الموضوع: كبرياء معشوقتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 27-09-16, 12:46 AM   #9

Zhala 97

نجم روايتي و شاعرة متالقة في المنتدى الادبي و الفائزة في مسابقة من القائل؟؟و الفائزة المركز الثالث في فزورة ومعلومة وحكواتي روايتي وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية ومركز ثان

alkap ~
 
الصورة الرمزية Zhala 97

? العضوٌ??? » 286228
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,282
?  مُ?إني » ف? قـلـوبـڪم ♥
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Zhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
♥ .. ومــا خابــت قلــوبٌ اودعــت البـــاري امانيــها .. ♥
?? ??? ~
My Mms ~
Elk

في صباح اليوم التالي ...

" كيف يمكن لإمرأة أن تعيش بمفردها ... اخرجي للشارع و إسألي إن كان شخص عاقل يدع إمرأة غير متزوجة تعيش لوحدها إلا إذا كانت مجنونة ... "
أغمضت (تهاني) عينيها بنزق , فيما تستمع لـ(كريمة) الحانقة منذُ أن وجدتها في المنزل و علامات المرض واضحة على محياها .
لهذا بالضبط إنتقلت للعيش بمفردها ، فكرت و هي تنهض متجاهلة (كريمة) التي تضاعف غضبها ..
_" إذا كنتِ تريدين العيش لوحدك لهذه الدرجة تزوجِ فقط و لا تجعلينا نقلق عليكِ .. ألا يكفي كاسر مافيه ؟!!! "
_" الزواج قسمة ونصيب يا (كريمة) ، هل أتزوج شخص من الشارع لأريح (كاسر) فقط ؟!!! "
_" قسمة ونصيب !! – زفرت بسخرية لتردف بتحدي – إذن ماذا عن الخطاب الذين يأتون لنا كل يوم ؟؟؟ هل تريدين العيش كعانس لتموتِ وحيدة ؟!!! "
_" ماذا أفعل إن لم أرتح لأي منهم ؟ , الزواج ليس شئ يمكنني فعله بطيش هكذا "
حافظت على هدوءها بمجهود جبّار , لا تريد أن تقلل من احترام شقيقتها , فمهما كبرت تظل الأخيرة تكبرها بسنين عدة .
لكن ما تفعله كل مرة تراها يصعب عليها الاحتفاظ بواجهتها الهادئة ... فقط هي لا تريد أن تتزوج , فكرت بسأم من هذه المناقشة العقيمة ... لقد جربته مرة و اكتفت منه لباقي حياتها .
جالت (غالية) ببصرها بين الاختين و هي تستغفر وترجي الله بعض الصبر .. سبحان من خلقهما اختين بشخصيتين بعيدتين بعد المشرق عن المغرب !!
_" يجب أن تكوني ممنونة لأن هناك من يريد الزواج بكِ بعدما بلغتِ الثلاثين منذُ فترة , الناس تتسائل إن كنتِ عاقر أو بكِ عيب !!! "
شحب لونها بينما تتهدم اقنعتها ...
حتى لو تظاهرت إنها لا تسمع تلك الهمزات واللمزات التي تنهش لحمها من أشخاص لا دور لهم في حياتها .... لكن كيف تقدر على تجنب تلك الضربات حين يحملها لها دمها ؟!!!! .
أليس للناس شيء يفعلونه غير التدخل بحياتها ؟!!! .... أيعلمون ما حصل لها ليحكموا على حياتها كأن لهم الحق بذلك ؟!!
_" كريمة ، دعينا نتوقف " همست بإنهاك , لا تريد التعمق أكثر .. كما لم تعد تريد البقاء هنا ...
كانت (كريمة) على وشك فتح فمها والبدء بالمجادلة من جديد , لتوقفها (غالية) و هي ترى شحوب (تهاني) , التي لم تتناول الإفطار و الأن تبدو مريضة للغاية .... نعم , لا حاجة بها لتأت (كريمة) وتزيدها عليها مكررة شريطها المشروخ .
غادرت (تهاني) غرفة المعيشة بخطى ثقيلة تاركة الاختين وراءها ، (غالية) تنظر إليها بشفقة و حزن ، بينما (كريمة) تتنهد لتقول بصوت ملئه الأسى ..
" ماكان ينبغي لنا أن نسمح لها بالسفر ، لولا تدليل والدي الزائد لما أصبحت مثل الغرب واعتقنت افكارهم الغريبة !! "
كتبت (غالية) في دفترها الصغير بسرعة قبل أن ترميه نحو (كريمة) و هي ترمقها بعبوس ..
" دعي الفتاة و شأنها كريمة ، لم تعد طفلة صغيرة تتحكمين بها "
بقت انظار (كريمة) على الكلمات التي كتبتها أختها , بينما غصة ضخمة تتشكل في حنجرتها و تستقر هناك .
لِمَ لايفهمون شعورها بالقلق نحو (تهاني) ؟!!..
(تهاني) التي أتت للعالم يتيمة بينما كانت هي في العشرينات , أغدقت عليها حبها ... لم تفارقها للحظة و إهتمت بكل شيء حولها ... و رغم أنها تزوجت قبل ولادتها بسنتين إلا أنها لم تكن قد أنجبت بعد
و بعدما كانت دائمة العبوس أصبحت مشرقة كالشمس فيما تحمل (تهاني) و تدور بها في المنزل ... تناغشها بطفولية .... تفرغ أمومتها على تلك الطفلة ..
كانت هي من ذهب معها أول يوم لها في المدرسة ، و إشترت لها ملابس التخرج ...
هي من حكت لها عن حكاياتها مع (كاسر) و (عادل) .... أسرار الفتيات التي لم تخبر أحداً بها , حتى عندما انجبت كانت (تهاني) هي الاولى بالنسبة لها .. تشم فيها رائحة أمها الآفلة و عينيها الشبيهتين بعينيها !
برق في ذاكرتها التحدي والإصرار الذي لوّن عيني (تهاني) و هي ترجوا والدهم ليدعها تكمل دراستها في .... اسبانيا !!!
كانت تبلغ الثامنة عشر ... مشرقة و مليئة بالعزيمة ، وجنتيها تلمعان بالحياة و هي تودعهم في المطار و دموعها تلمع في عينيها
مرت السنين بينما غيمة كئيبة تظلل أجواء بيتهم , يشتاقون لصوت الحياة التي كانت تدوي فيه , و ينتظرون عودته بفارغ الصبر .
لتعود بعد ست سنوات ... لكن لم تكن تلك الفتاة الخالية من الحياة (تهاني) .... بل كانت نسخة مظلمة شاحبة منها .
دمعة صغيرة نزلت من عيني (كريمة) فحطت على الحبر .... تشوه الكلمات بينما تجعد هي الدفتر الصغير بين أصابعها بقهر .
إقتربت منها (غالية) بعطف , مربتة على ظهرها بدعم فيما توميء لها .... علّها تدفع في قلب أختها بعض الإطمئنان الذي تحتاجه بشدة .

xxxxxxxxxxxx*

ضمت (تهاني) يديها إلى صدرها ترجوا من النسيم البارد أن يبدل أفكارها بغير الافكار المظلمة التي ما تلبث أن تظهر أمامها ....
كأشباح لا تُرى بينما هي موجودة حولها , تتحين الفرصة لتصرعها .... و هي .... هي لم تعد تحتمل .
آلمها قلبها وهي ترى (كريمة) تكلمها بهذا الشكل .... و آلمها اكثر عدم قدرتها على البوح بما يعتمل في صدرها كما اعتادت أن تفعل و هي صغيرة .
إشتاقت لها كثيراً .... لكنها لم تستطع إخبارها بالمصائب التي تخبئها , تعرف أن قلبها الضعيف لن يتحمل...
أخذت عدة انفاس من الهواء النقي و شعرت بالنار داخلها تخمد قليلاً .. ربما عليها الاستماع إليها بعد كل شيء .... إنه قرن الواحد و العشرين , ربما هناك رجل سيقبل بحقيقتها و يتفهمها .
قاطعت طرقات خفيفة أفكارها .... فتحت الباب لتجده (عادل) , و رغماً عنها تبسمت .. رؤيته فقط تجعلها تبتسم .
صبّح عليها بابتسامة عريضة و كأن فيرس إبتسامتها إنتقلت اليه .... مشوا سوياً نحو المنزل .
_" ما أمر البذلة و ربطة العنق ؟!!!! لقد كدت ألا أتعرف عليك . "
غمزت معاينة إياه في ملابس رسمية سوداء و ربطة العنق السوداء فوق القميص الابيض ..
بدا مثل الحراس الشخصيين الذين يظهرون في الافلام ... ينقصه فقط سماعات الأذن و النظارة الداكنة .
_" (كاسر) أصر عليّ لإرتداءها بما أننا سنوقع أهم عقد لدينا اليوم ... و لكنني مللت من هذا الشيء الخانق بالفعل !! "
قالها بإنزعاج طفل صغير فما يرخي ربطة عنقه ليفتح الزر العلوي لقميصه مفسداً شكله ,
ضحكت بخفة مفكرة أن (عادل) هو (عادل) .... وقفت أمامه تكتم ضحكتها بصعوبة ، كان أطول منها بعض الشيء لكنها لم تحتج لأن تقف على أطراف اصابعها و هي تغلق الزر من جديد ...
لم تلاحظ كيف أظلمت عينيه وأطراف اصابعها تلمس جلد رقبته دون تعمد ... تسارعت أنفاسه بينما إنقبضت العضلة المشدودة في فكه كأنه يعاصر ألما لايحتمل .. صوته خرج أجشاً تحت تأثير مشاعره و هو يقول :
_" أرى أنكِ أفضل حالاً اليوم "
_" أمم أفضل بكثير ..!_ همهمت واضعة آخر لمساتها وأردفت _ و لكنني لم اقدر على النجاة من (كريمة) "
ضحك مجاملاً بصوت مبحوح .... لمَ لا تبتعد قليلاً ؟!!! , بإمكانه شم رائحة الليمون المنعشة التي تنبعث من شعرها .... حدود رموشها الطويلة من هذا القرب مُهلكة ... الطريقة التي تجعد بها انفها بتركيز تام على ما تفعله .
هل ربطة العنق اللعينة بحاجة لكل هذا الوقت لضبطها ؟!!!! , و هل تحتاج أن تكون بهذا القرب الخطير بحيث يتشاركون النفس ؟!!!
لعن (كاسر) وسيارته التي تعطلت و لزيادة إزعاجه إتصل طالباً منه إيصاله بسيارته .
اخيراً إنتهت وإستطاع أن يتنفس أفضل و هي تبتعد قليلاً مبتسمة , و كأنها حققت إنجازاً ما !!! , حسناً , هو من حقق كل الإنجاز هنا ..
عقد حاجبيه بإستفهام متأخر :
_" الخالة (كريمة) !!!! .... لماذا ؟؟ "
أجابته وهي تقوس شفتيها بعبوس متذكرة مناقشتهما الحادة ..
_" تريدني أن أتزوج !! - برمت شفتيها بملل فيما تكمل - تريدني أن أتزوج أول شخص يتقدم .. تعرف كيف النساء في مجتمعنا , إن لم يتزوجن قبل الثلاثين يصبحن عانس لا فائدة من وجودهن !! "
تجمد أمامها وهي تسترسل في كلماتها تشكو له ما لديها كما اعتادت .... إحمرت عينيه و أصبح التنفس مهمة مستحيلة ..
نار تتصاعد في عروقه منذره بحرق الأخضر و اليابس .. فقط بالتفكير بها مع شخص آخر كان يجعل صدره يغلي من الغضب .... لكن أن تتزوج شخصاً آخر !! , يلمسها وتلمسه !!! لقد ذاق ذلك العذاب منذُ زمن و يرفض رفضاً قاطعاً تجربته من جديد !
أصبحت أنفاسه سريعة ثائرة ... لا و ألف لا ... سيقتل أي شخص يفكر فقط في الإقتراب منها !!!!
_" تتزوجين ؟!!!! " . خرجت الكلمة بنفس حاد و قصير .. ضيقت (تهاني) عينيها و هي ترى تجمده و عضلاته المقبوضة ..... هل بالغت في عقد ربطة عنقه ؟!!!...
_" عادل , هل أنتَ بخير ؟!!!! " . سألته بقلق .
مدت يدها تلمس كوعه ليترجف جسده و هو يعيد السؤال بلا رحمة ، كان قد اقترب منها أكثر دون شعور ، و كأنه فقد كل تحكم له في ذاته , انفاسه المتسارعة تُحرك خصلات شعرها ..
" و هل وافقتي ؟!!! "
ماذا به ؟؟
_" أي موافقة ؟!!! .... قلت لك أنها تريد تزويجي و لم اقل أنني سأتزوج !! "
إسترخى قليلاً , لكن ليس تماماً ..... مازالت تطوف في خياله صورتها مع الرجال الآخرين غير معروفي الهوية مما يشعل دمه ناراً ..
كاسر الذي دخل المطبخ فجأة و العرق يقطر من وجهه على قميص الرياضة نصف المبتل .. أبعد سماعات الاذن ملاحظاً تجهم (عادل) و إستغراب (تهاني) .
سأل بضجر و هو يفتح الثلاجة , مخرجاً قنينة مياه باردة ليشربها دفعة واحدة راوياً عطشه من الركض الصباحي ..
_" هل دخلت في وقت غير مناسب من جديد ؟؟ "
عنّف (عادل) نفسه لأنه لم يستطع السيطرة على مشاعره , هل أضحي مكشوف أمامهم ؟!!
_" سأنتظرك في الخارج !! " . قال باختصار و خرج , تاركاً (تهاني) في حيرة من أمرها و (كاسر) تتلاعب بحواف شفتيه إبتسامة غريبة ..
_" ما الأمر معه هذه الايام ؟؟ " . فكر بصوت عالي لتنظر له (تهاني) بقلق .
_" أنت الذي ترافقه دوماً .. هل حدث شيء ؟!!! "
_" لاشيء مهم .. " هز كتفيه بلا مبالاة
_" ربما لديه فتاة !! "
" (عادل) !!! .... لا خالتي , لقبه هو (عازب إلى الأبد) .. كل اهتمامه ينصب على البلاي ستيشن الذي يملكه " . أجابها ساخراً منه و من ذاته الشبيه به .... فيما عدا أن لعبته شئ أخر ... شئ أكثر خطورة و واقعية .... فلعبته هي الصيد .
أومأت بهدوء و هي تحاول إبعاد نظراته الغريبة عن أفكارها ..

xxxxxxxxxxxxxxxxxxxx*


صعد (كاسر) بجانب (عادل) الذي بدأ تحريك السيارة علي الفور لكن (كاسر) أوقفه ..
_" إنتظر , خالتي قادمة .."
نظر إليه (عادل) بسخط .. " ألا ينبغي أن ترتاح ؟!!!! "
هز كتفيه .. " تتكلم و كأنك لا تعرف عنادها .. اذا لم تغادر البيت اليوم ستجن "
_" ألن تقول لي ما بك ؟!!! " , سأل بعد أن صمت (عادل) و عم الهدوء السيارة , رمقه (كاسر) بطرف عينه ... لير أن تجهمه لم يخف و هو يجيب بشرود ..
_" لاشيء .. "
_" أتعتقد أنني غبي يا (عادل) ؟!!! " - قال بحدة ليدير (عادل) رأسه ناحيته فيما يكمل .. " أننا اصدقاء منذُ ما يقارب خمسة وعشرين عاماً !!! , هل ظننت حقاً إني غافل عن مشاعرك إتجاه (تهاني) ؟!!! " . النظرة المصعوقة التي اعتلت وجه (عادل) كانت تأكيداً لما قاله .
فتح فمه موشكاً على قول شيء كتمه طويلاً ... ليوقفه خروج (تهاني) من البيت مبتسمة و هي تتطلع لسيارة (عادل) الجديدة ..... ركبت في المقعد الخلفي و هي تسأل مازحة :
" مارأيكما أن أقود اليوم ؟!!! "
شغل (عادل) السيارة وإنطلق بها كإجابة على سؤالها لتبرم شفتيها و هي تردف بطفولية ..
" هه ... أنا افضل منكما اصلاً .. "
خنّق (كاسر) ضحكته وهو يفكر بمهاراتها الفقيرة في قيادة السيارات ..
" خالتي القيادة ليست للنساء... النساء والسيارات لايتناسبن فقط .. !! "
_" يالك من متحجر يا إبن اختي .. أشفق على زوجتك المسكينة من اليوم الذي سيقودها مصيرها إليك ... مسكينة !! " . همست بإشفاق زائف على المرأة التي لم تظهر بعد .
_" الانسب هو أن تبقى المرأة في البيت .... لو ترين ماحصل لسيارتي بسبب إمرأة !!! "
_" إمرأة !!! " سألت (تهاني) بفضول و هي تجلس على طرف مقعدها بحماس .. " هل كانت جميلة ؟؟ "
قلب (كاسر) عينيه بملل , لكنه لم يستطع أن ينكر جمالها ... بل كانت بالغة الجمال !!
هو الذي أعتقد أنه رأى أصناف النساء ... صدمته تلك الفتاة الغريبة بعينيها الكهرمانيتين اللتين لم يرى مثلها من قبل .
كانت تغزو أحلامه بكثرة في الليالي الماضية بشكل صدمه ... لم يعرف إن كانت أحلاماً أم كوابيس .. كل ما يعرفه أن عينيها كانتا تحدقان به من كل زوايا غرفته .....
عرفها .... (آنيا الأيهم) .... حتى لو لم تترك بطاقتها بذلك الشكل المستفز كان سيعرفها ..
(أيهم غياث الأيهم) .... يبدو أنه ربى حفيدته لتكون نسخة أنثوية مزعجة منه , فكر بسخرية .

xxxxxxxxxxxx

أوقف (عادل) السيارة قرب المقهى .. كانت (تهاني) على وشك النزول وهي محبطة من سكوته الذي لم تعتده عندما استوقفها (كاسر) متسائلاً ...
" هل صالحتِ خالتي (كريمة) ؟!!! "
غمغمت و هي توميء بهدوء
" لقد راضيتها بعد أن وافقت على حضور حفل زفاف سيقام يوم الجمعة ... تريدني أن أكون مثل الفتيات الأخريات و أخطف قلب أم أحد المنحوسين .. "
ضحكت على ما قالته , لتنظر بطرف عينها إلى (عادل) , تريده أن يشاركها الضحك علي فكرة شقيقتها .... لكن قبضته إشتدت على عجلة القيادة و عيناه لم تحيدان عن الطريق رغم إنه لايقود !!! , لتتسائل من جديد .. ((مابه ؟!!!!))
" أشك إنكِ ستكونين قادرة على الرقص بطولك هذا خالتي .. " - مازحها (كاسر) و أكمل متظاهراً بالأسى - ... " كذلك إيجاد شخص بطولك صعب جداً .. تخلي عن فكرة الزواج أفضل "
تأفف (عادل) الشرس فيما ينظر لساعته قطع مزاحهم .... أشارت (تهاني) برأسها نحوه و هي تسأل (كاسر) بعينيها فأومأ بهدوء مطمئناً .
" إذا شعرتِ بالتعب إتصلي بي "
أمرها بهدوء ... فأومأت بإنصياع , تدرك قدرته علي إعادتها للمنزل محمولة علي الأكتاف إن شعر فقط ببوادئ تمرد ....
حينها لن ينفعها طولها الذي يسخر منه و لا مكانتها كخالته , فكرت و هي تغادر السيارة التي إنطلقت من فورها بسرعة فائقة مختفية عن انظارها , و ليس كعادة (عادل) في أن ينتظر حتي يتأكد من دخولها للمقهي , تجعد وجهها بقلق و هي تتسائل للمرة الألف
"هل عادل بخير ؟!!!"


xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx


وقف سكرتير (كاسر) محيّاً إياه حالما رأه يخرج من المصعد , أخبره و هو يراه علي عجلة من أمره
" صباح الخير سيد (كاسر) ... هناك ضيف بإنتظارك "
" من ؟!!! لا أتذكر أن لدي مواعيد صباحية اليوم .. " .
سأل مقطباً , لكنه لم ينتظر إجابة و هو يخطو نحو مكتبه بسرعة , فاليوم إجتماعه مع مجموعة الأيهم و لديه ما هو أهم ليشغل باله .... فتح باب مكتبه متوقعاً كل شيء إلا ما رآه .
إنفرج وجهه بإبتسامة عريضة ناظراً للجالس , و الذي رفع رأسه ليبادل (كاسر) نفس الابتسامة و هو يتقدم نحوه .
" معلمي !!!! "
قال متفاجئاً و هو يستقبل حضنه الرجولي القصير .... تراجع قليلاً و تأمل زائره من جديد ..
كلّما راه يشعر أنها المرة الأولى !!! ... لديه تلك الهالة المهيبة التي تجعل الرؤوس تنحني بإحترام .
" كبرت كثيراً .. " مازحه (كاسر) .
كان (ليث) ... الشخص الذي وضع قدميه على الطريق الصحيح , ولو إنه فعلها بطرق ملتوية ..... إبتسامته إختلط فيها الحزن بالإمتنان متذكراً أول مرة إلتقاه فيها .
تُرى متى كان هذا ؟!!!! .... حينها كان قد نسي أن يعد ... أكان بعد اسبوعين من حبسه وراء القضبان أم شهرين !!!
كان السجين الذي ينظر إليه الجميع بإستغراب ... هو الغريب عن جو ذلك السجن الذي يجمع أكثر المجرمين خطورة من مغتصبين و مهربي المخدرت .
و لكم شعر بالظلم لكونه هنا دون أن يقترف ذنباً .... كان كثير الصراخ مطالباً بشرحٍ !! ولكن مِمَن ؟!!! .... كيف و قد إنتهى الأمر ؟!!!!
تم إنهاء القضية ليرسموا في تاريخه بصمة سوداء , و إنحنى القانون لسلطة النقود !!!!
في ذاك اليوم كان يرقد في زاوية يستمع لثرثرات من كانوا معه في نفس الزنزانة .... كانت الرائحة العفنة تزكم الانف , حتى الرطوبة كانت لها رائحة عطنة هناك دون أن تكتف بأثرها على الجدران التي أهترأت طبقتها العليا.
شعر ببرودة السلسلة المحكمة حول ساقه و الهواء الشتوي يتسلل لجسده عبر قماش ملابس السجن البرتقالية ...
لكنه لم يكن يشعر بالبرد .... بالأحرى لم يشعر بأي شيء ، وجهه الشاحب الذي لم يلامس أشعة الشمس منذُ وقت طويل كان خالياً من التعابير و هو ينظر لفأر يحفر أسنانه في قطعة خبز الفاسدة ... عينه الخالية من الروح لم ترمش .
كان متعباً ، هالك القوى .... رأسه يضج بأفكار متشابكة مثل خيوط العنكبوت ..
لم لا تزوره عائلته ؟!!! .... ألم يعينوا محامياً لأجله ؟!!!!
بالطبع أبوه مشغول ببيع سيارته القديمة ليدفع للمحامي ، أمه لابد إنها صدمت لهذا تأخرت قليلاً , لكن حتما ستأتِ ... (سلمى) ستكون بخير ما دام بجانبها خطيبها الذي تعشقه .... (دلال) , ماذا عن (دلال) !!! ...
(( كل ماعليه فعله هو الإنتظار قليلاً .... نعم ... سيخرج من هذا المكان و يعود إلى عائلته ... لاشيء يدعو للقلق !! ))
هكذا كان يفكر .. لم يشك بحقيقة أن عائلته تصدقه ، مجرد التفكير بأنهم يصدقون إن إبنهم (كاسر) قد يفعل شيئاً كهذا كان سخيفاً و مضحكاً ..
شعر بشيء بارد يلامس قدميه .. إرتد و هو يعتدل بسرعة لينظر إلى الرجل الذي إبتسم له إبتسامة ماكرة ...
" إنه جميل كالفتيات !! كيف يمكن لفتى مثلك أن يغتصب فتاة ؟!!! "
كان يتحدث مع أصحابه ليتبادلوا نفس الإبتسامة الماكرة وهم ينظرون إليه بشكل جعله يتلوى بإشمئزار وهو يحرك قدمه مبتعداً عن أيدي الرجل ، قائلاً ببرود .. فهنا لامكان للخوف .. " ويمكنني أن افعل اسوء من هذا !! "
كان يريد إخافتهم ولكنهم قهقهوا بصوت عالي وهم يتجمعون حوله .. أربعة رجال ضخام شكلوا حوله دائرة مقتربين منه ويحاولون لمسه وفي عيونهم نظرة لابشرية ولا حيوانية .... بدوا مثل ذئاب جائعة و وجدوا فريسة شهية ... أشخاص رموا بشريتهم و اصبحوا عباداً لرغباتهم اللاإنسانية ..
الشعور الذي راوده حينها يتذكره حتى الآن .... أراد أن يتقيء في وجوههم ، عرف إنه إذا هاجم ففرصته في الفوز هي سالب مئة في المائة .. كان ضعيف البنية كثيراً ...
ربما هي نهايته ؟؟؟؟ فكر ومرّ وجه أمه في ذاكرته بابتسامتها الحنونة وأبيه بطبطبته الفخورة على ظهره .... لن يموت هنا مذلولاً مثل أحمق ... سيحارب حتى إذا عرف إنه سيخسر ..
ضرب الرجل الذي تقدم له أولاً على كتفه .. بدى كأنه يربت عليه ليضج صوته عالياً وهو يضحك ..
" حتى ضرباته كالفتيات !!! "
غضب حارق تصاعد إلى أوردته و الأدرينالين ضخ في دماءه وهو يهجم عليه بكل قواه على فكه ليسيل خط أحمر من الدم على وجهه الخشن فيمسحه بعنف ونظراته تتغير هامّاً بالهجوم عليه عندما صوت قويّ هتف ...
" ألم تنتهوا من ألعابكم بعد يا رجال ؟؟؟ "
أستدار الرجال ليواجهوا رجلاً ضخم الجثة مهيب المنظر حدق بحدة في الرجال الذين مرت رجفة خوف خائنة على وجوههم ليعترض كبيرهم قائلاً ..
" لا تتدخل بهذا يا ليث ... ليس لك علاقة به !! "
المسمى بـ (( ليث )) تقدم بهدوء نحوه و ربت على كتفه هامساً في إذنه ..
" لقد قررت للتو أن اجعل علاقتي به وطيدة !! "
شتموا بهمس و هم يتراجعون بحقد و قد فقدوا وجبتهم الشهية لذلك اليوم ... لم يهتم بتمردهم فيما ينظر لــ(كاسر) الذي بادله النظر بعدائية ...
" كان بإمكاني الفوز عليهم لوحدي !!! لم أحتج لمساعدتك "
ضحك (ليث) و قال مثلما يحادث الأطفال " نعم نعم أيها الشجاع ... "
إن أراد الصدق فقد كان يشعر نحوه بالامتنان , لكنه لم يكن ليخبره بذلك بينما تستوطنه المذلة .......

(( هل اشتقت إليّ لهذا الحد ؟؟؟ عينيك تلمع كالجواهر ))
قال (ليث) ضاحكاً منتزعاً إياه من ذكرياته ... حسناً , حتى الآن يتمني التعبير عن إمتنانه ... لكن هذا أصعب مما توقع ... التعبير عن مشاعره لم يكن شيئاً هو قادر على فعله
_" أرى أنك خرفت بما أنك أصبحت تتحدث كالنساء .. " - سخر و هو يجلس مقابلاً له على كرسيه قبل أن يستطرد بهدوء - " ما الذي جلبك بعد كل هذا الوقت ؟؟ "
" بدوت في حاجة للمساعدة عندما حدثتني قبل بضعة ايام ... "
أومأ (كاسر) معترفاً .... لقد خطط كل شيء مع معلمه منذُ البداية , و لحظة وصوله إلى خط التحدي إنتابه شعور غريب بأنه يحتاج للتحدث معه شخصياً و ليس عبر الهاتف ...
" كل شيء يسير كما خططت له (كاسر) ... كل ماعليك فعله هو الإطاحة به .. " - أخبره (ليث) بحذر ليتابع لعدما منحه لحظه ليستوعب الأتي - " إنه ليس شخصاً يسقط بضربة واحدة ، عليك أن تكون حذراً في كل خطوة ... "
ها هو عبر نصف الطريق الصعب ، و تبقى له النصف الآخر , فكر (كاسر) وأفكاره كلها تنصب على شخص واحد .
((أيهم غياث الأيهم ))

xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx


نظرت (آنيا) لنفسها في المرآة , تتفحص صورتها للمرة الأخيرة كما ظلت تقنع نفسها .
جميلة و ترى هذا في إنعكاسها .. الفستان الأسود إنساب على جسدها بنعومة لينتهي عند ركبتيها ... رفعت الياقة التي ما تلبث أن تنزلق لتكشف لمحة من صدرها ... و لأن اليوم يوم خاص وضعت لوناً أحمر على شفتيها و ظللت عينيها بلون دخاني ليظهر عينيها الكهرمانيتين ناعستين .
جلست على السرير لتضع قدمها في الحذاء الأحمر ذو الكعب العالي فإزداد طولها إنشات و هي تقف خاطفة نظرة أخيرة للمرأة ... رفعت إبهامها نحو صورتها هاتفة بتبجح
" باهرة الحسن ، جميلة ، فاتنة "
ضحكت بتوتر على سخافتها قبل أن تخرج من الغرفة , فيومها الكبير قد أت أخيراً .. جميع من في القصر كان يعمل , الخدم يتحركون في كل مكان ، التحضيرات كانت على أشدها .
دخلت المطبخ تبحث عن (صبا) التي عاجلتها بنظرة واحدة قبل أن تجعد وجهها بعدم رضا لما تراه , هزت كتفيها تدافع عن نفسها .
" ألا أستطيع التجمل صباتي .. ألا تعرفين ماذا يعني هذا لي ؟؟ .. "
لتتشاغل (صبا) بعملها و هي تبتسم لها برفق
أن ترى نظرة الرضى من عيني جدها كان هو أملها .. فكرت بترقب ، مهما كان الثمن ستستقل و تصنع لنفسها مكانة في هذا المجتمع المتحجر .... تحتاج إلى مالها الخاص ... عملها الخاص .. بيتها !!!
كانت ترتب بعض الورود في إناء لتضعهم على طاولة في غرفة المعيشة عندما صوت رجولي غني قال ..
" ما هذا الحسن والجمال !!! "
إلتفت مبتهجة لتقابل الرجل الوحيد الذي لا تستطيع كرهه في هذا البيت ..
" والدي العزيز .. "
(عبدالله) الذي كان يمسك حقيبة صغيرة بيد و معطفه بالأخرى إستقبل حضنها الطفولي بإبتسامة أبوية لافاً ذراعيه حول جسدها الصغير .. " إشتقت إليكِ صغيرتي .. "
إبتعدت عنه فور سماعها لكلمة (( صغيرتي )) , لتسأله بدلال فيما تدور حول نفسها
" صغيرة ماذا ؟!!!! .. أنظر إلي ؟؟ أنا كبيرة الآن !! "
ضحك بخفة ليربت على شعرها كالأطفال و هو يقول
" حسناً يا كبيرة .. ما مناسبة كل هذا الجمال ؟؟؟ "
" جدّي لديه ضيف مهم ... تعرف شركة (الدباغ) الذي يحاول التعاقد معهم منذُ زمن !! "
أومأ بالإيجاب و سألها بهدوء .. " أممم .. واين هو الآن "
" في غرفته ... "
.......
لم يسلّم على والده مثلما يفعل كل مرة يعود فيها للمنزل , بل صعد لغرفته مباشرة .... كان متعباً جداً ليحرك أصبعه حتى ، لليلتين متتاليتين لم يغمض له جفن عالماً بما ينتظره عندما يعود ... فتح الباب ليجد زوجته في منظر جعله يبتسم بسخرية ..
كانت (آريان) مستلقية على السرير الذي يتوسط غرفتهم تقرأة مجلة ما بإستمتاع و هي تمضغ قطعة فواكه من طبق بجانبها .... ما أن رأته يدخل حتى نهضت و نزلت من على السرير هاتفة بصدمة ...
" حبيبي ... لم تقل إنك ستعود اليوم ؟؟؟ "
وضع حقيبته على الكنبة التي تواجه السرير و هو يجيبها بجفاف
" إنتهى العمل مبكراً .. "
أخذت معطفه و هي تهمهم بشيء بدا مثل موافقة , خلع ربطة عنقه وقميصه كاشفاً عن جسده لتنزل رأسها خجلاً مختلسةً النظرات إليه ..
رغم عمره البالغ ثلاثة و أربعين عاماً إلا أنه يمتلك جسداً رائعاً يخطف أنفاسها كلما نظرت إليه ... إحتضنت معطفه بين ذراعيها وهي تشم رائحته المحببة عندما استوقفتها رائحة أنثوية بدت بعيدة كل البعد عن ذوق زوجها !!!
شعرت بقلبها يقع بقوة لترفع رأسها تنظر إليه نصف عاري ..
لا .... طبعاً , ليس ذلك .. لا يمكن له أن يفعلها فهي تعرفه .. كان يقف عند باب الحمام يحدق بها بتلك العيون السوداء عاقداً ذراعيه على صدره كأنه ينتظر إنفجارها .
سألته بتردد " كيف كانت رحلتك ؟!!! "
عيناه لمعتا و هو يرد بلا مبالاة مصطنعة " مملة كالعادة "
أصابعها أشتدت على المعطف و هي تحاول الحفر اعمق .... لا تعرف كم هي مكشوفة لعيونه الثاقبة ..
" همممم .. مع من كان لديك عمل ؟؟ "
(( على الأقل حاولِ أن تدورِ بالأسئلة قليلاً .. تحرفِ الكلمات .. )) فكر بسخرية .... إنها حقاً ساذجة ...
" مع إمرأة ... "
أجابها بعدم إكتراث , يتظاهر بإنه غافل عن النار التي أشعلها في صدرها .... مستمتعاً برؤيتها تتلوى في بحور الشك و الحيرة .
خلع باقي ملابسه و دخل الحمام مفكراً " كان يجب أن تتوقع هذا عندما وافقت على صفقة أبيه وتزوجت به " .



xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxxxxxx*




لوحت (تهاني) لـ(سرمد) الذي كان آخر المغادرين , ليعم الصمت المقهى إلا من قرقعة الأكواب و هي تصفهم بإماكنهم بعدما جفوا بشرود .
أخرجها رنين هاتفها من أفكارها , لترى إسم من كان يحتل مساحة تلك الأفكار يضيء شاشتها .... ردّت بتوجس فيما تتنازعها سعادة لأنه إتصل بها و قلق مما سيقوله .
" عادل !! "
قال بلا مقدمات .. صوته حازم :
" أنا بالقرب من المقهى ، سأصل إليكِ بعد خمس دقائق .. هناك ما أريدُ أن أحدثكِ بشأنه .. "
أومأت تلقائياً و هي تعض علي شفتيها بتوتر لتقول بعندما أدركت إنه لا يراها .. " حسناً .. "
أعادت هاتفها لجيبها و هي تفكر ... مهما كان ما يريد التحدث بشأنه معها لكنه لا يبدو مُسّراً .
حدسها أخبرها إن الأمر يتعلق بالرسالة التي تلقتها و صاحبها !!
رن الجرس المعلق بالباب الخارجي فهتفت بصوت مرتفع و هي منشغلة بوضع اشياءها في حقيبة يدها :
" المقهى مغلق .. "
رائحة عطر فواحة غلفت حاسة شمها ... عطر مألوف بشكل مزعج .. وللحظة كانت تسبح في الذكريات الأليمة و المفرحة ....
إبتسامات .. أحضان .. سعادة الشباب .. دموع تسيل على الوجه بحرية ..
كل هذا كان كثير على سيطرتها الهشة على نفسها .... أغلقت عينيها بعنف تشد قبضتها على الحقيبة ...
أدركت أنه إقترب لأن أنفاسها إختنقت من تلك الرائحة .. فتحت عيناها و فوراً سقطت حبيسة تلك العيون البنية العميقة و هما تحدقان بها بولع .
همست من تحت أنفاسها اللاهثة .... بصدمة و ذهول و فكها يقع بفزع ..
" سفيان !!!!!!!!!! "

xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx

بدأت السماء تحتفي بقمرها المتخبئ بخجل وراء السحب المنتشرة بكثرة تلك الليلة .... منذراً بهطول أمطار شتوية مبكرة ...
خرجت (آنيا) للحديقة والهاتف على إذنها تتحدث مع الشرطة .... لا تصدق إن ذلك المجنون أوصل الأمور لهذه الدرجة رافضاً التسوية بأي شكل !!
رجته بيأس و هي تكاد تشد شعرها من جذوره ... لكن شعرة واحدة من تعقل أخبرتها أنها جمعت كتل شعرها في تسريحة الكعكة بمجهود جبّار , لذا لن تفعلها ..
" سيدي الشرطي إنها ليست مرتي الأولى عندكم (ياااعيني ... الأخت معترفة علي نفسها).. تعرف إنني ما كنت لأهرب , كما أنني أخبرته إنني لن أهرب بل كان لديّ موعد هام !! "
ردّ عليها بوقار :
" أعرف إنك ما كنتِ لتهربِ ، لكن صاحب السيارة الأخري لايقبل بالتسوية ... أحضري غداً و سنتحدث بالأمر .. "
أدارت الأفكار المتضاربة في رأسها لتقرر في النهاية سلوك الطريق السهل :
" ألا يمكنك أن تعطيني رقمه لأحدثه ... فربما اقنعه بشيء ما "
لم يلن الشرطي الذي تعرفه من كثرة حوادثها الصغيرة أمام رجاءها , ليجيبها بنبرة قاطعة :
" تعرفين أن هذا غير ممكن .. الرجل لا يقبل التسوية . "
ضربت الأرض بقدميها شاعرة بالإنزعاج بعدما وصلت لطريق مسدود :
" فقط هذه المرة ... لن يعرف أي شخص أخر بأنك ساعدتني , هيا .... أرجوك !!!! "
كانت تحرك قدميها كطفلة تطلب شراء حلوى من أمها بعدما أكلت الكثير منها بالفعل .. ليقابل الشرطي توسلها بإبتسامة و رأيي ثابت ..
" و لكنني سأعرف .. "
لِم عليه أن يكون شرطياً شريفاً لهذه الدرجة ؟!!! فكرت و هي تنفخ خديها متململة ... بعض التعاون مع الشعب المخطئ دون قصد خلال القيادة يفيد ... أين شعار الشرطة في خدمة الشعب ؟!!! , حسناً , لديها ما يثبت أنها من هذا الشعب ... رقم وطني و هوية و جواز سفر إذا أحب أيضاً .
حضنت ذراعيها بسبب الهواء وهي تشق طريقها للعودة إلى الداخل عندما رن الجرس وفُتحت البوابة الضخمة ... إلتفتت تلقائياً , لا بد أنه (كاسر الدباغ)
نظرت بتركيز لرجل الذي خرج من السيارة الرياضية الحديثة .. كان عريض المنكبين و طويلاً بشكل مألوف لعينيها .... مشى بخطوات واسعة واثقة كأنه سيد المكان .
لم تستطع إزاحة بصرها عنه وصدمة العالم كله تتجمع على وجهها مع كل خطوة يخطوها , فيما تتعرف عليه ببطء ، شهقة مفزوعة صعدت لحنجرتها بالتزامن مع إتساع عيونها حتى ظنت أن بؤبؤتيها سيخرجا من محجريهما
توقف و هو يراها واقفة كالصنم في طريقه ..... رفعت سبابتها تشير إليه بهلع , و بصوتٍ نصف صارخ ...
" أنت !!! ... "
لمعت العيون الزرقاء بلهيب جليدي فيما ينظر إليها متمعناً , لترتسم إبتسامة لم ترق لها على شفتيه .
أما هي فقد شعرت بالخوف يوقف قلبها عن العمل ... ياللهول ، مالذي يفعله هذا المجنون هنا ؟!!! , هل يريد أن يفضحها هنا أمام جدها ؟!!!
تقدمت نحوه بسرعة و فكرة واحدة تسيطر عليها ... يجب أن تخرجه من هنا !!! لايمكن لجدها أن يراه ...
همست بغضب بالغ و وجهها يحمرّ حتى منابت شعرها .. كيف أتى إلى هنا ؟!!!
ذلك الشرطي الفاسد ... مدعي الفضيلة ... لم يخبرها برقم هاتفه لكن أخبره بعنوان بيتها بطيب الخاطر .
" ما الذي تفعله هنا ؟!!! هل توجب عليك أن تصل لهذا الحد ؟!!! "
هز كتفيه بلا مبالاة و هو يقول بغطرسة " أنتِ من دفعني لفعل هذا !!! "
" غادر الآن .. إنه ليس وقتاً مناسباً لجنونك .. " . حاولت دفعه بعنفوان .
شعرت بضحكة مختنقة في صدره فرفعت إليه عينيها بإستغراب .. إنه مجنون فعلاً ..
تباً لأحلام يقظتها ... و تباً لمهارتها الفاشلة في القيادة ... أمسكت مرفقه تحاول جذبه نحو البوابة ... هذا الضخم يبدو كالجبل مغروس في الأرض .... أعادت محاولتها و هي تفكر في ركلة ربما تنحني ركبته قليلاً و يستجيب لقوتها , أوشكت علي تنفيذ خطتها ليوقفها صوت جدها الحازم خلفها ..
" آنيا ما الذي تفعلينه لضيفنا ؟!!! "
ضيفنا !!!!! .... لقد تدمرت رسمياً !!! , هذا كل ما إستطاعت التفكير فيه و هي تستدير نحو جدها و إبيها الواقف بجانبه ينظرون إليها بتعابير مغايرة , بين غضب و حيرة
لينظم إليهم (كريم) خاتماً اللوحة التي يمكنها أن تسميها المأساة ... المأساة لها طبعاً و ليس لهم..
" جدّي ... " قالت بإضطراب وجف حلقها لتشعر بقلبها يقع بين رجليها , بينما ترى ذلك المجنون يتجاوزها بثقة نحو جدها ...
مئة فكرة خطرت لها في تلك الثواني البطيئة كالأبد ... و كأن الأشياء تتحرك بحركة بطيئة قبل أن يفتح فمه .
أول فكرة كانت أن خطتها فشلت فشلاً ذريعاً .. خطتها نحو الاستقلال ... تعبها و مجهوداتها كلها راحت هباءً .... لو عرف جدها بالأمر سينتهي أمرها نهائياً .
مقدماً يده للرجل الأكبر عمراً سمعته يقول بهدوء :
" تشرفنا سيد (أيهم) .. معك (كاسر الدباغ) . "
إعلانه هويته حول أفكارها إلى ورقة بيضاء ... تراقص بصر الرجال الأربعة عليها مثل الأسلحة النووية ..
العرق البارد غطاها , و لكم تمنت لو تصبح قطرة مياه ثم تتحول إلى بخار لا ير ...
لو الأرض تنشق وتبتلعها ..
لو إنها تسقط مغشياً عليها و تنتهي من هذه المسرحية الهزلية التي تقام أمامها ... !!!



xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx*



تم تنزيل الفصل واخيراً ..
قراءة ممتعة أحبتي واعتذر عن التأخر غير المقصوود
لايكاتي ارجعوها لي وعوضوني عنها
بجد كان فصل اخذ مني مجهود بدني وعاطفي كبير لهيك لاتبخلوا عليّ بتعليقاتكم ..
كما وان الفصول السابقة كانت تعريفاً عن الشخصيات وهنا ستبدأ الأحداث المشوقة احيم ...


القاكم الخميس الجاي إن شاء الله مع رابع فصل احبتي


Zhala 97 غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الكميلة كبرياء معشوقتي
الفصل الخامس السبت القادم إن شاء الله
دينو ألف قبلة لعيونك ع التصميم الكميل