عرض مشاركة واحدة
قديم 29-05-09, 10:47 PM   #32

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي

.
.
.

ابتعدت قليلا ثم قلت ساخرا:
- أنا ..؟؟ صدقيني لا اعرف ... سأفكر حتى أجد حلا لما أنا فيه ..
- حسام هل تخفي عني شيئا؟؟ هل أنت مريض فعلا؟
- لم تقولين ذلك؟؟
نظرت لها باستغراب ولكنها نظرت إلى عيني وكأنها تستكشف ما بداخلي فقلت بسرعة:
- ليس هناك أي شيء ... لا تقلقلي .. فقط أتمنى أن ينتهي الأمر سريعا ..
تركت سلمى وسرت مبتعدا ..
قبل أن أبتعد نظرت لها نظرة أخيرة فابتسمت لي فقلت:
- سأتصل بك ..
لوحت لي بيدها فأرسلت لها قبلة في الهواء وركضت مبتعدا ...
سرت إلى أقرب متجر ملابس يقبل الكروت المصرفية،، اشتريت ملابس جديدة وارتديتها حتى لا ألفت الأنظار .. شعرت بالقلق على سلمى .. أتمنى أن تصل بسرعة ..
دخلت إلى إحدى الصيدليات وطلبت من الطبيب الصيدلاني ربط نزيف معصمي، نظر الطبيب باستياء وطلب مني التوجه إلى المستشفى لخياطة الجرح ..
وطبعا ضمده لي بضمادات حتى أصل للمستشفى ، لكنني لم أذهب طبعا ..
كنت في جنوب العاصمة في مدينة سلمى ، لم أفكر كيف وصلت من مترو الأنفاق في العاصمة إلى هنا فأنا أعلم أنه لا فائدة من التفكير ، ولذا ركبت القطار حتى وصلت إلى العاصمة ..
وقفت في الشارع وتحدثت من هاتف عام ... اتصلت بحاتم طبعا ،، العجيب أن حاتم لم يرد ،، أعدت الاتصال مرات عده وفي النهاية سمعت صوته يتكلم بنعاس شديد :
- من المتحدث؟؟
- حاتم ... هذا أنا .. حسام!
زال أثر النعاس فجأة عن صوت حاتم وصرخ في الهاتف:
- حسام!! أين كنت أيها الأحمق المجنون .. لقد .. لقد ..
- أنا آسف يا حاتم لأنني تركت الشقة ..
- شقة ماذا؟؟ فسر لي الآن أين كنت طوال الإثنى عشر يوما الماضية؟؟
اندهشت وقلت:
- ماذا؟؟ أن لم أغب سوى ليلة واحدة ..
صرخ حاتم في الهاتف كالفتيات .. ثم عاد يقول:
- حسام أين أنت ؟؟ توجه إلى الشقة بسرعة أليس المفتاح معك؟؟
- أجل..
- هيا يمكنني التفاهم معك على راحتي هناك..
أعدت السماعة إلى مكانها وتوجهت إلى الشقة ،، طوال سيري كان الجميع يحدق بي وطبعا أنا لا أنظر في عين أحد ... كالمجرمين تماما!!
وصلت إلى الشقة وفتحتها ثم دخلت، كان المكان مرتبا جدا وكانت الساعة تشير إلى الثالثة والربع بعد الظهر ..
قبل أن أجلس رأيت حاتم ينظر لي ففزعت!! كان حاتم ينظر لي بغل ولم يقل حتى مرحبا:
- حسام!! برر لي ما فعلته!! لقد أصبح لدي شعرات بيضاء في رأسي بسببك!
- اسمعني أولا يا حاتم!!
- اختفيت فجأة وكأن الأرض انشقت وابتلعتك ... العالم كله يبحث عنك ،، لم يتبق إلا الإنتربول الدولي ليشارك في البحث عن الطفل الصغير ..
-
جلست بتعب على الأريكة وأنا استمع لشتائم حاتم:
- وأنت ... كالغبي المجنون،، مختف لمدة عشرة أيام والمصيبة،، سلمى أيضا،، يبحث عنها أهلها .. طبعا عرفت ذلك ولم أخبر أحدا ..
إنه لا يريد التوقف!!
- والدك أصيب بمرض السكر المفاجئ بسببك!!
قلت مفزوعا:
- ماذا؟ أبي؟؟
أكمل حاتم وكأنه لم يسمعني:
- ألم يكن هناك اختراع اسمه هاتف؟؟ أظن ... هيام كادت تصاب في حادث سيارة وهي .. طبعا تبحث عنك .. أنا لم أنم بسبب قلقي عليك وأنا أدور في الشوارع أبحث عن أي شاب أشقر أو متنكر ... أمي لم تترك مستشفى ولا مركز شرطة إلا وبحثت فيه !!
كل هذا حصل؟؟

قلت وأنا أحاول أن يسمعني حاتم:
- صدقني أنا لا أتذكر إلا يوما واحدا!! كيف تقول أنني غبت أكثر من عشرة أيام؟؟
نظر حاتم نحوي باندهاش فقلت:
- لقد عدت اليوم وأنا متأكد أنني خرجت ليلة الأمس..
قاطعني حاتم قائلا وهو يلتقط جريدة موضوعة بعناية على الطاولة:
- انظر يا حسام .... سلمى مخطوفة ، وأنت متهم بذلك اقرأ هذا العنوان " بلاغ من مجهول: حسام أحمد ابن العائلة المحترمة ، يخطف فتاة من الجامعة بعد خروجها بقليل، ويؤكد هذا شاهد عيان" ...... حسام ... انظر إلى الخبر واقرأه بعناية ..
أمسكت الصحيفة بذهول وأنا أنظر جيدا ...
إنها جريمة جديدة ..
قلت بدون وعي:
- أنا لم افعل ذلك ... لقد كانت سيـدو ...
- سيدورا مجددا!
اقترب حاتم وقال متابعا ما بدأه:
- حسام ... أرجوك، لا يمكن لسيدورا أن تفعل كل هذا،، أنت تقتل و تخطف ثم ترمي اللوم على سيدورا .. هل هذا صحيح؟؟ هناك شاهد عيان رآك أنت ...
نظرت إلى حاتم باستياء وأوقعت الصحيفة على الأرض ثم قلت بانفعال:
- أنت تصدق أنني فعلت ذلك؟؟؟
هدأ حاتم قليلا ثم قال:
- اسمع يا حسام .... لقد قرأت تلك الرواية التي تزعجك ولم يحصل لي شيء ،، الجميع قرأها وهيام أيضا .. أظن أن سيدورا كانت مجرد فتاة في حياتك مجرد فتاة معجبة بك وتلا حقك من مكان لآخر ،، أنت ألقيت اللوم عليها لكي تهرب من ....
قلت مقاطعا:
- ما هذا الهراء!! ماذا تقول ..
اقترب حاتم وقال:
- أظن أن ريما لم تمت بسببها، ونهى أيضا ، أنظر إلى نفسك عندما كنت تتكلم في الحديقة،، كنت تتحدث مع نفسك .. لماذا لم أر سيدورا؟؟ لأنها كانت شيئا في عقلك الباطن ،، سيدورا رأيتها فيما بعد وأصبت بخوف شديد لمجرد رؤيتها وهذا لأنك أنت من أوحى لي بهذا ؟؟؟ كيف رأيتها إذن ما دمت لم أرها سابقا ؟؟

كنت أستمع إلى كلام حاتم بهدوء وتابع:
- حسام ... أنت مريض ... يجب أن تتعالج، هذا ليس عيبا، ربما أنت مصاب بانفصام في الشخصية .. أو .. إنك تجد صعوبة في التفريق بين الواقع وما يحدثه خيالك ..
صمت حاتم حزينا عندما رأى تلك الدموع في عيني وتلك الصدمة على وجهي ..
لم أقل شيئا ...
فقط فكرت في كلامه،، لكنني لست مصاب بمرض نفسي أو عقلي ..
أنا لست مجنونا ..
جلس حاتم أمامي وقال بهدوء:
- حسام لا تحزن من كلامي ، تواعدنا أن نكون أخوين حقيقيين، أنت أخبرني،، أين سلمى؟؟ أين خطفتها وأين وضعتها؟؟ ماذا حدث في تلك الأيام الأثني عشر؟؟
نظرت له ولم أرد ...
قال حاتم:
- هل أصبتها بمكروه؟؟ لا تخف ... كن صريحا معي وسأحميك حتى النهاية ..
شعرت بضيق شديد وعاد ضغطي إلى الارتفاع ،، حتى أنت يا حاتم؟؟ حتى أنت تشك في عقلي؟؟
فكرت ... هل أنا مجنون حقا؟؟
هل كل هذا تهيؤات؟؟ مستحيل ... أكاد اجن فعلا !!
قلت بصعوبة:
- أنا لست مجنونا!!
- أعلم أنك لست مجنونا، لكن ... حتى المجنون لا يعرف انه مجنون!
أمسكت برأسي الذي أصابه الصداع المفاجئ فركض حاتم ثم عاد وفي يده علبه مناديل ورقية وقال بقلق:
- حسام، أرجوك .. أنا آسف!! اعتبرني لم أقل شيئا ..

كان أنفي ينزف مجددا لكن الصداع كان قويا وارتفع الدم إلى رأسي ،، خبأت دموعي وجففت تلك الدماء ...
لقد تجمع علي إدانتي الكل حتى حاتم نفسه .. قلت بجدية أكبر:
- اتصل بسلمى،، أريد أن أعرف إن كانت وصلت إلى منزلها يا حاتم ..
جلس حاتم أمامي ثم قال:
- حسام ما الذي حصل؟؟
نظرت له ولم اقل شيئا ... كنت مستاءاً جدا ولم أستطع إخراج المزيد من الكلام ..
عاد حاتم يهزني ويقول:
- حسام هل أنت معي؟؟ هل تسمعني؟؟
لم أرد و ضممت رجلي إلى صدري ثم دفنت رأسي بين ذراعي ، تقوقعت على نفسي لأنني لم أستطع سماع المزيد ، كانت كلمات حاتم ترن كالصدى في إذني ..
" حتى المجنون لا يعرف أنه مجنون"
ضحكت بسخرية عندما تذكرت نفسي وأنا أتخيل أجمل القصص وأكره الروتين اليومي،، ضحكت وأنا أنظر لحالي الآن ... ما رأيي في تلك القصة الجميلة؟؟
إنها من أكثر القصص تشويقا وعذابا على ما أظن .. هذا لو طلبوا رأيي ..

سمعت صوت حاتم الخائف :
- حسام لماذا تضحك هكذا؟؟ هل أنت بخير ... اسمع ، أظن أن علي الذهاب الآن،، لا تخرج أبدا من المنزل، وإذا احتجت لأي شيء فقط أتصل بي، سأعود عندما تهدأ وترتاح قليلا ..
أخذ حاتم مفتاحي من على الطاولة ، فرفعت رأسي وقلت:
- حاتم، لا تحبسني ... أعطني مفتاحي ..
نظر لي حاتم بقلق وقال:
- أرجوك يا حسام، أنا أحافظ عليك .. أنت تعرف كم أحبك!
قلت بعصبية:
- حاتم أنا لست مجنونا، ضع المفتاح وارحل، سأرحل أيضا، ولن تراني مجددا في حياتك لأنني لا أود أن أنغصها عليك وعلى عائلتك ..
نظر حاتم نحوي باندهاش وقال بنبرة عتاب وخوف :
- حسام ماذا تقول ... أنت جزء منا الآن ،، هل سمعت ... ثم من قال أنك مجنون؟؟ الشرطة تبحث عنك ، وأنا لا أريدك أن تخرج لكي ....
قاطعته بعصبية:
- لكي لا أرتكب حماقات!!
- أرجوك يا حسام أنا خائف عليك ... حتى والدك يريد رؤيتك بأي طريقة ..
قلت بغضب:
- والدي لا يحبني، وهو يتمنى موتي منذ ولدت فلا تحاول إقناعي بعكس هذا ..
- لا !! إنه يحبك كثيرا ..

توقفت عن الكلام ودفنت رأسي مجددا وقلت:
- افعل ما تريده!! لكن احذر من سكاكين المطبخ ... فأنا أنوي الانتحار .
سمعت صوت حاتم المنفعل:
- لا تكن مجنونا .. سأترك المفتاح، وساترك سكاكين المطبخ، لا ترتكب حماقات ... سأعود في المساء وسأراك هنا ... سأسأل عن سلمى وسأخبرك بما سمعته ...
سمعت صوت الباب وهو يخرج ... وبقيت هكذا لفترة ..
ربما قصيرة وربما طويلة .. أخشى أن أرفع رأسي بعد قليل فأجد يومين قد مرا بدون أن أعلم ..
بعد قليل انتبهت .. يبدو أنني غفوت بهذا الوضع وكدت أسقط من فوق الأريكة ..
ارتميت على الأريكة وأكملت نومي السيئ .. ربما استيقظ فأجد أسبوعا قد مر وأنا لا أعلم ..
-------------------------------

... يتبــع ،،




maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس