عرض مشاركة واحدة
قديم 29-05-09, 10:48 PM   #34

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي

مر علي يومين وأنا هنا في المصحة ..
أصبت بالاكتئاب الشديد وارتفاع الضغط، كنت أعامل معاملة خاصة وكان الأطباء ينقلون لي الدم، لم أبد أي عدوانية وتناولت دوائي بانتظام لكنني لم أجب عن أسئلة أي طبيب ..
كنت صامتا طوال الوقت .. وأشعر بالمرض...
كان جسدي كله يؤلمني ،، وأنا مستلق على سريري ، سمعت صوت الباب ولكنني لم ألتفت ، أظن أنه كان طبيبي ..
وضع ذلك القادم يده على ظهري وقال:
- حسام، هل أنت مستيقظ ..
كان ذلك الصوت ...
التفتت وأنا أشعر بذهول ونظرت إلى صاحبة الصوت الرقيق ...
كانت سلمى تنظر لي بلطف وابتسامة وقالت:
- لقد حاربت حتى أصل إليك .. هل أنت بخير؟
قلت بسرعة وأنا أجلس:
- نعم ، وأنتِ .. هل ذهبت إلى مركز الشرطة في ذلك اليوم كما طلبت إليك؟
نظرت سلمى بارتباك وقالت بإشفاق كبير:
- حسام .. أرجوك أنا لا أعرف ما تتحدث عنه ..
قلت باندهاش:
- أتعنين أنك لم تكوني معي؟؟
- لا ..لكن أن أكون معك هي أكبر أمنياتي ..
ارتفع ضغطي من جديد وقلت بيأس:
- لكن ماذا عن خبر اختفاءك..
- حسام .. إنه موضوع مختلف ، لقد خطفت بالفعل ، لكنك بريء من هذه التهمة..
تذكرت ما حصل في ذلك اليوم وقلت وأنا أمسك دموعي:
- لقد ... لقد كنت معي طوال الوقت، كيف لهذا أن يصبح هلاوس!!
ارتميت على سريري وغطيت وجهي بالملاءة وأنا أشعر بيأس شديد وغضب و ..
سمعت سلمى تقول:
- حسام أرجوك لا تفعل ذلك ، أنا خائفة عليك!
صرخت بعصبية وأنا لا أعي ما أفعل:
- أبتعدي عني!! ابتعدوا جميعا ..
سمعت أصوات الممرضين والأطباء وخرجت سلمى أيضا، تركني الجميع وأغلق الباب السميك علي مجددا ..
صرخت بصوت عال:
- أخرجوني من هنا، سوف أموت!! أكره الأماكن المغلقة ،، أخرجوني!!
جن جنوني بالفعل ونزفت انفي بالدماء مجددا فركضت نحو الباب وضربته بيداي ورجلاي وأنا أصرخ :
- أنتم من سيصيبني بالجنون!! دعوني اخرج .... آآآ دعوني وشأني!!!!!!
لا أدري ما الذي حصل ..
لكن أظن أن تلك الحالة العصبية أصابتني فتخبطت في جدران الغرفة وركلت السرير عده مرات، أوقعت الوسادة والملاءات و .. فعلت أشياء كثيرة لم أعد أتذكرها ..
عندها تأكد الجميع فعلا أنني مجنون بالفعل ولا أعاني من مجرد الهلوسة ..

عندما أفقت كنت نائما في ركن الغرفة وآثار الدماء التي سالت من انفي على ملابسي البيضاء، نظرت حولي إلى الغرفة وإلى المحلول الذي مزقته ورميته أرضا .. والسرير أيضا كان في حال يرثى لها والملاءات مبعثرة في كل مكان ..
نظرت إلى يدي .. ماذا فعلت؟؟
تذكرت المرة الأولى التي أصابتني فيها الحالة عندما كسرت كل شيء من آنية المنزل الصغيرة وحتى زجاج سيارة أبي ...
تذكرت المرة الثانية أيضا، كدت أكسر رجل أحد الطلاب في الجامعة و بعثرت الأوراق وكان يوما شنيعا جدا ..
هذه هي المرة الثالثة ...
كنت أعلم أن بي خلل عقلي ما ..
أليس كذلك؟
أنا أكره الأماكن المغلقة، وأصاب بحالة هستيرية عندما أغضب بشده واستنفذ كل صبري..
أنا أكره الظلم ...
إنهم يظلمونني عندما يضعونني هنا ويحرموني من كل شيء ...
سلمى لم تكن معي ،، لكن عينيها تقول غير ذلك ...
إنها تكذب علي لسبب ما ، لماذا؟ لماذا رضي والدي أن يضعني هنا؟
أغمضت عيني وارتميت على أرضية الغرفة ، أظن أنهم شعروا بالقلق وظنوا أن مكروها أصابني فدخلوا ينظرون لوجهي ..
فتحت عيني ونظرت إلى طبيبي المعالج وقلت:
- هل أنت مستعد لسماع الحكاية ... من البداية؟؟
قال الطبيب مبتسما:
- نعم!
بعد أن رتبوا السرير مجددا جلست فوقه بهدوء وجلس الطبيب أمامي ثم قلت:
- اسمع أيّها الطبيب، أنا شاب عادي مثل كل الشباب كنت أعيش حياة روتينية تلك الحياة بدأت تتغير بعد حادثة أصدقائي، ليس هذا ما أثر على قدراتي العقلية ....
بدأت أحكي للطبيب بعقلانية وهدوء شديدين، كان يسألني بعض الأسئلة أثناء كلامي وكنت أجيب عنها بصدق و صراحة ..
أحيانا كنا نضحك وأنا أمثل له شيئا ما وضعني في موقف غبي، ضحك عندما حكيت له عن حاتم وهو يترك المنزل ويهرب مني بعد منتصف الليل ...
لم أترك أي شيء لم أخبره به ...
بعد انتهاء جلستنا الطويلة، أظن أننا أصبحنا صديقين ... كان الطبيب محتارا جدا في تشخيص حالتي وقال أنه سيفعل ما بوسعه وسيستدعي كل من لهم علاقة بالأمر ..
موت ريما ونهى بالسكتة القلبية وهم في سن الشباب لم يكن مصادفة أبدا...
هذا ما أخبرني به ...
عدت إلى الوحدة مجددا ولكنني اكتشفت أن كل هذا التغير المفاجئ كان بسبب سلمى ، لقد اطمأننت على عودتها سالمة ، كنت سعيدا لأقصى حدودي ... كم أنا سعيد على الرغم من كل ما يحصل، كل أمنياتي أن أرى عمي ، والد سمر ...
أريد أن أخبره بالحقيقة، وأريده أن يصدقني ...
لا أعرف كيف تصرف الطبيب، أكملت أسبوعا في المستشفى بحسن سيرة وسلوك وأنا أتناول دوائي بانتظام ولا أثير مشاكل،، في نهاية الأسبوع أخذوني إلى غرفة التحقيق التي كنت فيها عندما جئت ..
جلست وفوجئت بضابط تحقيقات يدخل خلفي ومعه بعض الجنود ..
جلس أمامي وقال بصرامة:
- حسام، سأطرح عليك بعض الأسئلة وستجيب بصدق ..
- حاضر..
- بعد التحريات المكثفة عنك، علمنا أنك لا تشكو من أي مرض عقلي، طبيبك أخبرني بالكثير من الأشياء عنك لكنني أريد أن أسألك ما الذي دفعك لقتل سمر؟
- لقد كنت أحبها كثيرا مثل أختي، كما أنني لم أرها سمر، هذا أولا، ثانيا الخطأ ليس خطأي، أنا لم أتخيل حتى أنه يمكن لسمر المجيء في ذلك الوقت المتأخر والصعود إلى غرفتي .. كان على أحدهم الاتصال بي وإخباري أنها قادمة ..
- يعني أنت ترمي السبب على والدك؟
- لا ليس على والدي فحسب، العائلة عبارة عن مجموعة من الرجال، ليس لدينا سوى أربعة فتيات لماذا يرسلونها لي ..؟؟ لماذا لم يأت عمرو مثلا أو غيره؟؟
- كيف تقول أنك لم ترها سمر؟
- هذا ما حدث، وإن كان الطبيب يشخص ذلك بالهلوسة فأنا راض بحكمه ..
- أممم حسنا.. لقد ظهرت برآتك في قضية سلمى، ولكن من هو الذي تعتقد انه ابلغ عنك بالاسم وقال أنه رآك؟ هل لديك أعداء ..
صمتت قليلا وأنا أفكر ...
ولكنني قلت بصراحة:
- ليس لدي أعداء وأظن أن سيدورا هي من فعلت ذلك!
- سيدورا؟ هي تلك الفتاة نفسها (ولاء أمين) .. هل تستطيع مواجهتها؟
- نعم ...
- ماذا إذا كانت تنفي علاقتها بك .. ؟
- لا أعلم ما يمكن أن يحدث لكنها ستنفي في العادة ...
رتب الضابط أوراقه وقال وهو يقف:
- لم تنتهي الأسئلة بعد ، لكنك ستخرج من المستشفى غدا وستترك العاصمة لتعود إلى منزلك حتى نستطيع التحقيق معك بشكل أفضل.
كان هذا أسعد خبر سمعته في حياتي ،، عدت إلى الغرفة بصحبة الممرضين فرأيت الطبيب ينتظرني هناك، دخلت وقلت مبتسما :
- سوف أعود غدا إلى منزلنا ..
ابتسم الطبيب ثم قال وهو يعدل من وضع نظارته:
- هذا صحيح، لكنك ستواجه المرحلة الأصعب في إثبات براءتك ...

-------------------------------


maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس