عرض مشاركة واحدة
قديم 29-05-09, 10:49 PM   #35

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي

15- تحقيق!

-----------------------------


في اليوم التالي حضر والدي لاصطحابي ، كنت أنتظره في صالة الانتظار بالمشفى ، ركبت السيارة إلى جوار والدي واتجه بنا السائق إلى مدينتنا، لم نتكلم في أي شيء فقط كنت أتطلع من نافذة السيارة بينما أجرى والدي اتصالات كثيرة ... عندما وصلنا إلى المنزل لم أصدق حقا أنني هناك ..
كأنني لم أر واجهة منزلنا منذ شهور ..
ركضت في الحديقة ودلفت إلى الردهة وكانت المفاجأة هناك ..
كان عمي ينتظرني في الردهة، وأبناء عمي وعمي الآخر أيضا وأولاده ،، وقفت مبهوتا لبعض الوقت ولكن عمي أزاح مكانا إلى جواره وقال بابتسامة هادئة:
- تعال إلى هنا يا حسام ...
مشيت ببطء وأنا أنظر في وجوه الجميع بقلق ثم جلست إلى جوار عمي والد سمر ... في تلك اللحظة دخل أبي إلى الصالة وجلس أيضا.
حل الصمت لفترة طويلة وكان عمي يحدق بوجهي فقلت:
- عمي ...
- نعم يا بني؟
لم اعرف كيف أعتذر عما حصل، لأنه كان أمرا كبيرا جدا وقلت:
- أنا ... لقد كنت .. كـ ..
قاطعني عمي قائلا:
- أعلم أنك لم تقصد فعل ذلك ...
كان عمي كريما جدا معي، وكانت أخلاقه عالية،، صمتت قليلا وسمعت صوت جرس الباب ثم فوجئت بحاتم صديقي يدخل مبتسما وهتف عندما رآني:
- أوه!! يبدو أنني جئت متأخرا ..
صافحه أبناء عمي ثم توجه حاتم وجلس بجوار أبي ، حتى لم يتكلم معي ولم يسلم علي .. نظرت له بصمت وكان الجميع ينتظر ..
لحظات وسمعت الجرس مجددا ..
تلك المرة كان الرجل ضابطا في الشرطة ، كان قد حقق معي في السابق وعندما جلس قال يخاطبني:
- كيف حالك الآن يا حسام؟
- بخير ..
- هذا جيد، أخبرني بالتفصيل عن ما حدث تلك الليلة؟
نظرت إلى حاتم فوجدته يحدق بإحدى اللوحات وكان الجميع ينتظر كلامي فقلت:
- لقد حكيت هذه القصة كثيرا ... قلت أنني كنت أتشاجر مع سيدورا وقمت بخنقها ثم فوجئت بأنها سمر..
ابتسم الضابط وقال بسخرية:
- وهل تعتقد أن هذا كلام معقول؟؟
- ليس معقولا، ولكنه ما حصل فعلا ..
- هل تعتقد أنك مصاب بالهلاوس البصرية؟؟
نظرت إلى الضابط ولم أرد،، لقد سئمت كل هذا!
اتكأ الضابط على الكرسي وقال وهو يتطلع لأوراق في يديه:
- ستأتي معي الآن، وستتعرف على الطالبة ولاء ، التي ادعيت أنها سيدورا، ثم سنسجل أقوالك ..
وقف الضابط وتبعه أبي بينما جلست ونظرت إلى وجه عمي ...
كان عمي واثقا من شيء ما، أعرفه عندما يكون كذلك .. الجميع يخفون عني أمرا ما لا أعرفه، النظرة الغريبة التي شاهدتها في عيني سلمى، أراها الآن في عين حاتم وعمي .. وأولاد عمي جميعا ..
كأنهم يفكرون بشيء ما؟ نفس الشيء؟؟
خرجت مع والدي وعمي والضابط طبعا إلى قسم الشرطة، عندما دخلت إلى المكتب كانت هناك فتاة شقراء تجلس على الكرسي ..
من النظرة الأولى علمت أنها ليست سيدورا بالطبع ، إنها تشبهها إلى حد كبير ولكنها أيضا مختلفة جدا ...
نظرت الفتاة المفزوعة نحوي فقلت للضابط فورا :
- إنها ليست هي ..
نظر والدي باستغراب فعدت أقول:
- هذه الفتاة رأيتها من قبل في الجامعة وهي ليست سيدورا.
يبدو أن الفتاة تنفست الصعداء فقال الضابط:
- لكنك قلت عن الفتاة التي رأيتها في الصورة أنها سيدورا..
ابتسمت وقلت بثقة تامة:
- الفتاة التي التقطتم تلك الصورة لها هي ليست ولاء ،..... إنها سيدورا..
أخرج الضابط صورة سيدورا وأعطاها لـ ولاء فقلت:
- "ولاء" لا ترتدي تلك الثياب القصيرة، كما أن شعرها أقصر من شعر سيدورا ...
أكدت ولاء كلامي وقالت ببعض الارتباك:
- هذه ليست أنا ... أنا فعلا، ..كـ .. كما قال حسام تماما!
دقق الضابط في الصورة ثم في وجه ولاء فقالت ولاء:
- إن عيناي بنيتان وليستا خضراوين ، و ... لون شعري الأصلي بني .. إنه مجرد تشابه في الشكل!
سألها الضابط:
- حسنا، هل رأيت تلك الفتاة من قبل في الجامعة؟
- في الحقيقة ... لا .. مع أنها ملفتة للنظر ..
التفتت إلى والدي وقلت:
- أبي ، هل تذكر الفتاة التي جاءت يوما ما إلى منزلنا لتستعيد المظلة الوردية..
صمت أبي ليتذكر ثم قال:
- نعم ، كانت امرأة جميلة!
- هل تعتقد أنها ولاء؟
نظر أبي نحو ولاء لثوان ثم قال:
- لا أعلم حقيقة فقد كانت ترتدي نظارات شمسية!

*******
الكثير من الأسئلة والأجوبة التي لا تنتهي ...
أصبحت سيدورا هاجسا غريبا يسيطر على كل مراكز الشرطة، كما أن الصحافة تلقت هذا الخبر أيضا رغم التكتم عليه ....
كنت خارج السجن فقط بسبب كفالة عمي ووالدي لي ، ولكن الضابط ( وأخيرا) سألني السؤال الحتمي:
- من رأى سيدورا غيرك؟
ترددت كثيرا قبل أن أقول:
- ريما ابنة عمتي رأتها ، وعمتي أيضا وقد توفيتا ... أظن أن أبي رآها لكنه لم يعطي الأمر اهتماما ولن يتذكر أبدا .. أصدقائي في جمعية الثقافة رأوها قبل الحادثة مباشرة، جميعهم ماتوا عدا الشاب الذي أخبرني بذلك ،، وهو صديقي علاء ، صديقي حاتم شاهدها مرة واحدة وأصيب بالغيبوبة لساعات طويلة لا أعرف لماذا ..
صمتت قليلا ثم تابعت:
- حاتم نفسه لا يعرف لماذا ... هيام شقيقة حاتم شاهدتها أيضا، وكانت ستقرأ الرواية ولكننا تدخلنا في لحظة مناسبة، نهى صديقة حاتم شاهدتها ولكنها قرأت الرواية فأصيبت بسكتة القلبية كما حصل مع ريما ...
سكتت فقال الضابط:
- هؤلاء فقط هم الذين شاهدوا سيدورا؟
- لا ... هناك سلمى ..
- من هي؟
- إنها صديقة،، لكنها تسكن جنوب العاصمة ،، وهناك ، جنوب العاصمة رأيت سيدورا أيضا .. لقد كانت موجودة في كل مكان أذهب إليه ..
فكر الضابط قليلا ثم قال:
- أتعني أنه كل من يقرأ الرواية يجب أن يموت؟
- هذا صحيح ..
أخرج ذلك الكتاب المزيف وقال:
- أهذه هي؟ لقد أعطاني إياها حاتم، صديقك؟
نظرت إلى الرواية وقلت :
- ليست هي، أنا أحمل النسخة الأصلية منها ..
- حسنا أين هي؟
- إنها في خزانتي ... في المنزل.
- حسنا يا حسام ،، لدينا الآن حاتم، وعلاء وهيام وسلمى .. هم الذين شاهدوا سيدورا فعلا ..
شعرت ببعض القلق ثم قلت:
- ربما علاء لن يعرف ما نتحدث عنه فقد كان يحكي لي الأمر بتلقائية .. وسلمى ، أنا لا أريد لحياتها أن تتشتت بسببي ... لا أريد للشرطة أن تذهب للتحقيق معها كما أنني لست واثقا من رؤيتها لسيدورا..
- حسنا، أفهمك.. غدا ستحضر لي الرواية إلى هنا .. يمكنك الانصراف الآن.
عدت إلى المنزل ذلك اليوم، فكرت كثيرا في ما تكلمت به مع ضابط الشرطة ..
غفوت قليلا ..
لكنني سمعت صوتها ،، صوت سلمى ..
كان يخاطبني ...
عندما استيقظت لم أتذكر ماذا كانت تخبرني،، كان حلما غريبا جدا فقد حلمت بصوت فقط .. مجرد صوت يتحدث إلي بلغة غريبة لا أتذكر عنها شيئا ...
شعرت بالقلق عليها..
تذكرت ذلك اليوم عندما جاءت لزيارتي في مصحة الأمراض العقلية وعندما صرخت وأنا أقول مثل المجنون "ابتعدي عني؟"
كيف استطعت قول ذلك لها ... لقد تكبدت العناء حتى تأتي لزيارتي .. أنا قلق عليها كثيرا ..
في مساء ذلك اليوم تسللت إلى الخارج بدون أن يراني والدي ،، كان محظورا علي الخروج من المنزل لأي سبب كان .. هذا طبعا الحبس الانفرادي الذي كنت أتحدث عنه ..
كانت الساعة قد تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل ، أخذت سيارتي وتوجهت إلى جنوب العاصمة ..
سأنتظرها عند باب الجامعة حتى تدخل وسأطمأن عليها .. أغلقت هاتفي المحمول حتى لا أتلقى اتصالات التوبيخ والقلق من الجميع ..
عندما وصلت .. كان الفجر على وشك البزوغ ووضعت رأسي على المقود وغفوت قليلا، عندما انتبهت، اقتربت بالسيارة من مبنى الجامعة ثم خرجت واستندت بظهري على السيارة وأنا أتأمل الداخلين والخارجين ..
ماذا لو لم تأت؟
مضى وقت قصير وسمعت صوتا من خلفي يقول:
- حسام؟
تطلعت إلى الخلف ورأيت سلمى فابتسمت قائلا:
- لقد وجدتني قبل أن أجدك .. كيف حالك؟
- بخير .. وأنت؟
كانت سلمى تتكلم بنبرة حزن غريبة فقلت :
- أنا آسف حقا لما قلته عندما جئت لزيارتي في المستشفى ..
نظرت لي سلمى نظرة حزينة ثم قالت:
- لا تعتذر فلا داعي لذلك ..
- ما بك؟ هل ضايقك أحد ..
- لا ..
اقتربت من سلمى قليلا وقلت بصوت منخفض:
- سلمى هل أنا مجنون؟ أخبريني .. هل كنت معي في تلك الصحراء، في ذلك اليوم .. عندما رأينا سيدورا.. ؟؟
نظرت سلمى نحوي بألم ثم قالت:
- أرجوك يا حسام .. لقد تسببت لي بما يكفيني من المشاكل!
صدمتني تلك الكلمة فوقفت مندهشا لبعض الوقت، تضايقت سلمى وظهر على وجهها الحزن ثم تركتني ودخلت إلى جامعتها .. لا أدري كم وقفت هكذا ..
آلمني قلبي بشدة وركبت سيارتي بتعب وحيرة،، لقد كرهتني سلمى وتخلت عني ..
إنها تعاملني بقسوة ، وهذا لأنني مجنون .. نعم .. لقد صرخت في المستشفى وأنا أقول ابتعدي عني.. إنها تنفذ ما قلته ،، إنا أحمق أكثر مني مجنونا ..
أخذت وقتا قصيرا حتى وصلت إلى مدينتي، كنت أسير بسرعة جنونية حتى أوقفني ضابط مرور وكتب لي مخالفة سير ..
هذا ما كان ينقصني ..
عدت إلى المنزل وعندما دخلت رميت المفاتيح على طاولة الردهة وشاهدت أبي ينظر لي من الدور الثاني وهتف بخوف:
- حسام! أين كنت؟؟ لقد قلقت عليك! كنا سنقع في مصيبة بسببك ..
كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا فقلت:
- لقد كنت أتمشى قليلا ..
- تتمشى؟؟ أنت غائب عن المنزل منذ بزوغ الفجر!!
لم أقل المزيد وتوجهت صوب الأريكة وارتميت عليها .. لم أكن مرهقا ،، لكنني كنت حزينا جدا ...
سمعت أبي يتابع التوبيخ وهو ينزل الدرج :
- ولماذا أغلقت هاتفك!! إن أمرك عجيب !! ماذا إن تأخرت ولم تذهب إلى الضابط ؟؟ كيف سيكون موقفي أنا وعمك ساعتها؟؟ كما انك مريض وتحتاج إلى الراحة ..
أغمضت عيني وأسندت رأسي على ظهر الأريكة وقلت :
- أبي ....
- ماذا أيضا؟؟
- أنا..
صمتت لفترة فقال أبي بعصبية:
- أنت ماذا؟

.
.
.
.


maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس