عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-16, 04:39 PM   #7

miya orasini

نجم روايتي ومشرفة سابقة وعضوة فريق الكتابة للروايات الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية miya orasini

? العضوٌ??? » 244480
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 7,329
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » miya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك carton
افتراضي

الفصل السادس




ربما كان جيلز رجلا ذا أوصاف عديدة، و لكنه حتما ليس عاطفيا. و لا يمكن أن تتصوره مجرد عاشق هائم دامي الفؤاد لا يجرؤ على الانتقام من المرأة التي خذلته !
حمدت الله على هذه الوجبة الشهية، و قررت الذهاب الى غرفة الآنسة بيتمان. رأت أبيا النور ينبعث من تحت الباب فأدركت أنها لا تزال مستيقظة. هرعت العجوز، و هي ترحب بها:
-أهلا و سهلا بك، كم أنا سعيدة لتناولك العشاء مع جيلز فرصة ملائمة لتتعرفا.
ابتسمت أبيا دون أن تعلق بشيء عازمة على اخفاء حقيقة ما جرى بينها و بين ابن أخيها. كيف يمكنها أن تقول لها أن تعارفهما يماثل تعارف الحية الرقطاء و الأرنب البري، فكرت أبيا بمرارة و هي جلسر قرب السرير. قالت:
تبدو عليك امارات البشاشة يا آنسة بيتمان.
رمقتها العجوز ممعنة النظر في وجنتيها المتوردتين و فستانها الزهري الذي يشد جسمها النحيل:
-نعم أنا في غاية الارتياح الآن. و تبدو عليك البشاشة أيضا يا عزيزتي. هل تحبين غرفتك الجديدة؟
-انها رائعة. و لكنها لن تكن ضرورية. كنت سعيدة بغرفتي القديمة.
-مع ذلك تستطيعين الآن رؤية تاج محل من نافذتك. و أنت مولعة به.
التقت نظراتهما. فابتسمتا معا بغبطة فائقة. استطردت العجوز:
-لا أريدك أن تبقى هنا للترويج عني. ثمة حفلة رقص في بعض القاعات السفلى.
ردت أبيا:
-و ما أهمية ذلك؟ أستطيع أن أرقص ساعة أشاء في لندن.
-صحيح؟
أحيانا. و لكن عندما يخطر في بالي، أجد معظم الشباب في عمري تافهين، و الرجال الأكبر سنا اما متزوجين أو يبينون نوايا سيئة.
-أفهم مغزى كلامك. أنا لست غبية الى الحد الذي تتصورينه. افتر ثغر أبيا:
-لابد أنك تسخرين مني لجهلي بهويتك الحقيقية. لكن السيد فارو أخبرني و...
قاطعتها مستاءة:
-جيلز أخبرك
كان علي تنبيهه ليمسك لسانه (الذرب). كنت أنوي ابلاغك بنفسي فور وصولنا الى بومباي. فأنا أريد منك شيئا محددا.
-حقا؟
-هل حزرت؟
لم يصعب على أبيا التكهن بعد حديثها مع جيلز فارو، لكنها فضلت التكتم، و انتظرت أن تفشي لها العجوز بسرها الدفين. و هكذا أرادت منها الآنسة بيتمان أن تكون سكرتيرها و مافقتها الخاصة. ثم تابعت:
-لا أريد منك جوابا الآن يا ابنتي. فكري في الأمر بدقة. يقع منزلي في الريف، و ستكون حياتك معي رتيبة للغاية. أسافر من وقت لآخر و ستكونين في صحبتي طبعا. و عملك سيكون متعبا و شاقا
ابتسمت أبيا:
-بعد أن أوضحت لي كل الأسباب التي تحملني على رفض العمل، هلا تفضلت بذكر أسباب قبولي لهذه المهمة؟
-لأنك ذكرت لي مدى ولعك بالريف. و لأنك تحبين الحيوانات، وسأهديك كلبا للاعتناء به، يكون ملكك الخاص. و لأنك مولعة بالسفر، و رحلتي التالية ستكون الى اليابان (صمتت العجوز لحظة) مع ذلك أريدك أن تدرسي المسألة بدقة.
حدقت أبيا في السجادة:
-هل يزورك ابن أخيك غاليا؟
-لم يزرني لمدة ثلاث سنوات و منذ أن إستقر في الهند. لكنه سيعود الى انكلترا خلال بضعة أشهر، و أستطيع القول أنه سيأتي لزيارتي في نهاية الأسبوع كل شهر.
-هل يعرف أنك تعرضين على هذا العمل؟ اذ أنه لن يوافق. يعتقد أن عنايتي الفائقة بك تتعلق بطموحي للحصول على شغل معك.
تفرست العجوز في وجه أبيا:
-و هو رأي يثبت مدى جهل الرجال عندما يصدرون أحكامهم على النساء. و لا عجب اذا كنت لم أتزوج !لا تدعي آراء جيلز تزعجك. انه يحرص علي كثيرا، و طالما أنك تودين الاعتناء بي، فثمة قاسم مشترك بينكما.
كتمت أبيا رأيها في جيلز، و لم تفصح عن التنافر الحاد الذي بينهما. قالت :
أحب أن أعمل لديك آنسة بيتمان. يبدو لي أنه عمل رائع. تهللت العجوز طربا، و احتفظت أبيا بهذا الانطباع عندما قابلت جيلز فارو أمام غرفة عمته في صباح اليوم التالي. علق ببرودة:
-اذن حققت طموحك في الحياة؟
ردت باحتشام:
-اذا كان هذا هو رأيك سيد فارو. لا أرغب في تغيير رأيك بي.
-لن تنجحي. يمكنك خداع عمتي، أما أنا فسأظل خصمك العنيد.
-ستظل تتعقبني مخافة أن أسرق آنية الفضة؟
-لحسن الحظ أن دراهمها مستثمرة في الشركات التجارية. و لذلك لا يستطيع أحد استغلالها بعد الآن.
قال عبارته بدون تفكير، فعلقت أبيا:
-و حتى أنت؟
خطا نحوها، فتراجعت أبيا متوجسة، و ما لبث أن سيطر على أعصابه، و فتح لها باب غرفة عمته، و عيناه تقدحان شررا.
كانت العجوز تجلس فوق مقعد صغير قرب النافذة، و هي ترتدي ملابسها المعتادة. أعلنت بعد أن رحبت بهما:
-سأخرج للتنزه قليلا. و لكنك أنت يا عزيزتي أبيا ستذهبين الى سيكري. حجزت لك سيارة مع سائقها. انه ينتظرك في الطابق الأرضي.
تألقت عينا أبيا فرحا، وشع وجهها جمالا الى أن أطفأ ألقه منظر جيلز فارو المشمئز. ما أسهل قراءة أفكراه ! قالت ابيا:
-هذه بادرة غير ضرورية. أستطيع الانضمام الى مجموعة من السياح.
أصرت العجوز:
- لا فائدة من الجدل يا ابنتي. ثم كل شيء الآن. اذهبي و متعي نفسك.
و استمتعت أبيا فعلا. كانت مدينة سيكري، مثل القلعة الحمراء في دلهي، مبنية من الحجارة الرملية الحمراء. و ينتهي بينهما الشبه بينهما عند هذا الحد، اذ أن هندسة المباني بالغة الاتقان، و تحتفظ النقوش على الأعمدة الحجرية بنضارتها و جدتها حتى يكاد المرء ينسى أن قرونا عديدة مرت عليها.
مع ذلك، لم يفت أبيا الاهمال الذي تعرض له المكان، و خاصة تشويه الحيطان بشعارات مختلفة نشرتها أيدي بعض أصحاب الأفكار المتطرفة. ظلت تشغلها هذه المناظر و هي في طريق عودتها الى أغرا.
توقف السائق في منتصف المدينة لتبريد محرك السيارة ببعض الماء.
و ما ان خرج بحثا عن الماء حتى تحلقت مجموعة من الشحاذين حولها. أحكمت أبيا اغلاق النوافذ. راحت شتى الأيادي تطرق الزجاج، و تلك الوجوه الجائعة تحدق فيها غير مبالية باحتجاجها و تبرمها. لم يجرب أحد فتح النوافذ لحسن حظها، و لكن السيارة أخذت تهتز بعنف تحت ثقل الأجسام المتدافعة. شعرت أبيا كأنها نجمة سينمائية محاطة بالمعجبين و المعجابات، لكن الصراخ المتواصل المتوسل كان يروى لها قصة أخرى:
-لا أم و لا أب....صدقة...صدقة. عشرة اخوان...و عشر أخوات.... فلوس...فلوس...
ورفع بعض الأولاد قصاصات من الورق كتبت عليها قصة حياتهم البائسة. و قرأت أبيا احدى القصص من النافذة:
-فقدت أمي احدى قدميها، ووالدي أعمى. بيتنا تحت الشجرة في العراء.
أغمضت عينيها ملتاعة، و استلقت الى الوراء في مقعدها، متضرعة الى ربها ليعيد السائق بأقصى سرعة. و كم شعرت بالارتياح عند عودته، مع أنها ظلت ترتجف هلعا بعد أن قطعت السيارة أميالا عديدة. قال السائق:
-سنصل الى بلدة اخرى بعد قليل. هل تريدين التوقف لاحتساء الشاي أو تناول بعض الطعام؟
رفضت بسرعة جنونية و هي تفكر في تطوير طوابير الشحاذين لها مرة ثانية. احتفظت بآرائها حول الحياة الهندية لنفسها خشية جرح مشاعر سائقها.
كانت الساعة تقارب الثانية بعد الظهر عندما عادت الى الفندق، و مضت لتوا الى غرفة الطعام لتناول الغذاء. كان عدد كبير من السياح هناك، و من جنسيات متعددة، خاصة اليابانيين الذين يهوون الضجيج، و من السكندنافيين الهادئي الطباع. كانت أبيا تتناول طعامها وحيدة، و طلبت طعاما هنديا عوض الأطباق الأوروربية المألوفة.
و أدركت و هي تحتسي قهوتها أن عليها التأقلم مع أجواء جياة الفنادق. اذ أن العمل مع الآنسة بيتمان يعني السفر المتكرر، و الذي لم تألفه في حياتها المتواضعة. انها فرصة ناردة لم تعرف كيف هبطت عليها. و مع أن معظم الفتيات يرفضن العيش تسعة أشهر في الريف الانجليزي، مقابل التجول في العالم بقية أشهر السنة الأخرى، فهي ترحب بهذا النمط الجديد، و تتوقع أن تجد لذة فائقة في التمتع بأمور أخرى.
سوف تستفيد كثيرا من خبرة الآنسة بيتمان الواسعة و المليئة بالمغامرات. و هنا قفزت في ذهنها صورة والدها المثقف و المرهف الاحساس،و الذي شكلت وفاته و هي مجرد طفلة صغيرة أكبر خسارة في حياتها.
راحت تجيل النظر حولها غارقة في أحلامها، و لشد ما كانت دهشتها عندما رأت جيلز فارو ينتصب واقفا قربها. سألها بتأفف:
-لماذا تجفلين كالأرنب المذعور كلما حط نظرك علي؟
تجنبت النظر اليه مباشرة: لم أكن أتوقعك. عندما رأيتك هذا الصباح نسيت أن أشكرك على ارسال العشاء الى غرفتي ليلة أمس.
-أرجو أن يكون الطعام حسن مزاجك؟
حملقت فيه:
-ان مزاجي على ما يرام سيد فارو. هل جئت الى هنا بحثا عني، أم كنت في طريقك الى مكان آخر؟
تجاهل سخريتها:
-جئت لأخبرك أنني و عمتي سنغادر الى بومباي غدا. قال الدكتور ان صحتها تسمح لها بالسفر، و أريدها أن تستقر في منزلي (صمت قليلا) أعرف أنك تنوين التوجه الى أوديبور من هنا، و لكن عندما تنتهي تلك الجولة و تأتين الى بومباي، تتمنى عمتي عليك أن تنزلي معنا.
أفضل أن أزل في فندق، خاصة ان نفاقته يشملها سعر التذكرة.
-تعتقد عمتي أنك سترتاحين أكثر معنا.
لاح لها أن الرفض لا يليق بها. كانت العجوز تعرف أن سكرتيرتها لا يتفق مزاجها مع ابن أخيها، لكنها لا تتصور أن هذا الكره يمكنه أن يظل حاجزا بينها و بين بناء علاقة متينة معها. قالت أخيرا:
-حسنا. سأحاول أن أكون خفيفة الظل.
أجاب:
-حاولي أ، تكوني مفيدة لعمتي بدون أن تستفيدي منها.
حبست أبيا أنفاسها. ألن يكف عن عدائه لها؟ و كأنه قرأ أفكرها، فأطلق ابتسامة باهتة:
-لا تروق لي النساء عامة آنسة وست، و لا تستهويني خاصة الفتيات الجميلات.
قالت لتوها:
-هذه المواصفات لا تنطبق علي حتما.
-لم أعتقد أنك من ذلك النوع الذي يصطاد الثناء اصطيادا.
-أنت مخطئ يا سيد فارو. كل ما في الأمر أني أعرف حدودي فألتزم بها.
قال بفظاظة:
-لا تتظاهري بالسذاجة أرجوك !
اتقدت غيظا. لماذا يظن أنها تلعب دور المرأة المغناج، و ما الذي جعله ينظر اليها كأكثر من فتاة عادية جدا؟ تابع كلامه:
-أريد أن أضيف شيئا آخر. فاتتك رؤية جيبور مما أدخل الأسى الى قلب عمتي، و طلبت أن أرتب لك رحلة الى هناك.
-هذا شبه مستحيل. سيصل أفراد المجموعة السياحية الى هناك اليوم، و لا أستطيع ركوب الطائرة في الوقت المحدد للانضمام اليهم. و لهذا السبب قررت التوجه مباشرة الى أوديبور.
-يمكنك الذهاب الى جيبور بعد أوديبور، و لا تبالي كثيرا بأفراد المجموعة. لدي أصدقاء هناك سيسعدهم أن يستضيفوك لمدة يومين أو ثلاثة أيام أو أكثر اذا شئت. ثم تنضمين الى عمتي في بومباي خلال أسبوع.
كان عرضا مغريا وجدت ابيا صعوبة في رفضه، لكن كان عليها أن ترفض، و تنقد نفسها من مغية رد عرفان الجميل لهذا الرجل. قالت:
-دفعت نفقت يومين في أوديبور يا سيد فارو. و أنا سعيدة جدا بذلك. و سأغادر أوديبور مع بقية المجموعة، و انضم الى عمتك بعد ذلك.
أعلن:
-انك كمن يشرب من البئر و يرمي فيها حجرا.
-لا تزعج نفسك. انها بئري في شتى الأحوال.
مضى في سبيله لا يلوي على شيء، وراحت تحتسي قهوتها الباردة المرة تماما مثل شخصية فارو جيلز.
و اكتشفت مدى مرارة التي تلتهم شخصيته عندما انضمت الى الآنسة بيتمان، قرب حوض الماء ذلك المساء. و أخذت عمته تتساءل عن مكان وجوده بعد أن اختفى عن الأنظار، و تلوم نفسها على حمله للمجيء و هو رجل الأعمال الدائم الحركة. قالت تشرح سبب قلقها:
-عندما تدنو نهاية مشروع ما تتراكم الأشغال على نحو غير متوقع.
سألتها أبيا:
-و هل كان مشروعا ناجحا؟
-بكل تأكيد. و تريد الحكومة الهندية منه أن يمكث ثلاثة أعوام أخرى. لكنه يرفض. و يقول أن انجلترا تحتاج اليه أكثر.
-اذن لماذا أتى الى هنا في الدرجة الأولى ؟
-بناء على رغبة وزارة الخارجية. ان التحالفات السياسية تقوم على أساس التبادل التكنولوجي تماما مثل التبادل التجاري. لم يكن سهلا على جيلز الرفض... خاصة عندما اشار رئيس الوزراء الى أهمية هذه المسألة. و لا شك أن هذه المهمة كلفته سعادته.
انتصبت أذنا أبيا فضولا و تابعت العجوز:
-و أنا أعتقد أنه في عمق أعماقه لم يؤمن أن فيكي كانت تعني كل كلمة تقولها. و هذا كان رأيي أيضا. اعتبرت أنها تمارس بعض الألاعيب النسائية المعهودة و أن جشعها سيتغلب عليها فتذعن له.
علقت أبيا بازدراء:
-لا بد أن كونه ابن أخيك قد يجعله محط أنظار النساء.
-و كونه ابن أبيه. لقد ورث شركة فارو للهندسة.
و مع أن أبيا لم تكن ملمة بالمسائل التجارية، فهي عرفت لتوها اسم هذه الشركة، و أدركت أن اتهامها لجيلز بأنه يطمع في أموال عمته خطأ فادح.
قالت الآنسة بيتمان:
-لماذا تبتسمين؟
ترددت أبيا قليلا:
-تذكرت شيئا ما قلته للسيد فارو هذا اليوم. لا نتفق كثيرا مع بعضنا، أنه لا يثق بي.
-انه لا يثق بكل النساء، منذ أن خيبت فيكي آماله. مع ذلك حتى لو تزوجا فلا أظن أنهما كان سيجدان السعادة معا. كانت دائما تلك المرأة الخبيثة، و لابد له من اكتشاف حقيقتها آجلا أم عاجلا.
ان جليز، رغم مظهره الصارم،رجل عاطفي جدا.
كان من الصعب على أبيا تصور ذلك، فلم تتعب نفسها بصدد هذا الموضوع. ربما أن جلز فارو رجل ذو أوصاف عديدة، و لكنه حتما ليس عاطفيا. سألتها أبيا وقد ازداد فضولها:
-هل كانت جميلة؟
-كانت جميلة للغاية، و تتمتع بمزايا آخاذة، و جاذبية عرفت كيف تستخدمها. وربما لهذه الأسباب توقعت من جيلز تنفيذ كل مطالبها. و عندما أبى، و قال أنه مسافر الى الهند، قررت فسخ الخطوبة. يا لجيلز المسكين، أثرت عليه هذه الحادثة كثيرا.
لماذا رفضت المجيء الى هنا؟ أعرف أن بومباي حارة، ولكن...
-كان يفترض أن يقضي بعض الأشهر الولى من اقامته خارج بومباي، ما عدا بعض الزيارات المتقطعة. أدرك أن عليه قضاء معظم هذه الفترة متنقلا بين كلكتا و دلهي و مناطق شمالية أخرى من البلاد. و لا أخفي عمك أن حياة كهذه ليست شهر عسل مثاليا بالنسبة الى عروس. مع ذلك أنا متأكدة أن جيلز كان رتب بعض الأمور لو وافقت فيكي على الذهاب معه. لم تجد مسألة العيش في موقع جبلي بعيد تتماشى مع أحلامها. فهي اما أن تكون سيدة الدوائر الدبلوماسية في دلهي أو نجمة التجار الأغنياء في بومباي، أو فالأفضل لها أن تظل حيث هي. و هكذا تزوجت مليونيرا أمريكيا بعد مرور أقل من شهرين على فسخ خطوبتها من جيلز. و صار يشعر بالمرارة و التعاسة منذ ذلك الوقت.
-تظنين أنه ما يزال يحبها؟
-لو كان الأمر عكس ذلك، لما اعتصم بالصمت طوال هذه المدة.
شق على أبيا تخيل جيلز فارو، الرجل الفظ، مجرد عاشق هائم دامي الفؤاد لا يجرؤ على الانتقام. و لكن ما قالته الآنسة بيتمان يلغي أي خيار آخر. و ليس من المستبعد طبعا ان ردة فعله هي نتيجة الكرامة الجريحة أكثر من الحب المتوقد. انه يقدر نفسه الى أقصى حد مما جعل تخلي خطيبته عنه تجربة مدمرة له.
سألتها العجوز:
-بماذا تفكرين؟ تبدو عليك امارات الشك.
أقرت أبيا:
-أحاول أن أتصور أبن أخيك وفق رأيك فيه، لكن انطباعي عنه يحول دون ذلك. أستطيع أن ألمس سبب مرارت و بؤسه، مع أن تحوله الى انسان حاقد دليل عدم نضج في شخصيته.
خيم صمت طويل، و خالت ابيا أنها تمادت في الحديث حول جيلز، و جرحت مشاعر عمته. كادت أن تعتذر منها عندما فتحت العجوز فاها:
-هذا هو رأيك اذن؟ لو قال له أي انسان ذلك اما صدق كلمة واحدة من أقواله.
-انه سيكتشف الحقيقة بنفسه يوما ما.
-فقط عندما يقع في الحب مرة أخرى.
-أود لو أشهد هذا المنظر !
ابتسمت الآنسة بيتمان:
-أتمنى ذلك.

تـــــــــــــــــم الفصل السادس


miya orasini غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس