عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-16, 04:23 PM   #2

miya orasini

نجم روايتي ومشرفة سابقة وعضوة فريق الكتابة للروايات الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية miya orasini

? العضوٌ??? » 244480
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 7,329
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » miya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك carton
افتراضي

الفصل الأول





طالما حلمت الآنسة أبيا وست برحلة الى الهند تروّح عنها رتابة حياتها البسيطة. و ها هي فرصتها تلوح في الأفق !
راحت أبيا وست تقلب الشيك بين يديها ، تحاول أن تقرر ما الذي تفعله بمبلغ ألف جنيه. و لم تترد كثيرا ، اذ كانت تعرف بالضبط ما الذي تريد تحقيقه.
كان المنطق يقضي أن تتصرف وفق المثل المأثور : وفر قرشك الأبيض لليوم الأسود.لكن روح المغامرة التي ورثتها عن جدتها حدثتها بالإقلاع عن هذه الحكمة. نعم ، انها ستنفق كل جنيه ربحته. و ليس على أشياء تحتاج اليها مثل الملابس أو الأحذية أو الحقائب ، بل على اجازة رائعة في بلد طالما تاقت الى زيارته : الهند ، أرض ملوك المغول الذين قرأت عنهم كل شاردة و واردة. الهند التي أحبت أطباق أطعمتها ، و تمتمت برؤية رسومها ، و الاصغاء الى موسيقاها و غرفت من فلسفتها.
طوت الشيك ووضعته في حقيبة يدها ، و شكرت الحاسبة الالكترونية التي اختارت إسمها ، فربحت هذا المبلغ في اليانصيب. و كانت صديقتها ميلي توماس صاحت في وجهها عندما سمعتها تفصح عن نواياها:
-هل أنت مجنونة لتنفقي كل هذا المبلغ على إجازة لماذا لا تضعين نصف المبلغ في البنك و تحتفظين بما يكفيك للصرف و البذخ؟
أجابتها أبيا:
-لن يبقى معي ما يكفي لتغطية نفقات الرحلة الى الهند. أن أرخص رحلة تكلف 950 جنيها. فيتوفر لدي خمسون جنيها لشراء بعض الألبسة.
أجابت ميلي بتذمر:
-سيبقى معك بعض المال على الأقل ، أما بالنسبة الى الرحلة ما أن تنتهي حتى يتبخر كل شيء معها.
ردت أبيا:
-هذا الرأي لا ينطبق على رحلتي أنا ، سأعود بذكريات باهرة تظل معي طوال حياتي.
سخرت ميلي:
-ذكريات ! هذا كل ما تعرفينه في الحياة. عليك أن تعيشي في الحاضر و إلا انتهيت عانسا منبوذة. و اذا كان لابد من انفاق الدراهم على الرحلة ، فلماذا لا تذهبين الى جزر البهاما أو الى جنوب فرنسا؟
-أفضل في هذه الرحلة البقاء حيث أنا. حاولي أن تفهمي مشاعري الحقيقية يا ميلي. ان الذهاب الى الهند حلم طفولتي.
فأمعنت ميلي في الاعتراض:
-اذن اذهبي الى أميركا. لماذا تركت أمك و أختيك يذهبن الة كاليفورنيا بدونك؟
-لأنني لا أريد أن أهاجر. و في أي حال ، عندما سافرت أمي مع ابنتيها ، شعرت بارتياح كبير.
-أنت تقولين ذلك الآن.
قاطعتها أبيا صديقتها.
- أعني كل كلمة أقولها. لا يمكنك تصور مدى شقائي و أنا أعيش مع نساء جميلات ، فأزداد احساسا ببشاعتي يوما بعد يوما.
- -هذه أول مرة تعترفين بذلك.
- لم أفكر جديا من قبل. كنت أتمزق حسدا منهن. وزاد شقائي معاملتهن اللطيفة لي : الحمد لله انهن لم يشعرن بغيرتي و عذاب. لا ألومهن ، انهن حقا جميلات ، و أنا مجرد فتاة عادية.
قالت ميلي بإصرار :
- أنت لست فتاة عادية. صحيح أنك صغيرة القامة. لا تحتاجين الى أكثر من ثياب جديدة و بعض المكياج. و عليك انفاق دراهمك على هذه الأشياء و ليس على رحلة الى الهند.
- لا يهمني. اريد الذهاب.
- لماذا لا تكتبين الى والدتك لمعرفة رأيها بالموضوع؟
- لا ضرورة الى الكتابة. أعرف رأيها بالموضوع... مثل رأيك تماما. انها تؤمن بتوفير القرش الأبيض لليوم الأسود ربما لأن والدي كان رجل مبذرا ، و عندما توفي خلف وراءه ديونا طائلة و ثلاث فتيات. ورفضت أمي العمل خارج البيت، و تفرعت للاعتناء بنا و تربيتنا. و بدأت تؤجر بعض الغرف و تنظف و تطبخ ليل نهار.
- -مع ذلك تحسنت الأمور. ثم ما كان أروع تلك اللحظة عندما فازت أختاك في مباراة الجمال !
هزت أبيا برأسها:
-نعم. و ما ان بدأت الأموال تنهال عليهما حتى تولتا تدبير المنزل ، و الانفاق على كل شيء ، وحل أي مشكلة طارئة.
قالت ميلي هازئة :
-لا توجد مشاكل مع توفر المال. و لماذا تشعرين بعرفان الجميل تجاههما ؟ أديت قسطك ، و كنت يدهما اليمني في كل شيء. و لذلك أعتقد بصحة رأيي ، و ضرورة ذهابك معهن الى الولايات المتحدة. ربما كنت أصبحت مشهورة و ذات تروة هائلة.
ضحكت أبيا:

-و من يعيش في عالم الأحلام الآن ؟ لا ، يا اميلي ، أفضل البقاء هنا. الآن تحررت من كل عقد النقص ، و أصبحت مستقلة في حياتي.
ابتسمت أبيا :
-و ماذا تتوقعين بعد ذلك ؟ هل تنتظر فارس الأحلام ؟
تأوهت أبيا :
-ما أصوب رأيك.
-و لكنك لن تجدي فارس الأحلام في الهند.
-ربما لن أجده أبدا. و لذلك أريد انفاق دراهمي بهذه الطريقة.
-انك على الأقل نفقين دراهمك على نفسك ، و ليس على عمل خيري.
اضطربت أبيا قليلا:
-بدأت أشعر بعقدة الذنب. ان السيدة بركنز تحتاج الى دراجة للمقعدين...
-اياك أن تفكري في الموضوع. لماذا لا تشكو همومها الى طبيبها و تكف عن استدرار عواطفك ؟ لا يا أبيا ، اذا كان لابد من انفاق دراهمك، ففكري في نفسك أولا.
و بعد ثلاثة أيام ، نفذت أبيا وصفية صديقتها :وقعت شيكا بمبلغ تسعمائة و خمسين استرليني ، و دفعته لشركة كينغ، المتخصصة في الرحلات الى الهند.
قال لها موظف الشركة :
-انه قرار لن تندمي هلى اتخاذه. قمت بالرحلة نفسها منذ ثلاث سنوات ، و هي تجربة العمر التي لا تنسى.
كانت أبيا تطير فرحا عندما غادرت مكتب الشركة. عليها الآن انتظار ستة أسابيع قبل أن تحقق حلمها الساحر ، و يا لها من ستة أسابيع طويلة !
و لكن أصبح الحلم حقيقة ، و ها هي تتوجه الى مطار هيثرو قرب لندن لتستقل الطائرة. لاحظت ان ثمانية أشخاص آخرين انضموا اليها في الرحلة نفسها. بدوا أكبر منها سنا ، و يدل مظهرهم على الرخاء ، نساء و رجالا.
تمتمت أبيا لو أنها ارتدت ملابس أكثر أناقة من فستانا الرمادي الصوفي و سترتها الباهتة. و لكنها أنفقت ما تبقى معها من المبلغ على الملابس الصيفية لمعرفتها بارتفاع الحرارة في الهند. علت وجهها مسحة عابرة من الحزن و هي تفكر في قضاء عيد الميلاد بين أناس غرباء و في بلد غريب ، في حين تسكن عائلتها على بعد آلاف الأميال عنها. لاحت في خيالها أشعة الشكس الدافئة ، فارتاحت قليلا. و ما معنى الندم و الحسرة الآن ؟ خاطبت نفسها. لو قررت البقاء في انكلترا ، لكانت صرفت العطلة مع صديقتها ميلي و عائلتها ، أو مع السيدة بركنز ، تلك العجوز التي تقطن في الطابق الأول من مكان سكنها. أما الآن ستتناول طبق العيد في بومباي.
طافت على ثغرها ابتسامة رضا ، و ارتسم بريق خاطف في عينيها الجميلتين ، الواسعتين البريئين. و هما أجمل ملامح وجهها. أما ما تبقى منها : فكانت قصيرة القامة ، نحيلة البنية.
حدقت في يديها النحيلتين ككل شيء فيها. كانت تمسك بكتاب حول الهند ،و هو هدية قدمها اليها السيد روجرسن الذي كانت تساعده في ادارة مكتبته القديمة.
لم تكن أبيا قد أكملت دراستها الجامعية ، بل فضلت البحث عن عمل للإسهام مع والدتها في نفقات المنزل و تربية أختيها اليافعتين.
و حالفها الحظ عندما توسطت مديرة مدرستها لدى ابن عمها السيد روجرسن، و أمنت لها هذه الوظيفة.
و تذكرت كلمات المدبرة السيدة وليامز:
-نه رجل قديم مثل مكتبه. و يرفض ااستعانة بأحد مع حاجته الى ذلك.
و كان أن سألتها أبيا:
-و كيف سيغير رأيه، و يقبل بتوظيفي؟
همست السيدة وليامز:
-لأنك تحبين الكتب و تحسنين التصرف.
و ليدك قدرة التعلم و الاكتساب لن تخسري شيئا اذا ذهبت لرؤيته.
و ذهبت أبيا لرؤية السيد روجرسن ، و بدأت بالعمل بعد أسبوع ، و بعد مرور أقل من ستة أشهر أصبحت خبيرة ماهرة في بيع الكتب ، و الاجابة على طلبات الزبائن التي كانت تنهال على المكتبة من مختلف أنحاء العالم.
تم اقتراح عليها بعد مضي سنة أن تسجل على حسابه في مدرسة للتخصص في أعمال السكرتارية. و هكذا تستطيع التعامل مع مراسلات الزبائن على نحو أكثر كفاءة، كما قال لها. و حصلت أبيا على شهادة السكرتارية بسرعة عجيبة ، و كانت الأولى في صفها.
ورن صوت أمها في داخلها:
-أتمنى لم أن أختيك تتمتعان بنباهتك و مواهبك !
و تذكر أبيا كيف أجابت بثقة و حزم:
-ان الجمال يعوض عن المهارة و الذكاء.
و بعد أشهر معدودة فازت أختاها بلقب مباراة الجمال، و دخلنا بعالم الشهرة و الأضواء و الغنى.
و اقترحت أختاها أن تدفعا نفقات دراستها الجامعية ، لتحصل على شهادتها في الأدب الانجليزي. و لكن أبيا كانت غارقة في عملها مع صاحب المكتبة العجوز، فرفضت التخلي عنه و أخذت توفر جزءا من راتبها بعد أن تحرت من الانفاق على بيت والدتها، ثم ابتاعت شقة صغيرة في حي قريب من مكان عملها، بعد أن رحلت عائلتها الى أمريكا.
غير أن نزعتها التي كانت تتملكها لمساعدة المعوزين و المحتاجين لم تسمح لها بتوفير المزيد في المصروف، أو شراء ملابس جديدة باهضة. و هي نزعة طالما انتقدتها صديقتها ميلي، كما كانت تنتقد عملها الممل.
قالت لها قبل سفرها الى الهند بأيام قليلة:
-عندما تعودين يا ابيا سأجعلك تبحثين عن عمل جديد. ما الذي يستهويك في تلم المقبرة؟ عليك أن تشتغلي في شركة كبيرة حيث تتاح فرصة الاجتماع بعدد كبير من الناس.
فقالت أبيا معلقة:
-تقصدين عددا كبيرا من الرجال.
ثم أخبرت صديقتها عن عزم السيد روجرسن باغلاق مكتبه نتيجة مشاريع جديدة في الشارع المجاور، و أنه سيتلقى تعويضا يكفيه لبقية حياته، و لا ينوي فتح عمل جديد و هو في تلك السن المتقدمة. و قال لها أن شركة جديدة سستفتح في الحي نفسه، و لن تجد صعوبة في العمل معها. و لكن ابيا قررت عوض ذلك البحث عم مستقبل جديد ورأت في رحلتها الى الهند بداية مفيدة.
فكرت ابيا قي كل ذلك و هي تستقل الحافلة الى المطار. ثم فتحت حقيبتها و أخرجت كراسا صغيرا حول برنامج الرحلة كانت قرأته عشرات المرات. و تمتمت كلمات المواقع و المدن بلذة و شغف : أغرا ، فرانيس ، جيبور...
كانت شاردة الذهن، فلم تنتبه الى وصول الحافلة أمام المطار، الى أن توقفت و أخذ المسافرون و المسافرات بالترجل. توجهت مع الآخرين الى داخل المطار الذي كان يغص الناس.
انتظرت دورها بفارغ الصبر تراقب الأطفال يتمسكون بأهداب فساتين الأمهات، و الأباء يحاولون التقدم و الانتهاء من المعاملات الرسمية، و ختم التذاكر.
و أخيرا جاء دورها، فسلمت حقيبتها الى احدى الموظفات، ثم شاهدتها تختفى عن الأنظار، و اندفعت الى الوراء متنفسة الصعداء. اصطدمت بحاجز كبير.
استدارت فرأت أمامها شابا طويلا، عريض النكبين. و لاحظت لتوها ذلك البريق الذهبي في عينيه كأنهما قطعتان من الجمر. لكنه كان عابس الوجه، فاضطربت، الى أن ابتسم قليلا، فهدأ من روعها. و تمتم بضع كلمات معتذرا عن اعتراضه طريقها.
-لا حاجة الى الاعتذار. كنت في عجلة من أمري.
قالت له بابتسامة عريضة جمدت ملامحه ، و رأته يبتعد و يدخل في حديث مع امرأة طويلة هيفاء القامة.
أم و ابنها، فكرت أبيا، أو ربما جدة و حفيدها، اذ بدت المرأة في عمر متقدم يفوق عمر الوالدة. لكن شبها ما كان يجمع بينهما و ينبئ عن قرابة دموية: شبه يلوح في تلك الملامح البارزة القاسية، و الخطوط التي تمتد حول جنبي الفم. و هي ملامح أضفت على المرأة طابعا مميزا، لكنها بدت كالحة. انها جدته بالتأكيد، استنتجت أبيا، ثم عدلت رايها عندما وضعت المرأة يدها اليسرة فوق ذراعها، فلم ترى أثرا لأي خاتم في اصبعها.
فطنت أبيا الى وقفتها الفضولية، فتوجهت نحو صالون الانتظار استعدادا للاقلاع. و ما كادت تخطو بضع خطوات حتى أحست بيد غليظة تلمس منكبيها. استدارت فرأت الشاب نفسه الذي اصطدمت به. لكنه كان هذه الرمة يحمل لها حقيبتها الصغيرة.
تمتم:
-نسيت هذه الحقيبة.
و قبل أن تتمكن من شكره، ادالا ظهره و مضى في سبيله. با له من رجل فظ، قررت أبيا، ثم طردت شبحه من ذهنها و هي تشق طريقها عبر جمهرة الناس.
و ها هي أخيرا تصعد الى الطائرة ذات السجادة الزرقاء، و الأرجاء الفسيحة حتى يخالها المرء سفينة كبيرة. و أحست أبيا لتوها كأنها في الهند. رحبت بها مضيفة سمراء البشرة ترتدي لباسا أرجوانيا فيروزيا، و قادتها الى مقعدها.
غمرها فرح خفي و هي تجيل نظرها حولها، و سمعت امرأة تجلس بجانبها تخاطبها قائلة:
-تمتعي بالمنظر عزيزتي، لأن الخدمة لا تضاهي المظاهر. و عرفت أبيا لتوها أنها المرأ عينيها التي رأتها تتحدث مع الشاب ذي الوجه العابس منذ لحظات في المطار. أين هو، و لماذا لا يجلس معها؟ و ها هي المرأة تتبرع بالجواب:
-أ،ت أتيت ضمن الرحلة معنا أليس كذلك؟ اصطدمت بابن أخي عند شباك التذاكر. جاء معي ليودعني.
علقت أبيا :
-كان المكان مزدحما. و أعتقد أنني اصطدمت بالجميع.
-ان المطارات مزدحمة كثيرا هذه الأيام. كانوا في الماضي يعاملوننا بكل احترام. أما الآن فيعتبروننا مثل قطيع الماشية.
ابتسمت أبيا:
-لا أسافر كثيرا لألحظ كل هذه الأمور.
-أصبحت خبيرة في هذه المسائل. يعاملوننا مثل الحيوانات لا أكثر و لا أقل. يتأخر وقت الاقلاع و لا ندري ما السبب. و عندما تصل و تحط الطائرة بعد طول انتظار، تجلس ساعات
قبل استلام حقائبنا، أو نقف في صفوف طويلة قبل ختم جوازات سفرنا،.
قالت أبيا:
-و مع ذلك ما زلت تسافرين باستمرار !
استلقت المرأة في مقعدها ارتياح:
-هذه أسرع وسيلة.
سألتها أبيا:
-هل تحبين الجلوس قرب النافذة؟
-لا شكرا. لا أحب النظر الى الخارج و أنا في الطائرة.
استفهمت أبيا بلهجة صادقة:
-هل أنت متوترة الأعصاب؟
-أكاد أموت خوفا.
ردت المرأة بصوت حازم. و كأنها ترقص طربا. و بدت ذات خبرة واسعة، و كأن الطائرة واسعة، و كأن الطائرة جزء من حياتها. تأملت أبيا ملامحها و قوامها جيدا انها تتجاوز السبعين من عمرها، تمتمت صامتة. و لكنها تفيض حيوية ، و تتدفق شجاعة، و توحي بالثقة و الخبرة الطويلة. أخذت مقاعد الطائرة تمتلئ بالمسافرين. ثم تحركت قليلا، و بدأت بالاقلاع. و ما هي الا لحظات معدودة حتى تضاءلت الأرض، ثم شقت الطائرو الغيوم المتبلدة، و حلقت بثبات الى أن بلغت زرقة الفضاء المترامية.
و في تلك اللحظة فقط تنفست أبيا الصعداء.
اللآن بدأت رحلتها الحقيقية.


تـــــــــــــــــــــــم الفصل الأول


miya orasini غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس