عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-16, 11:24 AM   #12

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع
هل تعتقد يا هذا أن أنوثة المرأه سر ضعفها !
جدا مخطئ أنت يارجل
أنوثة المرأة سر من أسرار سلامها الداخلى وراحتها النفسية , نقطة من نقاط قوتها
فحينما تتبرج المرأه مثقلة اهتمامها بجمالها, مدللة لأنثاها فقط احتمالين لاثالث لهما , اما أنك الصيد الثمين الذى تعد له مصيدة الانتقام , أو أنك الحبيب الأمير الذى ملك القلب
xxxxxxxx
بلمسات بريئة مدت أناملها لطلاء الشفاه الوردى, تداعب به شفتيها بتلذذ , بودرة خفيفة تبرز جمال الوجنتين , خط أسود مجنون يحاوط نهر العسل بعينيها, مسكرة الرموش الكثيفة لتزيد من لهيب مزيج البراءة والإغواء
وأكتمل المشهد الفريد بفستان من الستان الأزرق بأكمام طويلة وهنا أكتملت الطلة الملائكية
أغمضت عينيها لثوانى أمام مرآتها الكبيرة , نفس عميق ,اثنان ,ثلاثة ثم فتحت عينيها بهدوء ظاهرى يمكن ! متغلغل قليلا بقلبها جاهز ! الا أن الروح تماما محترقة
ومع همسة مصممة ( أنت جاهزة يا هادية ) اتخذت خطواتها تتباعد عن حضن السنوات ( غرفتها ) الى حيث نقطة التوقف بحياتها , لحظة انهيار شئ ما داخلها وحتى الآن لم تستطع تجاوز هدامه
حانت اللحظة يا هادية
و بثقه وبرود و كبرياء عظيم, توجهت نحو الضيوف الذين اتجهوا نحو طاولة السفرة , المشهد مضحك للغاية, والدها وقد تخلى عن مقعده على رأس الطاولة لأخيه الأكبر وبكرم متأصل به يربت على كتف صديق هاشم ( تفضل يا ولدى أنت وخطيبتك البيت بيتكم )
ألم أخبركم أن المشهد مضحك ,تساءلت بمرارة ( ترى ماذا ستفعل يا أبي ان علمت أن ضيفك الذى ترحب به بحرارة إكراما لإبن أخيك تجرأ على ابنتك , بل وأنه كان و مازال يريد الأكثر ) , انتقلت عيناها نحو هاشم الذى ينظر لها بإبتسامة سمجة, متفاخر بجمالها الذى ستقتنصه الأيام منها رغما عن أنوفهم , بالله كيف وافقت على رجل كهذا لايهتم سوى بالمظاهر , لا يري ما بداخل الأغلفة الجذابة , لايتق الله بنظراته الملتهمة لهذه وتلك, كيف تحيا معه وهو لايتق الله , لايهمه الحلال من الحرام وتكاد تقسم أنه لولا الأعراف و القواعد المترسخة بالمجتمع لكان فعل حرمات كثر
ف (المرء على دين خليله)
أما الصديق وخطيبته الشريفة , لو كان آداؤهم عرض على لجنة الأوسكار لكانوا نالوا الجائزة بجدارة
الفتاه الخلوقة التى تخفي خلف حجابها الذي لايمت للحجاب بصلة , وعيناها التى تخفضهما أرضا , مجرد واحدة حقيرة ! و الحقير خطيبها الذى يدعى الشهامة و الاخلاص للصداقة يستحقها بجدارة !
أما العنصر الأهم بالمشهد عيناه , دعمها الأول والأخير ( محمد )
اقتربت منهم جالسة الى جانب محمد متمتمة بعبارة السلام والترحيب الخاص بعمها
الجميع يتضاحك ويتحدث بمواضيع مختلفه, وهى وحدها الصامته المراقبة للمشهد بقهقهات مريرة , ومحمد رغم مشاركته للحديث الا أنه كالصقر عيناه لا تهمل أى تفصيلة خاصة كل ماله علاقة بها
همست داخلها بقهر ( اضحكوا كثيرا فالألم قادم والإعترافات القادمة صادمة )
من كثرة الكلمات داخلها, جوفها لايقبل الطعام فما تريد حكايته ,كثير فوق طاقتها على الكتمان أكثر, و بمحاولة أخيره للثبات على هدؤها قامت بابتسامة جامده متمتمه بإعتذار واهى , وغادرت , توجهت لغرفتها لدقيقتين تنظر بالمرآه مردده ( ستفعليها يا هادية , اليوم للمواجهه لا الهروب لأجلى , لأجل محمد) ثم نظرت نحو شرفته المغلقه هامسة بألم وهى تضع كفها على قلبها الملتاع ( ولأجلك يا هاشم )
غادرت غرفتها براحة نسبية تبخرت فور رؤيتها له بالممر يلتهمها بعيناه , وبإبتسامة مائلة خطى خطوة لم تكتمل نحوها , لا لأنه لاسمح الله ظهرت مرؤته فجأة , أو أنه أدرك أن للبيت الذى أكل مع أهله للتو له حرمات , لكن لأن قبضة محمد الصارمة أطبقت على رسغه مرددا بغموض استشعرت هى كم الغضب فيه ( هل تريد شيئا ما؟)
نظر له شريف بابتسامة راقية زائفه ( لا شئ فقط ضللت الطريق, ف منزلكم غريب نوعا ما , لا تستطيع الذاكرة حفظ تفاصيله)
وبغموض أكثر أسبل محمد أهدابه مرددا ( بعض التفاصيل يجب أن تظل عالقه بالأذهان )
ثم رفع نظره بقوة نحوه هامسا بفحيح ( لأنك وان لم تحتاجها ستجتاحك )
ضحك شريف بتوتر بعجز عن قول شئ , ولكن محمد لم يسمح له بالتفكير حتى وهو يكمل بصوت حاد كالسيف ( تعال معي , مجلس العائلة ينتظرك )
ظلت النظرات بينهم متوترة ,حتى خطى كل منهم خطواته نحو مكان واحد بأهداف مختلفه
ظلت تنظر لهم والغضب يتأجج , الحقد الدفين يطفو , الألم يصبح أكثر مرارة بالحلق وبخطوات كاللهاث سارت نحو الجمع و لسان حالها يهمس ( الحقير السافل كان يريد التغزل بى بعقر دارى , إن لم يحلم بالأكثر , أقسم بالله لن تفوت الليلة قبل أن تتجرع الويلات يا صديق ابن العم )
بابتسامة متفاخرة مدت والدتها كفها قائلة ( تعالى يا هادية اجلسي هنا بجانب خطيبك )
نظر هاشم نحوها بمرح مرددا ( أرأيت يا هادية , شريف يغيظنى بأن خطيبته تجلس الى جانبه وأنت لم تفعلى)
ابتسمت ابتسامة صفراء وهى تردد بثقه ( تستحق يا ابن عمى أنت من اختار صديقك بهذه الطباع منذ البداية )
ابتسم هاشم بتوتر مصدره برودها وكلمة ابن العم التى شددت عليها ثم ضحك بافتعال قائلا ( ألن تنصفي خطيبك المسكين أمام صديقه على الأقل)
أطلقت ضحكه صغيرة ساخرة وهى تردد بصوت جليدى ( بالطبع ولكن عندما ينصفنى خطيبي المسكين أمام صديقه )
توجهت الأنظار جميعها نحوها بتوتر وصمت قطعه شريف بسماجة ( إذن سحبت كلماتى يا صديقي , فالآن نحن متعادلون وخطيبتك الحسناء تجلس الى جانبك الآن)
قامت ببطء لتقف أمام الجميع مسلطة أنظارها نحو شريف قائلة بغضب ( ولكن الخطيبة الحسناء, لم تسحب كلماتها , و لسنا متعادلون , مازال هناك حقوق لم ترد
نظرت نحو والدها الذى ناداها بغضب مردده بتصميم ( دقائق لو سمحت يا أبي , الجميع يجب أن يستمع الى الآن )
التصميم والغضب بصوتها أخرس الجميع بما فيهم شريف ,الذى ابتلع ريقه بصعوبة , وتصبب العرق من جبهته , وعندما حاول مقاطعتها صرخت به ( أصمت أنت , تحدثت كثيرا والآن حان دورى )
أشارت نحوه بأصبعها وهى تتلفت بين وجوه الجميع, ثم رددت بنيران حارقه ( الصديق الشهم الوفي, ماهو إلا مجرد خائن, الحقير لم يحترم صاحبه الآن ولم يبالى وهو ينتهك حرمات بيته سابقا ) نظرت نحو خطيبته ببرود مستطرده ( الله عاقبه حتى وان لم يرى عقابه الآن فسيتجرع ويلاته مستقبلا )
لم تبالى بنظرة السخرية التى أطلقتها منى نحوها , نظرة سافرة توشي بوجود روح فاسقة بالداخل
أكملت بفحيح ( منذ عامين لا أعلم كيف ظهر لى , كان يسير بسرعة على دراجته النارية وأبطأ الى جانبي بلحظه, مستخدما جسده الضخم لخنق جسدى بزاوية , ممررا يده على جسدى بشكل فج , ثوان عجزت فيها عن النطق من شدة الهلع والصدمة إلا أن الله أنقذنى من تحرشه الذى أراد أن يكمله لإغتصاب أو لا , حقيقة لا أعلم , صوت ما جعله كالجرو يفر هاربا
والآن وبعد الخطوبة حاول التجرأ على لفظيا , بل والأكثر أنه الان حاول التحرش بي بين عائلتى , بعقر دارى, لولا محمد الذى أحكم قبضته عليه مانعا خطواته نحوى
ضربت والدتها وجنتها بصدمة مرددة ( يا فضيحتى )
بينما انتفض والدها وعمها غاضبين ( ماذا تقولين ياهادية , ألا تستحين !)
صرخت بهم بقهر ( هذا السافل هو من يجب أن يستحى لا أنا أنا لم أخطئ بشئ يا أبي !
نظرت لوالدتها بنشيج عالى ( فضيحة ! أى فضيحة يا أمى , أخبركم أن أحدهم آذانى وبدلا من أن تردوا لى حقي تفضلون دفن رأسكم بالتراب حتى لا تروا ولا تسمعوا )
قام شريف من مكانه بهياج صارخا بمنى المصدومة ( قومى يا منى سنغادر حالا , انت يا هادية تكذبين ولا أدرى لماذا؟ وأيضا تغيرين الحقائق !)
كل هذا ومحمد صامتا جالسا مكانه مسبلا أهدابة ببرود وغموض , حتى سمع جملة شريف , فهب كالثور ممسكا برقبته ,بعيون حمراء ,هامسا بقسوة مجنونة ( أن تنطق اسمها على لسانك القذر يعنى خروج روحك بيدى, فما بالك بما فعلته وما تتهمها الآن به يا جبان)
واشتعل العراك بينهم ومحمد الغالب يضربه بقهر , بغضب , بألم من نشيجها الذى يقطع نياط قلبه , هاشم والوالد والعم يحاولون الفك بينهم, إلا أن محمد كان كالأسد الجائع الصائم عن اللحم لن يترك فريسته عظاما حتى.
وأصبح وجه شريف كلوحة بشعه من الألوان القاتمة, وصرخاته كعويل النساء , حتى وقع أرضا دون حراك, والأب والعم يحاولون بضعف السيطرة على محمد الذى يركله بقدمه صارخا بزئير مخيف ( قم يا حيوان ولا تسقط الآن , قم وواجهنى رجل لرجل لأقطعك بأسنانى إربا )
كاد يهجم عليه ثانية لولا صراخ أخته بهلع (هاااااادية )
التفت بقوة نحوها ليجدها مكومة أرضا بوجه شاحب وملامح متألمة و شفاه بيضاء للغاية
xxxxxxxx
لساعات وهى تهاتف صديقتها بلا رد شافي , قلبها يؤلمها بشده من حلم الأمس , كانت هادية تنظر لها باكية , بوجه متألم و طيفها يذوب بالسماء !
حتى أنها قامت من نومها صارخه باسمها , منظر صديقتها بالحلم لم يكن يوحى بالخير
زفرت بحنق وهى تلقي الهاتف على الطاولة ثم رددت بقلق ( لماذا لا تجيبين يا هادية , أريد الأطمئنان ياصديقتى .
نظرت للسماء برجاء داعية ( يارب احفظها وفرج كربها , ياحنان يامنان يا ذا الجلال والاكرام ارزقها الخير وباعد بينها وبين الشرور والمصائب كما باعدت بين المشرق والمغرب )
ألم يقولوا أن الحب دعاء , ألم يخبرونا أن الدعوة الصادقة تنفذ كالسهام بالسماء لتصل لمبتغاها حيث قبول الرحمن
هل يوجد أعظم من حب يجمع بين قلبين اتفقا على الصداقة والمودة فتمضي في الحياة بظهر قوى مسنود مطمئن لوجود أحدهم وقت الشدائد الى جانبك فيريح ألمك ويضاعف فرحك !
هذا هو الحب الصافي الذى يفوق روعة النجوم بليل شديد السواد
xxxxxxxx
هل هى بخير الآن يا عبدالله؟
كان هذا تساؤل محمد القلق نحو صديقه
نظر عبد الله نحو الرجلين والمرأه , فضلا عن محمد, الذين ينظرون نحوه بفزع,ثم رفع نظارته نحو عينيه أكثر بحركة متوترة أخفاها ببراعه مرددا ( تعانى من إنهيار عصبي لكنها ستكون بخير باذن الله , فقط أود سؤالكم عن أمر ما)
هتف والدها بجزع ( عن أى أمر تتحدث؟)
قال عبد الله بثبات ( أريد معرفة إذا كانت عانت من حالات إغماء سابقا أم لا؟)
نظر الوالدين نحو بعضهم بعجز وجهل , جعلاه يأسف على حال الآباء الآن , وتباعدهم عن أبنائهم , وسرقة الدنيا عقولهم نحو ملذاتها متجاهلين حاجات أبنائهم لشعور الكيان الأسرى الصحى
أفاق على هتاف محمد الواثق ( كانت أحيانا تعانى من دوار و تقريبا فقدت وعيها حوالى ثلاث مرات مؤخرا )
ضيق محمد عينيه متسائلا بتصميم ( عبد الله , هناك أمر ما تخفيه علينا , أنت لم تقل كل ماعندك أليس كذلك!)
حاول الشاب التهرب بلباقه قائلا بابتسامة صغيرة ( لا شئ مؤكد يا محمد فقط مجرد شكوك )
هتف محمد بقوة ( عن أى شكوك تتحدث!)
وأمام تصميم محمد وعناده الذى يعلمه جيدا لم يستطع سوى الترديد بهمس متأسف على مايخبرهم به ( لابد من عمل بعض التحاليل والأشعه للتأكد من أنها لاتعانى من كانسر )
لا صوت ولا همس , لا تنفس ولا شعور , لم يلتفت نحو أخته التى جلست على الكرسي بصراخ ولا على الوالد الذى أسنده أخاه , لأنه ببساطه لم يشعر بهم مازال مصدوما من أثر الكلمة (كانسر !)
اذن المقدر والمكتوب يقولان أن صغيرته سترحل
محملة اياهم ذنبها!
نعم جميعهم مذنبون وحتى حقهم بالتعويض عليها فقدوه !

الفصل الثامن
هل سبق ورأيت زهرة هجرتها مياه الحياة كيف تموت !
تحزن, فتنكمش على نفسها ,تغطيها بتلاتها وترثيها بصمت تحترق واحدة تلو الأخرى , تتساقط بتلة فصاحبتها حتى تسقط الزهرة بلا أمل بالعودة
تكون أكملت الطريق للنهاية , وأكتملت فترة تواجدها بالحياه , وكأن الكون يصفق لها ( جيد كنت العروس الجديدة بنهر نيل الدنيا .....فتركتك حتى تصبحي يافعة , جميلة ,ثم تهديك مغلفة بنسيم ساحر للموت !
ترى هل هذا قدرها؟
ظلت تمشط شعرها أمام المرآه بحزن و يأس لازمها منذ علمت أنها فريسة أخرى للسرطان
ملست بإنشداه على شعيراتها متسائلة ( هل حقا ستسقط وتعيش هى بدونهم , ولكن كيف ,لقد تنفست رائحته منذ الولادة وكان شعرها الحريرى البنى فخرها و شغفها)
امتدت أناملها نحو رقبتها بغصة تحكم قبضتها على حلقها تمنعها التنفس هامسة بهلع ( رباه هل ستصبح بشرتى شاحبة كشحوب الموتى!)
جسدها الرشيق هل فعلا سيتحول لمجرد عظام !
إن كان ذلك ثمن العلاج الوهمى من السرطان , فهى بالتأكيد لن تفعل, لا مانع من المسكنات وقضاء المتبقي من حياتها محتفظه بجمالها, بالنهاية هى ستموت فهل تفارق بين جدران بيضاء ممرضة بمشفي تعلوها الملامح البائسة! بوجه متألم شاحب ضعيف, وروح بالية ! , أم تحيا المتبقي لها بسلام بغرفتها الحبيبة, بين أهلها محتفظة بقوامها وجمالها, حتى آخر رمق !
عند هذه اللحظه تحديدا تحركت بآلية مميته نحو فراشها بثقل يزيد وهن القلب وتعب الروح
تنهيدات تشق قلبها لشقين وأنفاسها كنصل حاد برئتيها تريد الراحه ولا تدرى السبيل!
إلا أنها حاليا لاتريد نظرات شفقة , لا تريد مشاعر الذنب التى تحاوطها من كل جانب ولا كلمات المواساة التى تشعلها أكثر
فقط تريد أن ترتاح أيا كانت الوسيلة
xxxxxxxx
ماذا سنفعل يامحمد ؟ حالة اليأس والتباعد هذه تقلقنى جدا كان هذا تساؤل الوالد القلق
نظر لأخته المنهارة وزوجها الملتاع على ابنته الوحيدة وللحق هم محقين جدا , هادية أصبحت شبح شبه حى , هو نفسه يجبر حاله على الإ بتسام والمزاح أمامها لعلها تستجيب له ولكن حتى بسمتها أصبحت باهته بلا روح مجرد انحناءه بشفتيها لا تشفي ولا تسمن من جوع !
نظر لهم مفكرا شاردا بحل لايدرى هل هو صائب أم ماذا ( علينا أن نجبرها على مقابلة صديقتها صفاء )
تقطعت نبرات والدتها وهى تجيب بيأس ( المسكينه زارتها كثيرا إلا أنها ترفض مقابلة أى أحد خاصة هى )
التمع التصميم بعينيه وهو يخبرهم بثقه ( ستقابلها رغما عنها , ستتحسن كثيرا بالحديث معها أعلم ذلك , عليها أن تدرك أن نظراتنا نحوها ليست مشفقه , وإنما حزينه لحزنها ,كما عليها البدء فى العلاج فورا والخطوات اتركوها لى
xxxxxxxx
حالة من الحزن وعدم التصديق واللاوعى تغلفها , كيف لنا أن نواجه أقسي حقيقه على وجه الكون بلحظات
الفراق !
أليس هذا هو شبح الأحياء جميعا؟ الألم بفقد من نحب يشطر القلوب نصفين بلا أمل بالإلتئام ثانية , ضربة موجعه تقتل وتضرب الأرواح في الصميم ولولا رحمة الله بنا, وإهدائنا نعمة النسيان لكنا تمزقنا إربا بكل مرة نتذكر بها أحبائنا
تخيل لو أن ألمك يتجدد داخلك كل لحظة بنفس القدر !
يالله أى بشر له القدرة على التحمل
سبحان القادر الحنان حقا
ولكن كما نلتاع بالفراق ألا نملك الحق بالمواساه , بالوداع على الأقل !
اذن لماذا تحرمها صديقتها هذا الحق, ألا تدرى أنها تؤلمها بكل مره ترفض مقابلتها , تشعرها بأنها لم تكن بالمكانة التى تخيلت نفسها بها عندها , كل همها أن تراها وتحتضنها , تربت على ظهرها تخبرها أنها ستكون بخير لعلها ترتاح
مكالمة محمد ردت لها الأمل رغم التوجس الذى يملؤها , محمد أكد أنها ستقابلها وهى تثق بأنه قادر على فعلها , أليس هو سوبر مان الوسيم القادر على إختراق أرض الأهوال !
xxxxxxxx
تأفف بنزق وهو يراها تقترب , الوقت وقت العصارى إلا أنه يشعر بأن الشمس مسلطه على راسه , منذ دقائق وهو ينتظر البرنسيس صفاء التى تأخرت عن موعدها دقائق أو أنه هو من سارع بالمجئ , لابد وأن يطمئن على سلامتها فالمنطقه هنا غير مضمونة بالمرة , صغيرته تقريبا تغيب عقله , أعتدل في وقفته وهو يراها على بعد خطوتين منه فسار الى جانبها بصمت لدقائق قطعه بترديد مصمم : ستقابلينها لا تقلقي
نظرت له بشك هامسة : إن شاء الله , أريد فقط أن أراها , أحاول الحديث معها
تنهد بتعب هامسا : حقا تعبت , أريدها أن تتجاوز محنتها وتقف على قدمها , ترى أنه اختبار لا نهاية الكون,
توقف قليلا ناظرا اليها وهو يهمس بوجع ( هى صغيرتى ياصفا قلبي يتألم حينما أراها بهذه الحاله وشعور العجز يكبلنى بشكل خانق)
ابتلعت ريقها بشعور لا وصف لماهيته يخترق قلبها , إلا أنه موجع بشدة لنبرات الألم بصوته, قلبها ينغزها بقهر على حاله , ,تريد أن تمد أناملها لقلبها تلامسه تدعوه كى يستكين , نبضات خرقاء تنبض بعنف وهمسته بأسمها حاذفا الحرف الخير تتردد داخلها الاف المرات ( صفا )
يالله كيف أن تكون (صفاء) مختلفه عن (صفا) خاصته لهذه الدرجة!
بلحظه تبدلت ملامحه و ارتسم الشر على وجهه ,غضب تنبض به عيناه , رأت بأم عينيها كفه ينقبض وليكتمل مشهد هلعها وبثانية لم تتداركها كان ركض من أمامها ,التفتت بظهرها بذهول لترى أين ذهب المجنون , أطلقت صرخة صغيرة مصدومه كتمتها بكفها, الذى أمتد بهلع لشفتيها وهى تراه ممسكا برقبة أحدهم يضربه بقوة والرجل يكاد يموت بيده!
ركضت نحوه صارخه بهلع ( محمد محمد اتركه سيموت بيدك يامجنون )
بدا وكأنه بعالم آخر , وكأنه لايراها , ولايسمعها امتدت أناملها بتلقائية ملامسه كتفه ,وهى تردد بصراخ( اتركه يامحمد أرجوك)
لثانية شعرت بتشنجه , ارتاحت قليلا معتقده أنه سيتركه إلا أن كل راحتها تبخرت وهو يلتفت نحوها بجنون قائلا بخشونة : اصعدى يا صفاء وإياكى أن تخبرى أحد , اذهبي)
جحظت عيناها بصدمه ,لا والله هذا المجنون البرى ليس بمحمد ابدا ,! ظلت على وقفتها المصدومة حتى صرخ بها بشراسه( قلت اذهبي )
ركضت وركضت حتى أختنقت أنفاسها , احتمت ببوابة المنزل تراقبه بقلق يستعر بقلبها , عيونها دامعه , أغمضت عينيها تتوسل ربها ( يارب أنقذ هذا المجنون , يارب أهده ولاتجعله يقتله , يارب احفظه
فتحت عينيها بسرعه على صرخته المستنكرة ( ألم أخبرك أن تصعدى لم تقفين هنا؟ هل يتوجب على تكرار الحديث ثلاث حتى تستمعى الى !حقا بدأ صبرى ينفذ )
ظلت تنظر له بصمت فقال ساخرا (ماذا هل أنهيت حملة الدعوات خاصتك, والآن بدأت حملتك لفحص وجهى!
عضت شفتيها بغيظ منه, ومنها ,لأنها حقا كانت تتفحص وجهه الذى صابه كدمة بسيطه عند صدغه و خيط دم بسيط منساب من جانب شفته .
عقدت حاجبيها بسرعه مردده ( أنت فظ للغاية ) وركضت نحو منزل صديقتها ,تبعها بغضب من هذا الحقير شريف الذى كان يحوم حول منزلهم منذ دقائق , السافل ماذا يريد من صغيرته ألا يكفيها ماهى به, تقبضت يداه بشراسة هامسا( أقسم بالله ان حاول الأقتراب منها لن يرى شمس ولا قمر مرة أخرى)
وصعد السلالم نحو المنزل , نحو جنته وناره , دخل بسرعة ليجد صفاء تقف عند باب هادية تطرقه بتوسل كى تفتحه لها , رآها تنظر له بيأس وتحرك رأسها يمينا ويسارا بأسف أن (لاتستجيب)
تفجر غضبه بحق هذه المره , فطرق الباب بقوة جعلت صفاء تبتعد خطوه بفزع للخلف وأخته تأتى ركضا خاصة وهى تستمع لصوته الهادر ( هادية أفتحى الباب الآن , أقسم بالله إن لم تفتحيه الآن لن أخاطبك طوال عمرى , وسأترك المنزل ولن ترى وجهى ثانية بعد أن أكسره فوق رأسك)
صمت بلهاث ,ثوان مرت ثقيلة للغايه وهو ينتظرها يخشي أنه أصبح لاشئ لها , أن تكون فقدت حتى رغبتها بتواجده الى جانبها , صفاء تناظره بأسف و شفقة بينما أخته لم تتخطى الصدمة بعد,ثوان كان على شك فقد الأمل فدار المفتاح بباب الغرفه ,ظهرت أمامه مطأطأه رأسها بفتور ويأس الا أنها ظهرت و .....أليس كافيا!
بلي هو أكثر من كاف الا أنه لن يظهر ذلك,
مد كفه لذقنها رافعا وجهها نحوه قائلا باستنكار ( لما كل هذه السلبية , هل هذه مبادئنا؟ هل هذا ماتريدينه حقا؟
تحولت نظراتها نحوه من الفتور للدهشه ثم الهلع فغطت شفتيها بجزع ( محمد!)
عقد حاجبيه بعدم فهم فأستطردت بسرعه ,وهى تمسح الدم عن وجهه (وجهك , ماذا حدث ! لم شفتيك تنزف هكذا وما سبب هذه الكدمات)
حسنا لقد تخطت منطقة الراحة خاصتها وتفاعلت معه ,سيضرب ضربة تحت الحزام الا أنه الحل المتاح أمامه ليرى أى مشاعر بعينيها ,أى شئ إلا اللامبالاه.
نظر بقوة لعينيها القلقه ,وأمسك كفها الذى يمسح الدماء عن شفتيه بخوف مقبلا إياه بحنو , أرسل نحوها نظرات ذات معنى لن يصل إليه سواهم ( فعلتها لأجلك ياهادية )
وفهمت جيدا أنه فعل ماتمنت فعله منذ عامين , للحظة التمع الغضب بمقلتيها قبل أن تسبل أهدابها بصمت ,فردد بتصميم وهو يفسح الطريق لصفاء ( صديقتك أنتظرت طويلا)
ورحل وتراءت لها صفاء التى تناظرها بعتاب , بحزن وغضب ,ظلت تبحث عن شبح شفقه واحد فلم تجد ,عند هذه النقطه لم تستطع منع نفسها من الهمس باشتياق وألم ( صفاء)
ارتمت بأحضان صديقتها التى سارعت بتلبية دعواها الصامته ثم أغمضت عينيها براحة أخيرا
xxxxxxxx
منظرها وهى تقف مبتهلة الى الله لأجله هز كيانه , كانت كطفلة تغمض عينيها تدعوه أن يحفظ أباها وهى لن تغضبه ثانية , كانت لحظات الإرتباك التى صابتها والتى أستغلها جيدا رائعه للغاية , فتاة المستحيلات ذات عقدة المائه وإحدى عشر كانت كحبتى فراولة مغريتان للإلتهام , تلك التى تحدته بأول سنة تتواجد بها بالجامعه والتى هزمها شر هزيمه , لتتحداه بالسنه التالية ووحده الله يعلم أنه كان سيتركها لها , الا أنه سمعها تلك الغبيه تردد , أنه شاب مخادع يتلاعب بالأشياء ليحصل على مايريد, مستهتر لايتحمل المسئولية
تيبس رأسه وهو يقسم بأنه لن يتركها لها أبدا وكسب ليغيظها و تبدأ حرب غير معلنة بينهم , أعتاد أن يناديها بخلوته صفا لا صفاء , لايعلم كيف انفلت اسمها التحبيبي هكذا من شفتيه أمام نظراتها, نظراتها المواسية الودوده جعلت صفا أكثر تناسبا مع حالتها النادرة تلك
أراح رأسه بعدما أطمئن على عودتها لمنزلها سالمة ,مغمضا عينيه مرددا بتلذذ ( صفا)
xxxxxxxx
تقف بتردد أمام سجادة صلاتها كلمات صفاء تضرب عقلها بقوة منذ ارتمت بين ذراعيها ولقاءهم لايغيب عن بالها
عادت لتلك اللحظات متذكرة لحظة ابتعادها عن صديقتها ,بعدما كفت عن البكاء لتجد صديقتها تناظرها بألم مردده : لماذا رفضتى مقابلتى ياهادية ! هل هذه هى حقيقة صداقتنا ! أنا تعاملينى كالغريب !
ابتلعت ريقها بغصة كبيرة وهى تهمس بخجل : خفت أن تشفقى على
التمع التصميم بعينى صفاء وهى تردد بحزم: أنت لست بحالة تستدعى الشفقه يا هادية أنتى فى اختبار من الله , وربك لا يبتلى عبدا إلا إذا كان يحبه, لماذا أشفق عليك بالله ,لا أراكى صاحبة عاهة أنتى فقط مريضه ياصديقتى ,وجميعنا مرضي صدقينى , سوف تكونين بخير باذن الله
فقط اهدئي وفكرى بحكمه , استمعى لأهلك القلقين وابدأى العلاج , تجاوزى حالة البؤس التى تقهرين نفسك بها هذه واكسرى بلور الصمت الذى يخنققك, تريدين الصراخ ؟ اصرخى , إن اردت البكاء ابكى , اسجدى واشتكى لله , ادعيه بالشفاء , ألم تفكرى أن الله ربما وجدك تباعدت عن طريقه قليلا فجعلك بهذا الإختبار كى تعودى لطريقه , تلجأى اليه وتدعيه!
إن وجدت نظرات شفقه بعينى أحدهم أشفقى أنت عليه لأنه حقا بائس لايعلم أن الجميع مرضي وإن تفاوتت أنواع المرض فضيق الصدر مرض, موت القلب مرض, والألم الروحى أكثر إيلاما من المرض العضوى صدقينى
أمسكت كفها برجاء : صلي يا هادية , أخبرى الله بكل ماتشعرين , أطلبي منه الراحة والشفاء بيقين أنه سيجيب دعوتك وستجدين السلام
همست بعدم استيعاب: لم تحدثينى أبدا عن الصلاه أو أى شئ يخص الدين سابقا !
أخفضت صفاء عينيها بخجل هامسة بحزن : خفت أن أخسرك إن حدثتك بشئ , خفت أن تتباعدى عنى وقد أحببتك حقا , اردت البقاء على صداقتنا , كانت أنانية منى إلا أننى أدركت كم كنت مخطئه , فالصديق يجب أن يعين صديقه ,ويأخذ بيده فى حربنا بهذه الحياه.
رفعت ناظريها بتساؤل هامسة ( ألن تفعلى إن وقعت بمأزق؟)
أومأت هادية رأسها ببعض الراحه تناجيها
عادت لواقعها نافضة عنها الكسل وتوجهت بقلبها وعقلها لله ترجوه ألا يخذلها أن يعينها على ما انتوت وما ستفعل
الجميع يحيا بعذاب بسببها وعليها ايجاد حل وسط يريحهم جميعا
xxxxxxxx
الليل طويل مؤرق, وهو لا بر كى يرسو عليه ,يقف بالشرفه يشبع رئتيه بنسيم الليل الصافي , يتلمس الطريق نحو صفاء الذهن ,شعر بنسمات الهواء محملة بعبق صديقته و طفلته ,لم يصدق, احتبس الهواء برئتيه مرتعبا من قراراتها اليائسة بهذه الفتره قاطعت هلعه وهى تردد بخفوت ( لم تخبرنى أنك حصلت على امتياز وأنك أصبحت معيدا)
ردد وهو يلتفت نحوها : من أخبرك؟
أقتربت لتقف بجانبه وهى تستند على السور الحديدى ناظره بانشداه للنجوم اللامعه بظلمة الليل الحالك: صفاء
أسكته الأسم وذكرى كف صاحبته التى أمتدت لكتفه تعاوده , لم يكن يقوى على الحديث وقد أنهكته الأيام السابقة, كثرة الأحداث وتلاحقها .
همست منبهه اياه: سأفعلها لأجلكم ولأجلى يامحمد
نظر لها بتوجس صامت لتكمل وهى تناظره بقوة وشعاع غريب يتقافز من روحها اليه: سوف أبدأ بالعلاج من الغد بأذن الله ولكن عندى شرط
شرط!
سيطر على انفعالاته بقوة فلاذية وهو يتسائل بصلابة: شرط!
رددت بتصميم وقوة : سأواجه الموت ولكن وحدى لا أريد العيش هنا أثناء فترة علاجى , أريد البقاء بالمشفي , يمكنكم زيارتى بين الحين والآخر , لكن لن أقحم أحد بالأمر أكثر
صدمته ألجمته لثوان قبل أن يردد باستياء وغضب: نحن لسنا غريبون , نحن أهلك ياهادية !
أمسكت كفه بتوسل : أرجوك ياخالى ساعدنى, هكذا سأكون مرتاحة أكثر
ارتبك وهو يرى توسلها , صمت لدقائق ثم همس بعجز: ولكن والدك لن يوافق
ابتسمت ببرائتها التى تذيب قلبه وتثير روح الحماية داخله: تستطيع اقناعه يامحمد أنا أعى ما أقول , فأنت بطلى


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس