عرض مشاركة واحدة
قديم 29-09-16, 12:08 AM   #18

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث

نار غضب شديدة هى تلك التى شعرت بها (راندا) و رغبة عارمة فى قتل (زياد) لذلك الموقف الكريه الذى وضعها فيه إنتقاماً ... شعرت كما لو كان أدخلها عرين أسد و جذب ذيله ليتركها وحدها فى مواجهة غضبه العارم ، تبعته و رغبتها فى قتله تزداد .. لكنها لم تعمل حساب ذلك الأسد الغاضب أمامها .. خطوتان فقط و شعرت بكفه تقبض على يدها ، لم تفهم أى صاعقة تلك التى أصابت جسدها مباشرة ، امتدت من كفها الصغير المحاصر داخل قبضته القوية لتصل مباشرة نحو قلبها الذى كانت ارتجافته هذه المرة أعتى من سابقاتها ... قبل أن تحاول فهم ما يحدث وجدت نفسها تُشد بقوة لتدور حول نفسها فى دورة قصيرة حول كعب حذائها العالى و حرير فستانها يدور معها برقة آسرة قبل أن ينسدل حول ساقيها فيما جسدها الصغير ارتطم بجسده حتى كادت تلتصق بصدره تماما لولا كفها الآخر الذى استقر دون إرادتها فوق موضع نبضه .. فى لحظة واحدة كانت محاصرة بين ذراعيه التى أحاطت إحداهما بخصرها ، اتسعت عيناها و عقلها يحاول إستيعاب ما يحدث و جسدها يرتجف بقوة كأنما فقد عقلها السيطرة عليه ... ما يحدث كان خارج إرادته ... بدا كما لو أن قوة جذب ساحقة لثقب أسود قد ابتلعتها و الكلمات توقفت فى حلقها فلم تنطق بحرف و عيناها تتوقفان أمام عينيه ... وجدت نفسها تغرق فى لُجة عميقة من الزيتون و العسل تعصف بهما الآف الرسائل و المشاعر التى تشربتها روحها فى لهفة كأنما كانت تنتظرها منذ الأزل ... لا تفهم ... يا الله .. ماذا يحدث لها ... لماذا لا تستطيع الإبتعاد ؟!! .. لماذا يبدو كما لو أنها قد .. قد وجدت وطنها أخيراً ...وطنها!!! .. عند هذه النقطة و عقلها بدأ يستيقظ رافضاً ، ليرسل الإشارة تلو الأخرى لجسدها المتجمد ... اشتعلت عيناها بالغضب من جديد و قطبت حاجبيها و هتفت من تحت أسنانها و هى تدفع بكفها فى صدره محاولةً الإبتعاد عن نطاق صدره
_"ما هذا الذى فعلته؟! ... كيف تجرؤ؟! .. ماذا تظن نفسك تفعل؟ّ!"
بدا كما لو كانت تدفع بكفها الصغير حائطاً خرسانياً لم يهتز لحظة .. بل زاد من ضغط ذراعه حول خصرها يقربها أكثر و صوته المميز يعاود مغازلة أذنها
_"أظن فى هذه اللحظة أننى أراقصك ... إهدأى قليلاً عزيزتى أعدك أننى لن آكلك"
لكنّ النظرة فى عينيه كانت تقول شيئاً آخر فعادت تتلوى بجنون و هى تكاد تصرخ و عيناها تكادان تخرجان من محجريهما
_"قلت ابتعد عنى و إلا سأصرخ الآن و أسبب لك فضيحة لن تنساها... أنا لا أريد الرقص معك ..لا أراقص غرباء يا هذا ... هل ستجبرنى؟!"
مال ليهمس فى أذنها ليرتجف قلبها مع أنفاسه الدافئة بطريقة أثارت غضبها من نفسها أكثر و أكثر
_"لا أعتقد أنكِ قادرة على تحمل نتيجة إثارة فضيحة فى هذا الحفل الكبير حيث بالتأكيد سنكون أنا و أنتِ فاكهة أحاديثهم الفضولية لأسابيع قادمة"
كانت تدرك أنه محق ... لكنها تكره أن تكون فى موضع ضعف أو أن يجبرها أحدهم على تقبل وضع لا تتقبله ... أدارت عينيها فى المكان من حولها كأنما تبحث عن مهرب أو مُنقذ .. لمحت والديها كلٌ منهما منشغل فى حديث مع بعض أصدقائهما دارت بعينيها مرة أخرى لتلمح (زياد) يقف بعيدا مع أحد الأشخاص لكنه كان يراقبها بإهتمام ، فتوسلت إليه بعينيها أن يخرجها من المأزق الذى ورطها فيه لكن نظرة الإهتمام فى عينيه اختفت لتحل محلها نظرة عابثة و هو يبتسم لها و يرفع كفه و يرسل نحوها قبلة فى الهواء لسوء حظها لمحها (هشام) الذى ازدادت حدة غضبه ... لمعت عيناها بدموع قهر و هى تقسم أن (زياد) لن يفلت بفعلته ...تحكمت فى دموعها لترفع إليه عينين غاضبتين لتقول بلهجة حاولت صبغها بالإحترام رغم رغبتها العارمة فى صفعه بقوة أمام كل هؤلاء الحضور
_"اسمع يا سيد ..."
قاطعها قائلا
_"هشام ... هشام رضوان ... آنسة ..؟؟!"
لوت شفتيها كأنها لا تهتم بمن يكون أصلا و زفرت بقوة و هى تقول
_" (راندا) ... حسنا ... اسمع يا سيد (هشام) ...أعترف أنك محق .. لكن حقا أنا لا أرغب بالرقص الآن ، لذا رجاءا هل يمكن أن تدعنى أذهب ... من فضلك"
لم تنتبه أن جسدها فى هذه اللحظات كان يتحرك بتناغم مع جسده على أنغام الموسيقى الهادئة و لا أن كفها عاد ليستقر فوق قلبه الذى كان ينبض بقوة فيما صاحبه لم يكن أفضل حالاً منها ... كان يسب نفسه غاضباً ... لم يكن أبداً من الأشخاص الذين يندفعون دون تفكير أو أولئك الذين يحركهم غضبهم ... لكنه وجد جدار سيطرته الذى اعتقده دوما قوياً يتحول رماداً إثر بركان غضبه الذى انفجر و هو يرى قرب ذلك الـ(زياد) منها لتلك الدرجة و رغبة عارمة فى إنتزاعها من بين ذراعيه ليدفنها داخله هو .. يخفيها عن أعين الجميع و أن يعلن لهم جميعاً و هى قبلهم أنها ملكه ... عندما وجدها تتحرك لتلحق بـ(زياد) ، قلبه تلوى بين ضلوعه معترضاً يخبره أن لا يتركها تبتعد و لو قليلاً .. أنها لن تعود إن لحقت بالآخر .. وجد نفسه يتحرك دون تفكير ليقبض على كفها الصغير و يشدها نحو صدره و شئ ما اهتز فى أعماقه يخبره أن روحه المفقودة قد عادت مستقرها أخيراً ... أنه يحيا أخيرا و لأول مرة منذ دهور ...
عيناه كانتا تجريان على ملامحها الرقيقة بشغف ...كانت أجمل و هى قريبة منه لهذه الدرجة و عيناها غارقتان فى عينيه ... عيناها اللتان كانتا بلون القهوة الداكنة من هذا القرب ، كانتا تنظران إليه فى هذه اللحظة كأنه الرجل الوحيد فى هذا الكون ، لم تكن فانتة ... لم تكن أجمل إمرأة يراها فى حياته ... لم يلتفت أصلا لجمال إمرأة من قبل .. لكنه الآن يقسم أنه لم يخلق من النساء من هى أرقى و لا أروع ... لم يُخلق غيرها أصلا لتملأ الفراغ المدعو قلباً داخل تجويف صدره و لا أمرأة تتناسب بهذه المثالية مع محيط ذراعيه ... لم يُخلق من أجله سواها ...
النار التى اشتعلت فى عينيها بعد ذلك أيقظت داخله روحاً كانت غافلة فى سبات طويل ... روح محارب وجد أخيرا خصمه المناسب كان يستمتع بكل لحظة من غضبها و تمردها الذى يثب من عينيها .. راقب بإستمتاع كيف تحاول السيطرة على غضبها لتحاول الحديث معه بتحضر ليتركها تذهب ..هاه كأنه قد يفعل ... قربها نحوه أكثر حين لمح نظرتها المتوسلة نحو (زياد) و الدموع التى لمعت فيهما قبل أن تسيطر عليها و قبلة (زياد) التى جعلته يُجن غيرة فأدارها ليخفيها عنه و هو ينحنى ليهمس بنبرة حملت غضبه
_"إنه غبى"
رفعت نحوه عينيها مستفهمة ليستطرد و هو يشير برأسه فى إتجاه (زياد)
_"صديقك هذا غبى"
عادت تنظر نحو(زياد) الذى كان مندمجا لحظتها مع صديقه فى حوار ما ... عاد صوت (هشام) يقول بتملك
_"لو كنت مكانه لما تركتك من بين ذراعىّ أبداً و لقطعتُ يدَ أى رجلٍ قبل أن تمتد إليكِ"
شهقة قوية ترددت فى أعماقها و هى تنظر نحوه بذهول و أعماقها تنقلب رأسا على عقب مع نبرة التملك فى كلماته التى بعثرتها بقوة ... يا إلهى !! ... ماذا يجرى ؟!! ... ما يحدث الآن يجب أن يتوقف بأى طريقة ... ذلك الطوفان الذى يكاد يغرقها رغم كل مقاومتها يجب أن يتوقف ... يجب أن تبتعد عن طريقه و إلا ستضيع للأبد ... عادت تنظر نحو (زياد) فى أمل و هى تستشف نبرة الغيرة فى صوت (هشام) ... حسنا .. لم لا تستغله .. هو ورطها مع هذا الأسد ، و هو من سيخرجها ... ابتسمت برقة و هى تعود لترفع عينيها المتألقتين لتقول بلهجة رقيقة مغرقة بالحب
_"لحسن الحظ انك لست مكانه ... (زياد) حبيبى ليس كأى رجل فى هذا العالم ... لا أحد أبدا يستطيع ان يُقارن به .. المقارنة ستكون غير عادلة"
ضغطت على كلمة حبيبى مؤكدة كأنما تريدها أن تخترق أذنيه ... لم تعرف أنها اخترقتها فعلا مباشرة نحو قلبه ليضغط على أسنانه بقوة يقاوم رغبته فى أن يخرس شفتيها الباسمتين اللتين منحتا ذلك اللقب لرجل آخر ... رجل غيره ... عوضا عن ذلك كان يبعدها على إمتداد ذراعه قبل أن يشدها نحوه مرة أخرى لتلتصق به و كفه الحر يستقر خلف رأسها يغوص بين موجات شعرها الناعم ، يشدها نحوه و عيناهما تتبادلان صراع إرادات عنيف ... أنفاسها انحبست و هى تستشعر التملك و التحدى فى رقصته .. هل أساءت التصرف و أشعلت فتيل بركانه أكثر .. لكنها لن تسمح له بالتمكن منها ، بادلته نظرته المتحدية بأخرى تماثلها و أنفاسها تعود لتتردد بقوة كأنفاسه الحارة التى لامست وجهها ... غرقت فى تحديه ... جسداهما استمرا فى الرقص بتناغم بدا واضحا ، فلم تنتبه لإتجاه حركته و لا أن الموسيقى كانت تخفت فى كل لحظة ... كانت غارقة فيه حتى النخاع... أدارها حول نفسها قبل أن يقربها منه مرة أخرى ليميل و يهمس فى أذنيها بتملك
_"للأسف يا جميلة .. الآن (هشام رضوان) قد دخل فى المعادلة لذا ..."
صمت لحظة ناظرا فى عينيها بتحدى ليتابع بثقة
_"أى مقارنة لن تكون لصالح أى رجل آخر"
رسالته كانت واضحة لها دون أى لبس ... سيطرت بقوة على رجفة قلبها لتقول
_"أنت مغرور جدا يا هذا... ثم من وضعك أصلا فى مقارنة مع (زياد)"
أدارها ليصبح ظهرها ملاصقا لصدره و هو يتمايل معها على النغمات البعيدة هامسا فى أذنها بنبرة جعلتها تقشعر
_"أنتِ عزيزتى ... وجودكِ الآن بين ذراعىّ هو ما يدخلنى فى المعادلة .. و بقوة ... أنتِ الآن دخلتِ بقدميكِ حدود مملكتى .. و لا أحد يدخلها ليغادر دون إرادتى يا جميلة"
جذبت نفسها لتبتعد بقدر ما سمح لها لتواجهه و عيناها تلمعان بتحدى لتقول و هى تضغط على أسنانها بقوة
_"ألا ترى أنك تعطى نفسك قدرا أكبر من حجمها ... ثم إننى لا أهتم البتة بك ... أنا لا أعرفك أصلا يا هذا ... أنا سأغادر هذا الحفل و سأنسى كل ما مر هنا فى الصباح الباكر كأى كابوس مزعج"
أمسك بكفيها و هو يفرد ذراعيهما معا على إمتدادهما و يدور معها دون ان تفترق عيناهما المتحديتان ليهمس قرب وجهها
_"أنتٍ تعرفين داخل أعماقك أنكِ تكذبين ... أنتِ تشعرين بنفس ما أشعر به الآن أعرف هذا ... روحك تعرف رغم أنكِ تكابرين ... وجودكِ هاهنا ... بين يدىّ و بقربى كقرب أنفاسى يثبت كلامى ... أنتِ داخلك تدركين أنكِ لن تتمكنى من نسيان ما يحدث الآن ... لن يمكنكِ إنتزاعى من داخلك كما لن أستطيع أنا إنتزاعك من داخلى"
شهقت بقوة و هى تنتزع نفسها من بين ذراعيه لتبتعد و عيناها تتسعان و شعور مرعب بالغزو يجتاحها ... كانت تتنفس بقوة و هى تحدق به .. هذا الرجل ... كيف يقرأها إلى هذا الحد ... كيف يغزوها بهذه القوة فلا تتمكن من مقاومته ... لفت ذراعيها حول نفسها تحاول إستعادة سيطرتها على مشاعرها المرتجفة بوضوح أمام عينيه تثبت صدق حديثه ... كراهية شديدة نحو ضعفها أمامه و نحوه تولدت داخلها فهتفت فى وجهه
_"أنت مجنون ... مغرور ... تتصور أن العالم كله يدور فى فلكك ... أنا لا أصدق كيف تجرؤ على قول ما قلته الآن ... لكن هذا لا يهم .. أنا لدىّ حبيب و لا أرى رجلا غيره فى هذا العالم"
عاد يقترب منها لحد خطير و هو يقول بصوت عنيف
_"عليكِ إذن أن تعيدى حساباتك لأننى لن أسمح لأى رجل بالتواجد قربكِ من الآن فصاعدا"
حاولت الإبتعاد عن مجال سيطرته و هى تهمس بفحيح
_"ابتعد عن طريقى ... أقسم أننى لن أهتم بأى فضيحة سأحدثها إن تماديت معى أكثر"
همس لها و ركن فمه يرتفع بسخرية
_"تفضلى عزيزتى ... لكن ربما يجدر بكِ أن تلقى نظرة حولكِ أولا"
انتبهت فى هذه اللحظة أنهما كان فى الشرفة الخارجية الواسعة .. معزولين عن الجميع و أن الموسيقى تنساب إليهما من بعيد ... كيف وصلا إلى هنا ... كيف سمحت له بأن يسيطر على حواسها فلا تنتبه لأى شئ إلا هو ... هزت رأسها فى عدم تصديق و هى تكاد تبكى ... لكنها لن تسمح له أن يرى ضعفها ... أبدا .. رفعت رأسها بكبرياء و هى تنظر نحوه لتقول بلهجة إعتذار و عينين باردتين
_"سيد (هشام) ... أرجو منك أن تعذرنى ... ما يحدث الآن خطأ كبير ... أنا لست من هذا النوع من الفتيات ... أرجو أن تمنحنى قليلا من الإحترام ... أنا حقا آسفة لأى سوء فهم قد حدث أو أى فهم خطأ قد يكون تكون لديك"
أخذت نفسا عميقا لتتابع بهدوء
_"أنا لا أكذب عليك و لا أحاول تحديك ... أنا فعلا أحب شخصا آخرا .. حقا .. لدىّ حبيب و هو الرجل الوحيد الذى أراه لذا أرجوك أن تتفهم هذا ... اعذرنى الآن"
كادت تبتعد بعد كلماتها تلك لكن صوته الغاضب أوقفها و هو يقول
_"لا تنطقيها مرة أخرى"
_"ماذا؟"
اقترب ليشدها من ذراعها ليهتف بقوة
_"لا تنطقى بكلمة حبيب هذه مرة أخرى"
انتزعت ذراعها و هى تقطب حاجبيها لتهتف غضبا
_"و ما شأنك أنت ؟! ... نطقتها أم لا ليس من شأنك ... و أنا لدى حبيب بالفعل"
اقترب من وجهها لتحرقها أنفاسه الغاضبة و هو يميل ليهمس بحرقة أمام شفتيها
_"إياكِ ... إياكِ أن تنطقيها مرة أخرى ... المرة القادمة التى ستنطقين بكلمة "حبيبى" مقرونة برجل آخر لن أكون مسؤولا عن أفعالى"
ضمت قبضتها بشدة و هى تنظر نحوه بعينين مشتعلتين قبل أن ترفع اصبعها لتدفعه فى صدره مرارا قائلة بإندفاع
_"حقا ... و ماذا ستفعل؟!.. أرنى ماذا يمكنك أن تفعل .. ستمنعنى من قولها ... هاه... هيا امنعنى الآن ...أنا أحب آخر هو حبيبى الوحيد و لن أحب غيره ... حبيبى ... حبيبى .. حبيـ "
فى اللحظة التالية كانت كفه تغطى شفتيها بقوة توقف سيل كلماتها المتحدية و هو يتنفس بقوة بينما عيناه تأسران عينيها اللتين اتسعتا و هى تشعر بكفه على فمها ... توقفت أنفاسها فى صدرها و هى تحدق فيه و هو يقترب أكثر ليهمس أمام كفه التى غطت شفتيها الناعمتين
_"لقد حذرتك من أن تنطقى بها (راندا) ... لا تحاولى إثارة جنونى أكثر ... أنا رجل يعرف دوما ماذا يريد و لا يتخلى عنه ، و كلمتى لا تُرد أبدا ... و أنا أخبرك فى هذه اللحظة أننى ..."
و رفع أحد كفيها ليضعه برفق حيث قلبه النابض بجنون لتتسع عيناها أكثر و هو يتابع بتملك و ببطء كأنما يتلو فرمانا ملكيا يختمها فيه بصك ملكيته الأبدى
_" أنا (هشام رضوان) قد اخترتكِ أنتِ لتكونى مُلكى و مليكتى ... لتكونى مليكة هذا القلب ... وحده ...لا سيدة له إلا أنتِ"
عاصفة .. لا لا .. بل إعصار .. إعصار عنيف هو ذلك الذى يجتاح أعماقها فى هذه اللحظة مطيحا بكل ذرة عقل أو تفكير تبقت لديها ... ضاعت ... ذابت .. غرقت .. لا بل هى الآن فنيت ... ذراتها تحللت ، فلم تعد تشعر بأى تجسد مادى لها على الأرض ... هى الآن لا ترى نفسها إلا داخل عينيه اللتين غرقتا هما أيضا فيها ... كانا غارقين فى عالمها , كفه مازال يلامس شفتيها اللتين ارتجفتا أسفله و عيناها تتوسلانه أن يحررها ... يرحمها من ذلك المجهول الذى لا تفهمه ... أزاح كفه ببطء و عيناه مازالتا تأسرانها ... تخبرانها أنه يفهم ما يدور داخلها لأنه تماما ما يعصف فى داخله ... لون الزيتون فى عينيه صار أقوى ليطغى على العسل الرقيق داخلهما و مشاعره كلها تتجسد فيهما بقوة ... أنفاسه أصبحت أثقل و هو يزيح كفيه ملامسا شفتيها المرتجفتين ... همس اسمها بصوت متهدج حمل كل مشاعره و هو يقترب منها أكثر حتى تنفست أنفاسه ... صوت داخلها كان يحاول إيقاظها ... يصرخ بها أن تبتعد ... هذا خطر ... و ما يحدث الآن خطأ كبير يجب إيقافه ... لكنها ظلت متجمدة فى مكانها محتبسة الأنفاس تترقب ... صوت نحنحة بقربهما تسلل إلى سمعهما تلاه صوت سعال قصير قطع تيار السحر بينهما لتنتزع عينيها عنه فى ذهول و تبتعد عنه و أنفاسها تتهدج فى صدرها بقوة ... غاضبة هى حد الموت ... مذهولة و غاضبة من نفسها ... كانت تنظر نحوه و صدرها يرتفع و ينخفض و دموع لا تعرف ماهيتها تجمعت فى داخل روحها لتندفع نحو عينيها بحرقة ... ارتجفت شفتاها و هى تراه يتنفس بقوة و يحاول هو الآخر السيطرة على نفسه ... قبل أن يلتفت نحو ذلك الصوت الذى قاطعهما ، لتلتفت هى الأخرى نحوه ... نظرت من بين عينيها المشوشتين بالدموع إلى ذلك الواقف قربهما ... بجسده الممشوق ، طويل القامة كـ (هشام) ... لحية قصيرة مشذبة بعناية منحته جاذبية خاصة ... كان ينظر نحوهما بعينين تلمعان فيما تلتوى شفتيه بإبتسامة عابثة خبيثة تكاد تختفى خلف قبضته التى كان يرفعها إلى فمه متنحنحاً كى ينال إنتباههما ... صوته الساخر دوى و هو يشير نحوهما بكفه قائلا بعبث مسرحى
_"أنا حقا آسف بشدة ... لم أقصد أن أقاطعكما ... فكما يبدو كنتما مشغولان جدا ... سأذهب فورا و يمكنما البدء من حيث توقفتما"
كلماته العابثة أشعلت غضب كل منهما و رغبة شديدة فى قتله راودت كل منهما ...كان (هشام) أول من سيطر على إنفعاله و هو يتنفس بعمق ليقول بعدها بهدوء قاتم
_"ما الأمر يا (عاصى) ؟ ... أردت شيئاً؟!"
اقترب (عاصى) بخطوات متمهلة و شفتيه تتسعان بإبتسامته العابثة و هو يتابع
_"اعذرنى (هشام) أنا أعرف كم أنت غاضب الآن لمقاطعتى .. إحم .. أعنى أنا أقدر الموقف بالطبع و لذا .."
ضغطت (راندا) قبضتها بقوة و هى تحترق بشدة من داخلها فيما كز (هشام) على أسنانه قائلا
_"(عاصى) كُف عن إستفزازك ... ماذا تريد ؟"
ضحك (عاصى) قبل أن يقول بإعتذار
_"حسنا حسنا .. أنا أعتذر ...لكن ... هناك أمر مهم يجب أن تعرفه"
مال على أذنه هامسا فانعقد حاجبا (هشام) بقوة ليومئ برأسه قبل أن يقول
_"حسنا ... سأرى الأمر"
عاد يلتفت إلى (راندا) التى كانت تأكل نفسها غضبا فى هذه اللحظة و تحاول السيطرة على بركان غضبها الذى تعرف أنه سيندلع فى أى لحظة خاصة مع نظرات (عاصى) الساخرة نحوها ... ذلك الوقح ... يبدو من النوع العابث ...وسيم ... يبدو خطِرا كـ(هشام) ... لكن ليس بنفس الطريقة ... كما أنها لا تشعر بأى تأثير من ناحيته سوى الرغبة فى لكمه على فمه علها تمحو إبتسامته الساخرة ... قاطع (هشام) تفكيرها و هو يلتفت نحوها بعينيه اللتين باتت تعرف خطورتهما على نفسها استمعت له بدهشة و حاجبين مرتفعين و هو يقول
_"مضطر للذهاب الآن جميلتى لكننى سأعود فورا "
لم تستطع النطق و هو يلتقط كفها ليطبع قبلة رقيقة أطارت صوابها و هو يقول
_" لا تذهبى لأى مكان و انتظرينى"
حدقت إثر جسده المبتعد بعينين مصدومتين ... مجنون ... هذا الرجل مجنون ... ما الذى فعله ؟ ... ماذا قال قبل أن يذهب ... لا تذهبى لأى مكان ... انتظرينى ... عادت النار تشتعل ببطء داخلها ... تنتظره ... للجحيم ... كأنها ستفعل ... تفضل أن تحرق نفسها قبل ان تنتظر عودته ... هتفت بصوتٍ عالٍ و هى تكز على أسنانها
_"انتظرك؟!! ... اذهب إلى الجحيم أيها المغرور"
و اندفعت لتعود نحو القاعة .. ستخبر والديها أنها ستعود إلى البيت و ستجر (زياد) من عنقه ليرافقها للمنزل قبل أن تذبحه ... لا لا .. هذا رحمة له ... ستسلخ جلده عن جسده ببطء قبل أن تذبحه و تراقبه ينزف حتى الموت .. أجل .. هذا أفضل ... توقفت خطواتها العنيفة و هى تنتبه لـ(عاصى) الذى مازال واقفا يراقب إنفعالاتها بإبتسامته المستمتعة و يكاد يسيطر على ضحكته بصعوبة فهتفت بعنف
_"ماذا ؟!! ... لماذا مازلت هنا ؟! ...هل تريد شيئا أنت الآخر ؟!"
رفع كفه نحو فمه الذى اتسعت إبتسامته و هو يقول
_"لا.. بالتأكيد لا ... أنتِ كنتِ مغادرة ، صحيح؟! ... لا تدعينى أعطلك"
رمقته بشراسة و ابتعدت خطوة غاضبة وحيدة قبل أن تلتفت نحوه مرة أخرى قائلة بنبرة مستفهمة تتأكد
_"أنت صديقه؟!"
رفع أحد حاجبيه و هو يقول بغباء مصطنع مستفز جعلها تزجره بنظرة قاتلة
_"صديق من ؟ ... آآآه .. تقصدين (هشام) ... إحم .. تقريبا"
رمقت إبتسامته المستفزة ببرود لتقول
_"أخبره إذن أنه وقح ... لم أرى من هو أكثر وقاحة منه .. و أخبره أيضاً أن يبتعد عن طريقى إن كان يريد البقاء على قيد الحياة"
ارتفع حاجبا (عاصى) و أطلق صفيرا طويلا ليهتف بعدها بمرح
_"يا إلهى !! (هشام) المسكين .. اطمئنى أيتها الشرسة ... رسالتك ستصل صاحبها فى أمان .. و بكل نزاهة"
قالها و هو ينحنى بطريقة مسرحية جعلتها تشتعل أكثر فرمقته بعنف و هى تهتف
_"فى الواقع ربما علىّ أن أعيد النظر قليلا ... فمن الواضح أنك الأكثر وقاحة"
قالتها و اندفعت بقوة لتعود إلى الداخل تتبعها ضحكاته التى لم يتمكن من السيطرة عليها فتعالت لتصل إلى أذنيها تزيد براكينها إشتعالا فوق إشتعالها ....
*****************
انتهى الفصل الثالث
أتمنى ينال إعجابكم و فى إنتظار آرائكم و تعليقاتكم


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس