عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-16, 11:22 AM   #10

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث
أحلم بظلالك ترافقنى
تدعونى للغرق بأحضانك
التشبث بكفك حتى النهاية
الارتواء من عتمة عينيك حد الموت
الا انك بحياتى لازلت ظلال
لا أدرى هل قلبي من اختلقها
أم انها خاصتك حقا
تخيرت توقيت خاطئ للغاية
لحظات لم أعد بها أنا هى نفسها تلك الجسورة
أصبحت روحى جدا مكسورة
ولم تعد الأقدار تلم شملنا و كأنها توشمنا بوشم الفراق
xxxxxxxx
فستان ذهبي هادئ يعانق جسدها بدلال و شعيراتها مستسلمه لعبث الهواء الطلق ، حمرة خفيفة تعلو وجنتيها وملمع شفاه يقبل شفتيها بتملك ، تنظر لشرفته بعيون حمراء , جنونا من كثرة التفكير , و دموعها تعافر للصمود بمقلتيها
اليوم خطبتها علي هاشم ولكنه للأسف ليس هاشم الحلم، هاشم الشغف، هاشم مالك القلب ، و إنما هاشم ابن العم ، المالك الأصلي لها بفعل قسم وعهد أطلقه والدها لجدتها ساعة رحيلها
أرادت رؤيته للمرة الأخيرة، لاتدرى السبب ولكنها تشعر بحاجة ملحة لذلك.
ومنذ قليل رأته، كان مغادرا لبنايته و بيده حقيبة سفر ، أخبرها محمد سابقا أنه وجد سكن بجانب المشفي التى يعمل بها
أرادت النظر بعينيه, إلا أنه أبي أن يهديها نظرة الوداع الأولي والأخيرة ، شعر بخروجها للشرفة تعلم جيدا هذا حتى أنه توقف لدقائق مسمرا نظره للأسفل ، شعرت بذبذبات غريبه تلف الهواء خاصة وهى ترى قبضته تشتد بقوة حول حقيبته!
ورحل ! هكذا كنسمات طيبه هادئه منعشة بيوم شديد الحرارة.
شعرت بدموعها تخونها وهى تفكر بما هى مقبلة عليه
- لماذا ارتضيت يا هادية، كان بإمكانك الإعتراض، أخبرتك أنى سأظل الي جانبك بكل الأحوال
(كان هذا صوت محمد المستاء)
نظرت له بمحاولة يائسة للإبتسام هامسة بضعف ( لم أكن أستطيع مخالفة أوامر أبي , أنت تعلم جيدا كم يحب عمى ويجتهد لأرضاؤه خاصة وهو بأيامه الأخيره )
حاولت رسم المرح بصوتها وهى تغالب دموعها قائلة ( ألن تمسك بيدى يا صديقي؟)
ازدادت نظراته غموضا وهو يردد( سأظل دوما ممسكا بيدك ياصغيرتى)
وأقترب منها مقبلا جبهتها بحنو , لم تعد تملك السيطره فأجهشت بالبكاء مرتمية بأحضانه تبلل بدلته السوداء بدموعها الشاكية وآلامها المكتومة وهو يربت على ظهرها ضاما إياها إليه بقوة كما أعتاد حينما تلجا اليه طالبة الدعم ثم همس بأذنيها بحزم : أنتى قررت السير بهذا الطريق ياهادية اذن عليكى المواجهه وليس الهرب
أبعدها عنه برفق قائلا بصرامة ( امسحى دموعك يا ابنة أختى و دعينا نخطو خطوتنا الأولى بيوم خطوبتك المبجلة , وأقسم بالله فور أن تقررى إنهاء هذه المهزلة ستجدين يدى ممسكة بيدك ولكنى أبدا لن أحارب بدلا منك ,يجب أن تكونى قوية وتواجهى كل شئ بحياتك بصلابة )
هزت رأسها ببراءة هامسة ( يكفينى أن تخبرنى أنك الى جانبي يا خالى )
وبصمت غاضب منهم جميعا , من صمتها وتجبر والدها وغباء والدتها أمسك كفها يلفه حول ذراعه ويسير بها حيث المسرحية التى يعلم جيدا أنها مؤقته
xxxx*
ليس كل صمت رضا
هناك صمت غاضب وآخر مخذول , ربما صمت حزين إلا أنهم جميعا لن يكونوا بنفس قسوة صمت حزين متألم غاضب بشده ومخذول بجدارة
يمر بين مرضاه مبتسما كعادته, إلا أن قلبه يشتعل , يعلم جيدا أنها مقدرة له لكنها تأبي الأعتراف أو ربما تأبي التفكير!
جعلتهم كقطع الشطرنج بين يدى الحياة , هى امرأته بأسمه ولكنها ارتضت أن تسمى باسم غيره
حمقاء وعليه أن يتركها لتدرك كم حماقتها,نعم سيبتعد لأنه يؤمن بمقولة شهيرة ( إذا أحببت شيئا بشدة فأطلق سراحه, فإن عاد إليك هو ملك لك, وإن لم يعد فهو لم يكن لك من البداية ) سيتركها لتعلم جيدها الى أيهم تنتمى أو ربما سيرحل لأنه لن يتحمل رؤيتها عروس لآخر ,لن يتحكم بنفسه إن رأى نظرة ضعف بعينيها
الله وحده يعلم كم جاهد حتى لاينظر لها عروس بالشرفة اليوم ,شعر بأنفاسها تغزو الهواء حوله ولكن أبي أن يراها لأنه ببساطه لن يصمد
وسيكونوا جميعا خاسرين, عليها أن تساعد نفسها على الإفاقه بنفسها دون مساعدته.
الخرقاء لاتدرك كم هو وثيق العهد بينهم , لم يكن كلمات ولا همس شفاه , إنما نظرة مغرمة أرسلها اليها يوما , لتقابلها هى بحمرة قانية تنافس حلاوة الكرز
عليها أن تمسك الخيوط جيدا وإلا سيكون مصيرهم مشتتين بطرق الألم
xxxxxxxx
( مبارك ياعروس )
كان هذا صوت صفاء المبتهج لترد هى بابتسامه واهنه ( بارك الله فيكى ياصفاء )
أمسكت كف صديقتها بحاجة شديدة للدعم ولكنها صمدت وكتمت داخلها ,وحاولت إضفاء المرح على الجو الصاخب بالقاعه حولها فرددت بنبرة مبالغ فيها ( مار أيك بفستان خطوبتى ؟ هل زينة وجهى مناسبة أم أفسدتها قبلات الأقارب ,هل....؟)
شددت صفاء على يديها , مضيقه عينيها بتفحص متسائلة ( هادية , هل أنت بخير؟)
ضحكت بقوة ,بتوتر وألم يتأصل بداخلها أكثر ( بالتأكيد بخير , ألا ترين , أنا عروس !)
شعرت صفاء بشئ خاطئ , صديقتها ليست على مايرام, هناك شئ ما ليس بمكانه الصحيح , ولكن الوقت غير مناسب ,قاطع أفكارها صوت العريس قائلا بصخب : معذرة , هادية هذا شريف صديقي , أتى اليوم فقط من السفر ولم يرتاح جاء للخطبه فورا ليبارك لنا
رفعت أنظارها نحو الصديق المزعوم , لتفقد السيطره على نفسها , فتتسع عيناها برعب ويشحب وجهها بشده , أنفاسها تضطرب و الذكريات تضرب عقلها كأنها تحدث الآن , انه هو ذلك النذل منتهك جسدها , عيناه تحملان نفس الخبث القديم , نفس الإبتسامة المستفزه المتلاعبة و وقاحته التى تغلفها هالة هشه من الرقي
همست داخلها بلوعه ( رباه لماذا الآن تحديدا)
هل الكون يظلم أم أن عينيها بهما خلل , قدماها يرتعشان بقوة , ساقيها تتحولان لهلام ستخذلانها بالتأكيد ولا تستمع لشئ فقط طنين وهمهمات من بعيد , خطيبها المبجل ( هادية أنت بخير!)
الحقير الآخر يتظاهر بالقلق مادا ذراعه متسائلا بقلق ( هل أسندها معك يا هاشم؟)
وصديقتها نبراتها تصلها بهلع ( هادية ارجوك افتحى عينيك وطمئنينى )
ومن وسط كل ذلك جاء هو , هو عطره الذى اعتادت أن تهديه إياه , ضمته الحنونة و همساته المطمئنه ( أنت بخير ياهادية , أنت بخير)
هنا فقط سمحت لوعيها بأن يغيب بالكامل, وتركت جسدها ينهار فهى الآن بين يدى أمينه قوية
بين ذراعى محمد خالها ودعمها الحقيقي بالحياة .
xxxx*

الفصل الرابع
لكل سقوط بداية , إنزلاق , إنحراف, تنازل أو غفلة والحياة طاغية تتحين الفرص لإحكام القيود حول رقابنا
البداية ( إنتهاك منه وخوف و صمت مذرى منها ) النهاية ( لم تتبينها بعد ) وما بين البداية والنهاية ضائعة هى , مرتعبة , مشتته لاتدرى هل تتحدث تفضحه أمام الجميع خاصة ابن عمها المتفاخر بصديقه , أم تصمت وتتقهقر وتلتحف بعباءة التخاذل !
لو دققت النظر قليلا لعرفت كم خوفه من أن تفضحه, لشاهدت وجهه يتصبب عرقا كما تمنت يوما أن تجعله يقطر دما, لو فهمت أنها الضحية وعليها أخذ حقها بقوة لكانت لاحظت ارتجافة يده وجفاف حلقه!
هو ببساطه مخطئ والمخطئ جبان يتوارى في الظلمات لأن النور يفضحه كوجه آخر للخطيئه
إلا أنها ضعفت وجبنت وهو أطلق زفرة ارتياح , و أدرك أنها أجبن من أن تهاجم أو حتى تدافع فتهلل وجهه ممنيا نفسه بأيام قادمة مسلية
ضربت جبهتها بعنف متذكرة حينما أفاقت لتجد نفسها بغرفتها بجانبها محمد ممسكا عطره , محاولا إفاقتها و حولها الخطيب الخائف والصديق الحقير مدعى الشهامة
وصديقتها التى كادت تصاب بأزمة قلبيه خوفا عليها
تذكر جيدا كيف أمسكت كف محمد متشبثه به بقوة حتى أنها أصابته بالهلع وهو يفكر أنها مريضه همست له بخفوت ( أنا بخير لاداعى لبقاء أحد)
وكأنه التقط منها طرف الخيط فأخرج ابن العم و الصديق من الغرفه , مطمئنا الوالد والوالدة دون السماح لأحد بالدخول , قائلا بصرامة سمعتها جيدا ( يجب أن ترتاح قليلا )

و عاد اليها مبتسما بتوتر فأجابته بابتسامة صادقه مرددة بضعف ( محمد أرجوك أوصل صفاء لمنزلها , لقد تأخر الوقت كثيرا)
وجاء الوقت لتظهر عقدة صفاء وهى ترد بلامبالاه ظاهرية ( بالطبع لن يفعل , هل تريدينى أن أذهب معه بسيارته حتى منزلى!)
حاولت جاهده إقناعها وهى تردد بتعب ( صفاء المنطقه شبه نائيه لاتنسي أنها منطقه سكنية جديدة , لن يكون آمنا أن تذهبي بمفردك )
وتتذمر صفاء متشبثه برأيها (لن أفعل هذا لايجوز لا شرعا ولا عرفا حتى , هل تريدينى أن أذهب لأهلى قائله مرحبا هذا محمد خال صديقتى واوصلنى بسيارته وحدنا !)
همس بفحيح منهيا الحوار الذى لم يعجبه بالطبع ( اصمتا أنتما الاثنان , بالطبع لن أذهب معك بسيارتى بمفردنا ولن أتركك تغادرى بمفردك , سوف أساعدك لإيجاد سيارة أجره آمنه لأحد أفراد المنطقه الذين أثق بهم والآن هل تتكرمين وتأتى معى أم تريدين إرهاقها أكثر )
تجاهلته كالعاده , واقتربت مقبلة هادية ثم رفعت رأسها بكبرياء مغادرة الغرفه, تاركه إياه مغتاظ , مشتعل , حرارة جسده تعدت المعقول واللامعقول!
عادت لواقعها متألمة , الكلمات تتبختر على لسانها ولكن الخوف هو السد المنيع , الفاصل بين البوح بالسر الذى أرهقها وبين راحتها التى تبتغيها
- هل أنتهت نوبة شرودك أم ماذا؟
كان هذا تساؤل محمد الغامض فأدرات رأسها نحوه لتجده يقف متكتفا مستندا على باب حجرتها وعيناه تطالب بالكثير
نحت كل الآفكار عن رأسها قائلة بابتسامة رقيقه ( هل أقلقتك أمس؟)
تحرك بلامبالاه ظاهرية مرددا ( أنت دوما تثيرين قلقي عليك خاصة منذ أصبحت متخاذلة هكذا , عيناك التى كانت تشع قوة وحماس بهما ارتباك وخوف وتوتر , امممم تقريبا منذ عامين
ابتلعت ريقها بتوتر وهى تراه يستطرد مكملا حديثه ( أعتقدت أنها نوبة حزن لأنك لم تلتحقي بكلية الطب كما كنت تحلمين ولكن...!
تلكأ بعد هذه الكلمة, تاركا قلبها كأرجوحه تتقاذفها أيادى الأولاد عبثا, ولم تشعر بأنفاسها تعاود الإنتظام إلا عندما أكمل بغموض (لكن يبدو أن هناك ماكان يؤرقك من قبلها دون أن أنتبه أو تخبرينى أنت, والآن ياابنة أختى , أريد أن أفهم ماذا يحدث معك تحديدا؟)
تنهدت بتعب لم يخفي عليه قائلة برجاء : أرجوك يامحمد أمهلنى بعض الوقت كى أهدأ, وأقسم لك سوف أأتى بنفسي اليك وأخبرك بكل مايؤرقنى
صمت لدقائق حائرا هل يتركها تأتيه بأرادتها , أم يستخدم أسلوب الضغط حتى تنفجر وتفصح عن كافة أسرارها
ولكنه يعلم جيدا أنها ان لم تخبره بارادتها لن ترتاح, وكل مايريده هو راحتها ,أحيانا يشعر بها ابنته وليست ابنة أخته وأحيانا هى صديقته, و دائما هى صغيرته الجميلة العسليه
ردد بنبرة متفهمه( حسنا يا هادية سأتركك ولكنى لن انتظر كثيرا خذى هذا باعتبارك)
هزت رأسها براحة قائله ( أعدك ألا يطول الأمر )
حاول إخراجها من جو الكآبة الذى تلتزم به قائلا : خطيبك اتصل ويريد أن تخرجا سويا , هل تستطيعين ؟
ابتسمت بسخرية مرددة بشرود : أنا بخير الآن أستطيع الذهاب معه
لم يعلق فقط أكتفي بأن قبل جبهتها قائلا بصرامه : أنا هنا يا هادية
شعت عيانها ببريق العسل خاصتها مجيبه : أنت دوما هنا يا خالى
xxxx*
يجلس بمكتبه متذكرا منذ عامين , يوم وداع صديقه , تحديدا الليلة السابقه ليوم سفره, قضي الليل كله بمنزل صديقه حيث كان والداه مسافرين , كان يوم حافل و شربوا الكثير من لفائف الحشيش , ورغم مغادرته منزل الصديق بعقل متأرجح, إلا أنه يذكر جيدا تلك الفتاه التى كانت تسير هناك , بظلال الأشجار , فتاه عسلية بنكهة الكرز و رائحة الفراولة ,شعر رائع منساب على ظهرها شاردة بشئ يشعل بريق عينيها, لم يمانع فكرة الإقتراب وارتشاف القليل من عسلها المحرم, وأقترب وفزعت وصدمتها وهلعها شجعاه على المزيد, يداه أشتعلتا جنونا وهو يلامس مفاتنها حتى الآن يتسائل لولا سماعه لصوت شئ ينكسر هل كان ليفر هاربا أم كان سيكمل ارتشافته الصغيرة حتى يمتص كل خلية حية منها !
ظل لليالى يتذكرها وماهى إلا ثانية , فقط ثانية كانت جزء من جنة يرغبها إبليس ولكنه محروم منها بلا رجعة , فالأقلام قد جفت, و الصحف قد طوت ولا تزال الرغبة قائمة بلا أمل !
والآن العسلية لاتزال مفزوعه ولن تستطيع التفوه بكلمة واحده ,إذن الساحة فارغة ومتاحة والمرمى بإنتظار هدفه الذى خطى نحوه خطوته الأولى منذ قليل
عند هذه الفكره أراح ظهره ناظرا لسيجاره المشتعل بتلذذ شيطانى مقيت.
xxxxxxxx
تتهادى على درجات منزلها ببلوزة صيفية بلونها المفضل الأحمر مع بنطال من الجينز , وحقيبة تتدلى معانقة خصرها باهمال وشعرها معصوق بقوة كعادتها منذ عامين
قام من مكانه بابتسامه واسعه للجمال الذى يملكه , للسحر الذى سيتفاخر به بين أصدقاءه ,ولا لمحة غيرة واحدة لمحها محمد بعينى هاشم ابن العم , فنهض مستقبلا إياها هامسا بجانب اذنها بغضب : ألم أخبرك ألا ترتدى هذه القطعه الحمراء ثانية !
قاطعته بحيرة : ولكن يامحمد
همس محاولا السيطره على نفسه: أصعدى حالا وغيريها , ألا ترين فتحة العنق الى أى مدى واسعه!
رفعت يدها باحباط مردده: هناك شال بيدى كنت سارتديه حالا ,أمى أستعجلتنى كثيرا ودفعتنى دفعا للنزول قبل لف الشال على عنقي
الآن فقط هدأ, احتضنها برفق مربتا على ظهرها بحنو , بأبوه لم يمتلكها رسميا الا أنها تتغلغل بداخله تجاهها هامسا: اعتذر على تسرعى ولكن ابن عمك الأبله خانق مثير للأعصاب
كادت أن تفلت منها ضحكه واسعه ولكنه ردد بسرعه: اذهبى معه وأريحينى أرجوك من رفقته
ثم التمعت الصرامه بعينيه قائلا : وهاتفك معك ان اردت شيئا فقط هاتفينى
وهزت رأسها موافقه ,ممتنه لوجوده بحياتها بين أب لاهم له سوى تنمية مال العائله والوفاء بمواثيق الولاء لها وأم تتخبط بين مهام الطعام الفاخر و الإستماع لأسرار الناس ومصمصة الشفاه على مصائبهم
ذهبت مع هاشم ابن العم خافضة بصرها عن شرفة هاشم الحلم الذى لم تره منذ خطبتها , منذ غادر تاركا إياها خلفه , لم تنتبه على شئ لا الحديث الذى يردده خطيبها المبجل, ولا الطرقات ! فقط هى الآن تراه يتوقف بسيارته على الكورنيش حيث خلوة المحبين و الشاهد على انتهاكات الشباب لثقة الآباء والذى إن مكناه بصوت لصرخ : أفيقوا من لذة محرمة ياشباب الغد
وكالمنومة غادرت السياره , لترى أسوأ كوابيسها تتجسد أمامها وهاشم يعانق صديقه مرددا : هل تأخرت عليكم ؟
تشوشت الرؤية لديها وتناثرت الكلمات حول أذنها وهى تستمع لتساؤل هاشم: لماذا لم تحضر خطيبتك معك؟
ونبرة الأسف بكلمات شريف : للأسف والدتها مريضه اليوم ولم تستطع الحضور
واقتربوا منها ومد الحقير كفه نحوها مرددا : مساء الخير آنسة هادية
ظلت تنظر لكفه بضياع, دون أن تدرى ماذا عليها أن تفعل تريد الهرب , الإختفاء , التسرب كالمياه كل شئ إلا أن تلامس كف ذلك المتبجح
(هادية بم شردت ؟ شريف يمد لك كفه منذ دقائق ! سلمى عليه)
كانت هذه نبرة هاشم المستاءة ,
مدت له كف مرتعش , متخاذل , مرتعب , وهو سجن كفها بكفه , ممررا اصبعه على بشرة يدها بلغة ليست بريئه ابدا, رفعت له عينين مصعوقتين, لتقابلها عيناه الوقحه المتحدية التى تنطق بجملة واحدة فقط ( انت أضعف من الثورة)
وقرر عتقها بعدما حرر كفها, لتتراجع خطوتين كالملسوعة ,كل هذا وخطيبها المبجل يثرثر حول مشاريع صديقه وعودته بينما عيناه تأكلان الأجساد المتبختره بشكل سافر حوله حيث الكاسيات العاريات وجدت نفسها تضحك بداخلها بمرارة هامسة بجملة شهيرة ( ماجمع الا ماوفق )
وجلسوا جميعا بمطعم قريب فاخر نوعا ما , يتحدثان بأريحيه وضحكاتهم تملأ المكان , الا أن عيناه كانت تشعر بهم , شعور خانق بأنها محاصرة بشكل فج, عيناها مزروعتان بطبقها دون الجرأه على رفعهما , وفي لحظة سمعت رنين هاتف هاشم فرحت جدا متأملة أن يستدعيهم أحد فينقذها من جلستها التعذيبيه هذه , إلا أنه خاب أملها سريعا بعدما ردد هاشم بإستياء : لاتوجد شبكة هنا
نظر لهم معتذرا ( معذرة, سوف أتصل بأبي بالخارج لأطمئن عليه وأرى لماذا أتصل وأعود سريعا )
انتفضت بسرعة واقفه ناظره له بتوسل قائلة بنبرة تحتاج بشدة لبصيرته ( سوف أأتى معك )
ضحك بسماجة قائلا (انتظرينى هنا ياحبيبتى لحظات وأعود)
ورحل على عجل لتجلس هى بإحباط عائدة بنظرها لطبقها ترتجف خوفا وغضبا منهم جميعا
( هل ستظلين مختبئه بعينيك بهذا الطبق كثيرا ؟)
اقترب من الطاولة هامسا بفحيح سافر , مغو , حقير مثله مرددا ( يمكننا التعارف الآن بشكل صحيح )
تراجعت للخلف بقوة حتى اصطدم ظهرها بالكرسي بطريقه موجعه ,حينها ضحك بقوة هامسا( ماحدث منذ عامين خطأ يمكننا تصحيحه الآن بموافقة كلينا )
اتسعت عيناها بصدمة اكبر من تحملها ,وقامت منتفضة من مكانها ,التفتت لتغادر دون أن تنتبه لحافة وشاحها التى ارتمت على الطاولة من عنف انتفاضتها قريبه جدا من يده فأحكم قبضته عليها ومع محاولتها للإلتفاف, انساب الوشاح الحريرى متساقطا تاركا كفها المذهول يتلمس مكانه بهلع واحساس مقيت بالبروده!
لم تشعر بضياع أكبر من هذا سابقا ,شعورها بالأنتهاك يتجدد خاصة وهو يردد بحقارة ( عنق كالماس مغرى مغو لن يصمد أمامه أيا كان حتى وإن كان قديسا )
الدموع تتسابق بعينيها , والغضب يتفجر, جذبت الوشاح بقوة من يده وركضت نحو باب المطعم الآخر , تركض تتسابق مع الدقائق والثوانى ,تغالب ذكراها المريره , تتجاهل جرحها النازف , تتألم فوق قدرتها على الصمود , وبعنف وقهر لفت الوشاح حول رقبتها واضعه يدها على قلبها محاولة اعتصاره لعل الألم يتقلص ولو قليلا !


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس