عرض مشاركة واحدة
قديم 27-10-16, 08:41 AM   #3

دالياالكومى

كاتبة في منتدى قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 381369
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 126
?  نُقآطِيْ » دالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الاول


1- الفستان الأسود

التقطت فريده هاتفها المحمول لتجيب علي الاتصال ... والدتها بالتأكيد سوف تلح عليها بشأن الذهاب إلي زفاف ابنة خالتها اسيل اليوم ....بالطبع هى تريد الذهاب فأسيل صديقة عمرها لكنها لا تريد أن تجد نفسها في مواجهة عمر....
منذ طلاقهما وهى تتحاشي مقابلته وهو سهل لها الأمر برحيله عن مصر كلها معلنًا رغبته هو الأخر في تحاشي رؤيتها ... لكن كانت المناسبات الاجتماعية علي الدوام هى رعبها الأكبر فبحكم صلة القرابة التى تربط بينهما كان دائمًا من المتوقع أن تراه ... واليوم مزاجها بالخصوص لا يسمح لها برؤيته فرؤيته اليوم ستتوج سنوات الحسرة وتقضى علي البقية الباقية من تماسكها الزائف الذى تتستر خلفه وتهاجمها نوبة جديدة من نوبات الندم الصادق فهى طالما تسألت عن ما اذا كانت اذته بشدة وظلمته خلال سنوات زواجهما
والآن وبعد مرور أكثر من أربعة سنوات علي طلاقهما بدأت في مراجعة الكثير من الأمور ...لقد كانت غبية وانانية بالكامل
طوال فترة زواجهما والتى امتدت إلي ثلاث سنوات دأبت علي اذلاله .. طالما اشعرته بالنقص وأنها افضل منه بحكم تعليمها الأعلي ...لم ترضي يومًا عن زواجها منه علي الرغم من أنها هى التى كانت تحتاجه بشدة ... فلولاه لما كانت استاطعت اكمال تعليمها ودفع مصاريف كليتها التى تتباهى بها الآن والتى كانت مهددة بتركها لولا دعمه المطلق وأمواله...
هزت رأسها بقوة لنفض الذكريات فهاتفها سوف يعاود الرنين مجددًا .. فوالدتها لن تيأس هذه المرة فهى تحاول كسر العزلة التى فرضتها فريده علي حياتها منذ طلاقها من ابن خالتها عمر....
لديها الآن الوظيفة التى حلمت بها ... تفوقها في خلال سنوات دراستها مكنها من الحصول علي نيابة في المستشفي الجامعى ... نيابة الأطفال والتى كانت حلم عمرها منذ أن التحقت بكلية الطب اصبحت حقيقة وهاهى الآن انهت الجزء الاكبر من الماجستير وعلي وشك مناقشة الرسالة بعد ايام قليلة .. احلامها تتحول إلي حقيقة .. نالت التعيين في الجامعة كما تمنت ونالت لقب مطلقة كما كانت تستحق أيضًا ...الذكريات لن ترحمها ... لاتدري لماذا اليوم بالذات تشعر بندم هائل يغمرها .. ربما بسبب زفاف اسيل أو ربما بسبب أنه يوم عيد مولدها الذي لن تحتفل به ... منذ رحيل عمر لم تحتفل به أو تتذكره ... طوال حياتها لم ينسي عيد ميلادها يومًا وكان الأول في التهنئة وارسال الهدايا لها ... لطالما دللها بغباء حتى اعتقدت أنه ضعف ...فهمت قوته مؤخرًا بعدما فات الأوان واليوم ستكمل السابعة والعشرين ولن يتذكر احد مولدها...
ليرن هاتفها المحمول مجددًا كما توقعت ... لن تستطيع تجاهل والدتها
سوميه " لأنها سوف تشعر بالقلق اذا لم تجيب هذه المرة.. "
- فريده ...مردتيش ليه يا بنت ...؟ ارجعى بدري النهاردة ... ما فيش اعذار هتروحى الفرح ... خالاتك كلهم اكلوا وشي ... والدتها تعلم جيدا أنها انتهت من عملها في الثامنة صباحًا بعد مناوبة ليلية مرهقة في الاستقبال في المستشفي الجامعى الذي تعمل به ... أي حجة ستتحجج بها لعدم الذهاب وهى تعلم أنها لديها عطلة لمدة ثلاثة أيام كاملة بدءً من اليوم
- حاضر يا ماما مش هتأخر .. لكن انتِ عارفه ان المناقشة بعد اسبوع ولازم اجهز
- انتِ جاهزه من زمان يا فريده واعملي حسابك لو مجتيش معايا الفرح أنا هكون غضبانه عليكِ .. وبدون اضافة المزيد اغلقت الخط في غضب بدون أن تسمح لها بالرد ... شجعت نفسها وتمسكت بأمل غيابه ...طوال فترة عودتها للمنزل في قطار الانفاق وهى تطمئن نفسها ...عمر لن يحضر الزفاف فلاربع سنوات وهو لم يعد إلي مصر أبدًا... وفي يوم خطوبة اسيل اكتفي بإرسال الورود والهدية الفخمة التى تعبر عن مكانته الجديدة وهى حرمت نفسها من الحضور تحسبًا لوجوده.. سألت نفسها مرارًا "ماذا ستفعل عندما ستراه مجددا ...؟" اتصال اخر علي هاتفها المحمول اخرجها من ذكرياتها الأليمة ...الاتصال هذه المرة كان من اسيل ... اجابتها فورًا بدون تأخير فلربما العروس تحتاج مساعدتها في التحضير للزفاف.... بادرتها اسيل بالقول بلهجة تهديد...
- اياكى متحضريش الفرح زى الخطوبة ... والله لو مش جيتى هقطع صلتى بيكى للأبد....
حاولت التظاهر بالمرح ...- طيب قولي ازيك ولا سلمى عليه بتخوفينى يعنى....
فريده ...أنا عارفه حركاتك وعارفاكى انتى شخصيًا أكتر من نفسك -
طيب هجى متزعليش بقي ..قوليلي محتاجه مساعدة ؟-
- لا يا ستى أنا هنام شوية واقوم اروح البيوتى سنتر ... شفتى عمر بعتلي هدية جنان يا فريده ...طقم دهب لازوردى خرافي ... وشنطة برفانات فخمة من اغلي الانواع ... كله ذوق مش عارفه انتى كنتى غبية وسبتيه ازاي..؟ ده واحد يتفرط فيه ؟ ما أن انهت اسيل جملتها حتى شعرت بندم هائل فشهقة الدموع المحبوسة التى صدرت من فريده وصلت إلي مسامعها... - فريده أنا اسفة.... قاطعتها بألم... - خلاص يا اسيل ده موضوع وانتهى وكل واحد راح لحاله...
" كل واحد راح لحاله " ...بالفعل عمر اندمج في حياته الجديدة وتكاد تجزم انه نسيها وشفي من حبها الذي كانت تحتقره ولم تقدره ...منذ نعومة اظافرها وهى تعلم بحب عمر الفياض لها وكانت تعامله بجفاء ولم ييئس يومًا بل ازداد في تدليلها حتى كرهت حبه ... كان يكبرها بثمان سنوات كاملة ومنذ يوم ميلادها وهو اعتبرها ملكًا خاصًا به ... طوال ثلاث وعشرين عامًا لم يخلف يومًا عيد ميلادها وكان يحضر لها اغلي هديه تسمح له امكانياته بإحضارها ...عائلتها تنتمى للطبقة المتوسطة التى تكافح للعيش بسلام والأكثر تكافح للظهور بمظهر يليق بمكانتها الاجتماعية, والدها الراحل فتحى الطويل كان علي مرتبة وكيل وزارة في وزارة التعليم لكنه في النهاية كان موظف ويتقاضي راتب موظف حكومى ...أما والدتها فكانت تعمل في شبابها مدرسه للرسم ومع تدرج مناصبها اصبحت وكيلة مدرسة ثانوية ... عائلتها كانت صغيرة نسبيًا ...كان لديها شقيقان يكبراها محمد وأحمد وشقيقة واحدة تصغرها .... محمد شقيقها الأكبر وبكر العائلة كان يكبرها بعامين وكان متفوق مثلها والتحق بكلية الطب ... أما أحمد فكان يكبرها بعام واحد فقط لكنه كان دائمًا يعانى من الهزال الشديد بسبب مرضه المزمن فلم يكن متفوق مثلهما والتحق بكلية الحقوق التى اعتبروها نعمة نظرًا لحالته الصحية... فمنذ طفولته وهو يعانى من مرض الكلي الذي تطور وهو في الثانوية ليكتشفوا انه مصاب بالفشل الكلوى ويحتاج للغسيل مرتين علي الأقل اسبوعيًا ...ورشا دلوعة العائلة باكملها فلم تشغل نفسها يومًا بالتعليم وكان تركز علي الاهتمام بجمالها ومظهرها ... في الحقيقة رشا اجمل منها علي مقاييس الجمال المعروفة ولكنها كانت تتميز بالجاذبية والبشرة المثالية الخالية من العيوب كبشرة الأطفال والتى لم تكن تمتلكها رشا... اختارت رشا أن تدرس في كلية التجارة باللغة الانجليزية وتعجبت من مقدرة والدتها علي دفع المصاريف التى كانت تقدر ببضع الاف فبعد وفاة والدها وهى في السنة الثالثة من كليتها انخفض دخلهم كثيرا ...ومعاش والدها لم يكن يكفي لسد متطلباتهم التى فاقت دخلهم بكثير ...فيكفي فقط مصاريف غسيل أحمد الكلوي أو مصاريف كلية الطب التى وصل فيها محمد للسنة الخامسة واحتياجه إلي درس في مادة النساء والتوليد أو مصاريفها هى الشخصية فهى كانت في بداية السنة الثالثة من كلية الطب وأي طالب طب يعرف جيدًا معنى هذه السنة فهى بلا منازع كابوس الطلبة وكانت تعلم جيدًا احتياجها للتقوية في مادة الباثولوجى المعقدة ... ولولا عمر ومساعدته لهم لما كانوا استطاعوا اجتياز ازمتهم الشديدة ....
فقبلت مضطرة عرضه بالزواج منها مقابل مساعدته المالية لاسرتها والمقابل الأكبر كان تبرعه بالكلي لأحمد لكنها داخليًا لم ترضي مطلقًا عن ذلك الزواج ... ربما بسبب اشعورها الخانق بانها مجبرة علي الزواج أو بسبب أن عمر لم يكن من كليات القمة كما يسمونها .. فعمر التحق بكلية السياحة والفنادق وبعد تخرجه مباشرة سافر للعمل في الامارات ... دائمًا كانت تشعر انها افضل منه ...لم ترضي يومًا عنه كزوج فبالرغم من انه كان وسيم ولكن زيادة وزنه كانت تغطى علي وسامته ... لو فقط فكرت وقتها بعقليتها اليوم ....؟ عمر كان يعمل بلا انقطاع في عملين استنزفا كل وقته بعد عودته النهائية من دبي بسبب زواجهما
وكان يضطر إلي اكل الوجبات السريعة في معظم الأحيان لانها كانت تتحجج بالمزاكرة ولا تعد الطعام في المنزل فيقوم هو بالطبخ وعندما لا يتمكن بسبب عمله كان يشتري الطعام الجاهز....عمله القاسي لم يسمح له بممارسة الرياضة بانتظام فزاد وزنه بدرجة كبيرة حتى عن قبل زواجهما لم تقدر حبه الكبير لها وشغلت نفسها فقط بعيوب سطحية اختلقتها كى تفرغ جام غضبها عليه فى كل مناسبه بسبب أو بدون....
ليت الندم يكفي لكانت ملئت منه شاحنات واهدتها إليه ...انتبهت إلي أن محطتها فاتتها بسبب افكارها الحزينة وربما اذا استسلمت لذكرياتها بالطريقة التى تتمنى أن تفعل لكانت وصلت إلي الجنوب وهى مازالت لم تنتهى ... غادرت إلي القطار في الاتجاه المعاكس كى تذهب إلي منزلها حاملة معها المها وحزنها فهما اصبحا صديقاها الآن...
واستغرقت في النوم فور وصولها إلي غرفتها فليلتها كانت مرهقة جدًا وعاينت فيها ما يقرب من اربعين طفل ... بمجرد حصولها علي الماجيستر ستترقي لمدرس مساعد وستعمل بالمناوبات الصباحية فقط كما جرت العادة... فقط اسبوع وتناقش رسالتها وتتوج فرحتها لكن أي فرحة ستكون بعدما اصبحت تعيش في وحدة وعزلة اختيارية ؟
ابتعدت عن الجميع وقطعت صلتها بكل صديقاتها حتى فاطمه صديقة عمرها قطعت صلتها بها فبعد مكالمتها الكارثية معها والتى كانت السبب المباشر في طلاقها قطعت أي صلة بها .... لكن لماذا تحملها الذنب ؟ فهى من كانت انانية وحقيرة بالكامل ...صحيح أن فاطمه دأبت علي التقليل من شأن عمر ولطالما رددت علي مسامعها الجمل التى كانت تحقر منه ومن شهادته بالنسبة إلي شهادتهما لكن هى من سمحت لها بذلك
نعم هى سمحت لها واستمعت إلي السم الذي كانت تبخه في اذانها ...دائمًا حرصت علي التقليل من عمر حتى هداياه الباهظة والتى كان يغرقها بها كانت تسخر منهم وتخبرها ...- مهما عمل هتفضلي اعلي منه ... يحمد ربنا انك وافقتى عليه.... شايفه كل زميلاتنا اتخطبوا لمعيدين لكن انتى يا حسرتى عليكى ..
أو عندما كانت تخبرها انه يعد لها الطعام ويرتب المنزل عندما تكون في فترة الاختبارات كانت تعلق بسخريه ...- طبعا ماهو فاضي ..أبو 60% لازم يخدمك ...شكله مخه تخين زى جسمه....
لم تعترض يومًا علي اهانة فاطمه له امامها بل بالعكس كانت تخزن كلامها ثم تبدء في ترديده لنفسها حتى باتت مقتنعة به .. مع انها في الحقيقة هى من ظلمت عمر بزواجها منه فهو تخلي عن عمله المريح والمربح بالخليج ليعود ويعمل لفترين كالثور في الساقيه ليلبي مطالب اسرتها التى كانت تثقل كاهله
معظم مدخراته من عمله بالخارج انفقها في اعداد شقة الزوجية التى اثثها بالكامل علي حسابه ومن افضل واجود الاثاث والتحف ليرضيها وليشرفها أمام صديقاتها ...
آه ماذا ستستفيد الآن من التذكر ...؟ مازال سيل الذكريات ينهش عقلها بعنف...
***** مناوباتها الليلة تقلب نظام يومها لكن الحمد لله امس كانت اخر مناوبة ليلية بعد سنوات من العذاب وربما بنومها ستغلق ماسورة الذكريات التى انفجرت.. نامت واستيقظت منذ قليل قبيل العصر ولحسرتها كانت ماتزال تسترجع شريط حياتها ... صلت الظهر علي عجل وجلست في انتظار صلاة العصر وهى تدعو الله أن يمنحها الصبر ... خرجت بعد الصلاة تبحث عن والدتها لتساعدها في اعداد الطعام فهى تعلم أن رشا عديمة الفائدة تمامًا ... إن كانت هى انانية كما تعتقد لكنها علي الأقل انقذت كامل اسرتها من الضياع بعد وفاة والدها بزواجها من عمر أما رشا فدلعها يفوق الحد ... لكنها كانت تعلم انها ليست بالسوء الذي تظهر به هى فقط تهتم بجمالها بدرجة مبالغ فيها... وتقضى معظم وقتها بالتسوق...
علي طاولة الطعام رشا لم تغلق فمها للحظة تحدثت عن فستانها الجميل الذي سوف ترتديه في العرس ...عن المركز التجميلي الذي سوف تذهب إليه بعد الاكل مباشرة وطلبت منهم المرور عليها والتقاطها قبل ذهابهم للحفل....
- ماما أنا نازله حالا ...هستناكم .. باي
- طيب يا رشا علي الأقل شيلي الأطباق أنا لسه هشوف هلبس ايه واجهزه - ما فيش وقت ولازم انزل حالا.. اجابتها بضيق ...- الساعه لسه 5 يا رشا والفرح الساعه 9 اربع ساعات مش كفايه تجهزى
- يا بنتى فرح راقي زى فرح اسيل في الهيلتون لازم اجهز له كويس ... باي بقي.... خليكى جدعه وشيلي الأطباق وأنا يا ستى هبقي اغسلهم بعدين
رفعت الاطباق بروتينية ...رشا تستعد للحفل بكامل طاقتها .... لم تهتم يومًا بجمالها ولم تحاول ابرازه .. نعم هى تحمل جمالا بداخلها لكنها تعمدت اهمال مظهرها ... في البداية كانت تتعمد الانتقام من عمر بإهمالها لنفسها ... برفضها لاعطائه نفسها في معظم الاوقات ... كانت تدرك جيدًا مقدار احتياجه لها ومع ذلك كانت تمنع نفسها عنه بالاسابيع بحجة المزاكرة وهى كانت تعلم انها تعذبه ... وبعد طلاقها اهملت نفسها أيضًا فلم تشعر بأن أي رجل يستحق أن تتزين كى تنال اعجابه ...أما اليوم فقد كان يوم عيد مولدها ولم يتذكر احد من عائلتها ...الزفاف واخباره شغلت الجميع ونسيوها تمامًا ...مع الوقت ستتحول إلي مقعد او خزانه ولن يكون لها أي قيمة...
اسوة برشا سوف تتأنق اليوم بزيادة وستظهر جمالا هى تعلم جيدًا بوجوده في ايام زواجها مليء عمرخزانتها بكل انواع الثياب ومعظمها لم تستعمله ابدًا ....روح التحدى شجعتها ففتحت خزانتها وتطلعت فيها ولا اراديا عيناها اتجهت إلي الفستان الأسود الطويل المعلق بفخامه في طرف الخزانة فستانًا راقيًا باهظ الثمن يحمل علامة دار ازياء اماراتيه مشهورة لم ترتديه يومًا واليوم حان اوان ارتدائه ... ذلك الفستان له ذكريات اليمة ولكن شيطان التحدي احتلها بالكامل ... اخرجت الفستان من غلافه الذي يرقد بداخله منذ سنوات ولمست قماشه الفاخر بيديها ..نعم سترتديه اليوم وستذهب للزفاف بكل ثقة وستظهر جمالها الناعم ... جذابيتها الشديده ستعوض عمرها الضائع ....بل سوف تتجمل لساعات اسوة برشا..
بدأت بتنظيف بشرتها ووضعت علي وجهها بعض الأقنعة التى وجدتها علي مرآة الحمام ... حمام من الطمى المغربي سينعشها ويقشر بشرة يديها وساقيها .. نقعت نفسها في زيوت عطرية لترطيب كامل جسدها وعندما شعرت بالانتعاش جففت نفسها واتجهت الي غرفتها لتجهيز نفسها للخروج...ارتدت الفستان الأسود الأنيق ودهشت للتغيير المذهل الذى لمسته فور ارتداؤها اياه ... بالفعل عمر ابدع في اختياره ويستحق المبلغ الضخم الذى دفعه له فعلي الرغم من مرور السنوات إلا أنه مازال مبهرًا... كيف كانت غبية وحرمت نفسها من متعة ارتداؤه بل حتى لم تكلف نفسها وتفض غلافه لتمتع عينيها برؤية فستان مذهل شبيه بفساتين الشهيرات ... عمر شغل نفسه بتفاصيلها والتى علمت مؤخرًا أن ذلك الاهتمام هو اسمى درجات الحب ... لم ينسي أن يحضر لها كل مستلزمات السهرة مع الفستان دائمًا كان يفكر بالنيابة عنها ويهتم بأدق تفاصيلها .. مع الفستان وجدت الحذاء الفضى وحقيبة السهرات الصغيرة ..حتى الطرحة الفضية وجدتها .. فقط الفستان كان ينقصه رفع يديها وارتداؤه لتصبح جاهزة للسهرة ومع ذلك رفضت الذهاب معه لزفاف شقيقته واحرجته وسط عائلته برفضها للحضور ... ترجاها يومها كثيرًا بل ووعدها بالرجوع سريعًا لكنها رفضت كم كانت حقيرة في معاملته ابان سنوات زواجهما ..
لكنها اليوم وجدت الجراءة لارتداء ذلك الفستان فسنوات عمرها تذهب هباء... ومع انها لم تذهب إلي صالون التجميل كما فعلت رشا لكنها بخفة تمكنت من تزيين وجهها ولف طرحتها الفضية بأناقة وخبرة تماثل خبيرات التجميل ... الكحل العربي الداكن اظهر اتساع عينيها بطريقة صدمتها هى شخصيًا .... طلتها كانت استثنائية ... زيادة في التمرد والعناد لجئت إلي خاتم زواجها الماسي ومحبسها اللذان تركهما لها عمر بعد الانفصال ...
استخدمت أموال عمر للتأنق وكانت تعلم أنها سوف تصبح الأكثر أناقة في الحفل وأيضًا الأكثر جاذبية فالاهتمام الذى اولته لطلتها طوال الساعات السابقة اتى ثماره واصبحت مختلفة ومستعدة للتحدى ستتحدى حتى رشا الجميلة وجميع بنات عائلة زوج اسيل الاثرياء ... عمر لم يبخل عليها يومًا بل اجتهد في جعلها تبدو الأفضل ولكنها دومًا رفضت هداياه واليوم قررت استخدام ما حرمته علي لنفسها لسنوات ....



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 27-10-16 الساعة 02:20 PM
دالياالكومى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس