عرض مشاركة واحدة
قديم 15-12-16, 09:20 AM   #8

Poison ivy


? العضوٌ??? » 388440
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 150
?  نُقآطِيْ » Poison ivy has a reputation beyond reputePoison ivy has a reputation beyond reputePoison ivy has a reputation beyond reputePoison ivy has a reputation beyond reputePoison ivy has a reputation beyond reputePoison ivy has a reputation beyond reputePoison ivy has a reputation beyond reputePoison ivy has a reputation beyond reputePoison ivy has a reputation beyond reputePoison ivy has a reputation beyond reputePoison ivy has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثاني

الفصل الثاني
" هل أنتِ ايزيل؟"

أيقظها ذلك الصوت الحاد من غفلتها..وأحلام يقظتها.....فوجدت نفسها تنظر الى مصدر الصوت وهي تقول:" آه..أجل..أجل..!"

رفع يده مصافحاً...وان بدا ذلك رغماً عنه..." مرحباً بك في جزيرة ميكونوس...أنا نيكولاس ديمتريوس!"
ولما رأى أنها لم ترفع يدها لتصافحه.......زاد البرود في وجهه....وضاقت عينيه وهو ينظر اليها بقرف.... من رأسها وحتى اسفل قدميها.....
ما هذا الذي ترتديه؟؟صحيح انه أنيق....ولكنه محتشم للغاية..خاصة في مثل هذا الجو المشمس...!
وغطاء الرأس هذا؟؟؟أووه...لست ادري من اي كوكب جاءت!!!
أردفت بسرعة وقد ادركت ما يعتمل في صدره...:" أنا آسفة حقاً..فأنا لا أصافح الرجال!"
لكن عدم الاكتراث بدا جلياً على وجهه وهو يقول:" هل هذه هي حقائبك؟"
ارتبكت وهي تجيب:" نعم...هذه فقط!"
وبدون اي كلمة......حمل الحقائب ومشى مبتعداً من دون ان يكلمها اي كلمة....فلم تجد بداً من اللحاق به......وعندما وصلت كان يضع الحقائب في السيارة..ويتجه ليجلس خلف المقود...وقد بدا نافذ الصبر....
اقتربت هي بسرعة....وفتحت الباب الخلفي..واستقرت جالسة ..بسرعة وهي تغلق الباب!!
لم يظهر عليه الرضا باختيارها الجلوس في الخلف..وكأنه سائقها الخاص....ولكنه لم يقل شيئاً....بل انطلق في الحال!!!

كان الجو مشحوناً وهي تشعر بالتوتر الى ابعد حد!! لم تكن بدايتها طيبة في هذا البلد!! حسناً..بما أنه من عائلة ديمتريوس..والتي هي نفس عائلة والدها..فهو قريبها بكل تأكيد! بل ان كبرياؤه وعجرفته اللانهائية..تؤكد بأنه قريب جداً كذلك!!
لا بأس...ستعرف كل شيء حينما تصل....لأن مظهر هذا النيكولاس وتصرفاته..تدل بشكل واضح على عدم سروره بلقائها.....بل هي لن تنسى تلك النظرة التقييمة التي القاها باتجاهها...وكأنها جاءت من بيئة منحطة...متخلفة!
لم يعجبه لباسها المحتشم...وغطاء رأسها!...بل ان العديد من المسافرين الذين كانوا يرافقونها في الباخرة...كانوا ينظرون اليها بصورة ارحم والطف من نيكولاس المتعجرف..والذي يفترض بأنه قريبها!
حسن, هو لا يهمها.....كل ما يهمها هو جدها....! أجل جدها؟ كيف سيستقبلها يا ترى؟؟ هل سيحبها؟ هل سيسألها عن والديها؟ ان كان سيقول اي شيء قد يهين والدتها او والدها..فلسوف تنطلق من فورها لمغادرة هذا المكان المشبع بالغرور!!!
ولكن لتنتظر وترى!
وهنا توقفت السيارة...أمام قصر رائع....بهتت ايزيل وهي تنزل من السيارة وتحدق فيه غير مصدقة.....
لاحظ نيكولاس ذلك...فارتفع حاجبه وقال بسخرية:" وهل كنتي تظنينا فقراء؟"

تظنينا؟؟ من هو هذا الانسان؟ ولم تشعر بالحقد يقطر من عينيه وكلماته؟؟؟؟؟

لم يترك لها فرصة الاجابة....ليعود فيقول:" أراهن بانكي لم تري مثل هذه القصورفي حياتك كلها.....الا في الافلام!..هذا ان كنتي تملكين تلفازاً!"
وهو يضحك بسخرية..ويتجه الى الداخل....
شعرت ايزيل بالغضب الشديد...." ياله من متعجرف...عديم الاحساس!!"
لكنها هزت رأسها محاولة الخروج من هذا المزاج الغاضب....وهي تتلو بعض الايات القرآنية....
حتى شعرت بالهدوء....وما كادت ترفع رأسها..لتهم بالدخول....حتى وجدت سيدة أنيقة..رائعة الجمال...في الخمسين من عمرها....تنظر اليها بمحبة وعطف....
وهي تقترب منها....مرحبة:" أهلاً بك يا عزيزتي بيننا!" وهي تعانق ايزيل براحة......
ثم رفعت رأسها تحدق بملامح ايزيل جيداً..وكأنها تتذكر شيئاً....هتفت تقول بتأثر:" لقد جئت اخيراً الى هنا! لكم سيفرح جدك بهذا! اه..يالحمقي..نسيت ان اعرفك بنفسي....أنا مارغريت...وارجو ان تناديني ماغي!"
ابتسمت ايزيل وقد بدأت تشعر بالفرح من رؤية شخص لطيف في هذه العائلة:" أنتي لطيفة جداً سيدة ماغي!"
ضحكت ماغي بجذل..وعادت لتقول:" ماغي يا عزيزتي...ماغي فقط! حسناً يبدو لي انك صغيرة...ولكنني كذلك لا أحب ان ابدو كبيرة جداً! اتفقنا؟"

ضحكت ايزل وهي تقول:" اتفقنا!"

" تعالي يا حبيبتي..لابد بأن جدك قد فقد صبره الآن! خاصة ان اخبره نيك بقدومك!"
وهي تجذب ايزيل من ذراعها...لتصحبها الى الداخل..لكن ايزيل ارتبكت وهي تقول:" ولكن؟"
" آه لا تقلقي على حقائبك..سيحضرها ماركوس حالاً!اه..ها هو!"

وأطل رجل ضخم الجثة....يرتدي ثياباً أنيقة....من المدخل...وهو يومئ للسيدتين...ويرحب بايزيل ..ثم يمضي حالاً لاحضار الحقائب.....

تساءلت ايزيل بسرعة:" ومن هو نيك؟"
" أه..أليس هو من أحضرك من المرفأ؟"
" لقد أحضرني شخص يدعى نيكولاس ديمتريوس!"
ضحكت ماغي ملئ شدقيها:" يالرسمية هذا الفتى! حسناً نحن ندعوه نيك اختصاراً وتحبباً...وبالمناسبة! انه ابني !"
اتسعت عينا ايزيل دهشة...كيف يكون ذلك المغرور المتعجرف ابن هذه السيدة اللطيفة!
ابتسمت ماغي وكأنها قرأت ما تفكر فيه ايزيل:" أرى من ملامح وجهك..بأنه لم يحسن التصرف معك! حسناً...لا بد أن تعذريه! فهو خشن ولئيم في معظم الاحيان..لكنه طيب ورقيق القلب!"

رقيق القلب؟؟ وطيب؟؟ هل هما تتحدثان عن الشخص نفسه؟؟!!!!

وما ان اقتربتا من غرفة الجلوس...حتى ترددت ايزيل قليلاً وتوقفت...نظرت اليها ماغي بعطف...وقالت مشجعة وهي تربت على كتفها
" انه يحبكي...ولا يصدق بأنك استجبتي لندائه!"
نظرت ايزيل الى ماغي..آه يالهذي السيدة الطيبة....ستكونان صديقتان بالفعل....بل هي تحبها منذ الآن!
هزت ايزيل رأسها موافقة....وأخذت نفساً عميقاً.....ودخلت........
كانت غرفة واسعة رائعة....مليئة بالزخارف والاثاث االكلاسيكي القديم....كانت تبعث على الرهبة..وكأنها في متحف.....جالت في الغرفة بنظرها....حتى لمحت عجوزاً يتكأ على عصاه وهو يحدق من النافذة بشرود....كان يرتدي بذلة فرسان ..بدت وكأنها من عصر اخر...لكنها كانت تناسبه جداً.....كانت مليئة بالنياشين...والشارات...والاش رطة!
أكان جدها يظن بأنه في عرض عسكري أم ماذا؟؟؟

" عمي؟ لقد وصلنا!" قالت ماغي بفرح......

توقف قليلاً....ثم التفت ببطئ شديد...ليقف أمامها مستقيماً....نظر اليها عبر الغرفة الواسعة...فصل ملامحها جيداً....
ثم قال بصوت جامد.....:" اقتربي!"
لم يكن هذا هو الترحيب الذي توقعته..!
نظرت الى ماغي بتوجس....فربتت الاخيرة على كتفها وهي تهز برأسها مشجعة.....
وضعت ايزل حقيبة يدها على مقعد بجانبها واتجهت ناحية جدها بتوتر بالغ...وما ان استقرت على مقربة بضع انشات منه......
حتى لاحظت التجاعيد وخطوط التوتر والهموم التي حفرت في وجهه عميقاً عبر السنين....
امتدت يده....لتلمس حنايا وجهها....ولاحت الدموع في عينيه...وهو يقول:" انكي تشبهين والدك كثيراً!"
لم تعرف ماذا تقول.......لكن بدا واضحاً بأن العجوز كان يعاني ويتألم فراق ابنه وبعده عنه!
هبطت يده وهو يمسك بالعصا الخشبية ذات الرأس الذهبي....كان يتمسك بها جيداً...وكأنه يخشى السقوط....
رفع رأسه بخيلاء....وكأنه قائد جيش...وقال بصوت حازم....:" حسناً يا فتاة! ألا تعرفين كيف تعانقين جدك!؟؟؟"

رفعت ايزيل نظرها اليه..ولما لمحت الابتسامة تشق طريقها الى ملامح وجهه العابسة...ابتسمت هي الاخرى...وقالت :" طبعاً!"

واقتربت منه معانقة اياه.......بينما تحركت يده بالكاد حول ذراعيها....ولم يستطع منع دموعه من الانسياب!

لم تستطع ماغي حبس دموعها هي الاخرى...

نزعها عنه...وهو يمسح دموعه....وحينما لاحظ دموعها على وجنتيها...بادر لمسحها...وهو يقول:" والآن..تعالي اجلسي الى جانبي واخبريني كل شيء عنك!"

مد ذراعه لها كي تساعده على الجلوس....وفرحت هي اشد الفرح لسماحه لها بالاقتراب منه الى هذا الحد!
وهنا استأذنت ماغي للذهاب للتاكد من جاهزية الغداء....ولم تكن تلك سوا حجة لتترك الجد وحفيدته...وتعطيهما فرصة التعرف على بعضيهما!
باتت تفهم الآن...كل شيء! كانت تتساءل دوماً اي نوع من الرجال ذلك الذي يقاطع ابنه..ويرفض التكلم معه كل هذه السنين؟ الآن عرفت....كل هذا الشموخ والكبرياء...الواضحين في ملامح جدها..بل هي تكاد تقسم أنه يود لو يقفز فرحاً لرؤيتها....ومع هذا تماسك وتحامل على كبريائه اللعينة تلك....ورحب بها..ولكن دون ان يظهر لهفته....كثيراً!

" لم لم توافق على رؤية ابي يا جدي؟؟ لقد كان يتحدث عنك كثيراً..وكان متأكداً من انك ستصفح عنه يوماً وتتفهم وجهة نظره!"

بدا الالم على وجه جدها:" لقد كنت اظن...بأن هناك وقت!!! لكنني كنت مخطئاً! كنت مخطئاً جداً!"
وهو يطلق تنهيدة تعبر عن مدى الاسى والالم اللذان يحرقان قلبه على ابنه......

" شيء عظيم!" أجفلت ايزيل من هذا الصوت والتفتت مرتعدة...فاذا بها ترى نيكولاس أمامها...وقد بدا اروع واكثر وسامة من ذي قبل....كان واضحاً بأنه قد اخذ حماماً...من خصلات شعره المبتلة...والمبعثرة باهمال.....
بينما لم يكلف نفسه عناء اغلاق ازرار قميصه الابيض المتهدل على اكتافه الضخمة..وعضلاته المشدودة... حتى منتصف صدره....
خجلت ايزيل من هذا المنظر..وأشاحت بوجهها صادة عنه.....

لكنه ابتسم بسخرية....وتابع قائلاً وهو يدخل ويجلس دون اكتراث على مقعد مقابل لها.....
" لم نحضرك الى هنا حتى تقلبي على جدي المواجع! ألا ترين كم هو متأثر بما جرى؟؟ألم تتعلمي اصول اللباقة في البلاد التي اتيت منها؟"

وهنا صرخ جده :" نيكولاس! "

لكن ايزيل كانت تربت على يد جدها مهدئة....وعادت لتقول دون ان تلتفت ناحية نيكولاس:" هذا صحيح! بالضبط كما لم تتعلم في بلادك التي جئت منها...أصول ارتداء الثياب!"

لاحت ابتسامة خفيفة على فم جدها....لقد أعجبه أن تكون حفيدته هادئة..رزينة...تفكر قبل ان تتكلم! وان تكلمت؟؟؟فإن كلمتها موجعة...كحد السيف!

ابتسم نيكولاس بسخرية:"أصول الثياب؟؟ ربما يجدر بك قول ذلك لنفسك....وأنتي ترتدين هذه الاشياء البدائية!"

ابتسمت..وقالت بهدوء:" ان كان الاحتشام برأيك...عودة للبدائية؟؟فبامكانك اعتباري كذلك... وبكل سرور!"
حسناً...كان واضحاً مدى غيظه من هدوئها..واجاباتها الرزينة....وهو الذي يحاول استفزازاها..واغاظتها! اذاً هذه الصغيرة...من نوع اخر..! من نوع يحتاج الى التخطيط والتفكير!حسناً..لا بأس! فهذا يبدو أكثر امتاعاً واثارة!

كان جدها يبتسم بغبطة وهو ينظر اليها..:" انكي فتاة حكيمة بالرغم من صغر سنك! أحسنتي صنعاً يافتاة....فقد كان نيكولاس يحتاج الى ذلك!" وهو يحدق الى نيكولاس بعتاب....فما كان من الاخير الا ان استأذن وغادر على الفور.....

" لا تحزني يا عزيزتي من نيكولاس....انه طيب وان كان يحاول مداراة ذلك بخشونته وسخريته اللاذعة! سترين مع الايام كيف بامكانه ان يكون احسن صديق!"

" انني ارى الكره يقطر من عينيه يا جدي؟ ولست افهم لماذا؟" قالت بحيرة....

أطرق جدها قليلاً....ثم قال:" حسناً..يستحسن بك معرفة الحقيقة الآن...! فلم يكن نيكولاس راغباً بمجيئك! انه ما زال يستنكر ما فعله خوليو....أقصد..أحمد (كان يقصد اباها)..وكان يرى بأن حضورك الى هنا...سيعذبني اكثر وسيجر المشاكل الى هذا المنزل مرة اخرى! لكن لا تقلقي..حالما يعرفك جيداً...سيبدل رأيه! أنا واثق!"

فوجئت ايزيل بهذه الحقيقة...." اذاً؟ فقد احضرني من المرفأ رغماً عنه...وبناءاً على طلبك؟"
" هذا بديهي...! ما كنت لاعهد بذلك سوا لابن عمك!"
فتحت عينيها دهشة:" ابن عمي؟ نيكولاس ابن عمي؟"
ايضاً ارتسمت الدهشة على وجه جدها:" ماذا؟ ألم يعرفك بنفسه...يالهذا الشيطان العنيد!"
" اذاً ماغي..هي زوجة عمي؟؟ولكن...أين ؟؟"
تنهد جدها ثانية وهو يقول:" لقد توفي منذ زمن بعيد...في حادث سقوط طائرة! لقد كان عمر نيكولاس حينها ثماني سنوات....لهذا شب رجلاً يتحمل المسؤولية منذ الصغر! لقد أشرفت على تربيته بنفسي!!" قال بفخر.....

تمتمت ايزيل بصوت خافت:" هذا واضح!"

وهنا اقتحمت عليهما ماغي خلوتهما..." حسناً ...سيكون هناك وقت للكلام في كل شيء..الآن يا عمي على الصغيرة ان ترتاح قليلاً قبل موعد الغداء..أليس كذلك؟"

" بالطبع...هيا حبيبتي اذهبي الان وارتاحي قليلاً...وسأراكي بعد ساعة!"
" حسناً...بالاذن!" وهي تنهض لتهم بالمغادرة....لكنها تعود لتلتفت الى جدها..الذي كان ينظر اليها بحنان....ابتسمت وطبعت قبلة على جبينه....ثم غادرت على الفور!
لم تكن تعرف مدى تأثير حنانها الفائض على قسوة جدها...واخماد عذاباته وآلام ضميره!
Poison ivy


Poison ivy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس