عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-16, 11:33 PM   #2

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

المقدمة


الملل...
الملل هو آفة لا علاج لها...
تبحث في كل الوجوه حولك فترى الكون متماثل...
الرجال نسخ متكررة... و الفتيات يتشابهن...
بضاعة تظن أنها تتجمل، كلما كُشفت أكثر و أكثر، صبغت أكثر و أكثر... و عرضت أكثر و أكثر!
و للأسف و بالرغم من كل ذلك الأكثر، شعور بالزهد -و كأنه ناسك- ترك هرموناته لا تتحرك...
المائدة التي يجلس عليها قد فرغت و كل من كان عليها توجه لحلبة الرقص...
ليس ملهى ليلياً، بل حفل زفاف!
أمه أجبرته على الذهاب لحفل زفاف قريب لزوجها الأخير ليعاين بعض الفتيات...
"أقسم بالله العظيم أن لا شيء فيك مني... لولا أنني أخرجتك من رحمي لشككت أن لك علاقة بي... يا عديم الاحساس... انظر حولك... انظر..."
دارت بأناقة بعينيها في المكان، و هي ترى كل فاتنات المدينة في الحفل...
"الفتيات هنا يرتمين تحت قدمي أي رجل حقيقي..."
ثم تأففت برقي، و هي تحاول بكل جهدها ألا تحرك عضلات وجهها؛ كي لا تترك تجاعيد أكثر..
"علاء بدأت أظن أنك لست بجاد بزواجك... والدك تواصل معي و أخبرني أنك يجب أن تكون متأبطاً بذراعك زوجة ما... هل تفهم؟... و هذا يجب أن يكون خلال شهر... و الآن سأتركك تحدق بعينيك في هذه الفتنة الخالصة، إلى أن تجد ما تريده..."
حدق لثوان بملامحها التي لا تشيخ... (جمالها هو رأس مالها)... جملة ليست جوفاء...
جسد رشيق لا يصدق أن من تملكه في أول الخمسين من عمرها... قامة مديدة منتصبة، لم تتأثر بولديها اللذين أنجبتهما...
شعر بني داكن ناعم في تصفيفة كلاسيكية أنيقة...
بشرة حريرية ناعمة بيضاء بلا أي شائبة...
عيون عسلية ذكية تعرف كيف تتلون عبرها العواطف...
و بكل تأكيد فراغ مكان القلب!
تنهدت بلا أي عاطفة، قبل أن تنهض عن الكرسي المبطن باللون الأبيض و حوافه مذهبة...
الكرسي كان أنيقاً حقاً، مريح لحد ما، كي تستمر بالجلوس لمدة ساعة، ثم تبدأ بالتململ...
قرأ مرة عن أن كراسي المطاعم الكبرى تخضع لتجارب خاصة كي تحدد مدة راحة الزبون في الجلوس عليها لمدة كافية لوقت المطعم و الزبون و الحجز!
بكل تأكيد هو لوح ليفكر بالكراسي بدل كل فاتنات الحفل!
لكن الكرسي بنقوشه الرائعة جعل ذهنه ينحرف لصديقه المهاجر...
مهاجر... باحث... راحل...
كله يعني أن زياد تركه...
ابتسم بسخرية و هو يتذكر كيف ولج لنصف اجتماع يترأسه...
فقط أشاح برأسه بهدوء و هو يخبره أن الوطن قد لفظه كميت ثبت أنه حي!
حي، أو ميت...
صديقه يتلبس رداء نوع جديد من الزومبي!
أيضا هو مجنون بتقرير ينتظر الامضاء ليفكر بالزومبي وسط حفل مميز...
يا الله ما أجمل تلك الأيام التي لا يلقى الرجل زوجته إلا ليلة دخلته...
لم يجب أن يتعب هذه الأيام؟؟... تباً للسينما و تباً لهوليود و تباً للروائيين السخيفين...
ما أحلى العودة للأصول!
قطع تفكيره الغبي قطعة من تلك القطع الفنية و هي تجلس على الكرسي أمامه...
كتم تنهيدة الملل التي سينفجر بها حلقه و هو يعتدل بهدوء يترقب الجمال الفاتن كما تظن أمه...
لكن ما واجهه هو سحر من نوع خاص...
فتاة جذابة...
ليست جميلة و لا فاتنة...
لكنها جذابة...
من النوع الذي يرتاح المرء و هو يحدق بملامحها و باحثا بلا ملل عن سبب التصاق عينيه بملامحها...
عينان متوسطة الاتساع بدرجة فاتحة من البني كانت مسلطة عليه... رموش كثيفة تحيطها و مشاعرها لا تنسكب عبرها بشراهة كما كل النساء... و هو شيء أكبره فيها....البشرة كانت خمرية ما بين البياض و السمار، إلا أنه لا يثق بأي فتاة في حفل زفاف...
لكنها بكل تأكيد لن تغير حجم أنفها الأكبر من المعتاد...
أنفها كان أفطس بعض الشيء، لكنه لم ينقص من جمالها بأي درجة!...
شفتيها كانت متناسقة، بشفة سفلى ممتلئة نوعا ما، و شفة عليا رقيقة لم تحتلها الدهون من مؤخرتها بعد...
شعرها كان مجموعاً في تصفيفة معقدة، تظن الفتيات أن المرء سيظل يحدق بها طويلاً يبحث عن الوردة و الفراشة و تناسق الخصل...
حقاً فتيات الأعراس لا ملامح لهن!
"كم الدرجة؟!"
صوت ناعم، لا ميوعة فيه خرج ليقاطع تأملاته، ليرفع حاجباً متسائلاً...
"كم درجة ملائمتي لأكون حرم السيد علاء ياسين".
ظل على هدوءه، بل و لا عضلة فيه تحركت من مكانها و هو يجيب...
"لم أرى قامتك بعد..."
هزت رأسها، قبل أن تضع ساقاً فوق الأخرى، ثم هزت ساقها التي بالأعلى و هي تقول بهدوء...
"ارتفاعه سبع سنتيمترات و نصف..."
عقد حاجبيه بلا فهم؛ لتهز قدمها مرة أخرى، ففهم أنها تتحدث عن كعب حذائها، ثم برشاقة وقفت، و هي تخرج هاتفها من حقيبتها و تدعي أنها تلقت مكالمة...
مرغماً و بتسلية لا يفهم كيف توالدت داخله، حاول أن يقدر طولها...
امممممممممم
تقريبا مائة و خمس و سبعين سنتيمتراً... أقل أو أكثر بفرض خطأ بـ اثنين سنتيمتر...
إذن طولها الطبيعي مائة و ثمانية و ستون سنتيمتراً، أي أنها أقصر منه بخمسة عشر سنتيمتر... طول جيد، بالنسبة للمرأة، و مناسب له...
عاد يحدق بوقاحة بجسدها...
لم تكن ممتلئة، لكنها لا توصف برشيقة...
كان هو و زياد يتنافسا بتقدير مقاس ثياب المرأة الداخلية التي يرونها في فترة الطيش القديمة... و في الحقيقة كان قد فاز في كثير من التحديات!
تلك العين الخبيرة قدرت أن وزنها يزيد عن معدل الرشاقة بعدة كيلوجرامات...
لكن تلك الكيلوجرامات توزعت بشكل ممتاز لتمتلك مفاتن مكتملة!
هز رأسه برضى، لتعود و تجلس بهدوء و كأنها لا تعرض البضاعة عليه...
"اسمي هدى الجيار... عمري أربع و عشرين عام... أعمل كمحاضرة في جامعة (...........) تخصصي آداب انجليزي..."
ثم حدقت بعينيه بقوة...
"الليلة لم أضع زينة إلا كحل، و أحمر شفاه واضح لونه الداكن الملائم لثوبي..."
هز رأسه باستحسان، و هو يؤكد أن الثوب البنفسجي الداكن يتلاءم مع أحمر شفاهها...
"لذلك بشتري طبيعية... شعري كما ترى لونه بني داكن... ناعم... يصل طوله لأسفل كتفي..."
عنقه مائل و هي تكمل بهدوء...
"كنت مخطوبة منذ عامين و لم يتم الأمر... انفصلنا بعد ثلاثة أشهر... أبي كان يعمل جراح أعصاب في مشفى (..........) قبل أن يتوفى منذ ستة أعوام... لا يوجد لي اخوة، أو أخوات، و أمي رحلت لأهلها و تركتني مع عمي..."
لا يدري، لم التسلية بدأت تتركه، مخلفة جدية ثابتة انتقلت منها إليه...
"هذه سيرتي الشخصية سيد علاء..."
"و؟؟"
هزت رأسها بتساؤل عن حرفه المبتور، ليكمل ببروده الهادئ، رغم يقينه بما تريد...
"و ماذا أفعل بهذه المعلومات؟؟"
"طبعا تتزوجني!"
***
تلك الذكريات كانت تتزاحم في عقله، و هو جالس على كرسيه الأنيق، و على يساره تجلس نفس الفتاة، بفارق أنها ترتدي ثوب زفاف أنيق، و زينة وجهها مكتملة...
لم تكن قاعة احتفال، بل هو منزل عمها الذي أصر على عمل حفل زفاف لابنة أخيه حتى لو لم تكن هي و الشخص الآخر المعني يريد ذلك...
أخذ يدير عينيه في الوجوه المبتسمة حوله و كأنهم متشوقون لتقديم القربان الأعظم لآلهة وثنية ما...
الكل سعيد لأن شخصاً ما رضي أن يحرق نفسه و يسلخها و يشنقها!
أغلق عينيه لثانية قبل أن يفتحهما و هو يرى والده يصافح عم هدى الرجل الشديد التهذيب...
رجل مهذب حقيقي... شفته تنثني و هو يحاول أن يسعد بحفل زفافه، بعد فترة خطوبته القصيرة... بل القصيرة جدا!
فبعد تلك الليلة التي خطبته فيها، قرر أن يحصل على مدة يسأل بها عنها...
مازال يذكر نظراته التي ضاقت بتفكير رغم أنه يعلم ما تريد منه لكن أي فتاة في هذا الزمان تنتظر الخطوة الأولى من الرجل، لذلك له الحق الكامل أن يشعر بشكوك تنهش عقله...
المهم أنه برد فعل معكوس ملائم قرر أن يطلب منها بعض الوقت ليفكر و يبحث عن خلفيتها...
فقط ثوان مرت و تماسكها مازال يؤثر به، قبل أن تقول بهدوء شديد، و كأن المعنية شخص آخر ليس هي...
"سيد علاء، أنا لا أفعل ذلك إلا لأنك شخص محترم مؤتمن... ربما أبدو غريبة الأطوار بفعلي، لكنني بعد بحث طويل و تفكير أشد طولاً وجدت أن الطريقة المباشرة سوف تكون أفضل لكلانا..."
ثم نهضت بهدوء و هي تكمل...
"سأنتظر منك رداً قريب سيدي، و أتمنى ألا أنتظر طويلاً... و أتمنى –كذلك- أن يكون خيراً لكلانا..."
و تركته بهدوء، لينهض هو و يخبر أمه انه سأم الحفل، و كل شيء، ثم تحرك عائدا لشقته الكئيبة...
يوم، يومان بل ثلاثة تتابعوا قبل أن يقرر أن يفكر بجدية بعرض الفتاة...
دون ضوضاء أو لفت انتباه وصل لكل ما يريد عن معلومات عنها...
و هذا الذي وصل إليه جعله يرسل أمه لتخطبها كما الأصول...
عاد للواقع ببسمة هادئة مفتعلة على شفتيه...
لكم يتمنى لو زياد هنا...
فقط وجوده سيكمل فرحته الباردة!
تذكر حديثهما عن الرقص قبل حفل زفاف زياد...
لا يدري لِم لَم يرقص سوى رقصة افتتاح الحفل، ثم جلس بثقل...
شعور غريب بالانفصال يتخلله...
يشعر أنه غريب عن كل هؤلاء...
عن هذه الفتاة التي تجلس جواره...
عن أمه التي تدور بثقة من فتنتها و والده الذي يدور بعينيه على الصبايا باشتهاء...
عن العم الراقي الأنيق بالحلة الرسمية التي يرتديها...
ربما هو أفضل شخص في هذا الحفل...
فجأة شعر بصدمة غريبة و عينه تتقابل مع عين ما...
نظرة طويلة من صاحب تلك العين محجوبة معانيها خلف منطاره الطبي، جعلته يعقد حاجبيه بلا تصديق، قبل أن يهز رأسه و كأنه يستوثق من المعلومة، و يعود ليركز مرة أخرى ليجد أن لا أحد هنالك... مرغما اعتدل بجلسته و هو يدور بعينيه مرة أخرى حوله في كل مكان، لكنه لم يره...
ربما يتوهم!
نعم و ربما هو يحلم و يجلس مع زياد عند كارل يثملان!
عاد يبحث بعينيه إلى أن..........
"مبارك علاء... أخيرا فعلتها..."
انتفض بقوة و هو يجد التحية من خلف كرسيه و الجسد خلفه بينما الرأس يميل عليه بوقفة لا تليق إلا بصديق عزيز... أو أخ مفقود!
ثانية واحدة مرت قبل أن يسيطر على كامل أعصابه ليبدو هادئاً، و هو ينهض ليصافح الشاب الأقصر منه بعض الشيء...
"أهلا سيد أغيد... غريب أنك في الوطن!"
هز ذاك رأسه باستخفاف بينما هدى لأول مرة تحرك رأسها الثابت ناحيتهم، ليميل أغيد برأسه بألفة شديدة ناحيتها...
"أنت إذن هي العروس... مبارك عزيزتي..."
عقدت حاجبيها بلا فهم و هي تستدير برأسها ناحية علاء الذي أغلق عينيه بحلم ليبدو هادئاً...
"أغيد المفتي... أخي الأصغر".
***











eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس