".
"شكر"اجابته تيش وبدت تشعر بعصبيتها المفاجئة فلقد اصبحت قريبة من نيكولاس مورجان فيما يشبه شيء من فعل الجان الحامل خاتم سليمان!!ولكي تخفي مشاعرها الحميمة انشغلت بعمل ساندويتش ونشبت دماغها لأستخراج الاسئلة التي يمكن طرحها عليه،وعندما احضر لها الاوراق والقلم قدمها نيكولاس ثانية للخادم الذي احضرهم،كما لوكان يخشى اساءة تفسير وجودها معه،هكذا ظنت هي،وعلقت "تعرفني،وكأن اسمي بالكامل الانسة تيش هولمزورث من تيك تاون هيرالد"ورمقته بنظرة جانبية"اسمي ليتيتا برودينس هولمزورث"ويمكنك ان تناديني تيش"
لمعت عيونه الصافيه بالمرح،مما ملأ نفسها بالدفء والسرور واجابها"اشكرك ياتيش يمكنك ان تناديني نيكولاس"
وهي تبتسم"نيكولاس اظن يمكنك ان تخبرني بمناداتك يامستر مورجان".
"ربما يجب ان اطلب ذلك،انا لااريد افساد صورتي،كما هي"ثم عادت له جديته"ارجو ان تفهمي بوضوح ان موضوعك الصحفي عن الخيول وليس عني،الاعندما اشرح شيئا"
رفعت راسها وتفحصته،هكذا ماتوقعته منه،"سأبذل قصارى جهدي،ربما ستقرأ الموضوع قبل نشره ان كان يرضيك".
"ليس معنى هذا انني لااثق بك،فقط لمراجعته والتأكد من دقة وصحة المعلومات"
بمجرد انتهاءها من تناول الساندويشات اخذها الى الاسطبل وشعرت على الفور انها تتعلم كل شيء عن خيوله،وتعلمت شيئا هاما عن نيكولاس مورجان،تلاشى الوجوم ،وصورة الرجل المنطوي المنعزل،وكل شيء تخيلته عنه،وبدلا منه وجدته رجلا ودودا مؤثرا،عندما بدا يعرفها على خيوله،بدأ يصف مواهبها الفذة وسلالتها وعندما تحدث عن صفاتها الشاذة كان عن ولعها بحب امهاتها،وجعلها تشاهد تسجيلاته لأداء الخيول وبرنامج التغذية لكل نوع منها،كتبت ملاحاظاته وهي تعيد التأكد منه حول كل شيء،في النهاية اخذها للمضمار خلف الاسطبل،حيث كانت هناك اربع مهرات وقالت"هذه المهرات ستكون حوامل في الربيع القادم"
وعندما جاءت مهرة ناحيتهم قال"هذه هي السيدة دوامة الريح"وهو يربت على منخار المهرة ويقدم لها قطعة جزر صغيرة"اتوقع الكثير من حملها".
سألته"هل تيتان هو الوالد؟"
قطب جبينه وصحح لها"المهر،نعم،احفادهما سيكونوا ابطال لم يكن لهم مثيل من قبل"وابتسم للمهرة وهي تخمش ذراعه،كأنها تطلب جزرة اخرى وابتسم وقالت تيش لنفسها،عندما يكون سعيدا لايتوقف عن الابتسام،وتساءلت ايمكنها كتابة قصة صحفية عن خيوله بدون ذكر اي شيء مؤثر عنه وكيف يعاملهم بحب شديد؟
كانت على وشك ان تسأله،ثم تمهلت ،وستكتب القصة كما تشعر بأنها افضل طريقة لكتابتها وتترك له القراءة والتعليق،وعلى الاقل لقد حصلت على ماتتمناه،وستحتاج وقتا لكتابتها ،هناك الكثير تريد معرفته قبل بدء الكتابة لو سمح لها بالمجيء مرة ثانية فهي تريد معرفة:تاريح اسطبلات عائلة مورجان،عملية التدريب ،الجوائز التي فازت بها الخيول،واعترفت لنفسها بأنها تريد لقاء نيكولاس مورجان مرة اخرى،فلقد لمس شيئا في اعماقها جعلها تشاركه حماسه،وترى وجهه بلاتلك المراره وبدلا من الشخص المنطوي تراه هكذا مرحا سعيدا في عالمه ليس هناك منطقة وسطى او لونا رماديا،هو نقيض لاري جونسون!!
"آه،تأخرت!"
خرجت الكلمات من دون قصد،وعضت تيش شفتيها من الأسى عندما التفتت الى نيكولاس ونظر اليها متسائلا وتحيرت هي لماذا تذكرت موعدها السابق مع لاري لتفسد هذه الظهيرة المكتملة؟نظرت في ساعتها وهي الآن الرابعة تماما،الان يمكنها ان تفسر له قلقها،وتسأله ان كان يمكنها المحيء مرة اخرى"لقد تذكرت موعد هذا المساء،الافضل ان اذهب حتى اصل في موعدي"شعرت بارتجافة تسري في جسدها مرة اخرى عندما تتجه اليها نظراته،يبدو انه يقيم ماقالته،وقال لها"ارتباط بموعد؟"ورفع حاجبه حتى ادركت ان هذا لازمة تعبيرية له وتحيرت ان كان يظنها ترمز لموعد غرامي،حسنا هو تحديدا ليس كذلك فهي تعرف الآن ان امسيتها مع لاري جونسون ستكون غير سارة ،ستخبره برفضها الزواج منه.
ردت"ارتباط"مؤكدة له.
"يمكننا وضع دراجتك على ظهر الجرار واوصلك الى المدينة ،هذا يتيح لنا وقت لتشربي فنجان قهوة او شاي قبل ان ترحلي".
اجابته بحماس:"احب ذلك!"وهي مندهشة لدعوته،وتلاشت كآبة الموعد المسائي بسحر ابتسامته ودفئها.
عادوا الى الاستراحة الصغيرة ،مازالت تيش قلقة من السماح لها بالمجيء مرة اخرى،وهكذا،بينما يعد القهوة تصفحت مذكراتها مرة ثانية،وطرحت بعض اسئلة لتوضيح الاطار العام للقصة الصحفية.
وهو يقدم لها القهوة ويجلس بجوارها امام المائدة الصغيرة"لقد استوعبت الموضوع بسرعة"
"يجب ان اكون هكذا خصوصا عندما اكتب عن موضوع لست ملمة به كثيرا،اكره الصحافة السطحية،صحافة القص واللزق"وهي ترمقه"اتساءل ان كان يمكنني المجيء ثانية،اريد معرفة الكثير من تاريخ الاسطبل،ربما لديك صورة قديمة واريد معرفة كيف تدرب خيولك"
مرة اخرى كانت تحت نظرات فاحصة،وشعرت وكأن الوقت قد توقف في انتظار اجابته،في النهاية اومأ موافقا"اظن يمكنك ترتيب ذلك،متى يلائمك؟غدا؟ ام لديك..ارتباط اخر؟".
كانت هناك مسحة مرح ساخرة كما لوكان غير مصدق لما قالته عن ارتباطها هذا المساء.
اجابته"فقط لتنظيف الشقة واصلاح الغسالة"وهي تبتسم له بسعادة "ويسعدني ان الغي هذا ،غدا ملائم"
وعضت شفتيها متعجبة ان كان سيحالفها الحظ ويلازمها طويلا"افترض ،يمكنني مشاهدتك تركب الخيل مرة اخرى؟"
"طبعا تعالي مبكرا وسأستعرض بعض المهارات واساليب التدريب لك الان الافضل ان اوصلك لمنزلك،لااريد تاخيرك عن ارتباطك".
هذه المرة كانت لهجته مداعبة ورمقته بنظرة عارفة!!
وقالت له"اعرف ماتفكر فيه،لكنك مخطيء ،انه ارتباط وكنت على وشك الغائه".
ابتسك نيكولاس وهو يعلق ويقود الجوار ليوصلها للمدينة،تحدث عن الطقس والوان الخريف،سألته تيش عدة اسئلة عن محصول العنب هذا العام ،هذا ماخطر على بالها،انه بالرغم من ترحيب نيكولاس بالحديث عن خيوله،الا انه قد ينهي هذه الصداقة في بداية عهدها ومازالت في المهد،لوسألته اسئلة شخصية ،عندما توقف امام مدخل جراج منزلها رفع دراجتها من الجرار وتناولتها"اشكرك فعلا استمتعت بوقتي معك"امسك بيدها لفترة"وانا كذلك"
لوحت له بيدها وهو يبتعد ثم التفتت الى دراجتها بسرعة،وادخلتها الجراج،كان قلبها يتراقص مرحا ويضيئه شعور غير واضح ومحدد،ثم تنهدت وهي تخطو ناحية الباب المفتوح،الآن اصبح واضحا اماها كيف ستواجه موقفها.
اخذت حماما سريعا وارتدت ملابسها بسرعة وهي تحاول تحليل لماذا اصبحت فجأة متأكدة من رفضها الزواج من لاري حتى تصبح قادرة على التفسير وتقديم مبرراتها له بعناية،لكن جهودها فشلت تماما،فالسبب كامن تماما في اليوم الذي قضته مع نيكولاس مورجان والاحساس المثير الممتع الذي تواصل بينهما،هذا سبب لن يفهمه لاري ولن يتقبله،هي ايجابيه ولذا يجب ان تلزم نفسها بان يكون شريك حياتها شخصا تعشقه وتقتنع به ،تحبه،وهي واثقة ان الحب يتكون من عناصر الاثارة والوجد الذي احسته تجاه نيكولاس مورجان وافتقدته في علاقتها مع لاري،يجب ان تشرح له ببساطة انها تحبه كصديق لكن ليس بمقدورها ان تصبح زوجته.
في تمام السابعة طرقت تيش باب منزله وهي تتهيأ ،فتح لها الباب:
"ادخلي"
سألته "اهناك شيء غير سار؟"بينما يتناول معطفها صامتا ويعلقه على الشماعة،ثم التفتت"خطأ؟"كان صوته مشحونا بالغضب "تسألين عن الخطأ؟على الاقل عشرات من الناس شاهدوا نيكولاس مورجان يوصلك لمنزلك اليوم بعد الظهر".
آ÷ ،متعة الحياة في مدينة صغيرة كهذه شردت افكارها وهي واجمة ثم هبت فيه"وثم ماذا؟انه رجل طيب وافق على السماح لي بكتابة قصة عن خيوله بعد ان ارتكبت حماقة بتسلقي السور لمشاهدته وهو يركب الخيل،ولو عدت بدراجتي لتأخرت كثيرا،ولذا اوصلني الى المنزل،مالخطأ في هذا؟".
رد مظهرا شعوره بالنصر"اذن تعرفين انك ركبت الدراجة لتذهبين لمشاهدته!!"
صاحت"لم اعترف بهذا!ذهبت لتسليم صورة بيجي لتيتوس الرجل الذي اخبرتك عنه،وقال يمكنني مشاهدته لو تسلقت السور".
"آه،اذن هو نيكولاس الآن،اليس كذلك؟بالتأكيد تعملين بسرعة بالغة"
حدقت تيش غير مصدقة،كان غضبه مشتعلا بشكل لم تراه من قبل،وصار شخصا وقحا جدا،دائما كان غيورا،كزت اسنانها محاولة كبح انفلات اعصابها وحتى لاتتهمه بالحماقة الكاملة،ثم تذكرت ثقتها بان هذه هي المرة الاخيرة التي تراه فلن يهمها شيء.
اجابته بهدوء"نعم يالاري،انه نييكولاس وساقابله غدا واحصل على المزيد،ولاادري ان كنت سأراه بعد ذلك،لكنني اتمنى ذلك لانني معجبة به،لكن هذا ليس من شأنك لأنني جئت لأحبرك بأنني رغم اعجابي بك ايضا،لن اتزوجك،الان اعد الي معطفي،انا عائدة لمنزلي".
شحب وجهه"الآن،انتظري دقيقة ياتيش لم اقصد ان اتهمك بارتكاب خطأ،واعتقد انه شيء رائع ان تحصلي على موضوع صحفي منه،لكن لاتتعجلي في قرارك لمجرد اني انفعلت وغضبت"
قاطعته"ليس تعجلا لقد فكرت وقلبت الامر جيدا وتمد يدها "معطفي"
***
تجاهل كلامها , واستشاط وجهه غضباً من جديد " اعرف ذلك , عرفت بمجرد بدء اهتمامك بنيكولاس مورجان , هناك عاطفة غامضة , ربطتك بهذا اليائس ذلك الشيطان ذي الندبة , وتشوش عقلك وعجزت عن التفكير بوضوح"
انفجر بركان غضبها " هو ليس بائساً , ولا شيطاناً ذي ندبة !!هو.." اغلقت فمها خائفة من قول شيء يؤكد له افكارها الحمقاء .
هز رأسه " وهو ماذا ؟ رجل عظيم ؟ لاتضحكيني ستتخلصين من ذلك ياتيش , انت إمرأة ذكية, وسأظل هنا حتى يعود اليك عقلك"
تناولت معطفها وإرتدته " اتمنى ان يعود عقلك انت لك, لن اتزوجك " وخرجت من الباب المفتوح. وهو يلاحقها عند الباب " سنرى "
ليس امامها ماتقوله ولذا رمقته بنظرة إحتقار " وداعاً يالارى " واندفعت الى سيارتها , وتساءلت إن كان هذا يقنعه ؟ وإن لم يقتنع سيطول إنتظاره حتى يستعيد عقله !!ريحانة
لإحباطها من لقائها مع لارى , عصاها النوم وصادقها الهاد طيلة الليلة , هي دائماً تكره المشاكل معلقة بلا حل , خصوصاً بلا مبرر, وبدا ان كل جهودها قد ضاعت سدى , وفي النهاية اقنعت نفسها بعدم وجود مايمكنها فعله غير ذلك, وحاولت النوم , وفي الصباح استيقظت ملأ نفسها شعور بالرضا والسعادة لأحلامها بركوب الخيل مع نيكولاس على ظهر الحصان يجري مثل الريح .
كان لديها حذاء ركوب من النمط الشرقي , لكنها فضلت النمط الغربي الذي اشتراه والدها لها من تكساس , قامت بتلميعها وإرتدتها واحسنت إختيار ملابسها حتى تظهر بصورة جميلة في عيون نيكولاس وتساءلت لماذا؟ ربما لا يهتم اصلا بمظهرها.
إجتاحتها رغبة الاهتمام بمظهرها وملامحه عندما رحب بها عند باب فناء الاسطبل , كان مرتديا مثل امس , لكن ترحيبه كان حاراً وصدوقاً وتأملته هو وسيم وجروحه لا تفسد شكله قال لها " صباح الخير ياتيش "
" صباح الخير يانيكولاس, إنه ليوم جميل"
" نعم "
تلاقت عيونهم , ولمحت الرغبة قبل ان يستدير لينظر ناحية الوادي , حيث تقبع غابة كثيفة تخترقها اشعة الشمس وكأنها تريد نزع حجاباً عنها , وقال " اظن اليوم سيكون دافئاً "
اكدت لهجته مارأته في عيونه وقالت إنه مهتم جداً بإنوثتي ولكنه مصمم على عدم الانصياع لتأثيرها , في تلك اللحظة ظهر ستانللي يقود مهرة رمادية شهباء , فتح نيكولاس الباب وتناول اللجام من يده وحياها ستانلي " صباح الخير ياآنسة هولمزورث "
" صباح الخير ياستانلي " ثم التفتت الى نيكولاس " ألن تركب تيتان اليوم؟"
---------------------------------
" آه , نعم, هذه أليسيا , هي لك لتركبيها"
" لي؟" لم تستطع حجب إثارتها وسعادتها لم تحلم ابداً انها ستركب احد خيول نيكولاس الجميلة.ريحانة
" لك , اعتقد طالما ان التدريب الذي اقوم به للخيول وايضاً للفرسان , وهي افضل طريقة لتتعرفي على اسلوبي هنا" قاد المهرة ناحيتها " أليسيا مهذبة جداً "
وهي تقفز لتجلس فوق السرج " كنت اتمنى ان تكون مستعدة فقط لتحمل راكبة ساذجة مثلي, لا اريد إفساد كل ماعلمته لها"
قال بثقة " ليس هناك اي فرصة لذلك , ستعلمك هي"
وهي تمسك باللجام قال لها " إهدئي فقط , ولا تفعلي شيئاً غير مستعدة له, لو اردت التوقف فقط قولي " اووه , فهي تفهم ذلك"
" نعم سيدي"
عندئذ احضر ستانلي تيتان , تحرك نيكولاس ناحيته , والتفت ناحيتها مبتسماً من فوق كتفيه مشجعاً وقال" هيا نتحرك"
بمجرد بدء تحرك الخيول , تلاشى قلقها , ولفح النسيم الخريفي خدودها وتخلل شعرها ليتطاير وعندما وصلوا الى مضمار السباق , اصبح نيكولاس مركزاً في التدريب , ويلقى أوامره الرئيسية ويعلمها كيف تخطو وتتوقف مظهراً لها الكمال الذي يرجوه من الحصان والفارس معاً " في بداية يوضح لها بحركته ثم يجعلها تحاول , ويصحح لها وهو يمتدحها , فيما بعد بدأ يدرب تيتان على القفز بينما تشاهده , في النهاية , بدأوا يدورون حول المضمار, لكن ليس بكامل سرعته , امس عندما هددها بإسقاطها من فوق السور .
بمجرد العودة الى الفناء , اعادوا الخيل الى ستانلي وقال نيكولاس لها " يمكن ان تصبحي فارسة ممتازة" وابتسمت تيش وهي عاجزة عن إلتقاط انفاسها , مديحه لها اهم من فوزها بمدالية أولميبية ذهبية .ريحانة
وقالت " شكراً لكن المهرة هي التي تستحق المديح"
هز نيكولاس رأسه " اعرف الموهبة بمجرد رؤيتها , أيمكننا تناول الغذاء الآن؟" ثم واصل كلامه " لقد رتبت تناوله في المنزل , اظنك تستحقين شيئاً افضل من السندويتشات هنا, تقديراً لجهودك إذن , بعد ذلك يمكنني إطلاعك على بعض ملفات قصاصات العائلة, ستجدين بها المادة التاريخية التي تبحثين عنها"
اجابته " مدهش , فقط هل تسمح لي بإحضار ادوات الكتابة من سيارتي" احضرت مذكرتها وحقيبة يدها , وسارت خلفه الى المنزل , ودخلت معه الى غرفة المكتبة الشهيرة التي رأت صورها من قبل, ارتفاعها طابقين , وطابق اوسط متحرك له ثلاث جوانب , الأرفف ملئ بالكتب في الطابق الاول, مؤثث مقاعد جلدية حمراء وسجاجيد شرقية حمراء , ومنضدة كبيرة , هناك مقعدين على جانبها وعليها أواني كريستال وصيني, قالت تيش " هذه غرفة مدهشة " وهو يقدم لها مقعدها قال لها " هي واحدة من الغرف القليلة الحية الباقية هنا, القلعة بنيت لتلائم العصر الماضي"
" اليست رائعة , إسترجاع الماضي ومشاهدته؟ احب مشاهدتها , لكن احب الاقامة بها "
-------------------------
وافقها نيكولاس , واثناء تناول الغذاء , ناقشوا تتابع الفترات التاريخية , وشعرت بتزايد التوتر بينهما, ليس من خلال الحديث, لكن اثناء لحظات الصمت , والنظرات , بعد إنتهاء الغذاء إستعادت نفسها وحولت إنتباهها لإلتقلط ملاحظات وكتابة بعض التعليقات عن تدريبه الخيول في الصباح , رغم انها تعرف انها ليست ضرورية , فهي واثقة من ستقرار كل ماجرى في الصباح في اعماق ذاكرتها.
بينما تكتب , إتجه نيكولاس من ناحية الارفف واحضر مجلدات ضخمة , وضعهم امامها وإقترب بمقعده منها للحظة , طغى عليها الاحساس بقربه ولم تعد تركز فيما عداه واجبرت نفسها للسيطرة على عواطفها , الافضل إبعادها الآن , بعد عدة ايام ستكون قادرة فعلياً على التحدث في امور شخصية مع نيكولاس , لو كان هناك مزيد من الايام ستتيح لها لقائه.
كان هذا الأمل في عقلها , وحولت إنتباهها الى الكتب , هناك صور شاحبة منذ قرن تظهر مبنى القلعة, والاسطبل , لكن بعض المبانى لم تعد موجودة مثل صورة السرادق الضخم لمشاهدة عروض الخيل, هناك عشرات الصور للخيل , سجل لإنجازاتها وتاريخ سلالاتها منذ القدم حتى الآن , لكن عندما ظهرت صورة نيكولاس وهو صغير , اغلق الكتاب بسرعة.
وقال " لقد شاهدت السجلات فعلاً"
تحيرت تيش ماهذا , ام انه لا يستطيع تحمل رؤية صورته وهو صغير غارق في السعادة وسط والديه , وفجأة غام وجهه وصار كالكتاب المغلق.
وقف لإعادة الكتب الى أرففها, وشعرت ان المقابلة إنتهت , اغلقت مذكرتها ورفعت قلمها , وهي تحاول تخبر ماستقوله , وعندما عاد , كان وجهه مكتبئاً, ووقفت هي وقالت بتلعثم:
" انا .. انا فعلاً ممتنة لكل شيء فعلته لي"
" لقد كان مبعث سروري , اتمنى ان تحقق قصتك الصحفية نجاحاً ملحوظاً"
إستجمعت شجاعتها " اظن ذلك, سيكون جميلاً منك ان تراجعها معي قبل الانتهاء من نشرها وكلما إستحضرت اسئلة جديدة اتمنى مساعدتك" تجمد قلبها عندما قطب جبينه وهز رأسه " الأفضل ألا افعل ذلك , لا اريد رؤيتك ثانية , السبب الوحيد لسماحي لك بالمجيء هنا هو رغبتي ان تفهمي أنني أريد ان اكون وحدي دائماً مع خيولي لايهمهم مظهري, ولايخطر ببالهم تلك الاشياء اللعينة التي يعتقدها الناس عني, وأنا مستمتع بصحبة خيولي , ولا اريد احداً آخر" نظر اليها للحظة " خصوصاً لا اريد شفقة احد"
كانت ملاحظته الاخيرة مثل دش الماء البارد أفاقتها من تعاستها لكلماته الاولى لها.ريحانة
" لا اذكر انني اشفقت عليك" هل فسر كل ماصدر عنها على انه شفقة !! فضلا عن علمها اليقين بأن غرضه ببساطة لم يكن إقناعها بأنه يريد ان يكون وحيداً "و" لمعت عيونها " ولايبدو انني أكذب عليك" تناولت حقيبتها في كتفها " اتمنى لك وقتاً رائعاً , ولخيولك " واستدارت ناحية الباب, وهي تحاول وقف إنهمار دموعها , لاحقها صوته " إنتظري ياتيش"
توقفت والتفتت اليه , سألها بلطف " تعالي هنا, لحظة ؟"
كان واقفا بجوار المائدة, مستنداً كأنه عاجز عن الوقوف , كانت ملامحه مرهقة , وليس غاضباً
------------------------------------
اقتربت تيش منه ووقفت امامه وسألته " أهناك شيئاً آخرا تريد ان تقوله؟" والرعدة تهز كيانها لنظراته اليها, وأومأ لها " انت على حق لم أكن نزيهاً تماماً معك فيما يختص سبب عدم رغبتي رؤيتك مرة اخرى , كان يجب ألا استهين بكائك والمعيتك "
رفعت حاجبيها " آه "؟
وهو يعقد يديه معاً " نعم , ليس صحيحاً انني لم استمتع بصحبتك امس واليوم , بل إنني استمتعت فعلاً , انت ذكية فاتنة, ومليئة بالحيوية .. كل شيء يعجبني في المرأة , لكن.." إنخفض صوته وارتعش " انت ايضاً جميلة جداً وأنا.. رجل مشوه , ولا اتمنى حتى إستحسان امرأة مثلك لي, وانت أثرت داخلي مشاعر رجولة حقيقية , تمنيت أن ألمسك , احتضنك , أقبلك , أمتلكك, قربك مني يعذبني , ولست مستعداً لتحمل مثل هذا العذاب , ولا حتى لو كنت تتحملين رؤيتي فهل استطيع إخضاعك لعذاب رؤية وجهي المشوه, انت سمعت القصة , اظنك سمعت قصة جبني في فيتنام , ويكفي ان اعيش بها للأبد, ولا اطلب ان يتحملها احد معي , عندما انظر اليك اعرف فوراً انني لا ارى سواك , لذا اتمنى ان تبقي معي للأبد , وهذا لن يحدث ابداً, ولذ ياآنسة هولزوث ليك تاون هيرالد هو سبب رغبتي في عدم رؤيتك ثانية"
أطبق الصمت عليهما بعد انتهاء حديثه , وهي تسمع دقات قلبها بوضوح وواثقة انه يسمعها , ايضاً في احلامها البعيدة جداً, لم تتخيل ابداً سماع تلك الكلمات التي سمعتها من نيكولاس مورجان , كان مذهلاً وهو يحاول توضيح موقفه من إبعادها عنه, كانت كلماته منتقاة بعناية, كلمات رائعة, غير متوقعة , كلمات تنضح بالحب , تشير لرغبته الزواج منها, هذه بداية كافية , لكنها غير واثقة من صدق معناها ربما مجرد وسيلة للتأثير فيها واقناعها بعدم رؤيته مرة اخرى, هذا مهم جداً, لكنها لا تظنه قبيحاً , او مشوهاً, ورغم تواضعها ستكرس حياتها لإثبات انه غير جبان , لكن كيف , مالم تحصل على ثقته, أيمكنها إقناعه؟ حكاية لقائها مع الرجل الأصلع الملتحي المسمى شارلي لن تجدي مع نيكولاس و إقتناعه بأمه جبان , ولو سمحت له بأن يودعها للأبد , لن تجد الفرصة ابداً لكسب ثقته.
نبشت دماغها محاولة التفكير في وسيلة لإقناعه بأنه مخطئ, هل تناقش رأيه ام تحاول توضيح رأيها هي؟ لكن الأمر يستحق المحاولة.
قالت " هذه خطبة لطيفة جداً , لكن اخشى انها لم تؤثر في تماماً كما كنت تأمل منها, تظن انك نبيل وانا اظنك متغطرس مغرور , ماالذي يجعلك تظن بقدرتك على تقرير مااريده وما افكر فيه؟ قلت انني ذكية , لكنك تؤكد انني عاجزة عن التفكير لنفسي , وانني غبية لأعرف ان الحياة ليست دائماً مفروشة بالورود , او انني اعجز عن اختيار الصعب طالما السهل متاحاً , وانت .. غارق في الحساسية من مشاعر الشفقة , ومفاهميك الخاطئة عما يظنه العالم عنك وانت.."
غطى وجهه بيده " توقفي ياتيش !! لم أهن ذكائك ابداً, صدقيني , افهم الأفضل لك, افضل منك, لست بنيلا , انظري الى وجهي , فكري فيما تعرفينه عني, أيمكنك بشرف ونزاهة التفكير في الزواج مني؟"
حدقت فيه , هل فعلاً يريد زواجها , ام مجرد محاولة للتأكد من قناعته برفضها له؟ اتتركه يؤمن بذلك " أتريد فعلاً زواجي ؟ هل هذه خطوبة؟"
-----------------------------------
" حسناً , أظنها اكثر من طلب..."
وهي ترفع يدها في وجهه " هاهاها!! انت تحاول فقط ان تثبت انك على حق "
" وهو كذلك" امسك يدها " سأسالك ياليتيتا برودينك هولمزورث , أتتزوجينني ؟ ولا تسألي إن كنت اتمنى ماأقول , فعلاً أعنيه"
" ليست متأكدة , ولا اظنك متأكداً بمايكفي , انت لم تتعرف علي جيداً لتطلب يدي للزواج , لكن يمكن ان اقول لك الآن, انك تعجبني كما انت وان شيئاً هاماً حدث منذ فترة طويلة لي, ليس كما يفكر الآخرون, وهل انا احبك"
سألها " تعتقدين بأنه يجب على إتاحة الفرصة لك للتأكد ؟" وهو يضع يده على خدها" حتى لو كانت إجابتك في النهاية الرفض وتحطم قلبي ؟"
" مسألة تستحق المغامرة ؟"
إبتسم " ربما لكن , كما ترين , انا جبان , اخشى من المغامرة , وداعاً ياتيش"
ملأت الدموع عيونها , مازالت حرارة يديه على خدودها , وعبر دموعها رأت شفتيه, كأنه يريد ان يقبلها , اي رجل هو الذي يطلب زواجها بعد تعارف سريع , رغم انه يعرف ردها؟ لكنها تريد تذوق قبلاته.
سألته " أتخشى ان تقبلني قبلة الوداع؟" لم يجب عليها , انزلت حقيبتها , وتناولت وجهه بين يديها ورفعت وجهها , وبآهة وشهقة عالية تركها تقبله واحتضنها, شعرت بإحساس لم تجربه من قبل, أيا كان اسمه , رغبة قوية سرت بينهما, دفء قبلته , قلبها يرقص مرحاً , لم يكن خائفاً منها ابداً, بل يريدها فعلاً, وحلقت في سماوات احلامها , حتى توقف فجأة , وسألته بصوت مرتعش " ماذا حدث يانيكولاس؟"
اجابها بصوت مرتعش" ماذا حدث يانيكولاس؟"
اجابها بصوت مضطرب " هذه حماقة مني , هذا خطأ , جبن وحماقة , اتركيني وحدي , اخرجي من هنا , الآن!! ولاتحاولي ابداً العودة لا اريد ان اكون مسؤولاً عما يحدث لك لو جئت"
" لا تقلق , اظن شيئاً رائعاً قد حدث , لكنني مخطئة"
اندفعت الى الباب, والتفتت اليه " وداعاً!! " واغلقت الباب خلفها , لا تريده ان يرى الدموع في عيونها , الدموع التي إنهمرت لتغطي وجهها!!
---------------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس